المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بحر الجود ومن أهم الوسائل الدعوة إلى الله الإنفاق في سبيل - ليس عليك وحشة

[عبد الملك بن قاسم]

الفصل: ‌ ‌بحر الجود ومن أهم الوسائل الدعوة إلى الله الإنفاق في سبيل

‌بحر الجود

ومن أهم الوسائل الدعوة إلى الله الإنفاق في سبيل الدعوة فالمنفق يستطيع أن يطبع ألوفًا من الكتب ويوزع مثلها من الأشرطة ولديه إمكانية تأليف القلوب بالمال والجاه الذي يملكه، ولا شك أن إنفاق المال في الدعوة إلى الله من شكر نعمه، فالغني أتى إلى هذه الدنيا وهو لا يملك نعلاً في قدمه فضلاً عما وراءها.

فالنعم قسمة من الله لعباده مثلما قسم وبسط الأعمار والأجسام والأخلاق، فلا لأحد فيها فخر ولا له فيها جهد ونصب فلا يدعي أحد مثل قول من كفر بنعمة الله:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أو إنني إنسان ذكي نهاز للفرص مطلع على الأحوال .. فهذه مكابرة، فليس كل من عمل أو استغل الفرص كثر ماله بل ربما يكون العكس.

فليتق الله أهل الأموال، وغالب الناس اليوم كذلك. فلينفق الجميع مما أعطاهم الله قل أو كثر، فوالله كم رأينا من محروم حرم نعمة المال وكم من محروم حرم نعمة الإنفاق.

ومن تأمل في حال الكثير وجد أن الآخرة لا حظ لها من ماله .. فكم من معلم أو موظف أو تاجر أنفق في عام كامل ألف ريال فقط في سبيل الدعوة وكم من معلمة أو موظفة أنفقت مائة ريال في الشهر!

نعم مائة ريال من مرتب يزيد عن ستة آلاف ريال!

ص: 48

لا تتعجب أيها الحبيب .. بل ريال في كل يوم من كل مسلم يكفي أمة محمد دعوة وتعليمًا وسد حاجة وستر عورة! !

ولكن أين المنفقون؟ !

أما من يسعون للآخرة سعيًا فسأحدثك بطرف من أخبارهم ..

أحدهم جزاه الله خيرًا وحرم وجهه على النار وضع حصالة في صالة منزله يضع فيها يوميًا مبلغًا من المال صباح كل يوم عندما يوزع مصروف أبنائه .. فيكون للحصالة نصيب من المصرف .. ريال أو عشرة أو خمسة أو مائة .. وفي نهاية الشهر أو أكثر يسلمها إلى أصحابها. قال: لم أستطع أن اقتطع شهريًا من مرتبي بصفة مستمرة نسيانًا أو غفلة فوضعت هذه الحصالة لأراها كل يوم فأضع فيها ما يتيسر ولله الحمد ..

أما إحداهن ستر الله وجهها عن النار فكأنها ما خلقت الصدقة إلا لها .. صدقة من حليها ومن ملبسها وإنفاق من مرتبها وكفالة يتيم لمدة عام ومشاركة في أعمال الخير .. تريد أن يكون لها سهم في كل إنفاق! !

أما طفل الإسلام الصغير الذي لم يتجاوز العشر سنوات فهو يأخذ من مرتبه -في مدرسة تحفيظ القرآن- عشرة ريالات فقط والباقي ينفقه في سبيل الله.

ص: 49