المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الرابع والستون: كلامه في الزهد والرقائق - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - جـ ٢

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌الباب الحادي والأربعون: غزواته مع الرسول وإنفاذه إياه في سرية

- ‌الباب الثاني والأربعون: غزواته بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وفتوحه

- ‌الباب الثالث والأربعون: حجاته

- ‌الباب الرابع والأربعون: تركه السواد غير مقسوم ووضعه الخراج

- ‌الباب الخامس والأربعون: عدله ورئاسته

- ‌الباب السادس والأربعون: قوله وفعله في بيت المال

- ‌الباب السابع والأربعون: حذره من المظالم وخروجه منها

- ‌الباب الثامن والأربعون: ملاحظته لعماله ووصيته إياهم

- ‌الباب التاسع والأربعون: حذره من الإبتداع وتحذيره منه

- ‌الباب الخمسون: جمعه القرآن في المصحف

- ‌الباب الحادي والخمسون: مكاتباته

- ‌الباب الثاني والخمسون: زهده

- ‌الباب الثالث والخمسون: تواضعه

- ‌الباب الرابع والخمسون: حلمه

- ‌الباب الخامس والخمسون: ورعه

- ‌الباب السادس والخمسون: بكائه

- ‌الباب السابع والخمسون: خوفه من الله عز وجل

- ‌الباب الثامن والخمسون: تعبده واجتهاده

- ‌الباب التاسع والخمسون: كتمانه التعبد وستره إياه

- ‌الباب الستون: دعاؤه ومناجاته

- ‌الباب الحادي والستون: كراماته

- ‌الباب الثاني والستون: تزويج النبي بحفصة وفضلها

- ‌الباب الثالث والستون: نبذ من مسانيده

- ‌الباب الرابع والستون: كلامه في الزهد والرقائق

- ‌الباب الخامس والستون: ماتمثل به من الشعر

- ‌الباب السادس والستون: فنون أخباره

- ‌الباب السابع والستون: كلامه في الفنون

الفصل: ‌الباب الرابع والستون: كلامه في الزهد والرقائق

‌الباب الرابع والستون: كلامه في الزهد والرقائق

الباب الرابع والستون: في ذكر كلامه في الزهد والرقائق

ذكر ابن الجوزي عن ثابت بن الحجاج1 قال: قال عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر:{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُم خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]2.

وعن جابر بن عبد الله، قال:"رأى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في يدي لحماً معلقاً، قال: "ما هذا؟ "، قلت: اشتهيت لحماً فاشتريته، فقال عمر: "كلما اشتهيت اشتريت! أما تخاف هذه الآية: {أَذْهَبْتُم طَيِّبَاتِكُم فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 1]3.

وعن الحسن4 قال: "دخل عمر رضي الله عنه على ابنه عبد الله وإذا عندهم لحم، فقال: "ما هذا اللحم؟ "، قال: "اشتهيته"، قال: "وكلما

1 الكلابي، الرّقي، ثقة، من الثالثة. (التقريب ص 812) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 178، أحمد: الزهد ص 120. وأبو نعيم: الحلية 1/52، ومداره على ثابت فيكون إسناده ضعيفاً لانقطاعه، ثابت بن الحجاج لم يدرك عمر. وابن أبي شيبة: المصنف 13/270، وإسناده منقطع وفيه رجل مبهم، وابن المبارك: الزهد ص 103، عن مالك بن مغول وهو ضعيف لانقطاعه. ومالك: الموطّأ2/111 (رواية أبي مصعب)، وإسناده منقطع بين يحيى بن سعيد وعمر. والترمذي: السنن 4/638. وقال: "ويروى عن عمر بدون إسناد".

3 أحمد: الزهد ص 123، 124، وإسناده ضعيف. لإبهام أحد رواته. والطبري في تهذيب الآثار (مسند عمر) 2/718، رقم:1038. وإسناده ضعيف، فيه عبد الله ابن عمر بن حفص العدي وهوضعيف. وابن الجوزي: مناقب ص178، بدون إسناد.

4 البصري.

ص: 670

اشتهيت شيئاً أكلته! كفى بالمرء سرفاً أن يأكل كلما اشتهى"1.

وعن الحسن2 قال: "مرّ عمر رضي الله عنه على مَزْبَلة3 فاحتبس عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها، فقال: "هذه دنياكم التي تحرصون عليها"4.

وعن الأحنف بن قيس قال: قال عمر: "يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه"5.

وعن عبيد الشيباني6 قال: قال عمر لابنه: "يا بني اتّق الله، وأقرض الله يجزك، واشكره يزدك، واعلم أنه لا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له، ولا عمل لمن لا نية له"7.

1 أحمد: الزهد ص 123، وإسناده صحيح إلى الحسن، لكنه منقطع بين الحسن وعمر. وابن المبارك: الزهد ص 266، بنحوه عن الحسن. وفيه مبارك بن فضالة هو مدلس وقد عنعن. ابن الجوزي: مناقب ص 178، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/620، 621.

