الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تركنوا إِلَى الَّذين ظلمُوا} (هود: 311) . أَي: لَا تميلوا إِلَيْهِم، وَهَذَا أَيْضا لَا تعلق لَهُ بِقصَّة لوط، وَقيل: كَأَنَّهُ ذكره هُنَاكَ لوُجُود مَادَّة: ركن. قلت: هَذَا بعيد، حَيْثُ لم يذكرهُ بمعية مَا وَقع فِي قصَّة لوط.
فأنْكَرَهُمْ ونَكِرَهُمْ واسْتَنْكَرَهُمْ واحِدٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا رأى أَيْديهم لَا تصل إِلَيْهِ نكرهم} (هود: 07) . وَهَذَا أَيْضا لَا وَجه لَهُ، لِأَن هَذَا الْإِنْكَار فِي الْآيَة من إِبْرَاهِيم، عليه الصلاة والسلام، وَهُوَ غير إِنْكَار لوط، عليه الصلاة والسلام، وَذَلِكَ لِأَن الْمَلَائِكَة الْأَرْبَعَة الَّذين ذَكَرْنَاهُمْ عَن قريب، لما دخلُوا على إِبْرَاهِيم، عليه الصلاة والسلام، فِي صور مُردٍ حِسان جَاءَ إِلَيْهِم بعجل حِينَئِذٍ فأمسكوا أَيْديهم، {فَلَمَّا رأى أَيْديهم لَا تصل إِلَيْهِ نكرهم وأوجس مِنْهُم خيفة قَالُوا لَا تخف إِنَّا أرسلنَا إِلَى قوم لوط} (هود: 07) . وَأما إِنْكَار لوط فَفِي مَجِيء قومه إِلَيْهِم كَمَا هُوَ الْمَذْكُور فِي قصَّته.
يُهْرَعُونَ يُسْرِعُونَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وجاءه قومه يهرعون إِلَيْهِ} (هود: 87) . أَي: جَاءَ لوطاً قومه يهرعون، أَي: يسرعون ويهرولون، وَذَلِكَ أَن امْرَأَة لوط هِيَ الَّتِي أَخْبَرتهم بمجيء هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة فِي صُورَة الرِّجَال المردان، وقصته مَشْهُورَة.
دَابِرَ آخِرَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وقضينا إِلَيْهِ ذَلِك الْأَمر أَن دابر هَؤُلَاءِ مَقْطُوع} (الْحجر: 66) . أَي: آخِرهم مَقْطُوع مستأصل.
صَيْحَةً هَلَكَةً
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن كَانَت إلَاّ صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذا هم خامدون} (ي س: 92) . وَهَذَا أَيْضا لَا وَجه لَهُ هَهُنَا لِأَن هَذِه الْآيَة لَا تعلق لَهَا بِقصَّة لوط.
لِلْمُتَوَسِّمِينَ لِلنَّاظِرِينَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن فِي ذَلِك لآيَات للمتوسمين} (الْحجر: 57) . وَفَسرهُ بقوله: للناظرين، وَهَكَذَا فسره الضَّحَّاك، وَقَالَ مُجَاهِد: مَعْنَاهُ للمتفرسين، وَقَالَ الْفراء: للمتفكرين وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: للمتبصرين، وَحَقِيقَته من توسمت الشَّيْء: نظرته، نظر تثبت.
لَبِسَبِيلٍ لَبِطَرِيقٍ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِنَّهَا لبسبيل مُقيم} (الْحجر: 67) . وَفسّر السَّبِيل بِالطَّرِيقِ، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَالضَّمِير فِي قَوْله: وَإِنَّهَا، يرجع إِلَى: مَدَائِن قوم لوط صلى الله عليه وسلم، وَقيل: إِلَى الْآيَات.
6733 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ حَدَّثَنا أَبُو أحْمَدَ حدَّثنا سُفْيَانُ عنْ أبِي إسْحَاقَ عنِ الأسْوَدِ عنْ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قرَأ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِّرْ} (الْقَمَر: 51، 71، 22، 23، 04، و 15) . .
هَذَا قد مر فِي: بَاب قَوْله عز وجل: {وَأما عَاد فأهلكوا برِيح صَرْصَر} (الحاقة: 6) . وَوجه مُنَاسبَة ذكره هُنَا هُوَ أَنه ذكر فِي قصَّة لوط، وَهِي قَوْله تَعَالَى:{كذبت قوم لوط بِالنذرِ} (الْقَمَر: 33) . إِلَى قَوْله: {فَذُوقُوا عَذَابي ونذرِ} (الْقَمَر: 73 و 93) . ثمَّ قَالَ: {وَلَقَد يسرنَا الْقُرْآن للذّكر فَهَل من مدَّكر} (الْقَمَر: 15) . وَكَذَلِكَ ذكر عقيب قصَّة عَاد وقصة ثَمُود أَيْضا، وَكلهَا فِي سُورَة الْقَمَر. قَوْله:{فَهَل من مدكر} بِالدَّال الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ ومحمود هُوَ ابْن غيلَان، بالغين الْمُعْجَمَة، وَأَبُو أَحْمد هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله الزبيرِي، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي عَمْرو، وَالْأسود بن يزِيد وَعبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود.
91 -
(بابُ قَوْلِ الله تَعَالَى {وَإِلَى ثَمُودَ أخاهُمْ صالِحَاً} (الْأَعْرَاف:
37) .)
أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ بَيَان قَول الله عز وجل: {وَإِلَى ثَمُود} أَي: أرسلنَا إِلَيّ ثَمُود {أَخَاهُم صَالحا} (الْأَعْرَاف: 37) . وَإِنَّمَا قَالَ: أَخَاهُم، لِأَن
صَالحا، عليه السلام، كَانَ من قبيلتهم.
وَاخْتلفُوا فِي ثَمُود، فَقَالَ الْجَوْهَرِي: ثَمُود قَبيلَة من الْعَرَب الأولى، وهم قوم صَالح، وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء: سميت بذلك لقلَّة مَائِهِمْ، وَقَالَ الزّجاج: الثمد المَاء الْقَلِيل الَّذِي لَا مَادَّة لَهُ، وَقيل: ثَمُود اسْم رجل، وَقَالَ عِكْرِمَة: هُوَ ثَمُود بن جَابر بن إرم بن سَام بن نوح، وَقَالَ الْكَلْبِيّ: وَكَانَت هَذِه الْقَبِيلَة تنزل فِي وَادي الْقرى إِلَى الْبَحْر والسواحل وأطراف الشَّام، وَكَانَت أعمارهم طَوِيلَة وَكَانُوا يبنون الْبُنيان والمساكن، فتنهدم، فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِم اتَّخذُوا من الْجبَال بُيُوتًا ينحتونها وعملوها على هَيْئَة الدّور، وَيُقَال: كَانَت مَنَازِلهمْ أَولا بِأَرْض كوش من بِلَاد عالج ثمَّ انتقلوا إِلَى الْحجر بَين الْحجاز وَالشَّام إِلَى وَادي الْقرى، وخالفوا أَمر الله وعبدوا غَيره، وأفسدوا فِي الأَرْض فَبعث الله إِلَيْهِم صَالحا نَبيا فَدَعَاهُمْ إِلَى الله تَعَالَى حَتَّى شمط وَلم يتبعهُ مِنْهُم إلَاّ قَلِيل يستضعفون، وَصَالح هُوَ ابْن عبيد بن جاثر بن إرم بن سَام بن نوح، عليه الصلاة والسلام، وَقيل: صَالح بن عبيد بن أنيف بن ماشخ بن جادر بن جاثر بن ثَمُود، قَالَه مقَاتل، وَقيل: صَالح بن كانوه، قَالَه الرّبيع، وَقيل: صَالح بن عبيد بن يُوسُف بن شالخ بن عبيد بن جاثر بن ثَمُود، قَالَه مُجَاهِد. قَالَ مُجَاهِد: كَانَ بَينه وَبَين ثَمُود مائَة سنة وَكَانَ فِي قومه بقايا من قوم عَاد على طولهم وهيئاتهم، وَكَانَ لَهُم صنم من حَدِيد يدْخل فِيهِ الشَّيْطَان فِي السّنة مرّة وَاحِدَة ويكلمهم، وَكَانَ أَبُو صَالح سادنه فغار لله وهمَّ بكسره، فناداهم الصَّنَم: اقْتُلُوا كانوه، فَقَتَلُوهُ، ورموه فِي مغارة، فَبَكَتْ عَلَيْهِ امْرَأَته مُدَّة، فَجَاءَهَا ملك فَقَالَ لَهَا: إِن زَوجك فِي المغارة الْفُلَانِيَّة، فَجَاءَت إِلَيْهِ وَهُوَ ميت فأحياه الله تَعَالَى، فَقَامَ إِلَيْهَا فَوَطِئَهَا فِي الْحَال فعلقت بِصَالح من ساعتها، وَعَاد كانوه مَيتا بِإِذن الله، وَلما شب صَالح بَعثه الله إِلَى قومه قبل الْبلُوغ، وَلكنه قد راهق، قَالَه وهب. