المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مع الكتب والصحف - مجلة «المعرفة» السورية - جـ ٥

[عادل العوا]

الفصل: ‌مع الكتب والصحف

‌مع الكتب والصحف

عصر النبي وبيئته قبل البعثة

للأستاذ محمد عزّة دروزه

(مطبعة دار اليقظة العربي بدمشق 1946م)

يطالعنا الأستاذ المؤلّف بهذا السفر القيّم في الوقت المناسب الذي يعمل به العرب على توحيد كلمتهم وبناء قوميّتهم على أسس من العلم ثابتة ودعائم محقّقة من التاريخ، فيأتي عمله مجدياً كثير الفائدة يظهر خصائص البيئة التي انبثق فيها القرآن، عندما حملت العطفة الدينية في عصر التمخّض الأول أبناء العالم العربي على تأليف أمة واحدة تحت راية نبي الإسلام.

وقد أضفى أسلوب الكتاب الرصين وتنظيمه المنطقي، حلّة عقلية دائمة تزيّن صفحاته، فلا تكاد ترى نتيجة تقبل الجدل إلا مؤيّدة أو مستلهمة من الآيات القرآنية المتّصلة بها. ولعلّ من ميّزات المؤلّف النادرة عند غيره، اجتناب الغلو في الحكم، والابتعاد عن الإفراط في التبجّح التاريخي، والخلو من النزعة التّقريظية الخالصة فما ينتهي من تفحّص الوثائق التاريخية، ويأتي على أحكام موقوتة تريد أن تتكامل كلّما ازدادت معرفتنا بمعطيات التاريخ.

ولئن كان نجاح نهضتنا القومية يستند اليوم على الرجوع إلى أصولها السابقة، والاستيحاء من ماضيها الأول، فما أجدر من عصر النبي العربي عليه السلام أن يعرف وينار ويدرس وهذا ما مهّد إليه الأستاذ دروزه. ونحن نعتبر هذا الكتاب مقدّمة لدعوة تهيب بنا أن ندرس تاريخنا القديم بصورة جديدةحتى تتضح شخصيتنا العربية في ضوء من اليقين الإنساني والعلم الأرجح والأكيد.

ع. ع.

روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر

(1201 - 1300)

تأليف الشيخ محمد جميل الشطي مفتي الحنابلة بدمشق

ص: 90

يعرف المتتبعون للتاريخ العربي الحديث أهمية المراجع الحديثة في تراجم أشخاص كلّ عصر يأخذون به دراسة وبحث.

وليس من يجهل وظيفة المعاجم الأبجدية في تسهيل الإطلاع على حياة ممثلي العصور التاريخية المتعاقبة. وقد شاء الله أن يسير المؤلّف في طريق التقاليد الثقافية الإسلامية، ومنها أن يتمم الخلف أعمال السلف، فعني في هذا الكتاب بدراسة أعيان دمشق في القرن الثالث عشر بعد أن سبقه المحبّي بدراسة أعيان القرن الحادي عشر والمرادي بدراسة أعيان القرن الثاني عشر وبعد أن تقدّمها الغزيّ بدراسة أعيان القرن العاشر وهكذا.

وقد بذل المؤلّف في تحضير سفره أعواماً طويلةً بدأها سنة 1323 واقتصر اخيراً على أعيان دمشق في القرن الثالث عشر. ونحن نتمنّى إليه أن يوفّق في إتمامه كما يأمل حتى يأتينا بتاريخ كامل عن رجال القرن الثالث عشر في دمشق وفي حلب ومصر والعراق والحجاز واليمن. . . ففي كل مرحلة من إنهاء هذا العمل خدمة جلّى للثقافة الإسلامية والتاريخ العربي

ع. ع.

التيمس

تُقرأ الصحيفة اللندنية (التايمس) بكثير من الأهمية في كلّ أرجاء العالم، ويطالعها جلّ رؤساء الحكومات والسفراء والأدباء وأصحاب الأعمال بكل انتباه لمعرفة رأي البريطاني المثقّف في مختلف القضايا الحاضرة.

اشتهرت هذه الصحيفة بأّنها لسان حال الطبقة الحاكمة فأدّى ذلك إلى اعتقاد الناس بأنها تنطق رسميّاً باسم الحكومة البريطانية، والحقيقة أنّ التايمس صحيفة مستقلّة تديرها شركة تجاريّة خاصة.

