المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قيس بن هبيرة المكشوح - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢١

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ حرف القاف

- ‌قابيل ويقال قابين ويقال له قاين

- ‌القاسم بن إسماعيل بن عرباض

- ‌القاسم بن الحسن بن محمد بن يزيد

- ‌القاسم بن سعيد بن شريح

- ‌القاسم بن سلام

- ‌القاسم بن شمر

- ‌القاسم بن صفوان بن إسحاق

- ‌القاسم بن عبد الله بن إبراهيم

- ‌القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن

- ‌القاسم بن عبد الرحمن بن عضاه الأشعري

- ‌القاسم بن عبد الغني بن جمعة

- ‌القاسم بن عبيد الله بن الحبحاب

- ‌القاسم بن عثمان

- ‌القاسم بن عبي

- ‌القاسم بن عمر بن معاوية الربعي

- ‌القاسم بن عيسى بن إبراهيم

- ‌القاسم بن عيسى بن إدريس

- ‌القاسم بن الليث بن مسرور

- ‌القاسم بن محمد بن أبي سفيان الثقفي

- ‌القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

- ‌القاسم بن محمد بن عبد الملك

- ‌القاسم بن محمد بن أبي عقيل الثقفي

- ‌القاسم بن مخيمرة

- ‌القاسم بن المساور البغدادي الجوهري

- ‌القاسم بن موسى بن الحسن

- ‌القاسم بن هاشم بن سعيد

- ‌القاسم بن هزان الخولاني الداراني

- ‌القاسم بن يزيد بن عوانة

- ‌القاسم بن يزيد العامري

- ‌القاسم الجوعي الكبير

- ‌قباث بن أشيم الليثي

- ‌قبصة بن جابر بن وهب

- ‌قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة

- ‌قبيصة بن ضبيعة بن حرملة

- ‌قبيصة العبسي

- ‌قتادة بن النعمان بن زيد

- ‌قتير حاجب معاوية

- ‌قتير

- ‌قحدم بن أبي قحدم النضر

- ‌قحطبة بن شبيب بن خالد

- ‌قدامة بن حماطة الضبي الكوفي

- ‌قرتع التغلبي

- ‌قرة بن شريك بن مرثد

- ‌قريش بن الحسين بن روشك

- ‌قريش بن هشام بن عبد الملك

- ‌قزعة بن يحيى ويقال ابن الأسود

- ‌قسام بن إبراهيم بن محمد بن القاسم

- ‌قسطنطين بن عبد الله

- ‌قسيم بن هشام بن محمد

- ‌قسيم مولى معاوية

- ‌قصير ويقال قيصر

- ‌قضاعي بن عامر

- ‌فطبة بن عامر

- ‌‌‌قطن

- ‌قطن

- ‌قطن مولى آل الوليد بن عبد الملك

- ‌قعدان بن عمر

- ‌قعقاع بن أبرهة الكلاعي

- ‌قعقاع بن خليد بن جزء

- ‌قعقاع بن شور السدوسي الذهلي

- ‌القعقاع بن عمرو التميمي

- ‌قعنب بن ضمرة

- ‌قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة

- ‌قواد مولى سليمان بن عبد الملك

- ‌قوام بن زيد بن عيسى

- ‌قيس بن بسر السندي

- ‌قيس بن ثور بن مازن

- ‌قيس بن الحارث

- ‌قيس بن الحجاج بن خولي الحميري

- ‌قيس بن حفص

- ‌قيس بن حمزة بن مالك

- ‌قيس بن ذريح بن سنة

- ‌قيس بن سعد بن عبادة

- ‌قيس بن عباد

- ‌قيس بن عباية بن عبيد

- ‌قيس بن أبي حازم عبد عوف

- ‌قيس بن عمرو

- ‌قيس بن عمرو بن مالك

- ‌قيس بن مشجر

- ‌قيس بن موسى

- ‌قيس بن هانئ العبسي

- ‌قيس بن هبيرة المكشوح

- ‌قيس الهلالي

- ‌قيظى بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة

- ‌ حرف الكاف

- ‌كابس بن ربيعة بن مالك

- ‌كافور أبو المسك الإخشيدي

- ‌كافور بن عبد الله

- ‌كالب بن يوفنا بن بارص

- ‌كامل بن أحمد بن محمد

- ‌كامل بن ديسم بن مجاهد

- ‌كامل بن علي بن سلم

- ‌كامل بن محمد بن عبد الله

- ‌كامل بن المخارق الصوفي

- ‌كامل بن مكرم أبو العلاء

- ‌كتائب بن علي بن حمزة

- ‌كثير بن الحارث

- ‌كثير بن زيد

- ‌كثير بن زيد بن محمد

- ‌كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغصة

- ‌كثير بن الصلت بن معدي كرب

- ‌كثير بن عبد الله

- ‌كثير بن عبيد بن نمير

- ‌كثير بن قيس

- ‌كثير بن كثير

- ‌كثير بن مرة

- ‌كثير بن ميسرة

- ‌كثير بن هراسة الكلابي البصري