2 البصري.

3 الزِّبل: السَّرجين، والمُزْبَلَةُ: ملقاة. (النهاية 2/294، لسان العرب 11/300) .

4 أحمد: الزهد ص 118، وإسناده صحيح إلى الحسن، لكنه ضعيف؛ لانقطاعه؛ الحسن لم يسمع من عمر. وأبو نعيم: الحلية ص 48، عن أحمد بن حنبل، ابن الجوزي: مناقب ص178، الهندي: كنْز العمال3/716، وعزاه لأحمدفي الزهد، والحلية.

5 ابن أبي الدنيا: الصمت ص 221، 443، ابن حبان: روضة العقلاء ص 80، الطبراني: المعجم الأوسط 3/136، ومداره على دريد بن مجاشع ولم أعرفه. وابن الجوزي: مناقب ص 178، والمتقي الهندي: كنْز العمال 16/364.

6 عبيد بن فيروزالشيباني مولاهم، أبو الضحاك الكوفي، ثقة. من الثالثة. (التقريب رقم4388) .

7 ابن الجوزي: مناقب ص 178، وهو ضعيف لانقطاعه. عبيد الشيباني لم يدرك عمر. وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13 / ق 135، بنحوه عن عوانه وهو ضعيف لانقطاعه. والمتقي الهندي: كنْز العمال 16/155، وابن أبي الدنيا: إصلاح المال مختصراً ص 333، وفيه عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف.

ص: 671

وعن زيد1 قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شرّاً وأنت تجد لها في الخير محملاً2، وما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وعليك بإخوان الصدق، فكثر في اكتسابهم3، فإنهم زين في الرخاء، وعدة عند عظيم البلاء، ولا تهاون في الحلف فيهنك الله"4.

وعن مجاهد قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: ثلاث يصفين لك ود أخيك؛ أن تسلم عليه إذا لقيته، وأن توسع له في المجلس، وأن تدعوه بأحبّ أسمائه إليه، وثلاث من الغَيّ أن تجد على الناس فيما تأتي، وأن ترى من أخيك، أو من الناس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تؤذي جليسك فيما لا يعنيك"5.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن عمر رضي الله عنه قال:

1 لم يتميز عندي.

2 في الأصل: (محلاً) ، وهو تحريف.

3 في الأصل: (فكسر في اكسابهم) ، وهو تحريف.

4 ابن الجوزي: مناقب ص 179، بدون إسناد.

5 ابن الجوزي: مناقب ص 179، بدون إسناد، وهو ضعيف لانقطاعه، مجاهد لم يدرك عمر بن الخطاب. وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13 / ق 147، عن شهاب بن خراش عن عمه، وهو ضعيف لانقطاعه.

ص: 672

"استعيذوا بالله من معاداة العاقل"1.

وعن محمّد بن شهاب قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "لا تعترض بما لا يعنيك، واعتزل عدوّك، وتحفظ من خليلك إلا الأمين فإن / [98 / ب] الأمين في القوم لا يعادله شيء، ولا تصحب الفاجر فيعلمك فجوره، ولا تفش إليه سرّك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله عزوجل"2.

وعن وديعة الأنصاري3 قال: "سمعت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقول وهو يعظ رجلاً وهو يقول: لا تكلّم فيما لا يعنيك واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله عزوجل ولا تمش مع الفاجر فيعلمك فجوره، ولا تُطلِعه على سرّك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله عزوجل"4.

وعن سليمان بن عبدة5 قال: "قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه:

1 لم أجده.

2 ابن أبي شيبة: المصنف 13/265، 8/572، وأبو نعيم: الحلية 1/55، من طريق ابن أبي شيبة، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13 / ق 137، 138، وإسناده ضعيف لانقطاعه، ابن شهاب لم يدرك عمر رضي الله عنه. ابن المبارك: الزهد ص 491، عن عبد الرحمن بن يزيد أخبرني بعض أشياخنا وإسناده ضعيف.

3 لعلّه وديعة بن عمرو الجهني حليف الأنصار، شهد بدراً. (الإصابة 6/315) .

4 ابن أبي شيبة: المصنف 13/275، وفيه وديعة لم أعرفه، ابن أبي الدنيا: الصمت ص 267، وإسناده ضعيف، وفيه وديعة لم أعرفه. ابن الجوزي: مناقب ص 179، وصفوة الصفوة 1/287، بدون إسناد. وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13 / ق 137، عن مالك بن أنس حدّثني من أرضى، وإسناده ضعيف. وابن حبان: روضة العقلاء ص 89، 90، عن سعيد بن المسيب بأطول، وهو حسن بمجموع طرقه. وانظر: الأثر الذي قبله.

5 لم أجده. ولعلّه عبدة بن سليمان الكلابي، ثقة ثبت. توفي سنة سبع وثمانين ومئة. (التقريب ص 369) .

