الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث والخمسون: تواضعه
…
الباب الثالث والخمسون: في ذكر تواضعه
ذكر ابن الجوزي عن جبير بن نُفير1، أن نفراً قالوا لعمر بن الخطاب:"ما رأينا رجلاً أقضى بالقسط، ولا أقولَ بالحقّ ولا أشدّ على المنافقين منك يا أمير2 المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول الله، فقال عوف بن مالك3: "كذتم - والله - لقد رأينا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، [فقال:"من هو؟ "، فقال:"أبو بكر"] 4 فقال عمر: "صدق عوف، وكذبتم، والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير أهلي"، - يعني: قبل أن يسلم -، لأن أبا بكر أسلم قبله بست سنين"5.
وعن مُجالد بن سعيد قال: "لما أتى عمر رضي الله عنه [الخبر] 6 بنزول رستم القادسية، كان يستخبر الركبان عن أهل القادسية منذ حين يُصبح إلى انتصاف النهار، ثم يرجع إلى أهله، فلما لقيه البشير، سأله من أين جاء؟ فأخبره، فقال: "يا عبد الله حدّثني"، قال: "هزم الله العدوّ"، وعمر رضي الله عنه يخُبّ7 معه
1 الحضرمي، ثقة جليل، من الثانية، مخضرم، ولأبيه صحبة، توفي سنة ثمانين. (التقريب ص 138) .
2 مطموس في الأصل، سوى:(أمير) .
3 الأشجعي، صحابي مشهور، من مسلمة الفتح، وسكن دمشق، توفي سنة ثلاث وسبعين. (التقريب ص 433) .
4 سقط من الأصل.
5 ابن الجوزي: مناقب ص 148، أبو نعيم: تثبيت الإمامة ص 104، ابن عساكر: تاريخ دمشق 9/704، 705، وأورده والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/497، وعزاه لأبي نعيم في فضائل الصحابة، وقال ابن كثير:"إسناده صحيح".
6 سقط من الأصل.
7 الخَبَبُ: ضربٌ من العدوّ. (القاموس ص 99) .
ويستخبره، والآخر يسير على ناقته ولا يعرفه حتى1 دخل المدينة فإذا الناس يسلّمون عليه بإمرة المؤمنين، فقال الرجل:"فهلاّ أخبرتي - رحمك الله - أنك أمير المؤمنين، وجعل عمر يقول: "لا عليك يا أخي"2.
وعن عبد الله بن مصعب3 قال: "قال عمر رضي الله عنه: "لا تزيدوا مهور النساء على أربعين أوقية4، وإن كانت بنت ذي الغُصّة - يعني: يزيد بن الحصين الحارثي5 - فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال، فقالت امرأة من صفّ النساء طويلة، في أنفها فَطْسٌ6:"ما ذاك لك"، قال:"ولم؟ " قالت: "لأن الله تعالى يقول: {وآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلَا تَأْخُذوا منه شَيئاً أَتَأْخُذًُونَه بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} "[النساء: 20]، فقال عمر رضي الله عنه:"امرأة أصابت ورجل أخطأ"7.
وعن مسروق8 بن الأجدع9 قال: "ركب عمر
1 مطموس في الأصل، سوى:(تى) .
2 الطبري: التاريخ 3/583، ابن الجوزي: مناقب ص 148، 149، ابن الأثير: التاريخ 2/484، والخبر ضعيف لانقطاعه بين مجالد وعمر، ومجالد ضعيف، وفي إسناده سيف بن عمر ضعيف. (التقريب رقم: 2724، 6478) .
3 ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير، يروي عن أبي حازم، روى عنه إبراهيم بن خالد الصنعاني مؤذن مسجد صنعاء. (الثقات 7/569) .
4 الأوقية - بالضم - سبعة مثاقيل. (القاموس ص 1731) .
5 كذا في الأصل، وفي الإصابة 2/23: "حصين بن يزيد بن شداد الحارثي ذو الغصة، لقب بذلك لأنه كان في حلقه شبه الحوصلة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
6 الفَطْس: تطامن قصبة الأنف وانتشارها. (القاموس ص 726) .
7 ابن الجوزي: مناقب ص 149، ابن كثير: التفسير 2/213، وعزاه للزبير بن بكار، وقال:"فيه انقطاع".
8 مطموس في الأصل، سوى (سروق) .
9 الهمداني الكوفي، ثقة عابد مخضرم، من الثانية توفي سنة اثنتين وستين. (التقريب ص 528) .
رضي الله عنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال: "أيها الناس ما إكثاركم في صَدُقات النساء فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه [يقللون] 1 وإنما الصَّدقُات ما بين أربع مئة درهم فما دون، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى، أو تكرمة لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفَنْ ما زاد رجل في صداق امرأة على أربع مئة درهم".
ثم نزل، فاعترضته امرأة من قريش، فقالت:"يا أمير المؤمنين، أنهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مئة درهم؟ "، قال2:"وما ذاك؟ ". قالت: "أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ "، قال:"وأي ذلك؟ "، قالت:"أو ما سمعت الله يقول: {وآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلَا تَأْخُذوا منه شَيئاً أَتَأْخُذًُونَه بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} "[النساء: 20]، فقال:"اللهم غفراً كل إنسان أفقه من عمر"، ثم رجع فركب المنبر، فقال:"أيا الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مئة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحبّ وطابت به نفسه فليفعل"3.
وعن أبي الغالية الشامي4 قال: "قدم عمر رضي الله عنه الجابية على جمل أورق5، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق6 رجلاه
1 سقط من الأصل.
2 في الأصل: (قلت) ، والتصويب من الهامش.
3 أبو يعلى كما في المطالب العالية 2/4، 5، ابن الجوزي: مناقب ص 149، ابن كثير: التفسير 2/212، وعزاه لأبي يعلى وقال:"إسناده جيد"، والهيثمي: مجمع الزوائد 4/283، 284، وقال:"رواه أبو يعلى في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وفيه ضعف وقد وثّق".
4 لم أجد له ترجمة.
5 الأوْرق: ما في لونه بياض إلى سواد. (القاموس ص 1198) .
6 كذا في تاريخ المدينة، وتاريخ ابن كثير. وفي الأصل:(تصفق) .
بين شعبتي رحله بلا ركاب، وطاؤه كساء انبجاني ذو صوف، هو وطاؤه إذا ركب وفراشه إذا نزل، حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفاً، هي حقيبته إذا ركب، ووسادته إذا نزل، عليه قميص من كرابيس1، قد دسم وتخرق جبيه، / [85 / ب] فقال:"ادعوا لي رأس القرية"، فدعوا له الجلموس2، فقال:"غاسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني قميصاً، أو ثوباً". فأتي بمقيص كتان3، فقال:"ما هذا؟ "، قالوا:"كتان"، قال:"وما الكتّان؟ "، فأخبروه، فنزع قميصه فغُسل، ورقع، وأتي به، فنزع قميصهم ولبس قميصه، فقال له الجلموس:"أنت ملك العرب، وهذه بلاد لا تصلح بها الإبل". فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة، [لا سرج] 4 ولا رحل وركبه، فقال:"احبسوا احبسوا، ما كنت أظن الناس يركبون الشياطين قبل هذا"، فأتي بجملة فركبه"5.
وعن هشام بن عروة عن أبيه،6 قال:"قدم عمر رضي الله عنه الشام، فتلقاه أمراء الأجناد، وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: "أين أخي؟ "، قالوا: "من؟ "، قال: "أبو عبيدة بن الجراح"، قالوا: "يأتيك الآن"، فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه، فسأله، ثم قال للناس: "انصرفوا عنا"، فسار معه
1 كرابيس: جمع كِرْباس، وهو القُطْن. (لسان العرب 6/195) .
2 في تاريخ ابن كثير: " الجلوس".
3 الكتّان: ثياب مُعتدلة في الحرّ والبرد واليبوسة، ولا تلزق بالبدن، ويقلّ قمله. (القاموس ص 1583) .
4 سقط من الأصل.
