الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطعامهم (1)، وشرابهم (2)، وصفاتهم (3)، وأطوالهم (4)، وفواكههم (5)، ولباسهم (6)، وأعظم نعيم أهل الجنة النظر إلى وجه اللَّه الكريم (7)، فالداعية إذا استخدم هذا النوع من الترغيب يجذب قلوب الناس إلى الرغبة في هذا النعيم الدائم.
القسم الثاني: الترغيب في أنواع الطاعات:
وهذا القسم مهمٌّ جدّاً لا يقل أهمية عن القسم الأول، والناس يحتاجون إليه؛ ليشمروا عن ساعد الجد في عمل أنواع الطاعات، فينبغي للداعية إلى اللَّه أن لا يغفل هذا الجانب، ويهتم بترغيب الناس بالأقوال الحكيمة في أنواع البر والإحسان، وجميع أنواع الطاعات: كحثهم على تحقيق كلمة الإخلاص، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد لإعلاء كلمة اللَّه، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، وغير ذلك.
(1) انظر: سورة الطور، الآيتان: 27، 28، والواقعة الآيات: 10 - 40.
(2)
انظر: سورة الإنسان، الآيات 5 - 22.
(3)
انظر: البخاري مع الفتح، 6/ 318، 362، ومسلم، 4/ 2180.
(4)
انظر: البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب خلق آدم وذريته، 6/ 362، (رقم 3326).
(5)
انظر: سورة الرحمن، الآيات: 52 - 68، والواقعة، الآيات: 19 - 33.
(6)
انظر: سورة الكهف، الآية 15، وسورة الحج، الآية:23.
(7)
انظر: سورة يونس، الآية: 26، وسورة ق، الآية: 35، وسورة القيامة، الآيتان: 22 - 23.
وكذلك ينبغي ترغيب الناس في أنواع الفضائل النفسية: كالشجاعة، والعفة، والصدق، والوفاء، والأمانة، والإخلاص، والحلم، والتواضع، والكرم، والصبر، وطهارة الضمير، وحبّ الخير للناس، والعدل والإحسان، وغير ذلك مما ينفع الأمة في العاجل والآجل بذكر ما جاء فيها من الترغيب من الكتاب والسنة الصحيحة والحسنة والآثار الثابتة مع شرح ذلك شرحاً وافياً حسبما تدعو إليه الحاجة (1).
ومن أمثلة الترغيب في هذه الأنواع: قوله تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (2)، وقال تعالى:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (3)، وقال تعالى: {الَّذِينَ
(1) انظر: هداية المرشدين، ص199.
(2)
سورة البقرة، الآية:177.
(3)
سورة آل عمران، الآيتان: 16 - 17.
يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1)، وغير ذلك كثير من كتاب اللَّه تعالى (2).
وكذا قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في أنواع الطاعات من الأحاديث ما لا يُحصى، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعبد اللَّه بن عمرو:((أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانةٍ، وصدقُ حديثٍ، وحُسنُ خليقةٍ، وعفّةٌ في طعمةٍ)) (3).
ومن هذا النوع حديث معاذ بن جبل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يدخله الجنة ويباعده عن النار، فعدّ له النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة خصلة من أنواع الطاعات (4).
(1) سورة آل عمران، الآيتان: 134 - 135.
(2)
انظر: سورة النساء، الآية: 114، والتوبة، الآية: 71، والمؤمنون، الآيات:1 - 11، والفرقان، الآيات: 63 - 77، ولقمان، الآيات: 13 - 19، والأحزاب، الآية: 35، والصف، الآيات: 10 - 13، وغير ذلك من الآيات في الترغيب في أنواع الطاعات.
(3)
أخرجه أحمد في المسند بإسناد جيد، 2/ 177، والحاكم 4/ 314، وانظر: صحيح الجامع الصغير، 1/ 301، برقم 886.
(4)
انظر: سنن الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، 5/ 11، (رقم 2616) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة 2/ 1314، (رقم 3973)، وأحمد، 5/ 231، وانظر صحيح الترمذي، وانظر أحاديث أخرى في الترغيب في أنواع الطاعات في البخاري مع الفتح، 6/ 11، 10/ 415، ومسلم، 4/ 1982.