الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع والأربعون: حذره من الإبتداع وتحذيره منه
…
الباب التاسع والأربعون: في حذره من الابتداع وتحذيره منه
في الصحيح عن المسور بن مخرمة1، وعبد الرحمن بن عبدٍ القاري أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول:"سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره2 في الصلاة، فانتظرته حتى سلم، فلببته3، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ "، قال:"أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقلت له:"كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك"، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوده، فقلت:"يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وإنك أقرأتني سورة الفرقان"، قال:"يا هشام اقرأها"، فقرأها القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أنزلت"، ثم قال:"اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أنزلت"، ثم قال رسول الله:"إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه" 4
وذكره ابن الجوزي من طريق المسور أن عمر رضي الله عنه / [76 / أ] قال:
1 الزهري له ولأبيه صحبة، توفي سنة أربع وستين. (التقريب ص 532) .
2 ساوره مساورة وسواراً: واثبه. (لسان العرب 4385) .
3 لبّبه تليبباً: جمع ثيابه عند نحره في الخصومة، ثم جره. (القاموس ص 171) .
4 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل القرآن 4/1923، رقم: 4754، مسلم: الصّحيح، كتاب صلاة المسافرين وقصرها 1/560، رقم:818.
"سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، فقرأ فيها حروفاً لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة، فلما فرغت قلت: من أقرأك هذه القراءة؟، فقال: "رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقلت: كذبت، والله ما أقرأك هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده أقوده، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان، إني سمعت هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ يا هشام"، فقرأ كما كان قرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت"، ثم قال: "اقرأ يا عمر"، فقرأت، فقال: "هكذا أنزلت"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف" 1.
وعن عابس بن ربيعة2، قال:"رأيت عمر نظر إلى الحجر، وقال: "أما والله لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّلك ما قبّلتك، ثم قبّله"3.
وعن عبد الله بن سَرْجس4، قال:"كان الأصلع - يعني عمر - إذا استلم الحجر قال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك"5.
1 ابن الجوزي: مناقب ص 121، والحديث أخرجه أحمد: المسند 1/224، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على أحاديث المسند رقم: 158، وقال:"إسناده صحيح".
2 النخعي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية. (التقريب ص 285) .
3 أخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، كتاب الحج 2/579 رقم: 1520، ومسلم: الصّحيح، كتاب الحج 2/925، رقم:1270.
4 عبد الله بن سرجس المزني حليف بني مخزوم، صحابي سكن البصرة. (التقريب ص305) .
5 مسلم: الصّحيح، كتاب الحج 2/925، رقم:1270.
وعن أبي سعيد الخدري، قال:"حججنا مع عمر رضي الله عنه أوّل حجة حجها من إمارته، فلما دخل المسجد الحرام، دنا من الحجر الأسود فقبّله، واستلمه، وقال: "أعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّلك واستلمك، ما قبّلتك ولا استلمتك"، فقال له عليّ رضي الله عنه بلى يا أمير المؤمنين، إنه ليضر وينفع، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله، لعلمت أن الذي أقول لك، [كما] 1 أقول، قال الله عزوجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] ، فلما أقروا أنه الربّ عزوجل وأنهم العبيد، كتب ميثاقهم في رقّ ثم ألقمه الحجر، وله عينان، ولسان، وشفتان، يشهد [لمن] 2 وافاه بالموافاة، فهو أمين الله في هذا المكان". فقال عمر رضي الله عنه: "لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن"3.
قال أسامة بن مرشد: "إنما قال عمر رضي الله عنه في الحجر ما قال، لأنهم كانوا قد أنسوا بلمس الحجارة في الجاهلية، وعبادتها، فأخبر عمر أنه إنما يمس هذا الحجر ويقبّله؛ لأنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسه، ويقبّله، ولولا ذلك لم يفعل ذلك"4.
وقال نافع5: "كان الناس يأتون الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 مطموس في الأصل.
