المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة - مختصر تاريخ دمشق - جـ ١٩

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌عمر بن خيران الجذاميّ

- ‌عمر بن داود بن زاذان

- ‌عمر بن داود بن سلمون

- ‌عمر بن الدّرفس أبو حفص الغسّاني

- ‌عمر بن ذرّ بن عبد الله بن زرارة

- ‌عمر بن زيد الحكميّ

- ‌عمر بن سعد بن أبي وقّاص

- ‌عمر بن سعيد بن أحمد

- ‌عمر بن سعيد بن ابراهيم

- ‌عمر بن سعيد بن جندب

- ‌عمر بن سعيد بن سليمان

- ‌عمر بن سعيد أبو حفص بن البرّيّ المتعبّد

- ‌عمر بن سلمة بن الغمر

- ‌عمر بن أبي سلمة

- ‌عمر بن سليمان بن عبد الملك

- ‌عمر بن سليمان من أهل دمشق

- ‌عمر بن شريح الحضرميّ

- ‌عمر بن صالح بن أبي الزّاهريّة

- ‌عمر بن صالح بن عثمان

- ‌عمر بن طويع اليزنيّ

- ‌عمر بن عاصم بن محمد

- ‌عمر بن عبد الله بن جعفر

- ‌عمر بن عبد الله بن الحسن

- ‌عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة

- ‌عمر بن عبد الله بن أبي سفيان

- ‌عمر بن عبد الله بن عبد الملك

- ‌عمر بن عبد الله بن محمد

- ‌عمر بن عبد الله اللّيثي

- ‌عمر بن عبد الباقي بن عليّ

- ‌‌‌عمر بن عبد الحميد

- ‌عمر بن عبد الحميد

- ‌عمر بن عبد الرّحمن بن زيد

- ‌عمر بن عبد الرّحمن بن عوف

- ‌عمر بن عبد الرّحمن بن محمد

- ‌عمر بن عبد العزيز بن عبيد

- ‌عمر بن عبد العزيز بن مروان

- ‌عمر بن عبد الكريم بن حفص

- ‌عمر بن عبد الكريم بن سعدويه

- ‌عمر بن عبد الملك بن مروان

- ‌عمر بن عبد الواحد بن قيس

- ‌عمر بن عبيد الله بن خراسان

- ‌عمر بن عبيد الله بن معمر

- ‌عمر بن عطاء بن وهب الرّعينيّ

- ‌عمر بن عكرمة بن أبي جهل

- ‌عمر بن عليّ بن الحسن

- ‌عمر بن عليّ بن سليمان

- ‌عمر بن عليّ بن أبي طالب

- ‌عمر بن عليّ الحلوانيّ

- ‌عمر بن عليّ ويقال عمرو

- ‌عمر بن عليّ الصيّرفيّ

- ‌عمر بن أبي عمر

- ‌عمر بن عيسى أبو أيّوبعمر بن الفرج أبو بكر الطّائيّ

- ‌عمر بن القاسم بن عبد الله

- ‌عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌عمر بن محمد بن بجير

- ‌عمر بن محمد بن جعفر بن حفص

- ‌عمر بن محمد الحسين

- ‌عمر بن محمد بن حفص الدّمشقيّعمر بن محمد بن الحكم

- ‌عمر بن محمد بن زيد

- ‌عمر بن محمد بن زيد

- ‌عمر بن محمد بن عبد الله

- ‌عمر بن محمد أبو القاسم البغداديّ

- ‌عمر بن أبي محمد بن عبد الله

- ‌عمر بن مالك بن عتبة

- ‌عمر بن مبشّر بن الوليد

