الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
الإيمان بما جاء عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على ما أراده رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقص ولا تحريف.
وفي هذا الكلام رد على أهل التأويل، وأهل التمثيل؛ لأن كل واحد منهم لم يؤمن بما جاء عن الله ورسوله على مراد الله ورسوله فإن أهل التأويل نقصوا، وأهل التمثيل زادوا.
" طريق السلف الذي درجوا عليه في الصفات "
الذي درج عليه السلف في الصفات هو الإقرار والإثبات لما ورد من صفات الله تعالى في كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، من غير تعرض لتأويله بما لا يتفق مع مراد الله ورسوله.
والاقتداء بهم في ذلك واجب لقوله، صلى الله عليه وسلم:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» . رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني وجماعة.
"
السنة والبدعة وحكم كل منهما
"
السنة لغة: " الطريقة ".
واصطلاحا: " ما كان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه من عقيدة أو عمل ".
واتباع السنة واجب لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} . وقوله، صلى الله عليه وسلم:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» .
والبدعة لغة: " الشيء المستحدث ".
واصطلاحا: " ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه من عقيدة أو عمل ".
وهي حرام لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} . وقوله، صلى الله عليه وسلم:«وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» .
الآثار الواردة في الترغيب في السنة والتحذير من البدعة:
1 -
من أقوال الصحابة: قال ابن مسعود رضي الله عنه الصحابي الجليل المتوفى سنة 32هـ عن بضع وستين سنة:
(اتبعوا) أي التزموا آثار النبي، صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقص (ولا تبتدعوا) ولا تحدثوا بدعة في الدين (فقد كفيتم) أي كفاكم السابقون مهمة الدين حيث أكمل الله تعالى الدين لنبيه، صلى الله عليه وسلم، وأنزل قوله:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} . فلا يحتاج الدين إلى تكميل.
2 -
من أقوال التابعين: قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز المولود سنة 63هـ المتوفى سنة 101هـ قولا يتضمن ما يأتي:
وجوب الوقوف حيث وقف القوم - يعني بهم النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه - فيما كانوا عليه من الدين عقيدة وعملا، لأنهم وقفوا عن علم وبصيرة ولو كان فيما حدث بعدهم خير لكانوا به أحرى.
ب - أن ما أحدث بعدهم فليس فيه إلا مخالفة هديهم، والزهد في سنتهم وإلا فقد وصفوا من الدين ما يشفي وتكلموا فيه بما يكفي.
جـ - أن من الناس من قصر في اتباعهم فكان جافيا،
ومن الناس من تجاوزهم فكان غاليا، والصراط المستقيم ما بين الغلو والتقصير.
3 -
من أقوال تابعي التابعين: قال الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو المتوفى سنة 157هـ: (عليك بآثار من سلف) الزم طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان لأنها مبنية على الكتاب والسنة (وإن رفضك الناس) أبعدوك واجتنبوك (وإياك وآراء الرجال) احذر آراء الرجال وهي ما قيل بمجرد الرأي من غير استناد إلى كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، (وإن زخرفوه) جملوا اللفظ وحسنوه فإن الباطل لا يعود حقا بزخرفته وتحسينه.
" مناظرة جرت عند خليفة بين الأدرمي وصاحب بدعة "
لم أطلع على ترجمة للأدرمي ومن معه ولا أعلم نوع البدعة المذكورة والمهم أن نعرف مراحل هذه المناظرة لنكتسب منها طريقا لكيفية المناظرة بين الخصوم وقد بنى الأدرمي رحمه الله مناظرته هذه على مراحل ليعبر من كل مرحلة إلى التي تليها حتى يفحم خصمه.
المرحلة الأولى: " العلم " فقد سأله الأدرمي هل علم هذه البدعة النبي، صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه؟
قال البدعي: لم يعلموها.
وهذا النفي يتضمن انتقاص النبي، صلى الله عليه وسلم، وخلفائه حيث كانوا جاهلين بما هو من أهم أمور الدين، ومع ذلك فهو حجة على البدعي إذا كانوا لا يعلمونه ولذلك انتقل به الأدرمي إلى:
المرحلة الثانية: إذا كانوا لا يعلمونها فكيف تعلمها أنت؟ هل يمكن أن يحجب الله عن رسوله، صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين علم شيء من الشريعة ويفتحه لك؟
فتراجع البدعي وقال: أقول: قد علموها فانتقل به إلى:
المرحلة الثالثة: إذا كانوا قد علموها فهل وسعهم أي أمكنهم أن لا يتكلموا