- ‌كثير بن هشام

- ‌كثير بن يسار

- ‌كثير الصنعاني اليماني

- ‌كثير بن عبد الرحمن بن الأسود

- ‌كدام بن حيان العنزي

- ‌كريب بن أبرهة بن الصباح

- ‌كريب بن الصباح الحميري

- ‌كريب بن أبي مسلم

- ‌كريم بن عفيف بن عبد الله

- ‌كعب بن جعيل بن قمير

- ‌كعب بن حامد

- ‌كعب بن خريم بن جندب

- ‌كعب بن عبد الله

- ‌كعب بن عجرة

- ‌كعب بن عمير الغفاري

- ‌كعب بن ماتع بن هيتوع

- ‌كعب بن مالك بن أبي كعب

- ‌كعب بن معدان الأزدي

- ‌كلثوم بن زياد

- ‌كلثوم بن عياض بن وحوح

- ‌كلياتكين التركي

- ‌كليب بن عيسى بن أبي حجير

- ‌كميت بن زيد بن خنيس

- ‌كميل بن زياد بن نهيك

- ‌كنانة بن بشر بن سلمان

- ‌كنجور بن عيسى

- ‌كنيز بن عبد الله

- ‌كوثر بن الأسود

- ‌كوثر بن حكيم بن أبان

- ‌كوثر النميري

- ‌كهيل بن حرملة النميري

- ‌كلاب بن أمية

- ‌كلاب

- ‌كيسان

- ‌كيسان أبو حريز

- ‌ حرف اللام

- ‌لبطة بن همام الفرزدق

- ‌لبيب بن عبد الله

- ‌لبيد بن حميد بن لبيد

- ‌لبيد ين عطارد بن حاجب

- ‌لجلاج أبو خالد بن اللجلاج الزهري

- ‌لقيط بن عبد القيس بن بجرة

- ‌لمازة بن زبار

- ‌لوط بن هاران

- ‌لؤلؤ بن عبد الله أبو الحسن

- ‌لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد

- ‌لؤلؤ بن عبد الله القيصري

- ‌لؤلؤ بن عبد الله البشراوي

- ‌الليث بن تميم الفارسي

- ‌ليث بن أبي رقية الثقفي

- ‌الليث بن سعد بن عبد الرحمن

- ‌ليث بن سليمان بن سعد الخشني

- ‌ليث الليثي

- ‌ حرف الميم

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن إسحاق

- ‌محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس

- ‌محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن أيوب

- ‌محمد بن أحمد بن بشر

- ‌محمد بن أحمد بن بكير

- ‌محمد بن أحمد بن تغلب

- ‌محمد بن أحمد بن أبي جحوش

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن الحسن أبو حاتم

- ‌محمد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين

- ‌محمد بن أحمد بن حماد

- ‌محمد بن أحمد بن أبي حماد

- ‌محمد بن أحمد بن حمدان

- ‌محمد بن أحمد بن خالد

- ‌محمد بن أحمد بن داود بن سيار

- ‌محمد بن أحمد بن راشد

- ‌محمد بن أحمد بن رزقان

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن سعيد

- ‌محمد بن أحمد بن سعيد

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌محمد بن أحمد بن سعد

- ‌محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل

- ‌محمد بن أحمد بن سهل بن نصر

- ‌محمد بن أحمد بن سيد حمدويه

- ‌محمد بن أحمد بن الضحاك

- ‌محمد بن أحمد بن طالب

- ‌محمد بن أحمد بن الطيب

- ‌محمد بن أحمد بن عبادة

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله المروزي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الباقي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الخالق

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج

- ‌محمد بن أحمد بن عرفجة

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي بن محمد

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي أبي القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن علي الهروي

- ‌محمد بن أحمد بن عمارة

- ‌محمد بن أحمد بن عمران

- ‌محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن عياض

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى السعدي

- ‌محمد بن أحمد بن الفضل

- ‌محمد بن أحمد بن القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن لبيد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن مطر

