الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفتاح القلوب
الابتسامة الصادقة أولى علامات المحبة وإظهار الود .. إنها تزيل الفرقة وتبعد الوحشة .. وهي رغم أنها بسيطة وسهلة فهي صدقة قال صلى الله عليه وسلم: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» (1) فكم من الصدقات أضعنا بعبوسنا وتقطيب جباهنا في وجه إخوتنا المسلمين .. إنها المدخل الأول والعنوان الواضح لما في القلوب.
أخي الكريم:
المظهر الطيب علامة على ما بداخل الشخص ..
فالمظهر الطيب في المجلس والمأكل والمشرب ويتبعه غض الطرف وخفض الصوت وحسن الأدب مع الكبير والعطف على الصغير .. كلها تنعكس على المدعو فهي مظاهر طيبة بادية على الداعي.
إفشاء السلام دليل مودة وصدق محبة، فالسلام يزيل ضغن القلوب وحقد النفوس ويسقط الرسميات والحواجز، وللسلام أخوات وهي السؤال عن الحال والأبناء وربما الوالد والوالدة وهكذا تتسع القاعدة يومًا بعد آخر حسب توسع المدعو في الإجابة فربما قال: إن الوالدة مريضة فيبدأ السؤال عنها بصفة خاصة وهكذا يكون السلام قنطرة للسير على دروب الإخاء والمحبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا
(1) رواه الترمذي.
أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم]. وليعلم الداعي أن كثرة الأسئلة فيما لا يعني مذمة ومنقصة .. وهي منفرة للمدعو. فليسأل الأسئلة العامة ولا يكثر منها .. يكفي سؤال الأدب والمجاملة.
يتبع ذلك إظهار التشجيع والفرحة لخصلة طيبة في المدعو حتى يكون ذلك التشجيع حاجزًا له عن النكوص والتكاسل .. فإذا كانت الطالبة تحفظ القرآن تشجعها المدرسة أمام الملأ وتجعلها قدوة للطالبات حتى يكون ذلك دافعًا لها إذا تراخت وكسلت .. والآخر يصلي ولكنه يخشى عليه من التهاون فيذكر أنه -ما شاء الله- من المحافظين على الجماعة ولا تفوته تكبيرة الإحرام فيكون له نوع من الحرج إذا تأخر أو تكاسل .. ويكون هناك نوع من المتابعة الشخصية والمداومة على السؤال عن صلاة الجماعة أو حفظ القرآن .. مقابلة أو مهاتفة.
إظهار الفرح والسرور والاستبشار لترك معصية أو فعل طاعة ومحافظة على خير وإعلان ذلك تعريضًا أو تصريحًا حسب الحال.
فمن عُلم أنه بدأ يحفظ القرآن يؤازر ويشجع، ويدل على طرق الحفظ ومن هم العلماء المشهود لهم بالقراءات وهكذا.
أما الاستبشار بالإقلاع عن منكر، فيكون بطويه وعدم ذكره ونسيانه حتى لا يكون الإنسان في كل يوم يتذكر ما تركه ويسوءه أنه فعله في يوم مضى .. وربما تكون من عوامل انتكاسة المدعو إذا استسلم لها.
خلق الله الناس وجعل بعضهم لبعض سخريًا، فهذا رب متجر وذاك مدير مكتب وآخر مدرس في مدرسة وآخر تحت يده من العمال الكثير .. ولا شك أن حسن الخلق والتلطف مدعاة إلى قبول النصيحة بل والتأثر بالأفعال والتصرفات وذلك نابع من محبة الكبير والمسئول في القلب لحسن تعامله.
ولذلك فإن سماحة النفس وعدم الكبر والتغطرس والمعاتبة صفات مهمة فالناس تكره صاحب الرغبات الدنيوية المنتصر لنفسه، وبعض هذه الصفات تظهر في الحياة بوجه عام وأخرى تظهر في حين النقاش ومحاولة الانتصار للنفس واستعلائها، فالداعي مقرب وليس منفر منتصر للحق، إن أخطأ اعتذر وإن لم يطلب منه ذلك؛ لأن هذا من حسن الخلق ومن صفات الداعية الموفق.