الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أسندته عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما
-
الحديث الثالث والثلاثون من مسند فاطمة
157.
[33] قال الإمَامُ البُخَارِيُّ رحمه الله في «صَحِيْحِهِ» : حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قال: حَدَّثَنَا فِرَاسٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قال: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيِنَ رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهُ جَمِيعَاً، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَمْشِي، لا وَاللهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ:«مَرْحَبَاً بِابْنَتِي» . ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ، فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَا أَخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي:«أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» . قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي
الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ
…
الأُمَّةِ».
(1)
[«الجامع الصحيح» للإمام البخاري (ص 1210)، كتاب الاستئذان، باب مَنْ ناجى بين يدي الناس، ومَن لم يخبر بِسِرِّ صاحبِه، فإذا مات أخبرَ بَه، حديث رقم (6285)]
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (6285) ـ كما سبق ـ، ومن طريقه:[البغوي في «شرح السُّنَّة» (14/ 160) رقم (3960)] عن موسى بن إسماعيل.
ــ وأخرجه مسلم في «صحيحه» (ص 994)، كتاب فضائل الصحابة، رقم (2450)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 358، 367) رقم (2946) و (2967)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6/ 3186) رقم
…
(7324) من طريق فُضيل بن حسين أبي كامِل الجحدري.
(1)
ذكره في مسندها: المزيُّ في «تحفة الأشراف» (12/ 471)، وابنُ حجر في «إتحاف المهرة» (18/ 21، 24)، وكذا أبو يعلى في «مسنده» ، وابنُ أبي شيبة، وابنُ أبي عاصم، والطبراني، وأبو نعيم.
ــ وأخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (3/ 5) رقم (1470)، ومن طريقه: [النسائي في «السنن الكبرى» (6/ 380) رقم (7041)،
…
و (7/ 456) رقم (8464)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 101) رقم (188)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1/ 138) رقم (144)،
…
وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 39)، و «مسانيد فراس» (ص 80) رقم (21)].
ــ وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (1/ 138) رقم (144) من طريق يحيى بن حماد.
ــ والقَطيعي في «زوائده على فضائل الصحابة للإمام أحمد»
…
(2/ 955) رقم (1343)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «معجمه» (ص 482) رقم (588)]، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 419) رقم (1033)، وفي «الدعاء» (3/ 1579) رقم (1947)، و «مسانيد فراس»
…
(ص 80) رقم (21) من طريق سهل بن بكار.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 120) رقم (161) من طريق عفان بن مسلم.
ستتهم: (موسى بن إسماعيل، وفضيل بن حسين، والطيالسي، ويحيى بن حماد، وسهل بن بكار، وعفان بن مسلم) عن أبي عوانة الوضاح اليشكري.
ــ لفظ مُسلمٍ بمثله، وفيه: خصَّك من بين نسائه بالسِّرار، وفي آخره:«فضحكتُ ضَحِكي الذي رأيتِ» .
ــ وذكر ابن أبي عاصم في الموضع الأول طرَفَه الأول فقط.
ــ وأخرج البخاري في «صحيحه» ، (ص 692)، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، حديث (3623)، وفي «الأدب المفرد»
…
(ص 371) رقم (1030).
في «الصحيح» بنحوه، وفي «الأدب» طرَفَه الأول فقط.
ـ وأخرجه: مسلم في «صحيحه» ، (ص 995)، كتاب فضائل الصحابة، حديث (2450)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7/ 393) رقم (8310)، و (7/ 456) رقم (8463)، وابن ماجه في «سننه» (ص 177)، كتاب الجنائز، باب ماجاء في ذِكْرِ مَرضِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حديث (1621)، وأحمد في «مسنده» (44/ 9) رقم (26413)، وابن سعد في
…
«الطبقات الكبرى» (2/ 247) و (8/ 26)، وابن راهويه في «مسنده»
…
(5/ 6) رقم (2102)، والبلاذري في «أنساب الأشراف» (1/ 552) رقم (1122)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (2/ 41) رقم (1610)، وعنه:[أبو يعلى في «مسنده» (12/ 111) رقم (6745)]، وأيضاً أبو يعلى في «مسنده» (12/ 110) رقم (6743)، والسراج في «حديثه»
…
(3/ 261) رقم (2714)، والباغندي في أماليه، كما في «ستة مجالس من أماليه» ـ ط. ضمن جهرة الأجزاء الحديثية ـ (ص 215) رقم (88)، ومن طريقه:[الطحاوي في «مشكل الآثار» (15/ 199) رقم (5945)]ــ عند
الطحاوي: كلمة مرحباً فقط ــ، والدينوري في «المجالسة» (4/ 207) رقم (1362)، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 418) رقم (1032)، وفي «الدعاء» (3/ 1579) رقم (1946) ــ طرفه الأول ــ، وعنه:[أبو نعيم في «فضائل الخلفاء الراشدين» (ص 122) رقم (137)، و «مسانيد أبي يحيى فراس المكتب الكوفي» (ص 74) و (ص 78)، رقم (19) و (21)]، والحاكم في «المستدرك» (3/ 170) رقم (4740) ـ وفي ط. التأصيل
…
(5/ 381) رقم (4802) ــ، وفي «فضائل فاطمة» (ص 42)، رقم (10) و (11)، و (ص 120)، رقم (158) و (159)، وأبو القاسم الحنائي كما في
…
«الحنائيات» (1/ 241) رقم (25)، وابن الأثير في «أسد الغابة»
…
(6/ 223).
كلهم من طُرُقٍ عن زكريا بن أبي زائدة.
ــ وأخرجه: الدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 102) رقم (189)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 40) رقم (7)، و (ص 119) رقم
…
(157) من طريق شيبان بن عبدالرحمن.
ثلاثتهم: (أبو عوانة الوضاح اليشكري، وزكريا بن أبي زائدة، وشيبان بن عبدالرحمن) عن فراس بن يحيى الهمداني، عن عامر الشعبي، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة رضي الله عنها.
ـ في «الصحيحين» [البخاري رقم (3623)، ومسلم رقم
…
(2450)
] في بعض روايات الحديث من طريق زكريا، عن فراس زيادة:
«وإنكِ أوَّلُ أهلي بَيتِي لحاقاً» . وفي لفظ: أوَّلُ مَن يَتبَعُهُ مِنْ أَهلِهِ.
…
وفي لفظ: فأخبَرَني أني أولُ أهلِه يَتْبعُه.
وعند البخاري رقم (3623): «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين» فضحكتُ لذلك.
ــ جاء عند الطيالسي، ومَنْ روى مِنْ طريقه ـ: عن أبي عوانة اليشكري. وعند ابن سعد، وابن أبي خيثمة، والسراج، والدينوري، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن زكريا:(سيدة نساء العالمين، أو سيدة نساء هذه الأمة).
ــ عند الحاكم في «مستدركه» و «فضائل فاطمة» عن إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي
(1)
، عن الحسين بن الحكم الحِبَري
(2)
، عن الفضل بن دكين، عن زكريا، به:(سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين). كذا بالواو، وهو خَطأٌ.
(1)
متهم بالكذب. «الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم» (1/ 358) رقم (232).
(2)
وثقه الدارقطني. كما في «سؤالات الحاكم له» (ص 81) رقم (92)، وانظر:«ذيل الميزان» للعراقي (ص 184) رقم (279) و (ص 194)، «تاريخ الإسلام» (6/ 739)، «لسان الميزان» (3/ 37)، «مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار» للعيني
…
(1/ 212) رقم (446).
ــ وقد تابع مسروقاً في الرواية عن عائشة رضي الله عنها عشرة رواة، وتخريجها كما يلي:
[1]
عروة بن الزبير.
أخرجها: البخاري في «صحيحه» (ص 692)، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، رقم (3625)، و (ص 710)، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، رقم (3715) في الموضعين مختصراً.
وفي (ص 839)، كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، حديث رقم (4433)؛ ومسلم في «صحيحه»
…
(ص 994)، كتاب فضائل الصحابة، رقم (2450)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7/ 392) رقم (8309)، وأحمد في «مسنده» (44/ 11) رقم
…
(26414)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (2/ 247)، وأبو يعلى في
…
«مسنده» (12/ 122) رقم (6755)، والدولابي في «الذرية الطاهرة»
…
(ص 100) رقم (185) و (186) ـ في الموضع الثاني عند الدولابي زيادة، وعند أحمد والنسائي مختصراً ـ، والطبراني في «المعجم الكبير»
…
(22/ 421) رقم (1037)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 118) رقم (156)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 164) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير.
وفيه زيادة في الصحيحين، وغيرِهما:«فأخبرني أني أولُ مَن يَتبَعُه مِن أهله» .
وأخرجه: الدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 100) رقم (186)، وابن عبدالبر في «التمهيد» (14/ 200) من طريق عبداللَّهِ بن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن عبدالملك
(1)
بن عُبيداللَّه بن الأسود، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ عليَّ أنا وفاطمة، فناجَى فاطمةَ فلما توفي سألتُها
…
الحديثَ وفيه: أنه بلغَ نصفَ عُمُر مَن كان قبله
…
وأنها سيدةُ نساءِ أهل الجنة إلا مريم بنت عمران.
قلت: وفي قولها: دخَلَ عليَّ أنا وفاطمة، مخالِفٌ للصحيحِ أنها دخلَتْ هِي عَلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعندَه أزواجُه.
[2]
عائشة بنت طلحة.
أخرجها: الترمذي في «جامعه» (ص 598)، كتاب المناقب، باب ماجاء في فضل فاطمة، رقم (3872)، وأبو داود في «سننه» (ص 560)، كتاب الأدب، باب ماجاء في القيام، رقم (5217) ـ مختصراً ـ، والنسائي
(1)
كذا عند الدولابي، وعند ابن عبدالبر: عبداللَّه. ولم أجد لهما ترجمة.
ابن لهيعة ضعيف. وجعفر بن ربيعة هو ابن شُرَحبيل، ثقة. «تقريب التهذيب»
…
(ص 179).
في «السنن الكبرى» (7/ 393) رقم (8311)، و (8/ 291) رقم
…
(9192)، وإسحاق
بن راهويه في «مسنده» (5/ 8) رقم (2103)
…
و (2104)، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (947)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 368) رقم (2969)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 99) رقم (184)، وابن حبان في «صحيحه» (15/ 403) رقم (2223)، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 421) رقم (1038)، وفي «الأوسط» (4/ 242) رقم (4089)، وفي «الدعاء» (3/ 1580) رقم (1948) طرفَه الأول فقط، والحاكم في «المستدرك» (3/ 159)، وفي
…
«فضائل فاطمة» (ص 123) رقم (166) ـ وفيه زيادة ـ، وفي (ص 35) من طريق ميسرة بن حبيب
(1)
، عن المنهال بن عمرو
(2)
، عن عائشة بنت طلحة. وفيه زيادات، ولفظه:
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتَاً وَدَلَّاً وَهَدْياً بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» قَالَتْ: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ
(1)
النهدي، قال في «التقريب» (ص 791): صدوق.
(2)
الأسدي، قال في «التقريب» (ص 779): صدوق ربما وَهِم.
وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا.
فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ أَكَبَّتْ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَضَحِكَتْ».
فَقُلْتُ: «إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ مِنْ أَعْقَلِ نِسَائِنَا فَإِذَا هِيَ مِنَ النِّسَاءِ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ حِينَ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَبَكَيْتِ ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَضَحِكْتِ، مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟
قَالَتْ: إِنِّي إِذًا لَبَذِرَةٌ
(1)
أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَسْرَعُ أَهْلِهِ لُحُوقَاً بِهِ فَذَاكَ حِينَ ضَحِكْتُ.
قال الترمذي: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ عَائِشَةَ).
ــ عند البخاري في «الأدب المفرد» ، وابن راهويه، والنسائي في الموضع الثاني: ما رأيتُ أحداً من الناس كان أشبَهَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم كلاماً، ولا حديثاً، ولا جِلْسَةً من فاطمة
…
ــ عند الطبراني في «المعجم الأوسط» ، والحاكم في «فضائل فاطمة»
…
ــ
(1)
البَذِرُ: الَّذِي يُفْشي السِّرَّ ويُظْهر مَا يَسْمعه. «النهاية» لابن الأثير (1/ 110).
في المقدمة (ص 35)
(1)
ــ زيادة: قبل يدها في قوله: قام إليها، وأخذ بيدها، وقبَّل يدَها، وأجلسَها في مجلِسِه.
وهي أيضاً: أخذَتْ بيدِهِ فقبَّلَتْهُ.
[3]
أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف.
أخرجها: النسائي في «السنن الكبرى» (7/ 392) رقم (8308)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (17/ 212) رقم (36329) ـ مختصراً ـ، ومن طريقه:[ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 357) رقم (2942) ـ مقتصراً على قوله: «أنت أول أهلي لحوقاً بي» ـ، وابن حبان في «صحيحه» (15/ 402) رقم (6952)]، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 419) رقم (1034) ـ مختصراً ـ، وابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 16، 17) رقم (4، 5)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 121) رقم (162)، وابن المغازلي في «مناقب علي» (ص 423) رقم (408) من طريق محمد بن عَمرو،
(1)
عند الطبراني من طريق إسماعيل بن جعفر، والحاكم من طريق عثمان بن عمر، كلاهما: عن إسرائيل، عن ميسرة، به. قال الطبراني عقبه:(لم يَرو هذا الحديث عن إسرائيل، إلا عثمان بن عمر، وإسماعيل بن جعفر).
وهذه الزيادةُ لا تَصحُّ، ولم تَرِد في سائر الطُّرُق.
عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف.
(1)
[4]
عبداللَّه بن أبي لبيد.
أخرجها: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 18) رقم (6) من طريق محمد بن حميد الرازي
(2)
،
قال: حدثنا هارون بن المغيرة وحكَّام، قالا: حدثنا عنبسة بن سعيد، عن الزبير بن عدي، عن عبداللَّه بن أبي لبيد.
(3)
…
ـ مختصراً ـ، وفيه قوله: إنَّ بنِيَّ سيصيْبُهُم بَعْدِي شِدَّةٌ، فَبَكَيْتُ
…
والإسناد ضعيف، لضعف ابنِ حميد، وابنِ أبي لبيد، مع انقطَاعِه.
(1)
في مطبوعة الحاكم: أبو سلمة عن عبدالرحمن بن عوف. وهو تصحيف.
(2)
ذكر ابن حبان في «المجروحين» (2/ 321): أنه ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، ولاسيما إذا حدَّثَ عن شيوخ بلده.
قال الذهبي في «الكاشف» (4/ 101): (وثَّقه جماعةٌ، والأَوْلى تركه، قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير. وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة). وقال في
…
«التقريب» (ص 505): (حافظٌ، ضعيف، وكان ابن معين حسنَ الرأي فيه).
(3)
الكوفي، لم يرو عنه إلا الزبير، وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 46)، وقال ابن حجر في «التقريب» (ص 422): مقبول. أي حيث يُتابَع وإلا فليِّن الحديث، كما نص على اصطلاحه هذا في مقدمة «التقريب» (ص 36). ولم أجِدْ لابنِ أبي لبيد متابعاً.
[5]
عباد بن عبداللَّه بن الزبير.
أخرجها: الطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 420) رقم (1036) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل
(1)
، عن محمد بن إسحاق
(2)
، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبداللَّه بن الزبير.
…
ـ مختصراً ـ.
وهو ضعيف؛ فيه محمد بن حميد الرازي ـ وقد سبقت ترجمته قبل قليل ـ وقد رواه عن أهلِ بلَدِه، وهو ضَعيفٌ فيهم.
[6]
أم محمد امرأة زيد بن جدعان.
أخرجها: الطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 420) رقم (1035) من طريق روح بن عطاء بن أبي ميمونة
(3)
،
عن .................................
(1)
الأبرش قاضي الري، صدوق كثير الخطأ. «تقريب التهذيب» (ص 281).
(2)
صدوق يدلِّس، ورُمِي بالتشيع والقدر. «تقريب التهذيب» (ص 499). وذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين (ص 55) رقم (125) وهي: مَن اتُّفِق على أن لا يحتج بشئ من حديثه إلا بما صرَّحَ فيه بالسماع؛ لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل.
وهنا لم يُصرِّح ابنُ إسحاق بالتحديث.
(3)
ضعيفٌ. ضعَّفَه ابن مَعِين، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث.
وساق له ابن عَدِي أحاديث مما أُنكِرَتْ عليه، ثم قال:(ورَوحُ بنُ عطاء هذا له غير ما ذكرت من الحديث، وما أرى برواياته بأساً، والذي أُنكِر عليه مما يخالف في أسانيده فلعله سبقه لسانه، أو أخطأ فيه؛ فأما ضَعْفٌ بَيِّن في حديثه ورواياته فلا يتبين؛ على أنَّ النضر بن شميل مع جلالته وأبا داود الطيالسي وغيرهما، قد حدَّثوا عنه).
وذكره ابنُ حِبَّان في «الثقات» وقال: كان يخطئ. وذكره الساجي في «الضعفاء» ورمَاه بالقدر. وقال البزار: ليس بالقوي. وقال النسائي وابن الجارود: ضعيف. وقال البزار: ليس بالقوي.
ينظر: «الجرح والتعديل» (3/ 497)، «الكامل» لابن عدي (3/ 141)، «الثقات» لابن حبان (6/ 305)، «المغني في الضعفاء» (1/ 357)، «لسان الميزان» (3/ 483).
علي بن زيد بن جدعان
(1)
، عن أم محمد، وهي امرأةُ أبي علي زيدِ بن جدعان.
وفيه أنَّ عائشة قالت: كنتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم يُلاعِبُنِي وأُلاعِبُه، إذْ دخلَتْ علينا فاطمة
…
ثم أقبل عليَّ فلَاعَبَني، ثم أقبل عليها فلاعَبَها
…
وفيه أنها قالت لعائشة: ليس كُلَّمَا أَسَرَّ إليَّ رسولُ اللَّه أُخْبركِ به، قلتُ: أذكِّرُكِ اللَّهَ والرَّحِمَ، قالت: أخبرني أنه مَقبُوضٌ، قد حضَرَ أجَلُهُ
…
قلتُ: هو مُنْكر، فيه: رَوحٌ، وابنُ جدعان.
ومع ضَعفِ إسنادِه، فإنه مخالِفٌ للصحِيح، من ثلاثةِ أوجه:
1.
ذكَر هنا أنه كان مع عائشة يُلاعِبُها وتُلاعِبُه، وفي الحديث الصحيح أن كان مع أزواجِه لم يتخَلَّفْ منهن أحَدٌ.
2.
في الحديثِ الصحيح أنها رَدَّتْ على عائشةَ بأنَّ الأمْرَ سِرُّ
…
(1)
ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 432).
رسُولِ اللَّهِ، ولن أُخبِرَ بِه أحَداً.
3.
في الصحيح أنها أخبرت به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الرواية أخبرَتْ به حالاً.
[7]
يحيى بن جعدة، عن عبداللَّهِ بن عباس رضي الله عنهما، عن عائشة رضي الله عنها.
أخرجها: أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6/ 3193) رقم (7342) من طريق النَّضْرِ بن سلَمةَ المروَزي
(1)
،
قال: حدثنا أحمد بن أبي بَزَّةَ المكي.
(2)
(1)
النضر بن سلمة، شاذان المروزي. متروك. أثنى عليه أبو عروبة، وقال: كان حافظاً لحديث المدينة.
قال أبو حاتم: كان يفتعل الأحاديث. وقال ابن حبان: لاتحل الرواية عنه إلا للاعتبار. ونقل ابن حبان عن أحمد بن محمد بن عبدالكريم الوزان قوله: عرفنا كَذِبَه في المذاكرة.
…
قال الدارقطني: كان بالمدينة، وكان يُتَّهم بوضع الحديث. وقال أيضاً في تعليقاته على كتاب المجروحين لابن حبان: النَّضر هَذَا مَشْهُور بتركيب الحَدِيث على الثِّقَات.
قال ابن حجر في «إتحاف المهرة» : متروك الحديث.
ينظر: «الجرح والتعديل» (8/ 480)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 394)،
…
«تعليقات الدارقطني على كتاب المجروحين لابن حبان» (ص 249)، «ميزان الاعتدال» (5/ 20)، «لسان الميزان» (8/ 273)، «إتحاف المهرة» (5/ 604)، «الكشف الحثيث عمن رُمِي بوَضْع الحديث» (ص 266) رقم (805).
(2)
أحمد بن محمد بن عبداللَّه بن القاسم بن أبي بزة، أبو الحسن البزي المكي المقرئ.
إمام في القراءة، ثبتٌ فيها، ضعيف في الحديث. ذَكَره ابن حِبَّان في «الثقات» ،
…
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أحدِّث عنه. وقال العقيلي: منكر الحديث، ويُوصِل الأحاديث.
ينظر: «الجرح والتعديل» (2/ 71)، «الثقات» لابن حبان (8/ 37)، «الضعفاء» للعقيلي (1/ 144) رقم (155)، «لسان الميزان» (1/ 631).
ــ والحاكمُ في «فضائل فاطمة» (ص 122) رقم (163) من طريق أبي يحيى عبدِاللَّه بنِ أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مَسَرَّةَ المكي
(1)
، قال: حدثنا أبي.
(2)
كلاهما: عن مسلم بن خالد الزنجي
(3)
،
قال: .......................
(1)
تصحفت في مطبوعة الحاكم إلى (المزكي)، وهو: أبو يحيى عبدُاللَّه بنُ أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة ـ كذا في أكثر المصادر، وفي بعضها: ميسرة ـ، المكي. صدوق.
…
قال ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه بمكة، ومحلُّه الصدق. وذكره ابن حبان في «الثقات» .
ينظر: «الجرح والتعديل» (5/ 6)، «الثقات» لابن حبان (8/ 369)، «سير أعلام النبلاء» (12/ 632)، «مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار» للعيني
…
(2/ 54) رقم (1191).