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: لما تمّ لَهُ أَرْبَعُونَ سنة أرْسلهُ إِلَيْهِم وَذكره الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن فِي خَمْسَة مَوَاضِع، وَبَين قصَّته مَعَ قومه، فَلَمَّا أهلك الله قومه نزل صَالح بفلسطين وَأقَام بالرملة، وَقَالَ السّديّ: أَتَى صَالح وَمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ إِلَى مَكَّة وَأَقَامُوا يتعبدون حَتَّى مَاتُوا فقبورهم غربي الْكَعْبَة بَين دَار الندوة وَالْحجر، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: أَقَامَ صَالح فِي قومه عشْرين سنة وَمَات وَهُوَ ابْن مائَة وثمان وَخمسين سنة، وَقيل: ابْن ثَلَاثمِائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة، وَحَكَاهُ الْخَطِيب عَن ابْن عَبَّاس، وَهُوَ الْأَظْهر، وَيُقَال: إِن صَالحا مَاتَ فِي الْيمن وقبره بِموضع يُقَال لَهُ الشبوه، وَذكر الْفربرِي: أَن صَالحا خرج مَعَ الْمُؤمنِينَ إِلَى الشَّام فسكنوا فلسطين وَمَات بهَا، وَكَانَ بَين صَالح وَبَين هود مائَة سنة، وَبَين صَالح وَبَين إِبْرَاهِيم سِتّمائَة سنة وَثَلَاثُونَ سنة.
{كَذَبَ أصْحَابُ الْحِجْرِ} (الْحجر: 08) . الحِجْرُ مَوْضِعُ ثَمُودَ. وأمَّا حَرْثٌ حِجْرٌ حَرَامٌ وكلُّ مَمْنُوعٍ فَهْوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ والْحِجْرُ كُلُّ بِناءٍ بَنَيْتَهُ ومَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ ومِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرَاً كأنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومِ مِثْلُ قَتِيلٍ مِنَ مَقْتُولٍ ويُقال لِلأُنْثَاى مِنَ الخَيْلِ الْحِجْرُ ويُقالُ لِلْعَقْلِ حِجْرٌ وحِجًى وأمَّا حَجْرُ اليَمامَةِ فَهْوَ مَنْزِلٌ
قَوْله: (كذب أَصْحَاب الْحجر) أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد كذب أَصْحَاب الْحجر الْمُرْسلين} (الْحجر: 08) . وَفسّر الْحجر بقوله: مَوضِع ثَمُود، وَهُوَ مَا بَين الْمَدِينَة وَالشَّام، وَأَرَادَ بِالْمُرْسَلين صَالحا، وَهُوَ وَإِن كَانَ وَاحِدًا فَالْمُرَاد هُوَ وَمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ، كَمَا قَالُوا الخبيبيون فِي ابْن الزبير وَأَصْحَابه، وَقيل: كل من كذب وَاحِدًا من الرُّسُل فَكَأَنَّمَا كذبهمْ جَمِيعًا. قَوْله: (وَأما حرث حجر حرَام) أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا هَذِه أنعام وحرث حجر} (الْأَنْعَام: 831) . وَفسّر الْحجر بقوله: حرَام، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَحذف البُخَارِيّ الْفَاء من جَوَاب: أما، وَهُوَ قَوْله: حرَام، وَهُوَ جَائِز. قَوْله:(وكل منوع فَهُوَ حجر مَحْجُور) أَي: كل شَيْء يمْنَع فَهُوَ حجر أَي: حرَام، وَمِنْه: حجر مَحْجُور، وَأَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى:{وَيَقُولُونَ حجرا مَحْجُورا} (الْفرْقَان: 22) . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَي حَرَامًا محرما. قَوْله: (وَالْحجر كل بِنَاء بنيته) ، بتاء الْخطاب فِي آخِره، ويروي:(تبنيه)، بتاء الْخطاب فِي أَوله. قَوْله:(فَهُوَ حجر)، إِنَّمَا دخلت الْفَاء فِيهِ لِأَن قَوْله:(وَمَا حجرت عَلَيْهِ)، يتَضَمَّن معنى الشَّرْط. قَوْله:(وَمِنْه سمي الْحطيم)، أَي: وَمن قبيل هَذِه الْمَادَّة سمي حطيم الْبَيْت أَي الْكَعْبَة حجرا، وَهُوَ الْحَائِط المستدير إِلَى جَانب الْكَعْبَة. قَوْله:(كَأَنَّهُ مُشْتَقّ من محطوم مثل قَتِيل من مقتول)، أَرَادَ: أَن الْحطيم بِمَعْنى المحطوم، كَمَا أَن الْقَتِيل بِمَعْنى الْمَقْتُول يَعْنِي فعيل، وَلكنه بِمَعْنى مفعول، وَلَيْسَ فِيهِ اشتقاق
اصطلاحي، وَمعنى: محطوم، مكسور، وَكَأن الْحطيم سمي بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل دَاخل الْكَعْبَة فانكسر بِإِخْرَاجِهِ عَنْهَا. قَوْله:(وَيُقَال للْأُنْثَى من الْخَيل الْحجر) وَيجمع على حجورة. قَوْله: (وَيُقَال لِلْعَقْلِ حجر)، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:{هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر} (الْفجْر: 5) . أَي: لذِي عقل، لِأَنَّهُ يمْنَع صَاحبه من الْوُقُوع فِي المهالك. قَوْله:(وحجى) بِكَسْر الْحَاء وَفتح الْجِيم مَقْصُور، وَهُوَ أَيْضا من أَسمَاء الْعقل، وَمِنْه: الحجى بِمَعْنى السّتْر، وَفِي الحَدِيث:(من بَات على ظهر بَيت لَيْسَ عَلَيْهِ حجى فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة) شبهه بالحجى الْعقل، لِأَن الْعقل يمْنَع الْإِنْسَان من الْفساد ويحفظه من التَّعَرُّض للهلاك، فَكَذَلِك السّتْر الَّذِي على السَّطْح يمْنَع الْإِنْسَان من التردي والسقوط. قَوْله:(وَأما حجر الْيَمَامَة فَهُوَ منزل)، يَعْنِي: أما حجر الْيَمَامَة، بِفَتْح الْحَاء: فَهُوَ اسْم منزل ثَمُود بِنَاحِيَة الشَّام عِنْد وَادي الْقرى، وَهَذَا لَيْسَ لَهُ تعلق بِمَا قبله من الْأَلْفَاظ السِّتَّة، وَلكنه ذكره اسْتِطْرَادًا، وَمن مكسور الْحَاء غيير مَا ذكره حجر الْقَمِيص، وَفِيه جَاءَ الْكسر وَالْفَتْح أفْصح وَمِنْه حجر الْإِنْسَان، قَالَ ابْن فَارس: فِيهِ لُغَتَانِ وَيجمع على حجور، وَجَاء فِي الْحجر الَّذِي بِمَعْنى الْحَرَام الْكسر وَالضَّم وَالْفَتْح. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الْكسر أفْصح، وَالْحجر بِفتْحَتَيْنِ مَعْرُوف، وَهُوَ اسْم رجل أَيْضا، وَمِنْه أَوْس بن حجر الشَّاعِر، وَالْحجر بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْجِيم مصدر حجر القَاضِي عَلَيْهِ إِذا مَنعه من التَّصَرُّف فِي مَاله، وَحجر بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم: نبت مر، وَاسم رجل أَيْضا وَهُوَ حجر الْكِنْدِيّ الَّذِي يُقَال لَهُ: آكل المرار، وَحجر بن عدي الَّذِي يُقَال لَهُ: الأدبر، وَاعْلَم أَن فِي بعض النّسخ وَقع هَذَا الْبَاب عقيب قَوْله: بَاب قَول الله تَعَالَى: {وَإِلَى عَاد أَخَاهُم