المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قتادة بن النعمان بن زيد - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢١

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ حرف القاف

- ‌قابيل ويقال قابين ويقال له قاين

- ‌القاسم بن إسماعيل بن عرباض

- ‌القاسم بن الحسن بن محمد بن يزيد

- ‌القاسم بن سعيد بن شريح

- ‌القاسم بن سلام

- ‌القاسم بن شمر

- ‌القاسم بن صفوان بن إسحاق

- ‌القاسم بن عبد الله بن إبراهيم

- ‌القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن

- ‌القاسم بن عبد الرحمن بن عضاه الأشعري

- ‌القاسم بن عبد الغني بن جمعة

- ‌القاسم بن عبيد الله بن الحبحاب

- ‌القاسم بن عثمان

- ‌القاسم بن عبي

- ‌القاسم بن عمر بن معاوية الربعي

- ‌القاسم بن عيسى بن إبراهيم

- ‌القاسم بن عيسى بن إدريس

- ‌القاسم بن الليث بن مسرور

- ‌القاسم بن محمد بن أبي سفيان الثقفي

- ‌القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

- ‌القاسم بن محمد بن عبد الملك

- ‌القاسم بن محمد بن أبي عقيل الثقفي

- ‌القاسم بن مخيمرة

- ‌القاسم بن المساور البغدادي الجوهري

- ‌القاسم بن موسى بن الحسن

- ‌القاسم بن هاشم بن سعيد

- ‌القاسم بن هزان الخولاني الداراني

- ‌القاسم بن يزيد بن عوانة

- ‌القاسم بن يزيد العامري

- ‌القاسم الجوعي الكبير

- ‌قباث بن أشيم الليثي

- ‌قبصة بن جابر بن وهب

- ‌قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة

- ‌قبيصة بن ضبيعة بن حرملة

- ‌قبيصة العبسي

- ‌قتادة بن النعمان بن زيد

- ‌قتير حاجب معاوية

- ‌قتير

- ‌قحدم بن أبي قحدم النضر

- ‌قحطبة بن شبيب بن خالد

- ‌قدامة بن حماطة الضبي الكوفي

- ‌قرتع التغلبي

- ‌قرة بن شريك بن مرثد

- ‌قريش بن الحسين بن روشك

- ‌قريش بن هشام بن عبد الملك

- ‌قزعة بن يحيى ويقال ابن الأسود

- ‌قسام بن إبراهيم بن محمد بن القاسم

- ‌قسطنطين بن عبد الله

- ‌قسيم بن هشام بن محمد

- ‌قسيم مولى معاوية

- ‌قصير ويقال قيصر

- ‌قضاعي بن عامر

- ‌فطبة بن عامر

- ‌‌‌قطن

- ‌قطن

- ‌قطن مولى آل الوليد بن عبد الملك

- ‌قعدان بن عمر

- ‌قعقاع بن أبرهة الكلاعي

- ‌قعقاع بن خليد بن جزء

- ‌قعقاع بن شور السدوسي الذهلي

- ‌القعقاع بن عمرو التميمي

- ‌قعنب بن ضمرة

- ‌قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة

- ‌قواد مولى سليمان بن عبد الملك

- ‌قوام بن زيد بن عيسى

- ‌قيس بن بسر السندي

- ‌قيس بن ثور بن مازن

- ‌قيس بن الحارث

- ‌قيس بن الحجاج بن خولي الحميري

- ‌قيس بن حفص

- ‌قيس بن حمزة بن مالك

- ‌قيس بن ذريح بن سنة

- ‌قيس بن سعد بن عبادة

- ‌قيس بن عباد

- ‌قيس بن عباية بن عبيد

- ‌قيس بن أبي حازم عبد عوف

- ‌قيس بن عمرو

- ‌قيس بن عمرو بن مالك

- ‌قيس بن مشجر

- ‌قيس بن موسى

- ‌قيس بن هانئ العبسي

- ‌قيس بن هبيرة المكشوح

- ‌قيس الهلالي

- ‌قيظى بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة

- ‌ حرف الكاف

- ‌كابس بن ربيعة بن مالك

- ‌كافور أبو المسك الإخشيدي

- ‌كافور بن عبد الله

- ‌كالب بن يوفنا بن بارص

- ‌كامل بن أحمد بن محمد

- ‌كامل بن ديسم بن مجاهد

- ‌كامل بن علي بن سلم

- ‌كامل بن محمد بن عبد الله

- ‌كامل بن المخارق الصوفي

- ‌كامل بن مكرم أبو العلاء

