المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب قول الله تعالى: {فإن لله خمسه وللرسول} (الأنفال: 14) . يعني للرسول قسم ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي) - عمدة القاري شرح صحيح البخاري - جـ ١٥

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌(بابٌ إذَا غَنِمَ الْمُشْرِكُونَ مالَ الْمُسْلِمُ ثُمَّ وجَدَهُ المُسْلِمُ)

- ‌(بابُ مَنْ تَكَلَّمَ بالْفَارِسِيَّةِ والرَّطَانَةِ)

- ‌(بابُ الغُلُولِ)

- ‌(بابُ القَلِيلِ مِنَ الغُلُولِ)

- ‌(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ذَبْحِ الإبِلِ والغَنَمِ فِي المَغَانِمِ)

- ‌(بابُ الْبِشَارَةِ فِي الْفُتُوحِ)

- ‌(بابُ مَا يُعْطَى لِلْبَشِيرِ)

- ‌(بابٌ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ)

- ‌(بابٌ إذَا اضْطُرَّ الرَّجُلُ إِلَى النَّظَرِ فِي شُعُورِ أهْلِ الذِّمَّةِ والْمؤْمِناتِ إِذا عَصَيْنَ الله وتَجْرِيدِهِنَّ)

- ‌(بابُ اسْتِقْبَالِ الغُزَاةِ)

- ‌(بابُ مَا يَقُولُ إذَا رَجَع مِنَ الغَزْوِ)

- ‌(بابُ الصَّلاةِ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ)

- ‌(بابُ الطَّعامِ عنْدَ القُدُومِ)

- ‌(كتابُ الخُمُسِ)

- ‌(بابُ فَرْضِ الخُمُسِ)

- ‌(بابٌ أدَاءُ الْخُمْسِ مِنَ الدِّينِ)

- ‌(بابُ نَفَقَةِ نِساءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعْدَ وفَاتِهِ)

- ‌(بابُ مَا جاءَ بُيُوتِ أزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَا نُسِبَ مِنَ البُيُوتِ إلَيْهِنَّ)

- ‌(بابُ مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعَصاهُ وسَيْفِهِ وقَدَحِهِ وخاتَمِهِ وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ مِنْ ذلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرُ قِسْمَتُهُ وَمن شَعَرِهِ ونَعْلِهِ وآنِيَتِهِ مِمَّا يتَبَرَّكُ أصْحَابُهُ

- ‌(بابُ الدَّلِيلِ علَى أنَّ الخُمُسَ لِنَوَائِبِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَالمَسَاكِينِ وإيثَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أهْلَ الصُّفَّةِ والأرَامِلَ حِينَ سألَتْهُ فاطِمَةُ وشَكَتْ إلَيْهِ الطَّحْنَ والرَّحَى أنْ يُخْدِمَهَا مِنَ

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {فإنَّ لله خُمُسَهُ ولِلْرَّسُولِ} (الْأَنْفَال: 14) . يَعْنِي لِلرَّسُولِ قَسْمَ ذَلِكَ قَالَ رسوُلُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّما أنَا قاسِمٌ وخازِنٌ وَالله يُعْطِي)

- ‌(بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُحِلَّتْ لَكُمُ الغَنَائِمُ)

- ‌(بَاب الْغَنِيمَة لمن شهد الْوَقْعَة)

- ‌(بابُ مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ هَلْ يَنْقُصُ مِنْ أجْرِهِ)

- ‌(بابُ قِسْمَةِ الإمامِ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ ويَخْبَاُ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرْهُ أوْ يَغِيبُ عَنْهُ)

- ‌(بابٌ كَيْفَ قسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيْظَةَ والنَّضِيرَ وَمَا أعْطَى مِنْ ذَلِكَ فِي نَوَائِبِهِ)

- ‌(بابُ بَرَكَةِ الغَازِي فِي مالِهِ حيَّاً ومَيِّتاً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ووُلَاةِ الأمْرِ)

- ‌(بابٌ إِذا بَعَثَ الإمامُ رسولاٍ فِي حاجَةٍ أوْ أمَرَهُ بالْمُقَامِ هَلْ يُسْهَم لَهُ)

- ‌(بابٌ ومِنَ الدَّلِيلِ علَى أنَّ الخُمُسَ لِنَوائِبِ المُسْلِمِينَ مَا سَأَلَ هَوازِنُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِرَضَاعِهِ فِيهِم فتَحَلَّلَ مِنَ المُسْلِمِينَ وَمَا كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعِدُ النَّاسَ أنْ يُعْطِيهُمْ مِنَ الفَيْءِ

- ‌(بابُ مَا مَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الأُسَارَى مِنْ غَيْرِ أنْ يُخَمِّسَ)

- ‌(بابٌ ومِنَ الدَّلِيلِ علَى أنَّ الخُمُسَ لِلإمَامِ وأنَّهُ يُعْطِي بعض قَرَابَتَه دُونَ بَعْضٍ مَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي المُطَّلِبِ وبَني هاشِمٍ مِنْ خَمْسِ خَيْبَرَ)

- ‌(بابُ منْ لَم يُخَمِّسِ الأسْلَابَ)

- ‌(بابُ مَا كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي المُؤلَّفَةَ قُلوبُهُمْ وغَيْرَهُمْ مِنَ الخُمْسِ ونَحْوهِ)

- ‌(بابُ مَا يُصِيبُ مِنَ الطَّعامِ فِي أرْضِ الحَرْبِ)

- ‌(كِتَابُ الْجِزْيَةِ والْمُوَادَعَةِ مَعَ أهْلِ الذِّمَّةِ والحَرْبِ)

- ‌(بابٌ إذَا وادَعَ الإمَامُ مَلِكَ القَرْيَةِ هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ لِبَقِيَّتِهِمْ

- ‌(بابُ الوَصاةِ بأهْلِ ذِمَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌(بابُ مَا أقْطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ البَحْرَيْنِ وَمَا وعَدَ مِنْ مالِ البَحْرَيْنِ والجِزْيَةِ ولِمَنْ يُقْسَمُ الفَيْءُ والجِزْيَةُ)

- ‌(بابُ إثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعاهَدَاً بِغَيْرِ جُرْمٍ)

- ‌(بابُ إخْرَاجِ الَيهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ)