(2)
أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة المكي. لم أجد فيه كلاماً لأئمة الحديث. قال العيني: (روى عن هشام بن سليمان بن عكرمة، روى عنه: ابنه عبداللَّه بن أحمد شيخ الطحاوى، وروى له أبو جعفر الطحاوى). فالظاهر أنه مجهول.
ينظر: «مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار» للعيني (1/ 29) رقم (46).
(3)
مسلم بن خالد المخزومي مولاهم المكي الزّنجي.
مختلَفٌ فيه، والأكثرون على تضعيفه، قال فيه البخاري: مُنكر الحديث، وقال مَرَّةً: ذاهب الحديث. وقال ابن المديني: ليس بشئ. وقد ساق الذهبي في «الميزان» عدة أحاديث له، ثم قال: هذه الأحاديث وأمثالها ترد بها قوةَ الرجل ويُضعَّف.
قال ابن حجر في «التقريب» : فقيه، صدوق، كثير الأوهام
ينظر: «تهذيب الكمال» (27/ 508)، «ميزان الاعتدال» (4/ 323)، «تقريب التهذيب» (ص 558).
حدثنا زياد بن سعد
(1)
، عن عَمْرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبداللَّه بنِ عباس رضي الله عنهما، عن عائشة رضي الله عنها.
والحديث ضعيف؛ لضعف مسلم بن خالد الزنجي، وأحمد بن أبي بزة، والنضر بن سلمة: متروك، وأحمد بن زكريا لم أجد فيه كلاماً للأئمة.
قال أبو نعيم بعد الحديث: (غريب من حديث زياد بن سعد، وعَمْرو بن دينار، تفرَّدَ بهِ النَّضْرُ بن سلمة نزيل مكة).
ــ هذا، وقد خالفَ زياداً: سفيانُ بنُ عيينة، فرواه من دون ذكرٍ لابنِ عباس وعائشة، وقد اختُلِفَ على سُفيان:
1) فرواه عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ، عن سفيانُ بن عيينة، عن عَمْرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن فاطمة.
(1)
تصحفت في مطبوعة الحاكم إلى (سعيد). وهو الخراساني نزيل مكة، ثم اليمن، ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 254).
أخرجه: أبو يعلى في «مسنده» (12/ 110) رقم (6742)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (47/ 483)].
قال السخاوي في «الأجوبة المرضية» (2/ 754): وهو منقطع.
2) ورواه: محمد بنُ عَبَّاد المكِيُّ، وعبدُالجبار بن العلاء، عن سفيان بن عُيينة، عن عَمْرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة. ــ هكذا مرسلاً ــ.
أخرجه: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 21) رقم (7)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (47/ 483)] من طريق محمد بن عباد.
والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 122) رقم (164) من طريق عبدالجبار.
وقد تابعَهما: حمادُ بنُ سلمة فرواه عَن عَمْرِو بن دِينارٍ، عَن يحيى بن جَعْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَا فَاطِمَةُ، إِنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ إِلَّا عُمِّرَ الَّذِي بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِهِ، وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ بُعِثَ لِأَرْبَعِينَ، وَإِنِّي بُعِثْتُ لِعِشْرِينَ» .
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (2/ 308) ـ وهذا لفظه ـ، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (5/ 9) رقم (2105).
ــ لفظ ابن راهويه: «إِنَّهُ لَمْ يُعَمَّرْ نَبِيُّ قَطُّ إِلَّا عُمِّرَ الَّذِي بَعْدَهُ نِصْفَ
عُمُرِ صَاحِبِهِ عُمِّرَ عِيسَى أَرْبَعِينَ وَأَنَا عِشْرِينَ».
قال ابن حجر في «المطالب العالية» عقب الحديث (14/ 271) رقم (3461): قُلْتُ: مَعْنَاهُ عُمِّرَ فِي النُّبُوَّةِ.
ــ لفظ أبي يعلى: «إِنَّ عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ مَكَثَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» .
ولم يذكر هذه الجملة زياد بن سعد في روايته.
ــ لفظ ابن شاهين: عَن يحيى بنِ جَعْدةَ قال: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ عليها السلام في مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَسَأَلُوهَا فَأَبَتْ أَنْ تُخْبِرَ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُمْ قَالَتْ: دَعَانِي فَقَالَ لِي: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّاً إِلَّا وَقَدْ عُمِّرَ الَّذِي بَعْدَهُ نِصْفَ عُمُرِهِ، وَإِنَّ عِيسَى عليه السلام لَبِثَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وهذه تُوفِي عِشْرِينَ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا مَيِّتٌ فِي مَرَضِي هَذَا، وَإِنَّ الْقُرْآنَ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ» . فَبَكَيْتُ ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ لِي: «إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَقْدُمُ عَلَيَّ مِنْ أَهْلِي أَنْتِ» . فَضَحِكْتُ.
ــ سئل عن الحديثِ الدارقطنيُّ في «العلل» (15/ 173)
فقال: (يَرْوِيهِ ابنُ عُيَيْنَةَ، وَاخْتُلِفَ عنه؛ فرواه عَمرو بن محمد العنقزي، عن ابن عُيَينة، عن عَمْرِو بن دِينار، عن يحيى بن جعدة، عن فاطمة.
وخالفه: محمد بن عبادة، ومحمد بن أبي عمر العدني، وسعيد بن عمرو الأشعثي، فرووه عن ابن عيينة، عن عَمرو، عن يحيى بن جعدة، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. مُرْسَلًا، وَهُوَ المحفوظ). انتهى.
وهذا الحديثُ ضعيفٌ؛ لإرساله، فيحيى بن جعدة لم يسمع من فاطمة؛ لأنَّ فاطمة تُوفِّيت بعدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وقد قال أبو زرعة: يحيى بن جعدة عن أبي بكر مُرسل. وقال أبو حاتم: لم يَلْقَ ابنَ مسعود.
(1)
وقد خالفَ عمرَو بنَ دينار:
حبيبُ بنُ أبي ثابت حيث رواه عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نبياً إِلَاّ عاشَ نِصفَ مَا عاشَ النَّبيُّ الَّذِي كَانَ قَبلَهُ» .
أخرجه: البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 244) عن عبيد العطار.
(2)
والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 101) رقم (187) عن النضر بن سلمة.
(3)
كلاهما عن كامل بن العلاء الكوفي، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت،
(1)
«المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 245) رقم (914)، «تحفة التحصيل» لابن العراقي
…
(ص 564) رقم (1161).
(2)
عبيد بن إسحاق العطار، منكر الحديث. ينظر:«لسان الميزان» (5/ 349).
(3)
شاذان المروزي، متروك ـ سبقت ترجمته قبل قليل ـ.
عن يحيى بن جعدة، به.
وهذا إسناد ضعيف، فيه: العطار، والنضر.
ــ وقد رُوِيَ من وجه آخَر عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
أخرجه: البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 145) قَالَ مُسْلِمٌ: حدثنا نُوحُ بنُ قَيْسٍ، قال: حدثنا الوليدُ بن صالح، عن ابن امْرَأةِ زيدِ بْن أرقمَ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«لبِثَ عيسى ابنُ مَرْيَمَ فِي قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً» .
وانظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني (12/ 780) رقم (5859).
ــ وقد رُوِيَ من حديث إبراهيم النخعي، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه: ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (2/ 308).
ــ وروي من قول إبراهيم النخعي.
أخرجه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (47/ 484).
ــ وانظر في حديث يحيى بن جعدة: «البداية والنهاية» لابن كثير
…
(2/ 516)، «المطالب العالية» ـ ط. العاصمة ـ (14/ 271 ـ 272)،
…
و «السلسلة الضعيفة» الألباني (12/ 780) رقم (5859).
فتبين مما سبق أنه لم يصح شئٌ من طريق يحيى بن جعدة ـ واللَّهُ تعالى أعلم ـ.
ــ وانظر فيما ورد من عُمر عيسى بن مريم عليه السلام: «الأجوبة المرضية» للسخاوي (2/ 847).
[8]
أبو الطفيل.
أخرجها: الطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 416) رقم (1030)، والآجري في «الشريعة» (5/ 2115) رقم (1605) من طريق جابر الجعفي
(1)
، عن أبي الطفيل.
ــ عند الآجري الاقتصار على قوله: «أما ترضين أنكِ سيدة نساء أمتي، كما سادت مريم نساء قومها» .
ــ وعند الطبراني مطولاً، وفي آخره زيادة: فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَقَدْ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا مَدْعُوَّاً بِهِ فَأَجِيبُ، فَاتَّقِي اللَّه» .
قَالَتْ: فَجَزِعْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَقَالَ:«أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّ زَوْجَكِ أَوَّلُ المسْلِمِينَ إِسْلَاماً وَأَعْلَمُهُمْ عِلْماً؟ فَإِنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أُمَّتِي كَمَا سَادَتْ مَرْيَمُ نِسَاءَ قَوْمِهَا» .
وهو ضعيف، لأجلِ جابر الجُعفِي.
وأبو الطفيل هو عامر بن واثلة الليثي الصحابي رضي الله عنه.
(1)
جابر بن يزيد الجعفي، ضعيفٌ رافضي. «تقريب التهذيب» (ص 175).
[9]
عبداللَّه بن الطفيل.
أخرجها: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 122) رقم (165) من طريق عباد بن إسحاق، عن ابن أبي فلان، عن عبداللَّه بن الطفيل.
[10]
فاطمة بنت الحسين.
رواها: محمد بن عبداللَّه بن عَمرو بن عثمان بن عفان، عن أمِّه فاطمة بنت الحسين.
ولفظه: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، قَالَ لِفَاطِمَةَ: «يَا بُنَيَّةُ أحْنِي
(1)
عَلَيَّ»، فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ، فَنَاجَاهَا سَاعَةً، ثُمَّ انْكَشَفَتْ وَهِيَ تَبْكِي، ـ وَعَائِشَةُ حَاضِرَةٌ ـ ثُمَّ قَالَ
…
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ بِسَاعَةٍ: «أحْنِي عَلَيَّ يَا بُنَيَّةُ» فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً، ثُمَّ انْكَشَفَتْ عَنْهُ فَضَحِكَتْ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ بُنَيَّةُ، أَخْبِرِينِي مَاذَا نَاجَاكِ أَبُوكِ؟
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: نَاجَانِي عَلَى حَالٍ سِرٍّ، ظَنَنْتِ أَنِّي أُخْبِرُ بِسِرِّهِ وَهُوَ حَيٌّ! فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى عَائِشَةَ أَنْ يَكُونَ سِرَّاً دُونَهَا، فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ: يَا بُنَيَّةُ، أَلَا تُخْبِرينِي بِذَلِكَ الْخَبَرِ؟
(1)
كذا عند من أخرج الحديث إلا الحاكم في «فضائل فاطمة» في الموضعين، فجاء بلفظ: أكِبِّي عَليَّ.
قَالَتْ: أَمَّا الْآنَ، فَنَعَمْ، نَاجَانِي فِي المَرَّةِ الْأُولَى فَأَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ بِالْقُرْآنِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا عَاشَ نِصْفَ عُمَرَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَأَنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِئةَ سَنَةٍ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا ذَاهِباً عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ فَأَبْكَانِي ذَلِكَ، وَقَالَ:«يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نِسَاءِ المسلِمينَ امْرَأَةٌ أَعْظَمُ رُزِّيَّةً مِنْكِ، فَلَا تَكُونِي أَدْنَى مِنِ امْرَأَةٍ صَبْرَاً» .
وَنَاجَانِي في المرَّةِ الآخِرَةِ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقاً بِهِ، وَقَالَ:«إِنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجنةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْبَتُولِ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ» . فَضَحِكَتُ بِذَلِكَ.
وهذا ضعيفٌ، وقد اختُلِفَ فيه على محمد بن عبداللَّه بن عمرو بن عثمان، وعلى عمارة أيضاً.
أخرجه: ابن جرير الطبري في «تفسيره» (5/ 395)، والدارقطني في
…
«العلل» (15/ 176، 177)، من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غُزَيّة.
(1)
ومن طريق أبي توبة الربيع بن نافع، عن ابن أبي الرجال الأنصاري.
(1)
لفظ الدراقطني: «سيد نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين» . ولم يذكر مريم.
كلاهما: (عُمارة بن غَزِيَّة
(1)
، ابن أبي الرجال الأنصاري
(2)
)
عن محمد
(1)
ابن الحارث الأنصاري. وثقه: أحمد، وأبو زرعة، وابن سعد، والعجلي، والدارقطني، وذكره ابن حبان، وابن شاهين في «الثقات». وقال ابن معين: ليس به بأس. وفي رواية: صالح. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، كان صدوقاً. وقال النسائي: ليس به بأس. وضعفه ابن حزم.
قال ابن حجر في «التقريب» : لابأس به، وروايته عن عُمَر مرسلة.
ينظر: «الطبقات» لابن سعد ـ القسم المتمم، ط. العلوم والحكم ـ (1/ 295)، «تاريخ ابن معين رواية الدارمي» ـ ط. الفاروق ـ (ص 149) رقم (585)، «الثقات» للعجلي
…
(2/ 163) رقم (1330)، «الجرح والتعديل» (6/ 368)، «الثقات» لابن حبان
…
(5/ 244) و (7/ 260)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» (ص 113) رقم (375)،
…
«الثقات» لابن شاهين ـ ط. الفاروق ـ (ص 213) رقم (918)، «تهذيب الكمال»
…
(21/ 258)، «تهذيب التهذيب» (7/ 422)، «تقريب التهذيب» (ص 565).
(2)
عبدالرحمن بن أبي الرِّجَال الأنصاري. وثقه: الإمام أحمد، وابن معين، والدارقطني، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال: ربما أخطأ. وقال ابن معين في رواية، وأبو داود السجستاني في موضع: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح هو مثل عبدالرحمن بن زيد بن أسلم. وقال ابن عدي بعد أن أورد بعضَ أحاديثه المتكلم فيها: وثَّقَه الناس، ولولا أنَّ في مقدار ما ذكرتُ من الأخبار بعض النكرة، لما ذكرته ..... أرجو أنه لابأس به.
سأل البرذعي أبا زرعة الرازي عن حارثة وعبدالرحمن ابني أبي الرِّجال؟ فقال: عبدالرحمن أشبَه، وحارثةُ واهِي، وعبدالرحمن أيضاً يرفع أشياء لايعرفها غيره.
…
قال أبو داود: أحاديث عمرة يجعلها كلها عن عائشة.
قال الذهبي في «من تُكُلِّم فيه وهو مُوَثَّقٌ أو صالح الحديث» : مدني مشهور، صدوق، وثَّقَه غيرُ واحد، وقال أبو حاتم: إنه ليِّن الحديث.
قال في «التقريب» : صدوقٌ ربَّما أخطأ.
وهو الراجح في حالهِ جمعاً بين الأقوال السابقة، وقد نزل عن درجة الثقة؛ لوجود الأحاديث التي أُنكرت عليه، ولأوهامِه كما في نصِّ أبي حاتم، وأبي داود.
ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 347)، «سؤالات البرذعي لأبي زرعة»
…
ـ ط. الفاروق ـ (ص 153) رقم (206)، «سؤالات الآجري لأبي داود» (2/ 269) رقم (1812)، «الجرح والتعديل» (5/ 281)، «الثقات» لابن حبان (7/ 91)،
…
«الكامل» لابن عدي (4/ 284)، «تهذيب الكمال» (17/ 88)، «مَن تُكلِّم فيه وهو مُوثَّق أو صالحُ الحديث» (ص 329) رقم (210)، «تهذيب التهذيب» (6/ 169)،
…
«تقريب التهذيب» (ص 456).
بن عبداللَّه بن عمرو
(1)
، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت
…
رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ولم يَذكر عائشة.
وهذا الوجه مرسل، فاطمة الصغرى لم تدرك جدَّتها.
ــ وأخرجه: ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 369) رقم (2970)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1/ 139) رقم (146)،
…
والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 417) رقم (1031)، والدولابي في
…
«الذرية الطاهرة» (ص 105) رقم (194)، والحاكم في «فضائل فاطمة»
…
(ص 44) رقم (16)، و (ص 123) رقم (168)، ومن طريقه: [ابن
(1)
محمد بن عبداللَّه بن عَمرو بن عثمان بن عفان المعروف بالديباج. ضعيف، حديثُه قليل، ولايَكاد يُتابع عليه. سبقت ترجمته في الحديث رقم (7) من مسند فاطمة.
عساكر في «تاريخ دمشق» (47/ 481)]، وفي «المستدرك» ــ كما قاله ابن كثير في «البداية والنهاية» (2/ 515) ـ، ومن طريقه: [ابن عساكر في
…
«تاريخ دمشق» (47/ 481)]، والبسوي ــ كما قاله ابن كثير في «البداية والنهاية» (2/ 515) ــ، وابن بشران في «مجلسين من أماليه» (ص 212) رقم (3) ــ ط. ضمن «سلوك طريق السلف» ط. الدار الأثرية ــ، والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 165) من طريق نافع بن يزيد
(1)
، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن عبداللَّه بن عمرو، عن عائشة، عن فاطمة.
ــ وأخرجه ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 21) رقم (9) من طريق يوسف بن يعقوب بن الماجشون، عن محمد بن عبداللَّه بن عَمْرو بن عثمان، عن فاطمة بنت رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. هكذا مرسلاً. محمد لم يدرك فاطمة.
ــ قال الدارقطني في «العلل» (15/ 175) بعد عَرض هذه الأوجه:
…
(وقولُ نافع بن يزيد أشبهها بالصواب).
فهذا الحديث «حديث محمد بن عبداللَّه بن عمرو، عن عائشة» ضَعيفٌ؛ لضعفِ محمد بن عبداللَّه بن عمرو بن عثمان؛ واختلافِ الرواة عليه في الحديث، ومخالفتِه جماعةَ الرواة عن عائشة، والنكارةِ في متنه، حيث
(1)
الكلاعي. قال في «التقريب» (ص 797): ثقة، عابد.
قال ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (47/ 482): (والصحيحُ أنَّ عيسى لم يبلغ هذا العمر، وإنما أراد به مدة مقامِه في أمَّتِه).
وقد قال ابنُ كثير في «البداية والنهاية» ـ ط هجر ـ (2/ 516): حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
وقال السخاوي في «الأجوبةالمرضية» (2/ 753): غريب جداً.
وضعَّفَه الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (9/ 424) رقم (4434)، وانظر:«فتح الباري» (6/ 384).
مماسبق يتبيَّن أن
أحدَ عشر رواياً: [مسروق، وعروة بن الزبير، وعائشة بنت طلحة، وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، وعبداللَّه بن أبي لبيد، وعباد بن عبداللَّه بن الزبير، وأم محمد امرأة زيد بن جدعان، وعبداللَّه بن عباس، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، وعبداللَّه بن الطفيل، وفاطمة بنت الحسين] رووه عن عائشة رضي الله عنها.
وذكر الحاكمُ في «فضائل فاطمة» (ص 119) أنَّ محمدَ بنَ عبدالرحمن بن الحارث بن هشام روى الحديثَ عن عائشة.
ولم أقِفْ على هذه الرواية.
وقد رُوِي نحو هذا الحديث عن:
أم سلمة رضي الله عنها، وابن عباس رضي الله عنهما، ويحيى بن جعدة، عن فاطمة. رضي الله عنها
ــ يُنظر حديث رقم (11)، و (25) و (28) من مسند فاطمة.
غريب الحديث:
ــ (أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ القرآن): أَيْ كَان يُدَارِسُه جميعَ مَا نَزَل مِنَ الْقُرْآنِ، مِن المُعَارَضَة: المُقابلة.
(1)
* * *
(1)
«النهاية في غريب الحديث والأثر» لابن الأثير (3/ 212).
الحديث الرابع والثلاثون من مسند فاطمة رضي الله عنها
158.
[34] قال الدولابي رحمه الله: حدثنا أحمد بن يحيى الأودي، قال: حدثنا أبو نعيم ضِرَارُ بن صُرَد التَّيْمِي، قال: حدثنا عبدالكريم أبو يعفور، عن جابر، عن أبي الضحى، عن مَسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: حدثتني فاطمة رضي الله عنها، قالت: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «زَوْجُكِ أَعْلَمُ النَّاسِ عِلْمَاً، وَأوَّلُهُمْ إسْلَامَاً، وَأَفْضَلُهُمْ حِلْمَاً» .
[«الذرية الطاهرة» للدولابي (ص 103)، حديث رقم (190)]
دراسة الإسناد:
ــ أحمد بن يحيى بن زكريا الأوْدِي، أبو جعفر الكوفي الصوفي العابد.
ثِقَةٌ.
(1)
ــ ضِرَارُ بن صُرَد، أبو نُعَيم التَّيْمِيُّ الطحَّان الكوفي.
مَترُوكٌ، ووصَفَه: ابنُ معين، وابنُ شاهين بالكَذِبِ، وأشار الذهبيُّ إلى وضِعِه الحَدِيثَ.
(1)
سبقت ترجمته في الحديث رقم (26) من مسند فاطمة.
قال أبو حاتم: (صدوق، صاحب قرآن وفرائض، يُكتب حديثه، ولا يحتج به، روى حديثا، عن معتمر، عَن أبيه، عن الحسن، عن أنس، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في فضيلةٍ لبعض الصحابة، يُنكِرُها أهلُ المعرفةِ بالحديث).
وَقَال ابنُ الجنيد عن ابنِ مَعِين: ليس حديثه بشيءٍ.
وذكر الترمذيُّ أنَّ البخاريَّ ضعَّفَه، وقال النَّسَائي في مَوضع آخر: ليس بثقة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال الدارقطني، وابن قانع: ضعيف، زاد ابن قانع: يتشيع.
قال الساجي: عنده مناكير.