5 ابن شبه: تاريخ المدينة 3/824، 825، ابن الجوزي: مناقب ص 151، ابن كثير: التاريخ 4/61، وعزاه لابن أبي الدنيا، والخبر ضعيف فيه عبد الله بن مسلم بن هرمز، ضعيف. (التقريب رقم: 3616) .
وأبو الغالية الشامي لم أجد له ترجمة.
6 ابن الزبير.
حتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه، وترسه، ورحله، قال له عمر:"لو اتخذت متاعاً؟ "، أو قال:"شيئاً؟ "، فقال أبو عبيدة رضي الله عنه:"يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل"1.
وعن طارق بن شهاب قال: "لما قدم عمر رضي الله عنه الشام عرضَت له مخاضة، فنزل عن بعيره، وقلع موقيه فأمسكهما بيده، فخاض عمر الماء ومعه بعيره، فقال له أبو عبيدة رضي الله عنه: "قد صنعت صنيعاً عظيماً عند أهل الأرض كذا وكذا"، قال: فصك في صدره، وقال: "أوهْ2 لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذلّ الناس، وأحقر الناس، وأقلَّ الناس، فأعزَّكم الله بالإسلام، فمهما تطلبوا العزّةَ بغير الله يذلكم الله"3.
وذكر أبو القاسم الأصفهاني عن طارق4 بن شهاب قال: "قدم عمر الشام فتلقته الجنود، وعليه إزار وخفان وعمامة، وهو آخذ برأس5 راحلته، فقالوا: "يا أمير المؤمنين، تلقاك الجنود، والبطارقة وأنت على حالك هذه؟! "، فقال: "إنا قوم أعزّنا الله بالإسلام، فلن نلتمس العزّة بغيره"6.
1 ابن المبارك: الزهد ص 208، وإسناده صحيح إلى عروة.
2 أوه: كلمة تقال عند الشكاية أو التّوجع. (القاموس ص 1604) .
3 ابن المبارك: الزهد ص 208، وإسناده صحيح، الحاكم: المستدرك 3/82، أبو أو نعيم: الحلية 1/47، ابن الجوزي: مناقب ص 150، 151، ابن كثير: التاريخ 4/61، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/618، وعزاه لابن المبارك وهناد والحاكم والحلية والبيهقي في شعب الإيمان. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لاحتجاجهما جميعاً بأيوب بن عائذ الطائي وسائر رواته ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. (المستدرك 1/62) .
4 في الأصل: (صارى) ، وهو تحريف.
5 في الأصل: (بروس) ، وهو تحريف.
6 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 186، وابن أبي شيبة: المصنف 13/41، الحاكم: المستدرك 1/62، وفي إسناده الأعمش مدلس وقد عنعن.
والأثر ثابت من طريق آخر، كما مرّ. قال الحاكم:"وله شاهد من حديث الأعمش عن قيس بن مسلم". (المستدرك 1/62، الحلية 1/47) .
والأعمش من المرتبة الثانية الذين احتمل الأئمة تدليسهم واحتجوا بحديثهم.
وعن أسلم مولى عمر رضي الله عنه أنه كان مع عمر رضي الله عنه وهو يريد الشام، حتى إذا دنا من الشام، أناخ عمر، وذهب لحاجة له، قال أسلم:"فطرحت فروتي بين شعبتي رحلي، فلما خرج عمر عمد إلى بعير أسلم فركبه على الفور، وركب بعير عمر فخرجا يسيران، حتى لقيهما أهل الأرض، قال أسلم: فلما دنوا منا أشرت لهم إلى عمر، فجعلوا يتحدّثون بينهم، فقال عمر: "تطمح أبصارهم إلى1 مراكب من لا خلاق له، كأن عمر [يريد] 2 مراكب العجم"3.
وعن إسماعيل4 عن5 قيس6 قال: "لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا: "يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً يلقاك عظماء الناس ووجوههم؟ "، فقال: "لا أراكم7 ههنا، [إنما الأمر من ههنا] 8". وأشار بيده
1 في الأصل: (إلا) ، وهو تحريف.