- ‌عمر بن المثنى الأشجعيّ الرّقيّ

- ‌عمر ويقال عمرو بن مروان

- ‌عمر بن مروان الكلبيّعمر بن مضّرّس بن عثمان الجهني

- ‌عمر بن مضر بن عمر

- ‌عمر بن المغيرة أبو حفص البصريّ

- ‌عمر بن المنتشر المراديّ

- ‌عمر بن منخّل أبو الأسوار الدّربنديّ

- ‌عمر بن المورّق أظنّه مزنيّاً

- ‌عمر بن موسى بن وجيه

- ‌عمر بن نصر بن محمد الشّيبانيّ

- ‌عمر بن نعيم العنسيّ

- ‌عمر بن الوليد بن سعيد بن هشام

- ‌عمر بن الوليد بن عبد الملك

- ‌عمر بن هارون بن يزيد

- ‌عمر بن هانئ الطّائي

- ‌عمر بن هبيرة بن معيّة

- ‌عمر بن يحيى بن الحارث الذّماريّ

- ‌عمر بن يحيى بن زكريّا

- ‌عمر بن يحيى الأسديّ

- ‌عمر بن يزيد بن عمير

- ‌عمر بن يزيد بن معاوية

- ‌عمر بن يزيد القرشيّ

- ‌عمر بن يزيد اللّخميّ

- ‌عمر بن يزيد النّصريّ

- ‌عمر الدّمشقيّ

- ‌عمر يعرف بعمردن مولى النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌عمر الرّاشديّ

- ‌عمر بن السّرّاج

- ‌عمر المروزيّ

- ‌عمر المغربيّ

- ‌عمرو بن أحمد بن رشيد

- ‌عمرو بن أحمد بن معاذ

- ‌عمرو بن أحمد أبو زيد الجذوعيّ

- ‌عمرو بن الأحوص الجشميّ

- ‌عمرو بن أسلم العابد

- ‌عمرو بن أسماء أبو مرثد الرّحبيّ

- ‌عمرو ويقال: عمير بن الأسود

- ‌عمرو بن أميّة بن خويلد

- ‌عمرو بن أميّة بن عمرو

- ‌عمرو بن بحر بن محبوب

- ‌عمرو بن بشر بن السّرح

- ‌عمرو بن يزيد بن محمد

- ‌عمرو بن أبي بكر بن يزيد

- ‌عمرو بن جامع بن عمرو

- ‌عمرو بن جزء الخولانيّ

- ‌عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن المرّيّعمرو بن الحارث بن عبد الله

- ‌عمرو بن الحارث بن يعقوب

- ‌عمرو بن حازم بن عمرو بن عيسى بن موسى بن سعيد

- ‌عمرو بن حازم بن زيد

- ‌عمرو بن الحسن بن عليّ

- ‌عمرو بن حصين السّكسكي

- ‌عمرو بن حفص بن يزيد

- ‌عمرو ويقال عمر بن حفص بن شليلة

- ‌عمرو بن الحمق بن الكاهن

- ‌عمرو بن حويّ أبو حويّ السّكسكيّ

- ‌عمرو بن الخبيب بن عمرو

- ‌عمر بن خير أبو خير الشّعبانيّ

- ‌عمرو بن الدّرفس

- ‌عمرو بن الزّبير بن العوّام

- ‌عمرو بن زرارة بن قيس

- ‌عن سعيد بن عمرو بن زرارة

- ‌عمرو بن سبيع الرّهاويّ

- ‌عمرو بن سعد بن الحارث

- ‌عمرو بن سعد الفدكيّ

- ‌عمرو بن سعيد بن إبراهيم

- ‌عمرو بن سعيد أبي أحيحة

- ‌عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌عمرو بن سعيد أبو سعيد الثّقفيّ

