الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجيران والتفضيل بينهم
(1)
س: هل للجار من بني جنسي التفضيل على الجار المسلم الملاصق لداري؟ وهل لبني جنسي التفضيل وهم يسكنون بعيدين عنا على غيرهم من المسلمين في نفس الحي الذي نسكن فيه؟
جـ: التفضيل بالقرابة والإسلام والجوار ثلاثة أنواع:
جار له ثلاثة حقوق وهو الجار المسلم ذو الرحم، فله حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة.
وجار له حقان وهو الجار المسلم، أو القريب وليس مسلما، فله حق الإسلام وحق الجوار، أو حق الجوار والقرابة إن كان غير مسلم.
وجار له حق واحد وهو الجار الكافر فله حق الجوار فقط.
والله ولي التوفيق.
(1) نشرت بالمجلة العربية في باب فاسألوا أهل الذكر.
الكافر ليس أخا للمسلم
س: يقول يسكن معي واحد مسيحي ويقول لي أخي ونحن أخوة ويأكل معنا ويشرب هل يجوز هذا العمل أم لا؟
ج: الكافر ليس أخا للمسلم والله سبحانه يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (1) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم (2) » فليس الكافر: يهوديا أو نصرانيا أو وثنيا أو
(1) سورة الحجرات الآية 10
(2)
صحيح البخاري المظالم والغصب (2442) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2580) ، سنن الترمذي الحدود (1426) ، سنن أبو داود الأدب (4893) ، مسند أحمد بن حنبل (2/68) .
مجوسيا أو شيوعيا أو غيرهم - أخا للمسلم، ولا يجوز اتخاذه صاحبا وصديقا، لكن إذا أكل معه بعض الأحيان من غير أن يتخذه صاحبا أو صديقا إنما قد يقع ذلك في وليمة عامة أو وليمة عارضة، فلا حرج في ذلك، أما اتخاذه صاحبا وجليسا وأكيلا فلا يجوز، لأن الله قطع بين المسلمين وبين الكفار الموالاة والمحبة، قال سبحانه في كتابه العظيم:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (1) وقال سبحانه: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (2) الآية
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله، ولكن لا يؤذيهم ولا يضرهم ولا يتعدى عليهم بغير حق إذا لم يكونوا حربا لنا، لكن لا يتخذهم أصحابا ولا إخوانا ومتى صادف أنه أكل معهم في وليمة عامة أو طعام عارض من غير صحبة ولا موالاة ولا مودة فلا بأس.
ويجب على المسلم أن يعامل الكفار إذا لم يكونوا حربا للمسلمين معاملة إسلامية بأداء الأمانة، وعدم الغش والخيانة والكذب، وإذا جرى بينه وبينهم نزاع جادلهم بالتي هي أحسن وأنصفهم في الخصومة عملا بقوله تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (3) ويشرع للمسلم دعوتهم إلى الخير ونصيحتهم والصبر على ذلك مع حسن الجوار وطيب الكلام لقول الله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (4) وقوله سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (5) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله (6) » والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
(1) سورة الممتحنة الآية 4
(2)
سورة المجادلة الآية 22
(3)
سورة العنكبوت الآية 46
(4)
سورة النحل الآية 125
(5)
سورة البقرة الآية 83
(6)
صحيح مسلم الإمارة (1893) ، سنن الترمذي العلم (2671) ، سنن أبو داود الأدب (5129) ، مسند أحمد بن حنبل (4/120) .