- ‌كتائب بن علي بن حمزة

- ‌كثير بن الحارث

- ‌كثير بن زيد

- ‌كثير بن زيد بن محمد

- ‌كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغصة

- ‌كثير بن الصلت بن معدي كرب

- ‌كثير بن عبد الله

- ‌كثير بن عبيد بن نمير

- ‌كثير بن قيس

- ‌كثير بن كثير

- ‌كثير بن مرة

- ‌كثير بن ميسرة

- ‌كثير بن هراسة الكلابي البصري

- ‌كثير بن هشام

- ‌كثير بن يسار

- ‌كثير الصنعاني اليماني

- ‌كثير بن عبد الرحمن بن الأسود

- ‌كدام بن حيان العنزي

- ‌كريب بن أبرهة بن الصباح

- ‌كريب بن الصباح الحميري

- ‌كريب بن أبي مسلم

- ‌كريم بن عفيف بن عبد الله

- ‌كعب بن جعيل بن قمير

- ‌كعب بن حامد

- ‌كعب بن خريم بن جندب

- ‌كعب بن عبد الله

- ‌كعب بن عجرة

- ‌كعب بن عمير الغفاري

- ‌كعب بن ماتع بن هيتوع

- ‌كعب بن مالك بن أبي كعب

- ‌كعب بن معدان الأزدي

- ‌كلثوم بن زياد

- ‌كلثوم بن عياض بن وحوح

- ‌كلياتكين التركي

- ‌كليب بن عيسى بن أبي حجير

- ‌كميت بن زيد بن خنيس

- ‌كميل بن زياد بن نهيك

- ‌كنانة بن بشر بن سلمان

- ‌كنجور بن عيسى

- ‌كنيز بن عبد الله

- ‌كوثر بن الأسود

- ‌كوثر بن حكيم بن أبان

- ‌كوثر النميري

- ‌كهيل بن حرملة النميري

- ‌كلاب بن أمية

- ‌كلاب

- ‌كيسان

- ‌كيسان أبو حريز

- ‌ حرف اللام

- ‌لبطة بن همام الفرزدق

- ‌لبيب بن عبد الله

- ‌لبيد بن حميد بن لبيد

- ‌لبيد ين عطارد بن حاجب

- ‌لجلاج أبو خالد بن اللجلاج الزهري

- ‌لقيط بن عبد القيس بن بجرة

- ‌لمازة بن زبار

- ‌لوط بن هاران

- ‌لؤلؤ بن عبد الله أبو الحسن

- ‌لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد

- ‌لؤلؤ بن عبد الله القيصري

- ‌لؤلؤ بن عبد الله البشراوي

- ‌الليث بن تميم الفارسي

- ‌ليث بن أبي رقية الثقفي

- ‌الليث بن سعد بن عبد الرحمن

- ‌ليث بن سليمان بن سعد الخشني

- ‌ليث الليثي

- ‌ حرف الميم

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن إسحاق

- ‌محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس

- ‌محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن أيوب

- ‌محمد بن أحمد بن بشر

- ‌محمد بن أحمد بن بكير

- ‌محمد بن أحمد بن تغلب

- ‌محمد بن أحمد بن أبي جحوش

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن الحسن أبو حاتم

- ‌محمد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين

- ‌محمد بن أحمد بن حماد

- ‌محمد بن أحمد بن أبي حماد

- ‌محمد بن أحمد بن حمدان

- ‌محمد بن أحمد بن خالد

- ‌محمد بن أحمد بن داود بن سيار

- ‌محمد بن أحمد بن راشد

- ‌محمد بن أحمد بن رزقان

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن سعيد

- ‌محمد بن أحمد بن سعيد

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌محمد بن أحمد بن سعد

- ‌محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل

- ‌محمد بن أحمد بن سهل بن نصر

- ‌محمد بن أحمد بن سيد حمدويه

- ‌محمد بن أحمد بن الضحاك

- ‌محمد بن أحمد بن طالب

- ‌محمد بن أحمد بن الطيب

- ‌محمد بن أحمد بن عبادة

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله المروزي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الباقي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الخالق