- ‌(بابٌ إذَا غدَرَ المُشْرِكُونَ بالمُسْلِمينَ هَلْ يُعْفَى عَنْهُمْ)

- ‌(بَاب الدُّعاءِ عَلَى مَنْ نَكَثَ عَهْدَاً)

- ‌(بابُ أمانِ النِّسَاءِ وجِوارِهنَّ)

- ‌(بابٌ ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وجِوارُهُمْ واحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أدْناهُمْ)

- ‌(بابٌ إذَا قَالُوا صَبَأْنَا ولَمْ يُحْسِنُوا أسْلَمْنَا)

- ‌(بابُ المُوَادَعَةِ والْمُصَالَحَةِ مَعَ المُشْرِكِينَ بالمالِ وغَيْرِهِ وإثْمِ مَن لَمْ يَفِ بالْعَهْدِ)

- ‌(بابُ فَضْلِ الوَفاءِ بالْعَهْدِ)

- ‌(بابٌ هَلْ يُعْفَى عنِ الذِّمِّيِّ إذَا سَحَرَ)

- ‌(بابُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ)

- ‌(بابٌ كَيْفَ يُنْبَذُ إِلَى أهْلِ العَهْدِ)

- ‌(بابُ إثْمِ منْ عاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ)

- ‌ بَاب

- ‌(بابُ الْمُصَالَحَةِ علَى ثَلاثَةِ أيَّامٍ أوْ وَقْتٍ مَعْلُومٍ)

- ‌(بالُ المُوَادَعَةِ منْ غَيْرِ وَقْتٍ)

- ‌(بابُ طَرْحِ جِيَفِ المُشْرِكِينَ فِي البِئْره وَلَا يُؤْخَذُ لَهُمْ ثَمَنٌ)

- ‌(بابُ إثْمِ الغَادِرِ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ)

- ‌(كتابُ بَدْءِ الخَلْقِ)

- ‌(بابُ مَا جاءَ فِي قَوْلِ الله تعَالى: {وهْوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وهُوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ} (الرّوم:

- ‌(بابُ مَا جاءَ فِي سَبْعِ أرَضينَ)

- ‌(بابٌ فِي النُّجُومِ)

- ‌(بابُ صِفَةِ الشَّمْسِ والقَمَرِ بِحُسْبَانٍ)

- ‌(بابُ مَا جاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وهْوَ الَّذي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الْأَعْرَاف:

- ‌(بابُ ذِكْرِ المَلَائِكَةِ صَلَواتُ الله علَيْهِمْ)

- ‌(بابٌ إذَا قَالَ أحدُكُمْ آمِينَ والمَلائِكَةُ فِي السَّماءِ فَوافَقَتْ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)

- ‌(بابُ مَا جاءَ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ وأنَّهَا مَخْلُوقَةٌ)

- ‌(بابُ صِفَةِ أبْوَاب الجَنَّةِ)

- ‌(بابُ صِفَةِ النَّارِ وأنَّهَا مَخْلُوقَةٌ)

- ‌(بابُ صِفَةِ إبْلِيسَ وجُنُودِهِ)

- ‌(بابُ ذِكْرِ الجِنِّ وثَوَابِهِمْ وعِقَابِهِمْ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله جَلَّ وعَزَّ: {وإذْ صَرَفْنَا إلَيْكَ نَفَرَاً مِنَ الجِنِّ} إِلَى قَوْلِهِ {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الْأَحْقَاف:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعَالى {وبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} (الْبَقَرَة:

- ‌(بَاب خير مَال الْمُسلم غنم يتبع بهَا شعف الْجبَال)

- ‌(بابٌ خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الحَرَمِ)

- ‌(بابٌ إذَا وقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ فإنَّ فِي إحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءٌ وَفِي الأخْرَى شِفَاءً)

- ‌(كِتابُ أحَادِيثِ الأنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ)

- ‌(بابُ خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ الله علَيْهِ وذُرِّيَّتِهِ)

- ‌(بابُ قَوْل الله تَعَالَى: {وإذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إنِّي جاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً} (الْبَقَرَة:

- ‌(بابٌ الأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله عز وجل {ولَقَدْ أرْسَلْنا نُوحَاً إلَى قَوْمِهِ} (هود:

- ‌(بابٌ {وإنَّ إلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إذْ قالَ لِقَوْمِهِ ألَا تَتَّقُونَ أتدْعُونَ بَعْلاً وتَذَرُونَ أحْسَنَ الخَالِقِينَ الله رَبُّكُمْ وربُّ آبائِكُمْ الأوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فإنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إلَاّ عِبادَ الله المُخْلِصِينَ

- ‌(بابُ ذِكْرِ إدْرِيسَ عليه السلام

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى {وَإِلَى عَاد أخاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله} (هود: 05) . الْآيَة)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله عز وجل {وأمَّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِريحٍ صَرْصَرٍ} شَدِيدَةٍ {عَاتِيَةٍ} (الحاقة: 8) . قالَ ابنُ عُيَيْنَةَ عَتَتْ عَلى الخُزَّانِ سَخَّرَهَا علَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وثَمَانِيَةَ أيَّامٍ حُسومَاً مُتَتَابِعَةً فتَرَى

- ‌(بابُ قِصَّةِ يأجُوُجَ ومأجُوجَ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى {واتَّخَذَ الله إبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النِّسَاء:

- ‌(بابٌ يَزِفّونَ النَّسَلَانُ فِي المَشْيِ)

- ‌(بابٌ قَوْلُهُ عز وجل: {ونَبِّئْهُمْ عنْ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ إذْ دَخَلُوا علَيْهِ. .} (الْحجر: 15) . الْآيَة: لَا تَوْجَلْ لَا تَخَفْ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعَالى {واذْكُرْ فِي الكِتَابِ إسْمَاعِيلَ إنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعْدِ} (مَرْيَم:

- ‌(بابُ قِصَّةِ إسْحَاقَ بنِ إبْرَاهِيمَ عليهما السلام

- ‌(بابٌ {أمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءً إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ} إِلَى قَوْلِهِ {ونحْن لَهُ مُسْلِمُونَ} (الْبَقَرَة:

- ‌(بابٌ {ولُوطَاً إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتَأتُونَ الْفَاحِشَةَ وأنْتُمْ تُبْصِرُونَ أئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلَاّ أنْ قالُوا أخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ

- ‌(بابٌ {فَلَمَّا جاءَ آلُ لُوطٍ المُرْسَلُونَ قَالَ إنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} (الْحجر:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى {وَإِلَى ثَمُودَ أخاهُمْ صالِحَاً} (الْأَعْرَاف:

- ‌(بابٌ {أمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ} (الْبَقَرَة:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وإخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (يُوسُف:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعالى عز وجل {وأيُّوبَ إذْ نادَى رَبَّهُ أنِّي مسَّنِي الضُّرُّ وأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الْأَنْبِيَاء:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى {واذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسَى إنَّهُ كانَ مُخْلِصَاً وكانَ رسُولاً نبِيَّاً ونادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُورِ الأيْمَنِ وقَرَّبْنَاهُ نَجِيَّا} كَلَّمَهُ {ووَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أخَاهُ هارُونَ نَبِيَّاً}

- ‌(بابُ قَوْلِ الله عز وجل {وهَلْ أتَاكَ حَديثُ مُوسَى إذْ رَأى نَارا} إِلَى قَوْلِهِ {بالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} (طه:

- ‌(بابٌ {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمْ إيمَانَهُ} إِلَى قولِهِ {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (غَافِر:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله عز وجل {وهَلْ أتاكَ حِديثُ مُوسَى} (طه: 9 01) . {وكلَّمَ الله مُوسَى تَكْلِيماً} (النِّسَاء:

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعالَى {وَوَاعَدْنا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وأتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأِخِيهِ هارُونَ أخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وأصْلِحْ ولَا تَتَّبِعِ سَبِيلَ الْمُفْسِدين ولَمَّا جاءَ مُوساى

- ‌ بَاب

- ‌(بابُ طُوفانٍ مِنَ السَّيْلِ)

- ‌باب

- ‌(بابٌ {يَعْكِفُونَ عَلَى أصْنَامٍ لَهُمْ} (الْأَعْرَاف:

- ‌(بابٌ {وإذْ قالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (الْبَقَرَة:

- ‌(بابُ وفاتِ مُوساى وذِكْرُهُ بَعْدُ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعالَى {وضَرَبَ الله مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأةَ فِرْعَوْنَ} إِلَى قَوْله: {وكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ} (التَّحْرِيم:

- ‌(بابٌ {إنَّ قَارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} (الْقَصَص: 67) . الْآيَة)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعالَى {وَإِلَى مَدْيَنَ أخَاهُمْ شُعَيْبَاً} (الْأَعْرَاف: 58، هود: 48، وَالْعَنْكَبُوت:

الفصل: ‌(باب قول الله تعالى: {فإن لله خمسه وللرسول} (الأنفال: 14) . يعني للرسول قسم ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي)

ذكر الْخمس، لكنه يفهم من معنى الحَدِيث، وروى إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة وَحَمَّاد بن سَلمَة عَن عَطاء ابْن السَّائِب عَن أَبِيه عَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لعَلي وَفَاطِمَة: لَا أخدمكما وأدع أهل الصّفة يطوون جوعا لَا أجد مَا أنْفق عَلَيْهِم، لَكِن أبيعه فأنفقه عَلَيْهِم.

وَبدل، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وباللام: ابْن المحبر، بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة: مر فِي الصَّلَاة، وَالْحكم: بِفتْحَتَيْنِ هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَابْن أبي ليلى هُوَ عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، وَقَالَ ابْن الْأَثِير فِي (الْجَامِع) : إِذا أطلق المحدثون: ابْن أبي ليلى، يعنون: عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، وَإِذا أطلقهُ الْفُقَهَاء يُرِيدُونَ ابْنه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي فَضَائِل عَليّ عَن بنْدَار عَن غنْدر، وَفِي النَّفَقَات عَن مُسَدّد، وَفِي الدَّعْوَات عَن سُلَيْمَان بن حَرْب. وَأخرجه مُسلم فِي الدَّعْوَات عَن مُحَمَّد بن الْمثنى وَبُنْدَار وَعَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَعَن عبد الله بن معَاذ عَن أَبِيه وَعَن مُحَمَّد بن الْمثنى عَن ابْن أبي عدي. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب عَن مُسَدّد بِهِ وَعَن حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة بِهِ.

قَوْله: (مَا تلقى من الرَّحَى مِمَّا تطحن)، وَفِي رِوَايَة مُسلم: مَا تلقى من الرَّحَى فِي يَدهَا. قَوْله: (أَتَى بسبي) السَّبي النهب، وَأخذ النَّاس عبيدا وإماء. قَوْله:(خَادِمًا) هُوَ يُطلق على العَبْد وَالْجَارِيَة. قَوْله: (فَلم توافقه)، أَي: لم تصادفه وَلم تَجْتَمِع بِهِ، وَفِي رِوَايَة مُسلم: فَلم تَجدهُ، وَلَقِيت عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، أخْبرته عَائِشَة بمجيء فَاطِمَة إِلَيْهَا. قَوْله:(فَأَتَانَا) أَي: النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَالْحَال أَنا قد أَخذنَا مضاجعنا. قَوْله:(فذهبنا لنقوم)، أَي: لِأَن نقوم، وَفِي رِوَايَة مُسلم: فذهبنا نقوم. قَوْله: (على مَكَانكُمَا)، أَي: لَا تفارقا عَن مَكَانكُمَا والزماه، وَفِي رِوَايَة مُسلم: على مَكَانكُمَا، فَقعدَ بَيْننَا. قَوْله:(حَتَّى وجدت برد قَدَمَيْهِ على صَدْرِي) وَكلمَة: حَتَّى، غَايَة لمقدر تَقْدِيره: فَدخل هُوَ فِي مضجعنا، ولظهوره ترك، وَفِي لفظ: وَكَانَت لَيْلَة بَارِدَة، وَقد دخلت هِيَ وَعلي فِي اللحاف، فأرادا أَن يلبسا الثِّيَاب، وَكَانَ ذَلِك لَيْلًا، وَفِي لفظ جَابر: من عِنْد رأسهما، وَأَنَّهَا أدخلت رَأسهَا فِي اللفاع يَعْنِي: اللحاف، حَيَاء من أَبِيهَا. قَالَ عَليّ: حَتَّى وجدت برد قَدَمَيْهِ على صَدْرِي فسخنتها، وروى مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَن فَاطِمَة أَتَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم تسأله خَادِمًا وَشَكتْ الْعَمَل، فَقَالَ: مَا ألفيته عندنَا؟ قَالَ: أَلا أدلك على خير