ص: 673

"لا تظن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرّاً، وأنت تجد لها في الخير محملاً"1.

وعن أبي حاتم2 قال: "قال أبو عبيدة3: "كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقول: "كفى بك عيباً أن يبدو لك من أخيك ما يغبى4 عليك من نفسك، وأن تؤذي جليسك بما تأتي مثله"5.

وعن ابن [أبي] 6 نجيح7 عن أبيه8 قال: "قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "إني أحبّ أن يكون الرجل في أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلاً"9.

وعن ابن سلام10 قال: "بينما عمر رضي الله عنه ذات يوم يمشي وبين يديه رجل يخطر11 ويقول: "أنا ابن بطحاء مكّة كُدَيّها

1 ابن الجوزي: مناقب ص 179.

2 العلامة سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني ثم البصري، النحوي اللغوي صاحب التصانيف المفيدة، إعراب القرآن، الفصاحة، القراءات، وغيرها، توفي سنة خمس وخمسين ومئتين. (سير أعلام النبلاء 12/268، معجم الأدباء 11/263) .

3 معمر بن المثنى.

4 غَبِيَ الشيء: لم يَفطُن له. (لسان العرب 15/114) .

5 لم أجده من هذا الطريق. وهو ضعيف لانقطاعه بين أبي عبيدة وعمر، وقد سبق تخريجه عن مجاهد ص 672.

6 سقط من الأصل.

7 عبد الله بن أبي نجيح المكي.

8 يسار المكي، مشهور بكنيته، ثقة، توفي سنة تسع ومئة. (التقريب ص 607) .

9 ابن الجوزي: مناقب ص 180، وهو ضعيف لانقطاعه.

10 محمّد بن سلام الجُمحي مولاهم، كان علامة إخبارياً صدوقاً، صنف كتاب:(طبقات الشعراء) ، توفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين. (معجم الأدباء 18/204، سير أعلام النبلاء 10/650) .

11 الخاطِر: المُتبختر؛ يقال: خطر يخطر إذا تبختر. (لسان العرب 4/250) .

ص: 674

وكدّائها1، فوقف عليه عمر رضي الله عنه فقال:"إن يكن لك دين فلك كرم، وإن يكن لك عقل فلك مروءة، وإن يكن لك مال فلك شرف، وإلا فأنت والحمار سواء"2.

وعن عبد الله بن عبيد3 قال: "قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "يا معشر المهاجرين لا تكثروا الدخول على أهل الدنيا فإنه مسخطة للرزق4، 5.

وعن مجاهد قال: قال عمر رضي الله عنه: "أيها الناس إياكم والبطنة6 من الطعام فإنه مُكسلة عن الصلاة، مُفسدة للجسد مورثة للسقم، فإن الله عزوجل يبغض الحبر السمين، ولكن عليكم بالقصد في قوتكم فإنه أدنى من الصلاح، وأبعد من السَرَف، وأقوى على عبادة الله عزوجل ولن يُهلَكَ

1 كَدَاء-بالفتح والمد-: جبل بأعلى مكّة عند المحصب، بين جبل الحُجُون وقُعيقان، تصل بين وادي ذي طوى والأبطح، وتعرف الآن باسم الحجون أو الحجول.

وكُدَى-بالضم والتنوين-: ثنية بمكّة يخرج منها الطريق من الحرم إلى جرول. تفصل بين نهاية قعيقان في الجنوب الغربي وجبل الكعبة، وتعرف الآن بريع الرسام. (انظر: معجم البلدان 4/439، معجم معالم الحجاز 7/196، 202) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 180، وهو ضعيف لانقطاعه، وابن أبي الدنيا: إصلاح المال ص 167، والإشراف في منازل الأشراف ص 111، عن فضله، وإسناده ضعيف فيه بكر الغفاري، وفضلة، ولم أجد لهما ترجمة.

3 ابن عمير الليثي.

4 في الأصل: (الرزق) .

5 ابن المبارك: الزهد ص 263، وإسناده ضعيف لانقطاعه، وفيه عبيد الله الوصَافي ضعيف. (التقريب رقم: 4350) ، وابن الجوزي: مناقب ص 180، والمتقي الهندي: كنْز العمال 3/715، وعزاه لابن المبارك.

6 البطنة: الامتلاء الشديد من الطعام. (النهاية 1/136) .

ص: 675

عبدٌ حتى يُؤثِر شهوته على دينه"1، 2.

وعن مالك بن الحارث3، قال:"قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه "التؤدة4 في كلّ شيء خير إلا ما كان من أمر الآخرة"5.

وعن هشام عن أبيه6، قال: عمر رضي الله عنه: "تعلموا أن الطمع فقر وأن اليأس غنى وأن المرء إذا يئس من شيء استغنى عنه"7.

وعن عون بن عبد الله8 قال: "قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه "جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة"9.

1 في الأصل: (الشرف) ، وهو تصحيف.