وَقَال ابن حبان في «المجروحين» : (كان فقيهاً عالماً بالفرائض، إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات، حتى إذا سمعها مَن كان دخيلاً في العِلْم شهِدَ عليه بالجرح والوَهْن، كان يحيى بن معين يُكذِّبُه).
وقَال البخاري، والنَّسائي: متروك الحديث.
وقال الحسين بن محمد بن زياد القباني: تركوه.
قال ابن معين: بالكوفة كذَّابَان، أبو نعيم النخعي، وأبو نعيم ضرار بن صرد.
وقال أبو عمر بن عبدالبر: كذَّبَه يحيى بن معين لحديثِ أنس في فضيلة بعض الصحابة.
قال ابن شاهين: (كذَّاب، يسرق الأحاديث فيرويها. قال ابن أبي خيثمة: وسمعت يحيي الحماني يقول: لا يُكتب عن ضرار فإنه ليس بثقة).
قال عنه ابن عدي: (من المعروفين بالكوفة، وله أحاديث كثيرة، وهو مِن جُملة مَن يُنسَب إلى التشيُّعِ بالكوفة).
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» : (ومِن مناكيره ما رَوى عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعلي:
…
«أنتَ تُبيِّنُ ما اختلفوا فيه بعدي» . وهذا حديث موضوع).
وحديثُ أنس ـ السابق ـ أخرجَه: الحاكم في «المستدرك» (3/ 132) رقم (4620)، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين،
…
ولم يخرجاه). تعقَّبَه الذهبي في «تلخيصه» بقوله: (أعتقد أنه مِن وَضْعِ ضِرار).
(1)
قال ابن حجر في «التقريب» : (صدوق، له أوهام وخطَأ، ورُمِي بالتشيُّع، وكان عارفاً بالفرائض).
أخرج له البخاري في «خلق أفعال العباد» .
(ت 229 هـ).
والأقرب ـ واللَّه أعلم ـ أنه متروك الحديث، وهو قول البخاري
(1)
وانظر: «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (3/ 1348).
والنسائي. ومِن الأئمة مَن وصفَهُ بالكَذِب ووَضْع الحديث.
وأرفعُ قَولٍ ورَدَ فيه، قولُ أبي حاتم، ولا يدلُّ قولُه على قبولِه، فإن قولَه صدوق يرجع إلى فقهه وعِلْمِه بالقراءات والفرائض، بدليل قوله في آخر عبارته: يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به، وأورد حديثاً أنكره أهلُ الحديث.
وقد بيَّنَ الذهبي وغيرُه أنَّ الحديث مِن وَضعِهِ.
فبانَ بذلك أنَّ أعلى أحواله أنه يكون ضعيفاً جداً.
(1)
ــ عبدالكريم بن يَعْفُور، أبو يَعْفُور الجُعْفِيُّ.
ثقة، شيعي.
روى عن: جابر الجعفي، ومشمرخ، وعروة بن عبداللَّه بن قشير.
(1)
ينظر: «سؤالات ابن الجنيد لابن معين» (ص 111) رقم (232)، «جامع الترمذي» حديث (828)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (310)، «الضعفاء» للعقيلي
…
(2/ 610)، «الجرح والتعديل» (4/ 465)، «المجروحون» لابن حبان (1/ 486)،
…
«الكامل» لابن عدي (4/ 101)، «الضعفاء» للدارقطني (ص 253) رقم (301)،
…
«تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين» لابن شاهين (314)، «تهذيب الكمال»
…
(13/ 303)، «المغني في الضعفاء» (1/ 496)، «ميزان الاعتدال» (2/ 300)، «تاريخ الإسلام» (5/ 590)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (7/ 32)، «الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» لسِبْط ابن العَجَمِي (ص 138) رقم (350)، «تهذيب التهذيب» (4/ 456)، «تقريب التهذيب» (ص 314).
وروى عنه: قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن موسى الأنصاري.
ذكره ابن حبان، وابن قطلوبغا في «الثقات» .
وقال ابن عبدالبر في «الاستغناء في الكنى» : (كان ثقة، وكان فيه تشيُّع).
وذكر ابن الصلاح في «صيانة صحيح مسلم» مَن كُنيَته أبو يعفور، وذكر منهم عبدالكريم بن يعفور، وقال:(وآباءُ يَعْفُور هَؤُلَاءِ، كلُّهم ثِقَات، وَاللَّهُ أعلم).
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: هو مِن عُتق
(1)
الشيعة. قلت ما حاله؟ قال: هو شَيخٌ، ليسَ بالمعروف.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» : شيخٌ كوفي، من أجلَاد الشيعة.
وقال أيضاً في «المشتبه» : لايُعرَف.
قال الألباني: مجهول الحال.
تنبيه: ترجم الذهبي في «الميزان» لثلاثة:
[1)
عبد الكريم الخزاز، عن جابر الجعفي، قال الأزدي: واهي الحديث جداً.
2) عبدالكريم، شيخ الوليد بن صالح، أراه (الخزاز)، قال أبو حاتم:
(1)
أي من قدمائهم، العَتيق: القديم مِن كلِّ شيء، حتى قالوا رجُلٌ عتيق أي قَدِيم. «لسان العرب» (10/ 236)، «القاموس المحيط» (ص 907).
كان يكذب.
3) عبد الكريم بن يعفور الخزاز، هو المذكور، قال أبو حاتم: من عتق الشيعة].
والصحيحُ أنَّ الأولَ الخرازُ هو ابنُ عبدالرحمن ـ كما في «اللسان» ـ، وقد ترجم ابنُ أبي حاتم للثاني شيخِ الوليدِ بن صالح، وترجمَ لأبي يعفور، ففرَّقَ بينهما.
وفي «اللسان» لابن حجر في ترجمة أبي يعفور: (وليس في كتاب ابنِ أبي حاتم أنه الخراز، وإنما قال ذلك الذهبيُّ ظناً مِنهُ أنه هُو، وليس كذلك، فإنَّ اسمَ والدِ الخراز عبدُالرحمن كما تقدم).
(1)
(1)
ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (6/ 91)، «الكنى والأسماء» لمسلم (2/ 930) رقم
…
(3795)، «الجرح والتعديل» (6/ 61)، «الثقات» لابن حبان (8/ 423)، «الاستغناء في الكنى» لابن عبد البر (2/ 1012) رقم (1244)، «صيانة صحيح مسلم» لابن الصلاح ـ تحقيق: د. أحمد حاج ـ (ص 166)، «تاريخ الإسلام» (4/ 918)، «المشتبه في الرجال» للذهبي (2/ 670)، «توضيح المشتبه» (9/ 240)، «لسان الميزان»
…
(5/ 244)، «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» لابن قُطْلُوبَغا (6/ 420)، «سلسلة الأحاديث الضعيفة» للألباني (12/ 182) رقم (5589).
ــ جابر ين يزيد بن الحارث الجُعْفي، أبو عبداللَّه، وقيل: أبو يزيد، وقيل: أبو محمد، الكوفي.
ضَعِيفٌ، مُدَلِّسٌ، رَافِضِيٌّ.
روى ابنُ مهدي عن سفيان الثوري قال: كان جابر الجعفي وَرِعاً في الحديثِ، ما رأيتُ أورَعَ في الحديث منه.
وقال شعبة: صدوقٌ في الحديث.
وروى يحيى بن أبي بكير، عن شعبة قال: كان جابرُ إذا قال: حدثنا وسمعت فهو مِن أوثَقِ الناس.
وقال وكيع: ما شككتم في شيءٍ فلا تَشكُّوا أنَّ جابراً ثقة.
وقال الشافعي: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمتَ في جابر الجعفي؛ لأتكَلَّمنَّ فيك.
قال ابن سعد: كان يدلِّس، وكان ضعيفاً جداً في رأيه ورِوايته.
وروى الدُّوري عن ابن معين قال: لا يُكتب حديثُ جابر الجعفي ولا كَرامة.
وقال: لم يدع جابراً ممن رآه إلا زائدة، وكان جابرٌ كذاباً.
وقال يعقوب بن شيبة: لا نعلم أحداً ترك جابراً الجعفي إلا زائدة، وهو رَجُلٌ في حديثِه اضطراب.
وذكر إسماعيل بن أبي خالد أنه اتُّهِم بالكذب.
وقال زائدة: كان جابر الجعفي كذاباً يُؤمِن بالرَّجْعَةِ.
وروى أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة قال: ما لقيتُ أكذبَ من جابر الجعفي، ما أتيتُه بشيءٍ مِن رأيي إلا جاءني فيه بأَثَر، وزعَمَ أنَّ عندَه ثلاثين ألفَ حديثٍ لم يُظهِرْهَا.
وقال أحمد: تركَهُ يحيى القطان، وابنُ مَهدي.
قال الميموني: (قلت لأحمد بن حنبل: جابر الجعفي؟ قال لي: كان يَرى التشيُّع، قلتُ: يُتَّهَمُ في حديثه بالكذب؟ فقال لي: مَن طعَنَ فيه، فإنَّما يَطعَنُ بما يخافُ مِن الكذب، قلت: الكذب، فقال: إي واللَّه ، وذاك في حديثِه بَيِّن، إذا نظرَتَ إليها).
وقال الميموني: (وسألته عن جابر الجعفي، فقال: قد كنتُ لا أكتبُ حديثَه، ثم كتبتُ؛ أعتبرُ به).
وذكر الترمذيُّ أنَّ البخاريَّ ضعَّفَهُ جداً.
قال أبو حاتم: يُكتَبُ حديثُه على الاعتبار ولا يُحتَجُّ به. وقال أبو زرعة: جابر الجعفي ليِّن.
وقال النسائي، والدراقطني في «السنن»: مَتروك. وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يُكتَب حديثه.
وقال الدارقطني في «الضعفاء» : إن اعتُبرَ له بحديث يُعَدُّ حديثاً صالحاً إذا كان عن الأئمة.
قال البزار في «البحر الزخار» : (جابر الجعفي ليس بالقوي، وإن كان قد روى عنه جماعةٌ ثقات منهم: شعبة، والثوري، وإسرائيل، وزهير، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو عوانة، وهشيم، وابن عيينة، وغيرُهم، وإنما كان يُنكَرُ عليه رأيٌّ يُخالِفُ به أهلَ زمَانِه؛ ذُكر أنه كان يَقُولُ برَجْعَةِ عَلِيٍّ، وهو كوفي، وقد احتمَلَ هؤلاء حديثَه، وكانوا يَعرفُونَه، ولا أحبُّ أن يكون إذا حدَّثَ بحديث فيه حُكْمٌ أن يُحتَجَّ به).
وقال البزار أيضاً ــ كما في «كشف الأستار» ــ: (جابر الجعفي قد تكلَّمَ فيه جماعةٌ، ولا نعلم أحداً قدوةً تركَ حديثَه).
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهِبُ الحديث.
وقال ابن عدي: (له حديثٌ صالحٌ وقد احتملَه الناس، وقد روى عنه الثوريُّ الكثيرَ، وشعبةُ أقل رواية عنه من الثوري؛ وحدَّث عنه زهيرٌ، وشَريك وسفيانُ، والحسن بنُ صالح، وابنُ عيينة، وأهلُ الكوفة، وغيرُهم؛ وقد احتملَه الناس، ورووا عنه، وعامةُ ما قذفُوه به أنه كان يُؤمن بالرَّجْعَة.
وقد حدَّث عنه الثوريُّ مقدار خمسين حديثاً، ولم يختلِفْ أحدٌ في الرواية عنه، ولم أرَ له أحاديثَ جاوزَتْ المقدارَ في الإنكار، وهو مَع هذا كلِّه أقربُ إلى الضعفِ منه إلى الصدقِ).
قال ابن الجارود: ليس بشئ، كذَّابٌ، لا يُكتَبُ حديثُه.
قال الجوزقاني: مُنكَرُ الحديث.
وقال الجوزجاني ـ أيضاً ـ: كذاب، وسألتُ أحمد بن جنبل عنه، فقال: تركه ابنُ مهدي، فاستراحَ.
قال ابن حبان: (كان سَبئياً من أصحابِ عبداللَّه بن سبأ، وكان يقول: إنَّ علياً عليه السلام يَرجِع إلى الدنيا ..... وذكرَ ابنُ حبان بعضَ كلام الأئمة، ثم قال: فإن احتجَّ محتجٌّ بأنَّ شعبة والثوري رويَا عنه، فإنَّ الثوري ليس من مذهبِه تركُ الروايةِ عن الضعفاءِ، بل كان يُؤدِّي الحديثَ على ما سَمِع؛ لأن يرغبَ الناسُ في كتابةِ الأخبارِ ويَطلبوها في المدن والأمصار.
وأما شعبةُ وغيرُهُ مِن شيوخنا، فإنهم رأوا عندَه شيئاً لم يَصبِرُوا عنها، وكتبوها؛ لِيعرِفُوهَا، فربما ذَكرَ أحدُهم عنه الشيءَ بعدَ الشيءِ على جهة التعجُّبِ، فتدَاوَلَهُ الناسُ بَينَهُم.
والدليل على صحة ما قلنا: أنَّ محمد بنَ المنذر، قال: حدثنا أحمد بنُ منصور، قال: حدثنا نعيم بنُ حماد، قال: سمعتُ وكيعاً يقول: قلتُ لشعبة: مالك تركتَ فلاناً وفلاناً وروَيتَ عن جابر الجعفي؟ قال: روى أشياءَ لم نصبِرْ عنها.
حدثنا ابنُ فارس، قال: حدثنا محمد بنُ رافع، قال: رأيتُ أحمدَ بنَ حنبل في مجلس يزيد بن هارون ومعَهُ كتابُ زهيرٍ عن جابر، وهو يَكتُبُه، فقال: يا أبا عبدِاللَّه، تنهونا عن حديث جابر، وتكتبونه؟ ! قال: نَعْرِفُه). انتهى من
…
«المجروحين» .
قال سلام بن مسكين: قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف باب من العلم لم أُخبِرْ بشئ منه. قال سلام: فذكرتُ ذلك لأيوب السختياني، فقال: أما هُو الآنَ فكَذَّاب. وفي لفظ: كذَبَ جابر.
وعند الجوزجاني بإسناده إلى زهير أنَّ الجعفيَّ يقول: عندي خمسون ألفَ حديث، ما حَدَّثْتُ منها بحَدِيثٍ، فحَدَّثَ يوماً بحديث، فقال: هذا من الخمسين ألف.
وقال زائدة: أما جابر الجعفي فكان ـ واللَّهِ ـ كذَّاباً يُؤمن بالرجعَةِ.
وقال يحيى بن يعلى: سمعتُ زائدة يقول: جابر الجعفي رافضيٌّ يشتُم أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمرَنَا زائدةُ أن نتركَ حديثَه.
وقال جرير: لم أكتُبْ عنه، كان يُؤمِنُ بالرجعة.
وقال الفضل بن زياد: سُئل أحمد بن حنبل عن جابر الجعفي وليثِ بن أبي سليم فقال: جابر أقواهما حديثاً، وليثٌ أحسنُهما رأيا، إنما تَركَ الناسُ حديثَ جابر لِسُوءِ رأيِه. فسُئلَ أحمد عن جابر، وحجاج بن أرطاة؟ فأطرَقَ ساعَةً، وقال: لا أدري، ثم قال: قد روَى شعبةُ عن جابر الجعفي نحو سبعين حديثاً، وقال شعبة: هو صَدُوق.
قال العقيلي: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: كان الناسُ يحمِلُونَ عن جابر قبلَ أن يُظْهِر ما أظهَرَ؛ فلما أظهَرَ ما أظهَرَ اتَّهَمَهُ النَّاس في حديثه، وتركَهُ بعضُ الناس. فقيل له: وما أظهَرَ؟ قال: الإيمان بالرَّجْعَةِ).
وقال أبو داود في حديث سجود السهو: ليسَ في كتابي عن جابرٍ سواه.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» : أحدُ أوعِيَةِ العِلْمِ على ضَعفِهِ ورَفْضِهِ.
وقال في «الكاشف» : (مِن أكبر عُلَماءِ الشيعَةِ، وثَّقَهُ شعبةُ، فَشَذَّ، وترَكَهُ الحفاظ، قال أبو داود: ليس في كتابي له شئ سوى حديث السهو).
ذكره ابن حجر في المرتبة الخامسة من مراتب المدلسين، وهم:(مَنْ ضُعِّف بأمرٍ آخر سِوى التدليس، فحديثُهم مَردودٌ، ولو صَرَّحُوا بالسماع، إلا أن يُوَثَّقَ مَن كان ضعفُهُ يسيراً كابن لهيعة) وقال عن الجعفي: (ضعَفَّهُ الجمهور، ووصفَهُ الثوريُّ، والعجليُّ، وابنُ سعد، بالتدليس).
قال ابن حجر في «التقريب» : ضعيفٌ، رافضي.
وهو كما قال ابن حجر.
وأما توثيقُ من وثَّقَه فذلك قبلَ أنْ يُظهِرَ مذهبَه «الرفض» ، كما تدل عليه عبارةُ الثوريُّ فيما نقلَه العقيليُّ، وأما رواية الأئمة عنه فكما قال ابن حبان: لِيعرِفُوا أحاديثه.
(ت 127 هـ)، وقيل:(128 هـ)، وقيل:(132 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 345)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 76)، «سؤالات ابن الجنيد لابن معين» (ص 171، 232) رقم (590 و 905)، «العلل لأحمد» رواية المروذي وغيره (ص 237) رقم (466)، و (ص 73) رقم
…
(75)، «التاريخ الكبير» للبخاري (2/ 210)، «أحوال الرجال» للجوزجاني (ص 50) رقم (28)، «العلل الكبير» للترمذي (2/ 598)، باب (242)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (98)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (2/ 497)، «البحر الزخار» للبزار (11/ 134) رقم (4862)، «كشف الأستار عن زوائد البزار» (1/ 204)،
…
«الضعفاء» للعقيلي (1/ 208)، «المجروحون» لابن حبان (1/ 245)، «الكامل» لابن عدي (2/ 113)، «السنن» للدارقطني (1/ 398)، «الضعفاء والمتروكون» للدارقطني (ص 168) رقم (142)، «تهذيب الكمال» (4/ 465)، «الكاشف» (2/ 197)،
…
«ميزان الاعتدال» (1/ 351)، «تاريخ الإسلام» (3/ 385)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (3/ 144)، «تهذيب التهذيب» (2/ 46)، «تقريب التهذيب» (ص 175)،
…
«تعريف أهل التقديس» (ص 57) رقم (133).
ــ مسروق بن الأجدع الهَمْداني الوادعي، أبو عائشة الكوفي.
ثِقَةٌ، مُخَضْرَمٌ.
قال ابنُ عيينة: بقيَ مَسروقٌ بعد علقمة، لا يُفضَّل عليه أحدٌ.
وقال ابنُ معين: ثقةٌ لا يُسأل عن مثله.
قال ابنُ حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقةٌ، فقيهٌ، عابِدٌ، مخضرَمٌ.
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 84)، «التاريخ الكبير» للبخاري (8/ 35)، «الجرح والتعديل» (8/ 396)، «المعرفة والتاريخ» للبسوي (2/ 561)، «تاريخ بغداد» (15/ 311)، «تهذيب الكمال» (27/ 451)، «جامع التحصيل» (ص 277)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 63)، «تهذيب التهذيب» (10/ 109)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 557).
ــ مُسلِمُ بنُ صُبَيْح الهَمْداني، أبو الضُّحى الكوفي العطَّار، مولى هَمْدان، وقيل: مولى آل سعيد بن العاص القرشي. مشهور بكنيته.
ثِقَةٌ.
وثَّقَه: ابن سعد، وابن معين، والعجلي وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهم، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ، فَاضِلٌ.
(ت 100 هـ).
(1)
تخريج الحديث:
أخرجه: الدولابي في «الذرية الطاهرية» ـ كما سبق ـ.
ولم أجده عند غيره؛ وهو ضعيفٌ جداً؛ لوجود ضرار بن صرد، وجابر الجعفي.
وقد ورد نحوه من حديث أبي إسحاق السبيعي، عن فاطمة.
ومن حديث أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، عن فاطمة رضي الله عنهما.
الحديثُ: قالت فاطمةُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: زوَّجْتَنِيه أُعَيمِشَ، عَظِيم
(1)
ينظر: «الطبقات» لابن سعد (6/ 288)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 562)، «الثقات» للعجلي (2/ 278)، «الجرح والتعديل» (8/ 186)، «تهذيب الكمال» (27/ 520)، «سير أعلام النبلاء» (5/ 71)، «تهذيب التهذيب» (10/ 132)، «تقريب التهذيب» (ص 559).
البطن؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لقد زوَّجتُكِه وإنَّه لأوَّلُ أصحَابي سِلْماً، وأكثرُهُم عِلْماً، وأعظمُهم حِلْماً» . لفظ عبدالرزاق.
هذا الحديث، رواه أبو إسحاق السبيعي، واختُلِف عليه من ستة أوجه:
(1)
1.
شريك بن عبداللَّه
(2)
، عن أبي إسحاق السبيعي، أنَّ علياً
(3)
لما تزوَّج فاطمة، قالت
…
الحديث.
أخرجه: عبدالرزاق في «مصنفه» (5/ 490) رقم (9783)، ومن طريقه:[الطبراني في «المعجم الكبير» (1/ 94) رقم (156)، والدارقطني في «العلل» (15/ 173) رقم (3930)] عن وكيع.
(1)
ينظر: «أحاديث أبي إسحاق السبيعي التي ذكر الدارقطني فيها اختلافاً في كتابه العلل
…
ـ جمع ودراسة ـ» د. خالد بن محمد باسمح (3/ 1706 ـ 1710). ومنه استفدت لهذا الحديث.
(2)
النخعي الكوفي، صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظُه منذ ولي القضاء بالكوفة
…
«تقريب التهذيب» (ص 300).