2 سقط من الأصل.
3 الحاكم: المستدرك 1/457، وفي إسناده أبو هارون العبدي، قال الحافظ:"متروك ومتهم من كذبه شيعي". (التقريب ص 408)، وابن الجوزي: مناقب ص 122، وابن حجر: الإصابة3/262وقال: "وفي إسناده أبو هارون العبدي وهوضعيف جداً".
4 أسامة بن مرشد: مختصر مناقب عمر ص 122.
5 مولى ابن عمر.
تحتها بيعة الرضوان، فيصلون عندها، فبلغ ذلك عمر فأوعدهم فيها، وأمر بها فقطعت"1.
وعن [سعيد بن] 2 المسيب رحمه الله قال: "قضى عمر رضي الله عنه بقضاء في الأصابع ثم أخبر بكتاب كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لابن حزم3، فأخذ به، وترك أمره الأول"4.
وعن المعرور بن سويد5، قال خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها، قال: فقرأ بنا في الفجر: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأَصْحَابِ الفِيْلِ} ، [الفيل: 1] ، / [76 / ب] و {لإِيلَافِ قُريشٍ} [قريش: 1] ، فلما انصرف، رأى6 الناس مسجداً فبادروه، فقال:"ما هذا؟ "، فقالوا:"هذا مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم"، فقال:"هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً من عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض له صلاة فليمض"7.
1 ابن سعد: الطبقات 2/100، ابن الجوزي: مناقب ص 122، ابن حجر: فتح الباري، وقال:"إسناده صحيح".
2 سقط من الأصل.
3 عمرو بن حزم الأنصاري، صحابي مشهور، شهد الخندق فما بعدها، وكان عامل البني صلى الله عليه وسلم على نجران، توفي بعد الخمسين. (التقريب ص 420) .
4 البيهقي: السنن: 8/93، وإسناده حسن فيه جعفر بن عون، قال الحافظ:"صدوق". (التقريب ص 141)، الخطيب: الفقيه والمتفقه ص 139، ابن الجوزي: مناقب ص 123.
5 الأسدي، ثقة، من الثانية، عاش مئة وعشرين سنة. (التقريب ص 540) .
6 في الأصل: (فرأى) .
7 عبد الرزاق: المصنف 2/118، 119، ابن أبي شيبة: المصنف 2/376، وفي إسناده الأعمش وهو مدلس وقد عنعن، وابن وضاح: البدع والنهي عنها ص 41، وابن تيمية: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 203، واقتضاء الصراط المستقيم 2/744، وعزاه لسعيد بن منصور، وابن حجر: فتح الباري 1/569.
وعن عبد الملك بن هارون بن عنترة12، عن أبيه3 عن جده4، قال:"قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر: "ألا إن أصحاب الرأي أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فأفتوا برأيهم، فضلوا وأضلوا، ألا وإنا نقتدي، ولا نبتدي، ونتبع، ولا نبتدع، ما نضل ما تمسكنا بالأثر"5.
وعن عمرو6 بن ميمون7 عن أبيه8 قال: "أتى عمر بن الخطاب رجل فقال: "يا أمير المؤمنين، إنا لما فتحنا المدائن أصبنا كتاباً فيه كلام معجب، قال:"أمن كتاب الله؟ "، قال:"لا". فدعا بالدّرّة فجعل يضربه بها وجعل يقرأ: {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِيْنِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرْبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ، إلى قوله تعالى:{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِيْنَ} [يوسف: 1-3]، ثم قال:"إنما هلك من كان قبلكم أنهم أقبلوا على كتب علمائهم، وأساقفتهم، وتركوا التوراة والإنجيل، حتى درسا9 وذهب ما فيهما من العلم"10.
1 في الأصل: (عنيزة) ، وهو تحريف.
