الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أسنده عبداللَّه بن عباس عن فاطمة رضي الله عنهم.
ا
لحديث الحادي عشر من مسند فاطمة
135.
[11] قال الإمام الدارمي رحمه الله: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ
…
{
…
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر، آية (1)] دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ رضي الله عنها فَقَالَ: «قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» ، فَبَكَتْ، فَقَالَ:«لَا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لِحَاقاً بِي» . فَضَحِكَتْ، فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَ:
…
يَا فَاطِمَةُ، رَأَيْنَاكِ بَكَيْتِ ثُمَّ ضَحِكْتِ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ لِي:«لَا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقٌ بِي» فَضَحِكْتُ.
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّه، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ فَقَالَ:«هُمْ أَرَقُّ أفْئدةً، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ» .
[«المسند» للإمام عبداللَّه بن عبدالرحمن الدارمي (1/ 216) رقم (80)]
دراسة الإسناد:
ــ سَعِيدُ بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي البزاز، المعروف بسعدويه.
ثقةٌ، حافظ.
وثَّقَه: ابن سعد، وزاد: كثير الحديث، وأبو حاتم، وزاد:(مأمونٌ ولعلَّه أوثقُ مِن عفان ـ إن شاءَ اللَّهُ ـ). ووثقه أيضاً: العجلي، وذكره ابن حبان في
…
«الثقات» .
قال صالح بن محمد جزرة الحافظ: سمعت سعيد بن سليمان وقيل له: لمَ لا تقول: حدثنا؟ فقال: كل شئ حدثتكم به، فقد سمعتُه، ما دلَّستُ حديثاً قط، ليتني أحدِّث بما قد سمعتُ.
قال عبداللَّه بن أحمد بن حنبل: سمعتُ أبي ذكر سعيد بن سليمان، قال: كان صاحب تصحيف ما شئت.
وذكر الذهبي في «السير» أنَّ الإمام أحمد كان يغضُّ منه، ولا يرى الكتابة عنه؛ لكونه أجاب في المحنة تَقيَّةً.
وقال ابن معين: كان سعدويه قبل أن يحدِّث أكيس منه حين يحدِّث.
وسئل يحيى بن معين عن عَمرو بن عون
(1)
، وسعدويه؟ فقال: كان
(1)
عمرو بن عون بن أوس الواسطي، قال عنه في «التقريب» (ص 455): ثقة، ثبت.
سعدويه أكيسهما. فسئل: في جميع ما حدَّث؟ قال: نعم.
قال الدارقطني: تكلموا فيه. تعقبه ابن حجر في «هدي الساري» : هذا تليين مبهم، لايُقبل.
قال الخطيب البغدادي: كان سعدويه من أهل السُّنَّةِ، وامتُحِنَ فأجابَ في المحنة. قال المزي: يعني تَقيَّة.
قال الذهبي في «الميزان» : ثقة، مشهور، صاحب حديث، وكان بزازاً.
وفي «السير» : الحافظ، الثبت، الإمام.
قال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، حافظ.
وفي «هدي الساري» : وجميع ماله في البخاري خمسة أحاديث، ليس فيها شئٌ تفرَّدَ بهِ.
توفي (سنة 225 هـ).
أخرج حديثَه الجماعةُ.
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 340)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه
…
(1/ 427) رقم (944)، «الثقات» للعجلي (1/ 400) رقم (596)، «الجرح والتعديل» (4/ 26)، «الثقات» لابن حبان (8/ 267)، «سؤالات الحاكم للدارقطني» (ص 147) رقم (336)، «تاريخ بغداد» (10/ 119)، «تهذيب الكمال» (10/ 483)، «ميزان الاعتدال» (2/ 135)، «سير أعلام النبلاء» (10/ 481)، «تهذيب التهذيب»
…
(4/ 43)، «تقريب التهذيب» (ص 271)، «هدي الساري» (ص 405).
ـ عبَّادُ بن العوَّام بن عمر بن عبداللَّه بن المنذر الكلابي، مولاهم، أبو سهل الواسطي.
ثِقَةٌ، وفي حديثِهِ عن سعيد بن أبي عروبة اضْطِرابٌ.
وثَّقَه: ابن سعد وزاد: وكان يتشيع، وابن معين، وزاد في رواية ابن محرز:(صدوقٌ، مَأمونٌ مقنع جائزُ الحديث، هُوَ واللَّهِ أوثقُ من يزيد بن هارون)، ووثَّقَه أيضاً: العجلي، وأبو داود، والنسائي، والبزار، وأبو حاتم وزاد: وهو أحبُّ إليَّ من عبَّاد بن عبَّاد.
قال أحمد بن حنبل: مُضطربُ الحديث عن سعيد بن أبي عروبة.
قال الذهبي في «السير» : الإمام، المحدِّث، الصدوق.
قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ.
أخرج حديثه الجماعة.
قال ابن حجر في «هدي الساري» : لم يخرج له البخاري من روايته عن سعيد شيئاً، واحتجَّ به الباقون.
ت 183 هـ، وقيل: 185 هـ، وقيل: 186 هـ، وقيل: 187 هـ.
(1)
(1)
. ينظر: «الطبقات» لابن سعد (7/ 330)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 292)، و «رواية ابن محرز» (1/ 104) رقم (474)، «الثقات» للعجلي
…
(2/ 18)، «الجرح والتعديل» (6/ 83)، «الثقات» لابن حبان (7/ 162)، «تاريخ بغداد» (12/ 399)، «تهذيب الكمال» (14/ 140)، «سير أعلام النبلاء»
…
(8/ 511)، «الكاشف» (3/ 76)، «تهذيب التهذيب» (5/ 99)، «تقريب التهذيب» (ص 326)، «هدي الساري» (ص 412).
ــ هِلَال بنُ خَبَّاب العَبْدي مولاهم، أبو العلاء البصري، نزيل المدائن.
ثقةٌ، تغيَّر بأَخَرَة.
وثَّقَهُ: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزاد في رواية: مأمون، وفي بعض الروايات: ليس بينه وبين يونس بن خباب قرابة.
(1)
وَوثَّقَهُ أيضاً: أبو حاتم، وزاد: صدوق، والبسوي، وعفان بن مسلم، ومحمد بن عبداللَّه بن عمار، والمفضَّل بن غسان الغلابي، وابن شاهين، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: يخطئ، ويخالِف.
قال ابن عدي: أرجوا أنه لابأس به.
وذكره ابن الجارود في جملة الضعفاء كما قال مغلطاي.