(3)
أبو إسحاق رأى علياً ولم يَسمَعْ منه. انظر: «تهذيب الكمال» (22/ 106)، «الجوهر النقي» لابن التركماني (4/ 285)، «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (2/ 171)، وانظر للتوسُّع:«التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة» د. مبارك الهاجري
…
(2/ 893 ـ 899).
ــ وابن أبي شيبة في «مصنفه» (17/ 135) رقم (32794)، وعنه:
…
[ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1/ 142) رقم (169)] عن أبي نُعيم الفَضلِ بنِ دُكين.
وفيه: قال أبو إسحاق، قالت فاطمة. لم يَذكر علياً.
وفيه: «حَمْش الساقين، عظيم البطن، أعمش العين» .
وفيه: «أقدم أمَّتي سِلْماً» .
2.
شريك بن عبداللَّه، عن أبي إسحاق السبيعي، عن رجُلٍ لم يُسمِّه، مُرسلاً.
علَّقَهُ الدراقطنيُّ في «العلل» (15/ 172) رقم (3930) وقال عنه:
…
(ولا يثبت).
ولم أجد هذا الوجه مُسنداً.
3.
عبدالغفار بن قاسم أبو مريم الأنصاري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخرجه: الدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 63) رقم (90).
وفيه اختلاف، فلم تَذكر فاطمةُ صِفَةَ علي
…
وفيه: خِطبةُ أبي بكر وعمر لها، وفيه: أنه وليس مع عَلي إلا دِرْعُه.
وفيه: أنه لما زوَّجَها علياً بكَتْ، وقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مالَكِ تبكين، فواللَّهِ لقد أنكَحْتُكِ أكثرَهُم عِلْماً
…
الحديث.
وهذا حديثٌ مَوضوع، عبدالغفار رافضي يَضعُ الحديث، والحارث الأعور رُمي بالوَضْعِ.
(1)
4.
سلام بن سليمان أبو العباس المدائني
(2)
، عن عمر بن المثنى
(3)
، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أنس رضي الله عنه.
أخرجه: الخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق»
…
(2/ 148)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 132).
وفيه: «عظيمُ البطن، قليل الشئ» .
5.
عمر بن المثنى، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنه، عن فاطمة رضي الله عنها.
علَّقَهُ الدراقطنيُّ في «العلل» (15/ 172) رقم (3930) ـ ولم أجدْهُ
(1)
سبق تخريج الحديث في الباب الأول: الفصل الثاني، الدراسة الموضوعية للمبحث الأول.
(2)
نزيل دمشق، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 295)، وقال الذهبي في «الكاشف»
…
(2/ 554): له مناكير.
(3)
الأشجعي الرقي. مجهول. ذكر الدارقطني: أنه لا يعرفه إلا في حديثه هذا عن أبي إسحاق، عن البراء ـ وهو الوجه الخامس هنا ــ. ذكره الذهبي في «المغني» و «الميزان» وذكر أن الأزدي ضعفه. قال ابن حجر: مستور.
ينظر: «العلل» للدارقطني (15/ 172)، «تهذيب الكمال» (21/ 494)، «ميزان الاعتدال» (3/ 229)، «المغني في الضعفاء» (2/ 126)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 447).
مُسنَداً ـ
وقال الدراقطني عن عُمر: لم أعرفه إلا في هذا.
قلت: وعُمر مجهول كما في سبق في الوجه الرابع.
6.
إسحاق بن إبراهيم الأزدي
(1)
، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
علَّقَهُ الدراقطنيُّ في «العلل» (15/ 172) رقم (3930) ـ ولم أجدْهُ مُسنداً ـ.
الخلاصة:
الأول: ضعيف؛ لضعف شَريك، وإرساله.
الثاني: مع ضعف شريك، هو مرسل، وقال عنه الدراقطني: لا يثبت.
الثالث: موضوع؛ عبدُالغفار وضَّاع رَافضيُّ، والحارثُ رُمِي بالوضع.
الرابع: ضعيف؛ لجهالة عمر، وضَعفِ سلام.
الخامس: ضعيف؛ لجهالة عمر، وتفرُّدِه عن أبي إسحاق.
(1)
أبو يعقوب الكوفي، ضعيف شيعي. قال عنه الدارقطني: شيخ كوفي من الشيعة. وذكره ابن حجر في «اللسان» وقال: (من رجال الشيعة. ذكره الطوسي. روى عنه الحسين بن حمزة ابن بنت أبي حمزة الثمالي).
ينظر: «العلل» للدراقطني (15/ 172) رقم (3930)، «لسان الميزان» (2/ 26).
السادس: ضعيف؛ لضعف إسحاق الأزدي، وتفرُّدِهِ عن أبي إسحاق.
أصحَّ هذه الأوجه: الأول، ومع ذلك هو مُرسل ضعيف.
وجُملة: (أولهم إسلاماً)، جاءت في أحاديث موقوفة من حديث: علي بن أبي طالب، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وسلمان الفارسي، وبريدة رضي الله عنهم، ومرسل الحسن.
1.
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخرجه: ابن أبي شيبة في «المصنف» (17/ 106) رقم (32748)، ومن طريقه:[ابن أبي عاصم في «الأوائل» (ص 79) رقم (68)، و «الآحاد والمثاني» (1/ 149) رقم (179)]، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»
…
(3/ 21)، وأحمد في «المسند» (2/ 376، 377) رقم (1191) و (1192)، وفي «فضائل الصحابة» (2/ 732) رقم (1003)، وابن الجعد في «مسنده» (ص 87) رقم (491)، والنسائي في «خصائص علي» رقم (1) عن شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبَّة العُرَني
(1)
يقول: سمعت علياً يقول:
…
«أنا أولُ مَن أسلَم أو صَلَّى مَع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم» . لفظ ابن الجعد.
(1)
حبَّة بن جُوين العُرَني، قال في «التقريب» (ص 188):(صدوق له أغلاط، وكان غالياً في التشيع).
ــ وليس عند ابن أبي شيبة: أنا أوَّل رجُلٍ صَلَّى. وغالبهم لم يذكروا: أول من أسلم.
وهذا إسنادٌ حسَن.
(1)
ــ ورُوِي من وجهٍ آخَر في حديث طويلٍ مَوْضُوعٍ، وفيه أنَّ علياً كان يُصلِّي قبل الناس بسَبع سنين.
(2)
2.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه: ابن أبي عاصم في «الأوائل» (ص 79) رقم (71)، وفي
…
«الآحاد والمثاني» (1/ 151) رقم (185) و (188)، والطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 25) رقم (10924) من طريق عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«أوَّلُ مَن أسلَمَ عليٌّ» .
وإسنادُه صَحيحٌ.
وأخرجه: عبدالرزاق في «المصنف» (11/ 227) رقم (20392)،
(1)
وانظر: «مختصر استدارك الذهبي على مستدرك الحاكم» لابن الملقن (3/ 1322).
(2)
ينظر تخريجه وبيانه في: «مختصر استدارك الذهبي على مستدرك الحاكم» لابن الملقن
…
(3/ 1315)، «منهاج السنة» لابن تيمية (4/ 119)، «أحكام أهل الذمة» لابن القيم
…
(2/ 918)، «البداية والنهاية» (4/ 67)، «سلسلة الأحاديث الضعيفة» للألباني
…
(9/ 149).
ومن طريقه: [الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 406) رقم (12151)،
…
و «الأوائل» (ص 78) رقم (52)] عن معمر، عن عثمان الجزَرِي
(1)
، عن مِقْسَم بن بُجْرَة
(2)
، عن ابن عباس، قال:(أوَّلُ مَن أسلَم عليُّ). وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عثمان.
ــ وفي «العلل ومعرفة الرجال لأحمد» رواية ابنه عبدِاللَّه (3/ 425) عقب حديث مقسم: قال معمر فسألت الزهري؟ فقال: ما عَلِمْنَا أحَداً أسلَمَ قبلَ زيدِ بنِ حَارِثَةَ.
ــ ورُوي مِن وَجهٍ آخر، قال ابنُ عبدالبر في «الاستيعاب»
…
(3/ 1091) حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بنُ سُفْيَانَ، قال: حدثنا قاسم بنُ أصبغ، قال: حدثنا أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَن أَبِي بَلْجٍ، عَن عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:(كَانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَن آمَنَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خديجة رضي الله عنهما).
قال ابن عبدالبر: (هَذَا إسناد لا مَطعَن فِيهِ لأحَدٍ؛ لِصِحَّتِهِ وثِقَةِ نَقَلَتِهِ، وَهُوَ يُعارِضُ مَا ذكرنَاهُ عَنِ ابْن عَبَّاس فِي باب أَبِي بَكْر رضي الله عنه.
والصحيحُ فِي أمْرِ أَبِي بَكْر أَنَّهُ أوَّلُ مَن أظهرَ إسلامَه، كذلكَ قَالَ مُجَاهِد
(1)
ويقال: المشاهد. قال الإمام أحمد: (رَوى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه).
…
«الجرح والتعديل» (6/ 174)
(2)
ويقال: ابن نَجْدة، صدوق، وكان يرسل. «تقريب التهذيب» (ص 574).
وغيره، قَالُوا: ومنَعَهُ قَومُهُ.
وقال ابنُ شهاب، وعبدُاللَّه بنُ محمد بن عُقَيل، وقتادة، وأبو إسحاق: أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الرجالِ عليٌّ.
واتفقوا على أنَّ خديجةَ أوَّلُ مَن آمنَ باللَّهِ ورسُولِهِ، وصَدَّقه فيما جاء بِهِ، ثُمَّ عليٌّ بعدَها.
وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ عَن أَبِي رَافِعٍ مِثْلَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قال: حَدَّثَنَا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عَبْدُالسَّلامِ بنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالعزيز بن محمد الدراوَردي، قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو مَوْلَى عَفْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَنْ أول من أسلم: عليٌّ أَوْ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنهما؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّه! عَلِيٌّ أَوَّلُهُما إِسلاماً، وَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ؛ لأَنَّ عَلِيَّاً أَخفَى إِسلامَهُ مِن أَبِي طَالِبٍ، وَأَسلَمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَظْهَرَ إِسْلامَهُ، وَلا شَكَّ أَنَّ عَلِيَّاً عِنْدَنَا أَوَّلُهُما إِسلاماً
…
). انتهى كلام ابن عبدالبر.
ــ وأثَرُ القُرَظي، أخرجه أيضاً: ابنُ أبي خيثمة في «التاريخ الكبير»
…
(1/ 159) رقم (357) ـ مختصراً ـ، ومن طريقِه:[ابنُ عساكر في «تاريخ دمشق» (42/ 44)]، والبيهقيُّ في «دلائل النبوة» (2/ 163).
ــ وروي حديثُ ابنِ عباس مِن وَجْهٍ آخَر، في حديثٍ طَويل مُنْكَر، أخرجَهُ: أبو داود الطيالسي في «مسنده» (4/ 469) رقم (2875)
…
ـ مختصراً ـ، والإمام أحمد في «مسنده» (5/ 178) رقم (3061)
…
ـ مطولاً ـ، وانظر تخريجَه في حاشيته ط. الرسالة.
3.
حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
أخرجه: أبو داود الطيالسي في «مسنده» (2/ 61) رقم (713)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (17/ 120) رقم (32769)، و (18/ 338) رقم (34568)، و (19/ 522) رقم (36915)، و (20/ 256) رقم
…
(37749)، ومن طريقه: [ابن أبي عاصم في «الأوائل» (ص 79) رقم
…
(70)، وفي «الآحاد والمثاني» (1/ 149) رقم (180)]، والإمام أحمد في
…
«المسند» (32/ 32) رقم (19281)، و (32/ 58) رقم (19303)،
…
(32/ 60) رقم (19306)، وفي «فضائل الصحابة» (2/ 730، 732) رقم (1000) و (1004)، ومن طريقه: [الحاكم في «المستدرك»
…
(3/ 147) رقم (4663)]، و «الترمذي في «جامعه» (ص 583)، كتاب المناقب، حديث رقم (3735)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7/ 306) رقم (8081) و (7/ 407، 408) رقم (8334) و (8335)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (1/ 164) رقم (378)، والآجري في
…
«الشريعة» (4/ 1795) رقم (1250)، والطبراني في «الأوائل» (ص 79) رقم (53) من طريق شعبة، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن أبي حمزة مولى الأنصار
(1)
، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: «أوَّلُ مَن أسلَمَ مَعَ رسُولِ اللَّهِ
(1)
طلحة بن يزيد الأيلي، أبو حمزة مَولى الأنصار، قال في «التقريب» (ص 318): وثَّقَهُ النسائيُّ.
- صلى الله عليه وسلم عليُّ بنُ أبي طالب».
ــ لفظ الطيالسي: أوَّلُ من صلَّى.
ــ عند الإمام أحمد في «الفضائل» ، وفي «المسند»: زيادة: فذكرتُ ذلك للنخعي، فأنكرَه، وقال: أبو بكر أول مَن أسلم مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال عَمْرو: فذكرتُ ذلك لإبراهيم، فأنكرَ ذلك وقال:
…
أبو بكر.
ــ قال الترمذي: (هذا حديث حَسَنٌ صَحِيحٌ. وأبو حمزة اسمُه: طلحة بن يزيد).
ــ قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد، وإنما الخلاف في هذا الحرف أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان أوَّلُ الرجالِ البَالِغين إسلاماً، وعلي بن أبي طالب تقدَّمَ إسلامُه قبلَ البلوغ).
4.
حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه.
أخرجه: ابنُ أبي شيبة في «المصنف» (17/ 125) رقم (32775)، ومن طريقه: [ابنُ أبي عاصم في «الأوائل» (ص 79) رقم (69)، وفي
…
«الآحاد والمثاني» (1/ 149) رقم (181)]، وفي «الأوائل» ـ أيضاً ـ
…
(ص 78) رقم (67)، وابنُ أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (1/ 164) رقم (379)، وابنُ الأعرابي في «معجمه» (2/ 652) رقم (1298)، وابنُ
المقرئ في «معجمه» ، حديث (62)، والطبراني في «المعجم الكبير»
…
(6/ 265) رقم (6174)، وفي «الأوائل» له أيضاً (ص 78) رقم (51)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 136) من طُرقٍ عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:«أوَّلُ هذه الأمة وُرُودَاً على نبيِّها، أوَّلها إسلاماً، عليُّ بنُ أبي طالب» .
قال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (13/ 749) رقم (6336): باطل.
وقال: (وبالجملة، فكلُّ هذه الطرق إلى سفيان واهِية، لا يُمكِن الاعتمادُ عليها، ولا الاستشهادُ بها).
5.
حديث بريدة رضي الله عنه.
أخرجه: ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1/ 148) رقم (177)، وفي «الأوائل» (ص 80) رقم (74)، والطبراني في «المعجم الكبير»
…
(22/ 452) رقم (1102)، وفي «الأوائل» (ص 80) رقم (54) من طريق عبدالعزيز بن الخطاب
(1)
، قال: حدثنا علي بن غُراب
(2)
، قال: حدثنا
(1)
الكوفي. صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 388).
(2)
الفزاري. قال في «التقريب» (ص 435): صدوق، وكان يُدلِّس، ويتشيَّع، وأفرطَ ابنُ حبان في تضعيفِه).
يوسف بن صهيب
(1)
، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:«خديجةُ أوَّلُ مَن أسلَم مع رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وعليُّ بنُ أبي طالب» .
إسنادَه حسَن.
6.
حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
قال الطبرانيُّ: حدثنا عبيد العجلي، قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عمران بن أبان
(2)
، قال: حدثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث
(3)
،
عن أبيه، قال: قال مالكُ بنُ الحُوَيرِث: «كان أوَّلَ مَن أسلَمَ مِن الرجالِ عليُّ، ومِن النساءِ خديجةُ» .
(1)
الكندي. ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 642).
(2)
السُّلَمي. قال في «التقريب» (ص 458): ضعيف.
(3)
ضعيف. قال عنه الذهبي في «الميزان» (4/ 6): (روى عن: عن أبيه، عن جدِّه. وعنه: عمران بن أبان. منكر الحديث.
ساق له ابنُ عدي خمسةَ أحاديث، وقال: لا يرويها إلا عمران الواسطي عنه، وعمران لا بأس به. قال: وأظنُّ أنَّ البلاءَ فيه مِن مالك. قلتُ: متونها معروفة في الجملة). انتهى من «الميزان» . زاد ابن حجر في «اللسان» (6/ 438): (وقد احتجَّ به ابنُ حبان في «صحيحه»، وذكرَه في كتاب «الثقات». وقال البغوي في ترجمة مالك بن الحويرث من معجمة: مالك بن الحسن ليس بمشهور. وقال العقيلي: فيه نظر. قاله في ترجمة عتبة الفزاري).
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (19/ 291) رقم (648).
وهو ضعيف؛ لضعف عمران، ومالك.
7.
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
أخرجه: الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (3/ 528) رقم
…
(5963) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري
(1)
، قال: حدثنا حسن بن عطية
(2)
، قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل
(3)
، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن ابن عباس، قال: قال
…
أبو موسى الأشعري: «إنَّ عليَّاً أولُ مَن أسلَمَ معَ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم» .
قال الحاكم: (هذا حديثٌ صَحيحُ الإسناد، ولم يخرجاه، والغرضُ من إخراجِه براءةُ ساحةِ أبي موسى مِن نَقص عليٍّ، ثم روايةِ ابنِ عباس عنه).
ــ حذَفَه الذهبيُّ من «التلخيص» .
ــ والصوابُ أنه ضعيف جداً، عِلَّتُه: يحيى بن سلمة.
(1)
قال في «التقريب» (ص 200): صدوق.
(2)
الحسن بن عطية بن نجيح القرشي. قال في «التقريب» (ص 199): صدوق.
(3)
قال في «التقريب» (ص 622): متروك، وكان شيعياً.
8.
حديث أبي رافع رضي الله عنه.
أخرجه: البزار في «البحر الزخار» (9/ 322) رقم (3872)، قال: حدثنا عباد، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البَريد
(1)
، قال: حدثنا محمد بن
…
عُبيداللَّه بن أبي رافع
(2)
، عن أبيه رضي الله عنه قال:«أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الرجال عليٌّ، وأوَّلُ مَن أسلَمَ مِن النساءِ خديجةٌ» .
وهذا ضعيفٌ، لضعف محمد بن عبيداللَّه.
9.
مرسل الحسن البصري، وغيره.
أخرجه: عبدالرزاق في «المصنف» (11/ 226) رقم (20391)، وعنه: [الإمام أحمد كما في «العلل» رواية عبداللَّه (3/ 425) رقم
…
(5817)] عن معمر، عن قتادة، عن الحسن وغيره، قال:«أول من أسلم بعد خديجة: علي بن أبي طالب، وهو ابن خمس عشرة، أو ست عشرة» . وإسناده صحيح.
مما سبق يُعلَمُ ثبوت القول عن بعض الصحابة رضي الله عنهم: علي، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وبريدة بأنَّ: عليَّاً رضي الله عنه أوَّلُ مَن أسلَمَ.
وهذا القولُ أحدُ الأقوال في المسألة.
(1)
الكوفي. قال في «التقريب» (ص 437): صدوق يتشيع.
(2)
الهاشمي مولاهم. قال في «التقريب» (ص 524): ضعيف.
ويعارضه، ما ثبت أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم، ومما ورد في ذلك:
1.
حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
أخرج البخاريُّ في «صحيحه» (ص 699)، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«لو كنت متخذاً خليلاً» ، حديث رقم
…
(3661)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال:
…
«إنَّ اللَّهَ بعثني إليكم، فقُلتُم: كذَبْتَ، وقال أبو بكر: صَدَق» .
ذكر هذا الحديثَ ابنُ كثير في «البداية والنهاية» ـ ط. هجر ـ (4/ 69) وقال: (وهذا كالنَّصِّ علَى أنه أوَّلُ مَن أسلَم رضي الله عنه).
2.
حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه.
أخرج مُسلمٌ في «صحيحه» (ص 323)، حديث رقم (832) من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه ــ وهو حَديثٌ طويل ــ وفيه أنه قال:
…
يا رسُولَ اللَّه، مَنْ تَبِعَكَ على هذا الأمر؟ قال:«حُرٌّ، وعَبْدٌ» ، قال: ومعه يومئذ أبو بكر، وبِلال رضي الله عنهما ممن آمَن به.
ــ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «منهاج السنة» (4/ 254) بعد أن
ذكرَ حديثِ أبي الدرداء: (هذا ظَاهرٌ في أنه صَدَّقَه قبلَ أن يُصدِّقَه أحَدٌ من
الناس الذين بلَّغهم الرسالةَ، وهذا حَقٌّ، فإنه أوَّلُ ما بُلَّغ الرسالةَ آمَن، وهَذا مُوافِقٌ لما رواه «مسلم» عن عَمرو بن عبسة، قلت: يا رسول اللَّه، مَن معكَ على هذا الأمر؟ قال: حُرٌّ وعَبْدٌ، ومعَه يومئذ أبو بكر، وبلال.
وأما خديجةُ، وعليٌّ، وزَيدٌ، فهؤلاء كانوا من عِيالِ النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بيتِه، وخديجةُ عرَضَ عليها أمرَهُ لما فجَأَهُ الوحيُّ، وصدَّقَتْهُ ابتداءً، قبلَ أن يُؤمَرُ بالتبليغ، وذلك قبلَ أنْ يجبُ الإيمانُ به، فإنه إنما يجبُ إذا بلَّغَ الرسالةَ، فأوَّلُ مَن صدَّقَ به بعدَ وجُوب الِإيمان به: أبو بكر مِن الرجال، فإنه لم يجب عليه أن يدعُوَ علِيَّاً إلى الإيمان؛ لأنَّ عَلِيَّاً كان صَبِيَّاً، والقلمُ عنه مَرفُوعٌ، ولم يُنقَلْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَهُ بالإِيمان، وبَلَّغَهُ الرسالةَ قبلَ أنْ يَأمُرَ أبا بكر ويُبَلِّغَهُ، ولكنَّهُ كان في بيتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فيُمكِنُ أنه آمَنَ به لما سَمِعَه يُخبِرُ خَدِيجةَ، وإنْ كانَ لم يُبلِغْهُ). ا. هـ.