2 عبد الملك بن هارون روى عن أبيه، قال أحمد:"ضعيف الحديث"، وقال يحيى بن معين:"كذاب"، وقال أبو حاتم:"متروك الحديث ذاهب الحديث". (الجرح والتعديل 5/374، الميزان 2/666) .
3 هارون بن عنترة الشيباني، الكوفي لا بأس به، توفي سنة اثنتين وأربعين ومئة. (التقريب ص 56) .
4 عنترة بن عبد الرحمن الكوفي، ثقة، من الثالثة، وهم من زعم أن له صحبة وهو جد عبد الملك بن هارون. (التقريب ص 433) .
5 الخطيب: الفقيه والمتفقه ص 181، وفي إسناده عبد الملك، وهو متروك، وابن الجوزي: مناقب ص 123.
6 في الأصل: (عمر) ، وهو تحريف.
7 عمرو بن ميمون الجزري، ثقة فاضل، توفي سنة سبع وأربعين، وقيل: غير ذلك. (التقريب ص 427) .
8 ميمون بن مهران.
9 دَرَسَ الشيء: عفا. (لسان العرب 6/79) .
10 ابن الضريس: فضائل القرآن ق 76 / ب، وأبي نصر المقدسي: الحجة على ترك المحجة، رقم: 661، وابن الجوزي: مناقب ص 123، وإسناده ضعيف، لانقطاعه، ميمون بن مهران لم يدرك عمر.
وعن ابن عون1 عن إبراهيم2: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه أن رجلاً كتب كتاب دانيال، وقال فكتب إليه يرتفع إليّ، فلما قدم عليه جعل عمر رضي الله عنه يضرب بطن كفه بيده، ويقول: {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِيْنِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرْبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ} [يوسف 1-3] ، فقال عمر: أقصص أحسن من كتاب الله؟ فقال: "يا أمير المؤمنين، اعفني، فوالله لأمحونه"3.
وعن أسلم قال: "سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "فيمَ4 الرّمَلان5 الآن والكشف عن المناكب، وقد أطّأ6 الله الإسلام، ونفى الكفر وأهله، ومع ذلك لا ندع شيئاً كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "7.
وعن السائب بن يزيد أنه قال: "أتى رجل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلاً يسأل عن تأويل القرآن"، فقال: "اللهم أمكني
1 عبد الله بن عون.
2 النخعي.
3 عبد الرزاق: المصنف 6/114، وإسناده حسن إلى إبراهيم، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 273، ابن الضريس: فضائل القرآن ق 76 / أ، الخطيب: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/223، ابن الجوزي: مناقب ص 124، السيوطي: الدر المنثور 4/497.
4 في الأصل: (ما في) ، وهو تحريف.
5 الرّملان: الرّمل، والسعي، الرّمل: أن يهزّ منكبيه ويُسرع في المشي. (لسان العرب 11/295) .
6 في الأصل: (أطال)، وهو تحريف. ومعنى أطّأ: ثبته، وأرساه. (النهاية 1/53) .
7 أحمد: المسند 1/293، وعنه أبو داود: السنن 2/178، وصحّحه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند رقم: 317، وأخرجه بنحوه البخاري: الصحيح، 2/582، رقم:1528.
منه"، فبينا عمر ذات يوم جالساً، يغدي الناس، إذ جاءه، وعليه ثياب وعمامه، حتى إذ فرغ، قال: "يا أمير الممؤنين، {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً فَالحَامِلَاتِ وِقْراً} [الذاريات: 1-2] ، فقال عمر رضي الله عنه:"أنت هو؟ "، فقام إليه وحسر1 عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال:"والذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه، واحملوه على قِتْب2، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده، ثم ليقم خطيباً ثم ليقل: "إن صبيغاً3 ابتغى العلم فأخطأه".
فلم يزل وضيعاً4 في قومه حتى هلك5.
