المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌ حرف القاف

- ‌قابيل ويقال قابين ويقال له قاين

- ‌القاسم بن إسماعيل بن عرباض

- ‌القاسم بن الحسن بن محمد بن يزيد

- ‌القاسم بن سعيد بن شريح

- ‌القاسم بن سلام

- ‌القاسم بن شمر

- ‌القاسم بن صفوان بن إسحاق

- ‌القاسم بن عبد الله بن إبراهيم

- ‌القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن

- ‌القاسم بن عبد الرحمن بن عضاه الأشعري

- ‌القاسم بن عبد الغني بن جمعة

- ‌القاسم بن عبيد الله بن الحبحاب

- ‌القاسم بن عثمان

- ‌القاسم بن عبي

- ‌القاسم بن عمر بن معاوية الربعي

- ‌القاسم بن عيسى بن إبراهيم

- ‌القاسم بن عيسى بن إدريس

- ‌القاسم بن الليث بن مسرور

- ‌القاسم بن محمد بن أبي سفيان الثقفي

- ‌القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

- ‌القاسم بن محمد بن عبد الملك

- ‌القاسم بن محمد بن أبي عقيل الثقفي

- ‌القاسم بن مخيمرة

- ‌القاسم بن المساور البغدادي الجوهري

- ‌القاسم بن موسى بن الحسن

- ‌القاسم بن هاشم بن سعيد

- ‌القاسم بن هزان الخولاني الداراني

- ‌القاسم بن يزيد بن عوانة

- ‌القاسم بن يزيد العامري

- ‌القاسم الجوعي الكبير

- ‌قباث بن أشيم الليثي

- ‌قبصة بن جابر بن وهب

- ‌قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة

- ‌قبيصة بن ضبيعة بن حرملة

- ‌قبيصة العبسي

- ‌قتادة بن النعمان بن زيد

- ‌قتير حاجب معاوية

- ‌قتير

- ‌قحدم بن أبي قحدم النضر

- ‌قحطبة بن شبيب بن خالد

- ‌قدامة بن حماطة الضبي الكوفي

- ‌قرتع التغلبي

- ‌قرة بن شريك بن مرثد

- ‌قريش بن الحسين بن روشك

- ‌قريش بن هشام بن عبد الملك

- ‌قزعة بن يحيى ويقال ابن الأسود

- ‌قسام بن إبراهيم بن محمد بن القاسم

- ‌قسطنطين بن عبد الله

- ‌قسيم بن هشام بن محمد

- ‌قسيم مولى معاوية

- ‌قصير ويقال قيصر

- ‌قضاعي بن عامر

- ‌فطبة بن عامر

- ‌‌‌قطن

- ‌قطن

- ‌قطن مولى آل الوليد بن عبد الملك

- ‌قعدان بن عمر

- ‌قعقاع بن أبرهة الكلاعي

- ‌قعقاع بن خليد بن جزء

- ‌قعقاع بن شور السدوسي الذهلي

- ‌القعقاع بن عمرو التميمي

- ‌قعنب بن ضمرة

- ‌قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة

- ‌قواد مولى سليمان بن عبد الملك

- ‌قوام بن زيد بن عيسى

- ‌قيس بن بسر السندي

- ‌قيس بن ثور بن مازن

- ‌قيس بن الحارث

- ‌قيس بن الحجاج بن خولي الحميري

- ‌قيس بن حفص

- ‌قيس بن حمزة بن مالك

- ‌قيس بن ذريح بن سنة

- ‌قيس بن سعد بن عبادة

- ‌قيس بن عباد

- ‌قيس بن عباية بن عبيد

- ‌قيس بن أبي حازم عبد عوف

- ‌قيس بن عمرو

- ‌قيس بن عمرو بن مالك

- ‌قيس بن مشجر

- ‌قيس بن موسى

- ‌قيس بن هانئ العبسي

- ‌قيس بن هبيرة المكشوح

- ‌قيس الهلالي

- ‌قيظى بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة

- ‌ حرف الكاف

- ‌كابس بن ربيعة بن مالك

- ‌كافور أبو المسك الإخشيدي

- ‌كافور بن عبد الله

- ‌كالب بن يوفنا بن بارص

- ‌كامل بن أحمد بن محمد

- ‌كامل بن ديسم بن مجاهد

- ‌كامل بن علي بن سلم

- ‌كامل بن محمد بن عبد الله

- ‌كامل بن المخارق الصوفي

- ‌كامل بن مكرم أبو العلاء

- ‌كتائب بن علي بن حمزة

- ‌كثير بن الحارث

- ‌كثير بن زيد

- ‌كثير بن زيد بن محمد

- ‌كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغصة

- ‌كثير بن الصلت بن معدي كرب

- ‌كثير بن عبد الله