1.
حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما.
أخرج البخاريُّ في «صحيحه» ، (ص 699)، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:(لو كنت متخذ خليلاً)، حديث رقم
…
(3660) من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: «رأيتُ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما مَعَهُ، إلا خمسَةُ أعْبُدٍ، وامرأتان، وأبو بكر» .
وانظر في هذا: «المصنف» لابن أبي شيبة (19/ 521) رقم
…
(36913)
، و (20/ 254) رقم (37741)، و «فضائل الصحابة» لأحمد (1/ 231) رقم (282)، مُرسل مجاهد:(أول مَن أظهرَ الإسلامَ سبعة: رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبِلالٌ، وخبَّاب، وصُهيبٌ، وعَمار، وسُمَيَّة أمُّ عمار).
ورُوي موصولاً عن ابن مسعود رضي الله عنه، ينظر:«السنن» لابن ماجه، حديث (150)، و «المسند» للإمام أحمد (6/ 382) رقم (3832)،
…
«الشريعة» للآجري (4/ 1797)، و «المسنده» للشاشي (2/ 115) رقم (641).
2.
حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
أخرج الترمذي في «جامعه» (ص 574)، كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر، حديث رقم (3667) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عقبة بن خالد قال: حدثنا شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: «ألسْتُ أحقُّ الناسِ بها؟ ألسْتُ أوَّلَ مَن أسلَم؟ ألسْتُ صاحبَ كذا، ألسْتُ صاحبَ كذا» ؟
والصوابُ فيه الإرسال: (أبو نضرة، عن أبي بكر)
قال الترمذي: (هذا حديثٌ غريب، ورَوَى بعضهم عن شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر، وهذا أصحُّ.
حدثنا بذلك محمدُ بنُ بشار قال: حدثنا عبدُالرحمن بنُ مَهدي، عن شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر، فذكر نحوَه بمعناه. ولم يذكُرْ فيه عن أبي سعيد، وهذا أصحُّ).
وكذا أخرجَه: الآجري في «الشريعة» (4/ 1793) رقم (1247)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 25) رقم (71)، وابن عساكر في
…
«تاريخ دمشق» (30/ 38).
والوجه الذي صحَّحَهُ الترمذيُّ، صحَّحَهُ كذلك أبو حاتم كما في
…
«العلل» لابنه (6/ 468) رقم (2675)، والدارقطني في «العلل»
…
(1/ 234) رقم (37).
3.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرج ابنُ أبي شيبة في «المصنف» (18/ 344) رقم (34586)،
…
و (20/ 253) رقم (37739)، ومن طريقه:[أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 25) رقم (73)]، والحاكم في «المستدرك» (3/ 67) رقم
…
(4414) من طريق مجالد، عن عامر الشعبي، قال: سألتُ ابنَ عباس رضي الله عنه، أو سُئل ابنُ عباس: أيُّ الناسِ كانَ أوَّلَ إسلَاماً؟ فقال: أمَا سمعتَ قولَ حسَّانِ بنِ ثابت رضي الله عنه:
إذا تذكرتُ شجوا من أخي ثقة
…
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعَلا
خيرُ البرية أتقَاها وأعدَلها
…
إلا النبيُّ وأوفَاها بما حمَلا
والثاني التالي المحمودُ مَشهَدُه
…
وأوَّلُ الناسِ منهم صدَّقَ الرسُلا
4.
قول جماعة من السلف.
قال يوسف بن يعقوب الماجشون: سمعتُ مَشْيَخَتَنا أَهْلَ الفِقه، مِنهُم: سَعْدُ بنُ إبراهيم، وصالحُ بنُ كَيْسانَ ، وربِيعَةُ بنُ أبي عبدالرحمن، وعثمَانُ بنُ محمد الأَخنسي، وغَيرُ واحدٍ يَذكُرُون:«أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ» .
أخرجه: الإمام أحمد في «فضائل الصحابة» (1/ 223) رقم (261)، وابنه عبداللَّه في زوائده على «فضائل الصحابة» (1/ 224) رقم (264)، وأبو القاسم البغوي ــ كما في «البداية والنهاية» لابن كثير (4/ 71) ـ، والآجري في «الشريعة» (4/ 1797) رقم (1255)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 25) رقم (74).
علقَّ على الأثرِ ابنُ كثير في «البداية والنهاية» (4/ 71) بقوله:
…
(وهكذا قال إبراهيم النخعي، ومحمد بن كعب، ومحمد بن سيرين، وسعد بن إبراهيم، وهو المشهور عن جمهورِ أهلِ السُّنَّةِ).
5.
قول آخر لجماعة من السلف.
في «فضائل الصحابة» للإمام أحمد (1/ 224) رقم (262) وما بعده، عن إبراهيمَ النخعي، ومحمدِ بنِ كعب، وابنِ سيرين، أنَّ أولَ مَنْ أسلمَ
…
أبو بكر.
ــ وعند ابن أبي شيبة في «المصنف» رقم (37738) عن إبراهيم النخعي.
وسبق في حديث زيد بن أرقم إنكارُ إبراهيم النخعي قولَ مَن قال: بأن أوَّلَ مَن أسلمَ عليٌّ، وقال: بَلْ أبو بكر.
* وقد جمع الأئمةُ بين هذين القولين، بعد الاتفاق على أنَّ أولَ مَن آمَن بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم أمُّ المؤمنين خديجةُ رضي الله عنها، كما في حديث بدء نزول الوحي، في «صحيح البخاري» رقم (3)، و «صحيح مسلم» رقم (160).
* قال الترمذي في «جامعه» ، بعد حديث (3734):(وقد اختلف أهلُ العلم في هذا، فقال بعضهم: أولُ مَن أسلم أبو بكر الصديق، وقال بعضهم: أول مَن أسلم عليٌّ، وقال بعضُ أهل العلم: أولُ مَن أسلمَ مِن الرجالِ أبو بكر، وأسلمَ عَليٌّ وهُو غلام ابنُ ثمان سنين، وأولُ مَن أسلمَ مِن النساءِ خديجة).
* قال الخطابي في «غريب الحديث» (2/ 272): (وقد اختلفت الروايات في أول مَن أسلم مِن الصحابة، فروى راوون أنَّ أبا بكر أولهم إسلاماً، وآخرون أنَّ عليَّاً أولُ مَن أسلم؛ وروى بعضهم أنَّ أوَّلَ مَن أسلم
خديجة بنت خويلد.
وقد جمعَ بعضُ العلماء بين هذه الروايات وتحرَّى التوفيق بينهما، فقالَ أولُ مَن أسلمَ مِن الرجال البالغين
(1)
وذوي الأسنان أبو بكر؛ وأول من أسلمَ مِن الأحداث عليٌّ؛ ومِن النساءِ خديجة).
* قال الحاكم في «معرفة علوم الحديث» ـ ط. ابن حزم ـ (ص 159): (ولا أعلمُ خلافاً بين أصحابِ التواريخِ أنَّ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه أولهم إسلاماً، وإنما اختلفوا في بُلُوغه، والصحيحُ عندَ الجماعةِ أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه أولُ مَن أسلم مِن الرجال البالغين، لحديث عمرو بن عبسة أنه قال: يا رسولَ اللَّه، مَنْ تَبِعَكَ على هذا الأمر؟ قال:«حُرٌّ وعَبْدٌ» ، وإذا معَه
…
أبو بكر، وبلال رضي الله عنهما). ا. هـ.
* قال العراقي في «طرح التثريب» (1/ 85): (وادَّعَى الحاكمُ نفي الخلاف فيه، فقال في «علوم الحديث»: لا أعلمُ خِلافاً بين أصحاب التواريخ أنَّ علياً أولهم إسلاماً، قال: وإنما اختلفوا في بلوغه، ثم ناقضَ الحاكم ذلك، فقال بعد ذلك: والصحيحُ عند الجماعة أنَّ أبا بكر الصديق أولُ مَن أسلم مِن
(1)
ذكر بعضهم قيداً: البالغين الأحرار، ذكر أبو بكر محمد بن علي المطوِّعي الغازي النيسابوري المجاور بمكة (كان حياً سنة 435 هـ) في كتابه «مَن صبر ظفِر» (ص 198) أنَّ أبا بكر رضي الله عنه أول مَن أسلمَ مِن الرجالِ البالغينَ الأحرار.
الرجالِ البالغين).
* قال ابن الصلاح في «علوم الحديث» (ص 300): (واستُنكِرَ هذا من الحاكم). وقال ابن كثير في «اختصار علوم الحديث» (ص 184): (لا دليلَ على إطلاقِ الأوَّليَّة فيه مِن وجْهٍ يصِحُّ).
وفي «تدريب الراوي» (2/ 816): (وادَّعى الحاكمُ إجماعَ أهلِ التواريخ عليه، ونُوزِعَ في ذلك).
(1)
*
…
قال ابن حزم الظاهري (ت 456 هـ) في «الفَصْل في الملل والنحل» ــ ط. دار الفضيلة ــ (3/ 462) رداً على من فضَّل عَلِيَّاً لأنه السابقُ إلى الإسلام: (أما السابقة فلم يقُلْ قطُّ أحَدٌ يُعتَدُّ بهِ أنَّ عليَّاً ماتَ وله أكثرُ من ثلاث وستين سنة، وماتَ ـ بلا شك ـ سنةَ أربعين من الهجرة، فصحَّ أنه كان حين هِجرةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ابنُ ثلاثٍ وعِشرِين سنة، وكانت مُدَّةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في النبوة بمكة ثلاث عشرة سنة، فبُعِثَ عليه السلام ولِعَليٍّ عشرةُ أعوامٍ؛ فإسلامُ ابن عشرة أعوامٍ ودعاؤه إليه، إنما هو كتدريب المرءِ ولدَهُ الصغيرَ على الدِّين، لا أنَّ عندَه عَناءً، ولا أنَّ عليه إثماً إنْ أبَى.
فإنْ أُخِذَ الأمرُ على قولِ مَن قال: إنَّ عليَّاً مات وله ثمانٍ وخمسون سنة، فإنه كان إذْ بُعِثَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام ابنَ خمسةِ أعوامٍ، وكان إسلامُ أبي بكر
(1)
وانظر: «فتح المغيث» للسخاوي (4/ 71).
ابنُ ثمانٍ وثلاثين سَنَةً، وأسلَم عُمَرُ وله ثمانٌ وعشرون سَنَةً، وهُوَ الإسلامُ المأمور بِهِ مِن عندِ اللَّهِ عز وجل؛ وأمَّا مَن لم يبلُغ الحُلُمَ فغَيرُ مُكَلَّفٍ ولا مُخَاطَبٍ؛ فسَابِقَةُ أبي بكر وعُمَر ـ بلا شك ـ أسبَقُ مِن سابِقَةِ عَليٍّ.
وأمَّا عُمَرُ فإنه كان إسلامُه تأخَّرَ بعد البعث بستةِ أعوام، فإنَّ عناءَهُ كان أكثرُ مِن عناءِ أكثرِ مَن أسلَم قبلَه، ولم يَبلُغْ عليٌّ حَدَّ التكليفِ إلا بعدَ أعوامٍ مِن مَبعَثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبعدَ أنْ أسلَمَ كثيرٌ مِن الصحابة، رجالٌ ونِسَاءٌ بعدَ أنْ عُذِّبُوا في اللَّهِ تعالى، ولَقُوا فيه الألَاقِي).
*
…
قال ابن عبدالبر في «الاستيعاب» (3/ 1091): (والصحيحُ فِي أمرِ أَبِي بَكْر أَنَّهُ أوَّلُ مَنْ أظهرَ إسلامه
(1)
، كذلك قَالَ مُجَاهِدُ وغيرُه، قَالُوا: ومنَعَهُ قَومُهُ.
وقال ابنُ شهاب، وعبدُاللَّه بن محمد بنِ عُقَيْل، وقتادةُ، وأبو إسحاق: أوَّلُ مَن أسلمَ مِن الرجال عَليٌّ.
واتَّفَقُوا على أنَّ خديجةَ أوَّلَ مَن آمَنَ باللَّهِ ورسُولِه، وصدَّقَهُ فيما جاء بِهِ، ثُمَّ عليٌّ بعدَها).
(1)
وانظر: «المصنف» لابن أبي شيبة (17/ 29) رقم (32593)، ومن طريقه:[أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 26) رقم (77)]، و «فضائل الصحابة» للإمام أحمد
…
(1/ 226) رقم (268)، و «أخبار مكة» للفاكهي (3/ 191) رقم (2007).
وذكر ابنُ عبدالبر في «الدُّرَر في اختصار المغازي والسِّيَر» (ص 40) أنَّ أكثرَ أهلِ العلمِ يَرونَ أنَّ عَلِياً أوَّلُ مَنْ أسلَمَ.
*
…
قال ابن الصلاح في «علوم الحديث» (ص 300): (والأورع أن يُقال: أولُ مَن أسلمَ مِن الرجالِ الأحرارِ: أبو بكر؛ ومِن الصبيان أو الأحداث: علي؛ ومِن النساء: خديجة؛ ومن الموالي: زيد بن حارثة؛ ومن العبيد: بلال).
علَّق عليه السخاوي في «فتح المغيث» بقوله: (وهو أحسَنُ ما قِيلَ؛ لاجتماعِ الأقوال).
وقد ورد نحواً مِن هذا التفصِيل عن القاسِم، فيما أخرجَهُ الفاكهي في
…
«أخبار مكة» (3/ 183) رقم (1992) بإسنادِه إلى القاسم قوله: أولُ مَن أذَّنَ: بلال رضي الله عنه، يعني أذانَه يومَ الفتح، وأوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الأحدَاث: عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه. ويُقال: أوَّلُ الناسِ مِن الكُهُول إسلاماً: أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ وأوَّلُ مَنْ أسلَمَ مِن النساء: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
ورُوي التفصيل عن أبي حنيفة ـ كما سيأتي ـ.
*
…
قال مجد الدين ابن الأثير (ت 606 هـ) رحمه الله في «جامع الأصول» (12/ 92): (وقد اختلفَ العلماءُ في أوِّلهم إسلاماً مَع إجماعهم على أنَّ خديجةَ أوَّلُ الناسِ إسلاماً، والأكثرون على أنَّ علياً تلاها في
…
الإسلامِ).
*
…
قال عِزُّ الدِّين ابنُ الأثير (ت 630 هـ) رحمه الله في «الكامل في التاريخ» (1/ 655): (اختلفَ العلماءُ في أولِ مَن أسلَم، مع الاتفاق على أنَّ خديجةَ أوَّلُ خلقِ اللَّهِ إسلاماً).
* وذكر ابن حجر العسقلاني في «الإصابة في تمييز الصحابة»
…
(8/ 99) أنَّ خديجةَ أوَّلُ مَنْ صَدَّقَتْ ببعثَتِهِ مُطلَقاً.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «منهاج السنة النبوية»
…
(7/ 155): (فإنَّ الناسَ متنازِعُون في أول مَن أسلَمَ، فقيل: أبو بكر أوَّلُ مَن أسلَم، فهو أسبقُ إسلاماً مِن علي. وقيل: إنَّ علياً أسلمَ قبلَه. لكِن عليٌّ كان صغيراً، وإسلامُ الصَّبيِّ فيه نِزاعٌ بين العلماء.
ولا نزاعَ في أنَّ إسلامَ أبي بكر أكمَلُ وأنفَعُ، فيكونُ هُو أكمَلُ سَبْقَاً بالاتفاق، وأسبقُ عَلى الإطلاقِ عَلى القولِ الآخَر. فكيف يُقال: عليٌّ أسبقُ منه بلا حُجَّةٍ تدل على ذلك
…
).
* وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ (8/ 389): (
…
وقد أجمعَ الناسُ عَلى أنه أولُ مَن آمَنَ بهِ مِن الرجالِ الأحرارِ، كما أجمعوا عَلى أنَّ أولَ مَن آمَنَ به مِن النساءِ خديجةُ؛ ومِن الصبيانِ عَليٌّ؛ ومِن الموالي زيدُ بنُ حارثة؛ وتنازعوا في أوَّلِ مَن نطقَ بالإسلامِ بعدَ خديجة، فإنْ كان أبو بكر أسلَمَ قبلَ عَليٍّ؛ فقد ثبتَ أنه
أسبقُ صُحْبَة، كما كان أسبقَ إيماناً؛ وإن كانَ عليٌّ أسلمَ قبلَه، فلا رَيبَ أنَّ صُحبةَ أبي بكر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم كانَتْ أكملَ وأنفعَ لَهُ مِن صُحبَةِ عَلِيٍّ ونحوِهِ؛ فإنه شارَكَه في الدعوةِ، فأسلَمَ على يَديه أكابرُ أهلِ الشورى، كعثمانَ، وطلحةَ، والزبيرِ، وسعدِ، وعبدِالرحمن، وكان يدفعُ عنه مَن يُؤذيه، ويخرجُ معه إلى القبائلِ ويُعينُه في الدَّعوَة، وكان يشتَري المعذَّبين في اللَّهِ كبلالٍ، وعَمارٍ، وغيرِهما؛ فإنه اشتَرى سبعةً مِن المعذَّبِين في اللَّهِ، فكان أنفعَ الناسِ له في صُحبَتِهِ مُطلَقَاً.
ولا نزاعَ بينَ أهلِ العِلْمِ بحَالِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه أنَّ مصاحَبَةَ أبي بكر لَه كانت أكمَلُ مِن مُصَاحَبَةِ سائرِ الصحَابةِ مِن وُجُوهٍ ..... ).
*
…
قال ابن القيم في «أحكام أهل الذمة» (2/ 905): (ولهذا قال غيرُ واحدٍ من التابعين، ومَن بعدَهم: أولُ مَن أسلمَ مِن الرجالِ أبو بكر، ومِن الصبيان عليٌّ، ومِن النساءِ خديجة، ومِن العبيدِ بِلالٌ، ومِن الموالي زيدٌ).
*
…
قال ابنُ كثير في «البداية والنهاية» ـ ط. هجر ـ (4/ 67):
…
(والجمعُ بين الأقوالِ كلِّها: أنَّ خديجةَ أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن النساء ــ وظاهرُ السياقَات ــ وقَبْلَ الرِّجَالِ أيضَاً.
(1)
(1)
أخرج الدولابي عن قتادة والزهري: أنَّ خديجة أولُ مَن أسلمَ مِن النساء والرجال.
وقال الواقدي: أجمع أصحابنا أنَّ أولَ المسلمين استجابَ لرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خديجة. وحكى الثعلبيُّ الإجماعَ عليه قال: وإنما الخلافُ فيمَنْ أسلمَ بعدَها. وقال النووي إنه الصوابُ عند المحقِّقِين، وقال المناوي: خديجةُ أولُ مَن أسلمَ مِن النسوان، بل هي أوَّلُ مَنْ أسلَمَ مُطلقاً.
انظر ما سَبَق في: «الفتوحات السبحانية» للمناوي (1/ 374)، و «سبل الهدى والرشاد» للصالحي (2/ 300).
وأوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الموالي: زيد بنُ حارثة.
وأوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الغلمان: علي بنُ أبي طالب؛ فإنه كان صغيراً دون البلوغ على المشهور، وهؤلاء كانوا إذْ ذاكَ أهلَ البيت.
وأوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الرجالِ الأحرارِ: أبو بكر الصديق، وإسلامُه كان أنفعَ مِن إسلام مَن تقدَّمَ ذكرُهُم؛ إذْ كان صَدرَاً مُعَظَّماً، ورئيساً في قُريش مُكرَّمَاً، وصاحبَ مَالٍ، ودَاعِيةً إلى الإسلام، وكان محبَّبَاً مُتَألِّفَاً يبذُلُ المالَ في طاعةِ اللَّه ورَسُولِه، كما سيأتي تَفصيلُه).
*
…
وقال ابن كثير ـ أيضاً ـ (4/ 73): (وقد أجابَ أبو حنيفة
…
رضي الله عنه، بالجمعِ بين هذه الأقوالِ بأنَّ أولَ مَن أسلَمَ مِن الرجال الأحرارِ: أبو بكر؛ ومِن النساء: خديجة؛ ومِن الموالي: زيد بن حارثة؛ ومِن الغلمان: علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين).
وقد أخرجَ قولَ أبي حنيفة: الحاكمُ في «تاريخ نيسابور» فيما ذكرَه السخاويُّ عنه في «فتح المغيث» (4/ 73).
* وقال ابن كثير ـ أيضاً ـ (10/ 412) في علي بن أبي طالب: (ويُقال: إنه أوَّلُ مَن أسلَمَ. والصحيحُ أنه أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الغِلمان، كما أنَّ خديجة أوَّلُ مَن أسلمَتْ مِن النساء، وزيد بن حارثة أوَّلُ مَن أسلمَ مِن الموالي،
…
وأبو بكر الصديق أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الرجالِ الأحرار.
وكان سببُ إسلامِ عليٍّ صغيراً أنه كانَ في كَفَالَةِ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كانَ قد أصابَتْهُم سَنَةُ مجَاعَةٍ فأخذُوهُ مِن أبيه، فكان في كفَالَتِهِ، فلما بعثَهُ اللَّهُ بالحقِّ آمنَتْ خَديجَةُ، وأهلُ البَيْتِ، ومِنْ جُملَتِهِمْ عَليٌّ، وكان الإيمانُ النافعُ المتعدِّي نفعُه إلى الناسِ إيمانُ الصدِّيقِ رضي الله عنه.
