الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِطَلَب التَّخْفِيف دون إِبْرَاهِيم، عليه السلام، مَعَ أَن للنَّبِي صلى الله عليه وسلم من الِاخْتِصَاص بإبراهيم أَزِيد مِمَّا لَهُ من مُوسَى لمقام الْأُبُوَّة ورفعة الْمنزلَة والاتباع فِي الْملَّة.
3888 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ حدَّثنا سُفْيانُ حدَّثنا عَمْرٌ وعنْ عِكْرَمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أرَيْنَاكَ إلَاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} (الْإِسْرَاء: 60) . قَالَ هِيَ رُؤيَا عَيْنٍ أُرِيهَا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إلِى بَيْتِ المَقْدِسِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحميدِي عبد الله بن الزبير، وَقد تكَرر ذكره، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعَمْرو هُوَ ابْن دِينَار. والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا عَن الْحميدِي فِي الْقدر وَفِي التَّفْسِير عَن عَليّ بن عبد الله. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن مُحَمَّد بن يحيى. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن مَنْصُور.
قَوْله: (فِي قَوْله تَعَالَى) أَي: فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {إلَاّ فتْنَة} أَي: بلَاء، قَالَه سعيد بن الْمسيب. قَوْله:(رُؤْيا عين)، قيد بِهِ للإشعار بِأَن الرُّؤْيَا بِمَعْنى الرُّؤْيَة فِي الْيَقَظَة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: تعلق بِهَذِهِ الْآيَة من قَالَ: كَانَ الْإِسْرَاء فِي الْمَنَام، وَمن قَالَ كَانَ الْإِسْرَاء فِي الْيَقَظَة فسر الرُّؤْيَا بِالرُّؤْيَةِ، وَيُقَال: قد أثبت الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن رُؤْيا الْقلب، فَقَالَ:{مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى} (النَّجْم: 11) . ورؤيا الْعين، فَقَالَ:{مَا زاغ الْبَصَر وَمَا طَغى لقد رأى} (النَّجْم: 17) . الْآيَة، وروى الطَّبَرَانِيّ فِي (الْأَوْسَط) بِإِسْنَاد قوي عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: رأى مُحَمَّد ربه مرَّتَيْنِ، وَمن وَجه آخر، قَالَ: نظر مُحَمَّد إِلَى ربه، جعل الْكَلَام لمُوسَى، والخلة لإِبْرَاهِيم، وَالنَّظَر لمُحَمد صلى الله عليه وسلم، فَظهر من ذَلِك أَن مُرَاد ابْن عَبَّاس هَهُنَا رُؤْيا الْعين، وَفِيه رد لمن قَالَ: المُرَاد بالرؤيا فِي هَذِه الْآيَة رُؤْيَاهُ، صلى الله عليه وسلم، أَنه دخل الْمَسْجِد الْحَرَام الْمشَار إِلَيْهَا بقوله تَعَالَى:{لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} (الْفَتْح: 27) . قَالَ هَذَا الْقَائِل: وَالْمرَاد بقوله: فتْنَة للنَّاس، مَا وَقع من صد الْمُشْركين لَهُ فِي الْحُدَيْبِيَة عَن دُخُول الْمَسْجِد الْحَرَام. انْتهى. قيل: هَذَا، وَإِن كَانَ مُمكنا أَن يكون المُرَاد، لَكِن الِاعْتِمَاد فِي تَفْسِيرهَا على ترجمان الْقُرْآن أولى، وَالله أعلم.
قالَ والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ قَالَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُومِ
أرادَ بِهَذَا تَفْسِير الشَّجَرَة الْمَذْكُورَة فِي بَقِيَّة الْآيَة الْمَذْكُورَة، وَهَذَا التَّفْسِير مَرْوِيّ عَن سعيد بن جُبَير وَمُجاهد وَعِكْرِمَة وَالضَّحَّاك، وَقَالُوا أَيْضا: مَا جعل رُؤْيَاهُ الَّتِي رَآهَا صلى الله عليه وسلم إلَاّ فتْنَة للنَّاس، لِأَن جمَاعَة ارْتَدُّوا وَقَالُوا: كَيفَ يسري بِهِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فِي لَيْلَة وَاحِدَة؟ وَقَالُوا: فِي الشَّجَرَة: كَيفَ تكون فِي النَّار وَلَا تأكلها النَّار؟ فَكَانَ فِي ذَلِك فتْنَة لقوم وانتصاراً لقوم مِنْهُم الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَقيل: إِنَّمَا سمي الصّديق حِينَئِذٍ، وَمعنى كَونهَا ملعونة للعن أكلهَا، وَقيل: الْعَرَب تَقول لكل طَعَام ضار مَكْرُوه: مَلْعُون، والزقوم مَا وَصفه الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز، فَقَالَ:{إِنَّهَا شَجَرَة تخرج فِي أصل الْجَحِيم طلعها كَأَنَّهُ رُؤُوس الشَّيَاطِين} (الصافات: 64، 65) . وَهُوَ فعول من الزقم وَهُوَ اللقم الشَّديد وَالشرب المفرط، وَفِي الحَدِيث: أَن أَبَا جهل قَالَ: إِن مُحَمَّدًا يخوفنا شَجَرَة الزقوم، هاتوا الزّبد وَالتَّمْر وتزقموا، أَي: كلوا، وَقيل: أكل الزّبد وَالتَّمْر بلغَة إفريقية: الزقوم.
