المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح) - عمدة القاري شرح صحيح البخاري - جـ ١٧

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌(بابُ إسْلَامِ أبِي ذَرٍّ الغَفَارِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(بابُ إسْلَامِ سَعيدِ بنِ زَيْدٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(بابُ إسْلَامُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(بابُ انْشِقَاقِ القَمَرِ)

- ‌(بابُ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ)

- ‌(بابُ مَوْتِ النَّجاشِيِّ)

- ‌‌‌(تابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ)

- ‌(تابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ)

- ‌(بابُ تَقَاسُمِ المُشْرِكِينَ علَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(بابُ قِصةِ أبي طالِبٍ)

- ‌(بَاب حَدِيث الْإِسْرَاء)

- ‌(بابُ المِعْرَاجِ)

- ‌(بابُ وُفُودِ الأنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وبَيْعَةِ العَقَبَةِ)

- ‌(بابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عائِشَةَ وقُدُومِها المَدِينَةَ وبِنائِهِ بِها)

- ‌(بابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصْحَابِهِ إلَى المَدِينَةِ)

- ‌(بابُ إقَامَةِ المُهَاجِرِ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضاءِ نُسُكِهِ)

- ‌‌‌(بابُ التَّارِيخِ مِنْ أيْنَ أرَّخُوا التَّاريخَ)

- ‌(بابُ التَّارِيخِ مِنْ أيْنَ أرَّخُوا التَّاريخَ)

- ‌(بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ أمْضِ لأصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ ومَرْثِيَّتِهِ لِمَنْ ماتَ بِمَكَّةَ)

- ‌(بابٌ كيْفَ آخَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصْحَابِهِ)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ إتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ)

- ‌(بابُ إسْلَامِ سَلْمَانَ الْفَارِسيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(كِتَابُ المَغَازِي)

- ‌(بابُ غَزْوَةُ الْعُشَيْرَةِ أوِ الْعُسَيْرَةِ)

- ‌(بابُ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ)

- ‌(بابُ قِصَّةِ غَزْوَةِ بَدْرٍ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعَالى {إذْ تسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فاسْتَجَابَ لكُم أنِّي مُمِدُّكُمْ بألْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ الله إلَاّ بُشْرَى ولِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إلَاّ مِنْ عِنْدِ الله إنَّ الله عَزِيزٌ

- ‌ بَاب

- ‌(بابُ عِدَّةِ أصْحابِ بَدْرٍ)

- ‌(بابُ دُعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ شَيْبَةَ وعُتْبَةَ والوَلِيدِ وأبِي جَهْلِ بنِ هِشامٍ وهَلَاكِهِمْ)

- ‌(بابُ قَتْلِ أبِي جَهْلٍ)

- ‌(بابُ فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرَاً)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ شُهُودِ المَلَائِكَةِ بَدْرَاً)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ تَسْمِيَةِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أهْلِ بَدْرٍ فِي الجَامِعِ الَّذِي وضَعَهُ أبُو عَبْدِ الله علَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ)

- ‌(بابُ حَدِيثِ بَنِي النَّضِيرِ)

- ‌(بابُ قَتْلِ كَعْبِ بنِ الأشْرَفِ)

- ‌(بابُ قَتْلِ أبِي رافِع)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ)

- ‌ بَاب

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعَالَى {إنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ إنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ولَقَدْ عفَا الله عنْهُمْ إنَّ الله غَفُورٌ حَلِيمٌ} (آل عمرَان:

- ‌(بابٌ {إذْ تُصْعِدُونَ ولَا تَلْوُونَ علَى أحَدٍ والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فأثَابَكُمْ غَمَّاً بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا علَى مَا فَاتَكُمْ ولَا مَا أصَابَكُمْ وَالله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (آل عمرَان:

- ‌(بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى {ثُمَّ أنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أمَنَةً نُعَاسَاً يَغْشَى طائِفَةً مِنْكُمْ وطائِفَةٌ قَدْ أهَمَّتهُمْ أنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّه غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ

- ‌(بابٌ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أوْ يُعَذِّبَهُمْ فإنَّهُمْ ظالِمُونَ} (آل عمرَان:

- ‌(بابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ)

- ‌(بابُ قَتْلِ حَمْزَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ)

- ‌‌‌(بابُمَا أصابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجِرَاح يَوْمَ أحُدٍ)

- ‌(بابُ

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابٌ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لله والرَّسُولِ} (آل عمرَان:

- ‌(بَاب من قُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْهُمْ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ واليَمَانُ وأنَسُ بنُ النَّضْرِ ومُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ)

- ‌‌‌(بَاب أحد يحبنا ونحبه)

- ‌(بَاب أحد يحبنا ونحبه)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ ورِعْلٍ وذَكْوَانَ وبِئْرِ مَعُونَةَ وحَدِيثِ عَضَلٍ والقارَة وعاصِمِ بنِ ثَابِتٍ وخُبَيْبٍ وأصْحَابِهِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الخَنْدَقِ وهْيَ الأحْزَابُ)

- ‌(بابُ مَرْجِعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأحْزَابِ ومَخْرَجهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ومُحَاصَرَتِهِ وإيَّاهُمْ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ)

- ‌‌‌(بَاب غَزْوَة بني المصطلق من خُزَاعَة وَهِي غَزْوَة الْمُريْسِيع)

- ‌(بَاب غَزْوَة بني المصطلق من خُزَاعَة وَهِي غَزْوَة الْمُريْسِيع)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ أنْمَارٍ)