- ‌كثير بن عبيد بن نمير

- ‌كثير بن قيس

- ‌كثير بن كثير

- ‌كثير بن مرة

- ‌كثير بن ميسرة

- ‌كثير بن هراسة الكلابي البصري

- ‌كثير بن هشام

- ‌كثير بن يسار

- ‌كثير الصنعاني اليماني

- ‌كثير بن عبد الرحمن بن الأسود

- ‌كدام بن حيان العنزي

- ‌كريب بن أبرهة بن الصباح

- ‌كريب بن الصباح الحميري

- ‌كريب بن أبي مسلم

- ‌كريم بن عفيف بن عبد الله

- ‌كعب بن جعيل بن قمير

- ‌كعب بن حامد

- ‌كعب بن خريم بن جندب

- ‌كعب بن عبد الله

- ‌كعب بن عجرة

- ‌كعب بن عمير الغفاري

- ‌كعب بن ماتع بن هيتوع

- ‌كعب بن مالك بن أبي كعب

- ‌كعب بن معدان الأزدي

- ‌كلثوم بن زياد

- ‌كلثوم بن عياض بن وحوح

- ‌كلياتكين التركي

- ‌كليب بن عيسى بن أبي حجير

- ‌كميت بن زيد بن خنيس

- ‌كميل بن زياد بن نهيك

- ‌كنانة بن بشر بن سلمان

- ‌كنجور بن عيسى

- ‌كنيز بن عبد الله

- ‌كوثر بن الأسود

- ‌كوثر بن حكيم بن أبان

- ‌كوثر النميري

- ‌كهيل بن حرملة النميري

- ‌كلاب بن أمية

- ‌كلاب

- ‌كيسان

- ‌كيسان أبو حريز

- ‌ حرف اللام

- ‌لبطة بن همام الفرزدق

- ‌لبيب بن عبد الله

- ‌لبيد بن حميد بن لبيد

- ‌لبيد ين عطارد بن حاجب

- ‌لجلاج أبو خالد بن اللجلاج الزهري

- ‌لقيط بن عبد القيس بن بجرة

- ‌لمازة بن زبار

- ‌لوط بن هاران

- ‌لؤلؤ بن عبد الله أبو الحسن

- ‌لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد

- ‌لؤلؤ بن عبد الله القيصري

- ‌لؤلؤ بن عبد الله البشراوي

- ‌الليث بن تميم الفارسي

- ‌ليث بن أبي رقية الثقفي

- ‌الليث بن سعد بن عبد الرحمن

- ‌ليث بن سليمان بن سعد الخشني

- ‌ليث الليثي

- ‌ حرف الميم

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن إسحاق

- ‌محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس

- ‌محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن أيوب

- ‌محمد بن أحمد بن بشر

- ‌محمد بن أحمد بن بكير

- ‌محمد بن أحمد بن تغلب

- ‌محمد بن أحمد بن أبي جحوش

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن الحسن أبو حاتم

- ‌محمد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين

- ‌محمد بن أحمد بن حماد

- ‌محمد بن أحمد بن أبي حماد

- ‌محمد بن أحمد بن حمدان

- ‌محمد بن أحمد بن خالد

- ‌محمد بن أحمد بن داود بن سيار

- ‌محمد بن أحمد بن راشد

- ‌محمد بن أحمد بن رزقان

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن سعيد

- ‌محمد بن أحمد بن سعيد

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌محمد بن أحمد بن سعد

- ‌محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل

- ‌محمد بن أحمد بن سهل بن نصر

- ‌محمد بن أحمد بن سيد حمدويه

- ‌محمد بن أحمد بن الضحاك

- ‌محمد بن أحمد بن طالب

- ‌محمد بن أحمد بن الطيب

- ‌محمد بن أحمد بن عبادة

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله المروزي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الباقي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الخالق

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج

- ‌محمد بن أحمد بن عرفجة

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي بن محمد

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي أبي القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن علي الهروي

