المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الخمسون: جمعه القرآن في المصحف - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - جـ ٢

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌الباب الحادي والأربعون: غزواته مع الرسول وإنفاذه إياه في سرية

- ‌الباب الثاني والأربعون: غزواته بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وفتوحه

- ‌الباب الثالث والأربعون: حجاته

- ‌الباب الرابع والأربعون: تركه السواد غير مقسوم ووضعه الخراج

- ‌الباب الخامس والأربعون: عدله ورئاسته

- ‌الباب السادس والأربعون: قوله وفعله في بيت المال

- ‌الباب السابع والأربعون: حذره من المظالم وخروجه منها

- ‌الباب الثامن والأربعون: ملاحظته لعماله ووصيته إياهم

- ‌الباب التاسع والأربعون: حذره من الإبتداع وتحذيره منه

- ‌الباب الخمسون: جمعه القرآن في المصحف

- ‌الباب الحادي والخمسون: مكاتباته

- ‌الباب الثاني والخمسون: زهده

- ‌الباب الثالث والخمسون: تواضعه

- ‌الباب الرابع والخمسون: حلمه

- ‌الباب الخامس والخمسون: ورعه

- ‌الباب السادس والخمسون: بكائه

- ‌الباب السابع والخمسون: خوفه من الله عز وجل

- ‌الباب الثامن والخمسون: تعبده واجتهاده

- ‌الباب التاسع والخمسون: كتمانه التعبد وستره إياه

- ‌الباب الستون: دعاؤه ومناجاته

- ‌الباب الحادي والستون: كراماته

- ‌الباب الثاني والستون: تزويج النبي بحفصة وفضلها

- ‌الباب الثالث والستون: نبذ من مسانيده

- ‌الباب الرابع والستون: كلامه في الزهد والرقائق

- ‌الباب الخامس والستون: ماتمثل به من الشعر

- ‌الباب السادس والستون: فنون أخباره

- ‌الباب السابع والستون: كلامه في الفنون

الفصل: ‌الباب الخمسون: جمعه القرآن في المصحف

‌الباب الخمسون: جمعه القرآن في المصحف

الباب الخمسون: في جمعه القرآن في المصحف

وفي الصحيح عن الزهري، أخبرني ابن السباق1، أن زيد بن ثابت الأنصاري، وكان ممن يكتب الوحي، قال:"أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة2، وعنده عمر، فقال أبو بكر: "إن عمر أتاني فقال: "إن القتل قد استحرّ3 يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى4 أن يستحرّ القتل بالقرّاء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وإني لأرى5 أن تجمع القرآن"، قال أبو بكر:"فقلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، قال عمر:"هو والله خير"، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي [رأى] 6 عمر". فقال7 زيد بن ثابت: وعمر جالس عنده لا يتكلم، فقال أبو بكر:"إنك رجل شاب عاقل [و] 8 لا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتّبع القرآن فاجمعه".

1 عبيد بن السباق الثقفي، من الثالثة. (التقريب ص 377) .

2 اليمامة: معدودة من نجد وقاعدتها حجر، وكان اسمها قديماً جوّاً فسميت باليمامة بنت سهم بن طسم، وكان فتحها وقتل مسيلمة في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وفتحها خالد ابن الوليد. (معجم البلدان 5/442) .

3 استحر: اشتد وكثر. (لسان العرب 4/179) .

4 مطموس في الأصل، سوى:(شى) .

5 مطموس في الأصل، سوى:(رى) .

6 مطموس في الأصل.

7 في صحيح البخاري: (قال) .

8 مطموس في الأصل.

ص: 538

فوالله لو كلفوني نقل1 جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال أبو بكر:"هو والله خير". فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صَدْرِي للذي شرح الله له صَدْرِي أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من2 الرّقاع والأكتاف، والعُسُب3، وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة / [77 / ب] آيتين مع خزيمة الأنصاري4، لم أجدهما مع أحد غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128-129] ، إلى آخرهما. فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عمر حتى توفاه الله [ثم] 5 عند حفصة بنت عمر"6.

وذكر ابن الجوزي عن الحسن7، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عن آية في كتاب الله عزوجل فقيل:"كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة، فقال: "إنا لله"، وأمر بالقرآن فجمع، فكان أول من جمعه في المصحف8.

وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: "أراد عمر بن الخطاب

1 مطموس في الأصل، سوى (ل) .

2 مطموس في الأصل، سوى (ن) .

3 العسب: الذي لم ينبت عليه الخوص من السعف. (القاموس ص 147) .

4 خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين، قتل مع عليّ بصفين. (التقريب ص 193) .

5 مطموس في الأصل.

6 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1907، رقم:4701.