أثبتَ اختلاطَه بأَخَرَةٍ: يحيى القطانُ، ولفظُهُ: أتيتُه وكان قد تَغَيَّر قبل موته من كِبَر السِّنِّ. وفي الرواية التي ذكرها البخاري زيادة: فحدث عن يحيى بن جعدة وعكرمة.
وأثبت تغيره أيضاً: البسوي، والعقيلي، والساجي، وأبو أحمد الحاكم.
قال أبو حاتم الرازي: وكان يُقال تغيَّر قبلَ موته مِن كِبَر السنِّ.
(1)
وقد نفى القرابةَ غيرُ واحدٍ من الأئمة، وبيَّنوا الوهْمَ في ذلك، تُنظر مصادر الترجمة الآتية، وخاصةً «تاريخ بغداد» (16/ 113)، «توضيح المشتبه» (3/ 37 ـ 38).
ويبدو أنه حدَّث يسيراً بعد تغيُّره؛ لقول القطان: حدث عن ابن جعدة، وعكرمة، وقول العقيلي والساجي: في حديثه وهمٌ، وتغيَّرَ بأخَرَة.
وقال ابن حبان في «المجروحين» : (كان ممن اختلط في آخر عمره، فكان يحدِّثُ بالشئِ على التوهُّمِ، لايجوز الاحتجاج به إذا انفرد؛ وأما فيما وافق الثقات فإن احتجَّ بهِ محتجٌّ أرجو أن لايحرج في فعله ذلك).
وأنكرَ تغيَّره ابنُ معين، قال ابن الجنيد:(سألتُ يحيى بن معين عن هلال بن خباب، وقلتُ: إنَّ يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت، واختلط؟ فقال يحيى: لا، ما اختلط ولا تغيَّر. فقلتُ ليحيى: فثقة هو؟ قال: ثقةٌ، مأمون).
والراجح في اختلاطه قول الجماعة، وهو قول يحيى القطان حينما قابله ورآه قد تغير، والمثبِتُ مقدَّمٌ على النافي.
قال الذهبي في «الكاشف» : ثقة.
قال ابن حجر في «التقريب» : صدوق تغيَّر بأخرة.
والراجح أنه ثقة، لتوثيق الأكثرين، ومَن أنزله عنها؛ فلأجل ما ذُكر من تغيره بأَخَرَة، ولعله لم يحدِّث كثيراً بعد تغيره؛ لعدم ورود أحاديث كثيرة مستنكرة عليه، فلم يذكر ابنُ عدي إلا ثلاثة أحاديث قال: ولهلال بن خباب غير ما ذكرتُ، وأرجو أنه لابأس به. والعقيلي ذكر حديثاً واحداً وقال: يروى بإسناد أصلح من هذا.
والذهبي في «الميزان» ذكر حديثاً واحداً.
والحديث محل الدراسة مِن الأحاديث التي وهم فيها ـ كما سيأتي في التخريج ـ.
ومن القرائن التي تدلُّ على أنه لم يحدِّث بعد الاختلاط إلا يسيراً:
1.
أني لم أجد في مصادر ترجمته ذِكرَ مَنْ روى عنه بعد الاختلاط.
2.
أنَّ عبارات التوهيم تدل على أن الوهم في أحاديثه يسير، كقول العقيلي والساجي: في حديثه وهم.
3.
أنَّ مِن الأئمة مَن جمع بين توثيقه ووصفِه بالتغيُّر، كأبي حاتم، والبسوي، ولو كان حديثه بعد الاختلاط كثيراً، ولم يُميَّز عن أحاديثه قبل الاختلاط؛ لضُعِّف.
وأما نفيُ ابن معين التغير، فربما لعدم اطلاعه على ما يُستنكر من حديثه؛ مما يدل ـ واللَّهُ أعلم ـ على قِلَّة حديثِه بعد التغيُّر.
ومع ذلك إذا تفرَّدَ بحديث كان مِن مظانِّ أوهامِه.
(1)
(1)
ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 623)، ورواية الدارمي (ص 194) رقم
…
(843)، «سؤالات ابن الجنيد لابن معين» (ص 124) رقم (311)، «العلل للإمام أحمد» رواية عبداللَّه (2/ 493، 600) رقم (3251) و (3845)، «التاريخ الكبير» للبخاري (8/ 210)، «المعرفة والتاريخ» للبسوي (3/ 90، 198)، «الضعفاء» للعقيلي
…
(4/ 1466) رقم (1958)، «الجرح والتعديل» (9/ 75)، «الثقات» لابن حبان
…
(7/ 574)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 434) رقم (1148)، «الكامل» لابن عدي (7/ 121)، «الثقات» لابن شاهين (ص 323) رقم (157)، «تاريخ بغداد»
…
(16/ 113)، «تهذيب الكمال» (30/ 330)، «ميزان الاعتدال» (5/ 66)، «الكاشف» (4/ 433)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (12/ 174)، «تهذيب التهذيب» (11/ 77)، «تقريب التهذيب» (ص 605)، «كتاب المختلطين» للعلائي (ص 128) رقم (45)، «الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط» لسبط ابن العجَمي (ص 369) رقم (114)، «الكواكب النيرات» لابن الكيَّال (ص 431) رقم (66)، «معجم المختلطين» لمحمد بن طلعت (ص 328) رقم (159).
ـ عِكْرِمَةُ، مولى ابن عباس، أبو عبداللَّه البَرْبَرِي المدني.
تَابعيٌّ، إمَامٌ، ثِقَةٌ.
قال لَه ابنُ عباس رضي الله عنهما: (انطلقْ فأفْتِ الناسَ، وأنا لك عَونٌ
…
).
قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحداً أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة.
قال ابن معين: إذا رأيتَ إنساناً يقعُ في عكرمةَ، وفي حمادِ بن سلَمة، فاتَّهِمْهُ على الإسلام.
وثَّقَه: ابن أبي ذئب في رواية عنه، وأيوب، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والعجلي، والنسائي، وغيرهم.
سُئل الإمام أحمد: يُحتَجُّ بحديث عكرمة؟ قال: نعم، يحتج.
قال البخاري: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة.
وقد انْتُقِد بثلاثة أمور:
(1)
الأول: التهمة بالكذب.
وهو مروي عن: ابن عمر، وابن المسيب، وعلي بن عبداللَّه بن عباس، والقاسم بن محمد، وابن سيرين، وعطاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم.
الثاني: اتهامه بأنه يرى رأيَ الخوارج.
الثالث: أنه كان يقبلُ جوائزَ الأمراء.