- ‌محمد بن أحمد بن عمارة

- ‌محمد بن أحمد بن عمران

- ‌محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن عياض

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى السعدي

- ‌محمد بن أحمد بن الفضل

- ‌محمد بن أحمد بن القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن لبيد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن مطر

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أبان

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البعلبكي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن أحمد بن خلف

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأنباري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد السلمي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن منصور

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البزار

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن موسى

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الصواف

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء

- ‌محمد بن أحمد بن محمد أبو البركات

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأندلسي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد القصاع

- ‌محمد بن أحمد بن المثنى

- ‌محمد بن أحمد بن محمويه

- ‌محمد بن أحمد بن المرزبان المرزباني

- ‌محمد بن أحمد بن المعلى بن يزيد

- ‌محمد بن أحمد بن نصر البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن الوليد

- ‌محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام

- ‌محمد بن أحمد بن هارون

- ‌محمد بن أحمد بن هاشم

- ‌محمد بن أحمد بن الهيثم

- ‌محمد بن أحمد بن الهيثم التميمي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى الدمشقي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى بن حيي

- ‌محمد بن أحمد بن يزيد

- ‌محمد بن أحمد بن يعقوب

- ‌محمد بن أحمد بن يوسف

- ‌محمد بن أحمد أبو عبد الله

- ‌محمد بن أحمد أبو الحسن

- ‌محمد بن أحمد أبو الفرج الغساني

- ‌محمد بن أحمد أبو عبد الله

- ‌محمد بن أحمد الجلاب

- ‌محمد بن أحمد أبو بكر الهروي

- ‌محمد بن أحمد أبو مظفر

- ‌محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد السوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن أحمد الشراك

- ‌محمد بن إبراهيم بن إسحاق

- ‌محمد بن إبراهيم بن أسد

- ‌محمد بن إبراهيم بن إسماعيل

- ‌محمد بن إبراهيم بن جعفر

- ‌محمد بن إبراهيم بن الحارث

- ‌محمد بن إبراهيم بن الحسين

- ‌محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني

- ‌محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي

- ‌محمد بن إبراهيم بن سعيد

- ‌محمد بن إبراهيم بن سهل

- ‌محمد بن إبراهيم بن أبي عامر

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأنطاكي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأسترباذي

- ‌محمد بن إبراهيم الطوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبدويه

- ‌محمد بن إبراهيم بن علي

- ‌محمد بن إبراهيم بن العلاء

- ‌محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد الأسدي

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن مخلد

- ‌محمد بن إبراهيم بن مسلم

- ‌محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال

- ‌محمد بن إبراهيم بن المسيب

- ‌محمد بن إبراهيم الهاشمي القرشي

- ‌محمد بن إبراهيم أبو حمزة

- ‌محمد بن إبراهيم أبو بكر الصوري

- ‌محمد بن إبراهيم أبو الفضل

- ‌محمد بن إبراهيم أبو عبد الله

- ‌محمد بن إدريس بن إبراهيم

- ‌محمد بن إدريس بن الحجاج

- ‌محمد بن إدريس بن العباس

الفصل: ‌لوط بن هاران

‌لوط بن هاران

ويقال: ابن أهرن - بن تارخ - وهاران هو أخو إبراهيم خليل الله - بن تارخ - وتارخ هو آزر - بن ناحور بن ساروع بن أرعو بن فالغ بن غابر بن شالغ بن أرفشخد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن خنوخ - وهو إدريس، وهو يارد - بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم صلى في مقام إبراهيم ببرزة، على ما قيل.

عن جابر قال: أول من قاتل في سبيل الله إبراهيم خليل الرحمن حيث أسر لوط، واستأسرته الروم، فغزا إبراهيم حتى استنقذه من الروم.

عن ابن عباس قال: كل الأنبياء من ذرية يعقوب إلا عشرة: محمد، وإسماعيل، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ولوط، وهود، وشعيب، وصالح، ونوح.

وأول من هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى إبراهيم.

عن أنس قال: أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله عثمان بن عفان، فاحتبس على النبي صلى الله عليه وسلم خبره، فجعل يخرج يتوكف عنه الأخبار؛ فقدمت امرأة من قريش، فقالت له: يا أبا القاسم، قد رأيت ختنك متوجهاً في سفره، وامرأته على حمار من هذه الدبابة، وهو يسوق بها، يمشي خلفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" صحبهما الله، إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط صلى الله عليه وسلم ".

