الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في شيوخه من يسمى آدم سواه بل ليسن في رجال صحيحه غيره إلا رجلا واحداً وهو آدم بن على العجلي وهو من التابعين وقد روى له هو والنسائي وقد انفرد البخاري عن مسلم بالرواية لهذين كما انفرد مسلم عن البخاري بالرواية لآدم ابن سليمان القرشي الكوفي ولم يرو له إلا حديثا واحدا في كتاب الإيمان من صحيحه في الآيتين من آخر سورة البقرة، فليس في صحيح مسلم من يسمى آدم سواه ولم يرد ذكره إلا في موضع واحد من صحيحه، وقد روى له الترمذي والنسائي.
وهؤلاء الثلاثة هم جملة من يسمى آدم في رجال الكتب الستة..
5-
شعبة هو ابن الحجاج ولا لبس في عدم نسبته لأنه ليس في رجال البخاري من يسمى شعبة غيره.
6-
في الإسناد رجل وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث وهو شعبة بن الحجاج وصفه بذلك سفيان الثوري كما في تهذيب التهذيب..
المبحث الرابع، شرح الحديث:
1-
قوله: على كل مسلم صدقة، ورد في مسند الطيالسي تقييد ذلك في كل يوم كما تقدم في التخريج وهذه الصدقة قال الحافظ في الفتح على سبيل الاستحباب المتأكد أو على ما هو أعم من ذلك والعبارة صالحة للإيجاب والاستحباب كقوله صلى الله عليه وسلم:"على المسلم ست خصال"، فذكر منها ما هو مستحب اتفاقا انتهى.
2-
قوله: قالوا فان لم يجد، أي ما يتصدق به قال الحافظ كأنهم فهموا من لفظ الصدقة العطية فسألوا عمن ليس عنده شيء فبين لهم أن المراد بالصدقة ما هو أعم من- ذلك ولو بإغاثة الملهوف والأمر بالمعروف.
3-
قوله: فيعين ذا الحاجة الملهوف، أي المستغيث سواء كان عاجزا أو مظلوما فيعينه بالفعل أو بالقول أو بهما معا.
4-
قوله: فليأمر بالخير- أو قال- بالمعروف، أي وينهي عن المنكر لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متلازمان وقد جاء الجمع بينهما في رواية أبى داود الطيالسي في مسنده كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في التخريج.
5-
قوله: فليمسك عن الشر فإنه له صدقة، المراد بالشر ما منعه الشرع والضمير في "فانه " يعود إلى الإمساك، وفي الرواية الأخرى فإنها له صدقة: بالضمير المؤنث باعتبار الخصلة من الخير التي هي الإمساك والضمير في له يعود إلى المسلم الممسك عن الشر.
6-
قوله: فليمسك عن الشر فانه له صدقة، قال الزين بن المنير كما في الفتح: إنما يحصل ذلك للممسك عن الشر إذا نوى بالإمساك القربة بخلاف محض الترك، والإمساك أعم من أن يكون عن كيره فكأنه تصدق عليه بالسلامة منه فان كان شره لا يتعدى نفسه فقد تصدق على نفسه بأن منعها من الإثم. انتهى.
7-
وقال الزين بن المنير كما في الفتح أيضا: وليس ما تضمنه الخبر عن قوله "فان لم يجد" ترتيبا وإنما هو للإيضاح لما يفعله من عجز عن خصلة من الخصال المذكورة فانه يمكنه خصلة أخرى فمن أمكنه أن يعمل جمده فيتصدق وأن يغيث الملهوف وأن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويمسك عن الشر فليفعل الجميع..
8-
من فقه الحديث، وما يستنبط منه:
1-
الحث على الصدقة.
2-
أن الصدقة كما تطلق على إنفاق المال تطلق على جميع أفعال الخير.
3-
التنبيه على العمل والتكسب للاستفادة والإفادة.
4-
الحث على فعل الخير مهما أمكن.
5-
أن من قصد فعل خصلة من خصال الخير فتعسر عليه ذلك فلينتقل إلى فعل غيرها.
6-
أن أعمال الخير تنزل منزلة الصدقات في الأجر ولاسيما في حق من لا يقدر عليها.
7-
أن الصدقة في حق القادر عليها أفضل من الأعمال القاصرة.
8-
في الحديث تسلية للعاجز عن فعل المندوبات إذا كان عجزه عن ذلك عن غير اختيار.
9-
أن الأحكام تجرى على الغالب لأن في المسلمين من يأخذ الصدقة المأمور بصرفها وقد قال: على كل مسلم صدقة.
10-
مراجعة العالم في تفسير المجمل وتخصيص العام.
11-
فضل التكسب وعمل الإنسان بيده لما فيه من الإغناء عن ذل السؤال، وإفادة الغير.
12-
تقديم النفس والبدء بالأهم فالمهم لقوله "فينفع نفسه ويتصدق".
13-
أن كل شيء يفعله المرء أو يقوله من الخير يكتب له صدقة.
14-
أن الصدقة بمعناها العام لا تختص بأهل اليسار بل كل واحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال بغير مشقة.
15-
أن خصال الخير تتفاضل وبعضها أولى من بعض.
16-
الحث على إعانة المحتاج ولاسيما الملهوف.
17-
الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
18-
أن الترك عمل وكسب للعبد يثاب عليه إذا كان من أجل الله.
19-
أن الإحسان إلى الغير والشفقة على الخلق متأكد وهو إما بحال حاصل أو ممكن التحصيل أو بغير مال وذلك إما فعل وهو الإعانة، أو قول وهو الأمر بالمعروف، أوترك وهو الإمساك عن الشر مع قصد القربة.
20-
حرص الصحابة رضوان الله عليهم علي معرفة الحق وتبين درجات الخير.
21-
أن إمساك المسلم عن الشر صدقة منه على نفسه أو على غيره مع نفسه.
22-
أنه لا أقل من الإمساك عن الشر إن لم يحصل من المسلم فعل الخير مع ذلك.