الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المسلك الثاني وجود المحاسن والأخلاق العظيمة في ذاته مما يجزم العقل بأنها لا تجتمع في غير نبي]
المسلك الثاني أنه صلى الله عليه وسلم قد اجتمع فيه من الأخلاق العظيمة والأوصاف الجليلة والكمالات العملية والعلمية والمحاسن الراجعة إلى النفس والبدن والنسب والوطن ما يجزم العقل بأنه لا يجتمع في غير نبي، فإن كل واحد منها وإن كان يوجد في غير النبي أيضا، لكن مجموعها مما لا يحصل إلا للأنبياء، فاجتماعها في ذاته صلى الله عليه وسلم من دلائل النبوة، وقد أقر المخالفون أيضا بوجود هذه المحاسن والأخلاق العظيمة في ذاته صلى الله عليه وسلم.
[المسلك الثالث الكمال والشمول في شريعته عليه السلام يدل على أن المبعوث بها نبي مرسل من الله تعالى]
المسلك الثالث أن شريعته صلى الله عليه وسلم اشتملت على الاعتقادات والعبادات والمعاملات والسياسات والآداب والحكم بأكمل وجه، ومن نظر إلى هذا الكمال والشمول في شريعته صلى الله عليه وسلم علم يقينا أنها من الوضع الإلهي والوحي السماوي، وأن المبعوث بها نبي مرسل من الله تعالى، ولا منشأ للاعتراض عليها إلا حب العناد الصرف والاعتساف.
[المسلك الرابع القرآن الكريم وانتصار النبي على الكافرين لا يكون إلا بعون إلهي]
المسلك الرابع أنه صلى الله عليه وسلم ظهر بين قوم لا كتاب لهم ولا حكمة فيهم، فجاءهم بالكتاب المنير والحكمة الباهرة، وحثهم على الإيمان والعمل الصالح، وقام مع ضعفه وفقره وقلة أعوانه مخالفا لجميع أهل الأرض آحادهم وأوساطهم وسلاطينهم وجبابرتهم، فضلل آراءهم، وسفه أحلامهم، وأبطل مللهم، وهدم دولهم، وظهر دينه على سائر الأديان في مدة قليلة شرقا وغربا، وزاد ظهورهم على مر الأزمان، وأعداؤه مع تنوعهم وكثرة عددهم وشدة شوكتهم وشكيمتهم وفرط تعصبهم وحميتهم وبذل غاية جهدهم، لم يقدروا على إطفاء نور دينه، ولا على طمس آثار مذهبه، فهل يكون ذلك إلا بعون إلهي وتأييد سماوي؟!
وكتب أهل الكتاب نفسها تشهد بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، ففي سفر المزامير 1 / 6:(لأن الرب يعلم طريق الأبرار. أما طريق الأشرار فتهلك) .
وفي المزمور 5 / 6: (تهلك المتكلمين بالكذب. رجل الدماء والغش يكرهه الرب) .
وفي المزمور 34 / 16: (وجه الرب ضد عاملي الشر ليقطع من الأرض ذكرهم) .
وفي المزمور 37 / 17 و20: (17) لأن سواعد الأشرار تنكسر وعاضد الصديقين الرب (20) لأن الأشرار يهلكون وأعداء الرب كبهاء المراعي. فنوا. كالدخان فنوا) .
وفي سفر أعمال الرسل 5 / 35 -39 كلام غمالائيل كما يلي: (35) ثم قال لهم: أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا (36) لأنه قبل هذه الأيام قام ثوادس قائلا عن نفسه إنه شيء. الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة. الذي قتل وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء (37) بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب وأزاغ وراءه شعبا غفيرا. فذاك أيضا هلك وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا (38) والآن أقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم. لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض (39) وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه. لئلا توجدوا محاربين لله أيضا) .
فعلى حسب نص هذه الفقرات لو كان محمد صلى الله عليه وسلم متكلما بالكذب على الله ولم يكن نبيا صادقا لأهلكه الرب، ولقطع من الأرض ذكره، ولكسر