- ‌(بابُ حَدِيثِ الإفْكِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الحُدَيْبِيَةِ)

- ‌(بابُ قِصَّةِ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ خَيْبَرَ)

- ‌‌‌(بابُ اسْتِعْمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى أهْلِ خَيْبَرَ)

- ‌(بابُ اسْتِعْمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى أهْلِ خَيْبَرَ)

- ‌(بابُ مُعَامَلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أهْلَ خَيْبَرَ)

- ‌‌‌(بابُ الشَّاةِ الَّتي سُمَّتْ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ)

- ‌(بابُ الشَّاةِ الَّتي سُمَّتْ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ زَيْدِ بنِ حارِثَةَ)

- ‌(بابُ عُمْرَةِ الْقَضاءِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ مُوتةَ مِنْ أرْضِ الشَّامِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ فِي رَمَضَانَ)

- ‌(بابٌ أيْنَ رَكَزَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الفَتْحِ)

- ‌(بابُ دُخُول النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أعْلَى مَكَّةَ)

- ‌بَاب

- ‌(بابُ مَنْزلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفَتْحِ)

- ‌(بابُ مُقامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الفَتْحِ)

- ‌بَاب

- ‌(بابُ قَوْلِ الله عز وجل: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ ولَّيْتُمْ مُدْبِرِين ثُمَّ أنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

- ‌(بَاب غَزْوَة أَوْطَاس)

- ‌(بابُ غَزْوةٍ أوْطاسٍ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الطَّائِفِ)

- ‌(بابُ السَّرِيَّةِ الَّتي قِبَلَ نَجْدٍ)

- ‌(بابُ بَعْثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ)

- ‌(بابُ سَرِيّةِ عَبْدِ الله بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ وعَلْقَمَةَ بنِ مُجَزِّرٍ المُدْلِجِيِّ ويُقالُ إنَّها سَرِيةُ الأنْصاري)

الفصل: ‌(باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح)

مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن سَفَره فِي رَمَضَان كَانَ فِي سنة الْفَتْح والْحَدِيث أخرجه فِي كتاب الصَّوْم فِي: بَاب من أفطر فِي السّفر ليراه النَّاس، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن أبي عوَانَة عَن مَنْصُور إِلَى آخِره، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ. قَوْله:(ليريه) بِضَم الْيَاء من الإراءة، (وَالنَّاس) بِالنّصب مفعولة.

49 -

(بابٌ أيْنَ رَكَزَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الفَتْحِ)

أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ فِي أَي مَكَان ركز النَّبِي صلى الله عليه وسلم رايته أَي: نصبها يَوْم فتح مَكَّة.

288 -

(حَدثنَا عبيد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ لما صَار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - عَام الْفَتْح فَبلغ ذَلِك قُريْشًا خرج أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَحَكِيم بن حزَام وَبُدَيْل بن وَرْقَاء يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مر الظهْرَان فَإِذا هم بنيران كَأَنَّهَا نيران عَرَفَة فَقَالَ أَبُو سُفْيَان مَا هَذِه لكأنها نيران عَرَفَة فَقَالَ بديل بن وَرْقَاء نيران بني عَمْرو فَقَالَ أَبُو سُفْيَان عمر أقل من ذَلِك فَرَآهُمْ نَاس من حرس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فأدركوهم فَأَخَذُوهُمْ فَأتوا بهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فَأسلم أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا سَار قَالَ للْعَبَّاس احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم الْخَيل حَتَّى ينظر إِلَى الْمُسلمين فحبسه الْعَبَّاس فَجعلت الْقَبَائِل تمر مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - تمر كَتِيبَة كَتِيبَة على أبي سُفْيَان فمرت كَتِيبَة قَالَ يَا عَبَّاس من هَذِه قَالَ هَذِه غفار قَالَ مَالِي وَلِغفار ثمَّ مرت جُهَيْنَة قَالَ مثل ذَلِك ثمَّ مرت سعد بن هذيم فَقَالَ مثل ذَلِك وَمَرَّتْ سليم فَقَالَ مثل ذَلِك حَتَّى أَقبلت كَتِيبَة لم ير مثلهَا قَالَ من هَذِه قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار عَلَيْهِم سعد بن عبَادَة مَعَه الرَّايَة فَقَالَ سعد بن عبَادَة يَا أَبَا سُفْيَان الْيَوْم يَوْم الملحمة الْيَوْم تستحل الْكَعْبَة فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَا عَبَّاس حبذا يَوْم الذمار ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَأَصْحَابه وَرَايَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - مَعَ الزبير بن الْعَوام فَلَمَّا مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - بِأبي سُفْيَان قَالَ ألم تعلم مَا قَالَ سعد بن عبَادَة قَالَ مَا قَالَ قَالَ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ كذب سعد وَلَكِن هَذَا يَوْم يعظم الله فِيهِ الْكَعْبَة وَيَوْم تكتسي فِيهِ الْكَعْبَة قَالَ وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - أَن تركز رايته بالحجون قَالَ عُرْوَة وَأَخْبرنِي نَافِع بن جُبَير بن مطعم قَالَ سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول للزبير بن الْعَوام يَا أَبَا عبد الله هَهُنَا أَمرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - أَن تركز الرَّايَة قَالَ وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يَوْمئِذٍ خَالِد بن الْوَلِيد أَن يدْخل من أَعلَى مَكَّة من كداء وَدخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - من كدى فَقتل من خيل خَالِد يَوْمئِذٍ رجلَانِ حُبَيْش بن الْأَشْعر وكرز بن جَابر الفِهري) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - أَن تركز رايته بالحجون وَعبيد بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْكُوفِي وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة وَهِشَام بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام وَهَذَا الحَدِيث من مَرَاسِيل التَّابِعِيّ قَوْله فَبلغ ذَلِك أَي سير النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَوْله " أَبُو سُفْيَان " اسْمه صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد

ص: 278

شمس الْأمَوِي الْقرشِي غلبت عَلَيْهِ كنيته وَقيل كَانَت لَهُ كنية أُخْرَى أَبُو حَنْظَلَة كني بِابْن لَهُ يُسمى حَنْظَلَة قَتله عَليّ بن أبي طَالب يَوْم بدر كَافِرًا وَتُوفِّي أَبُو سُفْيَان بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَحَكِيم بن حزَام بن خويلد ابْن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي الْقرشِي الْأَسدي يكنى أَبَا خَالِد وَهُوَ ابْن أخي خَدِيجَة بنت خويلد زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة وَبُدَيْل بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره لَام ابْن وَرْقَاء مؤنث الأورق ابْن عبد الْعُزَّى بن ربيعَة الْخُزَاعِيّ من خُزَاعَة أسلم يَوْم فتح مَكَّة وَابْنه عبد الله بن بديل قَوْله مر الظهْرَان بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء والعامة يسكون الرَّاء وَزِيَادَة وَاو والظهران بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْهَاء بِلَفْظ تَثْنِيَة ظهر وَهُوَ مَوضِع بِقرب مَكَّة وَقَالَ الْبكْرِيّ بَينه وَبَين مَكَّة سِتَّة عشر ميلًا قَوْله فَإِذا هم كلمة إِذا مفاجأة وهم يرجع إِلَى أبي سُفْيَان وَحَكِيم وَبُدَيْل قَوْله كَأَنَّهَا نيران عَرَفَة أَي كَأَن هَذِه النيرَان مثل النيرَان الَّتِي كَانُوا يوقدونها وَكَانَت عَادَتهم أَنهم يشعلون نيرانا كَثِيرَة فِي عَرَفَة وَقَالَ ابْن سعد أَنه صلى الله عليه وسلم َ - لما نزل مر الظهْرَان أَمر أَصْحَابه فأوقدوا عشرَة آلَاف نَار وَلما بلغ قُريْشًا مسيره صلى الله عليه وسلم َ - وهم مغتمون لما يخَافُونَ من غَزوه إيَّاهُم بعثوا أَبَا سُفْيَان يتجسس الْأَخْبَار وَقَالُوا إِن لقِيت مُحَمَّدًا فَخذ لنا مِنْهُ أَمَانًا فَخرج وَمَعَهُ حَكِيم بن حزَام وَبُدَيْل فَلَمَّا رَأَوْا الْعَسْكَر أفزعهم وعَلى الحرس تِلْكَ اللَّيْلَة عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَسمع الْعَبَّاس صَوت أبي سُفْيَان فَقَالَ أَبَا حَنْظَلَة فَقَالَ لبيْك قَالَ هَذَا رَسُول الله فِي عشرَة آلَاف فَأسلم ثكلتك أمك وَقَالَ ابْن اسحق إِن أَبَا سُفْيَان ركب مَعَ الْعَبَّاس وَرجع حَكِيم وَبُدَيْل وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة ذَهَبُوا كلهم مَعَ الْعَبَّاس إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فأسلموا وَقَالَ أَبُو معشر إِن الحرس جاؤا بِأبي سُفْيَان إِلَى عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَالَ احبسوهم حَتَّى أسأَل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فَلَمَّا أخبرهُ الْخَبَر جَاءَ الْعَبَّاس إِلَى أبي سُفْيَان فأردفه فجَاء بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وجاؤا بالآخرين وَقَالَ الطَّبَرِيّ أَنه صلى الله عليه وسلم َ - وَجه حَكِيم بن حزَام مَعَ أبي سُفْيَان بعد إسلامهما إِلَى مَكَّة وَقَالَ من دخل دَار حَكِيم فَهُوَ آمن وَهِي بِأَسْفَل مَكَّة وَمن دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن وَهِي بِأَعْلَى مَكَّة فَكَانَ هَذَا أَمَانًا مِنْهُ لكل من لم يُقَاتل من أهل مَكَّة وَلِهَذَا قَالَ جمَاعَة من أهل الْعلم مِنْهُم الشَّافِعِي أَن مَكَّة مُؤمنَة وَلَيْسَت عنْوَة والأمان كالصلح وَرَأى أَن أَهلهَا مالكون رباعهم قَوْله " مَا هَذِه "؟ وَكَأَنَّهُ جَوَاب قسم مَحْذُوف أَي وَالله لكأنها نيران لَيْلَة عَرَفَة قَوْله " نيران بني عَمْرو " يَعْنِي خُزَاعَة وَعَمْرو هُوَ ابْن لحي قَوْله " من حرس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - " بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَهُوَ جمع حرسى وَقَالَ ابْن الْأَثِير الحرس خدم السُّلْطَان المرتبون لحفظه وحراسته وَفِي مَرَاسِيل أبي سَلمَة وَكَانَ حرس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - نَفرا من الْأَنْصَار وَكَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَلَيْهِم تِلْكَ اللَّيْلَة فجاؤا بِهِ إِلَيْهِ فَقَالُوا جئْنَاك بِنَفر أَخَذْنَاهُم من أهل مَكَّة فَقَالَ عمر وَالله لَو جئتموني بِأبي سُفْيَان مَا زدتم قَالُوا قد أَتَيْنَاك بِأبي سُفْيَان قَوْله " عِنْد حطم " الْخَيل قَالَ ابْن الْأَثِير فِي بَاب الْحَاء الْمُهْملَة وَفِي حَدِيث الْفَتْح قَالَ للْعَبَّاس احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم الْخَيل هَكَذَا جَاءَت فِي كتاب أبي مُوسَى وَقَالَ حطم الْخَيل الْموضع الَّذِي حطم مِنْهُ أَي ثلم مِنْهُ فَبَقيَ متقطعا قَالَ وَيحْتَمل أَن يُرِيد عِنْد مضيق الْخَيل حَيْثُ يزحم بَعضهم بَعْضًا وَرَوَاهُ أَبُو نصر الْحميدِي فِي كِتَابه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وفسرها فِي غَرِيبه فَقَالَ الخطم والخطمة رغن الْجَبَل وَهُوَ الْأنف البارز مِنْهُ وَالَّذِي جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ وَهُوَ أخرج الحَدِيث فِي مَا قرأناه ورويناه فِي نسخ كِتَابه عِنْد حطم الْخَيل هَكَذَا مضبوطا يَعْنِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف فَإِن صحت الرِّوَايَة بِهِ وَلم تكن تحريفا من الكتبة فَيكون مَعْنَاهُ وَالله أعلم أَن يحْبسهُ فِي الْموضع المتضايق الَّذِي يتحطم فِيهِ الْخَيل أَي يدوس بَعْضهَا بَعْضًا فيراها جَمِيعًا وتكثر فِي عينه بمرورها فِي ذَلِك الْموضع وَكَذَلِكَ أَرَادَ بحبسه عِنْد حطم الْجَبَل يَعْنِي بِالْجِيم على مَا شَرحه الْحميدِي فَإِن الْأنف البارز من الْجَبَل يضيق الْموضع الَّذِي يخرج مِنْهُ وَقَالَ الْخطابِيّ خطم الْجَبَل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ مَا خطم مِنْهُ أَي ثلم من عرضه فَبَقيَ متقطعا وَكَذَا قَالَه ابْن التِّين وَقَالَ الْكرْمَانِي الخطم المتكسر المنخرق والجبل بِالْجِيم قلت وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ والنسفي الخطم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والجبل بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَهِي رِوَايَة ابْن اسحق وَغَيره من أهل الْمَغَازِي وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين بِفَتْح الْخَاء من الخطم وبالخاء الْمُعْجَمَة من الْخَيل قَوْله كَتِيبَة بِفَتْح الْكَاف وَكسر التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَهِي الْقطعَة المجتمعة من الْجَيْش وَأَصله من الْكتب