2 ابن أبي الدنيا: إصلاح المال ص311، وإسناده ضعيف لانقطاعه، وفيه معلى الجعفي اتفق النقاد على تكذيبه. (التقريب رقم: 6807) ، وابن الجوزي: مناقب ص180.

3 السُّلمي الرقيّ، ويقال: الكوفي، ثقة، من الرابعة، توفي سنة أربع وتسعين. (التقريب ص 6430) .

4 مطموس في الأصل، سوى (التؤد) .

5 وكيع: الزهد 2/523، أحمد: الزهد ص 119، عن وكيع به وإسناده ضعيف لانقطاعه، وفيه الأعمش مدلس، وقد عنعن. وابن الجوزي: مناقب ص 180، والمتقي الهندي: كنْز العمال 3/694.

6 عروة بن الزبير.

7 ابن المبارك: الزهد ص 223، وإسناده صحيح إلى عروة. وكيع: الزهد 2/426، أحمد: الزهد ص 117، عن أبي معاوية ووكيع به، وإسناده صحيح إلى عروة. والمروذي في زيادات زهد ابن المبارك ص 354، وأبو نعيم: الحلية 1/50، وابن الجوزي: مناقب ص 181.

8 الهذلي، الكوفي ثقة عابد، من الرابعة، توفي قبل سنة عشرين ومئة (التقريب ص 434) .

9 ابن المبارك: الزهد ص 223، وإسناده صحيح إلى عون، لكنه منقطع بين عون وعمر. (جامع التحصيل ص 305)، وكيع: الزهد 2/544، أحمد: الزهد ص 120، عن وكيع به، وابن أبي شيبة: المصنف 13/272، ابن حبان: روضة العقلاء ص 31، وأبو نعيم: الحلية، ابن الجوزي: مناقب ص 181.

ص: 676

وعن سمير بن واصل1 قال: "قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "إذا كان الرجل مقصراً في العمل ابتلى بالهم ليكفر عنه"2.

وعن عبيد بن عمير3 عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: "لا ينبغي لمن أخذ بالتقوى، ووزن بالورع أن يذل لصاحب الدنيا"4.

وعن عمران بن عبد الرحمن5 / [99 / أ] قال: قال عمر بن الخطّابرضي الله عنه: "عليكم بذكر الله فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء"6.

وعن سعيد بن المسيب قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "ما من امرئ مسلم يأتي فضاء من الأرض، فيصلي فيه الضحى ركعتين ثم يقول: "اللهم لك الحمد، أصبحت، عبدك على عهدك ووعدك خلقتني ولم أك شيئاً أستغفرك لذنبي، فإنه قد أرهقتني ذنوبي، وأحاطت بيَ إلا أن تغفر لها، فاغفرها يا أرحم الراحمين، إلا غفر الله له في ذلك المقعد ذنبه،

1 لم أجد له ترجمة.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 181، بدون إسناد.

3 الليثي.

4 ابن الجوزي: مناقب ص 181، بدون إسناد.

5 ابن شرحبيل بن حسنة، روى عن أبي خراش، روى عنه عياش بن عباس القتباني المصري. (الجرح والتعديل 6/301) .

6 هناد: الزهد /537، وابن أبي الدنيا: الصمت ص 324، والغيبة 7 / ق أ، والأثر مداره على محرز الشامي وهو مدلس وقد عنعن وأيضاً منقطع بين عمران بن عبد الرحمن، وعمر. وابن الجوزي: مناقب ص 181، والقرطبي: التفسير 16/336، وجعفر شمس الخلافة: كتابالآداب ص 32، وأحمد: الزهد ص 122، من طريق آخر، وقد أرسله الأعمش إلى عمر.

ص: 677

وإن كان مثل زبد البحر"1.

وعن حفص بن عاصم2 قال: "قال عمر رضي الله عنه: "خذوا بحظكم من العزلة"3.

وعن محمّد بن سيرين قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "لا يحزنك أن يجعل لك كثير حظ من أمر دنياك، إذا كنت ذا رغبة في أمر آخرتك"4.

وعن أبي عبد الله الخراساني، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "من اتقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون"5.

وعن علي بن حسين6، قال:"قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "ماجرع عبد جرعة7 أحبّ إلى الله من جرعة غيظ"8.

1 ابن الجوزي: مناقب ص 181، بدون إسناد. والمتقي الهندي: كنْز العمال 8/399، وعزاه لابن راهويه وابن أبي الدنيا في الدعاء. وقال:"قال البوصيري في زوائده: "في سنده: أبو قرة الأسدي، قال فهي ابن خزيمة:"لا أعرفه بعدالة ولا جرح". وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح".

2 ابن عمر بن الخطاب العمري، ثقة. من الثالثة. (التقريب ص 172) .