ص: 236

عن ابن عباس قال:

أرسل إبراهيم إلى الأرض المقدسة، ولوط إلى المؤتفكات. وكانت قرى لوط أربع مدائن: سدوم، واموراء، وعاموراء، وصبويراء. وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل، فجميعهم أربعمائة ألف، وكانت أعظم مدائنهم سدوم، وكان لوط يسكنها، وهي المؤتكفات، وهي من بلاد الشام، ومن فلسطين مسيرة يوم وليلة. وكان الله قد أمهل قزم لوط، فخرقوا حجاب الإسلام، وانتهكوا المحارم، واتوا الفاحشة الكبرى، فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم لوط، فينصحهم، فيأبون أن يقبلوا، فكان بعد ذلك يجيء على حماره، فينظر إلى سدوم، فيقول: يا سدوم، أي يوم لك من الله! سدوم، إنما أنهاكم ألا تتعرضوا لعقوبة الله، حتى بلغ الكتاب أجله، فبعث الله جبريل في نفر من الملائكة، قال: فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم، وهو في زرع له يثير الأرض، كما بلغ الماء في مسكنه من الأرض، ركز مسحاته في الأرض، فصلى خلفها ركعتين. قال: فنظرت الملائكة إلى إبراهيم، فقالوا: لو كان الله عز وجل ينبغي أن يتخذ خليلاً لاتخذ هذا العبد خليلاً، ولا يعلمون أن الله قد اتخذه خليلاً.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم جاءني الداعي لأجبت ".

عن ابن عباس قال: لما سمعت الفسق بأضياف لوط جاؤوا إلى باب لوط، فاغلق الباب دونهم، ثم اطلع عليهم، فقال:" هؤلاء بناتي "، يعرض عليهم بناته بالنكاح والتزويج، ولم يعرضها عليهم للفاحشة، وكانوا كفاراً وبناته مسلمات، فلما رأى البلاء، وخاف الفضيحة عرض عليهم التزويج - وكان في سنتهم ألا يتزوجوا إلا امرأة واحدة، فلما خطبوا إلى لوط فلم

ص: 237

يزوجهم تزوجوا - فقالوا: " لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد "، وكان اسم ابنتيه إحداهما رعوثا، والأخرى رميثا - ويقال: زبوثا ورعوثا، فالله أعلم. وكان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء أنه كانت لهم ثمار في منازلهم، وحوائطهم، وثمار خارجة على ظهر الطريق، وانهم أصابهم قحط، وقلة من الثمار، فقال بعضهم لبعض: إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل لكان فيها لكم عيش، قالوا: بأي شيء نمنعها؟ قال: اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريباً سنتكم فيه أن تنكحوه، وأغرموه أربعة دراهم؛ فغن الناس يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك، فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الحدث العظيم، الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين. وقال في آية أخرى:" أتأتون الذكران من العالمين " - يعني الغرباء، وقالوا فيما عاتبوا لوطاً:" أولم ننهك عن العالمين "؟ أي ألم ننهك عن الغرباء حتى تفعل بهم الفاحشة؟ فعند ذلك قال: " هؤلاء بناتي " دعاهم إلى الحلال، فأبوا، " فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد "؟ أي: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

وقيل: كان بدء عمل قوم لوط أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي، أجمل صبي رآه الناس، فدعاهم إلى نفسه، فنكحوه، ثم جروا على ذلك، فلم يتناهوا، ولم يردهم قوله، ولم يقبلوا شيئاً مما عرض عليهم من أمر بناته، فكسروا الباب، ودخلوا عليه، قال: وتحول جبريل في صورته - وله صورتان، إذا كان في الأرض كان في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وإذا كان في السماء كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، وله جناحان أخضران موشحان بالدر والياقوت - قال: فتحول في صورته التي يكون فيها في السماء، قال: ثم قال: يا لوط، لا تخف، نحن الملائكة، لن يصلوا إليك، وأمرنا بعذابهم، فقال لوط: يا جبريل، الآن فعذبهم، وهو شديد الأسف عليهم. قال جبريل، يا لوط " موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب "؟ " فأسر بأهلك بقطع من الليل

ص: 238

واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد ". ووثب القوم، فتعلقوا بهم، فطمس جبريل بجناحيه وجوههم، فشدخت وجوههم، وتناثرت أحداقهم بالأرض، فذلك قوله: " ولقد راودوه عن ضيفه، فطمسنا أعينهم "، فعند ذلك قالوا: يا لوط، معك رجال سحروا أعيننا، فأوعدوه، قال: فخرجوا من عنده عمي لا يهتدون الطريق، فلما كان عند وجه الصبح جاءهم العذاب.