في عام1785م أسّس جون والتر في لندن صحيفة سمّاها الدابلي يونيفيرسال وكانت غايته من ذلك الدعوة إلى طريقة لغويّة جديدة من طرق الإشتقاق والتركيب ومع أنّ هذه الطريقة لم يكتب لها النجاح فإنّ الصحيفة ازدهرت وذاعت، ثمّ بدّل أسمها بالتايمس، وأصبحت الآن أعظم جريدةٍ في العالم وغدت أكبر من أن تكون مشروعاً صحفيّاً فهي قوة هائلة في بريطانيا، ذات تأثير عظيم في سياسة الحكومة يصل بعض الأحيان إلى درجة التوجيه.

ص: 91

ومنذ سنة1841م أصبحت التايمس صحيفة قوية التأثير شديدة النفوذ في إنكلترا وخارجها، وشرع الكتّاب العظام كديزرائيلي وستيرلنج واللّورد لايندروست كبير وزراء إنكلترا بقوله: إنّ رئيس تحرير التّايمس هو أقوى رجلٍ في بريطانيا العظمى.

وتعني التّايمس بباب الإعلانات عناية كبرى، لا تدانيها فيها أيّة صحيفة بريطانيّة حتّى الآن، فترى فيه طلبات لأساتذة الجامعات والعملاء التّجاريين والخدم، وعرضاً لسيّارات ومعاطف وكتب حديثةٍ، وهناك قسم المواليد والزواج والوفيّات.

وفي منتصف القرن التّاسع عشر، شرعت التايمس بتخصيص صفحة مليّةٍ، تحوي معلومات قيّمةٍ تهمّ رجال الأعمال. كما ساهم في تحريرها كتّابٌ شهيرون أمثال ناكراي وتوماس مور واللورد ماكولاي ينشر فصول في الأدب والنّقد، ممّا يساعد على الاحتفاظ بشهرتها العالميّة.

وكان لمقالات اللورد سيلبورن ورئيس الجامعة فايس أثرٌ كبير جعل التايمس تنهج سياسة معتدلةً هي بين تطرّف الأحرار وتطرّف المحافظين. وفي مطلع القرن الحاضر أخذت التّيمس تصدر الملاحق في الأدب والفنّ والتربية، وقد ظلّت التّايمس خلال الحرب العالميّة الأولى في طليعة الصّحف البريطانيّة، ولم تدع صحيفة مجالاً للّحاق بها أو التّفوّق عليها، وقامت على تحقيق عدّة مشاريع أهمّها إنشاء الصّليب الأحمر، وإقامة الإتحاد لرجال الإسعاف، وجمع اكتتاب بلغ 16مليون جنيه. كما قامت بعد الحرب مجمع 35مليوناً من الفرنكات لتجديد بناء كنيسة وستمنسر و50 مليون من الفرنكات لكاتددرائيّة سانت بول.

وفي مايس 1926 عندما شمل الإضراب مرافق البلاد الانكليزيّة أصدرت التايمس نشرة صغيرة، كانت هي الوحيدة التي ظلّت تصدر يوميّاً في لندن طول مدّة الإضراب، وعند انتهاء الإضراب جمعت التايمس 241833 جنيهاً قد قدّمتها إلى رجال الشّرطة الذين أظهروا حنكةً ومهارةً خلال الحوادث بإنقاذهم حياة وأموال كثيرين من النّاس.

والتايمس اليوم أكثر ازدهاراً وأشد انتشاراً عن ذي قبل، وقد ظلّت محافظة على مظهرها الممتاز بالرغم من اضطرارها، كغيرها من الصّحف، إلى تخفيض عدد صفحاتها حقلاً خصباً لمقالات وآراء أبرز وأشهر العلماء والأدباء وفي الحقيقة فإن جميع الرّجال والنّساء في كلّ أطراف العالم الذين ينشدون أطراد التّقدم في الإنسان، دون اللجوء إلى الانقلابات

ص: 92

العنيفة المفاجئة لا يزالون يطالعون التّايمس، أشهر صحيفة في العالم، والتي فيها تنعكس آراء ومشاعر أكثريّة المواطنين البريطانيّين حول سير الحياة العصريّة.

س. ق.

ص: 93