الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل الدعوة والصدقة ترد القضاء والقدر
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب السمو الملكي الأمير المكرم عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، وفقه الله لكل خير، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 24 \ 8 \ 1411 هـ، وصلكم الله بهداه، وما تضمنه من الأسئلة كان معلوما. وهذا نصها وجوابها (1) :
س ا: هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟
ج 1: قدر الله عز وجل ماض في عباده، كما قال الله سبحانه:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (2) وقال عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (3) وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (4)
وثبت عن النبي أنه قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره (5) » وقال: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة (6) » قال: «وعرشه على الماء (7) » رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام:«كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (8) » رواه مسلم أيضا.
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عنه ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله:«إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وإن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء (9) » ومراده أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء
(1) تاريخه 29 8 1411هـ
(2)
سورة الحديد الآية 22
(3)
سورة الحج الآية 70
(4)
سورة القمر الآية 49
(5)
صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبو داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد بن حنبل (1/27) .
(6)
صحيح مسلم القدر (2653) ، سنن الترمذي القدر (2156) ، مسند أحمد بن حنبل (2/169) .
(7)
صحيح البخاري التوحيد (7419) ، صحيح مسلم الزكاة (993) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3045) ، مسند أحمد بن حنبل (2/313) .
(8)
صحيح مسلم القدر (2655) ، مسند أحمد بن حنبل (2/110) ، موطأ مالك الجامع (1663) .
(9)
سنن ابن ماجه المقدمة (90) ، مسند أحمد بن حنبل (5/280) .
وهكذا قوله: «من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه (1) » .
فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (2) وقوله: «وتؤمن بالقدرخيره وشره (3) » ومن هذا قوله: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار (4) » وروي عنه أنه قال: «إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء» وجميع الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب تدعو إلى إيمان العبد بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه والسلامة من كل سوء.
(1) صحيح البخاري الأدب (5985) .
(2)
سورة القمر الآية 49
(3)
صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبو داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد بن حنبل (1/27) .
(4)
سنن الترمذي الإيمان (2616) .
(5)
صحيح البخاري تفسير القرآن (4949) ، صحيح مسلم القدر (2647) ، سنن الترمذي القدر (2136) ، سنن أبو داود السنة (4694) ، سنن ابن ماجه المقدمة (78) ، مسند أحمد بن حنبل (1/157) .
(6)
سورة الليل الآية 5 (5){فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}
(7)
سورة الليل الآية 6 (6){وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}
(8)
سورة الليل الآية 7 (7){فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
(9)
سورة الليل الآية 8 (8){وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى}
(10)
سورة الليل الآية 9 (9){وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}
(11)
سورة الليل الآية 10 (10){فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}