2 سقط من الأصل.
3 ابن المبارك: الزهد ص 207، وإسناده صحيح. وابن أبي شيبة: المصنف 13/39، ابن شبه: تاريخ المدينة 3/821، 822، ابن الجوزي: مناقب ص 151، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/653، وعزاه لابن المبارك وابن عساكر.
4 ابن أبي خالد.
5 في الأصل: (ابن) ، وهو تحريف.
6 ابن أبي حازم.
7 في الأصل: (ألا راكم) ، وهو تحريف.
8 سقط من الأصل.
إلى السماء، خلّوا جملي"1.
وعن عبيد الله بن عباس2 قال: "كان للعبّاس ميزاب على طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب، صُبَّ ماءٌ بدم الفرخين، فأصاب / [86 / أ] عمر، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر رضي الله عنه فطرح ثيابه ثم لبس ثياباً غير ثيابه، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس، فقال: "والله إنه لَلمضوْضِعُ3 الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر: "فأنا أعزم عليك لما صعدت عليّ4 حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلمففعل ذلك العباس رضي الله عنه"5.
وعن محمّد بن سعد يرفعه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لقد رأيتني ومالي من أكال6 يأكله الناس إلا أن لي خالاتٍ من بني مخروم كنت استعذب لهن الماء فيقبضن لي القبضات من الزبيب". ثم نزل، فقيل له:"ما أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين؟ "، قال: "إني وجدت من نفسي شيئاً فأردت أن
1 وابن أبي شيبة: المصنف 13/40، وإسناده صحيح، وأبو نعيم: الحلية 1/47، من طريق ابن أبي شيبة، ابن شبه: تاريخ المدينة3/831، ابن الجوزي: مناقب ص151.
2 ابن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من صغار الصحابة، توفي بالمدينة سنة سبع وثمانين. (التقريب ص 371) .
3 في الأصل: (الموضع) ، والمثبت من المسند والطبقات.
4 قوله: " عليّ"، غير واضح في الأصل.
5 أحمد: المسند 3/224، ابن سعد: الطبقات 4/20، وإسنادهما ضعيف لانقطاعه، وقال أحمد شاكر في تعليقه على أحديث المسند رقم: 1790: "إسناده ضعيف لانقطاعه، هشام بن سعد صدوق، ولكنّه لا يروي إلا عن التابعين، توفي سنة ستين ومئة. وعبيد الله بن عباس من صغار الصحابة". وأورده ابن الجوزي: مناقب ص151.
6 الأكال: يقال: ما ذقت أكالاً - بالفتح -، أي: طعاما. (الصحاح 4/1625) .
أطأطئ1 منها"2.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعته يقول وبيني وبينه جدار، وهو في جوف الحائط: عمر أمير المؤمنين بَخْ بَخْ والله بُنيّ3 الخطاب لتتقين الله، أو ليعذبنك"4.
وقال أبو إسحاق الفزاري5: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن أحب الناس إليّ من أهدى إليّ عيوبي"6.
وعن عبد الرحمن بن حفصة7 قال: "قدمنا على عمر رضي الله عنه في وفد من بني صبة8، وأنا غلام فقضوا حوائجهم وتركوني فمرّ عمر رضي الله عنه في السوق على ناقة فوثبت9 وثبة فإذا أنا خلفه، فضرب بين
1 في الأصل: (طأطئ) .
2 ابن سعد: الطبقات 3/293، وإسناده ضعيف لإبهام أحد رجال السند. وابن الجوزي: مناقب ص 152.
3 في الأصل: (وبُني) ، وهو تحريف.
4 مالك: الموطّأ ص 542، ومن طريقه ابن سعد: الطبقات 3/292، وإسناده صحيح، أبو نعيم: المعرفة 1/216، أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 154، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 152، المحب الطبري: الرياض النضرة 1/376، وعزاه لابن أبي الدنيا في محاسبة النفس، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/618.
5 إبراهيم بن محمّد الفزاري الإمام، ثقة، حافظ له تصانيف، توفي سنة خمس وثمانين ومئة. (التقريب ص 92) .