هوداً} (الْأَعْرَاف: 37) . وَقَالَ بَعضهم: الصَّوَاب إثْبَاته هُنَا، يَعْنِي: عقيب قَوْله: {وَإِلَى عَاد أَخَاهُم هوداً} (الْأَعْرَاف: 37) . ثمَّ أيد كَلَامه بِمَا حَكَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر الْهَرَوِيّ: أَن نُسْخَة الأَصْل من البُخَارِيّ كَانَت وَرقا غير محبوك، فَرُبمَا وجدت الورقة فِي غير موضعهَا فنسخت على مَا وجدت فَوَقع فِي بعض التراجم إِشْكَال بِحَسب ذَلِك، وإلَاّ فقد وَقع فِي الْقُرْآن مَا يدل على أَن ثَمُود كَانُوا بعد عَاد، كَمَا أَن عاداً بعد قوم نوح، عليه الصلاة والسلام، قلت: الِاعْتِمَاد على هَذَا الْكَلَام مِمَّا يسْتَلْزم سوء التَّرْتِيب بَين الْأَبْوَاب وَعدم الْمُطَابقَة بَين الْأَحَادِيث والتراجم مَعَ الاعتناء الشَّديد فِي كتب البُخَارِيّ على تَرْتِيب مَا وَضعه المُصَنّف فِي تِلْكَ الْأَيَّام، وَلَا يسْتَلْزم وُقُوع قصَّة ثَمُود بعد قصَّة عَاد فِي الْقُرْآن لُزُوم رِعَايَة التَّرْتِيب فِيهِ.
7733 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ حَدثنَا سُفْيَانُ حدَّثنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ عنْ عَبْدِ الله بنِ زَمْعَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وذَكَرَ الَّذِي عقَرَ النَّاقَةَ فَقَالَ انْتَدَبَ لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ ومَنَعَةٍ فِي قُوَّةٍ كَأبي زَمْعَةَ. .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، لِأَن عقر النَّاقة فِي قصَّة صَالح، عليه الصلاة والسلام، والْحميدِي، بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة: عبد الله بن الزبير ابْن عِيسَى وَقد مر غير مرّة، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعبيد الله بن زَمعَة، بِفَتْح الزاء وَسُكُون الْمِيم وَفتحهَا: ابْن الْأسود بن الْمطلب ابْن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي الْقرشِي الْأَسدي، أمه قريبَة بنت أبي أُميَّة ابْنة أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ، وَكَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش، وَكَانَ يَأْذَن على النَّبِي صلى الله عليه وسلم، يعد فِي أهل الْمَدِينَة، وَزَمعَة وَأَخُوهُ عقيل قتلا يَوْم بدر كَافِرين، وأبوهما الْأسود كَانَ من الْمُسْتَهْزِئِينَ، ذكرُوا أَن جِبْرِيل، عليه الصلاة والسلام، ضرب فِي وَجهه بِوَرَقَة فَعميَ، وَكَانَ لعبد الله ابْن يُسمى: يزِيد، قَتله مُسْرِف بن عقبَة صبرا يَوْم الْحرَّة، وَقتل لَهُ بنُون أَيْضا يَوْم الْحرَّة، وَلَيْسَ لعبد الله بن زَمعَة فِي البُخَارِيّ غير هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو عمر وروى عَنهُ عُرْوَة ثَلَاثَة أَحَادِيث: أَحدهَا: أَن رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يضْرب أحدكُم الْمَرْأَة ضرب العَبْد ثمَّ يضاجعها من آخر يَوْمه. وَالثَّانِي: أَنه ذكر الضرطة فوعظهم فِيهَا، فَقَالَ: لِمَ يضْحك أحدكُم مِمَّا يفعل؟ وَالثَّالِث: حَدِيث الْبَاب، وَقد جمع عُرْوَة الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث وَاحِد، كَمَا يَجِيء بَيَانه عَن قريب.
ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير أَيْضا عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل وَفِي الْأَدَب عَن عَليّ بن عبد الله وَفِي النِّكَاح عَن مُحَمَّد بن يُوسُف. وَأخرجه البُخَارِيّ هُنَا بِحَدِيث عقر النَّاقة وَفِي الْأَدَب بِالْحَدِيثِ الأول
والْحَدِيث الثَّانِي، وَفِي النِّكَاح بِالْحَدِيثِ الأول، وَأخرجه مُسلم فِي صفة النَّار عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَأبي كريب. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن هَارُون بن إِسْحَاق وَعَن عَبدة بن سُلَيْمَان، وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أَيْضا عَن مُحَمَّد بن رَافع وَهَارُون بن إِسْحَاق بِحَدِيث الْبَاب وَفِي عشرَة النِّسَاء بِالْحَدِيثِ الأول. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي النِّكَاح عَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة بِالْحَدِيثِ الأول.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (وَذكر الَّذِي عقر النَّاقة)، أَي: نَاقَة صَالح، عليه الصلاة والسلام، وقصتها هِيَ: أَن صَالحا لما دَعَا قومه إِلَى الله تَعَالَى اقترحوا عَلَيْهِ نَاقَة لأَنهم كَانُوا أَصْحَاب إبل وَكَانَت النوق عِنْدهم عزيزة، فَقَالُوا: لتكن النَّاقة سَوْدَاء حالكة عشراء ذَات عرف وناصية ووبر، فَسَأَلَ الله فَأوحى إِلَيْهِ: أخرج بهم إِلَى فضاء من الأَرْض، فَخَرجُوا فَقَالَ: من أَيْن تريدونها، فأشاروا إِلَى صَخْرَة، فَقَالُوا: من هَذِه فَأَشَارَ إِلَيْهَا صَالح، عليه الصلاة والسلام، فَقَالَ: أَخْرِجِي بِإِذن الله، فتمخضت تمخض الْحَامِل وانفجرت عَن نَاقَة كَمَا طلبُوا، ثمَّ تَلَاهَا فصيل لَهَا، فَآمن خلق مِمَّن حضر مِنْهُم ملكهم جندع بن عَمْرو ورهط من قومه، وَأَرَادَ أَشْرَاف ثَمُود أَن يُؤمنُوا فنهاهم دؤاب بن عَمْرو وَصَاحب أوثانهم ورئاب بن ضمعر، وَكَانَ من أَشْرَاف ثَمُود وَفِي (تَارِيخ الْفربرِي) : قَالُوا لصالح، عليه الصلاة والسلام: لن نؤمن لَك حَتَّى تخرج لنا من هَذِه الصَّخْرَة نَاقَة ذَات ألوان من أَحْمَر ناصع وأصفر فَاقِع وأسود حالك وأبيض يقق، وَيكون نظرها كالبرق الخاطف ورغاؤها كالرعد القاصف، وَيكون طولهَا مائَة ذِرَاع وعرضها كَذَلِك، ذَات ضروع أَرْبَعَة فنحلب مِنْهَا مَاء وَعَسَلًا ولبناً وخمراً، وَيكون لَهَا تبيع على صفتهَا، وَليكن حنينها بتوحيد إل هك وَالْإِقْرَار بنبوتك، فَخرجت مثل مَا قَالُوا، فَآمن الْملك وَكذب بَعضهم وَكذب أَخُو الْملك صَالحا وَملكه مِمَّن لم يُؤمن بِهِ مِنْهُم، والقصة طَوِيلَة، فآخر الْأَمر قَالُوا: قد ضايقتنا هَذِه النَّاقة فِي المَاء والكلأ، فأجمَعوا على عقرهَا كَمَا نذكرهُ. قَوْله:(انتدب لَهَا رجل)، من نَدبه لأمر فَانْتدبَ أَي: دَعَا لَهُ فَأجَاب. قَوْله: (ذُو عز ومنعة) ، بِفَتْح الْمِيم وَالنُّون وبالعين الْمُهْملَة، وَقيل: بِسُكُون النُّون: وَهِي الْقُوَّة وَمَا يمْنَع بِهِ الْخصم. قَوْله: (فِي قُوَّة)، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْكشميهني والسرخسي وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين فِي قومه. قَوْله:(كَأبي زَمعَة) ، وَهُوَ الْأسود بن الْمطلب وَكَانَ ذَا عز ومنعة فِي قومه كعاقر النَّاقة، والتشبيه فِي هَذَا، وعاقر الناقر هُوَ قدار بن سالف، وَذكر السُّهيْلي: أَنه كَانَ ولد زنا وَهُوَ أَحْمَر ثَمُود الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الشؤم، وَكَانَ أَحْمَر أشقر أَزْرَق سناطاً قَصِيرا، وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: اسْمه قديرة، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: اسْمه قدار بِالدَّال الْمُهْملَة وَهُوَ الْأَصَح وَقَالَ وهب: وَكَانَ فِي الْمَدِينَة ثَمَانِيَة رَهْط يفسدون فِي الأَرْض وَلَا يصلحون فانضاف إِلَيْهِم قدار فصاروا تِسْعَة وَقَالَ وهب: وَكَانَت الثَّمَانِية حاكة وَكَانَ الَّذِي تولى عقرهَا قدار بن سالف، ورماها مصدع بن مهرج، وَذكرهمْ ابْن دُرَيْد فِي (الوشاح)، فَقَالَ: قدار بن سالف بن جدع. ومصدع بن مهرج بن هزيل بن الْمحيا. وهزيل بن عنز بن غنم بن ميلع. وسبيع بن مكيف بن سيحان. وعرام بن نهبى بن لَقِيط. ومهرب بن زُهَيْر بن سبيع. وسبيع بن رغام بن ملدع، وعريد بن نجد ابْن مهان، ورعين بن عمر بن داعر.