ص: 279

وَهُوَ الْجمع قَوْله " هَذِه " أَي هَذِه الكتيبة غفار بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْفَاء وبالراء وَهُوَ ابْن مليل بن ضَمرَة بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة قَوْله مَالِي وَلِغفار يَعْنِي مَا كَانَ بيني وَبينهمْ حَرْب قَوْله " جُهَيْنَة " بِضَم الْجِيم وَفتح الْهَاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح النُّون وَهُوَ ابْن زيد بن لَيْث بن سود بن أسلم بِضَم اللَّام ابْن الحاف بن قضاعة قَوْله سعد بن هذيم بِضَم الْهَاء وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره مِيم وَالْمَعْرُوف فِيهَا سعد هذيم بِالْإِضَافَة وَسعد بن هذيم على الْمجَاز وَسعد بن هذيم طوائف من الْعَرَب وهذيم الَّذِي نسب إِلَيْهِ سعد عبد كَانَ رباه فنسب إِلَيْهِ قَوْله وَمَرَّتْ سلم بِضَم السِّين وَفتح اللَّام وَهُوَ ابْن مَنْصُور بن عِكْرِمَة بن حَفْصَة بن قيس غيلَان قَوْله مَعَه الرَّايَة أَي راية الْأَنْصَار وَكَانَت راية الْمُهَاجِرين مَعَ الزبير بن الْعَوام قَوْله يَوْم الملحمة بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي يَوْم حَرْب لَا يُوجد فِيهِ مخلص وَقيل يَوْم الْقَتْل يُقَال لحم فلَان فلَانا إِذا قَتله قَوْله حبذا يَوْم الذمار بِكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي يَوْم الْهَلَاك وَقَالَ الْخطابِيّ تمنى أَبُو سُفْيَان أَن يكون لَهُ يَد فيحمي قومه وَيدْفَع عَنْهُم وَقيل المُرَاد هَذَا يَوْم الْغَضَب للحريم والأهل والانتصار لَهُم لمن قدر عَلَيْهِ وَقيل المُرَاد هَذَا يَوْم يلزمك فِيهِ حفظي وحمايتي من أَن ينالني مَكْرُوه وَقَالَ ابْن اسحق زعم بعض أهل الْعلم أَن سَعْدا لما قَالَ الْيَوْم يَوْم الملحمة الْيَوْم تستحل الْكَعْبَة فَسَمعَهَا رجل من الْمُهَاجِرين فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا آمن أَن يكون لسعد فِي قُرَيْش فَقَالَ لعَلي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أدْركهُ فَخذ الرَّايَة مِنْهُ فَكُن أَنْت تدخل بهَا وَقَالَ ابْن هِشَام الرجل الْمَذْكُور هُوَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَذكر الْأمَوِي فِي الْمَغَازِي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - أرسل إِلَى سعد فَأخذ الرَّايَة مِنْهُ فَدَفعهَا إِلَى ابْنه قيس وَجزم مُوسَى بن عقبَة فِي الْمَغَازِي عَن الزُّهْرِيّ أَنه دَفعهَا إِلَى الزبير بن الْعَوام فَإِن قلت هَذِه ثَلَاثَة أَقْوَال فَمَا التَّوْفِيق بَينهَا قلت الْجمع فِيهَا أَن عليا أرسل بنزعها وَأَن يدْخل بهَا ثمَّ خشى تغير خاطر سعد فَدَفعهَا لِابْنِهِ قيس ثمَّ أَن سَعْدا خشِي أَن يَقع من ابْنه شَيْء يُنكره النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - أَن يَأْخُذهَا مِنْهُ فَحِينَئِذٍ أَخذهَا الزبير قَوْله " وَهِي أقل الْكَتَائِب " أَي أقلهَا عددا قَالَ عِيَاض وَقع للْجَمِيع بِالْقَافِ وَوَقع للحميدي بِالْجِيم أَي أجلهَا قَوْله " فَقَالَ كذب سعد " أَي قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - كذب أَي أَخطَأ سعد قَوْله قَالَ وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - الْقَائِل بذلك هُوَ عُرْوَة وَهُوَ من بَقِيَّة الْخَبَر وَهُوَ ظَاهر الْإِرْسَال فِي الْجَمِيع إِلَّا فِي الْقدر الَّذِي صرح عُرْوَة بِسَمَاعِهِ لَهُ من نَافِع بن جُبَير وَأما بَاقِيه فَيحْتَمل أَن يكون عُرْوَة تَلقاهُ عَن أَبِيه أَو عَن الْعَبَّاس فَإِنَّهُ أدْركهُ وَهُوَ صَغِير قَوْله الْحجُون بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَضم الْجِيم الْخَفِيفَة هُوَ مَكَان مَعْرُوف بِالْقربِ من مَقْبرَة مَكَّة شرفها الله تَعَالَى قَوْله قَالَ عُرْوَة وَأَخْبرنِي نَافِع بن جُبَير بن مطعم إِلَى قَوْله وَأمر هَذَا السِّيَاق يُوهم أَن نَافِعًا أحضر الْمقَالة الْمَذْكُورَة يَوْم فتح مَكَّة وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ لَا صُحْبَة لَهُ وَلكنه مَحْمُول على أَنه سمع الْعَبَّاس يَقُول للزبير ذَلِك بعد ذَلِك فِي حجَّة اجْتَمعُوا فِيهَا إِمَّا فِي خلَافَة عمر أَو فِي خلَافَة عُثْمَان قَوْله وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - إِلَى قَوْله من كداء بِفَتْح الْكَاف وَتَخْفِيف الدَّال وبالمد وَهُوَ أَعلَى مَكَّة وكدى بِضَم الْكَاف وَالْقصر والتنوين قيل هَذَا مُخَالف للأحاديث الصَّحِيحَة الْآتِيَة أَن خَالِدا دخل من أَسْفَل مَكَّة وَدخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - من أَعْلَاهَا وَضربت لَهُ هُنَاكَ قبَّة قَوْله حُبَيْش بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وبالشين وَعند ابْن اسحق خُنَيْس بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح النُّون وبالسين الْمُهْملَة وَكِلَاهُمَا مصغر ابْن الْأَشْعر وَهُوَ لقب واسْمه خَالِد بن سعد بن مُنْقد بن ربيعَة بن حزم الْخُزَاعِيّ وَهُوَ أَخُو أم معبد الَّتِي مر بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - مُهَاجرا وَاسْمهَا عَاتِكَة قَوْله وكرز بِضَم الْكَاف وَسُكُون الرَّاء وَفِي آخِره زَاي ابْن جَابر بن حسل بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ ابْن الأحب بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة ابْن حبيب الفِهري وَكَانَ من رُؤَسَاء الْمُشْركين وَهُوَ الَّذِي أغار على سرح النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فِي غَزْوَة بدر الأولى ثمَّ أسلم قَدِيما وَبَعثه النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فِي طلب العرنيين وَذكر ابْن اسحق أَن هذَيْن الرجلَيْن سلكا طَرِيقا فشذا عَن عَسْكَر خَالِد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَتَلَهُمَا الْمُشْركُونَ يَوْمئِذٍ -

ص: 280

4281 -

حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ حَدثنَا شُعْبَةُ عنْ مُعاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ قالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ مُغفَّلٍ يقُولُ رأيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى ناقَتِهِ وهْوَ يَقْرَأ سُورَةَ الفَتْحِ يُرَجِّعُ وَقَالَ لوْلَا أنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك، هَكَذَا وَقع فِي الْأُصُول، وَزعم خلف أَنه وَقع بذله: سُلَيْمَان بن حَرْب.

وَهَذَا الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم وَفِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن حجاج بن منهال وَعَن آدم بن أبي إِيَاس وَفِي التَّوْحِيد عَن أَحْمد بن أبي سُرَيج، وَأخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة عَن أبي مُوسَى وَبُنْدَار عَن يحيى بن حبيب وَعَن عبيد الله بن معَاذ وَعَن أبي بكر بن أبي شيبَة. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن حَفْص بن عمر. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل عَن مَحْمُود بن غيلَان. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن أبي قدامَة وَغَيره.

