الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رؤية الله في الدنيا
هل يري الله في الدنيا؟
السؤال الأولى من الفتوى رقم (2450) :
س1: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماوات السبع إلى السدرة وإلى آخر ذلك كما ورد في [تفسير الصاوي على الجلالين] ، والمراد هل نظر الرسول الكريم في معراجه هذا إلى المولى عز وجل بعينه أم لا؟
ج1: عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من النصوص الشرعية أن محمدا صلى الله عليه وسلم لما أسري به وعرج به لم ير ربه بعينيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك: «رأيت نورا (1) » ، وفي رواية أخرى:«نور أنى أراه (2) » أخرجهما مسلم في صحيحه ولقوله صلى الله عليه وسلم «واعلموا أنه لن يرى منكم أحد ربه حتى يموت (3) » خرجه مسلم أيضا.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح مسلم الإيمان (178) .
(2)
صحيح مسلم الإيمان (178) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3282) ، مسند أحمد بن حنبل (5/175) .
(3)
صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (2931) .
السؤال الثاني من الفتوى رقم (1619) :
س2: هل تصح رؤية الله في الدنيا جهرة؟
ج2: هذه المسألة من المسائل المبنية على التوقيف، فلا يصح أن تثبت لأحد إلا بدليل يصح الاستناد إليه، وقد دل القرآن
على أن موسى لم ير ربه، فإنه لما طلب الرؤية أجابه بقوله تعالى:{لَنْ تَرَانِي} (1) ودلت السنة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره بعينيه، ففي [صحيح مسلم] عن مسروق قال:«كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، فقالت: أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: إلى قوله: (7) » ، الحديث (8)
(1) سورة الأعراف الآية 143
(2)
صحيح البخاري بدء الخلق (3234) ، صحيح مسلم الإيمان (177) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3068) ، مسند أحمد بن حنبل (6/50) .
(3)
سورة التكوير الآية 23 (2){وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}
(4)
سورة النجم الآية 13 (3){وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}
(5)
سورة الأنعام الآية 103 (4){لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
(6)
سورة الشورى الآية 51 (5){وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}
(7)
سورة الشورى الآية 51 (6){عَلِيٌّ حَكِيمٌ}
(8)
البخاري [فتح الباري] برقم (4612، 4855، 7380) ، ومسلم برقم (177) ، والترمذي برقم (3070) .
وفي [صحيح مسلم] عن أبي ذر، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: «رأيت نورا (1) » ، وفي لفظ قال:«نور أنى أراه (2) » وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت (3) » .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد اتفق أئمة المسلمين على أن أحدا من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع أن جماهير الأمة اتفقوا على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة المسلمين.
ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا: إن محمدا رأى ربه بعينه، بل الثابت عنهما: إما إطلاق الرؤية، وإما تقييدها بالفؤاد، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه، وقوله:«أتاني ربي في أحسن صورة (4) » .
الحديث الذي رواه الترمذي وغيره إنما كان بالمدينة في المنام هكذا جاء مفسرا.
وكذلك حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس وغيرهما- مما فيه رؤية ربه - إنما كان بالمدينة كما جاء مفسرا في الأحاديث
(1) صحيح مسلم الإيمان (178) .
(2)
مسلم برقم (178) ، والترمذي برقم (3278) .
(3)
مسلم برقم (2931) ، وأبو داود برقم (4318) ، والترمذي برقم (2236) .
(4)
الإمام أحمد (1 / 368) و (5 / 243) ، والترمذي برقم (3232، 3233) .
والمعراج كان بمكة، كما قال سبحانه وتعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (1) وقد ثبت بنص القرآن أن موسى قيل له: {لَنْ تَرَانِي} (2) وأن رؤية الله أعظم من إنزال كتاب من السماء، كما قال تعالى:{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} (3) فمن قال: إن أحدا من الناس يراه فقد زعم أنه أعظم من موسى بن عمران، ودعواه أعظم من دعوى من ادعى أن الله أنزل عليه كتابا من السماء، فالصحابة والتابعون وأئمة المسلمين على أن الله يرى في الآخرة بالأبصار عيانا وأن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه لكن يرى في المنام، ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه وهو غالط، ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية (4) .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة الإسراء الآية 1
(2)
سورة الأعراف الآية 143
(3)
سورة النساء الآية 153
(4)
[فتاوى ابن تيمية] ، (2 / 335) .