- ‌عمرو بن سعيد أبو بكر الأوزاعيّ

- ‌عمرو بن سفيان

- ‌عمرو بن أبي سلمة أبو حفص الدّمشقيّ

- ‌عمرو بن سليمان بن عبد الملك

- ‌عمرو بن سليم الحضرميّ الحمصيّ

- ‌عمرو بن سهيل بن عبد العزيز

- ‌عمرو بن شراحيل أبو المغيرة

- ‌عمرو بن شعيب بن محمد

- ‌عمرو بن شمر بن غزيّة

- ‌عمرو ويقال: عمير بن شييم

- ‌عمرو بن صفوان بن أميّة

- ‌عمرو بن طراد بن عمرو

- ‌عمرو بن الطّفيل بن عمرو

- ‌عمرو بن العاص بن وائل

- ‌عمرو بن عامر السّلميّ

- ‌عمرو بن عبد الله بن رافع

- ‌عمرو بن عبد الله بن أبي شعيرة

- ‌عمرو بن عبد الله بن صفوان

- ‌عمرو بن عبد الله ابن الوليد

- ‌عمرو بن عبد الأعلى بن عمرو

- ‌عمرو بن عبد الرحمن دحيم

- ‌عمرو بن عبد الرحمن أبو زرعة

- ‌عمرو بن عبد العظيم بن عمرو

- ‌عمرو بن عبد عمرو الثّقفيّ

- ‌عمرو بن عبد الخولانيّ

- ‌عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة

- ‌عمرو بن عتبة بن صخر بن حرب

- ‌عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى

- ‌عمرو بن عثمان بن سعيد

- ‌عمرو بن عثمان بن عبد الله

- ‌عمرو بن عثمان عن عفّان

- ‌‌‌عمرو بن عثمان

- ‌عمرو بن عثمان

- ‌عمرو بن عاصم بن يحيى

- ‌عمرو بن عثمان بن صالح

- ‌عمرو بن أبي عمرو الحيرانيّ

- ‌عمرو بن عيسى المصيصيّ

- ‌عمرو بن غيلان بن سلمة

- ‌عمرو بن قتيبة الصّوريّ

- ‌عمرو بن قيس قميئة بن ذريح

- ‌عمرو بن قيس بن ثور

- ‌عمرو بن كلب أو كليب اليحصبيّ

- ‌عمرو بن محمد بن العبّاس

- ‌عمرو بن محمد بن عبد الله

- ‌عمرو بن محمد بن عبد المطّلب

- ‌عمرو بن محمد بن عذرة

- ‌عمرو بن محمد بن عمرو

- ‌عمرو بن محمد بن يحيى بن سعيد

- ‌عمرو بن محرز

- ‌عمرو بن محصن بن سراقة

- ‌عمرو بن مخلاة الكلبيّ

- ‌عمرو بن مرثد

- ‌عمرو بن مرداس

- ‌عمرو بن مرّة أبو طلحة

- ‌عمرو بن مرّة الحنفيّ

- ‌عمرو بن مرّة الكلبيّ

- ‌عمرو بن مسعدة بن سعيد

- ‌عمرو بن مسعود السّلميّ

- ‌عمرو بن معاذ العنسيّ الدّارانيّعمرو بن معاوية بن المنتفق العقيليّ

- ‌عمرو بن معدي كرب بن عبد الله

- ‌عمرو بن المؤمّل أبو الحارث العدويّ

- ‌عمرو بن مهاجر بن دينار أبي مسلم

- ‌عمرو بن ميمون

- ‌عمرو بن ميمون بن مهران

- ‌عمرو بن نصر بن الحجّاج

- ‌عمرو بن واقد أبو حفص القرشيّ

- ‌عمرو بن الوضّاح صاحب الوضّاحة

- ‌عمرو بن الوليد بن عقبة

- ‌عمرو بن الوليد

- ‌عمرو بن هاشم البيروتي

- ‌عمرو بن محمد والد الأوزاعيّ

- ‌عمرو بن يحيى بن سعيد

- ‌عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر

- ‌عمرو بن يزيد بن معاوية

- ‌عمرو أبو عثمان البكاليّ

- ‌عمرو الطّائيّ

- ‌عمرو الحضرميّ مولاهم

- ‌عمرو السّرّاج الإسكاف

- ‌عملّس بن عقيل بن علّفة

- ‌عمير بن الحارث الدّمشقيّعمير بن الحباب بن جعدة

- ‌عمير بن ربيعة

- ‌عمير بن سعد بن شهيد بن قيس

- ‌عمير بن سعد ويقال ابن سعد

- ‌عمير بن سيف الخولانيّ دمشقيّ

- ‌عمير بن محمد بن أحمد

- ‌عمير بن هانئ أبو الوليد العنسيّ

- ‌عمير بن يوسف بن موسى

- ‌عنبسة بن سعيد بن العاص

- ‌عنبسة بن سعيد بن غنيم

- ‌عنبسة بن أبي سفيان صخر

- ‌عنبسة بن عبد الله بن محمد

- ‌عنبسة بن عبد الملك بن مروان

- ‌عنبسة الأصغر ن عتبة

- ‌عنبسة بن عمر بن حرب

- ‌عنبسة بن الفيض بن عنبسة