قَوْله: (يرجع) بتَشْديد الْجِيم، من الترجيع، وَهُوَ ترديد القاريء الْحَرْف فِي الْحلق. قَوْله:(وَقَالَ)، الْقَائِل هُوَ مُعَاوِيَة بن قُرَّة رَاوِي الحَدِيث. قَوْله:(كَمَا رَجَعَ) أَي: ابْن مُغفل، وَلَفظ مُسلم عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن مُغفل هُوَ الْمُزنِيّ، قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم فتح مَكَّة على نَاقَته يقْرَأ سُورَة الْفَتْح، قَالَ: فَقَرَأَ ابْن مُغفل وَرجع فِي قِرَاءَته، فَقَالَ مُعَاوِيَة: لَوْلَا النَّاس لأخبرتكم ذَلِك الَّذِي ذكره ابْن مُغفل عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

4282 -

حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ حَدثنَا سعْدَانُ بنُ يَحْيَى حَدثنَا مُحَمَّدُ بنُ أبي حفْصَةَ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ عَليِّ بنِ حُسَيْنٍ عنْ عَمْروِ بنِ عُثْمَانَ عنْ أُسامةَ بن زَيْدٍ أنَّهُ قَالَ زَمَنَ الفَتْحِ يَا رسولَ الله أيْنَ تَنزِلُ غَذاً قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهَلْ تَرَكَ لَنا عَقِيلٌ منْ مَنْزِلٍ. ثُمَّ قَالَ لَا يَرِثُ المُؤْمِنُ الكافِرَ ولَا يَرِثُ الْكافِرُ الْمُؤْمِنَ قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ ومَنْ وَرِثَ أَبَا طالِبٍ قَالَ وَرِثهُ عَقِيلٌ وطالِبٌ قَالَ مَعْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيِّ أيْنَ تَنْزِلُ غَداً فِي حَجَّتِهِ ولَمْ يَقُلْ يُونُسُ حَجَّتِهِ ولَا زَمَنَ الفَتْحِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (زمن الْفَتْح) وَهَذَا إِسْنَاد نَازل لَا يَخْلُو عَن نظر.

وَرِجَاله سَبْعَة: الأول: سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن ابْنة شُرَحْبِيل بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. الثَّانِي: سَعْدَان بن يحيى بن صَالح، يُقَال: اسْمه سعيد وسعدان لقبه أَبُو يحيى اللَّخْمِيّ الْكُوفِي، سكن دمشق ليّنه الدَّارَقُطْنِيّ، وَمَاله فِي البُخَارِيّ إلاّ هَذَا الْموضع. الثَّالِث: مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة، وإسم أبي حَفْصَة: ميسرَة، بَصرِي يكنى أَبَا سَلمَة صَدُوق ضعفه النَّسَائِيّ وَمَاله فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث، وَآخر فِي الْحَج قرنه فِيهِ بِغَيْرِهِ. الرَّابِع: مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ. الْخَامِس: عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين. السَّادِس: عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان الْقرشِي الْأمَوِي. السَّابِع: أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة مولى النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

وَقد مضى الحَدِيث فِي كتاب الْحَج فِي: بَاب تَوْرِيث دور مَكَّة وَبَيْعهَا وشرائها، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن اصبغ عَن ابْن وهب عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن عَليّ بن حُسَيْن إِلَى آخِره، وَقد مضى فِي الْجِهَاد أَيْضا عَن مَحْمُود عَن بعد الرَّزَّاق عَن الزُّهْرِيّ، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مُسْتَوفى.

قَوْله: (عقيل) بِفَتْح الْعين هُوَ ابْن أبي طَالب. قَوْله: (وَقَالَ معمر عَن الزُّهْرِيّ) هُوَ مُتَّصِل بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور، وَطَرِيق معمر بن رَاشد تقدم مَوْصُولا فِي الْجِهَاد. قَوْله:(وَلم يقل يُونُس) هُوَ ابْن يزِيد الْأَيْلِي، يَعْنِي: لم يقل فِي رِوَايَته لفظ: حجَّته، وَلَا لفظ: زمن الْفَتْح، يَعْنِي سكت عَن ذَلِك وَبَقِي الِاخْتِلَاف بَين ابْن أبي حَفْصَة وَمعمر، وَمعمر أوثق وأتقن من مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة.

4284 -

حدَّثنا أبُو اليَمانِ حدَّثنا شُعَيْبٌ حدَّثنا أبُو الزِّنادِ عنْ عبْدِ الرَّحْمانِ عنْ أبي هُرَيْرَةَ

ص: 281

رَضِي الله عنهُ قَالَ قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَنْزِلُنا إنْ شاءَ الله إذَا فَتَحَ الله الخَيْفُ حَيْثُ تَقاسَمُوا عَلَى الكُفْرِ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة. وَأَبُو الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون واسْمه عبد الله بن ذكْوَان، وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج.

قَوْله: (منزلنا) مُبْتَدأ و (الْخيف) خَبره وَعكس بَعضهم فِيهِ، والخيف، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالفاء: مَا ارْتَفع عَن غلظ الْجَبَل وارتفع عَن مسيل المَاء. قَوْله: (حَيْثُ تقاسموا) أَي: تحالفوا وَذَلِكَ أَنهم تحالفوا على إِخْرَاج الرَّسُول وَبني هَاشم وَالْمطلب من مَكَّة إِلَى الْخيف، وَكَتَبُوا بَينهم الصَّحِيفَة الْمَشْهُورَة.