؟ الحَدِيث. وَفِي (علل) الدَّارَقُطْنِيّ: أَن أم سَلمَة هِيَ الَّتِي قَالَت لرَسُول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن ابْنَتي فَاطِمَة جاءتك تلتمسك

الحَدِيث، وروى أَبُو دَاوُد، وَقَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن صَالح، قَالَ: حَدثنَا عبد الله ابْن وهب، قَالَ: حَدثنَا عَيَّاش بن عقبَة الْحَضْرَمِيّ عَن الْفضل بن حسن الضمرِي: أَن أم الحكم أَو ضباعة ابْنَتي الزبير حدثته عَن إِحْدَاهمَا. إِنَّهَا قَالَت: أصَاب رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم سبياً، فَذَهَبت أَنا وأختي فَاطِمَة بنت رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم فشكونا إِلَيْهِ مَا نَحن فِيهِ، وسألناه أَن يَأْمر لنا بِشَيْء من السَّبي، فَقَالَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم: سبقكن يتامى بدر، ثمَّ ذكر قصَّة التَّسْبِيح. قَوْله:(أَلا أدلكما على خير مِمَّا سألتما؟) ويروى: سألتماه؟ بالضمير، وَإِنَّمَا أسْند السُّؤَال إِلَيْهِمَا مَعَ أَن السَّائِل هِيَ فَاطِمَة فَقَط، لِأَن سؤالها كَانَ بِرِضَاهُ، فَإِن قلت: أَيْن وَجه الْخَيْرِيَّة فِي الدُّنْيَا أَو الْآخِرَة أَو فيهمَا؟ قلت: فَائِدَة الذّكر ثَوَاب الْآخِرَة، وَفَائِدَة الْجَارِيَة خدمَة الطَّحْن وَنَحْوه، وَالثَّوَاب أَكثر وَأبقى فَهُوَ خير.

7 -

(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى: {فإنَّ لله خُمُسَهُ ولِلْرَّسُولِ} (الْأَنْفَال: 14) . يَعْنِي لِلرَّسُولِ قَسْمَ ذَلِكَ قَالَ رسوُلُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّما أنَا قاسِمٌ وخازِنٌ وَالله يُعْطِي)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان معنى قَول الله تَعَالَى: {فَإِن لله خمسه} (الْأَنْفَال: 14) . إِلَى آخِره، هَذَا اللَّفْظ من قَوْله تَعَالَى:{وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُم من شَيْء فَإِن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل} (الْأَنْفَال: 14) . الْآيَة، بَين الله تَعَالَى فِيهَا إحلال الْغَنَائِم لهَذِهِ الْأمة من بَين سَائِر الْأُمَم، وَالْغنيمَة هِيَ المَال الْمَأْخُوذ من الْكفَّار بِإِيجَاف الْخَيل والركاب، والفيء مَا أَخذ مِنْهُم بِغَيْر ذَلِك كالأموال الَّتِي يصالحون عَلَيْهَا، أَو يتوفون عَنْهَا وَلَا وَارِث لَهُم، والجزية وَالْخَرَاج وَنَحْو ذَلِك، قَوْله:(يَعْنِي للرسول قسم ذَلِك) هَذَا تَفْسِير البُخَارِيّ قَوْله تَعَالَى: {فَإِن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ} (الْأَنْفَال: 14) . قَالَ الْكرْمَانِي: يَعْنِي: للرسول قسمته، لَا أَن سَهْما مِنْهُ لَهُ، ثمَّ قَالَ: وَقَالَ شَارِح (التراجم) : مَقْصُود البُخَارِيّ تَرْجِيح قَول من قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لم يملك خمس الْخمس، وَإِنَّمَا كَانَ إِلَيْهِ قسمته فَقَط.

قلت: هَذَا الْبَاب فِيهِ اخْتِلَاف لِلْمُفَسِّرِينَ، فَقَالَ بَعضهم: لله نصيب يَجْعَل فِي الْكَعْبَة، فَعَن أبي عالية الريَاحي: كَانَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 36

يُؤْتى بِالْغَنِيمَةِ فَيقسمهَا على خَمْسَة، يكون أَرْبَعَة أَخْمَاس لمن شَهِدَهَا، ثمَّ يَأْخُذ الْخمس فَيضْرب بِيَدِهِ فِيهِ، فَيَأْخُذ مِنْهُ الَّذِي قبض كَفه، فَيَجْعَلهُ للكعبة، وَهُوَ سهم لله تَعَالَى، ثمَّ يقسم مَا بَقِي على خَمْسَة أسْهم فَيكون: سهم للرسول، وَسَهْم لِذَوي الْقُرْبَى، وَسَهْم لِلْيَتَامَى، وَسَهْم للْمَسَاكِين، وَسَهْم لِابْنِ السَّبِيل. وَقَالَ آخَرُونَ: ذكر الله استفتاح كَلَام للتبرك وَسَهْم للرسول، وَعَن ابْن عَبَّاس: أَن سهم الله وَسَهْم الرَّسُول وَاحِد، وَهَكَذَا قَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَالْحسن بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَالْحسن الْبَصْرِيّ وَالشعْبِيّ وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَقَتَادَة وَآخَرُونَ: إِن سهم الله وَرَسُوله وَاحِد. ثمَّ اخْتلف الْقَائِلُونَ لهَذَا القَوْل، فروى عَليّ عَن ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَانَت الْغَنِيمَة تقسم على خَمْسَة أَقسَام فَأَرْبَعَة مِنْهَا بَين من قَاتل عَلَيْهَا، وَخمْس وَاحِد يقسم على أَرْبَعَة أَخْمَاس، فربع لله وَلِلرَّسُولِ، فَمَا كَانَ لله وَلِلرَّسُولِ فَهُوَ لقرابة رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، وَلم يَأْخُذ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، من الْخمس شَيْئا، وروى ابْن أبي حَاتِم من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة فِي قَوْله:{وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُم من شَيْء فَإِن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ} (الْأَنْفَال: 14) . قَالَ: الَّذِي لله فلنبيه، وَالَّذِي للرسول فلأزواجه، وَعَن عَطاء بن أبي رَبَاح: خمس الله وَرَسُوله وَاحِد، يحمل مِنْهُ ويصنع فِيهِ مَا شَاءَ، يَعْنِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ آخَرُونَ: إِن الْخمس يتَصَرَّف فِيهِ الإِمَام بِالْمَصْلَحَةِ للْمُسلمين كَمَا يتَصَرَّف فِي مَال الْفَيْء، وَهَذَا قَول مَالك وَأكْثر السّلف.