7 البصري.

8 ابن الجوزي: مناقب ص 126، والخبر في ابن أبي داود: المصاحف ص 16، إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن لم يسمع من عمر، وفيه مبارك بن فضالة عنعن وهومدلس.

ص: 539

رضي الله عنه أن يجمع القرآن، فقام في الناس، فقال:"من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به"، وكانوا قد كتبوا ذلك في الصحف، والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان"1.

وعن عبد الله بن فضالة2، قال:"لما أراد عمر بن الخطاب أن يكتب القرآن أقعد له نفراً من أصحابه، فقال: "إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة أهل مضر3، فإن القرآن نزل على رجل من مضر"4.

وعن جابر بن سمرة، قال:"سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش، وغلمان ثقيف"5.

قال أسامة بن مرشد: "قد كان عمر عزم على جمع القرآن والسنة أيضاً، ثم بدأ له"6.

وروي عن عروة7، قال: "أراد عمر أن يكتب للناس السنن، فاستخار الله

1 ابن أبي داود: المصاحف ص 16، 17، وإسناده ضعيف لانقطاعه، يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر، وفي إسناده محمّد بن عمران بن علقمة صدوق له أوهام. (التقريب رقم: 6188) ، وابن الجوزي: مناقب ص 126، 127.

2 الزهراني الليثي، له رؤيةمرسلة، عاش إلى زمن الوليدبن عبد الملك. (التقريب ص317) .

3 في المصاحف، والمناقب:(بلغة مضر) .

4 ابن أبي داود: المصاحف ص 17، وإسناده حسن. فيه إسماعيل بن أسد، وهَوْدَة بن خليفة وهما صدوقان. (التقريب رقم: 424، 7327) ، وابن الجوزي: مناقب ص127.

5 ابن أبي داود: المصاحف ص 17، 18، وإسناده حسن، وفيه شيبان الحبطي، صدوق يهم. (التقريب رقم: 269) ، لكن له شاهد مرسل عن عبد الله بن معقل. (المصاحف ص 17، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 127، وابن حجر: فتح الباري 3/19، وعزاه لابن أبي داود.

6 أسامة بن مرشد: مختصر مناقب عمر لابن الجوزي ص 127.

7 عروة بن الزبير.

ص: 540

شهراً، ثم أصبح وقد عزم لهن فقال:"ذكرت قوماً كتبوا كتاباً فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله عزوجل"1.

وفي الصحيح عن أنس بن مالك: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان:"يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف نَنْسَخُها في المصاحف ثم نردّها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام2، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم". ففعلوا حتى إذا نسخوا الصّحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ أفقٍ3 بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة، أو مصحف أن يحرق4. أو قال: "يخرق"5.

وفي مسند الإمام أحمد عن عباد بن عبد الله بن الزبير6، قال:

1 ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله ص 109، والخطيب: تقييد العلم ص 50، وابن الجوزي: مناقب ص 127، وأورده عن الزهري ابن سعد: الطبقات 3/287، والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 217) .

2 المخزومي، له رؤية، وكان من كبار ثقات التابعين، توفي سنة ثلاث وأربعين. (التقريب ص 338) .

3 الأفق: الناحية. (القاموس ص 1116) .

4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل القرآن 4/1908، رقم:4702.

5 قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 9/20: "وفي رواية الأكثر: "أن يخرق"، بالخاء المعجمة.

6 ابن العوام، كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج، ثقة، من الثالثة. (التقريب ص 290) .

ص: 541

"أتى الحارث بن خَزْمة1 بهاتين الآتين من آخر براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128-129] إلى عمر بن الخطاب، فقال: "من معك على هذا؟ " قال: "لا أدري، والله إني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها"، فقال عمر: "وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ثم قال: "لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها". فوضعتها في آخر براءة"2. / [78 / أ] .

1 الحارث بن خَزْمة المخزومي الأنصاري، شهد بدراً وما بعدها، توفي بالمدينة سنة أربعين. (أسد الغابة 1/389، الإصابة 1/290) .

2 أحمد: المسند 3/162، وإسناده ضعيف، قال أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند رقم: 1715: "إسناده ضعيف، لانقطاعه، عباد بن عبد الله، ثقة، ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن، بل ما أظنه أدرك الحارث بن خرمة، ولئن أدركه لما كان مصححاً للحديث، إذ لم يروه عنه، بل أرسل القصة إرسالاً". والحديث في ابن أبي داود: المصاحف ص 30، والهيثمي: مجمع الزوائد، وقال:"رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". قال أحمد شاكر: "ولم ينتبه الحافظ الهيثمي لتعليله بالإرسال".

ص: 542