وعن أبي عثمان النهدي، عن صبيغ، أنه سأل عمر عن المرسلات، والذاريات، والنازعات، فقال له عمر:" [ضع] 6 ما على رأسك فإذا / [77 / أ] له ظفران7، قال: "لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك"، ثم كتب إلى أهل البصرة: أن لا تجالسوه، قال أبو عثمان:
1 حسر عن ذراعيه: أي: أخرجهما من كميه. (لسان العرب 4/187) .
2 القِتْب، والقَتْب: إكاف البعير. (لسان العرب 1/660) .
3 صَبِيغ - بوزن عظيم - ابن عسل، ويقال: ابن عسيل الحنظلي، سأل عمر عن متشابه القرآن، واتهمه عمر برأي الخوارج، توفي في خلافة معاوية. (الإصابة 3/258، تاريخ دمشق 8/233) .
4 في الأصل: (ضيعاً) .
5 اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/634، 635، ابن عساكر: تاريخ دمشق ج 8 ق 232، ابن الجوزي: مناقب ص 124، ابن حجر: الإصابة 3/258، وعزاها إلى (ابن الأنباري) ، وصحح إسنادها.
6 سقط من الأصل.
7 في المناقب: (ظفيرتان) .
"فكان لو أتانا، ونحن مئة لتفرقنا عنه"1.
وعن إبراهيم التيمي2، قال:"جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يقال له: "صبيغ"، فسأل عن: النازعات، والمرسلات، وأشباههما، وعليه برنس، فقال عمر بقضيبه فرفع البرنس فإذا شعر، فقال لو كنت محلوقاً لضربت عنقك ثم كتب إلى أهل البصرة: لا تجالسوه ولا تبايعوه، قال: فمكث حولاً حتى أصابه الجهد، فقام إلى أسطوانة3 من أساطين المسجد فاستغاث، وروجع عمر رضي الله عنه فكتب: أن لا تخالطوه، وكونوا منه على حذر"4.
وعن قيس بن أبي حازم، قال:"جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يسأله، قال: "جئت أطلب العلم"، قال: "بل جئت تبتغي الضلالة"، ثم كشف عن رأسه فوجده ذا شعر، فقال: "لو كنت محلوقاً لضربت عنقك"5.
وعن سعيد بن المسيب، قال:"جاء صَبيغ التميمي إلى عمر فقال: "يا أمير المؤمنين، أخبرني عن {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً} [الذاريات: 1] ، قال: هي الريح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: أخبرني عن {فَالحَامِلَاتِ وِقْراً} [الذاريات: 2]، قال:"السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته"، قال:"فأخبرني عن {فَالمُقَسِّمَاتِ أمْراً} [الذاريات: 5] ، قال: "وهي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته"، قال: "فأمر به
1 ابن عساكر: تاريخ دمشق ج 8 / ق 233، ابن الجوزي: مناقب ص 125، ابن حجر: الإصابة 3/258، وعزاه للخطيب وابن عساكر.
2 إبراهيم بن يزيد التيمي.
3 الأسطوانة - بالضم -: السارية. (القاموس ص 1555) .
4 ابن الجوزي: مناقب ص 125، وهو ضعيف لانقطاعه بين إبراهيم التيمي وعمر.
5 ابن الجوزي: مناقب ص 125، بدون إسناد.
عمر فضرب مئة، وجعل في بيت فإذا برأ دُعي فضرب مئة أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى الأشعري حرم على الناس1 مجالسته2، فلم يزل كذلك، حتى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه، مما كان شيئاً، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه: ما أخاله إلا قد صدق، فخلّ بينه وبين مجالس الناس".
عن الزهري، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلد صبيغاً التميمي عن مساءلته عن حروف القرآن، حتى اضطربت الدماء في ظهره"3.
1 في تاريخ ابن عساكر والمناقب وعقيدة السلف: (مجالسة) .