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج

- ‌محمد بن أحمد بن عرفجة

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي بن محمد

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد بن علي أبي القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن علي الهروي

- ‌محمد بن أحمد بن عمارة

- ‌محمد بن أحمد بن عمران

- ‌محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن عياض

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى السعدي

- ‌محمد بن أحمد بن الفضل

- ‌محمد بن أحمد بن القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن لبيد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن مطر

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أبان

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البعلبكي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب

- ‌محمد بن أحمد بن خلف

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأنباري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد السلمي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن منصور

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البزار

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن موسى

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الصواف

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء

- ‌محمد بن أحمد بن محمد أبو البركات

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الأندلسي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد القصاع

- ‌محمد بن أحمد بن المثنى

- ‌محمد بن أحمد بن محمويه

- ‌محمد بن أحمد بن المرزبان المرزباني

- ‌محمد بن أحمد بن المعلى بن يزيد

- ‌محمد بن أحمد بن نصر البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن الوليد

- ‌محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام

- ‌محمد بن أحمد بن هارون

- ‌محمد بن أحمد بن هاشم

- ‌محمد بن أحمد بن الهيثم

- ‌محمد بن أحمد بن الهيثم التميمي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى الدمشقي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى البغدادي

- ‌محمد بن أحمد بن يحيى بن حيي

- ‌محمد بن أحمد بن يزيد

- ‌محمد بن أحمد بن يعقوب

- ‌محمد بن أحمد بن يوسف

- ‌محمد بن أحمد أبو عبد الله

- ‌محمد بن أحمد أبو الحسن

- ‌محمد بن أحمد أبو الفرج الغساني

- ‌محمد بن أحمد أبو عبد الله

- ‌محمد بن أحمد الجلاب

- ‌محمد بن أحمد أبو بكر الهروي

- ‌محمد بن أحمد أبو مظفر

- ‌محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد السوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن أحمد الشراك

- ‌محمد بن إبراهيم بن إسحاق

- ‌محمد بن إبراهيم بن أسد

- ‌محمد بن إبراهيم بن إسماعيل

- ‌محمد بن إبراهيم بن جعفر

- ‌محمد بن إبراهيم بن الحارث

- ‌محمد بن إبراهيم بن الحسين

- ‌محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني

- ‌محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي

- ‌محمد بن إبراهيم بن سعيد

- ‌محمد بن إبراهيم بن سهل

- ‌محمد بن إبراهيم بن أبي عامر

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأنطاكي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأسترباذي

- ‌محمد بن إبراهيم الطوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبدويه

- ‌محمد بن إبراهيم بن علي

- ‌محمد بن إبراهيم بن العلاء

- ‌محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد الأسدي

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن مخلد

- ‌محمد بن إبراهيم بن مسلم

- ‌محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال

- ‌محمد بن إبراهيم بن المسيب

- ‌محمد بن إبراهيم الهاشمي القرشي

- ‌محمد بن إبراهيم أبو حمزة

- ‌محمد بن إبراهيم أبو بكر الصوري

- ‌محمد بن إبراهيم أبو الفضل

- ‌محمد بن إبراهيم أبو عبد الله

- ‌محمد بن إدريس بن إبراهيم

- ‌محمد بن إدريس بن الحجاج

- ‌محمد بن إدريس بن العباس

الفصل: ‌قتادة بن النعمان بن زيد

أنا؟ قال: نعم، إن الرسل آمنة لا تقتل؛ قال: ورائي أني تركت قوماً لا يرضون إلا بالقود، قال: ممن؟ قال: من خيط نفسك، وتركت ستين ألف شيخ تبكي تحت قميص عثمان، وهو منصوب لهم، قد ألبسوه منبر دمشق، فقال: أمني يطلبون دم عثمان، ألست موتوراً كترة عثمان؟ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلا أن يشاء الله، فإنه إذا أراد أمراً أصابه. اخرج! قال: وأنا آمن، قال وأنت آمن.