عن ابن عباس قال:

لما بشر إبراهيم بقول الله: " فلما ذهب عن إبراهيم الروع، وجاءته البشرى - بإسحاق - يجادلنا في قوم لوط "، وإنما كان جداله أنه قال: يا جبريل، أين تريدون، وغلى من بعثتم؟ قالوا إلى قوم لوط، وقد أمرنا بعذابهم، فقال إبراهيم: إن كان فيهم مائة مؤمن تعذبونهم؟ قال جبريل: لا، قال: إن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم؟ فقال جبريل: لا، قال: فإن كان فيهم ثمانون مؤمن تعذبونهم؟ قال جبريل: لا، حتى انتهى العدد إلى واحد مؤمن، قال جبريل: لا. فخاف إبراهيم على لوط، فقال:" إن فيها لوطاً " ليدفع به عنهم، فقالوا:" نحن نعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين "، يعني من الباقين الذين أهلكوا ولم ينجوا، إنما أنجى لوطاً، وغبرت امرأته مع الغابرين فأهلكت. قيل أنها صعدت ظهر بيتها، فلوحت بثوب لها فأتاها الفسقة يهرعون إليها سراعاً، فقالوا: هل عندك شيء؟ قال: نعم والله، لقد نزل بنا أضياف ما رأينا قط أحسن وجوهاً منهم، ولا أطيب منهم ريحاً.

وفي قوله: " فخانتهما "، قال: لم يكن زنى، ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل.

ص: 239

وعن الضحاك قال: إنما كانت خيانة امرأة وامرأة لوط النميمية.

عن حذيفة قال: إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال.

عن جعفر بن محمد بن علي قال: جاءته امرأتان قد قرأتا القرآن فقالتا: هل تجد غشيان المرأة المرأة محرماً في كتاب الله؟ فقال لها: نعم؛ هن اللواتي كن على عهد تبع، وهن صواحب الرس - وكل نهر وبئر رس.

عن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل سنن قوم لوط قد فقدت إلا ثلاثاً: جر نعال السيف، وخضب الأظفار، وكشف عن العورة. وضرب بيده على فخذه ".

عن أبي أمامة الباهلي قال: كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون بها: لعب الحمام، ورمي البندق، والمكاء، والخذف في الأنداء، وتبسيط الشعر، وفرقعة العلك، وإسبال الأزرار، وحبس الأقبية، وإتيان الرجال، والمنادمة على الشرابز عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا؛ وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضاً، ورميهم بالجلاهق والخذف، ولعبهم بالحمام، وضرب الدفوف، وشرب الخمور،

ص: 240

وقص اللحية، وطول الشارب، والصفير، والتصفيق، ولباس الحرير. وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهم بعضاً ".

عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: " وتأتون في ناديكم المنكر " ما المنكر الذي كانوا يأتون في ناديهم؟ قال: " كانوا يخذفون أهل الطريق، ويسخرون منهم ".

عن معاوية بن قرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: " ما أحسن ما أثنى عليك ربك " ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين "، فما كانت قوتك، وما كانت أمانتك؟ قال: أما قوتي فإني بعثت إلى مدائن لوط، وهي أربع مدائن، وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج، ونباح الكلاب، ثم هويت بهن، فقلبتهن. وأما أمانتي فلم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره ".

قيل لمجاهد: يا أبا الحجاج، هل بقي من قوم لوط أحد؟ قال: لا، إلا رجل بقي أربعين يوماً، تاجراً كان بمكة، فجاءه حجر ليصيبه في الحرم، فقام إليه ملائكة الحرم، فقالوا للحجر: ارجع من حيث جئت؛ فإن الرجل في حرم الله. فخرج الحجر، فوقف خارجاً من الحرم أربعين يوماً بين السماء والأرض حتى قضى الرجل تجارته، فلما خرج أصابه الحجر خارجاً من الحرم، يقول الله:" وما هي من الظالمين ببعيد "، يعني من ظالمي هذه الأمة ببعيد.

عن أبي سعيد قال: من عمل ذاك من عمل قوم لوط إنما كانوا ثلاثين رجلاً ونيفاً لا يبلغون أربعين،

ص: 241