2 البزار كما في تفسير ابن كثير 7/391، الصابوني: عقيدة السلف أصحاب الحديث ص 51، 52، ابن عساكر: تاريخ دمشق ج 8 ق 231، الأصفهاني: سير السلف ص 179، ابن الجوزي: مناقب ص 125، الهيثمي: مجمع الزوائد 7/112، 113، وقال:"رواها البزار وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروك". ابن حجر: الإصابة 3/258، وعزاها إلى الدارقطني في الإفراد وأعلها بأبي بكر بن أبي سيرة، وقال:"وهو ضعيف، والراوي عنه أضعف منه". وقال ابن كثير: "قال البزار: "وأبو بكر ابن أبي سيرة لين، وسعيد بن سلام ليس من أصحاب الحديث". وقال ابن كثير:"هذا الحديث ضعيف رفعه، وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر، فإن قصة صبيغ ابن عسل مشهورة مع عمر، وإنما ضربه لأنه ظهر من أمره فيما يسأل تعنتاً وعناداً، والله أعلم". تفسير ابن كثير 7/391) . وقال الآجري في الشريعة ص 74: "فإن قال قائل: فمن سأل عن تفسير: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً. فَالحَامِلَاتِ وِقْراً} ، استحق الضرب والتنكيل به والهجر، قيل له: لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب هذه المسألة، ولكن لما بلغ عمر رضي الله عنه ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه، علم أنه مفتون قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به، وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه، سأل عمر رضي الله عنه ربّه أن يمكّنه حتى ينكل به، وحتى يحذر غيره، لأنه راعٍ يجب تفقد رعيته، في هذا وفي غيره، فأمكنه الله عزوجل منه". اهـ.
3 تاريخ دمشق 8/232، عن الزهري عن أنس، ابن الجوزي: مناقب ص 126، وابن حجر في الإصابة 3/258، ونسبه للخطيب وابن عساكر.
وعن الحسن1 أن عمران بن حصين أحرم من البصرة فقدم على عمر فأغلظ له ونهاه عن ذلك، فقال:"يتحدث الناس أن رجلاً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أحرم من مصرٍ من الأمصار"2.
وعن نافع3 أن عمر رضي الله عنه رأى على طلحة بن عبيد الله4 ثوبين ممشقين5، فقال:"ما هذا؟ "، فقال:"إنما هو طين"، فقال:"إنكم أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم يقتدى بكم وينظر إليكم"6.
وذكر أبو القاسم الأصفهاني، عن أبي وائل7، قال: كنت جالساً على كرسي شيبة بن عثمان8 في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر، فقال:"لقد هممت أن لا أدع فيه صفراء ولا بيضاء [إلا قسمتها"، فقلت:"ما كنت لتفعل"، قال:
1 البصري.
2 ابن قدامة: المغني 5/67، وعزاه لسعيد بن منصور، ابن الجوزي: مناقب ص 126، والهيثمي: مجمع الزوائد 3/216، 217، وقال:"رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الحسن لم يسمع من عمر".
3 مولى ابن عمر.
4 في الأصل: (عبد الله) ، وهو تحريف.
5 المِشْق، والمَشْق: طين يصبغ به الثوب، يقال: ثوب مُمَشّق. (لسان العرب10/345) .
6 ابن سعد: الطبقات 3/219، 220، وأورده بإسنادين: الأوّل فيه فليح بن سليمان صدوق كثير الخطأ، والثاني فيه محمّد بن إسحاق عنعن وهو مدلس. (التقريب رقم: 5443، 4752) ، وابن الجوزي: مناقب ص 126.
7 شقيق بن سلمة.
8 شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي العبدي، حاجب الكعبة، توفي سنة تسع وخمسين. وقيل: في خلافة يزيد بن معاوية. (الإصابة 3/218) .
"ولِمَ؟ "، قلت:"إن صاحبيك لم يفعلا"، قال:"هما المرآن أقتدي بهما"] 12.
1 ما بين المعقوفتين مطموس في الأصل، والتصويب من سير السلف.
2 أبو القاسم: سير السلف ص 158، وأحمد: المسند 3/410، وإسناده صحيح، والطبراني في: المعجم الكبير 7/300.