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أبان

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البعلبكي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن أحمد بن خلف

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأنباري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد السلمي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن منصور

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البزار

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن موسى

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الصواف

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء

- ‌محمد بن أحمد بن محمد أبو البركات

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأندلسي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد القصاع

- ‌محمد بن أحمد بن المثنى

- ‌محمد بن أحمد بن محمويه

- ‌محمد بن أحمد بن المرزبان المرزباني

- ‌محمد بن أحمد بن المعلى بن يزيد

- ‌محمد بن أحمد بن نصر البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن الوليد

- ‌محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام

- ‌محمد بن أحمد بن هارون

- ‌محمد بن أحمد بن هاشم

- ‌محمد بن أحمد بن الهيثم

- ‌محمد بن أحمد بن الهيثم التميمي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى الدمشقي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى بن حيي

- ‌محمد بن أحمد بن يزيد

- ‌محمد بن أحمد بن يعقوب

- ‌محمد بن أحمد بن يوسف

- ‌محمد بن أحمد أبو عبد الله

- ‌محمد بن أحمد أبو الحسن

- ‌محمد بن أحمد أبو الفرج الغساني

- ‌محمد بن أحمد أبو عبد الله

- ‌محمد بن أحمد الجلاب

- ‌محمد بن أحمد أبو بكر الهروي

- ‌محمد بن أحمد أبو مظفر

- ‌محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد السوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن أحمد الشراك

- ‌محمد بن إبراهيم بن إسحاق

- ‌محمد بن إبراهيم بن أسد

- ‌محمد بن إبراهيم بن إسماعيل

- ‌محمد بن إبراهيم بن جعفر

- ‌محمد بن إبراهيم بن الحارث

- ‌محمد بن إبراهيم بن الحسين

- ‌محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني

- ‌محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي

- ‌محمد بن إبراهيم بن سعيد

- ‌محمد بن إبراهيم بن سهل

- ‌محمد بن إبراهيم بن أبي عامر

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأنطاكي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأسترباذي

- ‌محمد بن إبراهيم الطوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبدويه

- ‌محمد بن إبراهيم بن علي

- ‌محمد بن إبراهيم بن العلاء

- ‌محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد الأسدي

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن مخلد

- ‌محمد بن إبراهيم بن مسلم

- ‌محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال

- ‌محمد بن إبراهيم بن المسيب

- ‌محمد بن إبراهيم الهاشمي القرشي

- ‌محمد بن إبراهيم أبو حمزة

- ‌محمد بن إبراهيم أبو بكر الصوري

- ‌محمد بن إبراهيم أبو الفضل

- ‌محمد بن إبراهيم أبو عبد الله

- ‌محمد بن إدريس بن إبراهيم

- ‌محمد بن إدريس بن الحجاج

- ‌محمد بن إدريس بن العباس

الفصل: ‌قيس بن هبيرة المكشوح

فبلغ مروان بن محمد قوله، فقال: ماله، قاتله الله! ذمنا جميعاً، وذم عمر! فلما ولي مروان بعث رجلاً، وقال: إذا دخلت مسجد دمشق فانظر قيس بن هانئ، فإنه طالما صلى فيه، فاقتله. فانطلق الرجل، فدخل مسجد دمشق، فرأى قيساً يصلي، فقتله.

‌قيس بن هبيرة المكشوح

ابن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا ابن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد، أبو حسان المرادي أحد شجعان العرب. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره. وهو ممن أعان على قتل الأسود الكذاب. وشهد اليرموك، وأصيبت عينه به.

عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: كان عمرو بن معدي كرب قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قيس، أنت سيد قومك اليوم. وقد ذكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبياً كما يقول فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه، اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه، فإنه إن يسبق إليه رجل من قومك سادنا، وترأس علينا، وكنا له أذناباً. فأبى عليه قيس، وسفه رأيه؛ فركب عمرو بن معدي كرب في عشرة من قومه حتى قدم المدينة، فأسلم، ثم انصرف إلى بلاده. فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمر أوعد عمراً، وتحطم عليه، وقال: خالفتني، وتركت رأيي، فقال عمرو في ذلك شعراً:" من الوافر "

أمرتك يوم ذي صنعا

ء أمراً بادياً رشده

أمرتك باتقاء الل

هـ والمعروف تأتفده

ص: 123

خرجت من المنى مثل ال

حمير عاره وتده

وجعل عمرو يقول: لقد خبرتك يا قيس أنك تكون ذنابى تابعاً لفروة بن مسيك، وجعل فروة يطلب قيس بن مكشوح كل الطلب، حتى هرب من بلاده، وأسلم بعد ذلك.

