الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويستقبل كثير المعروف من نفسه، التواضع أحب إليه من الرفعة، والذل أحب إليه من العز، والعاشرة ما العاشرة! هي التي شاد بها مجده، وارتفع بها ذكره، ورقي بها في معالي الدرجات من الدارين جميعاً؛ يرى أن جميع الناس خيراً منه، وأنه شرهم.
القاسم الجوعي الكبير
قال قاسم الجوعي الكبير: شبع الأولياء بالمحبة عن الجوع، فقدوا لذاذة الطعام والشراب والشهوات، ولذاذات الدنيا، لأنهم تلذذوا بلذة ليس فوقها لذة قطعتهم عن كل اللذات. وإنما سميت قاسم الجوعي لأن الله تعالى قواني على الجوع، فكنت أبقى شهراً لا آكل ولا أشرب، ولو تركوني لزدت وكنت أقول: اللهم، أنت فعلت ذلك فأتمه بمنك.
وقال: قليل العمل مع المعرفة خير من كثير العمل بلا معرفة.
قباث بن أشيم الليثي
له صحبة. شهد اليرموك، وكان أميراً على كردوس. وسكن حمص.
عن قباث بن أشيم الليثي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة، وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية، وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى ".
قال ابن سعد:
قباث بن الأشيم بن عامر بن الملوح بن يعمر - وهو الشداخ - بن عوف بن كعب بن
عامر بن ليث. شهد بدراً مع المشركين، وكان له فيها ذكر، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد، وكان على مجنبة أبي عبيدة يوم اليرموك.
قال أحمد بن محمد بن عيسى في تسمية من نزل حمص من مضر: قباث بن أشيم الليثي، كناني، عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: يا قباث، أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رسول الله أكبرمني، وأنا أسن منه، ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل محيلاً أعقله.
قال أبو نضر الحافظ: قباث: بقاف مضمومة، وباء معجمة بواحدة مخففة وآخره ثاء معجمة بثلاث، قباث بن أشيم. وقال بعضهم: قباث بن رستم. وهو وهم. وهو في خط الصوري: قباث بفتح القاف.
وقال أبو أحمد العسكري: قباث: القاف مفتوحة وتحت الباء نقطة، وثاء منقوطة بثلاث.
عن محمد بن عمر الواقدي قال: وقالوا: وكان قباث بن أشيم الكناني يقول: شهدت مع المشركين بدراً، فإني أنظر إلى قلة أصحاب محمد في عيني، وكثرة ما معنا من الخيل والرجال، فانهزمت فيمن انهزم، فلقد رأيتني وإني لأنظر إلى المشركين في كل وجه، وإني لأقول في نفسي: ما رأيت مثل هذا الأمر فر منه إلا النساء! وصاحبني رجل، فبينا هو يسير معي إذ لحقنا من خلفنا. فقلت لصاحبي: أبك نهوض؟ قال: لا والله ما هو بي. قال: وعقر، وترفعت، فلقد
صبحت غيقة قبل الشمس، كنت هادياً بالطريق، ولم أسلك المحاج، وخفت من الطلب، فتنكبت عنها، فلقيني رجل من قومي بغيقة، فقال: ما وراءك؟ قلت: لا شيء، قتلنا، وأسرنا، وانهزمنا! فهل عندك من حملان؟ قال: فحملني على بعير، وزودني زاد حتى لقيت الطريق بالجحفة، ثم مضيت حتى دخلت مكة، وإني لأنظر إلى الحيسمان بن حابس الخزاعي بالغميم، فعرفت أنه يقدم ينعي قريشاً بمكة، فلو أردت أن أسبقه لسبقته، فنكبت عنه حتى سبقني ببعض النهار، فقدمت، وقد انتهى إلى مكة خبر قتلاهم، وهم يلعنون الخزاعي، ويقولون: ما جاءنا بخير! فمكثت بمكة.
فلما كان بعد الخندق قلت: لو قدمت المدينة فنظرت ما يقول محمد، وقد وقع في قلبي الإسلام، فقدمت المدينة، فسألت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هو ذاك في ظل المسجد مع ملأ من أصحابه، فأتيته وأنا لا أعرفه من بينهم، فسلمت، فقال:" يا قباث بن أشيم، أنت القائل يوم بدر: ما رأيت هذا الأمر فر منه إلا النساء؟ " فقلت أشهد أنك رسول الله، وأن هذا الأمر ما خرج مني إلى أحد قط، وما ترمرمت به إلا شيئاً حدثت به نفسي، فلولا أنك نبي ما أطلعك الله عليه، هلم حتى أبايعك. فعرض علي الإسلام، فأسلمت.
عن أبي سعيد قال: قال قباث: كنت في الوفد بفتح اليرموك، وقد أصبنا خيراً ونفلاً كثيراً، فمر بنا الدليل على ماء رجل قد كنت أتبعه في الجاهلية حين أدركت، وآنست من نفسي، لأصيب منه، وكنت دللت عليه - فذكر خبر ذلك الرجل وقد رد إلى أرذل العمر.