الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالث: اللذة العقلية
…
ملائمة له وموافقة له بأن يعتقد فيه ما يسره ويوافقه بالمحبة والتعظيم كان ذلك مما يوجب لذته ولذته بإدراكه ذلك الملائم من الناس ومدحهم المظهر لاعتقادهم ومن طاعتهم وموافقتهم المظهرة لمحبتهم وتعظيمهم
والجنس الثالث أن يكون ما يعلمه بقلبه وروحه وبعقله كذلك كالتذاذه بذكر الله ومعرفته ومعرفة الحق وتألمه بالجهل إما البسيط وهو عدم الكلام والذكر وإما المركب وهو اعتقاد الباطل كما يتألم الجسد بعدم غذائه تارة وبالتغذي بالمضار أخري
كذلك النفس تتألم بعدم غذائها وهو موافقة الناس وإكرامهم تارة وبالتغذي بالضد وهو مخالفتهم وإهانتهم فكذلك القلب يتألم بعدم غذائه وهو العلم الحق وذكر الله تارة والتغذي بالضد وهو ذكر الباطل واعتقاده أخري
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كل أحد يحب أن تؤتي مأدبته وإن مأدبة الله هي القرآن".
وهذه اللذات الثلاث اللذات الحسية والوهمية والعقلية وقد علمت أن كل ما خلقه الله في الحي من قوي الإدراك والحركة فإنما خلقه لحكمة وفي ذلك من جلب المنفعة للحي ودفع المضرة عنه ما هو من عظيم نعم الله عليه
والله سبحانه بعث الرسل لتكميل الفطرة وتقريرها لا بتحويلها وتغييرها وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط والله شرع من الدين ما فيه استعمال هذه القوي على وجه العدل والاعتدال الذي فيه صلاح الدنيا والآخرة
ومن المعلوم أن قوي الحركة في الجسد التي هي حركات طبعية متى لم تكن على وجه الاعتدال وإلا فسد الجسد وكذلك قوي الإدراك والحركة التي فيه وفي النفس متى لم تكن على وجه الاعتدال وإلا فسد الجسد والحركة الطبعية ليس فيها حس ولا إرادة وهذه لا تكون عن حركة إرادية كما تقدم لكن لا يكون ذلك في نفس المتحرك بطبعه كحركة الغذاء قبل أن يصرفه الخارج من السبيلين وغير ذلك