المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب هجرة الحبشة) - عمدة القاري شرح صحيح البخاري - جـ ١٧

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌(بابُ إسْلَامِ أبِي ذَرٍّ الغَفَارِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(بابُ إسْلَامِ سَعيدِ بنِ زَيْدٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(بابُ إسْلَامُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(بابُ انْشِقَاقِ القَمَرِ)

- ‌(بابُ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ)

- ‌(بابُ مَوْتِ النَّجاشِيِّ)

- ‌‌‌(تابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ)

- ‌(تابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ)

- ‌(بابُ تَقَاسُمِ المُشْرِكِينَ علَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(بابُ قِصةِ أبي طالِبٍ)

- ‌(بَاب حَدِيث الْإِسْرَاء)

- ‌(بابُ المِعْرَاجِ)

- ‌(بابُ وُفُودِ الأنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وبَيْعَةِ العَقَبَةِ)

- ‌(بابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عائِشَةَ وقُدُومِها المَدِينَةَ وبِنائِهِ بِها)

- ‌(بابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصْحَابِهِ إلَى المَدِينَةِ)

- ‌(بابُ إقَامَةِ المُهَاجِرِ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضاءِ نُسُكِهِ)

- ‌‌‌(بابُ التَّارِيخِ مِنْ أيْنَ أرَّخُوا التَّاريخَ)

- ‌(بابُ التَّارِيخِ مِنْ أيْنَ أرَّخُوا التَّاريخَ)

- ‌(بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ أمْضِ لأصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ ومَرْثِيَّتِهِ لِمَنْ ماتَ بِمَكَّةَ)

- ‌(بابٌ كيْفَ آخَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصْحَابِهِ)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ إتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ)

- ‌(بابُ إسْلَامِ سَلْمَانَ الْفَارِسيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

- ‌(كِتَابُ المَغَازِي)

- ‌(بابُ غَزْوَةُ الْعُشَيْرَةِ أوِ الْعُسَيْرَةِ)

- ‌(بابُ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ)

- ‌(بابُ قِصَّةِ غَزْوَةِ بَدْرٍ)

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعَالى {إذْ تسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فاسْتَجَابَ لكُم أنِّي مُمِدُّكُمْ بألْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ الله إلَاّ بُشْرَى ولِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إلَاّ مِنْ عِنْدِ الله إنَّ الله عَزِيزٌ

- ‌ بَاب

- ‌(بابُ عِدَّةِ أصْحابِ بَدْرٍ)

- ‌(بابُ دُعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ شَيْبَةَ وعُتْبَةَ والوَلِيدِ وأبِي جَهْلِ بنِ هِشامٍ وهَلَاكِهِمْ)

- ‌(بابُ قَتْلِ أبِي جَهْلٍ)

- ‌(بابُ فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرَاً)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ شُهُودِ المَلَائِكَةِ بَدْرَاً)

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابُ تَسْمِيَةِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أهْلِ بَدْرٍ فِي الجَامِعِ الَّذِي وضَعَهُ أبُو عَبْدِ الله علَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ)

- ‌(بابُ حَدِيثِ بَنِي النَّضِيرِ)

- ‌(بابُ قَتْلِ كَعْبِ بنِ الأشْرَفِ)

- ‌(بابُ قَتْلِ أبِي رافِع)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ)

- ‌ بَاب

- ‌(بابُ قَوْلِ الله تعَالَى {إنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ إنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ولَقَدْ عفَا الله عنْهُمْ إنَّ الله غَفُورٌ حَلِيمٌ} (آل عمرَان:

- ‌(بابٌ {إذْ تُصْعِدُونَ ولَا تَلْوُونَ علَى أحَدٍ والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فأثَابَكُمْ غَمَّاً بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا علَى مَا فَاتَكُمْ ولَا مَا أصَابَكُمْ وَالله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (آل عمرَان:

- ‌(بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى {ثُمَّ أنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أمَنَةً نُعَاسَاً يَغْشَى طائِفَةً مِنْكُمْ وطائِفَةٌ قَدْ أهَمَّتهُمْ أنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّه غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ

- ‌(بابٌ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أوْ يُعَذِّبَهُمْ فإنَّهُمْ ظالِمُونَ} (آل عمرَان:

- ‌(بابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ)

- ‌(بابُ قَتْلِ حَمْزَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ)

- ‌‌‌(بابُمَا أصابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجِرَاح يَوْمَ أحُدٍ)

- ‌(بابُ

- ‌(بابٌ)

- ‌(بابٌ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لله والرَّسُولِ} (آل عمرَان:

- ‌(بَاب من قُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْهُمْ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ واليَمَانُ وأنَسُ بنُ النَّضْرِ ومُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ)

- ‌‌‌(بَاب أحد يحبنا ونحبه)

- ‌(بَاب أحد يحبنا ونحبه)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ ورِعْلٍ وذَكْوَانَ وبِئْرِ مَعُونَةَ وحَدِيثِ عَضَلٍ والقارَة وعاصِمِ بنِ ثَابِتٍ وخُبَيْبٍ وأصْحَابِهِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الخَنْدَقِ وهْيَ الأحْزَابُ)

- ‌(بابُ مَرْجِعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأحْزَابِ ومَخْرَجهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ومُحَاصَرَتِهِ وإيَّاهُمْ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ)

- ‌‌‌(بَاب غَزْوَة بني المصطلق من خُزَاعَة وَهِي غَزْوَة الْمُريْسِيع)

- ‌(بَاب غَزْوَة بني المصطلق من خُزَاعَة وَهِي غَزْوَة الْمُريْسِيع)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ أنْمَارٍ)

- ‌(بابُ حَدِيثِ الإفْكِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الحُدَيْبِيَةِ)

- ‌(بابُ قِصَّةِ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ خَيْبَرَ)

- ‌‌‌(بابُ اسْتِعْمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى أهْلِ خَيْبَرَ)

- ‌(بابُ اسْتِعْمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم علَى أهْلِ خَيْبَرَ)

- ‌(بابُ مُعَامَلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أهْلَ خَيْبَرَ)

- ‌‌‌(بابُ الشَّاةِ الَّتي سُمَّتْ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ)

- ‌(بابُ الشَّاةِ الَّتي سُمَّتْ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ زَيْدِ بنِ حارِثَةَ)

- ‌(بابُ عُمْرَةِ الْقَضاءِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ مُوتةَ مِنْ أرْضِ الشَّامِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ فِي رَمَضَانَ)

- ‌(بابٌ أيْنَ رَكَزَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الفَتْحِ)

- ‌(بابُ دُخُول النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أعْلَى مَكَّةَ)

- ‌بَاب

- ‌(بابُ مَنْزلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفَتْحِ)

- ‌(بابُ مُقامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الفَتْحِ)

- ‌بَاب

- ‌(بابُ قَوْلِ الله عز وجل: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ ولَّيْتُمْ مُدْبِرِين ثُمَّ أنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

- ‌(بَاب غَزْوَة أَوْطَاس)

- ‌(بابُ غَزْوةٍ أوْطاسٍ)

- ‌(بابُ غَزْوَةِ الطَّائِفِ)

- ‌(بابُ السَّرِيَّةِ الَّتي قِبَلَ نَجْدٍ)

- ‌(بابُ بَعْثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ)

- ‌(بابُ سَرِيّةِ عَبْدِ الله بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ وعَلْقَمَةَ بنِ مُجَزِّرٍ المُدْلِجِيِّ ويُقالُ إنَّها سَرِيةُ الأنْصاري)

الفصل: ‌(باب هجرة الحبشة)