والجواب عن هذه التُّهَم، فيما يلي:
ــ أما التهمة الأولى، فالجواب عنها من وجهين:
الوجه الأول: أنه لم يَثبُتْ عن بعضهم تكذيبه، فقول ابنِ عمر في سنده
…
«يحيى البكاء» وهو متروك، وقول ابن سيرين في إسناده «الصلت بن دينار» وهو متروك، وقول علي بن عبداللَّه في إسناده «يزيد بن أبي زياد» وهو ضعيف.
(1)
صَنَّف جماعةٌ من الأئمة كتباً في الذب عن عكرمة، منهم: ابن جرير، ابن نصر المروزي، وابن منده، وابن حبان، وابن عبدالبر، وغيرهم. «هدي الساري» (ص 425)، وللمنذري «جزء فيه ذكر حال عكرمة
…
»، طُبع ضمن سلسلة لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (12 ـ 13)، وبحث د. حسان الرديعان ـ الآتي ذكره (ص 125) ـ.
قال ابن رجب: (أما تكذيب ابن عمر له، فقد رُوي من وجوه لا تصح، وقد أنكره مالك).
الوجه الثاني: لوثبت ذلك فإنَّ معناه «الخطأ» ، على لُغةِ أهلِ الحجاز، فإنهم يُطلقون الكذب، ويريدون به أحياناً الخطأ.
قال ابن حبان في ترجمة «بُرْد مولى ابن المسيب» : (كان يخطئُ، وأهلُ الحجاز يسمُّون الخطأَ كذباً).
(1)
ومما يؤيِّد هذا الاحتمال ما قالَه ابن حجر: (ويُقوي صحةَ ما حكاه ابنُ حبان أنهم يُطلقون الكذبَ في مَوضِعِ الخطأ، ما سيأتي عن هؤلاء من الثناء عليه، والتعظيم له، فإنَّه دالٌّ على أنَّ طعنَهم عليه، إنما هُو في هذه المواضع المخصوصة).
ــ وأما التهمة الثانية: (رأي الخوارج)، فالجواب عنها من وجهين:
الوجه الأول: أنها لم تثبُتْ عنه، فقد برَّأَهُ منها: الإمامُ أحمد، والعجلي، وأبوحاتم، وغيرهم. قال العجليُّ:(مكيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وهو بَرئٌ مما يَرميه الناسُ به من الحرورية).
(1)
ينظر: «الثقات» لابن حبان (6/ 114)، وينظر:«معالم السنن» للخطابي (1/ 116) رقم (149)، «شرح النووي على صحيح مسلم» (1/ 175)، «الطريقة الواضحة» للبلقيني (ص 212)، «النهاية» لابن الأثير، مادة «كذب» (4/ 159).
الوجه الثاني: على فرض ثبوتها، فإنها لا تُؤثِّر على مَروياته؛ لأنه لم يكن داعيةً لبدعته التي نُسبت إليه.
(1)
ــ وأما التهمة الثالثة: (قبولُ جوائزِ الأمراء). فالجواب عنها في قول ابن حجر، قال ابن حجر في «الهدي»: (وأما قبول الجوائز، فلا يقدح أيضاً إلا عند أهل التشديد، وجمهورُ أهل العلم على الجواز، كما صنَّف في ذلك ابن عبدالبر».
هذا ما انتقد به عكرمة رحمه الله.
قال ابن عدي في آخر ترجمته لعكرمة: (لم أُخرِج ههنا من حديثه شيئاً؛ لأنَّ الثقاتَ إذا رووا عنه فهو مستقيم الحديث، إلا أن يروي عنه ضعيف، فيكون قد أُتيَ من قِبَلِ الضعيف لا مِن قبله، ولم يمتنع الأئمةُ من الرواية عنه، وأصحابُ الصحاح أدخلُوا أحاديثَه إذا روى عنه ثقةٌ في صِحَاحهم، وهو أشهرُ مِن أن يُحتاج إلى أنْ أجرحَ حديثَاً مِن حديثه، وهو لا بأسَ به).
في «تهذيب التهذيب» لابن حجر: [وقال ابن مندة في «صحيحه» :
…
(أما حالُ عكرمة في نفسِه فقد عَدَّله أُمةٌ مِن نُبَلاء التابعين، فمَن بعدهم، وحدَّثُوا عنه، واحتجُّوا بمَفَاريدِه في الصفات، والسنن، والأحكام، روى عنه زهاء ثلاثمئة رجل من البلدان، منهم زيادة على سبعين رجلاً من خيار
(1)
ثم طبع بحث للشيخ د. حسان الرديعان بعنوان: «نسبة القول برأي الخوارج إلى التابعي عكرمة
…
» نُشِر ضمن «بحوث عقدية محكمة» (ص 3 ـ 41) ورجح رد التهمة.
التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد تُوجد لكثيرٍ أحَدٍ من التابعين، على أنَّ مَنْ جَرحَه من الأئمة لم يُمسِكْ من الرواية عنه، ولم يستَغنُوا عن حديثِه، وكان يُتَلقَّى حديثُه بالقبول، ويُحتجُّ به قرناً بعد قرن، وإماماً بعد إمام، إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح وميَّزوا ثابته من سقيمه، وخطأه من صوابه، وأخرجوا روايتَه، وهم: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، فأجمعوا على إخراج حديثه، واحتجوا به، على أنَّ مسلماً كان أسوؤهم رأياً فيه، وقد أخرج عنه مقروناً، وعدَّله بعدما جرحَه).
وقال أبو عبد اللَّه محمد بن نصر المروزي: قد أجمعَ عامةُ أهلِ العلم بالحديث على الاحتجاج بحديث عكرمة، واتَّفَقَ على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا، منهم: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو ثور، ولقد سألتُ إسحاق بنَ راهويه عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال: عكرمة عندنا إمامُ الدنيا، تعجب من سؤالي إياه
…
]. انتهى من
…
«تهذيب التهذيب»
قال الذهبي في «من تكلم فيه وهو مُوَثَّق أوصالح الحديث» : صدوق حافظ، عالم .. ، وقال في «الميزان»: أحد أوعية العلم تُكُلِّم فيه لرأيه، لا لحفظه، فاتُهِم برأي الخوارج.
وقد أطال ابن حجر ترجمته في «تهذيب التهذيب» وفي «هدي الساري» .
وقال في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، عالمٌ بالتفسير، لم يثْبُتْ تكذيبَه عن ابن عمر، ولا تثبُتْ عنه بدعةٌ.
(ت 104 هـ)، وقيل:(106 هـ)، وقيل:(107 هـ).