قال الدارقطني: الغزيل بتشديد الياء، وخففها ابن ماكولا.

قال أبو عبيدة الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني: كان قيس بن المكشوح سيد قومه، وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب. وهو القائل لعمر بن معدي كرب - وكانا متباغضين:" من الوافر "

كلا أبوي من عم وخال

كما ابنئته للمجد نام

ولو لاقيتني لاقيت قرناً

وودعت الحبائب بالسلام

لعلك مودعي ببني زبيد

وما جمعت من نوكى لئام

عن ابن إسحاق قال: وكان الأسود بن كعب العنسي قد ظهر باليمن، وتنبأ بصنعاء، وتكلم الكذب. فكان سبب قتل الأسود بن كعب أنه كانت عنده امرأة من بني غطيف سباها، وهي عمرة بنت عبد يغوث بن المكشوح، وامرأة من الأبناء ممن استبى، ويقال لها: بهرانة ابنة الديلم أخت فيروز بن الديلم، وكان فيروز يخل عليه إذا شاء لمكان أخته، وكان قيس يدخل عليه إذا شاء لمكان أخته، وكانا نديمين له. فلما قدم قيس على الأسود لقي فيروز، فأخبره الخبر، وأطمعه في قتله؛ وذلك أن قيساً سمع المهاجر بن أبي أمية يخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين:" إنكم ستقتلون الأسود "، فطمع قيس في قتله، وقد قتل

ص: 124

أخاه عمر بن عبد يغوث، ودخل معهما رجل من الأبناء في ذلك يقال له: داذاويه، فاجتمعوا على ذلك من قتله، وأفضى قيس ذلك إلى أخته، فقال لها: قد عرفت عداوته لقومه، وما قدر ركبهم به، والرجل مقتول لا شك فيه، فإن استطعت أن يكون بنا فافعلي، فندرك ثأرنا، وتكون مأثرة لنا، فتحيني لنا غرته إذا سكر. فطاوعته على ذلك وقال فيروز لصاحبته مثل ذلك؛ فقال: قد علمت ما قد ركب هذا الرجل من قومك، وما يريد بهم، وقد كان يريد أن يجليهم من اليمن، فتحيني لنا غرته إذا سكر عندك؛ فإنه مقتول، فليكن ذلك بنا، فندك ثأرنا، وتكون مأثرة لنا. فطاوعته على ذلك. وكان مقتله في بيت الفارسية، وذلك أنها أمرت، فجعل في شراب له البنج، فلما غلب على عقله بعثت إلى أخيها أن شأنك وما تريد، فإن الرجل مغلوب. وأقبلوا ثلاثتهم: قيس، وفيروز، وداذويه حتى أنتهوا إلى الباب، فقالوا: أينا يكفي الباب لا يدخل علينا أحد؟ فقال داذويه: أنا أكفيكم الباب، فكان أشد ثغورهم. فلما دخلا على الرجل قال فيروز لقيس: إن شئت أن تجثم على صدره، وأضربه، وإن شئت أن أجثم على صدره وتضربه. قال قيس: اجثم أنت على صدره، واضبطه أكفك قتله. فجثم فيروز على صدره، وضبطه، وضربه قيس بسيفه، فقتله، واحتز رأسه، فبعث به إلى المهاجر بن أبي أمية. فلما أتاه مقتل الأسود أقبل حتى دخل صنعاء، فقال قيس بن عبد يغوث المرادي حين قتل الأسود العنسي:" من الرجز "

ضربته بالسيف ضرب الأسفان

ضرب امرئ لم يخشى عقبى العدوان

من زبر شيطان ولا سلطان

فمات لا يبكيه منا إنسان

نشوان لا يعقل وهو يقظان

ضل نبي مات وهو سكران

ثم تنازع هؤلاء النفر الثلاثة في قتله، فقال قيس: أنا قتلت الرجل واحتززت رأسه، وقال فيروز: أنا ضبطته لك، ولولا ذلك لم تصل إلى قتله، وقال داذويه: أنا كفيتكم ألا يدخل عليكم أحد، وكان أشد ثغوركم، ولولا ذلك لم تقدروا على قتله.