8733 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَسَّانَ بنِ حَيَّانَ أبُو زَكَرِيَّاءَ حدَّثنا سُلَيْمَانُ عنْ عَبْدِ الله بنِ دِينارٍ عنِ ابنِ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ الحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أمَرَهُمْ أنْ لَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا ولَا يَسْتَقُوا مِنْهَا فقالُوا قَدْ عَجَّنَا مِنْهَا واسْتَقَيْنَا فأمَرَهُمْ أَن يَطْرَحُوا ذالِكَ العَجِينَ ويُهَرِيقُوا ذالِكَ المَاءَ. (الحَدِيث 8733 طرفه فِي: 9733) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَمُحَمّد بن مِسْكين الْيَمَانِيّ شيخ الشَّيْخَيْنِ، وَيحيى بن حسان منصرفاً وَغير منصرف ابْن حَيَّان، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف، التنيسِي مر فِي الْجَنَائِز، وَسليمَان هُوَ ابْن بِلَال أَبُو أَيُّوب مولى الْقَاسِم بن مُحَمَّد ابْن أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَكَانَ بربرياً.
قَوْله: (لما نزل الْحجر) أَي: منَازِل ثَمُود. قَوْله: (وَيُهرِيقُوا)، أَي: ويريقوا من الإراقة، وَالْهَاء زَائِدَة، وَإِنَّمَا أَمرهم أَن لَا يشْربُوا من مَائِهَا خوفًا أَن يورثهم قسوة أَو شَيْئا يضرهم.
ويُرْوَى عنْ سَبْرَةَ بنِ مَعْبَدٍ وَأبي الشَّمُوسِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بإلقَاءِ الطَّعَامِ
سُبْرَة، بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وبالراء: ابْن معبد، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة. وَقَالَ أَبُو عمر: سُبْرَة بن معبد الْجُهَنِيّ، وَيُقَال: بن عَوْسَجَة بن حَرْمَلَة بن سُبْرَة بن خديج بن مَالك بن عَمْرو الْجُهَنِيّ، يكنى أَبَا ثرية، بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَكسر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَقَالَ أَبُو عمر: الصَّوَاب ضم الثَّاء، يَعْنِي الْمُثَلَّثَة وَفتح الرَّاء، سكن الْمَدِينَة وَله بهَا دا ثمَّ انْتقل إِلَى مرو وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ إلَاّ هَذَا الحَدِيث، وَوصل حَدِيثه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق عبد الْعَزِيز ابْن سُبْرَة بن معبد عَن أَبِيه عَن جده سُبْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابه حِين رَاح من الْحجر:(من كَانَ عجن مِنْكُم من هَذَا المَاء عجينة أَو حاس بِهِ حَيْسًا فليلقه) ، وَأَبُو الشموس، بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَضم الْمِيم وَفِي آخِره سين مُهْملَة: البلوي، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَاللَّام، وَلَا يعرف لَهُ اسْم، وَوصل حَدِيثه البُخَارِيّ فِي (الْأَدَب الْمُفْرد) وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مَنْدَه من طَرِيق سليم ابْن مطير عَن أَبِيه عَنهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة تَبُوك
…
فَذكر الحَدِيث، وَفِيه: فَألْقى ذُو الْعَجِين عجينة وَذُو الحيس حيسه، وَرَوَاهُ ابْن أبي عَاصِم من هَذَا الْوَجْه، وَزَاد: فَقلت: يَا رَسُول الله! قد حست حيسة أفألقمها رَاحِلَتي؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ أبُو ذَرٍّ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنِ اعْتَجَنَ بِمَائِهِ
أَبُو ذَر اسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة. قَوْله: (من اعتجن بمائه)، أَي: أَمر من اعتجن بمائه بالإلقاء، وَوَصله الْبَزَّار من طَرِيق عبد الله بن قدامَة عَنهُ: أَنهم كَانُوا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة تَبُوك، فَأتوا على وَاد، فَقَالَ لَهُم النَّبِي صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُم بوادٍ مَلْعُون فَأَسْرعُوا، وَقَالَ: من اعتجن عجينة أَو طبخ قدرا فليكبها
…
الحَدِيث، وَقَالَ: لَا نعلمهُ إلَاّ بِهَذَا الْإِسْنَاد.