وَقد اخْتلف أَيْضا فِي الَّذِي كَانَ يَنَالهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من الْخمس مَاذَا يصنع بِهِ من بعده؟ فَقَالَت طَائِفَة: يكون لمن يَلِي الْأَمر من بعده، رُوِيَ ذَلِك عَن أبي بكر وَعلي وَقَتَادَة وَجَمَاعَة، وَقَالَ آخَرُونَ: يصرف فِي مصَالح الْمُسلمين. وَقَالَ آخَرُونَ: بل هُوَ مَرْدُود على بَقِيَّة الْأَصْنَاف ذَوي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل، وَاخْتَارَهُ ابْن جرير، وَقيل: إِن الْخمس جَمِيعه لِذَوي الْقُرْبَى، وَقَالَ الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: كَانَ أَبُو بكر وَعمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، يجعلان سهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الكراع وَالسِّلَاح. قلت لإِبْرَاهِيم: مَا كَانَ عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يَقُول فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ أَشَّدهم فِيهِ، وَهَذَا قَول طَائِفَة كَثِيرَة من الْعلمَاء، وَذكر ابْن المناصف فِي كتاب الْجِهَاد عَن مَالك: أَن الْفَيْء وَالْخمس سَوَاء يجعلان فِي بَيت المَال وَيُعْطِي الإِمَام أقَارِب سيدنَا رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم بِقدر اجْتِهَاده، وَلَا يُعْطون من الزَّكَاة لقَوْله صلى الله عليه وسلم: لَا تحل الصَّدَقَة لآل مُحَمَّد وهم بَنو هَاشم، وَقَالَ فِي الْخمس والفيء: هُوَ حَلَال للأغنياء، وَيُوقف مِنْهُ لبيت المَال، بِخِلَاف الزَّكَاة. وَقَالَ عبد الْملك: المَال الَّذِي آسى الله، عز وجل، فِيهِ بَين الْأَغْنِيَاء والفقراء مَال الْفَيْء، وَمَا ضارع الْفَيْء من ذَلِك أَخْمَاس الْغَنَائِم وجزية أهل العنوة وَأهل الصُّلْح وخراج الأَرْض وَمَا صولح عَلَيْهِ أهل الشّرك فِي الْهُدْنَة وَمَا أَخذ عَلَيْهِ من تجار أهل الْحَرْب إِذا خَرجُوا لتجاراتهم إِلَى دَار الْإِسْلَام، وَمَا أَخذ من أهل ذمتنا إِذا أتجروا من بلد إِلَى بلد وَخمْس الرِّكَاز حَيْثُ مَا وجد يبْدَأ عِنْدهم فِي تَفْرِيق ذَلِك بالفقراء وَالْمَسَاكِين واليتامى وَابْن السَّبِيل، ثمَّ يُسَاوِي بَين النَّاس فِيمَا بَقِي شريفهم ووضيعهم، وَمِنْه يرْزق وَالِي الْمُسلمين وقاضيهم، وَيُعْطى غازيهم، ويسد ثغورهم ويبنى مَسَاجِدهمْ وقناطرهم ويفك أسيرهم، وَمَا كَانَ من كَافَّة الْمصَالح الَّتِي لَا تُوضَع فِيهَا الصَّدقَات فَهَذَا أَعم فِي الْمصرف من الصَّدقَات، لِأَنَّهُ يجْرِي فِي الْأَغْنِيَاء والفقراء، وَفِيمَا يكون فِيهِ مصرف الصَّدَقَة وَمَا لَا يكون، هَذَا قَول مَالك وَأَصْحَابه، وَمن ذهب مَذْهَبهم: أَن الْخمس والفيء مصرفهما وَاحِد، وَذهب الشَّافِعِي وَأَبُو حنيفَة وأصحابهما وَالْأَوْزَاعِيّ وَأَبُو ثَوْر وَدَاوُد وَإِسْحَاق وَالنَّسَائِيّ وَعَامة أَصْحَاب الحَدِيث وَالْفِقْه إِلَى التَّفْرِيق بَين مصرف الْفَيْء وَالْخمس، فَقَالُوا: بالخمس مَوْضُوع فِيمَا عينه الله فِيهِ من الْأَصْنَاف المسمين فِي آيَة الْخمس من سُورَة الْأَنْفَال لَا يتَعَدَّى بِهِ إِلَى غَيرهم، وَلَهُم مَعَ ذَلِك فِي تَوْجِيه قسمه عَلَيْهِم بعد وَفَاة سيدنَا رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم خلاف، وَأما الْفَيْء فَهُوَ الَّذِي يرجع النّظر فِي مصرفه إِلَى الإِمَام بِحَسب الْمصلحَة وَالِاجْتِهَاد.

قَوْله: (قَالَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا أَنا قَاسم وخازن وَالله يُعْطي) ، احْتج البُخَارِيّ بِهَذَا التَّعْلِيق على مَا ذهب إِلَيْهِ من الرَّد على من جعل لرَسُول الله، صلى الله عليه وسلم خمس الْخمس ملكا، وَأسْندَ أَبُو دَاوُد هَذَا التَّعْلِيق من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بِلَفْظ: إِن أَنا إلَاّ خَازِن أَضَع حَيْثُ أمرت. وَالله أعلم.