4285 -

حدَّثنا مُوساى بنُ إسْماعِيلَ حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ أخْبَرَنا ابنُ شِهابٍ عنْ أبي سَلَمَةَ عنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ أرَادَ حُنَيْناً مَنْزِلُنا غَداً إنْ شاءَ الله بِخَيْفِ بَنِي كِنَانةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الكُفْرِ. .

هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بالتبوذكي عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن إِلَى آخِره.

قَوْله: (حِين أَرَادَ حنيناً) يَعْنِي: فِي غَزْوَة الْفَتْح، وَإِنَّمَا اراد النَّبِي صلى الله عليه وسلم النُّزُول فِي ذَلِك الْموضع ليتذكر مَا كَانُوا فِيهِ فيشكر الله تَعَالَى على مَا أنعم بِهِ عَلَيْهِ يَوْم الْفَتْح الْعَظِيم وتمكنهم من دُخُول مَكَّة ظَاهرا على رغم من سعى فِي إِخْرَاجه مِنْهَا، ومبالغة فِي الصفح عَن الَّذين أساؤوا ومقابلتهم بالمن وَالْإِحْسَان.

4286 -

حدَّثنا يَحْيَى بنُ قَزَعَةَ حدَّثنا مالِك عنِ ابنِ شهَاب عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّة يَوْمَ الفَتْحِ وَعَلَى رأسِهِ المِغْفرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جاءَ رجُلٌ فَقَالَ ابنُ خطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بأسْتارِ الكَعْبَةِ فَقَالَ اقْتُلْهُ قَالَ مالِكٌ ولمْ يَكُنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فِيما نُرَى وَالله أعْلَمُ يَوْمَئِذٍ مُحْرِماً. .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَيحيى بن قزعة، بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَالْعين الْمُهْملَة. الْحِجَازِي من أَفْرَاده. والْحَدِيث قد مر فِي الْحَج عَن عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك فِي: بَاب دُخُول الْحرم وَمَكَّة بِغَيْر إِحْرَام، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (المغفر)، بِكَسْر الْمِيم: زرد ينسج من الدروع على مِقْدَار القلنسوة يلبس تَحت القلنسوة، وَفِي رِوَايَة يحيى بن بكير عَن مَالك:(مغفر من حَدِيد) . قَوْله: (ابْن خطل) ، هُوَ عبد الله بن خطل، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة، كَانَ أسلم وارتد وَقتل قَتِيلا بِغَيْر حق، وَكَانَت لَهُ قينتان تُغنيَانِ بهجو النَّبِي صلى الله عليه وسلم. قَوْله:(فَقَالَ: اقتله) أَي: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لذَلِك الرجل (اقْتُل ابْن خطل)، وَفِي الحَدِيث الَّذِي مضى فِي الْحَج فَقَالَ:(اقْتُلُوهُ) ، بخطاب الْجمع، وروى الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة شَبابَة بن سوار عَن مَالك فِي هَذَا الحَدِيث:(من رأى مِنْكُم ابْن خطل فليقتله) ، وَاخْتلف فِي قَاتله، وَجزم ابْن إِسْحَاق بِأَن سعيد بن حُرَيْث وَأَبا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ اشْتَركَا فِي قَتله. وَعَن الْوَاقِدِيّ: أَن قَاتله شريك بن عَبدة الْعجْلَاني، وَرجح أَنه أَبُو بَرزَة. وَفِي (التَّوْضِيح) وَفِيه دلَالَة على أَن الْحرم لَا يعْصم من الْقَتْل الْوَاجِب. قلت: إِنَّمَا وَقع قتل ابْن خطل فِي السَّاعَة الَّتِي أحل للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيهَا الْقِتَال بِمَكَّة، وَقد صرح بِأَن حرمتهَا عَادَتْ كَمَا كَانَت فَلم يَصح الِاسْتِدْلَال بِهِ لما ذكره، وروى أَحْمد من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده: أَن تِلْكَ السَّاعَة استمرت من صَبِيحَة يَوْم الْفَتْح إِلَى الْعَصْر. قَوْله: (قَالَ مَالك) . إِلَى آخِره وَهُوَ كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ لم يرو أحد أَنه تحلل يومئذٍ من إِحْرَام، وَقيل: يحْتَمل أَن يكون محرما إلَاّ أَنه لبس المغفر للضَّرُورَة، أَو أَنه من خواصه صلى الله عليه وسلم، قَوْله:(فِيمَا نرى) على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: فِيمَا نظن. قَوْله: (محرما) نصب لِأَنَّهُ خبر: لم يكن.

ص: 282

4287 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ أخبَرَنا ابنُ عُيَيْنَةَ عنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ عنْ مُجاهِدٍ عنْ أبي مَعْمَرٍ عنْ عَبْدِ الله رضي الله عنه قَالَ دَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وثَلَاثُمَائَةِ نُصُبٍ فَجَعَلَ يَطْعُنُها بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ جاءَ الحَقُّ وزَهَقَ الباطلُ جاءَ الحقُّ وَمَا يُبْدِىءُ الباطِلُ وَمَا يُعِيدُ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَصدقَة بن الْفضل الْمروزِي وَابْن عُيَيْنَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَابْن أبي نجيح، بِفَتْح النُّون: عبد الله وَاسم أبي نجيح يسَار، وَأَبُو معمر، بِفَتْح الميمين عبد الله بن سَخْبَرَة، وَعبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي كتاب الْمَظَالِم فِي: بَاب هَل يكسر الدنان؟ فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح إِلَى آخِره.