وقد ورَدَ عن عليٍّ أنه قال: أنا أوَّلُ مَنْ أسلَم. ولا يصحُّ إسنادُه إليه. وقد رُوِيَ في هذا المعنى أحاديثُ أوردَها ابنُ عساكر، كَثِيرَةٌ مُنكَرَةٌ، لا يَصِحُّ شَيءٌ مِنْها. واللَّه أعلم .... ).
*
…
نقل العراقي في «التقييد والإيضاح» (2/ 907) كلامَ ابنِ الصلاح، وعلَّقَ عليه طَويلاً
…
ثم قال (2/ 923): (وينبغي أن يُقَال: إنَّ أوَّلَ مَن آمَنَ مِن الرجال: ورقةُ بن نوفل، لما ثبت في «الصحيحين» من حديث عائشة، في قصة بدء الوحى، ونزول «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» ، ورجُوعِه ودخُولِه على خديجة؛ وفيه: فانطلقَتْ به خديجةُ حتَّى أتَتْ به ورقةَ بنَ نَوفَل، فقالت له
اسمَعْ مِن ابنِ أخيك، فقال له ورقةُ: يا ابنَ أخي ماذا تَرَى؟
فأخبرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خبرَ ما رأَى.
فقال له ورقةُ: هذا الناموسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى موسى، يا لَيتَنِي فيها جذَعَاً. الحديث إلى أن قال: وإنْ يُدْرِكْنِي يومُك أنْصُرْكَ نَصرَاً مُؤزَّرَاً، ثم لمْ يَنْشَب ورَقةُ أنْ تُوفِّيَ، وفَتَرَ الوحْيُ.
ففي هذا أنَّ الوحْيَ تتابَع في حياةِ ورَقَةَ، وأنه آمَنَ به وصدَّقَه ..... وقد ذَكَرَ ورَقَةَ في الصحابةِ: أبو عبداللَّه بنُ مَندَةَ، وقال: اختُلِفَ في إسلامِه. انتهى، وما تقدَّم مِن الأحاديثِ يدلُّ على إسلامِه، واللَّه أعلم). انتهى كلام العراقي.
(1)
* قال ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (1/ 83): (تنوَّعَتْ آراءُ السَّلفِ الصَّالحِ من الصحابة والتَّابعين فمَن بعدهم في أيِّ الصحابةِ أوَّلُ إسلاماً؟ على أقوال:
قيل: أبو بكر، وقيل: عليٌّ، وقيل: زيدٌ
(2)
، وقيل: خديجةُ
(3)
،
والصَّحيحُ
(1)
وانظر في ترجمة ورقة بن نوفل: «الإصابة في تمييز الصحابة» لابن حجر (6/ 474).
(2)
ورد فيه آثار، وفيها ضعف، تنظر في:«المصنف» لعبدالرزاق (11/ 227) رقم
…
(20/ 393)، و «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه (3/ 425)، و «المعجم الكبير» للطبراني (5/ 84) رقم (4652).
(3)
وقيل: عبدالرحمن بن عوف، وقيل: خبَّاب، وقيل: خالد بن سعيد بن العاص، وقيل:
…
أبو بكر بن أسعد الحِمْيَري. وجميع هذه الأقوال ضعيفة؛ وإنما الخلافُ في الأوَّليَّة بعد خديجة، بين أبي بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ينظر في هذه الأقوال: «فتح المغيث» للسخاوي (4/ 73 ـ 74).
والظاهرُ ـ واللَّهُ أعلم ـ أنه بعدَ خديجة وقبلَ أبي بكر وعلي: بناتُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أنَّ أبا بكر أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الرِّجالِ الأحرَار، قالَه: ابنُ عباس، وحسَّان، والشعبيُّ، والنخعيُّ، في آخَرِين، ويدُلُّ له ما رواه «مسلم» عن عَمْرِو بنِ عَبَسَة في قصةِ إسلامه ......
إلى أن قالَ: قال ابنُ الصلاح: والأورَعُ أنه يُقَال: أوَّلُ مَنْ أسلَمَ مِنْ الرجالِ الأحرارِ: أبو بكر، ومن الصِّبيانِ: عليٌّ، ومِن النساء: خديجةُ، ومِن الموالي: زيدٌ، ومِن العبيدِ: بلال.
قال البرمَاوِيُّ: ويُحكَى هذا الجمعُ عَن أبي حَنيفة.
قال ابنُ خَالَويه: وأولُ امرأةٍ أسلَمَتْ بعدَ خديجة: لُبَابَة بنتُ الحارث زوجةُ العبَّاسِ).
(1)
(1)
وينظر في المسألة ــ زيادةً على ما سبق ــ: «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (1/ 164)، و «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (1/ 345)، و «البداية والنهاية» لابن كثير
…
(4/ 61)، و «فتح المغيث» للسخاوي (4/ 69).
الحكم على الحديث:
الحديث ــ محل الدراسة ـ ضعيفٌ جِداً؛ ضرار بن صُرد: مَتروك. وجابرٌ الجُعفي: ضعيفٌ، رافِضيٌّ.
ــ وجملة: (أولهم إسلاماً) صحَّتْ عن جماعةٍ من الصحابة، وصَحَّ أيضاً في أبي بكر رضي الله عنهم، وجمعَ العلماءُ بينَ القولين: بأنَّ أبا بكرٍ أوَّلُ مَن أسلم من الكبار الأحرار، وأن علياً أول من أسلم من الصبيان.
* * *
ما أسندته فاطمة بن الحسين، عن جدتها فاطمة رضي الله عنها
الحديث الخامس والثلاثون من مسند فاطمة
159.
[35] قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ ـ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ ـ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ صلَّى على مُحمَّدٍ وسلَّمَ، وَقَالَ:«اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» . وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ» .
قَالَ إِسْمَاعِيلُ
(1)
: فَلَقِيتُ عَبْدَاللهِ بْنَ حَسَنٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: «رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ» ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ:«رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ» .
[«المسند» للإمام أحمد (44/ 13) حديث رقم (26416)]
(1)
قول إسماعيل بن إبراهيم (ابن عُلَيَّة) هذا، ذكرَهُ ـ أيضاً ـ عَقِبَ الحديثِ: الترمذيُّ في
…
«جامعه» رقم (314)، وأبو يعلى في «مسنده» (12/ 199) رقم (6823)، والدارقطنيُّ في «العلل» (15/ 189)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 142) رقم (212).
دراسة الإسناد:
ــ إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم الأسَدَي مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابنِ عُلَيَّة.
ثِقَةٌ، إِمَامٌ.
قال شعبة: ابنُ عُلَيَّة سيِّدُ المحَدِّثِين.
قال أحمد بن حنبل: إسماعيل ابنُ عُلَيَّةَ إليه المنتهى في التثبت في البصرة.
وَثَّقَهُ: ابن سعد، وابن معين، ويعقوب بن شيبة، وغيرهم.
وقد اتُفِقَ على تَوثِيقِه.
قال ابنُ حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ، حَافِظٌ.
(ت 193 هـ)، وقيل:(194 هـ).
(1)
ــ ليث بن أبي سُليم بن زُنَيْم، أبو بكر القُرَشِي مَولاهم، الكوفي الليثي.
صدوقٌ، اختلطَ جداً، ولم يَتميَّزَ حَديثُه، فتُرِك.
نقل الآجُرِّي عن أبي داوود أنه سألَ ابنَ معين عن ليث؟ فقال: ليس به بأس، قال: وسمعت يحيى يقول: عامَّةُ شُيوخِ لَيْث لا يُعرَفُون.
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 325)، «الجرح والتعديل» (2/ 153)،
…
«تاريخ بغداد» (7/ 196)، «تهذيب الكمال» (3/ 23)، «ميزان الاعتدال»
…
(1/ 217)، «سير أعلام النبلاء» (9/ 107)، «تهذيب التهذيب» (1/ 275)، «تقريب التهذيب» (ص 145).
وقال ابن عدي ـ بعد أن أورد أحاديث له مما تستنكر ـ: له مِن الحديث أحاديثُ صالحة غَيْر مَا ذكرتُ، وقد روى عنه شعبة، والثوري، وغيرُهما من ثقاتِ الناس، ومعَ الضعفِ الذي فيه، يُكتَب حديثُه.
وقال أبو بكر البرقاني: سألتُ الدارقطني، عن ليث بن أبي سُلَيم، فقال: صاحب سُنَّةٍ، يخرج حديثه، ثُمَّ قال: إِنَّمَا أنكروا عليه الجمع بين عطاء، وطاووس، ومجاهد، حَسْب.
وقال العجلي: جائز الحديث. وقال مَرَّةً: لا بأس به. قال: وحدَّثَ ليثُ بنُ أبي سُلَيم يوماً قال: سألتُ القاسم، وسالماً، وعطاءً، وطاووساً، وذَكَرَ غيرَهم، فقال له شعبةُ: أينَ اجتمع هؤلاء؟ ! قال: في عُرسِ أُمِّك.
ولفظُه عند ابن أبي حاتم: سَلْ عن هذا حف أبيك. قال ابن أبي حاتم: دلَّ سؤالُ شعبة لليث بن أبي سُليم عن اجتماع هؤلاء الثلاثة له في مسألة كالمُنْكرِ عليه.
قال عثمان بن أبي شيبة ـ كما في «الثقات» لابن شاهين ـ: ثقة، صدوقٌ، وليس بحُجَّة.
وقال الترمذي في «الجامع» : (قال محمد بن إسماعيل: ليث بن أبي سليم صدوقٌ وربما يَهِمُ في الشئِ. قال محمد بن إسماعيل: وقال أحمد بن حنبل: ليث لا يُفرَحُ بحديثِه، كان ليثٌ يرفعُ أشياءَ لا يَرفَعُهَا غيرُه؛ فلذلك ضعَّفُوه).
وقد اتَّفَقَ أكثرُ الأئمةِ على سُوءِ حِفظِه واضطِرابِه، قال أبو عبداللَّه الحاكم: مجمَعٌ على سوء حفظه.
قال الإمام أحمد: مضطرِبُ الحديث، ولكن حدَّثَ عنه الناسُ.
وَقَال ابنُ معين: منكر الحديث، وكان صاحِبُ سُنَّة. وقال مَرَّةً: ليس حديثُه بذاك.
قال أبو حاتم وأبو زرعة: لَيْث لا يُشتَغَل بِهِ، هُوَ مُضطَربُ الحديث.
وقال أبو زرعة: ليث بن أَبي سُلَيم ليِّنُ الحديث، لا تقومُ بِهِ الحجَّةُ عند أهل العلم بالحديث.
وقال ابن سعد: كان رجلاً صالحاً عابداً، وكان ضعيفاً في الحديث.
وقال الجوزجاني: يُضعَّفُ حديثُه، ليس بثَبْت.
قال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. وقال يعقوب بن شَيْبَة: هو صدوق، ضعيف الحديث. وقال الساجي: صَدوقٌ فيه ضَعْف، كان سئ الحفظ كثيرَ الغلط، كان يحيى القطانُ بأخَرَةٍ لا يُحدِّثُ عنه.
وضعَّفَهُ أيضاً: النسائيُّ، والدارقطنيُّ في مَواضع عِدَّة. مرَّةً قال: ليس بحافظ. وفي مَوضع: سئُ الحفظ. وفي مَوضع: ليس بالقويِّ. وفي مَوضِعٍ: ضَعيفٌ.
وقد وصفَهُ الأئمةُ بالاختلاط:
ساقَ ابنُ أبي حاتم في «الجرح والتعديل» بإسنادِه عن مُؤمّل بن الفضل قال لعيسى بن يونس: لم تسمع من ليث بن أبي سليم؟ قال: قد رأيتُه وكان قد اختلَط، وكان يصعَدُ المنارةَ ارتفاعَ النهار، فيُؤَذِّن.
قال البزار في «البحر الزخار» : (أصابَه شِبْهُ الاختلاط، ولم يثبُتْ ذلك عنه
(1)
، فقد بَقِي في حديثِه لِين، لذلك السبَبِ).
وذكر ابنُ حجر في «التهذيب» قولَ البزار: (كانَ أحدَ العُبَّاد إلا أنه أصابَه اختلاطٌ؛ فاضطربَ حديثُه، وإنما تَكلَّمَ فيه أهلُ العلم بهذا، وإلا فلا نعلَمُ أحداً تركَ حديثَه).
وقال ابنُ حبان في «المجروحين» : (كان مِن العبَّاد، ولكن اختلطَ في آخر عُمُره، حتى كان لا يَدري ما يحدِّثْ به، فكان يقلِبُ الأسانيد، ويَرفَعُ المراسيل، ويأتي عن الثقات ما ليس مِن أحاديثهم، كلُّ ذلك كان منهُ في اختلاطِه، تَركَهُ: يحيى القطان، وابنُ مهدى، وأحمدُ بن حنبل، ويحيي بنُ مَعِين).
قال الذهبي في «الكاشف» : (فيه ضَعفٌ يَسيرٌ من سوءِ حِفْظِه، كان ذا صلاةٍ وصيامٍ وعِلْمٍ كَثير، وبعضُهُم احتجَّ به).
(1)
جملة (ولم يثبت ذلك عنه) لم تَرد في «كشف الأستار» .
وقال ابن حجر في «التقريب» : صدوقٌ، اختلط جداً، ولم يَتميَّزَ حديثه، فتُرِك.
في «هدي الساري» : ضعفه أحمدُ، وغيرُه، علَّق له يسيراً، وروى له مُسلمٌ مقروناً.
وما ذكرَه ابنُ حجر في «التقريب» تَلخيصٌ لحاله، جامِعٌ لأقوال الأئمة.
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (6/ 349)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه
…
(2/ 379) رقم (2691)، «تاريخ ابن معين» رواية الدارمي رقم (560)، «الثقات» للعجلي (2/ 231) رقم (1567)، «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (1/ 230) رقم
…
(707)، «الجرح والتعديل» (1/ 151) و (7/ 177)، «أحوال الرجال» للجوزجاني
…
(ص 91) رقم (132)، «الجامع» للترمذي، بعد حديث رقم (2801)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي (ص 199) رقم (511)، «البحر الزخار» للبزار (11/ 148) رقم (4880)، «الكامل» لابن عدي (6/ 87)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 237)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» رقم (422)، «السنن» للدارقطني (1/ 67، 68، 331)، و (2/ 191)، (3/ 269)، «العلل» للدارقطني (12/ 21)، «الثقات» لابن شاهين
…
(1220)، «تهذيب الكمال» (24/ 279)، «الكاشف» (4/ 73)، «ميزان الاعتدال»
…
(3/ 413)، «الاغتباط بمن رُمي بالاختلاط» لسبط ابن العَجَمِي (ص 295) رقم
…
(87)، «تهذيب التهذيب» (8/ 465)، «تقريب التهذيب» (ص 495)، «هدي الساري» (ص 458)، «الكواكب النيرات» (ص 493) رقم (34).
ــ عبداللَّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد القرشي الهاشمي.
ثِقَةٌ.
وثَّقَه: ابن معين، وزاد في رواية: مأمون؛ وأبو حاتم، والنسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال الذهبي في «الكاشف» : ثقة.
قال ابن حجر في «التقريب» : ثقةٌ، جليل القَدْر.
(ت 145 هـ).
(1)
ــ فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب القرشية الهاشمية.
ثقةٌ، ولم تُدرِكْ جدَّتَها فاطمةَ بنتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (44/ 13) رقم (26416)، ومن طريقه:[المزي في «تهذيب الكمال» (35/ 257)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (6/ 225)، وابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 281)].
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (5/ 33)، «الثقات» لابن حبان (7/ 1)، «تهذيب الكمال»
…
(14/ 414)، «الكاشف» (3/ 100)، «تهذيب التهذيب» (5/ 186)، «تقريب التهذيب» (ص 334).
(2)
سبقت ترجمتها في الحديث رقم (5) في «مسند فاطمة» .
ــ وأخرجه الترمذي في «جامعه» (ص 72)، كتاب الصلاة، باب مايقول عند دخول المسجد، حديث (314)، ومن طريقه: [البغوي في
…
«شرح السنة» (2/ 367) رقم (481)] عن علي بن حُجْر.
ــ وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» ـ ط. عوامة ـ (4/ 174) رقم (3431)، و (15/ 363) رقم (30383)، ومن طريقه: [ابن ماجه في
…
«سننه» (ص 93)، كتاب المساجد، باب الدعاء عند دخول المسجد، حديث رقم (771)].
ــ وأبو يعلى في «مسنده» (12/ 199) رقم (6822) عن أبي خيثمة.
ــ وابن جرير الطبري في «المنتخب من ذيل المذيل» (ص 109 ـ 110) عن يعقوب بن إبراهيم، والفضل بن الصباح.
ــ والدارقطني في «العلل» (15/ 188) من طريق مؤمل بن هشام.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 142) رقم (212) من طريق مسدد.
ثمانيتهم: (الإمام أحمد، وعلي بن حُجْر، وابن أبي شيبة، وأبو خيثمة، ومؤمل بن هشام، ومسدد، ويعقوب بن إبراهيم، والفضل بن الصباح) عن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.
عندهم جميعاً ــ إلا ابن أبي شيبة، ويعقوب، والفضل ـ الزيادةُ: قول إسماعيل ابن علية: فلقيتُ عبدَاللَّه بنَ الحسن
…
إلخ.
وفي رواية ابن أبي شيبة قرَنَ في الرواية بين إسماعيل بن إبراهيم، وأبي معاوية؛ وفي المتن زيادة:«بسم اللَّه، والسلامُ على رسُولِ اللَّهِ» ، وهي فيما يظهر مِن رواية أبي معاوية ـ كما سيأتي ـ.
ــ وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» ـ ط. عوامة ـ (4/ 174) رقم (3431)، و (15/ 363) رقم (30383)، ومن طريقه: [ابن ماجه في
…
«سننه» (ص 93)، كتاب المساجد، باب الدعاء عند دخول المسجد، حديث (771)]، والإمام أحمد في «مسنده»
(1)
ـ ط. الرسالة ـ (44/ 15) رقم
…
(26417)، ومن طريقه:[المزي في «تهذيب الكمال» (35/ 257)]،
…
وأبو يعلى في «مسنده»
(2)
(12/ 121) رقم (6754)، والدارقطني في
…
«العلل» (15/ 189)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (70/ 13) من طُرُق عن أبي معاوية محمد بن خازم.
وفيه زيادة البسملة: (بسم اللَّه، والسلام على رسول اللَّه)، وعند الدارقطني:(بسم اللَّهِ الرحمنِ الرحيم).
(1)
في طبعة «الميمنية» (6/ 282) سقط من الإسناد: «عن أمه فاطمة بنت الحسين» ، وهي مثبتة في طبعة «الرسالة» ، وطبعة «المكنز» (12/ 6376)، و «تهذيب الكمال»
…
(35/ 257) حيث رواه من طريق الإمام أحمد.
(2)
سقط من المطبوعة: «عن أمه = فاطمة بنت الحسين» .
وقد قرَنَ ابنُ أبي شيبة في الرواية بين إسماعيل بن إبراهيم «ابنِ عُلَيَّة» ، وأبي معاوية.
ــ وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (44/ 18) رقم (26419)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 105) رقم (195)، والدارقطني في
…
«العلل» (15/ 189)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 142) رقم
…
(213)، والبيهقي في «الدعوات الكبير» (1/ 48) رقم (67) من طُرُقٍ عن الحسن بن صالح بن حَيِّ.
وقرَن الدولابيُّ مع الحسن: هُريم بن سفيان الكوفي.
ــ وأخرج مسدد في «مسنده» ـ كما في «إتحاف الخيرة المهرة»
…
(2/ 38) رقم (990) ــ، ومن طريقه:[الطبراني في «الدعاء» (2/ 930) رقم (424)، وفي «المعجم الكبير» (22/ 424) رقم (1044)، وأبو طاهر السِّلَفِي في «الثاني والعشرون من المشيخة البغدادية» ـ مخطوط (40) ـ].
وابنُ جرير الطبري في «المنتخب من ذيل المذيل» (ص 109)، من طريق عمران بن موسى. كلاهما: (مسدد
(1)
، وعمران
(2)
) عن عبدالوارث بن سعيد.
(3)
(1)
ثقة حافظ. «تقريب التهذيب» (ص 557).
(2)
القزاز الليثي، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 460).
(3)
العنبري مولاهم. ثقة، ثبت، رُمي بالقدر، ولم يثبت عنه. «تقريب التهذيب» (ص 399).
ـ لفظ عمران: «أنه كان إذا دخل المسجد صلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللَّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك» . كذا في المطبوع: «أبواب فضلك» عند الدخول، والمحفوظُ أبوابَ رحمتِكَ ـ عند الدخول ـ، ولم يَذكُرْ دُعَاءَ الخروج.
إنْ لم يكن في المطبوع سَقطٌ ـ وهو ما أميلُ إليه ـ، فروايةُ مُسدَّدُ مقدَّمَةٌ؛ لأنه ثِقةٌ حَافِظٌ، بخلاف عمران، فصدوق ـ كما سبق ـ.
وليس في مطبوعة «إتحاف الخيرة» ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي موجودة عند الطبراني ـ وهو يرويه من طريق مسدد ـ.
ــ وأخرجه الدارقطني في «العلل» (15/ 190) عن أحمد بن نصر البندار ـ حبشون ـ
(1)
، عن يوسف بن موسى القطان.
(2)
والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 143) رقم (214) من طريق إسحاق بن إبراهيم ابن راهوية. كلاهما عن جرير بن عبدالحميد الضبي.
ــ في حديث يوسف زيادة: (الحمدُ للَّهِ) عند الدخول والخروج. وخالَفَ في ذلك ابنَ راهوية، وابنُ راهوية ثِقةٌ حافِظٌ إمامٌ، فروايتُه مُقدَّمَةٌ على روايةِ يوسف بنِ موسى.
ــ وأخرج ابن جرير الطبري في «المنتخب من ذيل المذيل» (ص 109) عن محمد بن عبيد المحاربي.