4113 -

حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ قَالَ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ سُلَيْمَانَ ومَنْصُورٍ وقَتادَةَ أنَّهُمْ سَمِعُوا سالِمَ بنَ أبِي

ص: 37

الجَعْدِ عنْ جابِرِ بنِ عبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ منَّا مِنَ الأنْصَارِ غُلَامٌ فأرَادَ أنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدَاً قَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ إنَّ الأَنْصَارِيَّ قَالَ حَمَلْتُهُ علَى عُنُقِي فأتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي حدِيثِ سُلَيْمَانَ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فأرَادَ أنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّداً قَالَ سَمُّوا باسْمِي ولَا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي فإنِّي إنَّمَا جُعِلْتُ قاسِماً أقْسِمُ بَيْنَكُمْ. وَقَالَ حُصَيْنٌ بُعِثْتُ قاسِماً أقْسِمُ بَيْنَكُمْ. قالَ عَمْرٌ وأخْبرنَا شُعْبَةُ عنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ سالِماً عنْ جابِرٍ أرَادَ أنْ يُسَمِّيَهُ القاسِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَمُّوا باسْمِي ولَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (إِنَّمَا جعلت قاسماً أقسم بَيْنكُم) . وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ، وَسليمَان هُوَ الْأَعْمَش، وَمَنْصُور هُوَ ابْن الْمُعْتَمِر.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن مُحَمَّد بن كثير وَفِي الْأَدَب عَن آدم. وَأخرجه مُسلم رحمه الله فِي الاستيذان، كَذَا قَالَه الْمروزِي وَلم يُخرجهُ إلَاّ فِي الْأَدَب عَن جمَاعَة كَثِيرَة.

قَوْله: (قَالَ شُعْبَة فِي حَدِيث مَنْصُور)، أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن شُعْبَة لما روى هَذَا الحَدِيث عَن هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وهم: سُلَيْمَان وَمَنْصُور وَقَتَادَة، وهم سمعُوا جَابِرا، قَالَ: ولد لرجل منا من الْأَنْصَار غُلَام، فَأَرَادَ أَن يُسَمِّيه مُحَمَّدًا، قَالَ: فِي حَدِيث مَنْصُور أَن الْأنْصَارِيّ قَالَ: حَملته على عنقِي فأتيب بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: ولد لرجل منا غُلَام فَسَماهُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ لَهُ قومه: لَا نَدعك تسمي باسم رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلق بِابْنِهِ حامله على ظَهره، فَأتى بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله {ولد لي غُلَام فسميته مُحَمَّدًا فَقَالَ لي قومِي: لَا نَدعك تسمي باسم رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم: تسموا بإسمي وَلَا تكتنوا بكنيتي، فَإنَّا أَنا قَاسم أقسم بَيْنكُم. وروى مُسلم أَيْضا من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة وَمَنْصُور وَسليمَان وحصين بن عبد الرَّحْمَن، قَالُوا: سمعنَا سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر، فَزَاد هُنَا حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن على هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين. قَوْله:(فِي حَدِيث سُلَيْمَان) أَي: قَالَ شُعْبَة فِي حَدِيث سُلَيْمَان الْأَعْمَش: ولد لَهُ غُلَام

إِلَى آخِره. قَوْله: (سموا)، بِفَتْح السِّين وَضم الْمِيم الْمُشَدّدَة: أَمر من سمَّى يُسَمِّي. قَوْله: (وَلَا تكتنوا) ، من الاكتناء من بَاب الافتعال، ويروى: وَلَا تكنوا من: كنى يكني. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: اكتنى فلَان كَذَا وَفُلَان يكنى بِأبي عبد الله وَلَا تقل يكنى بِعَبْد الله وكنيته أَبَا زيد وبأبي يزِيد تكنية والكنية عِنْد أهل الْعَرَبيَّة كل مركب إضافي فِي صَدره أَب أَو أم كَأبي بكر وَأم كُلْثُوم، وَهِي من أَقسَام الْأَعْلَام. قَوْله:(إِنَّمَا جعلت قاسماً أقسم بَيْنكُم) أَي: أقسم الْأَمْوَال فِي الْمَوَارِيث والغنائم وَغَيرهمَا عَن الله تَعَالَى، وَلَيْسَ ذَلِك لأحد إلَاّ لَهُ، فَلَا يُطلق هَذَا الِاسْم بِالْحَقِيقَةِ إلَاّ عَلَيْهِ، وعَلى هَذَا فَيمْتَنع التكنية بذلك مُطلقًا، وَهُوَ مَذْهَب مُحَمَّد بن سِيرِين وَالشَّافِعِيّ وَأهل الظَّاهِر، سَوَاء كَانَ اسْمه أَحْمد أَو مُحَمَّدًا. وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: اخْتلف هَل النَّهْي عَام أَو خَاص؟ فَذَهَبت طَائِفَة من السّلف إِلَى أَن التكني وَحده بِأبي القاسمٍ مَمْنُوع كَيفَ كَانَ الِاسْم، وَذهب آخَرُونَ من السّلف إِلَى منع التكني بِأبي الْقَاسِم، وَكَذَلِكَ تَسْمِيَة الْوَلَد بالقاسم لِئَلَّا يكون سَببا للتكنية، لِأَن الشَّخْص إِذا سمي بالقاسم يلْزم مِنْهُ أَن يكون أَبوهُ أَبَا الْقَاسِم فَيصير الْأَب مكنى بكنية رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم. وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَن الْمَمْنُوع الْجمع بَين التكنية وَالِاسْم، وَأَنه لَا بَأْس بالتكني بِأبي الْقَاسِم مُجَردا مَا لم يكن الِاسْم مُحَمَّدًا أَو أَحْمد. وَذهب أخرون وشذوا إِلَى منع التَّسْمِيَة باسم النَّبِي صلى الله عليه وسلم، حَملَة كَيفَ مَا كَانَ يكنى. وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَن النَّهْي فِي ذَلِك مَنْسُوخ، وَحكى الْقُرْطُبِيّ عَن جُمْهُور السّلف وَالْخلف وفقهاء الْأَمْصَار جَوَاز كل ذَلِك، والْحَدِيث إِمَّا مَنْسُوخ وَإِمَّا خَاص بِهِ احتجاجاً بِحَدِيث عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ، وَلَفظه: يَا رَسُول الله} إِن ولد لي بعْدك غُلَام أُسَمِّيهِ بِاسْمِك وأكنيه بكنيتك؟ قَالَ: نعم. قَوْله: (وَقَالَ حُصَيْن)، هُوَ حُصَيْن بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ: ابْن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أَبُو الْهُذيْل الْكُوفِي، وَهَذَا التَّعْلِيق رَوَاهُ مُسلم، وَقَالَ: حَدثنَا هناد بن السّري حَدثنَا عَبْثَر عَن حُصَيْن عَن سَالم بن أبي الْجَعْد