فخرج العبسي، وصاحت السبائية، وقالوا: هذا الكلب وافد الكلاب، اقتلوه! فنادى: يا آل مضر، يا آل قيس، الخيل والنبل، إني أحلف بالله ليردنها عليكم أربعة آلاف خصي، فانظروكم الفحولة والركاب، وتغاووا عليه، ومنعته مضر، وجعلةا يقولون له اسكت، ويقول: والله لا يفلح هؤلاء أبداً، ولقد أتاهم ما يوعدون. فبقال له: اسكت، فيقول: لقد حل بهم ما يحذرون. انتهت والله أعمالهم، وذهبت ريحهم.

فوالله ما أمسوا من يومهم ذلك حتى عرف الذل فيهم.

‌قتادة بن النعمان بن زيد

ابن عامر بن سواد بن ظفر واسمه كعب بن الخزرج بن عمر وهو النبيت بن مالك بن الأوس أبو عبد الله - ويقال: أبو عمر، ويقال: أبو عثمان، ويقال: أبو عمر الأنصاري الظفري شهد بدراً مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم البلقاء من أعمال دمشق غازياً مع أسامة بن زيد حين وجهه النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته، وخرج مع عمر بن الخطاب إلى الشام في خرجته التي رجع فيها من سرغ، وكان على مقدمته.

عن ابن خباب:

أن أبا سعيد الخدري قدم من سفر، فقدم إليه أهله لحماً من لحوم الأضاحي، فقال: ما أنا بآكله. فانطلق إلى أخيه لأمه، وكان بدرياً، قتادة بن النعمان، فسأله

ص: 67

عن ذلك، فقال: إنه قد حدث بعدك أمر نقضاً لما كانوا نهوا عنه من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام.

عن قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أبيرق؛ بشير وبشير، رجلاً منافقاً، وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا، وقال فلان كذا؛ فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا الخبيث، فقال:" من الكامل "

أو كلما قال الرجال قصيدة

أضموا وقالوا ابن الأبيرق قالها

وكانوا أهل بيت فاقة وحاجة في الجاهلية والإسلام. وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير. وكان الرجل إذا كان له يسار، فقدمت ضافطة ابتاع الرجل منها، فخص به نفسه، فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.

فقدمت ضافطة من الشام، فابتاع عمي حملاً من الدرمك، فجعله في مشربه له، وفي المشربة سلاح له: درعان، وسيفاه، وما يصلحهما، فعدي عليه من تحت الليل، فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح، فلما أصبح أتى عمي رفاعة، فقال يا بن أخ تعلم أنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا، فذهب بطعامنا وسلاحنا. قال: فتحسسنا في الدار، وسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني الأبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نراه إلا على بعض طعامكم. قال: وقد كان بنو الأبيرق قالوا: ونحن نسأل

ص: 68

في الدار والله، ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل - رجل منا له صلاح وإسلام - فلما سمع ذلك لبيد اخترط سيفه! وقال: أنا أسرق! والله ليخالطنكم هذا السيف، أو لتبينن هذه السرقة، قالوا: إليك عنا أيها الرجل، فوالله ما أنت بصاحبها. فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها. فقال لي عمي: يا بن أخي، لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له. قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقلت: يا رسول الله، أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد، فنقبوا مشربة له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا سلاحنا، وأما الطعام فلا حاجة لنا به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سأنظر في ذلك. فلما سمع ذلك بنو ابيرق أتوا رجلاً منهم يقال له: أسير بن عروة، فكلموه في ذلك، واجتمع إليه ناس من أهل الدار، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا بيت إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة عن غير بينة، ولا ثبت. قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته، فقال: " عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة، على غير ثبت، ولا بينة "! قال فرجعت، ولوددت أني خرجت من بعض مالي، ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأتاني عمي رفاعة، فقال: يا بن أخي، ما صنعت؟ فأخبرته ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الله المستعان. فلم نلبث أن ننزل القرآن: " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولا تكن للخائنين خصيما " بني أبيرق " واستغفر الله " أي مما قلت لقتادة " إن الله كان غفوراً رحيماً. ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " أي بني أبيرق " إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً. ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً. ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً "؛ أي لو أنهم استغفروا الله غفر لهم " ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً. ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً

ص: 69

وإثماً مبيناً "، قولهم للبيد " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك "، يعني أسيراً وأصحابه " وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً. لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاه مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ".