ص: 125

والتمس قيس أن يغتالهما، فصنع لهما طعاماً، ثم دعاهما واحداً واحداً، فقتل داذويه ونذر فيروز فخرج، وكان في ذلك بينهما أمر تعاظم فيه الشر حتى أصلح بينهما المهاجر بحمالة، فقال قيس في ذلك:" من الكامل "

زعم ابن حمراء القصاص بأنه

قتل ابن كعب نائماً نشوانا

كلا وذي البيت الذي حجت له

شعث المفارق تمسح الأركانا

لأنا النا الذي نبهته فقتلته

ولقد تكبد قائماً يقظانا

فعلوته بالسيف لا متهيباً

مما يكون غداً ولا ما كانا

فانصاع شيطان لكعب هارباً

عنه وأدبرممعناً شيطانا

قال ابن سعد:

كتب أبو يكر إلى المهاجر بن أبي أمية أن يبعث إليه بقيس بن مكشوح في وثاق. فقال: قتلت الرجل الصالح داذويه! وهم بقتله، فكلمه قيس، وحلف أنه لم يفعل، وقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استبقني لحرمك؛ فإن عندي بصراً بالحرب ومكيدة للعدو، فاستبقاه أبو بكر، وبعثه إلى العراق، وأمر ألا يولى شيئاً، وأن يستشار في الحرب.

وكان عمر يقول: لولا ما كان من عفو أبي بكر عنك - يعني عن قتله داذوي - لقتلتك بداذوي، فيقول قيس: يا أمير المؤمنين، قد والله أشعرتني، ما سمع هذا منك أحد إلا اجترأ علي، وأنا بريء من مقتله. فكان عمر بعد يكف عن ذكره، ويأمر إذا بعثه في الجيوش أن يشاور، ولا يجعل إليه عقد أمر، ويقول: إن له علماً بالحرب، وهو غير مأمون.

ص: 126

قالوا: إن أبا بكر أوصى أبا عبيدة بقيس بن هبيرة بن مكشوح المرادي، وقال: إنه قد صحبك رجل عظيم الشرف، فارس من فرسان العرب، لا أظن له حسنة، ولا عظيم نية في الجهاد، وليس في المسلمين غناء عن رأيه ومشورته وبأسه في الحرب، فأدنه، وألطفه، وأره أنك عنه غير مستغن؛ فإنك مستخرج بذلك نصيحته وجهده وجده على عدوك. ودعا أبو بكر قيس بن هبيرة بعدما مضى أبو عبيدة، فقال: إني قد بعثتك مع أبي عبيدة الأمين، الذي إن ظلم لم يظلم، وإذا أسيء إليه غفر، وإذا قطع وصل. رحيم بالمؤمنين، شديد على الكافرين؛ فلا تعصه؛ فإنه لن يأمرك إلا بخير. وقد أمرته أن يسمع منك، فلا تأمره إلا بتقوى الله. وقد كنا نسمع أنك سائس حرب، وذلك في زمان الشرك والجاهلية الجهلاء، ليس فيها إلا الإثم والكفر، فاجعل بأسك اليوم في الإسلام على من كفر بالله، وعبد غيره، فقد جعل الله لك فيه الأجر العظيم، والعز للمؤمنين. قال: فقال له قيس: إن بقيت وبقيت لك فسيبلغك من حيطتي على المسلم، وجهادي المشرك ما يسرك ويرضيك. فقال أبو بكر: مثلك فعل هذا! فلما بلغه مبارزة البطريكين بالجابية، وقتله إياهما قال: صدق قيس ووفى.

وأمد أبو عبيدة بن الجراح أهل القادسية بتسعة عشر رجلاً ممن شهد اليرموك، منهم: عمرو بم معدي كرب الزبيدي، وطليحة بن خويلد الأسدي، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، والأشعث بن قيس الكندي، وقيس بن مكشوح المرادي.

عن أبي كبران الحسن بن عقبة: أن قيس بن المكشوح قال مقدمه من الشام مع هاشم، وقام فيمن يليه، فقال: يا معشر العرب، إن الله تعالى قد من عليكم بالإسلام، وأكرمكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأصبحتم بنعمة الله إخواناً، دعوتكم واحدة، وأمركم واحد بعد إذ أنتم يعدو بعضكم على بعض عدو الأسد، ويخطف بعضكم بعض اختطاف الذئاب. فانصروا الله ينصركم، وتنجزوا من الله فتح فارس، فإن إخوانكم من أهل الشام قد أنجز الله لهم فتح الشام، وانثيال القصور الحمر، والحصون الحمر.

ص: 127