(1)
تخريج الحديث:
ــ يرويه هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
واختُلف عليه:
فرواه عباد بن العوام، عنه، وفيه ذكرٌ لفاطمة، كما سبق في المتن (لفظ الدارمي).
أخرجه: الدارمي في «مسنده» (1/ 216) رقم (80)، وابن سعد في
…
«الطبقات الكبرى» (2/ 193) عن سعيد بن سليمان الضبي الواسطي.
(1)
ينظر: «الطبقات» لابن سعد (5/ 287)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 412)، رواية الدارمي رقم (581) و (604)، «التاريخ الكبير» (7/ 49)، «الثقات» للعجلي
…
(2/ 145)، «الجرح والتعديل» (7/ 7)، «المعرفة والتاريخ» للبسوي (2/ 5)،
…
«الثقات» لابن حبان (5/ 229)، «الكامل» لابن عدي (5/ 266)، «الضعفاء» للعقيلي (3/ 1075)، «تهذيب الكمال» (20/ 264)، «جزء فيه ذكر حال عكرمة» للمنذري، «طبقات علماء الحديث» لابن عبدالهادي (1/ 167)، «مَن تكلم فيه وهو موثق أوصالح الحديث» (ص 380)، «ميزان الإعتدال» (3/ 103)، «سيرأعلام النبلاء» (5/ 12)، «شرح علل الترمذي» لابن رجب (1/ 325)، «تهذيب التهذيب» (7/ 263)، «تقريب التهذيب» (ص 428)، «هدي الساري» (ص 425).
ــ والطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 261) رقم (11907)، وفي
…
«الأوسط» (1/ 271) رقم (883)، وعنه:[ابن مردويه في «تفسيره» ــ كما في «تخريج أحاديث الكشاف» للزيلعي (4/ 322) ــ، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6/ 3194) رقم (7343)، ومن طريق أبي نعيم: الضياء المقدسي في «المختارة» (12/ 290) رقم (319)] عن أحمد بن يحيى الحلواني.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 39) رقم (6) من طريق أبي يعلي صالح بن محمد بن حبيب البغدادي الحافظ.
ــ والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 167) من طريق الأسفاطي ـ وهو العباس بن الفضل ـ.
خمستهم: (الدارمي، وابن سعد، وأحمد بن يحيى الحلواني
(1)
، وصالح بن محمد بن حبيب أبو علي البغدادي
(2)
، ....................................
(1)
وثقه الخطيب البغدادي، والحسين بن محمد بن حاتم، وغيرهما، وقال الذهبي: كان من الثقات.
«تاريخ بغداد» (6/ 457)، «تاريخ الإسلام» (6/ 905)، «إرشاد القاصي والداني»
…
(ص 192) رقم (243).
(2)
قال الدارقطني: كان ثقة، صدوقاً، حافظاً، عارفاً. قال أبو سعد الإدريسي: ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله. قال الذهبي عنه في «السير» الإمام، الحافظ، الكبير، الحجة، محدث المشرق.
«المؤتلف والمختلف» للدارقطني (2/ 750)، «الإرشاد» للخليلي (3/ 967)، «سير أعلام النبلاء» (14/ 23).
والأسفاطي
(1)
)
عن سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام.
وقد اختُلف على سعيد، فرواه الدارمي وابن سعد بذكر أهل اليمن، ولم يذكره الثلاثة الباقون.
والإمام الدارمي عبداللَّه بنُ عبدالرحمن
(2)
أعلى وأوثق من البقية.
ــ وأخرجه: القطيعي في زوائده على «فضائل الصحابة للإمام أحمد»
…
(2/ 975) رقم (1345)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 40) من طريق سليمان بن داوود، قال: حدثنا عَبَّاد بن العوَّام، به، فذكره مقتصراً على قوله: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: «أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقاً بِي» .
وخالفَ أبو عوانة عبادَ بنَ العوام، فلم يذكر فاطمة.
أخرجه: النسائي في «الكبرى» (10/ 349) رقم (11648)، وعبداللَّه بن أحمد في زوائد على كتاب الزهد ـ كما في «المطالب العالية» ـ
…
(17/ 532) رقم (4327) ـ ذكره مختصراً ـ، والطبراني في «المعجم
(1)
العباس بن الفضل الأسفاطي البصري. قال الدارقطني: صدوق. وقال الصفدي: صدوق، حسن الحديث. (ت 283 هـ).
«سؤالات الحاكم للدارقطني» (ص 91) رقم (145)، «الأنساب» للسمعاني
…
(1/ 143)، «تاريخ دمشق» (26/ 390)، «إكمال الإكمال» (1/ 188) رقم (171)، «الوافي بالوفيات» للصفدي (16/ 376).
(2)
قال في «التقريب» (ص 345): ثقة، فاضل، متقن.
الكبير» (11/ 260) رقم (11903)، وفي «الأوسط» (2/ 284) رقم
…
(1996)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «المختارة» (12/ 291) رقم (320)]
ولفظه: عن ابن عباس، قال: لَمَّا نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ: نُعِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسُهُ حِينَ أُنْزِلَتْ، فَأَخَذَ فِي أَشَدِّ مَا كَانَ اجْتِهَادَاً فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ:«جَاءَ الْفَتْحُ، وَجَاءَ نَصْرُ اللَّه، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ» .
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّه، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ ، قَالَ:«قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ قُلُوبُهُمُ، الْإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفِقْهُ يَمَانٌ» .
كلاهما: (عباد بن العوام
(1)
، وأبو عوانة الوضاح اليشكري
(2)
) عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس.
ـ وأخرج الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 294) رقم
…
(12042)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «المختارة» (12/ 127) رقم (153)]، والواحدي في «أسباب النزول» (ص 747) رقم (456)
(1)
ابن عمر الكلابي مولاهم، أبو سهل الواسطي. ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 326).
(2)
الواسطي. ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 610).
من طريق إسحاق بن عبداللَّه بن كيسان
(1)
، عن أبيه
(2)
،
عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ نَزَلَ عَلَيْهِ {
…
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] إِلَى آخِرَ الْقِصَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَا فَاطِمَةُ، جَاءَ نَصْرُ اللَّه وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللَّه أَفْوَاجَاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَاً
(3)
عَلَى أَنَّهُ يَكُونَ بَعْدِي فِي المُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ».
