الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطيران السوري
في حديث لمعالي وزير الدفاع الوطني
الأستاذ أحمد الشرباتي
شهدت دمشق في الشهر الماضي الحفلة الرائعة، التي رعاها فخامة الرئيس الأول، لتدشين باكورة أعمال جمعية الطيران السوري، وقد رأت المعرفة أن تتحدث إلى معالي وزير الدفاع الوطني ورئيس جمعية الطيران السوري السيد أحمد الشرباتي في موضوع الطيران السوري ومدى مساهمة أسرة التعليم في هذا المشروع القومي. فانتدبت المجلة سكرتير تحريرها لهذه المهمة فظفر من معالي الوزير بالحديث القيم التالي:
نادي الطيران
ترتكز أسس الطيران السوري على ثلاث دعائم: نادي الطيران، جمعية الطيران السوري، وسلاح الطيران.
أما نادي الطيران فقد قام على أنقاض الطيران الفرنسي في ضاحية المزة، والغاية من هذا النادي، العمل على نشر فكرة الطيران والترويج لها في جميع الأوساط، وينظر أعضاء النادي إلى الطيران كلون من ألوان الرياضة سبور لذلك فهو يضم (120) شابا من الهواة الغواة يتمرنون على قيادة الطائرات والقيام برياضة جوية، ويتولى السيد طريف كرد علي أمانة سر النادي كما أتولى رئاسته بصفتي الشخصية.
جمعية الطيران السوري
أما الدعامة الثانية في جمعية الطيران السوري التي شهدت العاصمة السورية منذ مدة جهدها الأول في حقل الطيران السوري، وهذه الجمعية لها مثيلات في أكثر الدول الناهضة الناشئة ومهمتها دعم سلاح الطيران بجمع التبرعات وشراء الطائرات للجيش وعمل كل ما من شأنه مساعدة الطيران وتعزيزه، أن موازنة الدولة تنوء مهما تضخمت، عن النهوض بأعباء شراء الطائرات لدولتنا الحديثة الناشئة، فجمعية الطيران السوري التي تضم نخبة صالحة من مختلف طبقات الأمة وهيئاتها أخذت على عاتقها النهوض بهذه المهمة المقدسة فهي تقوم من جهة في تزويد الجيش السوري بما يحتاج من الطائرات وتكون من جهة أخرى مثالا حيا على نجاح مشروعات الخدمات العامة التي لا غنى لكل دولة تنشد التقدم،
إن نجاح جمعية الطيران في مهمتها يشجع كثيرا على قيام جمعيات أخرى تقوم بالخدمات العامة التي تفتقر البلاد إليها الآن كالعناية بالناحية التعليمية والصحية وغيرها من المرافق العامة لأن موارد الدولة لا تستطيع أن تلبي رغبة الشعب الملحة للعلم وحاجته القصوى للعناية الصحية.
سلاح الطيران
والدعامة الثالثة هي سلاح الطيران الذي أصبح يقوم بخدمة جلي في توطيد الأمن الداخلي في سائر أنحاء البلاد، فالطيران هو أرخص وأسرع السبل للقضاء على كل ما يعكر أمن الدولة ويخل في هدوئها. . . وهناك مدرسة الطيران تعمل على إعداد الطيارين لسلاح الجو وتسير وفق أحدث مناهج مدارس الطيران في العالم ولها شعب لسائر فروع الطيران وشعبة خاصة للأرصاد الجوية.
معونة أسرة التعليم
أن معونة أسرة التعليم والطلاب المادية لتعزيز مشروع الطيران، مهما زادت، لا تعدل المعونة الأدبية التي بمقدور الأساتذة أن يقدموها لجمعية الطيران، فالأساتذة بحكم عملهم، قادرون على الدعاية للمشروع ونشر الفكر بين أوساط الطلاب الذين ينقلونها بدورهم إلى أوساطهم العائلية، إننا نريد منكم أن تكونوا رسل دعاية وتبشير وعاملا من عوامل الضغط المعنوي حتى يسهل على جمعية الطيران القيام بمهمتها عند جمع التبرعات وذلك عندما تصبح الفكرة مقبولة لدى الشعب، وبإمكان الأساتذة الطواف بطلابهم في المطارات ليتحسسوا الطائرات ولتزول من نفوسهم الرهبة من الطيران والطائرات، إن جمعيتنا تهدف في الدرجة الأولى إلى أن تسود بين أوساط الشعب عقلية الطيران وتصبح هذه الفكرة سائغة مقبولة لدى الجميع، فيقدم الشخص على ركوب الطائرة بنفس الرغبة والسهولة وعدم المبالاة التي يشعر بها عندما يهم بركوب السيارة أو التزام، ومتى عمت هذه الفكرة وانتشرت، أقبل الشعب عن طواعية وبدافع غريزي على التبرع لشراء الطائرات ولدعم سلاحنا الجوي وتعزيزه.