3 وكيع: الزهد 2/517، إسناده صحيح إلى حفص، وحفص لم يدرك عمر. وابن سعد: الطبقات 4/161، نعيم بن حماد في زيادته على الزهد لابن المبارك ص 3. ابن أبي عاصم: الزهد والصمت ص 85، عن نعيم بن حماد به. الخطابي: العزلة ص 12، عن نعيم بن حماد به. ابن حبان: روضة العقلاء ص 81، عن نعيم بن حماد به. ابن الجوزي: مناقب ص 181، والمتقي الهندي: كنْز العمال 3/772) .

4 ابن الجوزي: مناقب ص 181، وهو منقطع، ابن سيرين لم يدرك عمر.

5 سبق تخريجه ص 628.

6 ابن عليّ بن أبي طالب.

7 في الأصل: (ما جزع عبد جزعة) ، وهو تصخيف.

8 ابن الجوزي: مناقب ص 182، والمتقي الهندي: كنْز العمال 3/784، وعزاه لأحمد في الزهد.

ص: 678

وعن الأجلح1، قال: قال عمر رضي الله عنه: "إني لأعلم أجود الناس وأحلم الناس، أجود الناس من أعطى من حرمه2، وأحلم الناس من عفى عمن ظلمه"3.

وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "كونوا أوعية للكتاب، وينابيع للعلم، وسلوا الله رزق يوم بيوم، وعدوا أنفسكم في الموتى، ولا يضركم أن لا يكثر لكم"4.

وعن نافع5 قال: "سمعت ابن عمر يحدّث قال: "بلغ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أن يزيد بن أبي سفيان6 يأكل أنواع الطعام، فقال لغلام له يقال له: يرفأ: "إذا حضر طعامه فأعلمني"، فلما حضر طعامه جاء فأعلمه فأتى عمر رضي الله عنه فسلم واستأذن فأذن له فدخل فجاءه بلحم، فأكل عمر رضي الله عنه معه منه، ثم قرب شواء فبسط كفّه، فكفّ عمر يده، ثم قال له:"يا يزيد ابن أبي سفيان، طعامٌ بعد طعام؟، والذي نفس عمر بيده، لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم"7.

1 أجْلَح بن عبد الله الكندي، يقال اسمه: يحيى، صدوق شيعي، من السابعة، توفي سنة خمس وأربعين ومئة. (التقريب ص 96) .

2 في الأصل: (وجهه) ، وهو تحريف.

3 ابن الجوزي: مناقب ص 182، وهو ضعيف لانقطاعه، الأجلح لم يدرك عمر.

4 أحمد: الزهد ص 120، وأبو نعيم: الحلية 1/51، وابن الجوزي: مناقب ص 182، والمتقي الهندي: كنْز العمال 16/159، وهو ضعيف لانقطاعه.

5 مولى ابن عمر.

6 الأموي، صحابي أسلم عام الفتح، وتوفي سنة تسع عشرة. (الإصابة 6/341) .

7 ابن المبارك: الزهد ص 203، 204، ومن طريقه ابن شبه: تاريخ المدينة 3/831، وإسناده ضعيف فيه إسماعيل بن عياش ضعيف في غير أهل الشام. (التقريب ص 473) . قال ابن حجر:"قال ابن صاعد: "تفرد به ابن المبارك".

قلت: وإسماعيل ضعيف في غير أهل الشام. (الإصابة 6/341)، وابن الجوزي: مناقب ص 182، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/621.

ص: 679

وعن عبد الرحمن بن غنم قال: "قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "ويلٌ لديان من في الأرض من ديان السماء يوم يلقونه إلا من أمر بالعدل، وقضى الحق، ولم يقض على هوى ولا قرابة، ولا رغب، ولا رهب، وجعل كتاب الله بين عينيه"1.

وعن هشام بن عروة، قال:"قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "إذا رأيتم الرجل يضيع الصلاة فهو لغيرها من حق الله أشد تضييعاً"2.

وعن عبد الله بن سليمان3، أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال:"أي الناس أفضل؟ قالوا: المصلون، قال: إن المصلي يكون براً وفاجراً، قالوا: الصائمون، قال: إن الصائم يكون براً وفاجراً، قالوا: المجاهدون في سبيل الله، قال: إن المجاهد يكون4 براً وفاجراً، قال عمر رضي الله عنه: لكن الورع في دين الله يستكمل طاعة الله عزوجل"5.

وعن مجاهد، قال:"كُتب إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل، أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر رضي الله عنه: "إن الذين يشتهون المعصية

1 أحمد: الزهد ص 125، وإسناده صحيح، وابن الجوزي: مناقب ص 182.

2 ابن الجوزي: مناقب ص 183، ومالك: الموطّأ 1/6 (رواية أبي مصعب) عن نافع وإسناده صحيح.

3 لم أستطع تمييزه.

4 في الأصل: (المجاهدون) ، وهو تحريف.

5 ابن الجوزي: مناقب ص 183.

ص: 680

ولا يعملون بها {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُم لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظيم} [الحجرات: 3]1.