قَالَ: عَلَامَ نُجَاهِدُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ آمَنَّا؟ قَالَ: «عَلَى الْإِحْدَاثِ فِي
(1)
إسحاق بن عبداللَّه بن كيسان المروزي، ليَّنه أبو أحمد الحاكم، وقال البخاري في ترجمة عبد اللَّه بن كيسان: له ابنٌ يُسمَّى إسحاق منكرٌ ليس من أهل الحديث.
تنبيه: تصحف في المطبوع (يسمى إسحاق) إلى (نسبها إسحاق)، والتصويب من «لسان الميزان» .
ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (5/ 178)، «ميزان الاعتدال» (1/ 200)، «لسان الميزان» (2/ 63).
(2)
عبداللَّه بن كيسان أبو مجاهد المروزي، ضعفه أبو حاتم، وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن حبان في الثقات: يُتَّقى حديثُه من رواية ابنه عنه.
«التاريخ الكبير» للبخاري (5/ 178)، «الجرح والتعديل» (5/ 143)، «الثقات» لابن حبان (7/ 33)، «ميزان الاعتدال» (2/ 425).
(3)
كذا، وأظن فيه تصحيفاً، صوابه: ورأيتُ الناس يدخلون في دين اللَّه أفواجاً، فسبحان اللَّهِ وبحمده، إنه كان تواباً. وقد جاء مثل هذا في بعض الروايات
…
الدِّينِ إِذَا مَا عَمِلُوا بِالرَّأْيِ وَلَا رَأْيَ فِي الدِّينِ، إِنَّمَا الدِّينُ مِنَ الرَّبِّ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ».
قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّه أَرَأَيْتَ إِنْ عَرَضَ لَنَا أَمْرٌ لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ وَلَمْ يُخَصِّصْ فِيهِ سُنَّةٌ مِنْكَ، قَالَ:«تَجْعَلُونَهُ شُورَى بَيْنَ الْعَابِدِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَلَا تَقْضُونَهُ بِرَأْيِ خَاصَّةٍ، فَلَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفَاً أَحَدَاً لَمْ يَكُنْ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ لقِدَمِكَ فِي الْإِسْلَامِ، وقَرابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وصِهْرِكَ وَعِنْدَكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ بَلَاءِ أَبِي طَالِبٍ إِيَّايَ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَأَنَا حَرِيصٌ عَلَى أَنْ أَرْعَى لَهُ فِي وَلَدِهِ» .
هذا لفظ الطبراني، وعند الواحدي مختصرٌ بذكر مناداة فاطمة وعلي، ثم سبِّح اللَّهَ واستغْفِرْه، وفيه أنه أقبل مِن غزوة حنين.
قال الألباني: (مَوضوعٌ. آثار الوضعِ عليه لائحة).
(1)
قلت: آفَتُه: إسحاق بن عبداللَّه، ووالده. والابن أضعف.
قال ابن حجر في «اللسان» : (وأورد الضياءُ في مسند ابن عباس من
…
«المختارة» من رواية إسحاق هذا، عَن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس حديثَاً طويلاً في نزول:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] فتعَقَّبَه الصدرُ الياسُوفي فيما رأيتُ بخطِّهِ فقال: هُو مِن رواية إسحاق، عَن أبيه، وفيهما الضعفُ الشديد).
(2)
ــ وروى محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قال: (لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] قال صلى الله عليه وسلم: «نُعِيَتْ إليَّ نَفسِي بأنه مقبوض في تلك السنَة» .
أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» (3/ 366) رقم (1873)، وابن جرير في «تفسيره» (24/ 709).
وهو ضعيف، عطاء بن السائب، صدوق، اختلط، ومحمد بن فضيل ممن روى عنه بعد الاختلاط. وقال أبو حاتم: وما روى عنه ابنُ فضيل ففيه غلَطٌ واضطِرابٌ، رفَعَ أشياءَ كان يرويه عن التابعين فرفَعَهُ إلى الصحابة.
(1)
والصحيح في الحديث ما رواه ابن عباس من قوله، كما أخرجه البخاري في «صحيحه» ، (ص 811)، كتاب المغازي، باب (51)، حديث (4294) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ: «إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ» قَالَ: فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ قَالَ: وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)} [سورة النصر] حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ
(1)
«الجرح والتعديل» (6/ 334)، «تقريب التهذيب» (ص 422)، «الكواكب النيرات»
…
(ص 319) رقم (39).
نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا نَدْرِي، أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئاً، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَكَذَاكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلامَةُ أَجَلِكَ: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَاً. قَالَ عُمَرُ: «مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ» .
وأخرجه البخاري ـ أيضاً ـ في المواضع التالية: برقم (3627)،
…
(4430)، (4969)، (4970).
وفي آخر حديث برقم (4969) أخرجه من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قال ابن عباس: أجلٌ أو مثَلٌ ضُرِبَ لمحمد صلى الله عليه وسلم نُعِيَتْ له نفسُهُ.
وذكر ابن حجر في «الفتح» (8/ 736) أنَّ عطاء بنَ السائب وهِمَ في روايتِه عن سعيدِ بن جبير، وأنَّ الصوابَ رواية حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد.
وجاء في «صحيح البخاري» (ص 163)، كتاب الصلاة، باب الدعاء في الركوع، حديث (794)، وفي مواضع أخرى برقم (817، 4293، 4967)، وفي «صحيح مسلم» ، (ص 200)، كتاب الصلاة، حديث
…
(484) من حديث مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه، مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا
تَقُولُهَا؟ قَالَ: «جُعِلَتْ لِي عَلَامَةٌ فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا» {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.
…
ـ لفظ مسلم ـ.
وذكر بعدَه حديثَ مُفضِّل، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ نَزَلَ عَلَيْهِ
…
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] يُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا دَعَا. أَوْ قَالَ فِيهَا: «سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي» .
وللحديث روايات أخرى من طريق أبي حازم، وأبي رزين، عن ابن عباس، وفيه ذكر أهل اليمن فقط، وليس فيه ذكر لفاطمة. وكذا جاء عن أبي هريرة رضي الله عنهم.
ينظر: «المطالب العالية» (17/ 130) رقم (4188)، و «مسند أحمد» ـ ط. الرسالة ـ (5/ 275) رقم (3201)، «تفسير الطبري» (24/ 709)،
…
«السلسلة الصحيحة» للألباني (7/ 1106) رقم (3369).
ــ وقولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن مخرَّج في الصحيحين، دون ذكر نزول الآية {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر].
أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (3301) و (4388)، ومسلم في «صحيحه» (52).
ــ وحديث مسارة النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة، وإخبارها بوفاتها، جاء من رواية: عائشة، وأم سلمة رضي الله عنهم.