فلما نزل القرآن أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة. قال قتادة: فلما أتيت عمي بالسلاح - وكان شيخاً قد عسا في الجاهلية، وكنت أرى إسلامه مدخولاً، فلما أتيته بالسلاح - قال: يا بن أخي، هو في سبيل الله، قال: فعرفت أن إسلامه كان صحيحاً. فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد، فأنزل الله عز وجل فيه:" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً. إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً ". فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر، فأخذت رحله فوضعته على رأسها، ثم خرجت به فرمته في الأبطح، ثم قالت: أهديت إلي شعر حسان، ما كنت تأتيني بخير.

قال خليفة:

أم قتادة بن النعمان أنيسة بنت أبي حارثة - ويقال: أنيسة بنت قيس بن مالك من بني النجار، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه.

وقال محمد بن سعد: أمه انيسة بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الخوارج. وقد شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار.

ص: 70

وكان قتادة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد بدراً واحداً، وشهد أيضاً الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني ظفر في غزوة الفتح.

عن قتادة بن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء ".

عن قتادة بن النعمان: أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنه، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا فدعا به، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت.

وروي أن ذلك كان يوم أحد: قال قتادة: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس، فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي يوم أحد، فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت عن سيتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهماً ندرت منه حدقتي على خدي، وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفي، فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفي دمعت عيناه، فقال:" اللهم إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه، وأحدهما نظراً ".

وفي رواية: فقلت: أي رسول الله، إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبها وتحبني، وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني، فأذها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردها، فأبصرت، وعادت كما كانت، ولم تضرب عليه ساعة من ليل، ولا نهار. فكان يقول بعد أن أسن: هي أقوى عيني. وكانت أحسنهما.

ص: 71

عن قتادة بن النعمان قال: خرجت ليلة من الليالي مظلمة، فقلت: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدت معه الصلاة، وآسيته بنفسي. ففعلت، فلما دخلت المسجد برقت السماء، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:" يا قتادة، ما هاج عليك؟ " فقلت: أردت - بأبي وأمي أنت - أن أؤنسك، قال:" خذ هذا العرجون، فتخصر به؛ فإنك إذا خرجت أضاء لك عشراً أمامك، وعشراً خلفك ". ثم قال: " إذا دخلت بيتك فضرب به مثل الحجر الأخشن في أستار البيت، فإن ذلك الشيطان ". قال: فخرجت، فأضاء لي، ثم ضربت مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي.

عن أبي سلمة قال:

كان أبو هريرة يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو في صلاة يسأل الله خيراً إلا أتاه "، قال: وتقللها أبو هريرة بيده، قال: فلما توفي أبو هريرة قلت: والله لو جئت أبا سعيد، فسألته عن هذه الساعة، أن يكن عنده منها علم، فأتيته فأجده يقوم عراجين، فقلت: يا أبا سعيد ما هذه العراجين التي أراك تقوم؟ قال: هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركة؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها، ويتخصر بها، فكنا نقومها ونأتيه بها. فرأى بصاقاً في قبلة المسجد، وفي يده عرجون من تلك العراجين؟، فحكه وقال:" إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه؛ فإن ربه أمامه، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه، فإن لم يجد مبصقاً ففي ثوبه أو نعله ". قال: ثم هاجت السماء من تلك الليلة، فلما خرج النبي لصلاة العشاء الآخرة برقت برقة، فرأى قتادة بن النعمان، فقال:" ما السرى يا قتادة "؟ قال: علمت يا رسول الله أن شاهد الصلاة قليل، فأحببت أن أشهدها، قال:" فإذا صليت فاثبت حتى أمر بك ". فلما انصرف أعطاه العرجون وقال: " خذ

ص: 72