وعن عطاء بن عجلان2 قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "أوشك أن يقبض هذا العلم قبضاً سريعاً، فمن كان عنده منه شيء فلينشره، غير الغالي3 فيه ولا الجافي4 عنه"5.

وعن عدي بن سهيل الأنصاري6 / [99 / ب] قال: "قام عمرفي الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله ويفني ما سواه7، والذي بطاعته ينفع أولياءه، وبمعصيته يضرّ أعداءه، فإنه ليس لهالك هلك عذر في بعض8 ضلالة حسبها هدى، ولا ترك حقّ حسب ضلالة، قد ثبتت الحجة وانقطع العذر، فلا حجة لأحد على الله عزوجل ألا إن أحق ما تعاهد الراعي رعيته أن يتعاهدهم، بالذي لله عليهم، من وظائف دينهم الذي هداهم به، وإنما علينا أن نأمركم بالذي أمركم الله من طاعته، وأنهاكم عما

1 أحمد: الزهد كما في تفسير ابن كثير7/348، وإسناده صحيح إلى مجاهد. وابن الجوزي: مناقب ص183، والمتقي الهندي: كنْز العمال2/507، ونسبه لأحمد في الزهد.

2 الحنفي البصري العطار، متروك، بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب، من الخامسة. (التقريب ص 391) .

3 الغُلُوّ: التشدد، ومجاوزة الحد. (النهاية 3/3829) .

4 الجفاء: ترك الصلة والبر. (لسان العرب 14/148) .

5 ابن الجوزي: مناقب ص 183، وهو ضعيف لانقطاعه، وفيه أيضاً عطاء بن عجلان وهو متروك.

6 لم أجد له ترجمة.

7 مطموس في الأصل، سوى (ما سو) . والعبارة هكذا في الأصل، ومناقب عمر، ولعلّ فيه سقط:(الذي يبقى، ويفني ما سواه) .

8 في الأصل: (بعد) .

ص: 681

نهاكم الله عنه من معصيته، وأن نقيم أمر الله في قريب الناس وبعيدهم، لا نبالي من قال الحق، ليتعلم الجاهل ويتعظ المفرط، وليقتدي المقتدي، وقد علمت أن أقواماً منهم من يقول: بما أمر به، وفعله متول1 عن ذلك وأن أقواماً يتمون2 في أنفسهم ويقولون: نحن نصلي مع المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، ننتحل الهجرة، ونقاتل العدوّ، وكل ذلك يفعله أقوام لا يحتملونه بحقه، فإن الإيمان ليس بالتمني ولكنه بالحقائق، فمن قام على الفرائض وسدد نيته وخشيته فذلك الناجي، ومن زاد اجتهاداً وجد عند الله مزيداً، وإن الجهاد سنام العمل، وإنما المهاجرون الذين يهجرون السيّئات ومن يأتي بها، ويقول أقوام جاهدنا3 وإنما الجهاد في سبيل الله اجتناب المحارم مع مجاهدة العدوّ، وإن الأمر جدّ فجدوا، وقد يقاتل أقوام لا يريدون إلا الأجر، وآخرون لا يريدون إلا الذّكر، وإن الله رضي منكم باليسير، وأثابكم على اليسير الكثير، الوظائف الوظائف أدناها يؤدّكم4 إلى الجنة، السنة السنةَ الزموها تنجكم من البدعة، تعلموا ولا تعجزوا فإنه من عجز تكلم، وإن شرار الأمور محدثاتها، وإن الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في الضلالة، فافهموا ما توعظون به، فإن الحَرِيبَ5 من حُرِبَ دينه6، وإن السعيد من وعظ بغيره، وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وعليكم بالسمع والطاعة فإن الله قضى لها

1 في الأصل: (متويل) ، وهو تحريف.

2 في الأصل: (ينتمون) ، وهو تصحيف.

3 في الأصل: (هاجرنا) ، وهو تحريف.

4 في مناقب عمر: (أدوها تؤد بكم) .

5 في الأصل: (الخريب من خرب) ، وهو تصحيف.

6 حرب دينه: أي: سُلِبَ دينه. (لسان العرب 1/304) .

ص: 682

بالعز، وإياكم والمعصية والتفرق فإن الله قضى لهما بالذل، وإن للناس نفرة عن سلطانهم، فعائذ بالله أن يدركني"1.

وعن الأعمش عن إبراهيم2 قال: "سمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقول: اللهم إني أستنفق نفسي ومالي في سبيل الله، فقال عمر: "أولا يسكت أحدكم فإن ابتلي3 صبر، وإن عوفي شكر"4.

وعن عبد الله بن عبيد5، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "لا تدخلوا على [أهل] 6 الدنيا فإنه مسخطة 7للرزق"8.

وعن محمّد بن مرّة البسري9، قال: قال: قال عمر رضي الله عنه: "الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن"10.

وعن حبيب بن أبي ثابت قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "تعاهدوا الرجال في الصلاة، فإن كانوا مرضى فعودوهم، وإن كانوا غير

1 ابن الجوزي: مناقب ص 183، 184.