ينظر: الحديث رقم (28) و (33) من مسند فاطمة في هذا الباب الثالث.
الحكم على الحديث:
الحديث بذكر فاطمة رضي الله عنها ضعيف، وهو مما انفرد به هلال بن خباب، وقد اختُلِف عليه ـ كما سبق ـ مما يدل على عدم ضبطه، وهو وإن كان ثقة إلا أنه تغير بأخره، وروى أحاديث فوهم فيها، وهذا الحديث مما وهم فيه.
وعليه فالحديث بذكر فاطمة رضي الله عنها لايصح.
غريب الحديث:
ــ (نُعِيَتْ): قال ابن فارس: النُّونُ وَالْعَيْنُ وَالْحَرْفُ المعْتَلُّ: أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِشَاعَةِ شَيْءٍ. مِنْهُ النَّعِيُّ: خَبَرُ الموت، وَكَذَا الْآتِي بِخَبَرِ الموت يُقَالُ لَهُ نَعِيٌّ أَيْضاً.
قال ابن الأثير: نَعَى الميِّتَ يَنْعَاهُ نَعْياً ونَعِيّاً، إِذَا أذاعَ مَوْتَهُ، وأخْبَر به، وإذا ندَبَه.
(1)
* * *
(1)
ينظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (5/ 447)، «تهذيب اللغة» للأزهري (3/ 138)، «النهاية» لابن الأثير (5/ 85)، «تاج العروس» (40/ 109).
الحديث الثاني عشر من مسند فاطمة رضي الله عنها
135.
[12] قال الحافظ أبو عبداللهِ الحاكم رحمه الله: حدثني علي بن حمشاد العدل، قال حدثنا محمد بن المغيرة السكري بهمدان، قال: حدثنا القاسم بن الحكم العُرَني، قال: حدثنا الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: علَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاطمةَ كلماتٍ، فكتبتهنَّ في جريدةٍ، ثم وضَعَتْها في البيت.
قال: فالتَمسْتُها، فوجدتُّها في كُناس البيت، فأخذتُها فأعطيتُها أُبَيَّ بن كعب، فقرأها لها:
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لايؤمن باللهِ مَن لا يأمن جاره بوائقه، مَنْ كان يؤمن باللهِ واليوم الآخر؛ فليُكرم جارَه، ومَنْ كان يؤمن باللهِ واليوم الآخر؛ فليُكرم ضيفه، ومَنْ كان يؤمن باللهِ واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت؛ إنَّ اللهَ يحبُّ الحليمَ الحييَّ العفيفَ المتعفف، ويُبغِضُ الفاحشَ السائل المُلْحِف).
[«فضائل فاطمة» لأبي عبدِالله الحاكم (ص 109) حديث رقم (134)]
سبق تخريجه في الحديث رقم (1) من مسند فاطمة.
الحديث الثالث عشر من مسند فاطمة رضي الله عنها
136.
[13] قال أبو عبداللهِ الحاكم رحمه الله: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنِ أَخِي طَاهِرٍ الْعَقِيقِيِّ الْعَلَوِيِّ بِبَغْدَادَ، قال: حدثنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ، قال: حدثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «قَدْ مَرِضَتْ فَاطِمَةُ مَرَضاً شَدِيداً فَقَالَتْ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: أَلَا تَرَيْنَ إِلَى مَا بَلَغْتُ أُحْمَلُ عَلَى السَّرِيرِ ظَاهِراً؟
فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: أَلَا لَعَمْرِي، وَلَكِنْ أَصْنَعُ لَكِ نَعْشاً كَمَا رَأَيْتُ يُصْنَعُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَتْ: فَأَرِنِيهِ.
قَالَ: فَأَرْسَلَتْ أَسْمَاءُ إِلَى جَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَقُطِّعَتْ مِنَ الْأَسْوَافِ وَجُعِلَتْ عَلَى السَّرِيرِ نَعْشاً، وَهُوَ أَوَّلُ مَا كَانَ النَّعْشُ.
فَتَبَسَّمَتْ فَاطِمَةُ، وَمَا رَأَيْتُهَا مُتَبَسِّمَةً بَعْدَ أَبِيهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ حَمَلْنَاهَا وَدَفَنَّاهَا لَيْلَاً».
(1)
[«المستدرك على الصحيحين» للحاكم (3/ 177)، حديث رقم (4763)]
(1)
ذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (18/ 24) ضمن مسند فاطمة.
دراسة الإسناد:
ــ الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيداللَّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد بن أخي أبي طاهر النسَّابة العلَوي الْعَقِيقِيِّ.
(1)
وَضَّاعٌ.
قال عنه ابن الجوزي: منكر الحديث. وقال: كان رافضياً.
وذكر الذهبي أنه وضَّاع، رافضي، وذكر أحاديث من وضعه، منها:
…
«عليٌّ خيرُ البشَر، مَن أبى فقد كَفَر» .
(2)
ــ يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيداللَّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين العَقِيقي، مؤرِّخٌ، نسَّابة.
مجهول الحال.
وُلِد بالمدينة (سنة 214 هـ)، وتوفي بمكة (سنة 277 هـ).
(1)
العقيقي نسبة إلى سُكناه وادي العقيق، كما في «توضيح المشتبه» (6/ 297).
(2)
ينظر: «تاريخ بغداد» (8/ 445)، «الموضوعات» لابن الجوزي (2/ 110، 152)،
…
«ميزان الاعتدال» (1/ 475)، «المغني» للذهبي (1/ 257)، «لسان الميزان»
…
(3/ 116)، «توضيح المشتبه» (6/ 297)، «الكشف الحثيث فيمن رمي بوضع الحديث» (ص 94) رقم (226)، «الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم» للمنصوري (1/ 429) رقم (308).
من مؤلفاته: «أخبار المدينة» ، و «أنساب آل أبي طالب» ، وغيرهما.
قيل: هو أولُ مَن صنَّفَ في أنساب الطالِبيِّين.
(1)
ــ بكر بن عبد الوهاب بن محمد بن الوليد بن نجيح المدني، ابْن أخت محمد بن عُمَر الواقدي.
صدوق.
قال أبوحاتم: صدوق، سمعت أَحْمَد بْن صالح أثنى عليه خيراً.
وقال ابن حجر في «التقريب» : صدوق.
(2)
ــ محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأَسلميُّ مولاهم، أبو عَبدِاللَّه المدني، قاضي بغداد.
متروك.