- ‌عنبسة بن أبي محمد بن عبد الله

- ‌عنبر الأسود خادم بن عبد العزيز

- ‌عنبة ويقال عقبة

- ‌عوّام بن سميع الزّاهد القرنسيّ

- ‌عوّام ويقال عرّام

- ‌عوّام بن يزيد بن عبد الملك

- ‌عوبثان بن ثوبان المرّي

- ‌عوف بن إسماعيل بن عوف

- ‌عوف بن حطان بن شجرة التّجيبيّ

- ‌عوف بن عبد الرحمن

- ‌عوف بن مالك أبو عبد الرحمن

- ‌عون بن إبراهيم بن الصّلت الشّاميّ

- ‌عون بن الحسن بن عون أبو جعفر

- ‌عون بن حكيم مولى الزّبير بن العوّام

- ‌عون بن شمعلة المرّيّ

الفصل: ‌عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة

‌عمرو بن عبد الخولانيّ

خلف على أمّ مسلم، زوج أبي مسلم الخولانيّ بعده؛ وكان من العبّاد.

قال عبد الجبّار بن محمد بن مهنّا الخولانيّ: سمعت من أدركت من شيوخنا يذكر أن أمّ مسلم سئلت، فقيل لها: أيّ الرّجلين أفضل؟ فقالت: أمّا أبو مسلم فإنه لم يكن يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه، وأما عمرو بن عبد فإنه كان ينار عليه في محرابه، حتى أني كنت اختدم على ضوء نوره من غير مصباح.

قال عبد الجبّار: وكان عمرو بن عبد من أفاضل المسلمين عند أهل زمانه، وتوفي بداريا ولم يعقب.

وعن عمير بن هانئ، قال: قيل لأمّ مسلم امرأة أبي مسلم: تزّوجت بعد أبي مسلم، وقد كان يقال: المرأة لآخر أزواجها؟ فقالت: أفترون أن أبا مسلم كان أفضل من عمرو بن عبد؟ لقد رأيتني وإنه ليقوم من اللّيل إلى مصلاّه، فينوّر به حتى يملأ البيت نوره، فأتناول من البيت ما أردت، لا يزال على ذلك حتى يطلع الفجر، وربّما غزلت على ضوء نوره.

‌عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة

ابن عمر بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة ابن بهثة بن سليم بن منصور ابن عطرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار أبو نجيح السّلميّ، العجليّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من السّابقين اللأوّلين، كان يقال له: ربع الإسلام.

روى عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف في نسبه.

ص: 263

قال عمرو بن عبسة: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على السّكون والسّكاسك، وعلى خولان العالية، وعلى الأملوك أملوك ردمان.

عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة السّلميّ، قال: لقد رأيتني وإني لربع الإسلام. قال: قلت له: حدّثنا حدّيث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص ولا وهم. قال: سمعته يقول: " من ولد له ثلاثة في الإسلام فقبضوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجّنة بفضل رحمته إيّاهم، ومن شاب شيبةً في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ العدّو أصاب أو أخطأ كان له كعتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضواً منها عضواً منه من النّار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإن للجنّة ثمانية أبواب يدخله الله من أيّ باب شاء ".

قال سيف بن عمر في تسمية الأمراء يوم اليرموك: وعمرو بن عبسة على كردوس.

قال خليفة: هو أخو أبي ذرّ لأمّه.

قال محمد بن عمر: لمّا أسلم عمرو بن عبسة بمكة رجع إلى بلاد قومه بني سليم، وكان ينزل بصفنة وحاذة وهي من أرض بني سليم فلم يزل مقيماً هناك حتى مضت بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك المدينة.