2 النخعي.

3 في الأصل: (ابلى) ، وهو تحريف.

4 أبو نعيم: الحلية 1/51، وابن الجوزي: مناقب ص 185، والمتقي الهندي: كنْز العمال 3/351، الأثر ضعيف لانقطاعه، إبراهيم لم يدرك عمر.

5 الليثي.

6 مطموس في الأصل.

7 في الأ صل " مسخط ".

8 سبق تخريجه ص 675.

9 لم أجد له ترجمة. ولعلّه القرشي الكوفي، صدوق، من السابعة. (التقريب ص 506) .

10 ابن الجوزي: مناقب ص 185، وفيه محمّد بن مرة لم أجد له ترجمة. ابن المبارك: الزهد ص 210، عن بقية بن الوليد، وهو ضعيف لانقطاعه، والمتقي الهندي: كنْز العمال 3/715، ونسبه لابن المبارك.

ص: 683

ذلك فعاتبوهم"1.

وعن أبي فراس قال: قال عمر رضي الله عنه: "أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ بين أظهرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ ينْزل الوحي وينبئنا الله من أخباركم، فقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي، وإنما نعرفكم بها2 فأقول لكم: من أظهر منكم خيراً ظننا به خيراً، وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم شرّاً ظننا به شرّاً / [100 / أ] وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربّكم، ألا وإنه قد أتى عليّ حينٌ، وأنا أرى أنه من قرأ القرآن إنما يريد الله وما عنده وقد خيل إليّ بآخرةٍ أن رجالاً يقرؤونه، يريدون ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم"3.

وعن عبد الله بن عُكيم4، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "إنه لا حلَم أحبّ إلى الله من حلم إمام ورفقه، ولا جهل أبغض إلى الله من جهل إمام وخُرقِه5، ومن يعمل بالعفو بين ظهرانيه، فإن العافية من فوقه، ومن ينصف الناس من نفسه يُعطى الظفر في أمره، والذّلّ في الطاعة أقرب إلى البرّ من التعزّز6 في المعصية"7.

1 ابن الجوزي: مناقب ص 185، هو ضعيف لانقطاعه، حبيب بن أبي ثابت لم يدرك عمر.

2 في مسند أحمد: (بما تقول)، وفي مناقب عمر:(بها فأقول)، وفي هامش الأصل:(لعلّه: أظهرتم) .

3 سبق تخريجه ص 554.

4 في الأصل: (حكيم) ، وهو تحريف. وهو الجهني.

5 الخرق - بالضم - الجهل والحمق، وقد خَرِقَ يَخْرق خَرَقاً فهو أخرق والاسم الخُرق بالضم. (النهاية 2/26) .

6 في الأصل: (التعزّر) ، وهو تصحيف.

7 هناد: الزهد 2/602، وإسناده ضعيف، فيه عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف. (التقريب رقم 3799)، وابن الجوزي: مناقب ص 186، والمتقي الهندي: كنْز العمال 5/770، ونسبه لهناد.

ص: 684

وعن سلمة بن شهاب العبدي1، قال: قال عمر رضي الله عنه: "أيتها الرعية إن لنا عليكم حقّ النصيحة في الغيب، والمعاونة على الخير، وإنه ليس شيء أحبّ إلى الله وأعم نفعاً من حلم إمام ورفقه وليس شيء أبغض إلى الله من جهل إمام وخرقه"2.

وعن سفيان3 رضي الله عنه، قال:"كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: "إن الحكمة ليست عن كبر السن، ولكنه عطاء الله يعطيه من يشاء، وإياك ودناءة الأمور"4.

وعن هشام5 عن أبيه قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في خطبته: "الطمع فقر، وإن المرء إذا أيس من شيء استغنى عنه"6.

وفي رواية: "عليكم باليأس مما في أيدي الناس، فما يأس عبد من شيء إلا استغنى عنه، وإياكم والطمع فإن الطمع فقر"7.

1 يروي المراسيل، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد. (الثقات 6/397) .

2 هناد: الزهد 2/602، وفيه سلمة بن شهاب لم يوثّقه غير ابن حبان. باقي رجاله ثقات. وابن الجوزي: مناقب ص 186، والمتقي الهندي: كنْز العمال 5/769، 770، وقد سبق تخريجه من طرق أخرى ص 608، 614.

3 الثوري.

4 ابن أبي الدنيا: الإشراف ص 112، وهو ضعيف لانقطاعه، وابن الجوزي: مناقب ص 186، والمتقي الهندي: كنْز العمال 16/265، ونسبه لابن أبي الدنيا في كتاب الإشراف، والدينوري.

5 في الأصل: (عروة) ، وهو تحريف.

6 سبق تخريجه ص 638.

7 ابن الجوزي: مناقب ص 186، بدون إسناد.

