الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصغ بقلبك
من نعم الله على هذه الدعوة في هذا الزمن وجود الشريط الإسلامي وهو وجود متعدي النفع، فمن تعدده وكثرة المحاضرين إلى تيسر حمله وقلة ثمنه واصطحابه في أكثر الأماكن فراغًا وهي السيارة والمنزل. وكذلك انتشار محلات بيعه بل إنه يوجد في كثير من البقالات والدكاكين غير المتخصصة في هذا النشاط وما ذاك إلا دلالة على كثرة الطلب عليه.
وفي تنوع أسماء المحاضرات والمحاضرين فرصة كبيرة للاختيار. فمن دروس علمية إلى شرح للمتون ومحاضرات وعظية وقصائد شعر ترقق القلوب إلى أشرطة تحمل نفسًا إسلاميًا للطفل الصغير. وهذا التعدد والتنوع ربما يوقع الداعي في حيرة من أمره .. ماذا يقدم ويهدي للمدعو؟ !
ولا شك أنه لا بد من حسن تقييم الداعي ومعرفته بالأشرطة الموجودة وحاجة المدعو وطبيعته الشخصية وميوله النفسية، ويمكن سؤال المهتمين بالأشرطة والمتابعين لها من المستمعين أو من العاملين بالتسجيلات.
ويفضل أن تكون الدعوة في البداية بالتمهيد وتعويد الأذن على سماع الشريط الإسلامي هي فاتحة سماع الشريط عند البعض فهناك أشرطة دعوية أدبية وهناك أشرطة عن تربية الأبناء وهناك أشرطة للصغار .. كل هذه تكون نواة للشريط الأول المهدي لشموليتها في المواضيع كشريط عام عن السعادة مثلاً وكذلك لتربية
الأبناء اهتمام لدى الكثير.
ويحسن إهداء شريط واحد فقط حتى يسمع كاملاً ويكون له وقع في النفس. وبعض الأشخاص ربما تكون دعوتهم عن طريق صغارهم فيهدي أشرطة أطفال كإهداء من الداعي إلى أطفال المدعو وغالبًا يحبها الأطفال ويفرحون بها فتكون بداية لدخول الشريط الإسلامي لذلك المنزل.
وقد ذكر لي بعض الإخوة الكرام عن شاب سافر إلى بلدته من الرياض ومعه والدته وعمته فلما ركبت عمته العجوز وبدأ السير رفع الشاب جهاز التسجيل فإذا بصوت غناء أحد المغنين فسألته العمة العجوز: كم المسافة إلى البلدة؟
فأجاب: بأنها تقارب من الساعتين.
فقالت له: وهل سنمضي الساعتين مع هذا الغناء؟
قال لها: نعم، قالت: ليس هذا من حسن العشرة ورفقة الطريق ولكن لك ساعة ولنا ساعة أي أن الطريق مناصفة بيننا.
قال الشاب: فاستلطفت العرض ووافقت على ذلك. فقلت لها: أين شريطك يا عمتي؟ قالت: بل أنت ضع شريطك، فقال لها الشاب: بل أنت يا عمتي أكبر سنًا مني ولك الحق في ذلك .. فناولته شريطًا لأحد الوعاظ مليئًا بالقصص الجميلة عن الحياة ويردد بين حين وآخر بيتًا من الشعر .. فاستمع الشاب إلى الشريط بمتعة عجيبة حتى مضت الساعة كاملة وكأنها دقيقة، وعندها قالت له عمته: هيا، هات شريطي وضع شريطك .. قال لها: يا عمتي حتى ينتهي
الشريط قالت: لا .. المؤمنون عند شروطهم.
فأصر الشاب على عدم تغيير الشريط رغبة في معرفة نهاية إحدى القصص التي ذكرت في الشريط .. عندها قالت له العمة: بشرط أن لا تضع شريطًا لك طوال ذهابنا وعودتنا .. فوافق على ذلك وكانت بداية هدايته على يد ذاك الشريط.
فحسن الاختيار مهم والتوقيت مهم والموضوع الذي يختار مهم أيضًا وكلها عوامل إذا اجتمعت قد تكون سببًا من أسباب هداية المدعو أرادها الله.