43 -
(بابُ وُفُودِ الأنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وبَيْعَةِ العَقَبَةِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان وُفُود الْأَنْصَار، أَي: قدومهم إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ بِمَكَّة. قَوْله:(وبيعة الْعقبَة) أَي: الَّتِي ينْسب إِلَيْهَا جَمْرَة الْعقبَة، وَهِي بمنى، كَانَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم يعرض نَفسه على الْقَبَائِل فِي كل موسم، وَأَنه أَتَى كِنْدَة وَبني حنيفَة وَبني كلب وَبني عَامر بن صعصعة وَغَيرهم فَلم يجب أحد مِنْهُم إِلَى مَا سَأَلَ. وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة عَن الزُّهْرِيّ: كَانَ يَقُول لَهُم: لَا أكره أحدا مِنْكُم على شَيْء بل أُرِيد أَن تمنعوا من يُؤْذِينِي حَتَّى أبلغ رِسَالَة رَبِّي فَلَا يقبله أحد، بل يَقُولُونَ: قوم الرجل أعلم بِهِ، فَبينا هُوَ عِنْد الْعقبَة إِذْ لَقِي رهطاً من الْخَزْرَج
فَدَعَاهُمْ إِلَى الله تَعَالَى فَأَجَابُوهُ، فجَاء فِي الْعَام الْمقبل إثنا عشر رجلا إِلَى الْمَوْسِم من الْأَنْصَار، أحدهم: عبَادَة بن الصَّامِت، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَاجْتمعُوا برَسُول الله، صلى الله عليه وسلم فِي الْعقبَة وَبَايَعُوهُ، وَهِي بيعَة الْعقبَة الأولى، فجَاء فِي الْعَام الآخر سَبْعُونَ إِلَى الْحَج، فواعدهم رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اجْتَمعُوا أخرجُوا من كل فرقة نَقِيبًا فَبَايعُوهُ ثمَّة لَيْلًا، وَهِي الْبيعَة الثَّانِيَة.
3889 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ حدَّثنا اللَّيْثُ عنْ عُقَيْلٍ عنِ ابنِ شِهابٍ وحدَّثنا أحْمدُ بنُ صالِحٍ حدَّثنا عَنْبَسَةُ حدَّثنا يُونُسُ عنِ ابنِ شِهَابٍ قَالَ أخْبرَنِي عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ عَبْدِ الله بنِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ أنَّ عَبْدَ الله بنَ كَعْبٍ وكانَ قائِدَ كَعْبٍ حِينَ عَمِيَ قَالَ سَمِعْتُ كَعْبَ بنَ مالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوة تَبُوكَ بِطُولِهِ قَالَ ابنُ بُكَيْرٍ فِي حدِيثِهِ ولَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ العَقْبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا علَى الإسْلَامِ وَمَا أُحِبُ أنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ وإنْ كانَتْ بدْرٌ أذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا. .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَلَقَد شهِدت) إِلَى آخِره. وَأخرج هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين: الأول: عَن يحيى بن بكير وَهُوَ يحيى بن عبد الله بن بكير المَخْزُومِي الْمصْرِيّ عَن اللَّيْث بن سعد الْمصْرِيّ عَن عقيل بن خَالِد الْأَيْلِي عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن، على مَا يَجِيء الْآن. وَالثَّانِي: عَن أَحْمد بن صَالح أبي جَعْفَر الْمصْرِيّ عَن عَنْبَسَة، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وبالسين الْمُهْملَة: ابْن خَالِد بن يزِيد الْأَيْلِي، يروي عَن عَمه يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب
…
إِلَى آخِره، وَمضى الحَدِيث فِي الْوَصَايَا وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَسَيَأْتِي فِي الْمَغَازِي فِي موضِعين وَفِي التَّفْسِير كَذَلِك وَفِي الاسْتِئْذَان وَفِي الْأَحْكَام مطولا ومختصراً وَمضى فِيهِ بعض الْكَلَام.
قَوْله: (قَالَ ابْن بكير فِي حَدِيثه) يُرِيد أَن اللَّفْظ الَّذِي سبق لعقيل لَا ليونس. قَوْله: (وَلَقَد شهِدت) أَي: قَالَ كَعْب: حضرت الْعقبَة الثَّانِيَة. قَوْله: (حِين تواثقنا) باالثاء الْمُثَلَّثَة وَالْقَاف أَي: حِين وَقع بَيْننَا الْمِيثَاق على مَا تبايعنا عَلَيْهِ. قَوْله: (إِن لي بهَا) أَي: بدلهَا وَفِي مقابلتها وَمَا أحبه لِأَن هَذِه الْبيعَة كَانَت فِي أول الْإِسْلَام وَمِنْهَا فَشَا الْإِسْلَام وتأكدت أَسبَابه وأساسه. قَوْله: (وَإِن كَانَت بدر أذكر) كلمة: أَن، واصلة بِمَا قبلهَا. قَوْله:(بدر) أَي: غَزْوَة بدر، وَقَوله:(أذكر)، أفعل التَّفْضِيل بِمَعْنى الْمَذْكُور يَعْنِي: أَكثر شهرة وذكراً بَين النَّاس.
3890 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا سُفْيَانُ قَالَ كانَ عَمْرٌ ويَقُولُ سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عنهُما يَقُولُ شَهِدَ بِي خَالايَ العَقَبَةَ. (الحَدِيث 3890 طرفه فِي: 3891) .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (شهد بِي خالاي الْعقبَة) . وَعلي بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَعمر هُوَ ابْن دِينَار. والْحَدِيث من أَفْرَاده. قَوْله:(خالاي) تَثْنِيَة خَال مُضَاف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم الْخَفِيفَة، ويروى بِالْيَاءِ الثَّقِيلَة، قَالَه الْكرْمَانِي، ثمَّ قَالَ: أَي مَعَ خَالِي، قلت: لم أدرِ وَجه ذَلِك على مَا لَا يخفى، ويروى بالأفراد كَمَا يَجِيء الْآن. قَوْله:(الْعقبَة) لم يُفَسِّرهَا، أَي: عقبَة هِيَ الأولى أم الثَّانِيَة؟ وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الْعقبَة الثَّانِيَة، وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: هِيَ الْعقبَة الأولى، كَمَا يَجِيء عَن قريب فِي تَرْجَمَة الْبَراء، وَالْقَوْل مَا قَالَت حذام.
قَالَ أبُو عَبْدِ الله قَالَ ابنُ عُيَيْنَةَ أحَدُهُمَا البَرَاءُ بنُ مَعْرُورٍ
أَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ أَي: قَالَ البُخَارِيّ نَفسه. قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة رَاوِي الحَدِيث: أحد الخالين الْبَراء، بتَخْفِيف الرَّاء وبالمد: ابْن معْرور، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَضم الرَّاء الأولى، قَالَ أَبُو عمر: الْمَعْرُور هُوَ ابْن صَخْر بن خنساء بن سِنَان ابْن عبيد بن عدي بن كَعْب بن سَلمَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ الخزرجي أَبُو بشر، وَأمه الربَاب بنت النُّعْمَان، وَهُوَ أحد النُّقَبَاء لَيْلَة الْعقبَة الأولى، وَكَانَ سيد الْأَنْصَار وَكَبِيرهمْ، وَهُوَ أول من اسْتقْبل الْكَعْبَة للصَّلَاة إِلَيْهَا، وَأول من أوصى بِثلث مَاله، مَاتَ فِي حَيَاة
النَّبِي صلى الله عليه وسلم، قبل قدومه صلى الله عليه وسلم، الْمَدِينَة بِشَهْر فِي صفر، وَلما قدم رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، الْمَدِينَة أَتَى قَبره فِي أَصْحَابه وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَصلى، وَفِي بعض النّسخ: مَوضِع: قَالَ أَبُو عبد الله، قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد، وَهُوَ الْجعْفِيّ أَن ابْن عُيَيْنَة قَالَ: أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور، كَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر وَغَيره، وَوَقع فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: قَالَ سُفْيَان: خالاه الْبَراء بن معْرور وَأَخُوهُ، وَلم يسمه، وَاعْترض الدمياطي قَول سُفْيَان فِي الحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا وهم لِأَن أم جَابر هِيَ أنيسَة بنت غنمة