الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقفات
إن بث الحماس في الناس وتجديد معلوماتهم عن سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وكذلك التاريخ الإسلامي والمواقع التي جملت جبينه على مر الأيام فيها إذكاء لحماسهم وتقريبهم إلى الأعمال وتحبيبهم إلى حب هذا الدين.
وفي المقابل فإن من أبواب الدعوة غير المباشرة ذكر مآسي المسلمين وما يعانون من فقر وجهل وقتل وتشريد، ويعرض في ذلك شكر للنعم التي نعيش فيها ودفعًا للمدعو إلى التفكر في الفرق بين الأمم وما حل بها من العقوبة لما اقترفوه. وهذا يرسخ في الإنسان المدعو فضيلة التفكر والنظر في مآل ومصير الآخرين وما هو فيه من نعمة وأمن. ثم إن ذلك يحرك كوامن الإسلام في نفسه ويوقظ قلبه من سباته .. وينفخ في نار تحت رماد المعصية فربما يهب من سهوه ويصحو من سباته ويستيقظ من غفلته.
ذكر البشارات المفرحة لكي يطمئن قلب المدعو .. مثلاً ذكر الأحاديث في باب المحافظة على الصلاة «ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه» وحديث: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» وهكذا من البشارات التي تفرح المدعو وتجعل نفسه تطمئن وتنشط.
أيها الداعية:
من مظاهر الدعوة الصامتة الاعتزاز بهذا الدين والتفاخر به وتطبيقه في الحركات والسكنات والمظهر والمخبر على الأبناء
والزوجات .. وعلى نفس الداعي، فتراه ملتزمًا بأمر الله معتزًا بأعمال لا يطأطئ رأسه ولا ينحني إلا لله .. وبعض الأطفال يحرج إذا سئل هل لديكم تلفاز أو دش في البيت؟ ! لكن إذا كان قد ربي على العز والفخار، أجاب: لا بملء فيه.
ولا شك أن في ذلك لفتًا للنظر بل ومدعاة للسؤال وإن أجاد الطفل والإجابة ووضح الأضرار والمساوئ كان قد أدى المقصود والمراد.
لإمام الحي مكانة في النفوس خاصة إذا كان عالمًا أو طالب علم وله نشاط ملموس في الحي، وكلما تقاربت مساكن الحي كانت كلمة الإمام أكثر وأجدى لقربهم من المسجد.
وللإمام طابع رسمي يعين على الاستفادة من مركزه في الزجر والتحذير في حالة عناد ومكابرة المدعو وهي مرحلة متأخرة تأتي بعد الدعوة بالحسنى.
وعن طريق الإمام يكون هناك ترتيب كامل للحي وترتيب للدعوة وتوزيع للكتب عن طريقه وتحدثٍ باسمه.
كما أن زيارته للمدعو لها أثر طيب ووقع حسن في النفس، وقد تكون هذه الزيارة ابتداء من الإمام إذا كان من أهل الدعوة وقد تكون بطلب من أحد الجيران أو الزوجة وغيرها.
ولا شك أن الاستفادة من ممارسات الآخرين وأعمالهم والأخذ من تجاربهم أمر مهم وضروري لأن الداعي مثل البائع الذي يعرض سلعته وبعض البائعين قد تمرس في البيع وعرف المداخل
والمخارج فهكذا الداعية كلما ازداد مسيرًا في طريق الدعوة زاد خبرة ومعرفة بأحوال الناس وأسهل وأيسر المداخل.
في كل مدعو غالبًا نقاط خير متعلق بها فيزداد منها، ويحث على الإكثار منها وينظر إلى نقاط الشر الأقل تعلقًا بها فينهى عنها في بادئ الأمر فإن التزود مما تحبه النفس فيه يسر وكذلك النهي عن بعض المنهيات التي يتعلق بها الشخص تعلقًا يسيرًا أمر فيه سهولة أقل من قطع الصلة بسرعة لما هو متعلق به .. فالتدرج ضروري.
ولا بد من البحث عن أسباب وقوع المعاصي والبحث عن أسباب دواعي الخير فتلك المعلومة تقلل من وقوع المعاصي ومعرفة مداخلها فتغلق أو تضيق وهو أمر مهم أما فعل الخير فيزاد ويستدرك.
توطين النفس وتعويدها على البذل والجود بالمال والوقت والعلم فإن تلك الصفات مما يحبه الناس ويقبلون من صاحبها فالجود سبب لانفتاح القلوب وهي صفة إذا عرفت عن الداعي أصبح محبوبًا ومقبولاً:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
…
فطالما استعبد الإنسان إحسان