حَدِيث زر بن حُبَيْش عَن ابْن مَسْعُود، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَر بِمَكَّة فرأيته فرْقَتَيْن، فَهُوَ مَحْمُول على مَا ذَكرْنَاهُ، وَكَذَا كل مَا رُوِيَ نَحوه. قَوْله:(اشْهَدُوا) أَي: اضبطوا هَذَا الْقدر بِالْمُشَاهَدَةِ. قَوْله: (وَذَهَبت فرقة نَحْو الْجَبَل) أَي: ذهبت قِطْعَة فِي نَاحيَة جبل حراء وَبقيت نَاحيَة فِي مَكَانَهُ. وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَالْمَشْهُور أَنَّهُمَا التأما فِي الْحَال لَا بعد الْغُرُوب، ثمَّ قَالَ: فَإِن قلت: مَا التلفيق بَينه وَبَين مَا قَالَ: رَأَوْا حراء بَينهمَا؟ قلت: إِذا نزلت قِطْعَة تَحت حراء، وَبقيت قِطْعَة مِنْهُ فَهُوَ بَينهمَا، وَكَذَا إِذا ذهبت الْفرْقَة عَن يَمِين حراء أَو شِمَاله أَو الانشقاق كَانَ مرَّتَيْنِ.

وَقَالَ أبُو الضُّحَى عنْ مَسْرُوق عنْ عَبْدِ الله انْشَقَّ بِمَكَّةَ

أَبُو الضُّحَى مُسلم بن صبيح، بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة: الْكُوفِي، ومسروق هُوَ ابْن الأجدع، وَعبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود، وَظَاهر هَذَا تَعْلِيق وَصله أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَن أبي عوَانَة، وَقيل: يحْتَمل أَن يكون هَذَا مَعْطُوفًا على قَوْله: عَن إِبْرَاهِيم، فَإِن أَبَا الضُّحَى من شُيُوخ الْأَعْمَش فَيكون للأعمش فِيهِ إسنادان. قلت: الإحتمال الناشيء عَن غير دَلِيل لَا يعْتَبر بِهِ.

وتابَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ عنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ عنْ مُجَاهِدٍ عنْ أبِي مَعْمَرٍ عنْ عَبْدِ الله

أَي: تَابع إِبْرَاهِيم فِي رِوَايَته عَن أبي معمر مُحَمَّد بنُ مُسلم الطَّائِفِي عَن عبد الله بن أبي نجيح، واسْمه يسَار ضد الْيَمين ومتابعته إِيَّاه فِي قَوْله: إِن ذَلِك كَانَ بِمَكَّة، لَا فِي جَمِيع سِيَاق الحَدِيث، وَوصل هَذِه الْمُتَابَعَة عبد الرَّزَّاق فِي (مُصَنفه)، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه فِي (دَلَائِل النُّبُوَّة) : عَن ابْن عُيَيْنَة، وَمُحَمّد بن مُسلم جَمِيعًا عَن ابْن أبي نجيح بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَلَفظه: رَأَيْت الْقَمَر منشقاً شقتين، شقة على أبي قبيس وشقة على السويد، وَهِي نَاحيَة خَارج مَكَّة عِنْدهَا حَبل. فَإِن قلت: هَذَا يُعَارض حَدِيث أنس الْمَذْكُور. قلت: يحمل على التَّعَدُّد، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَانَ الانشقاق مرَّتَيْنِ، وَقيل: التَّعْبِير بِأبي قبيس من تَعْبِير بعض الروَاة.

3870 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بنُ صَالِحٍ حدَّثنا بَكْرُ بنُ مُضَرَ قَالَ حدَّثني جَعْفَرُ بنُ رَبِيعَةَ عنْ عِرَاكِ بنِ مالِكٍ عنْ عُبَيْدِ الله بنِ عَبْدِ الله بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ عنْ عَبْدِ الله بنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما أنَّ القَمَرَ انْشَقَّ علَى زَمانِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. (انْظُر الحَدِيث 3638 وطرفه) .