عن حريز بن عثمان، أن حمص نزلها من بني سليم أربعمئة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم أبو نجيح

ص: 264

السّلميّ، وهو من المهاجرين الأوّلين، شهد بدراً، وقال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعكاظ وليس معه إلاّ أبو بكر وبلال، فلقد رأيتني ربع الإسلام.

عن عمرو بن عبسة، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، وذلك أنها باطل، فلقيت رجلاً من أهل الكتاب، من أهل تيماء، فقلت: إني امرؤ ممّن يعبد الحجارة، فينزل الحي ليس معهم إله، فخرج الرّجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره، ويجعل أحسنها إلهاً يعبده، ثم لعلّه يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل فيتركه ويأخذ غيره إذا نزل منزلاً سواه، فرأيت أنه إله باطل لا ينفع ولا يضرّ، فدلنيّ على خير من هذا. فقال: يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها، فإذا رأيت ذلك فاتّبعه فإنه يأتي بأفضل الدّين. فلم تكن لي همّة منذ قال لي ذلك إلاّ مكة، فآتي فأسأل: هل حدث فيها حدث؟ فيقال: لا. ثم قدمت مرّةً فسألت، فقالوا: حدث فيها رجل يرغب عن آلهة قومه، ويدعو إلى غيرها. فرجعت إلى أهلي فشددت راحلتي برحلها، ثم قدمت منزلي الذي كنت أنزله بمكة، فسألت عنه فوجدته مستخفياً، ووجدت قريشاً عليه أشدّاء، تلطّفت له حتى دخلت عليه، فسألته، فقلت: أيّ شيء أنت؟ قال: " نبيّ " قلت: ومن أرسلك؟ قال: " الله " قلت: وبم أرسلك؟ قال: " بعبادة الله وحده لا شريك له، وبقن الدّماء، وبكسر الأوثان، وصلة الرّحم، وأمان السّبيل " فقلت: نعم ما أرسلت به، قد آمنت بك وصدّقتك، أتأمرني أمكث معك أو انصرف؟ قال:" ألا ترى كراهية النّاس ما جئت به؟ فلا تستطيع أن تمكث، كن في أهلك فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجاً فاتبعني ". فمكثت في أهلي حتى إذا خرج إلى المدينة سرت إليه، فقدمت المدينة، فقلت: يا نبيّ الله، أتعرفني؟ قال:" نعم، أنت السّلمي الذي أتيتني بمكة فسألتني عن كذا وكذا، فقلت لك كذا وكذا ".

ص: 265

فاغتنمت ذلك المجلس وعلمت أن لا يكون الدّهر أفرغ قلباً لي منه في ذلك المجلس، فقلت: يا نبيّ الله، أيّ الساعات أسمع؟ قال:" الثّلث الآخر، فإن الصّلاة مشهودة مقبولة حتى تطلع الشّمس، فإذا رأيتها حمراء كأنها الحجفة فأقصر نعها، فإنها تطلع بين قرني شيطان، فيصلّي لها الكفّار، فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فإن الصّلاة مشهودة مقبولة حتى يساوي الرّجل ظلّه، فأقصر عنها، فإنها حينئذ تسجر جهنّم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصّلاة مشهودة مقبولة حتى تغرب الشّمس، فإذا رأيتها غربت حمراء كأنها الحجفة فأقصر ". ثم ذكر الوضوء، فقال: إذا توضأت فغسلت يديك ووجهك ورجليك، فإن جلست كان ذلك لك طهوراً، وإن قمت فصلّيت وذكرت ربّك بما هو أهله، انصرفت من صلاتك كهيئتك يوم ولدتك أمك من الخطايا ".

عن أبي نجيح السّلميّ، قال: حاصرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطّائف، فسمعت نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من رمى بسهم فبلغه درجة في الجنّة ". قال رجل: يا نبيّ الله، إن رميت فبلغت فلي درجة؟ قال:" نعم " قال: فرمى فبلغ. قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً.

عمرو بن عبيد بن وهيب ابن أبي الشّعثاء مالك بن حريث بن جابر بن بحر وهو راعي الشّمس الأكبر بن يعمر بن عدّي ابن الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو الحكم الدّيليّ، المعروف بالحزين شاعر من أهل الحجاز ويقال: إنه الحزين بن سليمان ويكنى سليمان أبا الشّعثاء مولى لبني الدّيل.

ص: 266

قدم دمشق، وذكرها في شعره؛ كان هجاءً خبيث اللّسان قال في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وكان أميراً على مصر: من البسيط

الله يعلم أن قد جبت ذا يمن

ثم العراقين لا يثنيني السّأم

ثم الجزيرة أعلاها وأسفلها

كذاك تسري على الأهوال بي القدم

ثم المواسم قد أوطنتها زمناً

وحيث تحلق عند الحيرة اللّمم

قالوا دمشق ينبّيك الخبير بها

ثم ائت مصر فثمّ النّائل الغمم

لّما وقفت عليها في الجموع ضحىً

وقد ترّضت الحجّاب والخدم

حيّيته بسلام وهو مرتفق

وضجّة القوم عند الباب تزدحم

في كفّه خيرزان ريحها عبق

من كفّ أروع في عرنينه شمم

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلّم إلاّ حين يبتسم

ترى رؤوس بني مروان واستبشروا جذلاً

وإن هم آنسوا إعراضه وجموا

كلتا يديه ربيع غير ذي خلف

بحر يفيض وهادي عارض هزم

قال أبو الفرج: ومن النّاس من يقول: إن الحزين قال في عبد العزيز بن مروان، لذكره دمشق ومصر، والصّحيح إنها في عبد الله بن عبد الملك.

قال محمد بن يحيى: وإنما سمّوا رعاة الشمس، لأن الشمس لم تكن تطلع في الجاهليّة عليهم ولا تغرب إلاّ وقدورهم تغلي للأضياف، فسمّوا لذلك رعاة الشمس؛ قال الحزين: من الطويل

أنا ابن ربيع النّاس في كلّ شتوة

وجدّاي راعي الشمس وابن عريب

قال ابن ماكولا: أما حزين بفتح الحاء المهملة وكسر الزّاي التي تليها وآخره نون، فهو الحزين الشّاعر، من التّابعين.

ص: 267

عن عبد الله بن مصعب: أن الحزين مرّ بالعقيق في غداة باردة، فمرّ عبد الله بن جعفر عليه مقطّعات خزّ، فاستعار الحزين من رجل ثوباً، ثم قام إليه فقال: من المتقارب

أقول له حين واجهته

عليك السّلام أبا جعفر

فقال: وعليك السّلام. فقال:

فأنت المهذّب من غالب

وفي البيت منها الذي يذكر

قال: كذبت يا عدوّ الله، ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:

فهذي ثيابي قد أخلقت

وقد عضّني زمن منكر

قال: فلك ثيابي. فأعطاه ثيابه.

عن مصعب بن عبد الله، قال: مرّ الحزين على جعفر بن محمد بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، وعليه أطمار؛ فقال له: يا بن أبي الشّعثاء إلى أين أصبحت غادياً؟ قال: أمتع الله بك، نزل عبد الله بن عبد الملك الحرّة يريد الحجّ، وقد كنت وفدت إليه بمصر فأحسن إليّ. قال: أفما وجدت شيئاً تلبسه غير هذه الثّياب؟ قال: استعرت أهل المدينة فلم يعرني أحد منهم شيئاً. قال: فدعا جعفر غلاماً له، فقال ائتني بجبّة وقميص ورداء؛ فجاءه به. فقال: البس وأبل وأخلق. فلمّا ولّى الحزين قال جلساء جعفر له: ما صنعت؟ يعمد إلى هذه الثياب التي كسوته فيبيعها ويفسد ثمنها؟ قال: ما أبالي إذا كافأته بثيابه ما صنع بها، مع إنه يصيب بها لذةً. فسمع الحزين قولهم، وما ردّ عليهم؛ ومضى حتى أتى عبد الله بن عبد الملك،

ص: 268