ص: 38

عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: ولد لرجل منا غُلَام فَسَماهُ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: لَا نكنيك برَسُول الله، صلى الله عليه وسلم حَتَّى تستأمره. قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّه ولد لي غُلَام فسميته برَسُول الله، صلى الله عليه وسلم وَإِن قومِي أَبَوا أَن يكنوني بِهِ حَتَّى تستأذن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: سموا باسمي وَلَا تكتنوا بكنيتي، فَإِنَّمَا بعثت قاسماً أقسم بَيْنكُم. قَوْله:(قَالَ عَمْرو) ، هُوَ عمر بن مَرْزُوق وَهَذَا تَعْلِيق رَوَاهُ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي الْعَبَّاس قَالَ حَدثنَا يُوسُف القَاضِي حَدثنَا عَمْرو بن مَرْزُوق أخبرنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة

الحَدِيث.

23 -

(حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف قَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ قَالَ ولد لرجل منا غُلَام فَسَماهُ الْقَاسِم فَقَالَت الْأَنْصَار لَا نكنيك أَبَا الْقَاسِم وَلَا ننعمك عينا فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فَقَالَ يَا رَسُول الله ولد لي غُلَام فسميته الْقَاسِم فَقَالَت الْأَنْصَار لَا نكنيك أَبَا الْقَاسِم وَلَا ننعمك عينا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - أَحْسَنت الْأَنْصَار سموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي فَإِنَّمَا أَنا قَاسم) هَذَا طَرِيق آخر من حَدِيث جَابر الْمَذْكُور رَوَاهُ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف البُخَارِيّ البيكندي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش إِلَى آخِره قَوْله لَا نكنيك بِضَم النُّون وَفتح الْكَاف وَكسر النُّون من التكنية ويروى لَا نكنك بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْكَاف من كنى يكنى قَوْله " وَلَا ننعمك عينا " أَي لَا نقر عَيْنك بذلك وَلَا نكرمك تَقول الْعَرَب فِي الْكَرَامَة حسن الْقبُول نعم عين ونعمة عين ونعام عين أما النِّعْمَة فمعناها التنعم يُقَال كم من ذِي نعْمَة لَا نعْمَة لَهُ أَي لَا تنعم لَهُ بِمَالِه وَالنعْمَة بِفَتْح النُّون الْفَرح وَالسُّرُور ونعمة الْعين بِالضَّمِّ قرتها قَوْله " فسموا " ويروى تسموا بِفَتْح السِّين وَتَشْديد الْمِيم قَوْله " وَلَا تكنوا " من التكنية ويروى وَلَا تكتنوا من الاكتناء وَفِيه إِبَاحَة التسمي باسمه للبركة الْمَوْجُودَة مِنْهُ وَلما فِي اسْمه من الفال الْحسن من معنى الْحَمد ليَكُون مَحْمُودًا من يُسمى باسمه وَنَهْيه عَن التكني بكنيته لما رَوَاهُ أنس نَادَى رجل يَا أَبَا الْقَاسِم فَالْتَفت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فَقَالَ الرجل لم أعنك وَنقل أَيْضا عَن الْيَهُود أَنَّهَا كَانَت تناديه بهَا فَإِذا الْتفت قَالُوا لم نعنك فحسم الذريعة بِالنَّهْي (فَإِن قلت) هَل يمْنَع التَّسْمِيَة بِمُحَمد قلت قد قيل بِهِ وَلم يكن أحد من الصَّحَابَة يجترىء أَن يُنَادي النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - باسمه لِأَن النداء بِالِاسْمِ لَا توقير فِيهِ بِخِلَاف الكنية وَإِنَّمَا كَانَ يُنَادِيه باسمه الْأَعْرَاب مِمَّن لم يُؤمن مِنْهُم أَو لم يرسخ الْإِيمَان بِقَلْبِه وَقيل أَن النَّهْي مَخْصُوص بحياته وَقد ذهب إِلَيْهِ بعض أهل الْعلم وَكَانَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كتب إِلَى أهل الْكُوفَة لَا تسموا أحدا باسم نَبِي وَأمر جمَاعَة بِالْمَدِينَةِ بتغيير أَسمَاء أبنائهم المسمين بِمُحَمد حَتَّى ذكر لَهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة أَنه صلى الله عليه وسلم َ - أذن لَهُم فِي ذَلِك فتركهم وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ حَدِيث النَّهْي غير مَعْرُوف عِنْد أهل النَّقْل وعَلى تَسْلِيمه فمقتضاه النَّهْي عَن لعن من تسمى بِمُحَمد وَقيل وَأَن سَبَب نهي عمر عَن ذَلِك أَنه سمع رجلا يَقُول لِابْنِ أَخِيه مُحَمَّد بن زيد بن الْخطاب فعل الله بك يَا مُحَمَّد فَقَالَ إِن سيدنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يسب بك وَالله لَا نَدْعُو مُحَمَّدًا مَا بقيت وَسَماهُ عبد الرَّحْمَن وَقد تقرر الْإِجْمَاع على إِبَاحَة التَّسْمِيَة بأسماء الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَتسَمى جمَاعَة من الصَّحَابَة بأسماء الْأَنْبِيَاء وَكره بعض الْعلمَاء فِيمَا حَكَاهُ عِيَاض التسمي بأسماء الْمَلَائِكَة وَهُوَ قَول الْحَارِث بن مِسْكين قَالَ وَكره مَالك التسمي بِجِبْرِيل وإسرافيل وَمِيكَائِيل وَنَحْوهَا من أَسمَاء الْمَلَائِكَة وَعَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه قَالَ مَا قنعتم بأسماء بني آدم حَتَّى سميتم بأسماء الْمَلَائِكَة

24 -

(حَدثنَا حبَان بن مُوسَى قَالَ أخبرنَا عبد الله عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع مُعَاوِيَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - من يرد الله بِهِ خيرا يفقه فِي الدّين وَالله الْمُعْطِي وَأَنا الْقَاسِم وَلَا تزَال هَذِه الْأمة ظَاهِرين على من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون)