الحَدِيث مضى فِي: بَاب سُؤال الْمُشْركين أَن يُرِيهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم آيَة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن خلف بن خَالِد الْقرشِي حَدثنَا بكر بن مُضر. . الخ. وَأخرجه هُنَا عَن عُثْمَان بن صَالح السَّهْمِي الْمصْرِيّ عَن بكر بن مُضر، بِضَم الْمِيم وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة وبالراء. وَهَذَا الحَدِيث من مَرَاسِيل الصَّحَابَة لِأَن ابْن عَبَّاس كَانَ حِينَئِذٍ طفْلا ابْن سنتَيْن أَو ثَلَاث.

3871 -

حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ حدَّثنا أبي حدَّثنا الأعْمَشُ حدَّثنا إبْرَاهِيمُ عنْ أبِي مَعْمَرٍ عنْ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ انْشَقَّ القَمَر. .

مضى هَذَا أَيْضا فِي الْبَاب الْمَذْكُور الْآن، وَرِجَاله قد ذكرُوا عَن قريب وَفِيمَا مضى غير مرّة.

37 -

(بابُ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان هِجْرَة الْمُسلمين من مَكَّة إِلَى أَرض الْحَبَشَة، الْهِجْرَة فِي الأَصْل اسْم من الهجر ضد الْوَصْل وَقد هجره هجراً وهجراناً، ثمَّ غلبت على الْخُرُوج من أَرض إِلَى أَرض وَترك الأولى للثَّانِيَة، يُقَال مِنْهُ: هَاجر مهاجرة، وَكَانَ وُقُوع هِجْرَة الْمُسلمين من مَكَّة إِلَى أَرض الْحَبَشَة مرَّتَيْنِ. أولاهما: كَانَت فِي شهر رَجَب من سنة خمس من المبعث، قَالَ الْوَاقِدِيّ: أول من هَاجر مِنْهُم أحد عشر رجلا، وَأَرْبع نسْوَة، وَأَنَّهُمْ انْتَهوا إِلَى الْبَحْر مَا بَين ماش وراكب، فاستأجروا سفينة بِنصْف دِينَار إِلَى الْحَبَشَة وهم: عُثْمَان ابْن عَفَّان وَامْرَأَته رقية بنت رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو حُذَيْفَة بن عتبَة وَامْرَأَته سهلة بنت سُهَيْل، وَالزُّبَيْر ابْن الْعَوام، وَمصْعَب بن عُمَيْر، وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَأَبُو سَلمَة بن عبد الْأسد وَامْرَأَته أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة، وَعُثْمَان بن مَظْعُون

ص: 11

وعامر بن ربيعَة الْعَنزي وَامْرَأَته ليلى بنت أبي خَيْثَمَة، وَأَبُو سُبْرَة بن أبي رهم، وحاطب بن عَمْرو، وَسُهيْل بن بَيْضَاء، وَعبد الله بن مَسْعُود، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم. وَالثَّانيَِة: من الْهِجْرَة فَكَانَ أَهلهَا اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ رجلا سوى نِسَائِهِم وَأَبْنَائِهِمْ، وعمار بن يَاسر يشك فِيهِ، فَإِن كَانَ فيهم فقد كَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ رجلا، وَقد ذَكَرْنَاهُمْ فِي (تاريخنا الْكَبِير) على مَا ذكره ابْن إِسْحَاق، رحمه الله، وَجزم ابْن إِسْحَاق بِأَن ابْن مَسْعُود كَانَ فِي الْهِجْرَة الثَّانِيَة.

