الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التيجانية
ورد الطريقة التيجانية
فتوى رقم (117) :
س: مضمون السؤال أن المدعو عيسى جبريل يرغب في معرفة الكثير مما أنزل الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويرجو التكرم بإفادته هل الورد الذي يقوم به التيجانيون والتيجانية صحيح في الإسلام؟ فقد سمع كثيرا من المدارس الإسلامية تعارضه والتيجانيون يستعملونه بعد صلاة المغرب فهم ينشرون قطعة قماش بيضاء في المسجد ويجلسون حولها ويتلون لا إله إلا الله وكلمتين أخريين معها مائة مرة، ويرجو مساعدته في إيضاح الحق.
ج: حثت الشريعة الإسلامية على ذكر الله تعالى ورغبت في ذلك كثيرا وبينت أنه يحيي النفوس وتطمئن به القلوب وتنشرح به الصدور، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (1){وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (2) وقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (3)
(1) سورة الأحزاب الآية 41
(2)
سورة الأحزاب الآية 42
(3)
سورة الرعد الآية 28
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت (1) » رواه البخاري وكما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الأمر بالذكر والترغيب فيه مجملا جاء فيهما مفصلا فبين القرآن أن ذكر الله يكون بالقلب؛ إجلالا لله، وإعظاما له، وهيبة ووقارا، أو خوفا منه ورغبة إليه خفية وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والأصال، وبين أن الصلاة أعظم ذكرا لله، قال تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (2){فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (3) وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (4) وفي الصلاة القراءة والتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء، وقال تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (5)
وبينت السنة قولية وعملية أنواع الأذكار وأوقاتها وكيفيتها فبينت أذكار الصباح والمساء والشدة والبلاء وعند النوم
(1) البخاري [فتح الباري] برقم (6407) ، ومسلم برقم (779) .
(2)
سورة البقرة الآية 238
(3)
سورة البقرة الآية 239
(4)
سورة النساء الآية 103
(5)
سورة الأعراف الآية 205
واليقظة وعند الأسفار والعودة منها
…
إلخ، وعينت كلماتها وكيفياتها، ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:«رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (1) » ، فمن ذكر الله تعالى كما جاء في بيان الكتاب والسنة من أنواع الذكر وأوقاتها وكيفياتها فقد اتبع هدي الله تعالى، وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام وكسب الأجر والمثوبة، ومن غير صيغ الأذكار وحرفها أو بدل في كيفياتها والتزم فيها كيفيات لم يلتزمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق ما قيده أو قيد ما أطلقه، والتزم طريقة في أداء الأذكار لم تعهد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في زمن أصحابه ولا القرون الثلاثة المشهود لها بالخير فقد أساء وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله وحرم الأجر والثواب، وكان من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ومن ذلك ما التزمه بعض أصحاب الطرق كالتيجانية من نشر قطعة قماش بيضاء يلتف حولها الذاكرون بلا إله إلا الله ونحوها من الأذكار بعد المغرب، فالذكر مشروع، وكلمة لا إله إلا الله أفضل ما قاله النبيون، والذكر بها من أفضل الأذكار، ولكن التزام نشر الرقعة البيضاء والاجتماع حولها، وتخصيص ما بعد المغرب لذلك الذكر، وإيقاعه جماعيا بدعة ابتدعوها لم يأذن بها الله ولا رسوله، وخير العمل ما كان اتباعا، وشره ما كان ابتداعا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة (2) » . وقوله: «من أحدث في
(1) صحيح البخاري الأذان (660) ، صحيح مسلم الزكاة (1031) ، سنن الترمذي الزهد (2391) ، سنن النسائي آداب القضاة (5380) ، مسند أحمد بن حنبل (2/439) ، موطأ مالك الجامع (1777) .
(2)
سنن أبو داود السنة (4607) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (1) » ، ومن ذلك الاجتماع قبل الفجر أو بعده أو بعد العشاء للتعبد بأوراد وضعوها من عند أنفسهم أو الأذكار بهيئات مزرية وترنحات هي إلى الألعاب والتمثيل أقرب وبه أشبه، ومن ذلك ذكرهم بكلمة (هو) وكلمة (آه) وليستا من أسماء الله، بل الأولى ضمير الغائب، والثانية كلمة توجع، فالذكر بهما من البدع المنكرة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن سليمان بن منيع
…
عبد الله بن الرحمن بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
إبراهيم بن محمد آل الشيخ
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .
السؤال الثالث من الفتوى رقم (2139) :
س3: هل يجوز قراءة ورد التيجانية والتعبد به أو لا؟
ج3: الطريقة التيجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، بل فيها بدع شركية تخرج من يعتقدها أو يعمل بها من ملة الإسلام والعياذ بالله، وأورادها فيها بدع فلا يجوز التعبد بها؛ لأن الأذكار من العبادات، والعبادات توقيفية يرجع فيها إلى كتاب الله، وإلى ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلاوة القرآن الكريم، وما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر والدعاء في دواوين
السنة، والكتب التي استخلصت، منها مثل [رياض الصالحين] للنووي، و [الكلم الطيب] لابن تيمية و [الوابل الصيب] لابن القيم، و [الأذكار] للنووي وغيرها من كتب الحديث المعتمدة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الخامس من الفتوى رقم (2392) :
س5: ما حكم أوراد الأولياء والصالحين كمذهب القاديانية والتيجانية وغيرهما؟ أيجوز التمسك بها أم لا وما حكم كتاب [دلائل الخيرات] ؟
ج5: أولا: ورد في الكتاب والسنة نصوص مشتملة على الأدعية والأذكار المشروعة، وجمع بعض العلماء جملة من ذلك: كالنووي في كتابه [الأذكار] وابن السني في [عمل اليوم والليلة] وابن القيم في كتاب [الوابل الصيب] ، وكتب السنة تشتمل على أبواب خاصة للأدعية والأذكار فعليكم الرجوع إليها.
ثانيا: الأولياء الصالحون هم أولياء الله المتبعون لشرعه قولا وعملا واعتقادا، وأما الطوائف الضالة كالتيجانية فليسوا من أولياء الله، بل هم من أولياء الشيطان، وننصحك بقراءة كتاب [الفرقان
بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان] ، وكتاب [اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم] ، وهما لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ثالثا: مما تقدم يتبين أنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ أورادهم ويجعلها أورادا له، بل عليه الاكتفاء بالمشروع، وهو ما ورد في الكتاب والسنة.
رابعا: أما كتاب [دلائل الخيرات] فننصحك بتركه؛ لما يشتمل عليه من الأمور المبتدعة والشركية، وفي الوارد في القرآن والسنة غنية عنه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى رقم (5292) :
س: أريد من مجلسكم الموقر أن تنظروا في هذه القصيدة المقدمة إليكم، خاصة وأنها تقرأ بعد ختم القرآن، ولهذا فإني أريد فتوى في هذا الشأن؛ لأنني لم أجد من يقنعني في بلادنا، هل هو جائز شرعا هذا الدعاء أم لا؟
ج: أولا: لا يجوز أن يقرأ شعر عند ختم القرآن لا قصيدتك
ولا غيرها؛ لعدم ورود شيء بذلك عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، بل ذلك بدعة محدثة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد (1) » ، وفي لفظ:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (2) » .
ثانيا: سبق أن صدر منا فتوى في حكم الدعاء بعد ختم القرآن برقم (5042) هذا نصها: (الدعاء المنسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية عند ختم القرآن لا نعلم صحته عنه، ولم نقف عليه بشيء من التفسير، لكن قد اشتهرت نسبته إليه، ولا نعلم فيه بأسا، وإذا دعا الإنسان بدعوات أخرى فلا بأس بذلك؛ لعدم الدليل على تعيين دعاء معين) .
ثالثا: قصيدتك بها استغاثة واستنصار بغير الله سبحانه فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه وتعالى، وكذلك بها التجاء إلى غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه مثل قولك:
بك استغثنا وبك التوسل
…
يا ملجأ الخائف يا معقل
يا عروة الوثقى ويا ملاذي
…
لدى الشدائد ويا عياذي
العجل العجل بالإغاثة
…
يا من له كل العلى وراثة
وقوله:
يا أحمد التيجاني يا غيث القلوب
…
أما ترى ما نحن فيه من كروب
وهذه الأشياء كلها من أنواع الشرك الأكبر التي يخلد من مات
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .
(2)
صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .
عليها في النار، كما أن فيها أمورا بدعية كالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره صالح أو طالح من الناس، فاستغفر الله وتب إليه سبحانه فهو القائل:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (1)، والقائل:{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} (2)
…
إلى قوله: {فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} (3)
رابعا: أحمد التيجاني وأتباعه الملتزمون لطريقته من أشد خلق الله غلوا وكفرا وضلالا وابتداعا في الدين لما لم يشرعه الله سبحانه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وسبق أن كتبت اللجنة الدائمة نماذج لبدعهم (4) وضلالهم، ونرجو أن ينفعك الله بها وأن تكون سببا في هدايتك لسبيل الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة المبينة صفاتهم في قوله صلى الله عليه وسلم:«ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي (5) » .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة طه الآية 82
(2)
سورة الفرقان الآية 68
(3)
سورة الفرقان الآية 71
(4)
انظر بدع التيجانية في هذا الباب.
(5)
سنن الترمذي الإيمان (2641) .