قَوْله: (نصب)، بِضَم النُّون وَالصَّاد الْمُهْملَة: وَهُوَ مَا ينصب لِلْعِبَادَةِ من دون الله تَعَالَى، وَوَقع فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة عَن ابْن عُيَيْنَة (صنماً) ، بدل نصب، وَيُطلق النصب وَيُرَاد بِهِ الْحِجَارَة الَّتِي كَانُوا يذبحون عَلَيْهَا للأصنام، والأنصاب الْأَعْلَام الَّتِي تجْعَل فِي الطَّرِيق. قَوْله:(يطعنها) بِضَم الْعين وَفتحهَا، وَالْأول أشهر، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ:(فَلم يبقَ وَثمّ استقبله إلَاّ سقط على قَفاهُ)، مَعَ أَنَّهَا كَانَت ثَابِتَة بِالْأَرْضِ قد شدّ لَهُم إِبْلِيس أَقْدَامهَا بالرصاص. قَوْله:(وزهق الْبَاطِل) أَي: اضمحل وتلاشى، يُقَال: زهقت نَفسه زهوقاً، أَي: خرجت روحه، والزهوق بِالضَّمِّ مصدر، وبالفتح الإسم.

4288 -

حدَّثني إسْحاقُ حَدثنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حدّثني أبي حَدثنَا أيُّوبُ عنْ عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أبي أنْ يَدْخُلَ البَيْتَ وفيهِ الآلِهَةُ فأمَرَ بِها فأُخرِجَتْ فأُخْرِجَ صُورَةُ إبْرَاهِيمَ وإسْمَاعِيلَ فِي أيْدِيهِما مِنَ الأزْلَامِ فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قَاتَلَهُمُ الله لَقَدْ عَلِمُوا مَا اسْتَقْسَما بِها قَط ثُمَّ دَخَلَ البَيْتَ فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِي البَيْتِ وخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن قدومه هَذَا مَكَّة كَانَ فِي سنة الْفَتْح. وَإِسْحَاق هُوَ ابْن مَنْصُور، وَعبد الصَّمد هُوَ ابْن عبد الْوَارِث ابْن سعيد، وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ: لَيْسَ فِيهِ: حَدثنِي أبي، بعد قَوْله عبد الصَّمد، قيل: لَا بُد مِنْهُ.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْأَنْبِيَاء، عليهم السلام، فِي: بَاب قَول الله تَعَالَى: {وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا} (النِّسَاء: 125) فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى عَن هِشَام عَن معمر عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة إِلَى آخِره.

قَوْله: (أَبى) أَي: امْتنع. قَوْله: (الْآلهَة) أَي: الْأَصْنَام الَّتِي سَمَّاهَا الْمُشْركُونَ بالآلهة. قَوْله: (فَأمر بهَا فأخرجت) . فَإِن قلت: من كَانَ الَّذِي أخرجهَا؟ قلت: روى أَبُو دَاوُد من حَدِيث جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَمر عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ بالبطحاء أَن يَأْتِي الْكَعْبَة فَيَمْحُو كل صُورَة فِيهَا، فَلم يدخلهَا حَتَّى نحيت الصُّور، وَكَانَ عمر هُوَ الَّذِي أخرجهَا. قيل: إِنَّه محا مَا كَانَ من الصُّور مدهوناً، وَأخرج مَا كَانَ مخروطاً. فَإِن قلت: قد تقدم فِي الْحَج من حَدِيث أُسَامَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم دخل الْكَعْبَة فَرَأى صُورَة فَدَعَا بِمَاء فَجعل يمحوها قلت: هُوَ مَحْمُول على محو بَقِيَّة بقيت مِنْهَا. قَوْله: الأزلام جمع: زلم، وَهِي السِّهَام الَّتِي كَانُوا يستقسمون بهَا الْخَيْر وَالشَّر، وَتسَمى: القداح الْمَكْتُوب عَلَيْهَا الْأَمر وَالنَّهْي: إفعل وَلَا تفعل، كَانَ الرجل مِنْهُم يَضَعهَا فِي وعَاء لَهُ، وَإِذا أَرَادَ سفرا أَو زواجاً أَو أمرا مهما أَدخل يَده فَأخْرج مِنْهَا زلماً فَإِن خرج الْأَمر مضى لشأنه، وَإِن خرج النَّهْي كف عَنهُ وَلم يَفْعَله. قَوْله:(وَلم يستقسما بهَا) أَي: مَا استقسم إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، عليهما السلام، بالأزلام قطّ، وَهُوَ من الاستسقام، وَهُوَ طلب الْقسم الَّذِي قسم لَهُ وَقدر، وَهُوَ استفعال مِنْهُ كَانُوا يَفْعَلُونَ بالأزلام مثل مَا ذكرنَا وَقَالَ ابْن الْأَثِير: كَانَ على بَعْضهَا مَكْتُوب: أَمرنِي رَبِّي، وعَلى الآخر: نهاني رَبِّي، وعَلى الآخر: غفل، فَإِن خرج: أَمرنِي رَبِّي، مضى لشأنه، وَإِن خرج: نهاني أمسك، وَإِن خرج الغفل أعَاد حَالهَا وَضرب بهَا أُخْرَى إِلَى أَن يخرج الْأَمر أَو النَّهْي

ص: 283