الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجليس الصامت
للكتاب الإسلامي انتشار واسع في مشارق الأرض ومغاربها وهو من أقوى وسائل الدعوة إلى الله وأكثرها شيوعًا وانتشارًا وقد ساعد على ذلك صغر حجمه وخفة وزنه وتدني سعره فلا يتجاوز البعض منها ريالاً واحدًا. كما أن لجمال العرض وتصميم الأغلفة عوامل جذب أيضًا.
ولقد تنوعت عناوين الكتب واختلفت المعالجات فيها وللداعي أن يختار من الكتب ما يناسب من المادة والموضوع.
ولا شك أن أهم تلك الكتب كتب العقيدة الصحيحة التي ألفها علماؤنا الأفاضل ولنرى أثر الكتاب واضحًا سأروي قصة أحد الإخوة ممن عملوا في توزيع الكتب على حجاج بيت الله الحرام في مطار جدة فحدثني قائلاً:
إنه في حج 1415 هـ، وأثناء توزيع الكتب على حجاج رحلة قادمة من السودان لفت نظري رجل يحمل كتابًا أصفر تمزقت أطرافه وقد تقادم به الزمن فسألت صاحبه أن يعطيني إياه فرفض وقال: هذا الكتاب له عندنا في القرية سبع عشرة سنة وكلما حج شخص من قريتنا حمل هذا الكتاب. قال المتحدث: فنظرت إلى الكتاب فإذا به «دليل الحاج والمعتمر» للشيخ عبد العزيز بن باز. فقلت له: هاتان نسختان من كتاب التحقيق والإيضاح لنفس المؤلف وتعطيني النسخة الموجودة لديك؟ فوافق بعد مشقة.
وأذكر أيضًا أن إحدى المؤسسات الخيرية التي تقوم بإرسال كتب لخارج المملكة وصلتها رسالة من أخت مغربية أوضحت فيها حالتها المادية الجيدة وكيف أنها تلقت الكتب قبل رمضان بستة أشهر ولم تلق لها بالاً .. حتى جاء شهر رمضان فتناولتها وقرأتها وتابت من أمور كثيرة ذكرتها.
والبعض أرسل يقول أن لديهم أحد الكتيبات الصغيرة محجوز لمدة شهر كامل يتناوبون قراءته واحد إثر الآخر.
ولا شك أن ندرة الكتاب الإسلامي في الخارج يدعو إلى بذل وإرسال المزيد دعوة إلى الله ورفعًا للجهل وإنارة للبصائر.
هذا بالنسبة للبعيد .. أما بالنسبة للقريب من ديارنا فحدثني من أثق به أن هناك مناطق لم تر الكتيبات وقد استظرف أحدهم كتابًا ذا غلاف جميل وحسبه من الروايات الغربية وتعجب من حسن غلافه وتصميمه ومادته.
والكثير ولا شك ربما قرأ كتبًا لكن موضوع النصيحة لم يقرأ عنه كتابًا.
فمثلاً المبذرون لم تصلهم كتب عن التبذير، وأهل الفسق والمعاصي لم تصلهم كتب عن التوبة، وأهل النوم عن الصلاة لم يروا كتبًا عن حكم تأخير الصلاة وهكذا.
ويحسن اختيار الكتاب بدقة وعناية وحرص .. وبالإمكان الاستفادة من البريد في إرساله أو يقدم في الحفلات والتجمعات العائلية والأسرية والمدرسية وغيرها على شكل جوائز وهدايا.
وكثير ممن يرسلون رسائل لأشخاص في الخارج يركزون على كتب الرقائق وبعض قصص التوبة ولا يرسلون معها كتبًا عن العقيدة فما الفائدة إذًا إذا تاب المرسل إليه وعاد ورجع عن معصيته ثم قام ليذهب إلى قبر الولي ليدعوه أو ليطوف به؟ ! فالأولى إرسالهما معًا وإن كان ولا بد من كتاب واحد فكتب العقيدة أولى.
والعجيب من تهاون الكثير في مجال الدعوة المتيسرة لديهم، فمن لديه خادمة يقوم شهريًا بإرسال رسالة لأهلها. فلماذا لا يرسل مع هذه الرسالة كتابًا أو أكثر. ولو أردنا أن نعرف تقصيرنا وأحصينا ما لدينا من خادمات أندونيسيات مثلاً لقارب العدد مليون خادمة حسب الإحصاءات المعلنة فلو أرسل مع كل رسالة كتابان فقط وكان معدل الرسائل عشر رسائل سنويًا لأرسل كل شخص عشرين كتابًا ولأرسلنا من هذا البلد المبارك أكثر من عشرين مليون كتابًا لبلد مسلم استوحشته الأمم الكافرة وقامت بحرب شرسة لتنصيره فالله المستعان! !