المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌السينما والمدرسة للأستاذ رؤوف جبري ستحل الشاشة البيضاء في المدارس محل السبورة، - مجلة «المعرفة» السورية - جـ ٢

[عادل العوا]

الفصل: ‌ ‌السينما والمدرسة للأستاذ رؤوف جبري ستحل الشاشة البيضاء في المدارس محل السبورة،

‌السينما والمدرسة

للأستاذ رؤوف جبري

ستحل الشاشة البيضاء في المدارس محل السبورة، وقد شرعت بعض الشركات السينمائية بإخراج طائفة من الأفلام التهذيبية تحت إشراف الأخصائيين في التربية والتعليم، وستعمل الشركات لإخراج أفلام تبحث في نواح مختلفة من برامج التعليم.

منها سلسلة أفلام لتعليم اللغات الحية، وأخرى للأرصاد الجوية، وثالثة لمبادئ التشريح ورابعة لأوطان مشاهير الكتاب والمؤلفين. وسوف يراعى جانب الدقة في الإخراج حتى لا تنطبع في أذهان الطلاب صورة زائفة عن النظريات والحقائق العلمية.

ومن المسلم به أن في مقدور المعلمين الاستعانة بهذه الأفلام لشرح دقائق النظريات والحقائق العلمية والطبيعية التي يتعسر شرحها على السبورة، ومن المنتظر أن توفر هذه الأفلام على المعلمين كثيراً من الوقت والمجهود، ولا غرابة في ذلك فما راء، كمن سمع.

جامعة سينمائية لتعليم الشعب

في - لندن - جامعة سينمائية لتعليم الشعب. تتألف الأشرطة التي تعرض فيها من: 1 - العلوم الحديثة، وهي علم النبات والحيوان وطبقات الأرض والطبيعة والكيمياء والتشريح.

2 -

التاريخ العام وخصوصاً تاريخ الحضارات البائدة.

3 -

الرحلات والسياحات التي ساعدت على اكتشاف مجاهل الدنيا.

4 -

جميع الصناعات.

5 -

المبادئ الصحية مع العناية بتربية الطفل.

6 -

التربية البدنية.

(وقد لا يجهل القراء أن الرياضة البدنية لا تفيد الجسم وحدها، ولا تساعد على نمائه وبقائه صحيحاً معافىً دون دراسة مواضع أخرى، منها: التغذية وعدم الإفراط في الشهوات، وإرهاق الجسم والعقل إلى غير ذلك من الأبحاث الهامة).

7 -

الحياة الاجتماعية ومظاهرها المختلفة ونواحيها المتشبعة.

8 -

صنوف التسلية البريئة: الشطرنج، والبردج وما شابه ذلك ويقوم بتوضيح جميع ما تقدم جماعة من الأخصائيين، وكل طالب يسمح له بالسؤال والاستفسار، وكل هذا الشكل

ص: 76

سيكون العلم رخيصاً وسهلاً في آن واحد. وهذا تطور له أهميته ونتائجه وآثاره.

السينما المدرسية في روسيا

وستعمل روسيا على أن تقوم السينما مقام المدارس. فينتخب كبار العلماء لشرح الدرس بدفة وعناية، ويؤخذ لذلك شريط سينمائي تطبع منه عدة نسخ تعرض في دور خاصة، بدلاً من الصفوف في المدارس وفي كسب للوقت وطريقة فعالة لتثقيف التلاميذ.

ولا يسمح لرجل دخول هذه الدور الخاصة بالأطفال إلا إذا كان يحمل دعوة من طفل، وفي هذا إنماء للتلاميذ الصغار بأنهم قادرون على دعوة الكبار.

السينما أداة إرشاد وتوجيه

بواسطة التأليف بين أشرطة من (السليولويد) وقطع من الزجاج بشكل عدسات وأسلاك تمر خلالها تيارات كهربائية، يمكننا توجيه النشء وإرشاده بل التأثير على الشعب. . . فالسينما أصبحت خير ميدان لنشر أية - دعوة - صالحة وبث التعاليم وتهذيب النفوس، وتصوير العادات النافعة والتحذير من كل ما يضر.

فمفروض في القصة السينمائية أن تعطي صوراً لمظاهر معينة من حياة الشعب. أو تعالج بعض مشاكله الاجتماعية، أو تحدد له أهدافه السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية.

وعدا ذلك كله، أصبحت السينما عنصراً عظيماً من عناصر الصناعة، لما يجنيه المشتغلون بها من أرباح طائلة وفيرة، وغدت الحكومات تشرف عليها كما تشرف على أية مهنة جليلة الشأن. . . ومن جملة هذا الاهتمام من قبل الحكومات إيفاد بعثات إلى أميركا وأوروبا من الشباب الذين يظهرون حسن استعدادهم لهذا الفن والذين يتحلون بثقافات عامة ولهم إلمام باللغات الأجنبية. لأن السينما أصبحت فناً واسعاً يحتاج إلى دراسة وتعمق كأي فرع من فروع الجامعات، كالطب والمحاماة. . . فالدراسات النفسية وعلم المنطق والاجتماع، وعلم الجمال وتاريخ السينما، وفن التمثيل والإلقاء كل ذلك له كل الارتباط بفن السينما، أضف إلى ذلك دراسات تامة في كل فرع من فروع السينما، كالإخراج والتصوير، وهندسة الصوت، والإضاءة وفن التنكر. . . فهذه العلوم تدرس في معاهد خاصة للسينما.

وقد ابتكرت في أمريكا طريقة، لتصبح السينما متيسرة لكل من ينشدها، وذلك بإيجاد أفلام صغيرة كحجم الأفلام المعروفة التي تعرض في بعض مدارسنا، غير إنها عندما تعرض

ص: 77

على الشاشة تظهر مكبرة بالشكل المعتاد، كما أن آلات عرض هذه الأفلام صغيرة بنسبتها، بسيطة التكاليف.

رؤوف جبري

ص: 78