الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استثمار الفرص
الفرص الدعوية كثيرة ولكن بعضها قد لا يتكرر مرة أخرى؛ مثل جلوس الداعي بجوار شخص في الطائرة أو في صالة مستشفى أو في غيرها .. قد لا ترى الشخص مرة ثانية.
وهناك فرص قد لا تتيسر لك أنت مرة أخرى فالمرور بقرية على الطريق العام وأنت مسافر للحج أو العمرة أو السياحة أو العمل أو غيرها ووضع كتب وأشرطة في صالة المستشفى الصحي أو لدى الإمام المؤذن؛ لتوزيعها قد لا تحصل لك مرة ثانية وإن حصلت فهي على مدى شهور بعيدة. كما أن ذهابك لإصلاح سيارتك قد يكون مرة أو تزيد في العام كاملاً فهنا فرصة التعرف على العاملين في هذا المجال واهدائهم كتبًا وأشرطة بلغتهم.
وتتنوع الفرص بحسب الزمان والمكان وبحسب الحالة النفسية للمدعو. ولا شك أن تهيؤ الجو العام للدعوة مدعاة إلى الجد والاجتهاد فالكتاب سعره متوفر والشريط في كل مكان والقبول واسع ..
هناك دول لا تعرف الكتيب ولم تر الشريط! ! ربما بريال واحد تشتري به كتابًا، وتهديه يهتدي على يديك فرد أو أسرة، أو مجتمع! ! فكم لك من الأجر والمثوبة مقابل هذا الريال؟ !
أيها الداعي إن من حمل هم الدعوة إلى الله شرعت الأبواب أمامه ووجد حلاوة في الدعوة .. وليس هناك ما يدعو إلى عدم طرق الأبواب ودخولها .. البعض لازمه التقصير وأخذ منه العجز
وإلا فهي دعوة الأنبياء والمرسلين والصالحين.
أخي الكريم:
لبعض المناسبات أثر في قبول الحق فيحرص على تلك المناسبات مثل الحج والعمرة وغيرها فإن كان المدعو قريبًا أعانه وضيق عليه طريق الأعذار ورتب له كل شيء حتى يوافق للذهاب للعمرة أو الحج. ويوجد بين ظهرانينا من لم يحج وله من العمر أربعون سنة أو تزيد مع سهولة المواصلات وانتشار الأمن وتيسر السبل فالحرص على هؤلاء واجب، حتى يؤدوا فريضتهم لأنه لا يعلم ما في الغيب من مستقبل الأيام إلا الله.
وللعمرة في رمضان شعور روحي يتضاعف بأهمية هذا الشهر وقرب الكثير إلى الله ومداومتهم على العبادة فتكون نفوسهم أقرب إلى قبول الحق .. وهناك أمر مهم في هذا الشهر وهو رغبة الكثير في قراءة أي شيء حتى يقطع به ساعات النهار فيهدى له من الكتب ما يجعله ينصرف عن قراءة المجلات غير المفيدة ومشاهدة المسلسلات والأفلام التي تغزو الأمة في هذا الشهر كغزو النار للهشيم.
وبمناسبة رمضان يدعى الكثير إلى البذل والإنفاق ويعان على ذلك بذكر أماكن الفقراء وعناوين الهيئات والمؤسسات الخيرية ويدفع إليه بتقارير عن أعمالها ونشاطها.
وفي رمضان يتوسع الناس في أمر الزيارات والبعض يجلس في مجالس طويلة تقارب وقت السحور فيجب الاستفادة من هذه
الأوقات في زيارة صحبة طيبة للرجال وصحبة طيبة للنساء ومحاولة الاستفادة من الوقت.
وكثير من الشباب في رحلة الحج يذهب معهم من يرون أن يحتاج إلى تثبيت أو دعوة للالتزام ويلحون عليه بشتى الطرق حتى يذهب معهم ويأنس بحديثهم ويرى من خدمتهم له وحسن أدبهم حتى إذا عاد لم يتركهم فيستقيم أمره. وكثير من النساء تصر على أن تذهب للحج رغبة في أن يهدي الله محرمها في تلك الرحلة خاصة مع وجود الحملات وكثرة الدعاة فيها وإقامة برامج دعوية في تلك الأيام، وكثرة الأخيار في الحملة، فربما يأنس بهم، وربما تتفق مع قريبة لها أو صديقة لكي يكون قريبها مرافقًا هذا المحرم فتستمر العلاقة الطيبة ويأخذ بيده في الحج وبعده.
في حدوث المصائب والنكبات تنبيه وعظة لبعض الناس وإحياء لقلوبهم فتكون فرصة مناسبة للدعوة لتهيؤ النفوس وقبولها الموعظة والنصيحة .. فيذكر أجر الصبر ويطيب خاطره ويذكر بالله وجنته وناره .. فتكون هذه الحادثة نقطة بداية للمدعو.
كما أنه يَعِنُّ للداعي أمور لم يحسب لها حسابًا مثل سفر مع صحبة أو رحلة مع زملاء، والناس تحب صاحب النفس السخية الخفيفة الذي يخدمهم ويكرمهم ويسأل عنهم ويقرب لهم البعيد ويدني لهم القريب .. كل تلك بشائر محبة تدخل قلب المدعو دون أن يشعر وتجعله يكبر فيه خلقه وحسن أدبه وطيب معشره. وهذا مدخل للدعوة بل إنه فتح للقلوب على مصرعيها لما استقر في
النفس من المحبة والمودة للمدعو.
في المجالس الخاصة والعامة يكون لإشاعة وذكر المشاريع الإسلامية والدعوية أكثر من هدف فمن دعمها بالدعاء إلى مدها بالمال إضافة إلى معرفة الناس لها وتفاعلهم معها ونشر الحس الدعوي لدى المدعو وأن المسلمين بحاجة إلى ذلك المشروع أو غيره وفي ذكر تلك المشاريع أيضًا إشادة بالعاملين وتثبيت لهم.
وكذلك فإنه يجب على الداعي أن يختلق مناسبات الحديث ويوجه المدعو .. ويتحدث عن موضوع معين ابتداء أو يتعرض له أثناء حديث آخر ويشيد بالكتاب الفلاني ويذكر نقاطه المهمة ويعدد بعض مزايا الكتاب حتى يشد المدعو ويجعله في لهفة لقراءة الكتاب .. ثم يعقب الداعي إذا رأى تلك اللهفة: سيكون الكتاب عندك غدًا هدية مني ..
أخي الحبيب:
لا يعلم ما في مستقبل الأيام إلا الله وحده، فمن غنى إلى فقر ومن صحة إلى سقم ومن حال إلى حال ..
غدًا ربما لا يتوفر لك وقت للدعوة بسبب معين .. وربما لا تجد مالاً لتشتري شريطًا أو كتابًا، وإن توفر المال قد لا تجد الكتاب والشريط ..
أما وإنك اليوم في صحة .. فالسقم قادم إليك والموت سائر نحوك فأيها الحبيب متى تدعو؟ !
اليوم أنت طالب في مدرسة وغدًا قد لا تجد هذا المجتمع. بل وربما ينأ بك المكان فلا تجد من تدعوه. والساعة الآن كل الأبواب مشرعة فإن أقبلت أقبل عليك الخير وإن أحجمت فقد تغلق الأبواب.
إنها براءة للذمة وزيادة في الحسنات ورفع للدرجات .. كن متجردًا في الدعوة رغبتك التقرب إلى الله .. مخلصًا له {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} . فهذه الآية جمعت الإخلاص وشرط البصيرة والعلم.