9733 -
حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ المُنْذِرِ حدَّثنا أنَسُ بنُ عِيَاضٍ عنْ عُبَيْدِ الله عنْ نَافِعٍ أنَّ عَبْدَ الله ابنَ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما أخْبَرَهُ أنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أرْضَ ثَمُودَ الحِجْرَ فاسْتَقُوا مِنْ بِئْرِهَا واعْتَجَنُوا بِهِ فأمَرَهُمْ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا وأنْ يَعْلِفُوا الإبِلَ العَجِينَ وأمَرَهُمْ أنْ يَسْتَقُوا مِنَ البِئْرِ الَّتَي كانَتْ تَرِدُها النَّاقَةُ. (انْظُر الحَدِيث 8733) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَعبيد الله هُوَ ابْن عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب، والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي آخر الْكتاب عَن إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ.
قَوْله: (الْحجر)، بِالنّصب على أَنه بدل من أَرض ثَمُود. قَوْله:(وَأَن يعلفوا)، بِفَتْح الْيَاء من: علفت الدَّابَّة علفاً، قيل: أَمر فِي الحَدِيث الْمَاضِي بالطرح، وَهَهُنَا قَالَ بالتعليف. وَأجِيب: بِأَن المُرَاد بالطرح ترك الْأكل أَو الطرح عِنْد الدَّوَابّ. قَوْله: (الَّتِي كَانَت) ، هَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني وَفِي رِوَايَة غَيره الَّتِي كَانَ.
وَفِيه: كَرَاهَة الاستقاء من آبار ثَمُود، قيل: وَيلْحق بهَا نظائرها من الْآبَار والعيون الَّتِي كَانَت لمن هلك بتعذيب الله تَعَالَى على كفره، وَاخْتلف فِي الْكَرَاهَة الْمَذْكُورَة، فَقيل: للتَّحْرِيم، وَقيل: للتنزيه، وعَلى التَّحْرِيم هَل يمْتَنع صِحَة التطهر من ذَلِك المَاء أم لَا؟ وَالظَّاهِر لَا يمْتَنع.
تابَعَهُ أُسَامَةُ عنْ نافِعٍ
أَي: تَابع عبيد الله أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة اللَّيْثِيّ عَن نَافِع، يَعْنِي روى عَن نَافِع عَن ابْن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، وَوصل هَذِه الْمُتَابَعَة حَرْمَلَة بن يحيى أَبُو حَفْص التجِيبِي الْمصْرِيّ عَن عبد الله بن وهب الْمصْرِيّ، قَالَ: أَخْبرنِي أُسَامَة بن زيد فَذكر مثل حَدِيث عبيد الله، وَفِي آخِره: فَأَمرهمْ أَن ينزلُوا على بِئْر نَاقَة صَالح صلى الله عليه وسلم فيستقوا مِنْهَا.
0833 -
حدَّثني مُحَمَّدٌ أخبَرَنَا عَبْدُ الله عنْ مَعْمَرٍ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخبرَنِي سالِمُ بنُ عَبْدِ الله عنْ أبِيهِ رَضِي الله تَعَالَى عنهُمْ أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرَّ بالحِجْرِ قَالَ لَا تَدْخُلُوا مَساكِنَ الَّذِينَ ظلَمُوا إلَاّ أنْ تَكُونُوا باكِينَ أنْ يُصِيبَكُمْ مَا أصَابَهُمْ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وهْوَ عَلَى الرَّحْلِ. .