بن عدي، وأخواها ثَعْلَبَة وَعمر وهما خالا جَابر وَقد شهد الْعقبَة الْأَخِيرَة، وَأما الْبَراء بن معْرور فَلَيْسَ هُوَ من أخوال جَابر. انْتهى. وَقَالَ بَعضهم: لكنه من أقَارِب أمه، وأقارب الْأُم يسمون أخوالاً مجَازًا. قلت: لَا ضَرُورَة إِلَى الذّهاب إِلَى الْمجَاز من غير دَاع لَهُ مَعَ شهرة النّسَب فِيمَا بَينهم، لِأَن ثَعْلَبَة وعمراً ابْنا غنمة بن عدي بن سِنَان بن عبيد ابْن عَمْرو بن سَواد بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة، وَشهد ثَعْلَبَة الْعقبَة فِي السّبْعين، وَشهد بَدْرًا وَهُوَ أحد الَّذين كسروا الهة بني سَلمَة، قتل يَوْم الخَنْدَق شَهِيدا، قَتله هُبَيْرَة بن أبي وهب المَخْزُومِي، قَالَ أَبُو عمر: وَقيل: قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا، وَأما عَمْرو أَخُوهُ فَإِنَّهُ شهد بيعَة الْعقبَة مَعَ أَخِيه ثَعْلَبَة، وَهُوَ أحد البكائين الَّذين نزلت فيهم: {وَلَا على الَّذين إِذا مَا أتوك لتحملهم
…
} (التَّوْبَة: 92) . الْآيَة، وَمَات وَلَيْسَ لَهُ عقب. وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : قَالَ شَيخنَا فِي شَرحه: يُرِيد وَالله أعلم بخالاي: عبس بن عَامر بن عدي بن سِنَان بن عبيد، وخَالِد بن عدي بن سِنَان، وَذَلِكَ أَن أمه أنيسَة بنت غنمة، وَهَذَا أقرب من قَول ابْن عُيَيْنَة: أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور وَأَخُوهُ، لأَنهم كلهم شهدُوا الْعقبَة لِأَن الْبَراء من بني خنساء بن سِنَان بن عبيد
…
إِلَى آخر مَا ذكره الْآن. انْتهى. قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ بشيخه: عَلَاء الدّين مغلطاي، فَإِن لَهُ شرحاً على البُخَارِيّ، وَاعْترض عَلَيْهِ بَعضهم مِمَّا عاصرناه من أَصْحَاب الدَّعَاوَى العريضة، فَقَالَ: أما عبس فقد رَأَيْنَاهُ فِي الصَّحَابَة، وَأما خَالِد بن عدي بن سِنَان فَلم نره فِي الصَّحَابَة، إِنَّمَا كَانَ فِي كتاب ابْن الْأَثِير: خَالِد بن عدي، كَانَ ينزل الْأَشْعر. قلت: قَالَ أَبُو عمر: خَالِد بن عدي الْجُهَنِيّ، يعد فِي أهل الْمَدِينَة، وَكَانَ ينزل الْأَشْعر، روى عَنهُ بشر بن سعيد، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: لَهُ حَدِيث فِي مُسْند أبي يعلى.
3892 -
حدَّثني إسْحَاقُ بنُ مَنْصُورٍ أخْبرَنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ حدَّثنا ابنُ أخِي ابنِ شِهَابٍ عنْ عَمِّهِ قَالَ أخبرَنِي أبُو إدْرِيسَ عائِذ الله بنُ عَبْدِ الله أنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرَاً مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ومِنْ أصْحَابِهِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ أخْبَرَهُ أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أصْحَابِهِ تَعالَوْا بايِعُونِي علَى أنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شيْئَاً ولَا تَسْرِقُوا ولَا تَزْنُوا ولَا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ ولَا تَأتُونَ بِبُهْتانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أيْدِيكُمْ وأرْجُلِكُمْ ولَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وفَى مِنْكُمْ فأجْرُهُ علَى الله ومَنْ أصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهْوَ لَهُ كَفَّارَةٌ ومَنْ أصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فستَرَهُ الله فأمُرُهُ إلَى الله إنْ شَاءَ عاقَبَهُ وإنْ شاءَ عفَا عَنْهُ قَالَ فَبَايَعْتُهُ علَى ذَلِكَ. .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (بايعوني) وَفِي قَوْله: (فَبَايَعته) . وَإِسْحَاق بن مَنْصُور بن مهْرَان الكوسج أَبُو يَعْقُوب الْمروزِي،