6 ابن الجوزي: مناقب ص 152، وهو ضعيف لإعضاله، وبنحوه في ابن سعد: الطبقات 3/293، عن سفيان بن عيينة.
7 لم أجد له ترجمة.
8 في مناقب عمر: (منبه) .
9 في الأصل: (فوثب) .
كتفي وقال: "ممن أنت؟ "، فقلت1: ضَبِّي، قال:"جسور"، قلت: على العدو، وقال:"وعلى الصديق، حاجتك؟ "، فقضى حاجتي، ثم قال:"فرغ لنا ظهر راحلتنا"2.
وعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: "خرجنا مع عمر رضي الله عنه إلى حجّ أو عمرة، حتى مرّ بشعاب ضَجنَان3 فالتفت إليها فقال: "لقد رأيتني في هذه4 الشعاب، في إبل الخطاب وكان فظاً غليظاً، أحتطب مرّة، وأختبط عليها أخرى، ثم أصبحت اليوم فضرب الناس بجنباتي ليس فوقي أحد، ثم قال:
لا شيء فيما ترى إلا بشاشته
…
يبقي الإلهُ ويودي المالُ والولد5
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "نادى عمر في الناس الصلاة جامعة، ثم جلس على المنبر فما تكّلم حتى امتلأ المسجد ثم قام، فقال: "الحمد لله لقد رأيتني أوجز6 نفسي بطعام ثم أصبحت على ما ترون،
1 قوله: " فقلت"، في الأصل فوق السطر.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 152.
3 ضجِنان: حرة مستطيلة من الشرق إلى الغرب ينقسم عنها سيل وادي الهدَة. ويمر بها الطريق من مكّة إلى المدينة بنفصها الغربي على أربع وخمسين كيلاً من مكّة. ويعرف هذا النصف اليوم بخشم المحسنية. (معجم البلدان 3/453، معجم معالم الحجاز 5/189) .
4 كذا في مناقب عمر، وفي الأصل:(هذا) .
5 أبو عبيد: غريب الحديث 3/392، 393، وإسناده حسن. وابن عساكر: تاريخ دمشق ج 13 / ق 144، ابن الجوزي: مناقب ص 153، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/652، وعزاه لأبي عبيد في الغريب، وابن سعد، وابن عساكر.
6 في سير السلف ومناقب عمر: (أواجر) .
فلما نزل قيل له: " [ما] 1 حملك على ذلك؟ "، قال:"إظهار الشّكر"2.
وعن محارب بن دِثار عن ابن عمر قال: "صعد عمر المنبر فجلس، ونودي الصلاة جامعة، فما زالوا يردون حتى امتلأ المسجد، فقام عمر فقال: "أحمد الله إليكم، إني كنت أوجز نفسي ثم أصبحت يضرب الناس بجنبتي ليس فوقي أحد". ونزل فقال له ابن عمر:"يا أمير المؤمنين ما دعاك إلى ما قلت؟ "، قال:"إن أباك أعجبته نفسه فأحبّ أن يضعها"3.
وعن الحسن4: "أن رجلاً أثنى على عمر فقال: "أتهلكني وتهلك نفسك؟ "5.
[وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنها قال: "نادى عمر الصلاة جامعة، ثم جلس على المنبر فما تكلَّم حتى امتلأ المسجد ثم قام فقال: "الحمد لله لقد] 6 رأيتني أواجر نفسي بطعام بطني، ثم أصبحت على ما ترون"، فقيل له: "ما حملك على ما تقول؟ "، قال: "إظهار الشّكر"7.
وعن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن حزم8 عن رجل من جهينة
1 سقط من الأصل.
2 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 186، ابن الجوزي: مناقب ص 153، بدون إسناد.
3 ابن الجوزي: مناقب ص 153، وهو ضعيف لانقطاعه بين محارب بن دثار وعمر.
4 البصري.
5 ابن الجوزي: مناقب ص 153.
6 مطموس في الأصل، والتصويب من سير السلف.
7 سبق تخريجه.
