الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان يقيمه كلّ يوم يدعو النّاس إلى القصاص منه سنةً؛ فقام مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فقال: جلدني مئة جلدة بالسّياط، وليس بوال، ولم آت قبيحاً، ولم أركب منكراً، ولم أخلع يداًمن طاعة. فأمر بعمرو أن يقام ودفع إلى مصعب سوطاً، وقال له عبد الله بن الزّبير: اضرب. فجلده مصعب مئة جلدة بيده. فتعكّر جسد عمرو فمات، فأمر به عبد الله فصلب. قال: ثم صحّ من بعد ذلك الضّرب، ثم مرّ به عبد الله بن الزّبيربعد أن أخرجه من السّجن جالساً بفناء المنزل الذي كان فيه، فقال أبا يكسوم، ألا أراك حيّاً؟. فأمر به فسحب إلى السّجن، فلم يبلغ حتى مات. فأمر به عبد الله فطرح في شعب الجيف، وهو الموضع الذي صلب فيه عبد الله بن الزّبير بعد.
عمرو بن زرارة بن قيس
ابن الحارث بن عداء بن الحارث بن عوف ويقال: ابن عمرو بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النّخع بن عمرو النّخعيّ من أهل الكوفة، أدرك عصر النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكان ممّن سيّره عثمان بن عفّان من الكوفة إلى دمشق.
عن سعيد بن عمرو بن زرارة
عن أبيه، قال: كنت جالساً عند النّبيّ فتلا هذه الآية " إن المجرمين في ضلال وسعر " إلى قوله: " بقدر ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزلت هذه الآية في ناس يكذّبون بقدر الله عز وجل ".
قال المصنّف: لا يحفظ لعمرو صحبة، وإنّما يقال: إن أباه زرارة له صحبة.
قال محمد بن سعد: وفد إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفد النّخع، وهم مئتا رجل، وكانوا آخر وفد قدموا من اليمن، فقدموا للنّصف من المحرم سنة إحدى عشرة من الهجرة، فنزلوا في دار رملة بنت الحارث، ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرّين بالإسلام، وقد بايعوا معاذ بن جبل باليمن، فقال رجل منهم يقال له زرارة: يا رسول الله، إني رأيت في سفري هذا عجباً. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وما رأيت؟ " قال: رأيت أتاناً تركتها في الحيّ كأنها ولدت جدياً أسفع أحوى. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل تركت أمةً لك مصرّةً على حمل؟ " قال: نعم يا رسول الله، تركت أمة لي قد حملت. قال:" فإنها قد ولدت غلاماً، وهو ابنك ". قال: يا رسول الله، فما باله أسفع أحوى؟ قال:" ادن منّي " فدنا منه، فقال له:" هل بك من مرض تكتمه؟ " قال: نعم، والذي بعثك بالحقّ ما علم به أحد، ولا اطّلع عليه غيرك. قال:" فهو ذاك ". قال: يا رسول الله، ورأيت النّعمان بن المنذر عليه قرطان ودملجان ومسكتان. قال:" ذلك ملك العرب رجع إلى أحسن زيّه وبهجته ". قال: يا رسول الله، ورأيت عجوزاً شمطاء خرجت من الأرض. قال:" تلك بقيّة الدّنيا ". قال: ورأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو، وهي تقول: لظى لظى، بصير وأعمى، أطعموني آكلكم أهلكم ومالكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تلك فتنة تكون في آخر الزّمان ". قال: يا رسول الله، وما الفتنة؟ قال:" يقتل النّاس إمامهم، ويشتجرون اشتجار أطباق الرّأس " وخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه " يحسب المسيء فيها أنه محسن، ويكون دم المؤمن أحلّ من شرب الماء، إن مات ابنك أدركت الفتنة، وإن متّ أنت أدركها ابنك ". فقال: يا رسول الله، ادع الله أن لا أدركها. فقال