الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
40 -
"نظم الخصائص الواقعة في الإقناع"(1) خ وله غير ذلك من الفتاوى والرسائل والإجازات قال تلميذه محمد الفزي "وأما الفتاوى التي كتب عليها الكراس والأقل والأكثر فكثيرة ولو جمعت لبلغت مجلدات. . "(2).
وقال ابن حميد في ترجمته بعد أن ذكر مصنفاته -قال: "وله غير ذلك من التحريرات والفتاوي الحديثية والفقهية والأجوبة على المسائل العديدة والتراجم لبعض أصحاب المذهب وبالجملة فتآليفه نافعة مفيدة مقبولة سارت بها الركبان وانتشرت في البلدان (3).
عقيدته وبعض المآخذ عليه:
أما عقيدته فقد كان رحمه اللَّه تعالى على معتقد أهل السنة والجماعة في الجملة وقد أبان رحمه الله عن ذلك في كتابه هذا -لوائح الأنوار السنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية.
وفي كتابه الآخر "لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية" حيث يقول مقررًا لأنواع التوحيد "اعلم أن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد الربوبية أن لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت ولا موجد ولا معدم إلا اللَّه تعالى.
وتوحيد الإلهية إفراده تعالى بالعبادة والتأله له والخضوع والذل والحب والافتقار والتوجيه إليه تعالى.
وتوحيد الصفات أن يوصف اللَّه بما وصف به نفسه وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم فيثبت له ما أثبته لنفسه وينفى عنه ما نفاه عن نفسه. . . " ثم قال: "وقد علم
(1) انظر: النعت الأكمل (ص 302 - 303)، وسلك الدرر (4/ 31).
(2)
النعت الأكمل (ص 303).
(3)
السحب الوابلة (ص 342).
أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه، مع ما أثبته من الصفات من غير الحاد فى الأسماء، ولا فى الآيات، فإنه تعالى ذم الملحدين فى أسمائه وآياته" (1).
وقال فى موضع آخر من كتابه هذا لوائح الأنوار السنية عن إثبات صفة الإستواء للَّه تعالى "قد دلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أن اللَّه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه استواء يليق بذاته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل قال تعالى فى محكم كتابه العزيز {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: 4](2).
وقال في كتابه اللوامع: "قد استوى على عرشه من فوق سبع سماواته استواء يليق بذاته كما ورد في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص السلفية مما لا يحصى ويتعذر أن يستقصى، فهذا كتاب اللَّه من أوله إلى آخره وسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها ثم عامة كلام الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان رحمهم الله ثم سائر كلام أئمة الدين ممن تلوى على كلامهم الخناصر ولا ينازع فيه إلا كل مكابر ومعاند، بأن اللَّه تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه"(3).
ومع هذا فإن السفاريني رحمه الله أخذت عليه بعض المآخذ التي خالف فيها عقيدة أهل السنة والجماعة (4) ومن هذه المآخذ:
(1) انظر لوائح الأنوار السنية (1/ 257 - 258) وما بعدها، ولوامع الأنوار (1/ 128 - 129).
(2)
انظر: لوائح الأنوار السنية (1/ 148).
(3)
انظر: لوامع الأنوار البهية (1/ 190).
(4)
وقد نبه على ذلك عدد من العلماء كما أشرت عند الكلام على كتاب المؤلف لوامع الأنوار، انظر (1/ 47).
1 -
تأثره ببعض عبارات أهل الكلام مثل قوله: "القرآن كلام اللَّه القديم"(1).
وقوله: "وسائر صفانه الفعلية من الإستواء والنزول والإتيان والمجئ والتكوين ونحوها قديمة للَّه تعالى ليس شيء من ذلك محدثا"(2).
ومثل قوله فى عقيدته:
وليس ربنا بجوهر ولا
…
عرض ولا جسم تعالى ذو العلى (3).
2 -
ومن المآخذ ما جاء فى كلامه فى مبحث الإستواء بعد أن ذكر الأدلة على الإستواء قال: "فمذهب السلف الإيمان بذلك جريًا على عادتهم من عدم الخوض فى المتشابه مع تفويض علمه إلى اللَّه"(4).
ومثله ما جاء في كتابه اللوامع عند قوله:
فكل ما جاء من الآيات
…
أو صح في الأخبار عن ثقات
من الأحاديث نمره كما
…
قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
قال في شرحه: فكل ما جاء فى الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة مما يوهم تشبيها أو تمثيلا فهو من المتشابه الذي لا يعلمه إلا اللَّه.
(1) انظر كتابه هذا "لوائح الأنوار السنية"(1/ 208)، وكتابه الآخر لوامع الأنوار البهية (1/ 131)؛ وقد أوردت تنبيه الشيخ عبد اللَّه أبا بطين والشيخ سليمان بن سحمان رحمهما اللَّه على هذا الكلام وبيان ما فيه من الخطأ.
انظر: (1/ 208) من هذا الكتاب.
(2)
انظر لوائح الأنوار السنية (1/ 270) ولوامع الأنوار البهية (1/ 112، 258)، وقد ذكرت التنبيه على ذلك فى موضعه (1/ 270).
(3)
انظره مع التنبيه عليه فى لوامع الأنوار (1/ 181) وما بعدها.
(4)
انظر: لوائح الأنوار (1/ 349 - 350).