8 لم أجد له ترجمة. ولعلّه: عبد الرحمن بن محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، مقبول، من السابعة. (الطبقات الكبرى القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص 463، التقريب ص 349) .
قال: "بعثني أبي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجداءٍ1 أبيعهن بالمدينة، فلما كنت يوماً من المدينة/ [86 / ب] إذا أنا برجل عامد إلى المدينة، وقد مال حِمْلُ حماري فقلت: "يا عبد الله أعني على حِمْل حماري، حتى أعدله"، قال: "نعم، يا بني". فقام معي حتى عدله، ثم قال لي: "من أنت؟ "، فقلت: "أنا فلان بن فلان الجهني"، فقال: "إذا أتيت أباك فقل له: "إن أمير المؤمنين يقول لك: إياك وذبح الجداية، فإن2 ودك3 العتود4 خير من أنفحه الجدي". قلت: "من أنت - يرحمك الله -؟ "، قال:"أنا عمر أمير المؤمنين"5.
وعن عبد الجبار بن عبد الواحد التنوخي67، قال:"قال عمر رضي الله عنه وهو على المنبر: "أنشدكم الله لا يعلم رجل مني عيباً إلا عابه"، فقال: رجل: "نعم، يا أمير المؤمنين، فيك عيبان"، قال: "وما هما؟ "، قال: "تديل بين البردين، وتجمع بين الأدمين، ولا يسع ذاك الناس"، قال: "فما دال8 بين بردين، ولا جمع بين أدمين، حتى لقي الله عزوجل".
1 الجَدْيُ من أولاد المعز: ذكرُها الذي لم يبلغ سنة. (لسان العرب 14/135، القاموس ص 1638) .
2 في الأصل: (كل) ، وهو تحريف.
3 الوَدَك: الدَّسَم. (القاموس ص 1235) .
4 العَتُود: الحَوْليُّ من أولاد المعز. (القاموس ص 379) .
5 ابن أبي الدنيا: إصلاح المال ص 218، وهو ضيعف لإبهام أحد رجال السند. وابن الجوزي: مناقب ص 153، 154.
6 في الأصل: (التنوخي) بالهامش.
7 لم أجد له ترجمة.
8 في الأصل: (دان) ، وهو تحريف.
قوله: "تديل بين البردين: أي: تلبس قميصاً، وتخليه وتلبس غيره"12.
وقال سالم الأفطس3: "جاءت وفود فارس إلى عمر رضي الله عنه يطلبونه فلم يجدوه في منزله، فقيل لهم: هو في المسجد. يشير إلى أنه لم يكن له موضع للحكم"4
وذكر أبو القاسم الأصفهاني عن تميم بن سلمة5 قال: "لما قدم عمر رضي الله عنه الشام تلقاه أبو عبيدة بن الجراح فخاض إليه عمر الماء في خفيه، فقال له أبو عبيدة: "يا أمير المؤمنين إنك بإزاء العدوّ"، فقال: "دعنا منك، فإنّ الله أعزّنا بالإسلام"، قال: وقبل أبو عبيدة يده، ثم خلوا فجعلا يبكيان"6.
1 انظر: ابن منظور: لسان العرب 11/252.
2 ابن أبي الدنيا: إصلاح المال ص 37، ابن الجوزي: مناقب ص 154، وهو ضعيف في إسناد ابن أبي الدنيا من لم أجد له ترجمة.
3 سالم بن عجلان الأفطس، الأموي مولاهم، ثقة رمي بالإرجاء، توفي سنة اثنتين وثلاثين ومئة. (التقريب ص 227) .
4 ابن شبه: تاريخ المدينة 2/692، وابن الجوزي: مناقب ص 154، وهو ضعيف لانقطاعه بين سالم وعمر بن الخطاب، وهو في ابن سعد: الطبقات 3/293، وإسناده صحيح، وابن عساكر: تاريخ دمشق ج 13 / ق 116، بإسناد آخر.
5 السلمي، ثقة، توفي سنة مئة. (التقريب ص 130) .
6 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 166، 167، وهو منقطع بين تميم وعمر ابن الخطاب.