(1)
والطوسي في «مختصر الأحكام» (2/ 200) رقم (196)، والدارقطني في «العلل» (15/ 188) عن الحسين المحاملي، كلاهما:(الطوسي، والمحاملي) عن هارون بن إسحاق.
(2)
كلاهما: (محمد بن عبيد، وهارون) عن المطلب بن زياد الثقفي.
(3)
وفيه زيادة عند الدخول والخروج: (بسم اللَّه)، ولفظ الدارقطني
…
(بسم اللَّه الرحمن الرحيم).
ولعله وَهْمٌ مِن المطلبِ بنِ زياد.
ــ وقد ذكر الدارقطني في «العلل» (15/ 185) أنَّ محمد بنَ إبراهيم الأسباطي، رواه عن مطلب بن زياد، عن أبي نزار، عن عبداللَّه بن الحسن. قال الدارقطني: والمحفوظُ عن ليث.
ـ وأخرجه إسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» رقم (84)، عن يحيى بن عبدالحميد الحِمَّاني، والحاكم في
…
«فضائل فاطمة» (ص 143) رقم (216) من طريق يزيد بن هارون،
(1)
صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 525).
(2)
الهمْداني، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 598).
(3)
صدوق ربما وهم. «تقريب التهذيب» (ص 563).
كلاهما: (يحيى الحِمَّاني
(1)
، ويزيد بن هارون
(2)
) عن شريك بن عبداللَّه النخعي.
(3)
زاد يحيى الحمانيُّ التسميةَ، وجعلَ الحديثَ من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِفاطمةَ، لا مِن فِعْلِه. والراجحُ روايةُ يزيدِ بنِ هارون.
ويحيى الحماني زاد التسمية في أكثر من طريق في هذا الحديث، وجعلَه من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا مِن فعلِهِ صلى الله عليه وسلم، فالوَهْمُ مِنهُ في هذا الحديثِ.
وقد اختُلِف فيه على شريك، فرواه مرةً عن ليث ـ كما سبق ـ، ورواه مرةً عن عبدِاللَّه بن الحسن دون ذكر فاطمة الكبرى ـ كما سيأتي ـ.
وشَريكٌ، صدوقٌ يُخطئُ كثيراً.
ــ وأخرجه ابن وهب في «الجامع» ـ تحقيق الحمادي ط. جمعية دار البر ـ (1/ 47) رقم (1105)، ومن طريقه: [الحاكم في «فضائل فاطمة»
…
(ص 144) رقم (217)] عن الحارث بن نبهان.
(1)
حافظ، إلا أنهم اتَّهمُوه بسَرِقَة الحديث. «تقريب التهذيب» (ص 624).
(2)
الواسطي، ثقة متقن عابد. «تقريب التهذيب» (ص 637).
(3)
صدوق يخطئ كثيراً، تغيَّر حفظه مُنذُ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضِلاً عابِداً شديداً على أهلِ البدع. «تقريب التهذيب» (ص 300).
ــ والحاكم ـ أيضاً ـ (ص 143) رقم (215) من طريق أبي حفص الأبار.
ــ وذكر الدارقطني في «العلل» (15/ 185) أنَّ عبدَالعزيز بنَ مسلم، ومَندل ممن رَوَوه عن ليث.
أحد عشر راوياً: (إسماعيل بن إبراهيم ابنُ عُليّة، وأبو معاوية الضرير محمد بن خازم، والحسن بن صالح بن حَيّ، وعبدالوارث بن سعيد، وجرير بن عبدالحميد، والمطلب بن زياد، وشريك بن عبداللَّه النخعي، والحارث بن نبهان، وأبو حفص الأبار، ومندل، وعبدالعزيز بن مسلم) عن ليثِ بنِ أبي سُليم.
فالراجحُ في حديث ليث بن أبي سُليم رواية جماعة من الثقات عنه: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الدخول والخروج، وسؤال اللَّه المغفرة، وقوله:«افتح لي أبواب رحمتك» عند الدخول، و «أبواب فضلك» عند الخروج.
ــ وقد تابع ليثاً في الرواية عن عبداللَّه بن الحسن ثلاثة عشر راوياً، كما يلي:
تابعَه: إسماعيل ابن علية ـ كما جاء عقب حديث الباب ـ: عند الترمذي في «جامعه» رقم (314)، وأبي يعلى في «مسنده» (12/ 199) رقم
(6823)
، والدارقطني في «العلل» (15/ 189)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 142) رقم (212).
ــ وأخرجه: عبدالرزاق في «مصنفه» (1/ 425) رقم (1664)، ومن طريقه: [الطبراني في «الكبير» (22/ 423) رقم (1043)، وفي «الدعاء»
…
(2/ 930) رقم (423)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 283)].
وإسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» رقم
…
(83) عن يحيى الحماني.
وابن جرير في «المنتخب من ذيل المذيل» (ص 110)، من طريق أسد بن موسى.
والدارقطني في «العلل» (15/ 186، 191) وفي ـ ط. الريان زيادة (9/ 488) ـ من طريق: أبي نعيم الفضل بن دكين، وعبدِاللَّه بن المبارك
(1)
، ويحيى الحماني.
والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 139) رقم (204) و (205) من طريق إسحاق بن منصور، وأسَدِ بن موسى.
ستتهم: (عبدالرزاق، والحماني، وأسد بن موسى، وأبو نعيم، وابن المبارك، وإسحاق بن منصور) عن قيس بن الربيع.
(1)
تصحَّف فيه (15/ 186) إلى: عبداللَّه بن المنذر. بيَّنَ ذلك محقِّقُهُ في ط. الريان
…
(9/ 490).
زاد يحيى الحماني: (بسم اللَّه)، وجعلَ الحديثَ من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيث أمرَهَا أن تقُول
…
وقد رواه يحيى الحماني عن قيس بن الربيع وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي مقروناً عند الدارقطني (15/ 191)، ومفرَّقَاً عند إسماعيل.
وسبقَ ذِكرُ حالِ يحيى الحماني، وأنَّه حافظٌ، إلا أنهم اتَّهمُوه بسَرِقَة الحديثِ، وقد خالَفَ الثقات بزيادةِ التسمية، وجَعْلِ الحديثِ مِن قولِ
…
النبيِّ صلى الله عليه وسلم في إرشادِه ابنَتَه فاطمةَ، وليس مِن فِعْلِهِ.
ـ وأخرجه إسماعيلُ القاضي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» رقم (82)، والدارقطني في «العلل» (15/ 191) من طريق يحيى بن عبدالحميد الحِمَّاني.
ــ وأبو العباس السراج الثقفي ـ كما في «جلاء الأفهام» لابن القيم (ص 172) رقم (98) ـ، ومن طريق السراج:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (70/ 13)]، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 141) رقم (210) من طريق قتيبة بن سعيد. والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 106) رقم (196)، ومن طريقه:[ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 283)] من طريق موسى بن داوود الضبي. ثلاثتهم: (يحيى الحمَّاني
(1)
، وقتيبة بن سعيد
(2)
،
(1)
تقدم قريباً أنه ضعيف.
(2)
ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 484).
وموسى بن داوود الضبي
(1)
) عن عبدالعزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي.
(2)
عند الدارقطني قرنَ مع الدراوردي: قيس بن الربيع.
وقد اختُلف عَلى عبدالعزيز، فرِوَايةُ مُوسَى: جعلَهُ مِن فِعْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولَفظُهُ: كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخَلَ المسجدَ قال: «بِسمِ اللَّهِ، والحمدُ للهِ، وصلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَسَلَّمَ، اللَّهم اغفِرْ لي ذُنُوبي، وسَهِّلْ لي أبوابَ رحمتِكَ، وإذا خَرَجَ قال مِثلَ ذلكَ إلا أنه يقول: اللَّهم اغفر لي ذنوبي، وسهِّل لي أبوابَ فَضلِكَ» .
ففيه زيادةُ: التسمية، والحمدَلة، ولفظُه: سهِّل لي، بدل: افتَحْ لي.
وروايةُ قتيبةَ، مُرسلَةٌ، لأنَّ فاطمةَ الصغرى تَروِي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال لابنَتِهِ فاطمة، وجَعلَ الحديثَ مِن قَولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا مِن فِعْلِهِ، وفيه:(بِسمِ اللَّهِ، والحمدُ لِلَّهِ) وفيه (سَهِّلْ لي).
وحَديثُ الحماني عندَ إسماعيل القاضي: وفيه أنَّ الحديثَ مِن قَولِه صلى الله عليه وسلم ولَفظُه: «يَا بُنَيَّةُ إِذَا دَخَلْتِ الْمَسْجِدَ فَقُولِي: بِسْمِ اللَّه، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّه، اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَافْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» .
(1)
صدوق، فقيه، زاهد، له أوهام. «تقريب التهذيب» (ص 580).
(2)
صدوق، كان يحدث من كتب غيره، فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيداللَّه العُمَري منكر. «تقريب التهذيب» (ص 390).
إذَنْ حديثُ الدَّرَاوَردي عند الرواة عنه فيه التسميةُ، وبعضُهم زاد الحمدَلَة.
ــ وقد ذكر الدارقطنيُّ في «العلل» ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 488) أنَّ ضِرَار بن صُرَد رواهُ عن الدراوردي. وأنَّ ابنَ أبي إسرائيل أرسلَه، وأسندَهُ سَهْلُ بنُ صُقَير
(1)
، عن الدراوردي
(2)
، عن عبداللَّه بن الحسن، عن أمه، عن الحسن بن علي. ولم يذكُر فاطمةَ.
قلتُ: ولم أقَفْ على الروايات التي ذكرَها الدارقطنيُّ.
ــ سهل بن صُقَير، مع ضعفه الشديد، خالف الجماعه في روايته هذه فجعل الحديث عن الحسن بن علي.
والدَّرَاوَردي يُخطئ، وهنا وقعَتْ منه المخالفةُ للثقات، ومنهم إسماعيل بن علية، في جَعلِهِ الحديثَ مِن قَولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا مِنْ فِعْلِهِ، وزَيادَةِ البَسمَلَةِ والحمدَلَةِ.
ــ وأخرجه أبو يعلى في «معجمه» (ص 54) رقم (24)، ومن طريقه:[المبارك الطيوري كما في «الطيوريات» (2/ 360) رقم (306)]، والحاكم
(1)
أبو الحسن الخِلَاطي، قال في «تقريب التهذيب» (ص 292):(مُنكرُ الحديث، اتَّهَمه الخطيبُ بالوضع).
(2)
صدوقٌ، كان يحدِّثُ من كُتُبِ غيرِه؛ فيُخطِئ. «تقريب التهذيب» (ص 390).
في «فضائل فاطمة» (ص 140) رقم (206) عن أبي عبدِاللَّه محمدِ بن بكار مولى بني هاشم
(1)
، قال: حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني
(2)
، عن عاصم بن سليمان الأحول.
ولفظه: كان إذا دخلَ المسجدَ قال: (السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّه وبركاته، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذنوبي، وافتَحْ لي أبوابَ رحمتِكَ)، وإذا خرج قال:
…
(السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبَركاتُهُ، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، وافتحَ لي أبوابَ فضلِكَ).
كذا بلَفْظِ الخطابِ: (أيُّها النَّبِيُّ).
ــ وذكر عبدُاللَّه ابنُ الإمام أحمد في «العلل» (2/ 381) رقم (2700)، ومن طريقه: [العقيليُّ في «الضعفاء» (1/ 274)، وابنُ عدي في
…
«الكامل» (2/ 372)] ذكرَ لأَبِيه الإمامِ أحمد، حديثَ حسَّانَ بنَ إبراهيم الكرماني، عن عاصم بن سليمان الأحول.
ولفظُهُ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخَلَ المسجِدَ قال: «السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ، اللَّهم اغفِرْ لي ذنوبي، وافتَحْ لي أبوابَ رَحمتِكَ» .
قال الإمام أحمد عقِبَ الحديث: (ليس هذا مِن حديثِ عاصم الأحول،
(1)
محمد بن بكار بن الريَّان الهاشمي مولاهم، أبو عبداللَّه البغدادي. ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 500).
(2)
صدوق، يخطئ. «تقريب التهذيب» (ص 195).
هذا مِن حَدِيثِ ليثِ بنِ أبي سُلَيم).
ــ وأخرجه: ابنُ وهب في «جامعه» ـ تحقيق الحمادي، ط. جمعية دار البِّرِّ ـ (2/ 45) رقم (1101)، ومن طريقه: [الدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 106) رقم (197)، والطبراني في «الدعاء» (2/ 931) رقم (425)، وابن عدي في «الكامل» (4/ 30)، والدارقطني في «العلل»
…
(15/ 187)، والحاكم في «فضائل فاطمة»
(1)
(ص 141) رقم (207)]، عن أبي سعيد التميمي وهو: شبيب بن سعيد الحبطي البصري.
(2)
وأخرجه الدارقطني ـ أيضاً ـ (15/ 187) من طريق عبداللَّه بن سنان
(3)
، قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: .............................
(1)
سقط في مطبوعتِه: (عن عبداللَّه بن الحسن)، فجاء فيه: عن روح بن القاسم، عن أمِّه، عن فاطمة بنتِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(2)
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص 297): شبيب بن سعيد التميمي الحَبَطي البصري، أبو سعيد، لابأس بحديثه من رواية ابنِه أحمدَ عنه، لا مِن روايةِ ابن وهب.
(3)
هو عبداللَّه بن محمد بن سنان الواسطي، يعرف بالرَّوْحِي لِكَثرة ما يروي عن رَوْحِ بن القاسم. وكان يَروي عن رَوْحٍ بواسِطة.
وضَّاع، ذكرَ ابنُ حبان أنه وَضَعَ على رَوْحِ بنِ القاسم مِئتَي حَديثٍ.
ينظر: «المجروحون» لابن حبان (2/ 9)، «الكامل» لابن عدي (4/ 261)، «لسان الميزان» (4/ 560).
حدثنا يزيد بن زريع.
(1)
كلاهما: (أبو سعيد التميمي، ويزيد بن زُريع) عن رَوْحِ بن القاسم.
(2)
عِندَهُمْ جميعاً ـ عدا الحاكم، والدارقطني في الموضعين ـ: عن عبدِاللَّه بن الحسن، عن أمِّه، ولم يُذْكُروا فاطمةَ الكبرى.
وعند الطبراني: لم يذكر الصلاةَ في دعاءِ الخُروج.
حديثُ شَبيب بنِ سعيد من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لابنَتِه فاطمةَ، لا مِن فِعْلِه.
(1)
تصحفت في مطبوعة «العلل» ـ ط. دار ابن الجوزي (15/ 187)، ومؤسسة الريان
…
(9/ 187) ـ إلى (يزيد بن وكيع)، وفي ـ ط. طيبة ـ (12/ 31)(يزيد عن وكيع). والصوابُ ما ذُكِر أعلاه، ويزيدُ بنُ زريع هُو راويةُ رَوْح بنِ القاسم كما في «تهذيب الكمال» (9/ 253)، ووكيعٌ ليس مِن تلاميذ رَوْح بنِ القاسم. وقد صحَّحَهُ كذلك الدباسي في ـ ط. الريان ـ (9/ 490).
(2)
سقط (روح بن القاسم) في مطبوعات «العلل» للدارقطني: ط. ابن الجوزي، وط. طيبة، وقد ذكرها الدباسي في طبعتِهِ الثانية للكتاب في مؤسسة الريان (9/ 490).
فائدة: طَبعاتُ العلل للجزء المذكورِ فيهِ (مسند فاطمة): [1] حققه الدباسي، فطُبِعَ أوَّلاً في دار ابن الجوزي. [2] ثم بعد مراجعةٍ له وتصحِيحِ طَبَع الدباسي جميعَ العِلَل في مؤسسة الريان، وأضاف في نهايتِه مُستَدرَكاً. [3] تحقيق: خالد المصري، ط. في دار طيبة (1432 هـ).
أجودُها طبعة مؤسسة الريان مع ملاحظة التصحيحات والإضافات في المستدرك.
وحديث يزيد بن زريع من فِعْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وحديث يزيد لايصح إسنادُه لأجل ابنِ سنان. والمحفوظُ عن روح حديث شبيب. ومع ذلك فهو ضَعيفٌ لضعفِ شبيب، فقد قال ابن عدي في
…
«الكامل» (4/ 30): (حدَّث عنه ابنُ وهب بأحاديث مناكير). وذكر الحديث السابق مِن مناكيره.
فلا يصحُّ الحديثُ من طريقِ رَوْحِ بنِ القاسم.
ــ وأخرجَهُ: ابنُ السني في «عمل اليوم والليلة» (ص 78) رقم (87) عن موسى بن حسن الكوفي. والطبراني في «الأوسط» (6/ 21) رقم
…
(5675)، ومن طريقه:[ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 280)] عن محمد بن عبداللَّه الحضرمي «مُطَيَّن» . والدارقطني في «العلل» ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 489)، وأبو طاهر المخلِّص كما في «المخلصيات» (3/ 403) رقم (2799)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (70/ 13)، والمزي في
…
«تهذيب الكمال» (35/ 256)، وابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 282) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد.
والتَّيْمِيُّ قوام السُّنَّة في «الترغيب والترهيب» (2/ 321) رقم
…
(1675) من طريق عبدِاللَّه بن أحمد بن أسيد الأصبهاني. أربعتهم:
…
(موسى بن حسن، والحضرمي، وابن صاعد، والأصبهاني) عن إبراهيم بن
يوسف الحضرمي الكندي الصيرفي.
(1)
ــ وأخرجه: الدارقطني في «العلل» (15/ 191) من طريق عبدالرحمن بن صالح.
(2)
كلاهما: (إبراهيم بن يوسف الصيرفي، وعبدالرحمن بن صالح) عن سُعَير بن الخِمْس التميمي.
(3)
خالفَ عبدُالرحمن بنُ صالح: إبراهيمَ بنَ يوسف فأسقطَ: (عن جدَّتِه فاطمة)، وفيه: كان إذا دخل المسجد بدأ برجله اليمنى، قال: بسم اللَّه، وصلى اللَّه على النبي، اللَّهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك؛ وإذا خرج بدأ برجله اليسرى، وقال: أبواب فضلك. قال الدارقطني: (ولم يقُل عن جدَّتِه).
عند الدارقطني من حديث إبراهيم بن يوسف، والتيمي في
…
«الترغيب» : حَمِدَ اللَّهَ، وصَلَّى على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
صدوق، فيه لين. «تقريب التهذيب» (ص 134).
(2)
وذكر الدارقطني في «العلل» ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 488 ـ 489) أنَّ عبدالرحمن بن صالح الأزدي رواه عن سعير بن الخِمس، عن عبداللَّه بن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعبدُالرحمن: صدوق يتشيع. «تقريب التهذيب» (ص 375).
(3)
صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 277).
ورواية الجماعة عن عبداللَّه بنِ الحسن: ذكرُ فاطمة الكبرى، فروايةُ إبراهيمَ بنِ يوسف هنا أرجَح.
وعندَ ابنِ السني، والطبراني
(1)
: حَمِدَ اللَّهَ، وسَمَّى، وقال: اللَّهُمَّ اغفِرْ لي
…
وعند ابنِ عساكر، والمزي: حَمِدَ اللَّهَ وسَمَّى وصلَّى عَلى النَّبِيِّ.
وعند الطبراني: اقتصر على قولِه: اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، وافتَحْ لي أبوابَ رحمَتِكَ، وإذا خرَجَ قال: أبوابَ فَضلِكَ.
والذي يظهر أنَّ الاضطرابَ في الرواية مِن سُعَير بن الخِمْس، وقد خالَفَ الجماعةَ في الألفاظِ التي زادَها.
ــ وأخرجَه: الدارقطني في «العلل» ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 489) من طريق عبدِاللَّه بن المبارك.
(2)
ــ والدارقطني ـ أيضاً ـ في «العلل» ـ ط. ابن الجوزي ـ (15/ 191) من طريق يحيى بن أبي طالب
(3)
، عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن
(1)
سقطت في مطبوعة «الأوسط» ـ ط. دار الحرمين ـ: «حمدَ اللَّهَ وسَمَّى» ، والتصويبُ من «نتائج الأفكار» (1/ 280)؛ لأنه روى الحديثَ مِن طَريق الطبراني.
(2)
تصحَّفَتْ في مطبوعة «العلل» ـ ط. دار ابن الجوزي ـ (15/ 186) إلى عبداللَّه بن المنذر.
(3)
الزبرقان. قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. وقال موسى بن هارون: أشهد عليه أنه يكذب. علَّق الذهبي بقوله: يريدُ فى كلامِهِ لا في الرواية. قال الدارقطني: لا بأسَ به، ولم يطعَنْ فيه أحَدٌ بحُجَّةٍ.
ينظر: «سؤلات الحاكم للدراقطني» (ص 110) رقم (242)، «تاريخ بغداد»
…
(16/ 323)، «سير أعلام النبلاء» (12/ 619).
عبداللَّه بن الحسن.
(1)
ورواه الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 143) رقم (216) من طريق سعيد بن مسعود
(2)
، عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن ليث، عن عبداللَّه بن الحسن، عن فاطمة الصغرى، عن فاطمة الكبرى.
وقد اختُلِف على يزيد بن هارون، فرواية يحيى عنه، دونَ ذكرِ الليث، وزادَ التسمية.
(1)
وأشار الدراقطني لهذا الوجه في (15/ 185)، دون ذكر «ليث» .
…
ولم أجِدْ عبدَاللَّه بنَ الحسن في شيوخ شريك، ولا شريكاً في تَلاميذ عبدِاللَّه.
هذا، وسبقَ أنْ ذكَرتُ روايَةَ شَريكٍ، عَن لَيثٍ، عن عبدِاللَّه.
وذكَرَ الدارقطنيُّ أيضاً أنَّ أبا شِهَاب الحناط، وشريك، رَوَوهُ عن ليث، ولم يَذكُرَا فيه فاطمةَ الكبرى.
