الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والوثنيين، وأهل الكتاب، وغيرهم من الكفار، فهؤلاء إذا لم ينفع فيهم جدالهم بالتي هي أحسن، ولم يستفيدوا من حكمة القول: العقلية والحسية، والنقلية، والبراهين والمعجزات، وأعرضوا وكذبوا، فحينئذ يكون آخر الطب الكي: وهو استخدام القوة بالجهاد في سبيل اللَّه - تعالى: بالسيف، والسنان، والحجة، والبيان، وبجميع ما يستطيع المسلمون من قوة، بشرط مراعاة الشروط والضوابط الشرعية، مع الإعداد المعنوي والحسي للجهاد، والعمل بأسباب النصر على الأعداء.
القسم الثاني: حكمة القوة مع عصاة المسلمين، فهؤلاء إذا لم ينفع فيهم الوعظ، والترغيب، والترهيب، والقصص الحكيم، وضرب الأمثال، ولم يؤثر فيهم ما يلقى إليهم من الحكمة التصويرية، ولفت أنظارهم إلى الصور المعنوية والآثار المحسوسة، فحينئذٍ يكون من الحكمة في دعوتهم إلى اللَّه استخدام القوة: بالكلمة القوية مع الفعل الحكيم، وبالتهديد الحكيم والوعيد بالعقوبة، وبالتعزير، والهجر للَّه - تعالى -، وإقامة الحدود الشرعية بالشروط والضوابط التي دل عليها الكتاب والسنة.
أما التوصيات والمقترحات:
1 -
فإني أوصي نفسي وإخواني الباحثين والدعاة بتقوى اللَّه - تعالى - فهي وصية اللَّه للأولين والآخرين، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ
أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ
…
} (1).
2 -
التزام الحكمة في جميع الأمور، وخاصة في الدعوة إلى اللَّه - تعالى - قولاً وفعلاً، وتفكيراً، ومنهجاً، وسلوكاً، صدقاً وإخلاصاً ورغبة فيما عند اللَّه - عز وجل - وهذا من أعظم العطايا وأجلّ الهبات، ولا يكون ذلك إلا بالتزام أحكام القرآن الكريم والسنة المطهرة الشريفة، والعناية بهما حفظاً وفهماً وعملاً، وتعليماً للناس ودعوة، فهما المنبعان الصّافيان، من أخذ بهما سعد وفاز في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عنهما وعن هديهما خاب وخسر وضلّ مسعاه، وتشتَّتَ شمله.
3 -
أقترح عقد دورات تدريبية علمية وميدانية للعاملين في مراكز الدعوة ومراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لرفع مستواهم العلمي وتدريسهم كيفية دعوة الناس بالحكمة.
وأسأل اللَّه عز وجل بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يجعلني وإياهم وجميع المسلمين من القائلين بالحق وبه يعملون، وأن يُحسن لنا جميعاً النية والقصد والعاقبة، إنه حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
(1) سورة النساء، الآية:131.