وثَّقَه جماعةٌ؛ ثم «استقرَّ الإجماعُ على وَهْنِ الواقدي» قاله الذهبي في
…
«الميزان» . وقال: «انعقدَ الإجماعُ اليومَ على أنه ليس بحُجَّةٍ، وأنَّ حديثَه في عِداد الواهي» .
(1)
ينظر: «الأعلام» للزركلي (8/ 140)، «معجم المؤلفين» لعمركحالة (4/ 90)،
…
«طبقات النسابين» لبكر أبو زيد (ص 94)، ثم طبع كتاب بعنوان «مرويات كتاب أخبار المدينة» ليحيى العلوي العقيقي ـ جمع وتوثيق ودراسة ـ» لعبدالعزيز بن عوض الجهني.
(2)
ينظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (2/ 389)، «تهذيب الكمال» (4/ 220)،
…
«تاريخ الإسلام» للذهبي (6/ 58)، «تهذيب التهذيب» (1/ 485)، «تقريب التهذيب» (ص 165).
قال البخاري: سكتوا عنه، تركَهُ أحمدُ وابنُ نمير. وقال مرَّةً: متروك.
قال الإمام أحمد: يُركِّب الأسانيد، وقال أبو زرعة: ترك الناسُ حديثَ الواقدي.
قال البخاري مَرةً، ومسلم، وغيرهما: متروك الحديث.
قال ابن معين في رواية، والنسائي: ليس بثقة. وذكره النسائي ضمن أربعة معروفين بالكذب.
قال عنه الذهبي في «السير» : (جمعَ فأوعى، وخلَطَ الغثَّ بالسمين، والخرز بالدرِّ الثمين، فاطَّرَحُوه لذلك، ومع هذا، فلا يُستغنَى عنه في المغازي، وأيامِ الصحابة، وأخبارِهم.
وقال: لا شيءَ للواقديِّ في الكتب الستة، إلا حديثٌ واحد عند ابن ماجه (رقم 1095)، حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا شيخ لنا، فما جسَرَ ابنُ ماجه أن يُفصِحَ به، وما ذاك إلا لوهنِ الواقدي عند العلماء، ويقولون: إنَّ ما رواه عنه كاتبُه في «الطبقات» ، هو أمثلُ قليلاً من رواية الغير عنه).
وقال الذهبي أيضاً في آخر ترجمته: (وقد تقرَّرَ أنَّ الواقدي ضَعيفٌ، يُحتاجُ إليه في الغزوات والتاريخ، ونُورِدُ آثارَه من غير احتجاج، أمَّا في الفرائض، فلا ينبغي أنْ يُذكَر، فهذه الكتبُ الستة، و «مسند أحمد» ، وعامةُ مَن جمع في الأحكام، نراهم يترخَّصُونَ في إخراج أحاديث أُنَاسٍ ضُعفَاء، بل ومتروكين، ومع هذا لا يُخرِجون لمحمد بن عمر شيئاً، مع أن وزنه عندي أنه
…
ـ
مع ضعفِه ـ يُكتب حديثُه ويُروى؛ لأني لا أتَّهمُه بالوضع، وقولُ مَن أهدرَهُ، فيه مجازَفةٌ مِن بعض الوجوه، كما أنه لا عبرةَ بتوثيق مَن وثَّقَه: كيزيد، وأبي عُبيد، والصاغاني، والحربي، ومَعن، وتمام عشرة محدِّثين، إذْ قَدْ انعقدَ الإجماعُ اليومَ على أنه ليس بحُجَّةٍ، وأنَّ حديثَه في عِداد الواهي رحمه الله).
وذكر الذهبي أيضاً في «الميزان» : أحدُ أوعِيَةِ العِلْمِ على ضَعفِهِ .... إلى حِفظِه المنتَهى في الأخبار، والسير، والمغازي، والحوادث، وأيام الناس، والفقه، وغير ذلك.
قال ابن حجر في «التقريب» : متروك، مع سعَةِ عِلْمِه.
(ت 207 هـ).
(1)
ــ محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب، أبوحفص الهاشمي القرشي.
مجهول الحال.
قال ابن أبي حاتم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل، روى عنه ابنه، سمعت أبي يقول ذلك.
(1)
ينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (1/ 178)، «الجرح والتعديل» (8/ 20)،
…
«الضعفاء» للعقيلي (4/ 1265)، «تاريخ بغداد» (4/ 5)، «تهذيب الكمال»
…
(26/ 180)، «سير أعلام النبلاء» (9/ 454)، «ميزان الاعتدال» (4/ 218)،
…
«تهذيب التهذيب» (9/ 363)، «تقريب التهذيب» (ص 529).
قال ابن القطان: مجهول الحال.
(1)
ــ عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أَبي طالب القرشي الهاشمي المدني، وهو عمر بن علي الأصغر.
صدوق.
ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال: يخطئ.
قال الذهبي في «الكاشف» : وُثِّق. وقال في «تاريخ الإسلام» : (كان سيّداً، كثير العبادة والاجتهاد، لَهُ فضل وعِلم).
قال مغلطاي: صحَّحَ أبو علي الطوسي حديثَه، وكذلك الحاكم.
قال ابن حجر في «التقريب» : صدوق، فاضل.
روى له مسلم في «صحيحه» ، والنسائي، والترمذي.
(2)
ــ علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، زين العابدين.
ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
(3)
(1)
«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (8/ 19)، «بيان الوهم والإيهام» لابن القطان (3/ 354).
(2)
ينظر: «الثقات» لابن حبان (7/ 180)، «تهذيب الكمال» (21/ 466)، «الكاشف» (3/ 496)، «تاريخ الإسلام» (3/ 287)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (10/ 104)، «تهذيب التهذيب» (7/ 485)، «تقريب التهذيب» (ص 446).
(3)
سبقت ترجمته في الحديث رقم (8) من مسند فاطمة.
تخريج الحديث:
ــ أخرجه الحاكم في «المستدرك» من طريق بكر بن عبدالوهاب ـ كما سبق ـ.
ــ وابن سعد في «الطبقات» (8/ 28) عن الواقدي، به. مختصراً، بلفظ:«فاطِمَةُ أَوَّلُ مَنْ جُعِلَ لَهَا النَّعْشُ، عَمِلَتْهُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَكَانَتْ قَدْ رَأَتْهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ» .
ــ والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 111) رقم (212) من طريق إبراهيم بن هاشم.
ثلاثتهم: (بكر بن عبدالوهاب، وابن سعد، وإبراهيم بن هاشم) عن الواقدي، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
لفظ ابن سعد مختصراً ـ كما سبق ـ، ولفظ إبراهيم بن هاشم بنحوه.