قلتُ: ولم أقِفْ على إسنَادِ هذه الرواية.
(2)
المروزي، ثقة. وثَّقَهُ الحاكمُ، وقال: وليس بكثير الرواية، ووثَّقَهُ: الخَلِيلي، وذكرَه ابنُ حبان في «الثقات» ، وقال ابنُ أبي حاتم: صدوقٌ.
ينظر: «الجرح والتعديل» (4/ 95)، «الإرشاد» للخليلي (3/ 897)، «الثقات» لابن حبان (8/ 271)، «سير أعلام النبلاء» (12/ 504).
ورواية سعيد بن مسعود، زادَ ليثاً، ولم يَذكُر التسميةَ.
وسعيدُ بنُ مسعود أرجح من يحيى بنِ أبي طالب.
ــ وأخرجه: الدارقطني ـ أيضاً ـ في «العلل» (15/ 190) من طريق عبدالعزيز بن الخطاب، عن مَنْدَل (مُثَلَّث الميم) بن علي العنَزَي.
(1)
ــ وفي (15/ 187) من طريق محمد بن النضر، عن عيسى الأزرق.
(2)
وفيه أنه إذا دخَلَ قال: (الحمدُ للهِ، وهُوَ أهلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلى محمَّدٍ وسَلَّم
…
وكذا إذا خَرَجَ.
وهي زيادةٌ ضَعيفةٌ، لِضعْفِ عيسى، فإنَّه لم يُتابَع عليها.
ــ وأخرجه الدارقطني في «العلل» (15/ 190) من طريق أبي نزار الوليد بن عقبة بن نزار.
(3)
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 141) رقم (209) بإسنادٍ فيه مجَاهِيلُ من طريق عبدِالعزيز بن عبداللَّه الماجشون.
(1)
ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 575).
(2)
عيسى بن يزيد الأزرق، أبو معاذ المروزي النحوي. قال ابن حجر: مقبول. «تقريب التهذيب» (ص 471). ومقبول ـ عند ابن حجر هنا ـ أي حيثُ يُتابَع، وإلا فلَيِّن الحديثِ، كما ذكر ذلك في مقدمة «التقريب» .
(3)
العنسي، مجهول. «تقريب التهذيب» (ص 613).
وفيه إذا دخَلَ المسجدَ قال: (اللَّهم صَلِّ على محمد، وافتحَ لي أبواب فَضلِكْ).
كذا في المطبوع: (فضلك)، والمعروفُ أنَّ هذه اللفظة عند الخروجِ لا الدخول.
ــ ذكر الدارقطني في «العلل» (15/ 185) أن محمد بن أبان قد روى الحديث عن عبداللَّه بن الحسن.
أربعة عشر راوياً: (ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن عُلية
(1)
، وقيس بن الربيع، وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي، وعاصم الأحول، ورَوْح بن القاسم، وسُعَير بن الخِمْس، وعبداللَّه بن المبارك، وشَرِيك، ومَنْدَل العَنَزِي، وعيسى الأزرق، وأبو نزار الوليد بن عقبة، وعبدالعزيز بن عبداللَّه الماجشون، ومحمد بن أبان) عن عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أمِّه فاطمةَ بنتِ الحسين بنِ علي، عن جَدَّتِها فاطمةَ بنتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وشذَّ صالحُ بنُ موسى الطلحي القرشي، فرواه عن عبداللَّه بن الحسن، عن أمِّه فاطمَةَ بنتِ الحسين، عن أبيهَا الحُسَين، عن عليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنهما
(1)
كما جاء عقب الحديث؛ وانظر: «العلل» للدارقطني ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 488)، فقد ذكَرَ أنه لم يُحفَظْ إسنادُهُ عنه.
أخرجه: أبو يعلى في «مسنده» (1/ 378) رقم (486)، ومن طريقه:
…
[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (27/ 365)]، وابن جرير الطبري في
…
«المنتخب من ذيل المذيل» (ص 151)، وابن عدي في «الكامل» (4/ 70)، من طريق صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة القرشي.
(1)
وذكرها الدارقطني في «العلل» ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 488 ـ 489)، وذكرَ أنَّ صالحَ بنَ موسى وَهِمَ فيه.
صالحٌ، مَتروكٌ، وقد خالَف الجماعةَ هنا فجعَلَ الحديثَ عن عبدِاللَّه بن الحسن، عن أمِّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال ابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 284): (وقد شذَّ صالحُ بن موسى بن الطلحي
فرواه عن عبدِاللَّه بن الحسَن، عن أمِّه، عن أبيها الحُسَين بنِ علي، عن أبيهِ علي بنِ أبي طالب. أخرجَهُ أبو يعلى من طَريقِه، وصالحٌ ضعيف).
ــ وذكر الدارقطنيُّ في «العلل» (15/ 185) أنَّ أبا شهاب الحناط، وشَرِيك بنَ عبدِاللَّه، رويَاه عن ليث، ولم يذكُرَا فيه: فاطمةَ الكبرى.
ولم أقِف على إسنادِ هذه الرواية.
(1)
متروك. «تقريب التهذيب» (ص 307).
ــ وذكره الدارقطني في «العلل» ـ ط. مؤسسة الريان ـ (9/ 488 ـ 489) أنَّ محمد بنَ أبان رواه عن عبدِاللَّه بنِ الحسن، عن أمِّهِ فاطمةَ بنتِ الحسين قالت: كان يُستَحَبُّ للعبدِ إذا دخَلَ المسجدَ أنْ يقولَ.
ــ والخلاصة في متون هذه الروايات أنَّ الراجح منها ما ورَدَ في المتن محلِّ الدراسة.
عبدُاللَّه بنُ الحسَن، عن أمِّهِ فاطمةَ بنتِ الحسين، عن جدَّتِها فاطمة بنتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، الحديثَ مِن فِعلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لا مِن قَولِهِ لِفاطمةَ، وليسَ فيه التسميةُ.
وهذا الإسنادُ ضَعيفٌ؛ للانقطاع، كما قال الترمذي عقب الحديث:(حَدِيثُ فَاطِمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الحُسَيْنِ لَمْ تُدْرِكْ فَاطِمَةَ الكُبْرَى، إِنَّمَا عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَشْهُراً).
والظاهرُ أنَّ الترمذي حسَّنَهُ لِشَواهِدِه ـ كما ستأتي ـ.
والحسَنُ عند الترمذي كما قال في آخر كتابه «الجامع» (ص 613):
…
(وما ذكَرنا في هذا الكتابِ حَديثٌ حسَن، فإنما نَعنِي به حُسْنَ إسنادِه عندنا: كلُّ حَدِيثٍ يُروَى لايكونُ في إسنادِه مَن يُتَّهمُ بالكَذِبِ، ولا يَكونُ الحدِيثُ شاذَّاً، ويُروى مِن غَيرِ وجْهٍ نَحوَ ذلكَ، فهُو عِندَنا حَدِيثٌ حسَنٌ).
(1)
(1)
وانظر: «شرح علل الترمذي» لابن رجب (1/ 384).
قال ابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 281) عقِب كلامِ الترمذي السابق: (وكانَ عُمْرُ الحسين عندَ مَوتِ أمِّه رضي الله عنها دون ثمانِ سنين، واللَّهُ أعلم).
ــ وأما ليثُ بن أبي سليم في إسناد الحديث، فقد تُوبع ـ كما سبق ـ
فبقِيَتْ عِلَّةُ الحديث في الانقطَاع.
وقد ذكرَ الحاكمُ في «فضائل فاطمة» (ص 141) رقم (208) بإسناده من طريقِ حنبل بنِ إسحاق بنِ حنبل، عن علي بن عبداللَّه، عن عبدِالرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري: قال: (سألتُ عبدَاللَّه بنَ الحسن بنِ الحسن عن حديثِ فاطمة: «إذا دخل أحدكم المسجد»؟ فلم يصحِّحْهُ لي).
ومعنى «لم يُصحِّحْهُ لي» : أي لم يُصرِّح بالسماع.
(1)
ــ وهذا الحديث يُعتَبر أقوى ما ورَدَ في الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد
…
وإن كانَ فيه مَقَالٌ. أفادَه ابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 280).
والحديثُ حسَّنَهُ الترمذيُّ ـ كما سبق ـ، وابنُ حجَر في «نتائج الأفكار»
…
(1/ 280).
(1)
ينظر في معنى ذلك، مع الأمثلة عليه:«الاتصال والانقطاع» د. إبراهيم اللاحم
…
(ص 437 ـ 442).
وللحديث شواهد:
1.
حديث أبي حميد أو
(1)
أبي أسيد رضي الله عنهما ــ وهو أصح ما ورد في الباب ــ.
عن أبي حُمَيد أوْ أبي أُسَيد رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
…
رواه الإمام مسلم في «صحيحه» (ص 282)، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، حديث (713)، والنسائي في «سننه»
(2)
(ص 94)، كتاب المساجد، باب القول عند دخول المسجد وعند الخروج منه، حديث رقم
…
(729)، وأحمد في «مسنده» (25/ 453) رقم (16057) و (39/ 21) رقم (23607)، والدارمي في «مسنده» (3/ 1761) رقم (2733)، من طُرُقٍ عن سليمان بنِ بلال، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن، عن عبدالملك بن سعيد بن سُويد، عن أبي حُميد أوْ أبي أُسَيد.
(1)
ينظر: «العلل» لابن أبي حاتم (2/ 455) رقم (509) ورجَّحَ أبو زرعة أنَّ الأصح بالواو، وذكرَ ابنُ أبي حاتم أنَّ الخطأَ فيه مِن بِشر بنِ المفضَّل، وفي «البحر الزخار» للبزار (9/ 170) أنَّ العِلَّةَ فيه مِن عمارة بن غزية.
(2)
عند النسائي، وأحمد:(سمعتُ أبا حُميد وأبا أُسَيد).
ورواه بِشر بنُ المفضَّل، عن عُمارة بن غزية، وقد اختُلِف على بشر:
رواه مَرَّةً كحديثِ سليمان بن بلال.
أخرجها: مسلم في «صحيحه» حديث (714)، وابنُ أبي حاتم في «العلل» (2/ 456).
ورواهُ مَرَّةً بزيادَةٍ عندِ الدخولِ للمسجد: (فلْيُسَلِّم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم).
أخرجَها: ابنُ حبان في «صحيحه» (5/ 397) رقم (2048)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (2/ 619).
وتابَعَهُ في هذه الزيادةِ: إسماعيل بنُ عياش، فرواه عن عمارة بن غزية، وذكرَ زيادةَ التسليمِ عندَ الدخول فقط.
أخرَجَها: ابنُ ماجه في «سننه»
(1)
(ص 93) كتاب المساجد، باب الدعاء عند دخول المسجد، حديث رقم (772).
وتابَعَهُ في الزيَادةِ ـ أيضاً ـ: عبدُالعزيز بنُ محمد الدراوردي.
أخرجها: أبو داوود في «سننه» (ص 74)، كتاب الصلاة، باب فيما يقوله الرجل عند دخول المسجد، حديث رقم (465)، والدارمي في
…
«مسنده» (2/ 876) رقم (1434) من طَريقَين عن الدَّرَاوَردِي.
(1)
عنده: (عن أبي حميد الساعدي) ولم يذكُر أبا أُسَيد.
ثلاثتهم: (سليمان بن بلال
(1)
، وعمارة بن غَزِيَّة
(2)
، والدراوردي
(3)
) عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن، به.
ورواية سليمان بن بلال أصحُّ.
قال البيهقي في «السنن الكبرى» (2/ 442): ولفظُ التسليمِ فيه مَحفُوظ.
قال ابن حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 270) بعد إيراده الحديث وتخريجه بزيادته: هذا حديثٌ صحيح.
2.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» . لفظ ابن ماجه.
(1)
التيمي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 284).
(2)
لا بأس به. «تقريب التهذيب» (ص 440).
(3)
عبدالعزيز بن محمد الدرواوردي. قال ابن حجر: صدوق، كان يحدِّثُ مِن كُتُب غيره؛ فيخطئ، قال النسائي: حديثُه عن عُبيدِاللَّه العُمري مُنكر). «تقريب التهذيب»
…
(ص 360).
ــ وعند النسائي: «باعدني من الشيطان» ورواية: «احفظني» .
ــ وعند ابن خزيمة، وابن حبان:«أجرني» .
رواه عن أبي هريرة: سعيدُ المَقبُري، واختُلِف عليه من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: الضحاك بن عثمان
(1)
، عن سعيد المقْبُري، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.
أخرجه: النسائي في «السنن الكبرى» (9/ 40) رقم (9838)، وابن ماجه في «سننه» (ص 93) كتاب المساجد، باب الدعاء عند دخول المسجد، حديث رقم (773)، وابن خزيمة في «صحيحه» ـ ط. الميمان ـ (1/ 518) رقم (452)، و (4/ 366) رقم (2706)، وابن حبان في «صحيحه»
…
(5/ 395، 399) رقم (2047) و (2050)، والحاكم في «المستدرك»
…
(1/ 207)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (2/ 442)، وغيرهم.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكَتَ عليه الذهبي.
قلتُ: الضحاكُ من رجالِ مسلم دونَ البخاري.
وذكر ابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 276): أنَّ رجالَه رجَالُ
(1)
الضحاك بن عثمان القرشي الأسدي الحزامي، قال في «التقريب» (ص 314): صَدوقٌ يَهِمْ. أخرج حديثَه مسلمٌ والأربعة. وانظر: «تهذيب الكمال» (13/ 272).
الصحيح، لكِنْ أعلَّهُ النسائيُّ
…
وسيأتي كلامه.
الوجه الثاني: محمد بن عجلان
(1)
، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ كعبَ الأحبار قال: (يا أبا هريرة، احفظ منِّي اثنتين أوصيك
…
بهما: إذا دخلتَ المسجدَ فصَلِّ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقُلْ: اللَّهمَّ افْتَحْ لي أَبْوَابَ رحمتِكَ؛ وَإِذا خَرجْتَ من المسْجِدِ فصَلِّ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقُلْ: اللَّهمَّ احفَظنِي مِن الشَّيْطَان). لفظ النسائي.
أخرجه: النسائي في «السنن الكبرى» (9/ 40) رقم (9839)، وعبدالرزاق في «المصنف» (1/ 428) رقم (1671)، وابن أبي شيبة في
…
«المصنف» (3/ 176) رقم (3434)، لكن فيه «كعب بنُ عجرة» بدل
…
«كعب الأحبار» .
الوجه الثالث: ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الجمُعَةِ» .
(1)
محمد بن عجلان المدني، قال في «التقريب» (ص 526): صَدوقٌ، إلا أنه اختلطَتْ عليه أحاديثُ أبي هريرة. وانظر:«شرح علل الترمذي» لابن رجب (1/ 123).
ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا كَعْبٌ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَا يُوَافِقُهَا مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهُ شَيْئَاً إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ كَعْبٌ: صَدَقَ وَالَّذِي أَكْرَمَهُ، وَإِنِّي قَائِلٌ لَكَ اثْنَتَيْنِ فَلَا تَنْسَهُمَا: إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقُلِ: اللَّهمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجْتَ فَسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقُلِ: اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ.
هذا لفظ النسائي في «السنن الكبرى» (9/ 40) رقم (9840).
وقد أخرجَ الجزءَ المرفوعَ منه: الإمامُ أحمد في «مسنده» (16/ 421) رقم (10723)، وابنُ خزيمة في «صحيحه» (3/ 210) رقم (1726)، والبزار في «البحر الزخار» (15/ 129) رقم (8433).
والصحيحُ من هذه الأوجه، الوجه الثالث، وهو يَدلُّ على أنَّ الحديث من قولِ كَعب.
قَالَ أَبُو عَبْدِالرَّحْمَنِ النسائي في «السنن الكبرى» (9/ 41) عقب الحديث: (ابنُ أَبِي ذِئْبٍ أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلَانَ وَمِنَ الضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ فِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَحَدِيثُهُ أَوْلَى عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ ـ وَبِاللَّه التَّوْفِيقُ ـ، وَابنُ عَجْلَانَ اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ أَحَادِيثُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، مَا رَوَاهُ سَعِيدٌ عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَعِيدٌ، عَن أَخِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرُهُمَا مِن مَشَايِخِ سَعِيدٍ، فَجَعَلَهَا ابْنُ عَجْلَانَ كُلَّهَا عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَجْلَانَ ثِقَةٌ،
…
وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
وانظر في أصحابِ سعيدِ المقبري: «شرح علل الترمذي» لابن رجب
…
(2/ 477).
ذكر ابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 277) مخالفةَ الرواةِ للضحاك في رَفعِ الحديث، قال:(وخَفِيَتْ هذه العِلَّةُ على مَن صحَّحَ الحديثَ مِن طريق الضحاك، وفي الجملَة هُو حَسَنٌ؛ لِشَواهِدِهِ ـ واللَّهُ أعلم ـ).
1.
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
قال ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ص 80) رقم (88): حَدَّثَنِي الْحَسَينُ بنُ مُوسَى الرَّسْعنِيُّ
(1)
، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، قال: حَدَّثَنَا إِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الْبَخْتَرِيِّ ــ شَيْخٌ صَالِحٌ بَغْدَادِيُّ ــ
(2)
قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بنُ يُونُسَ، عَن مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ؛ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ» .
تفرَّدَ به إبراهيمُ بنُ محمد بنِ البختري، وهو مجهول، فأينَ أصحابُ عيسى بنِ يونس عن هذا الحديث؟ !
(1)
الحسين بن موسى بن ناصح، أبو سعيد الخفاف الرسعني. ترجم له الخطيب في «تاريخ بغداد» (8/ 460)، والذهبيُّ في «تاريخ الإسلام» (6/ 537).
(2)
مجهول. «تاريخ الإسلام» للذهبي (5/ 775).
ــ أورد ابنُ حجر في «لسان الميزان» (3/ 213) الحديثَ بإسنادِ ابن السُّنِّي ضِمن ترجمةِ «الحسين بن موسى الرقي» وقال: (ورواتُه مِن عيسى فصاعداً من رواة «الصحيح» ، وإبراهيمُ بنُ الهيثم فيه مقال ـ وقد تقَدَّم ـ ولكنَّه لا يُحتَمَلُ هذا المنكَر؛ وشَيخُه ما عَرفتُه، وَلا ذَكَرَهُ الخطيبُ في «تاريخ بغداد» ، وَلا ابنُ النجار في «ذيله» .
والآفةُ فيه فيما أرَى مِن شيخِ ابنِ السُّنِّي، وهو الرقِّي المترجَم في
…
«الميزان»
(1)
واللَّهُ أعلَم).
وقد ذكرَ ابنُ حجر في ترجمة الحسين بنِ موسى ــ وهُو شيخُ ابنِ السني فيما يراه ابنُ حجر ــ: قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظَر. انتهى.
وذكر ابنُ حجر في «نتائج الأفكار» (1/ 279) نحواً من كلامِه السابق من «اللسان» .
والحديثُ قال عنه الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (14/ 1046) رقم (6953): مُنكَرٌ بذِكْرِ التَّسمِيَة.
2.
حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
أخرجه: الطبراني في «المعجم الأوسط» (6/ 358) رقم (6612)، وابنُ السُّنِّي في «عمل اليوم والليلة» (ص 80) رقم (89)، وابنُ عدي في
…
(1)
ينظر: «ميزان الاعتدال» (1/ 501).
«الكامل» (3/ 343) من طريق سالم بن عبدالأعلى
(1)
، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ إِذَا دَخَلَ المسجِدَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَافْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» ، وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:
…
«اللَّهمَّ افْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ فَضْلِكَ» .
ذكرَ الطبرانيُّ عقِبَ الحديثِ أنه لم يَروِهِ إلا أبو الفَيض، تفرَّدَ بِه إسماعيلُ بنُ صبيح.
والحديثُ ضعيفٌ جداً، آفته: سالم.
الحكم على الحديث:
الحديث ـ محل الدراسة ــ إسنادُه ضعيف، للانقطاع كما سبق، والحديثُ ــ بذِكْرِ الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ــ قَدْ يكون حَسَناً لِغَيره؛ لِشَواهِدِه السابقة.
ــ وأما الدعاءُ بالمغفرةِ، فَفِيهِ حديث صحيح رواه «مسلم» من حديث أبي حُميد أوْ أبي أُسيد رضي الله عنهما ـ كما سبق ـ.
وقد حسَّنَ حديثَ فاطمةَ ـ كما سبَق ـ: الترمذيُّ، وابنُ حجر.
(1)
سالم بن عبدالأعلى، وقيل: ابن عبدالرحمن، وقيل: ابن غيلان، أبو الفيض. متروك.
ينظر: «الكامل» لابن عدي (3/ 342)، «لسان الميزان» (4/ 10).
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله: (والصلاةُ والسلامُ عليهِ عِندَ دخُولِ المسجدِ مَأثورٌ، عنه صلى الله عليه وسلم، وعَن غَيرِ واحِدٍ مِن الصحابةِ والتابعين
…
ثم أورَدَ حديثَ فاطمة رضي الله عنها).
(1)
وقد يُقال: بأنَّ الحديثَ لا يَرتَقِي للحسَن؛ لِضعفِ أسانيدِه، ولأنَّ الفِعلَ مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم دُخُولاً وخُروجَاً المسجدَ يتكَرَّرُ في اليومِ خمسَ مَرات على الأقلِّ، ويَبعُدُ أنْ لا يسمَعَهُ الصحابةُ رضي الله عنهم، وينقلُوه بأسانِيدَ صَحِيحة ـ واللَّهُ أعلمُ بالصواب ـ.
ــ وأما ما جاء في بعض روايات الحديثِ مِن ذكر التسمية، والحمدلة؛ فهي روايات ضَعيفة مُنكرَةٌ.
(1)
«الإخنائية» (ص 269).