ص: 39

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله وَأَنا قَاسم وحبان بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن مُوسَى أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي وَيُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي والْحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم فِي بَاب " من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين " عَن سعيد بن عفير عَن ابْن وهب عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ قَالَ حميد بن عبد الرَّحْمَن سَمِعت مُعَاوِيَة خَطِيبًا يَقُول سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول " من يرد الله بِهِ خيرا " إِلَى آخِره نَحوه وَقد مر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ -

7113 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ قَالَ حدَّثنا فُلَيْحٌ قَالَ حدَّثنا هِلالٌ عَن عبْدِ الرَّحمانِ بنِ أبِي عَمْرَةَ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا أعْطِيكُمْ ولَا أمْنَعُكُمْ أَنا قاسِمٌ أضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ. [/ نه

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (إِنَّمَا أَنا قَاسم) وَمُحَمّد بن سِنَان، بِكَسْر السِّين وبالنونين، وفليح، بِضَم الْفَاء وَفتح اللَّام: ابْن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، وَكَانَ اسْمه عبد الْملك ولقبه فليح، فغلب على اسْمه، وهلال هُوَ ابْن عَليّ الفِهري الْمَدِينِيّ. قَوْله:(مَا أُعْطِيكُم وَلَا أمنعكم) أَي: الله هُوَ الْمُعْطِي فِي الْحَقِيقَة وَهُوَ الْمَانِع، وَأَنا أُعْطِيكُم بِقدر مَا يلهمني الله مِنْهُ.

8113 -

حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ يَزِيدَ قَالَ حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أبِي أيُّوبَ قالَ حدَّثني أَبُو الأسْوَدِ عنِ ابنِ أبي عَيَّاشٍ واسْمُهُ نُعْمَانُ عنْ خَوْلَةَ الأنْصَارِيَّةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهَا قالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إنَّ رِجالاً يتَخَوَّضُونَ فِي مالِ الله بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ.

لَا مُطَابقَة بَين الحَدِيث والترجمة بِحَسب الظَّاهِر، وَلَكِن قَالَ الْكرْمَانِي: قَوْله: (بِغَيْر حق) أَي: بِغَيْر قسْمَة حق، وَاللَّفْظ وَإِن كَانَ أَعم من ذَلِك وَلَكِن خصصناه بِالْقِسْمَةِ ليفهم مِنْهُ التَّرْجَمَة صَرِيحًا.

وَعبد الله بن يزِيد من الزِّيَادَة أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمقري مولى آل عمر بن الْخطاب، وَأَصله من نَاحيَة الْبَصْرَة سكن مَكَّة، روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي غير مَوضِع، وروى عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَنهُ فِي الْأَحْكَام، وَعَن مُحَمَّد غير مَنْسُوب عَنهُ فِي الْبيُوع، وَسَعِيد بن أبي أَيُّوب الْخُزَاعِيّ الْمصْرِيّ وَاسم أبي أَيُّوب: مِقْلَاص، وَأَبُو الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نَوْفَل، وَابْن أبي عَيَّاش اسْمه نعْمَان، وَأَبُو عَيَّاش، بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف الْمُشَدّدَة واسْمه: زيد بن الصَّلْت الزرقي الْأنْصَارِيّ الْمَدِينِيّ، وَخَوْلَة، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة بنت قيس بن فَهد بن قيس بن ثَعْلَبَة الْأَنْصَارِيَّة وَيُقَال لَهَا: خُوَيْلَة أم مُحَمَّد، وَهِي امْرَأَة حَمْزَة بن عبد الْمطلب، وَقيل: إِن امْرَأَة حَمْزَة خَوْلَة بنت ثامر، بالثاء الْمُثَلَّثَة: الخولانية، وَقيل: إِن ثامر لقب لقيس بن فَهد، قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ: خَوْلَة بنت قيس هِيَ خَوْلَة بنت ثامر وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدثنَا قُتَيْبَة حَدثنَا لَيْث عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي الْوَلِيد قَالَ سَمِعت خَوْلَة بنت قيس وَكَانَت تَحت حَمْزَة بن عبد الْمطلب، تَقول: سَمِعت رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم يَقُول:(إِن هَذَا المَال خضرَة حلوة، من أَصَابَهُ بِحقِّهِ بورك لَهُ فِي، وَرب متخوض فِيمَا شَاءَت نَفسه من مَال الله وَرَسُوله لَيْسَ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة إلَاّ النَّار) ، هَذَا الحَدِيث حسن صَحِيح، وَأَبُو الْوَلِيد اسْمه: عبيد سَنُوطا. قلت: وَكَذَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث جمَاعَة عَن المَقْبُري، وَأخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبُو نعيم وَالطَّبَرَانِيّ والْحميدِي من حَدِيث أبي الْأسود عَن ابْن أبي عَيَّاش عَن خَوْلَة بنت ثامر، وَقد ذكرنَا أَن كنية خَوْلَة بنت قيس أم مُحَمَّد، وَقَالَ أَبُو نعيم: وَيُقَال أم حَبِيبَة، وصحف ابْن مَنْدَه: أم حَبِيبَة، بِأم صبية. وَتلك غير هَذِه، تِلْكَ جهينية وَهَذِه أنصارية من أنفسهم، وَوَقع للكلاباذي أَيْضا: أَن كنيتها أم صبية وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لم يرو عَن خَوْلَة بنت ثامر سوى النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي، وَذكر أَبُو عمر الحَدِيث فِي خَوْلَة بنت قيس عَن عبيد سَنُوطا، وَبنت ثامر عَن النُّعْمَان عَنْهَا. قَوْله:(يتخوضون) ، من الْخَوْض بالمعجمتين، وَهُوَ الْمَشْي فِي المَاء وتحريكه، ثمَّ اسْتعْمل فِي التَّلَبُّس بِالْأَمر وَالتَّصَرُّف فِيهِ، والتخوض تفعل مِنْهُ، وَقيل: هُوَ التَّخْلِيط فِي تَحْصِيله من غير وَجهه كَيفَ أمكن، وَبَاب التفعل فِيهِ التَّكَلُّف.

ص: 40