وقالَتْ عائِشَةُ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ فَهَاجَرَ مَنْ هاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ وَرَجَعَ عامَّةُ مَنْ كانَ هَاجَرَ بأرْضِ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِينَةِ

هَذَا تَعْلِيق سَيَأْتِي مَوْصُولا مطولا فِي: بَاب الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة. قَوْله: (أريت)، بِضَم الْهمزَة على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله:(لابتين) ، تَثْنِيَة لابة، واللابة بتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة وَهِي الْحرَّة ذَات الْحِجَارَة السود الَّتِي قد ألبستها لكثرتها، وَالْمَدينَة مَا بَين حرتين عظيمتين، والحرة، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الرَّاء. قَوْله:(قِبَل الْمَدِينَة) ، بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء، أَي: جِهَة الْمَدِينَة وناحيتها فِيهِ عنْ أبِي مُوسَى وأسْماءَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

أَي: فِي هَذَا الْبَاب روى عَن أبي مُوسَى عبد الله بن قيس الْأَشْعَرِيّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَسَيَأْتِي فِي آخر الْبَاب حَدِيثه مُسْندًا مُتَّصِلا. قَوْله: وَأَسْمَاء هِيَ بنت عُمَيْس الخثعمية، وَهِي أُخْت مَيْمُونَة بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأمها، رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَكَانَت أَولا تَحت جَعْفَر بن أبي طَالب وَهَاجَرت مَعَه إِلَى أَرض الْحَبَشَة، ثمَّ قتل عَنْهَا يَوْم مُؤْتَة فَتَزَوجهَا أَبُو بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَمَاتَ عَنْهَا ثمَّ تزَوجهَا عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وحديثها سَيَأْتِي فِي غَزْوَة خَيْبَر، إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

3872 -

حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ حدَّثنا هِشامٌ أخبرَنا معْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيِّ حدَّثنا عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ أنَّ عُبَيْدِ الله بنَ عَدِيِّ بنِ الخِيارِ أخبرَهُ أنَّ المِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ وعَبْدَ الرَّحْمانِ ابنَ الأسْوَدِ بنِ عَبْدِ يغُوثَ قالَا لَهُ مَا يَمْنَعُكَ أنْ تُكَلِّمَ خالَكَ عُثْمَانَ فِي أخِيهِ الوَلِيدِ بنَ عُقْبَةَ وكانَ أكْثَرَ النَّاسُ فِيما فعَلَ بِهِ: قَالَ عُبَيْدُ الله فانْتَصَبْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ خَرَجَ إلَى الصَّلاةِ فقُلْتُ لهُ إنَّ لِي إليْكَ حاجَةً وهْي نصِيحَةٌ فقالَ أيُّهَا المَرْءُ أعُوذُ بِاللَّه مِنْكَ فانْصَرَفْتُ فلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلاةَ جَلَسْتُ إِلَى المِسْوَرِ وَإِلَى ابنِ عَبْدِ يَغُوثَ فحَدَّثْتُهُمَا بالَّذِي قُلْتُ لِعُثْمَانَ وَقَالَ لِي فَقالا قَدْ قَضَيتَ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ فبَيْنَمَا أنَا جالِسٌ مَعَهُمَا إذْ جاءَنِي رَسُولُ عُثْمَانَ فَقَالَا لِي قدِ ابْتَلاكَ الله فانْطَلَقْتُ حتَّى دَخَلْتُ علَيْهِ فَقَالَ مَا نَصِيحَتُكَ الَّتي ذَكَرْتَ آنِفَاً قَالَ فتَشَهَّدْتُ ثُمَّ قُلْتُ إنَّ الله بعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وَأنْزَلَ علَيْهِ الكِتابَ وكُنْتُ مِمَّنْ اسْتَجابَ لله ورَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وآمَنْتَ بِهِ وهاجَرْتَ الهِجْرَتَيْنِ الأولَيَيْنِ وصَحِبْتَ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ورَأيْتَ هَدْيَهُ وقَدْ أكْثَرَ النَّاسُ فِي شأنِ الوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ فحَقٌّ عَلَيْكَ أنْ تُقِيمَ عَلَيْهِ الحَدَّ فَقالَ لِي يَا ابنَ أخِي أدْرَكْتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ قُلْتُ لَا ولَكِنْ قَدْ خَلَصَ إلَيَّ منْ عِلْمِهِ مَا خَلَصَ إلَى العَذْرَاءِ فِي سِتْرِها قَالَ فتَشَهَّدَ عُثْمَانُ فَقَالَ إنَّ الله قدْ بعَثَ مُحَمَّدَاً صلى الله عليه وسلم بالحَقِّ

ص: 12

وأنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ وكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لله ورَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وهاجَرْتُ الهِجْرَتَيْنِ الأولَيَيْنِ كَمَا قُلْتَ وصَحِبْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وبايَعْتُهُ وَالله مَا عَصَيْتُهُ ولَا غَشَشْتُهُ حتَّى تَوَفَّاهُ الله ثُمَّ اسْتَخْلَفَت الله أبَا بَكْرٍ فَوالله مَا عَصَيْتُهُ ولَا غَشَشْتُهُ ثُمَّ اسْتخْلِفَ عُمَرُ فَوالله مَا عَصيْتُهُ ولَا غَشَشْتُهُ ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أفَلَيْسَ لِي علَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِي كانَ لَهُمْ علَيَّ قَالَ بلَى قَالَ فَمَا هَذِهِ الأحَادِيثُ الَّتي تَبْلُغُنِي عنْكُمْ فأمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شأنِ الْوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ فسَنَأخُذُ فيهِ إنْ شاءَ الله بالحَقِّ قَالَ فجَلَدَ الوَلِيدَ أرْبَعِينَ جَلْدَة وأمَر علِيَّاً أنْ يَجْلِدَهُ وكانَ هُوَ يَجْلِدُهُ وَقَالَ يُونُسُ وابنُ أخِي الزُّهْرِيِّ عنِ الزُّهْرِيِّ أفَلَيْسَ لي عَلَيْكُمْ مِنَ الحَقِّ مثْلُ الَّذِي كانَ لَهُمْ. (انْظُر الحَدِيث 3696 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (عُثْمَان) و (هَاجَرت الهجرتين) . وَهِشَام هُوَ ابْن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ. والْحَدِيث قد مر فِي مَنَاقِب عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أَحْمد بن شبيب عَن سعيد عَن أَبِيه عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ، وَلَكِن نتكلم هُنَا أَيْضا لِأَن الرِّوَايَتَيْنِ فيهمَا من الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان على مَا لَا يخفى.

قَوْله: (فِي أَخِيه الْوَلِيد بن عقبَة) وَكَانَ أَخا عُثْمَان لأمه وَهَاجَر الهجرتين الْأَوليين، بِضَم الْهمزَة وباليائين آخر الْحُرُوف تَثْنِيَة أولى، وَهُوَ على طَرِيق التغليب بِالنِّسْبَةِ إِلَى هِجْرَة الْحَبَشَة فَإِنَّهَا كَانَت أولى وثانية، وَأما هِجْرَة الْمَدِينَة فَلم تكن إلَاّ وَاحِدَة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: والهجرتين الْأَوليين أَي: هِجْرَة الْمَدِينَة وهجرة الْحَبَشَة، وَإِنَّمَا قَالَ الْأَوليين أَي: بِالنِّسْبَةِ إِلَى هِجْرَة من هَاجر بعده من الصَّحَابَة. قلت: الصَّوَاب مَا ذَكرْنَاهُ. قَوْله: (رَأَيْت هَدْيه) بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الدَّال: أَي: طَرِيقَته وَسيرَته. قَوْله: (يَا ابْن أخي) قَالَ الْكرْمَانِي: يَا ابْن أخي، سَهْو وَالصَّوَاب: يَا ابْن أُخْتِي، لِأَنَّهُ كَانَ خَاله إلَاّ أَن يُقَال: إِنَّه تكلم بِهِ على مَا هُوَ عَادَة الْعَرَب من قَوْلهم: يَا ابْن عمي وَيَا ابْن أخي. قَوْله: (قد خلص)، بِفتْحَتَيْنِ أَي: قد وصل. (والعذراء) االبكر، أَرَادَ أَن علم الشَّرِيعَة وصل إِلَيْهِ كَمَا وصل إِلَى المُخدرات. قَوْله:(أَرْبَعِينَ) قيل: مر فِيمَا مضى أَنه جلده ثَمَانِينَ، وَأجِيب: بِأَن التَّخْصِيص بِالْعدَدِ لَا يدل على نفي الزَّائِد، وَقَالَ بعض الْعلمَاء: كَانَ يضْربهُ بِسَوْط لَهُ طرفان، فَمن اعْتبر الطَّرفَيْنِ عده ثَمَانِينَ، وَمن اعْتبر نفس السَّوْط عده أَرْبَعِينَ. قَوْله:(وبايعته) بِالْبَاء الْمُوَحدَة من الْمُبَايعَة، ويروى: وتابعته، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق من الْمُتَابَعَة. قَوْله:(قَالَ يُونُس) هُوَ ابْن يزِيد الْأَيْلِي. (وَابْن أخي الزُّهْرِيّ) هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم (وَالزهْرِيّ) هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم، وَتَعْلِيق يُونُس وَصله البُخَارِيّ فِي مَنَاقِب عُثْمَان، وَتَعْلِيق ابْن أخي الزُّهْرِيّ وَصله قَاسم ابْن أصبغ فِي (مُصَنفه) وَمن طَرِيقه وَصله ابْن عبد الْبر فِي (تمهيده) والتعليقان وَالَّذِي بعده من التَّفْسِير فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَحده.

