الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله عز وجل الذي هو حقّ القرابة والمساكين والأرامل؛ وإن أن أظلم منّي وأترك لعهد الله من استعملك صبيّاً سفيهاً على جند المسلمين تحكم فيهم برأيك، ولم تكن له في ذلك نيّة إلا حبّ لولده، فويل لك وويل لأبيك ما أكثر خصماؤكما يوم القيامة، وكيف ينجو أبوك من خصمائه؟ وإن أظلم منّي وأترك لعهد الله من استعمل الحجّاج بن يوسف على خمسي العرب يسفك الدّماء الحرام ويأخذ المال الحرام. وإظلم منّي وأترك لعهد الله من استعمل قرّة بن شريك أعرابيّاً جافياً على مصر، وأذن له في المعازف واللهو والشّراب. وإن أظلم مني وأترك لعهد الله من جعل لغاية البربريّة سهماً في خمس العرب. فرويداً يابن بنانة فلو التقت حلقتا البطان وردّ الفيء إلى أهله لتفرّغت لك ولأهل بيتك فوضعتكم على المحجّة البيضاء، فطالما تركتم الحقّ وأخذتم في بنيّات الطّريق؛ وما وراء هذا من الفضل ما أرجو أن أكون رأيته؛ بيع رقبتك، وقسم ثمنك بين اليتامى والمساكين والأرامل، فإن لكّل فيك حقاً. والسّلام علينا، ولا ينال سلام الله الظّالمين. فلّما بلغت الخوارج سيرة عمر، وما ردّ من المظالم اجتمعوا فقالوا: ما ينبغي لنا أن نقاتل هذا الرّجل.
عمر بن هارون بن يزيد
ابن جابر بن سلمة أبو حفص الثّقفيّ البلخيّ، مولاهم روى عن شعبه، بسنده إلى ابن عبّاس، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:" الشّفعة في العبيد، وفي كلّ شيء ".
وعن ثور بن يزيد، بسنده إلى أبي سعيد، قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يسلخ شاةً، فرآه لا يحسن، فقال:" تباعد " قال فدحس النّبيّ صلى الله عليه وسلم بين جلدها ولحمها فعلّمه، ثم مضى إلى الصّلاة، فصلّى ولم يمسّ ماءً.
وعن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرّجل الصّالح يأتي بالخير الصّالح، والرّجل السّوء يأتي بالخبر السّوء ".
قال ابن سعد: قد كتب النّاس عنه كتاباً كبيراً وتركوا حديثه.
وقال أبو عبد الله الحافظ: كان من أهل السّنّة، ومن الذّابّين عن أهلها، ورد نيسابور وكتب عنه جماعة من مشايخنا.
وقال الخطيب: قدم بغداد وحدّث بها.
وقال أبو رجاء: كان عمر بن هارون شديداً على المرجئة، وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم؛ وكان من أعلم النّاس بالقراءات وكان القّراء يقرؤون عليه، ويختلفون إليه في حروف القرآن.
قال أبو حاتم: تكلّم فيه ابن المبارك فذهب حديثه.
وقال يحيى بن معين: ليس هو ثقة. مات ببلخ يوم الجمعة أول من رمضان سنة أربع وتسعين ومئة، وهو ابن ستّ وستين، وكان يخضب. وفي رواية أنه توفي وهو ابن ثمانين سنة.