الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فان اتفاق جميع الرواة في كونهم مصريين في غاية القلة، ويزداد قلة باعتبار الجلالة، ثم أخذ يبين جلالة كل منهم وفضله.
3-
ومن اللطائف في ذلك أن أربعة من أصحاب الكتب الستة وهم البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي اتفقوا في رواية هذا الحديث سنداً ومتنا وشيخهم جميعاً فيه قتيبة بن سعيد.
4-
ذكر الحافظ في الفتح أنه لا يعرف اسم الرجل السائل في هذا الحديث فهو يعتبر من مبهمات المتن.
5-
في الإسناد ثلاثة كل منهم مفتى ممر في زمانه وهم أبو الخير ويزيد ابن أبى حبيب والليث بن سعد.
6-
أبو الخير ويزيد بن أبى حبيب تابعيان، فالحديث من رواية تابعي عن تابعي.
7-
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أحد العبادلة الفقهاء الأربعة في الصحابة وهم: عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في الكلام على الحديث الثاني.
8-
من اللطائف في ترجمة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ما ذكر من أن بينه وبين أبيه إحدى عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة.
المبحث الرابع: شرح الحديث:
1-
قوله: أي الإسلام خير؟ معناه أي خصال الإسلام خير؟ وخير أفعل تفضيل حذفت الهمزة من أوله، وكما يرد أفعل تفضيل كما هنا يرد اسما في مقابلة الشر، وقد جمع الله تعالى بينهما في قوله تعالى في سورة الأنفال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُم} فالأولى ما يقابل الشر والثانية أفعل تفضيل.
2-
قوله: أي الإسلام خير؟ مقول لقول محذوف أي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الإسلام خير وقد صرح بذلك في سنن ابن ماجه حيث قال: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الإسلام خير؟. وتقدم في التخريج.
3-
قوله: تطعم الطعام الخ، قال الحافظ في الفتح: هو في تقدير المصدر أي أن تطعم ومثله تسمع بالمعيدي انتهى. وقد ورد ذكر "أن " قبل الفعل في مسند الإمام أحمد كما تقدم في التخريج.
4-
قوله: تطعم الطعام، قال في الفتح: ذكر الإطعام ليدخل فيه الضيافة أو غيرها.
5-
قوله: وتقرأ السلام، قال في الفتح: وتقرأ بلفظ مضارع القراءة بمعنى تقول، قال أبو حاتم السجستاني: تقول اقرأ عليه السلام ولا تقول: أقرئه السلام، فإذا كان مكتوبا قلت: أقرئه السلام أي اجعله يقرأه اهـ. ولعل هذا باعتبار الغالب، فقد ورد لفظ أقرئه السلام في غير المكتوب كما في قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم أقرىء أمتك منى السلام الحديث.
6-
قوله: على من عرفت ومن لم تعرف، قال في الفتح: أي لا تخص به أحدا تكبرا أو تصنعا بل تعظيما لشعائر الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم، فان قيل اللفظ عام فيدخل الكافر والمنافق والفاسق، أجيب بأنه خص بأدلة أخرى أو أن النهي متأخر وكان هذا عاما لمصلحة التأليف، وأما من شك فيه فالأصل البقاء على العموم حتى يثبت الخصوص، وقال في موضع آخر قال النووي: وهذا العموم مخصوص بالمسلم فلا يبتدىء السلام على كافر. قلت: قد تمسك به من أجاز ابتداء الكافر بالسلام، ولا حجة فيه لأن الأصل مشروعية السلام للمسلم، فيحمل قوله (من عرفت) عليه، وأما (من لم تعرف) فلا دلالة فيه. بل إن عرف أنه مسلم فذاك وإلاّ فلو سلم احتياطا لم يمتنع حتى يعرف أنه كافر، وقال ابن بطال: في مشروعية السلام على غير
المعرفة استفتاح للمخاطبة للتأنيس ليكون المؤمنون كلهم إخوة فلا يستوحش أحد من أحد، وفي التخصيص ما قد يوقع في الاستيحاش ويشبه صدود المتهاجرين المنهي عنه انتهى.
7-
من فقه الحديث، وما يستنبط منه:
1-
حرص الصحابة رضوان الله عليهم على الخير ومعرفة الحق.
2-
الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين.
3-
إثبات تفاضل خصال الإسلام.
4-
البحث عن الفاضل من خصال الخير لإيلائه مزيد العناية.
5-
إخلاص العمل لله رجاء مثوبته.
6-
استعمال التواضع والإرشاد إليه.
7-
الحث على إفشاء السلام وأنه من خير خصال الإسلام.
8-
الحث على إطعام الطعام وأنه من خير خصال الإسلام.
9-
فيه دلالة على إكرام الضيف.
10-
بذل السلام للمعرفة وغير المعرفة.
11-
أنه لو ترك السلام على من لم يعرف احتمل أن يظهر أنه من معارفه فقد يوقعه في الاستيحاش منه.
12-
الإرشاد إلى أسباب تآلف القلوب واستجلاب ما يؤكد ذلك بين المؤمنين بالقول والفعل من التهادى وإطعام الطعام وإفشاء السلام وغير ذلك.