356 -

(حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا يحيى عَن هِشَام قَالَ حَدثنِي أبي عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن أم حَبِيبَة وَأم سَلمَة ذكرتا كَنِيسَة رأينها بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تصاوير فذكرتا للنَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - فَقَالَ إِن أُولَئِكَ إِذا كَانَ فيهم الرجل الصَّالح فَمَاتَ بنوا على قَبره مَسْجِدا وصورا فِيهِ تيك الصُّور أُولَئِكَ شرار الْخلق عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة) مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن كلا من أم حَبِيبَة وَأم سَلمَة من الْمُهَاجِرَات إِلَى الْحَبَشَة فَإِنَّهَا أم حَبِيبَة هَاجَرت فِي الْهِجْرَة الثَّانِيَة مَعَ زَوجهَا عبد الله بن جحش فَمَاتَ هُنَاكَ وَيُقَال أَنه كَانَ تنصر وَتَزَوجهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - بعده وَأما أم سَلمَة فَإِنَّهَا قد هَاجَرت فِي الْهِجْرَة الأولى مَعَ زَوجهَا أبي سَلمَة بن عبد الْأسد وَاسْمهَا هِنْد وَأم حَبِيبَة اسْمهَا رَملَة بنت أبي

ص: 13

سُفْيَان وَيحيى هُوَ ابْن سعيد الْقطَّان وَهِشَام هُوَ ابْن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْجَنَائِز فِي بَاب بِنَاء الْمَسْجِد على الْقَبْر فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن إِسْمَاعِيل عَن مَالك عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَمضى أَيْضا فِي كتاب الصَّلَاة فِي بَاب الصَّلَاة فِي الْبيعَة أخرجه عَن مُحَمَّد عَن عَبدة عَن هِشَام بن عُرْوَة الخ وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ

357 -

(حَدثنَا الْحميدِي حَدثنَا سُفْيَان حَدثنَا إِسْحَاق بن سعيد السعيدي عَن أَبِيه عَن أم خَالِد بنت خَالِد قَالَت قدمت من أَرض الْحَبَشَة وَأَنا جوَيْرِية فكساني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - خميصة لَهَا أَعْلَام فَجعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يمسح الْأَعْلَام بِيَدِهِ وَيَقُول سناه سناه قَالَ الْحميدِي يَعْنِي حسن حسن) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله قدمت من أَرض الْحَبَشَة والْحميدِي هُوَ عبد الله بن الزبير بن عِيسَى وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة وَإِسْحَاق بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ وجد أَبِيه هُوَ سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ ابْن عَم أم خَالِد الْمَذْكُورَة وَأم خَالِد اسْمهَا أمة بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم وبالهاء وخَالِد هَذَا هُوَ ابْن الزبير بن الْعَوام وَبنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ والْحَدِيث مضى بأتم مِنْهُ وأطول فِي الْجِهَاد وَفِي بَاب من تكلم بِالْفَارِسِيَّةِ والرطانة فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن حبَان بن مُوسَى عَن عبد الله عَن خَالِد بن سعيد الخ وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ والخميصة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الْمِيم وَهِي ثوب خَز أَو صوف معلم وَقيل لَا تسمى خميصة إِلَّا أَن تكون سَوْدَاء معلمة وَجَمعهَا خمائص قَوْله سناه بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف النُّون كلمة حبشية مَعْنَاهَا حسن كَمَا فسره الْحميدِي شيخ البُخَارِيّ -

3875 -

حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَمَّادٍ حدَّثنا أبُو عَوَانَةَ عنْ سُلَيْمَانَ عنْ إبْرَاهِيمَ عنْ عَلْقَمَةَ عنْ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ كُنَّا نُسَلَّمُ علَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهْوَ يُصَلِّي فَيَرُدُّ علَيْنَا فلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سلَّمْنَا علَيْهِ فلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا فَقُلْنَا يَا رسُولَ الله إنَّا كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فتَرُد عَلَيْنَا قَالَ إنَّ فِي الصَّلاةِ شُغْلاً فقُلْتِ لإبْرَاهِيمَ كَيْفَ تَصْنَعُ أنْتَ قَالَ أرُدُّ فِي نَفْسِي. (انْظُر الحَدِيث 1199 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فَلَمَّا رَجعْنَا من عِنْد النَّجَاشِيّ) وَهُوَ بِفَتْح النُّون وَتَخْفِيف الْجِيم وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْيَاء وتخفيفها، وَهُوَ اسْم من ملك الْحَبَشَة، ككسرى اسْم من ملك الْفرس، وَقَيْصَر اسْم من ملك الرّوم، وَيحيى بن حَمَّاد الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ، روى البُخَارِيّ عَنهُ بالواسطة فِي آخر الْحيض، وَأَبُو عوَانَة، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة: الوضاح الْيَشْكُرِي، وَسليمَان الْأَعْمَش، وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، وعلقمة بن قيس النَّخعِيّ، والْحَدِيث مضى فِي أَوَاخِر الصَّلَاة فِي: بَاب لَا يرد السَّلَام فِي الصَّلَاة، وَأخرجه هُنَاكَ عَن عبد الله بن أبي شيبَة عَن ابْن فُضَيْل عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم

الخ، وَفِيه: كنت أسلم فَلَمَّا رجعت سلمت عَلَيْهِ. قَوْله: (لشغلاً) ويروى: شغلاً، بلام التَّأْكِيد.

3876 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلَاءِ حدَّثنا أبُو أُسَامَةَ حدَّثنا بُرَيْدُ بنُ عَبْدِ الله عنْ أبِي بُرْدَةَ عنْ أبِي مُوسَى رَضِي الله تَعَالَى عنهُ بلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ونَحْنُ بالْيَمَنِ فرَكِبْنَا سَفِينَةً فألْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجاشِيِّ بالحَبْشَةِ فَوافَقْنَا جَعْفَرَ بنَ أبِي طالِبٍ فأقَمْنَا معَهُ حَتَّى قَدِمْنَا فوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ أنْتُمْ يَا أهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتنَا إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ) وَذَلِكَ من حَيْثُ إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أطلق على ذَلِك هِجْرَة حَيْثُ قَالَ: لكم أَنْتُم يَا أهل السَّفِينَة هجرتان.

وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة، وبريد، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف:

ص: 14