فمَدَارُه على الواقديِّ ـ وهو متروك ـ، ومحمد بن عمر بن علي ـ وهو مجهول الحال ـ.
ــ وأخرج الدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 112) رقم (114) من طريق محمد بن الحسن، ويحيى بن المغيرة بن قَزَعَةَ.
ــ وابن شاهين في «ناسخ الحديث ومنسوخه» (ص 483) رقم
…
(647) من طريق علي بن مسلم.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 77) رقم (85) من طريق جعفر بن مسافر التنيسي.
ــ والحاكم أيضاً في (ص 77) رقم (86)، وأبو نعيم في «الحلية»
…
(2/ 43)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (4/ 34)، وابن عبدالبر في
…
«الاستيعاب» (4/ 1898)، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (2/ 81) رقم (449)، من طريق قتيبة بن سعيد.
خمستهم: عن ابن أبي فديك، عن محمد بن موسى بن أبي عبداللَّه الفِطري
(1)
، عَنْ عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أُمِّهِ أُمِّ جعفرٍ، عن أسماء بنت عُميس.
ـ عند ابن شاهين في آخر الحديث: قال ابنُ أبي فُدَيكٍ: فاطمةُ عليها السلام أَوَّلُ مَنْ عُمِلَ عَلَيْهَا النَّعْشُ.
ــ عند الدولابي، وحديث قتيبة زيادات: عن أسماء بنت عميس، أن فاطمة بنت رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالت لأسماءَ بنتِ عُمَيس:«إني قد استقبحتُ ما يُصنع بالنساء، إنه ليُطرح على المرأة الثوب فيصِفُها مَن رأى» . فقالت أسماء: يا بنت رسول اللَّه، أنا أريكِ شيئاً رأيتُه بأرض الحبشة. قالت: فدعت بجريدة رطبة فحنتها، ثم طرحَتْ عليها ثوباً.
(1)
تصحف في مطبوعة «ناسخ الحديث» ـ ط. الزهيري ـ إلى موسى بن أبي عبداللَّه.
فقالت فاطمة: «ما أحسنَ هذا وأجملَه، تُعرفُ بها المرأةُ مِن الرجل» .
قال: قالت فاطمة: «فإذا متُّ فاغسليني أنتِ، ولا يدخُلَنَّ عَلَيَّ أحَدٌ» .
فلما توفيت فاطمة، جاءت عائشة تدخل عليها، فقالت أسماء: لا تدخلي، فكلَّمَت عائشة أبا بكر، فقالت:«إنَّ هذه الخثعمية تحول بيننا وبين ابنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد جُعلَت لها مثل هودج العروس» .
فقالت أسماء لأبي بكر: أمرتَنْي أنْ لا يدخُلَ عليها أحدٌ، وأَرَيْتُهَا هذا الذي صَنَعْتُ، وهي حيَّةٌ، فأمرتني أن أصنع ذلك لها.
قال أبو بكر: «اصنعي ما أمَرَتْكِ، فانصرفَ، وغسَّلَها عليٌّ وأسماءُ» .
ــ هذا لفظ الدولابي، والبقيةُ ممن أخرج حديث قتيبة رواه مثله، إلا أبا نعيم لم يذكر مجئ أبي بكر.
ــ عند الحاكم في الموضع الثاني رقم (86)، والبيهقي، وابن عبدالبر، وأبي نعيم: عن عون، عن أم جعفر، وعن عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر، أن فاطمة قالت لأسماء
…
ــ وعند الحاكم في الموضع الأول رقم (85)، في آخره زيادة، قالت فاطمة: ولا يلي غَسْلي إلا أنتِ وعليُّ.
ــ قال الجوزقاني عقب الحديث: (هذا حديثٌ مشهورٌ حسَنٌ، رواه عن أمِّ جعفر عمارةُ بنُ المهاجر).
قلت: الحديث ضعيف:
ابن أبي فُديك هو محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلي: صدوق.
ومحمد بن موسى الفطري: صدوق رمي بالتشيع.
وعون بن محمد: مجهول الحال.
وأم جعفر، بنتُ محمد بن جعفر: مقبولة، حيث تتابع. كما في
…
«التقريب» . ولم تتابع.
وستأتي تراجمهم في الحديث رقم (27) من مسند فاطمة.
وفيه مخالفة ما ثبت في «الصحيحين» قالت عائشة رضي الله عنها: (
…
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلَاً، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهَا
…
).
(1)
وقد تابع أمَّ جعفر: ابنُ عباس ـ في الحديث محل الدراسة ـ وإسناده ضعيف جداً:
ــ عمارة بن المهاجر: مجهول الحال. يروي عن أم جعفر، ويروي عنه: عون بن محمد، وغيره. ترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه
(1)
سبق تخريجه في الباب الأول: الحديث رقم (27)، وانظر أيضاً الحديث رقم (70).
جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
(1)
ــ وفي نعش المرأة:
حديث نافع أبي غالب في جنازة عبداللَّه بن عمير، وصلاة أنس بن مالك رضي الله عنه على الجنازة، ثم صلاته على امرأة عليها نعش أخضر
…
الحديثُ مطوَّلاً.
رواه: أبو داود في «سننه» حديث رقم (3194)، ومن طريقه:[ابن حزم في «المحلى» (3/ 346)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (4/ 33)]، ورواه الترمذي مختصراً، حديث رقم (1034) وفيه: فقام وسط السرير.
والحديث حسَّنه الترمذيُّ، وصحَّحَهُ ابنُ الملقن في «البدر المنير»
…
(5/ 257).
ــ أخرج ابن سعد ـ ط. صادر ـ (8/ 111)، وـ ط. الخانجي ـ
…
(10/ 108) قال: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبٌ، عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ: أَنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَخْرُجُونَ بِهِمْ سَوَاءً، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَمَرَ عُمَرُ مُنَادِياً فَنَادَى أَلَا لَا يَخْرُجُ عَلَى زَيْنَبَ إِلَّا ذُو رَحِمٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَتْ بِنْتُ عُمَيْسٍ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَلَا أُرِيكَ شَيْئَاً رَأَيْتُ الْحَبَشَةَ تَصْنَعُهُ لِنِسَائِهِمْ؟ فَجَعَلَتْ نَعْشاً وَغَشَّتْهُ ثَوْباً، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: «مَا
(1)
ينظر: «التاريخ الكبير» (6/ 504)، «الجرح والتعديل» (6/ 369)، «الثقات» لابن حبان (7/ 261).