ص: 685

وعن العلاء بن المسيب1 قال: قال عمر رضي الله عنه: "تعلّموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة، والحلم، وتواضعوا لمن تعلموا منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم عملكم2 بجهلكم"3.

وعن مجاهد قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "يا أهل العلم والقرآن، لا تأخذوا للعلم4 والقرآن ثمناً، فتسبقكم الزّناة إلى الجنة"5.

وعن قيس بن أبي حازم، قال:"قدمنا على عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقال: "من مؤذنيكم؟ "6، فقلنا: عبيدنا وموالينا"، فقال بيده يقبلها:"عبيدنا وموالينا، إن ذلك بكم لنقص شديد، لو أطقت الآذان مع الخلافة لأذنت"7.

وعن عثمان النهدي، قال: قال عمر رضي الله عنه: "إن خفق8 النعال خلق الأحمق، قلما تبقى من دينه"9.

1 الكاهلي، الكوفي، ثقة ربما وهم، من السادسة. (التقريب ص 436) .

2 في الأصل: (عليكم) ، وهو تحريف.

3 أحمد: الزهد ص120، عن العلاء بن عبد الكريم عن بعض أصحابه. وإسناده ضعيف لانقطاعه، ولجهالة أحد رجال السند. وابن الجوزي: مناقب ص 186، بدون إسناد.

4 في الأصل: (العلم) ، وهو تحريف.

5 الخطيب البغدادي: الجامع 1/356، وإسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد لم يدرك عمر، ابن الجوزي: مناقب ص 186، والمتقي الهندي: كنْز العمال 2/336، ونسبه للخطيب في الجامع.

6 في السنن، ومناقب عمر، والكنْز:(مؤذنكم) .

7 عبد الرزاق: المصنف 1/486، وإسناده صحيح. وابن أبي شيبة: المصنف 1/224، ابن سعد: الطبقات 3/290، بأخصر، البيهقي: السنن 1/426، ابن الجوزي: مناقب ص 186، 187، والمتقي الهندي: كنْز العمال 8/339.

8 الخفق: صوت النعال وما أشبهها من الأصوات. (لسان العرب 10/83) .

9 ابن الجوزي: مناقب ص 187، عن الحسن البصري.

ص: 686

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يأمرنا أن نعلق نعائلنا1 في شمائلنا، ونمشي حفاة، وقال: كان يعلق نعليه ويمشي من القرية إلى القرية حافياً"2.

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: "سئل عمر رضي الله عنه عن التوبة النصوح، فقال: التوبة / [100 / ب] النصوح؛ أن يتوب الرجل من العمل السيء، ثم لا يعود إليه أبداً"3.

وعن يزيد بن الأصم، قال:"سمع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه رجلاً يقول: "أستغفر الله وأتوب إليه"، فقال: "ويحك، أتبعها أختها، فاغفر لي وارحمني"4.

وذكر أبو القاسم الأصفهاني: أن عمر قال في خطبته: "أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية"5.

قال ومن كلامه وهو يخطب: "أيها الناس إن بعض الطمع فقر، وبعض اليأس غنى، وإنكم تجمعون ما لا تأكلون، وتأملون6 ما لا تدركون، إنكم كنتم تؤخذون بالوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أسرّ أخذ بسريرته،

1 في مناقب عمر: (نعالنا) .

2 ابن الجوزي: مناقب ص 187.

3 ابن أبي شيبة: المصنف 3/279، وإسناده صحيح، وابن الجوزي: مناقب ص 187.

4 هناد: الزهد 2/464، وأحمد: الزهد ص: 122، وإسنادهما حسن إلى يزيد بن الأصم، وهو منقطع يبن زيد وبين عمر. وابن الجوزي: مناقب ص 187.

5 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 187، 188، وقد سبق تخريجه ص 764.

6 مطموس في الأصل، سوى (وتأما) .

ص: 687

ومن أعلن أخذ بعلانيته، فأرونا أحسن أعمالكم، الله أعلم بما يغيب عنا منكم، أرونا علانية حسنة، فإنه من يحدّثنا منكم أن سريرته حسنة لم نصدقه إن كانت علانيته سيّئة، واعلموا أن بعض الشحّ شعبة من النفاق فأنفقوا1 خيراً لأنفسكم {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] 2.

وقال عمر رضي الله عنه: "إذا رأيت من الرجل خصلة تسوءك فاعلم أن لها أخوات، وإذا رأيت من الرجل خصلة تسرّك3 فاعلم أن لها أخوات، واعلم أن الرجل ليس بالرجل4 الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه، ولكن الرجل الذي يتوقى الأمر حتى لا يقع فيه، واعلم أن اليأس غنى، وأن الطمع فقر حاضر، وأن المرء إذا يئس من شيء استغنى عنه"5. / [101 / أ] .

1 مطموس في الأصل، سوى (فأنففـ) .

2 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 188.

3 في الأصل: (ترك) ، وهو تحريف.

4 مطموس في الأصل، سوى (الرجـ) .

5 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 188.

ص: 688