الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا أبت
الداعي ينقذ المدعو وينقذ أسرته ومن وراءه من عذاب جهنم .. إنه يأخذ بيده ويبعده عن طريق المهالك ومفازات الصحراء، ويبين له طريقًا فيه أجر من واجب أو سنة أو مستحب فله من الأجر مثل ذلك.
للوالدين حقوق كثيرة لا تخفى على عاقل .. والناس تلاحظ ذلك وتراعيه وأذكر أن أحد الشباب قد تقدم لخطبة فتاة فسأل والد الفتاة أباه: كيف بره بك؟ !
ولا شك أن ذلك أكبر منطلق للبر بالأم والزوجة والأخت.
والناس تحت صاحب الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة وتتعاطف مع كبار السن ممن يحتاجون إلى أبنائهم.
وقد ذكر لي أحد الأخوة عن رجل كبير في السن وله منصب وجاه ولم يكن ذا التزام كامل فكان أن مرض وبدأ كبار القوم ووجهاؤهم يزورونه فجعل يثني على أحد أبنائه علانية وأنه بار به لا يفارقه ليلاً ولا نهارًا.
فالتفت القوم إلى الابن البار فإذا عليه سمت الصالحين وسيمًا للخير فكان داعيًا صامتًا. وقد ذكر الشيخ أحمد القطان كيف كانت توبة والده وهي حول هذا الموضوع. وكثير من الشباب الملتزمين ليس لوالديه نصيب من الدعوة بل ولا من التلطف وحسن الأدب وقضاء الحوائج فمن أولى بذلك؟ أتدعو صديقك وتترك أباك وتدع أمك؟ !
لذلك فإن بسط الوجه والإحسان إلى الوالدين وخدمتهما والسهر على راحتهما مفتاح للدعوة إلى الله في قلوبهما.
أخي المسلم:
يغفل كثير عن أمر دعوة من حوله مع أنهم إذا اهتدوا والتزموا يعينون على الطاعة ويثبتون على الحق فهم الأكثر التصاقًا بالمدعو .. بل إن منهم من سيكون له تأثير على تربية أبناء المدعو والمدعوة كالخال مثلاً فهدايته مدعاة إلى المحافظة على صلاح أبنائه؛ إذا رأوا خالهم وأبناءه على حال طيبة .. أما إذا كان الخال على سوء حال والأبناء والأم لا بد أن يذهبوا لأخوالهم قلت أو كثرت تلك الزيارات فإن ذلك له آثار سلبية على الصغار .. وطول مدة الدعوة في هذه العلاقة تجعلها تسير ببطء وبنفس دعوي مركز سيثمر إن شاء الله ..
أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا فاطمة ابنة محمد، يا صفية ابنة عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئًا، سلوني من مالي ما شئتم» .
وهذا سعد بن معاذ رضي الله عنه لما أسلم قال لقومه بني الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام.