الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئل أبو عبد الله بن مانك عن المراقبة فقال: إذا كنت فاعلاً فانظر نظر الله إليك، وإذا كنت قائلاً فانظر سمع الله إليك، وإذا كنت شاكياً فانظر علم الله فيك؛ قال الله تعالى:" إنني معكما أسمع وأرى " وقال: " يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " وكان يقول: الرجال ثلاثةٌ: رجلٌ شغل بمعاشه عن معاده فهذا هالكٌ، ورجلٌ شغل بمعاده عن معاشه فهذا فائزٌ، ورجلٌ اشتغل بهما فهذا مخاطرٌ مرةً له ومرةً عليه.
حج أبو عبد الله هذا سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة.
محمد بن المبارك بن يعلى
أبو عبد الله القرشي الصوري سكن دمشق حدث عن يحيى بن حمزة، بسنده إلى قزعة، قال: شيعت ابن عمر فقال: تعال أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ".
وحدث بسنده إلى عبد الله بن بدر الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم يوماً:" هذا يوم عاشوراء فصوموه " فقام رجل من بني عمرو بن عوف فقال: يا نبي الله إني تركت قومي منهم صائمٌ ومنهم مفطرٌ؛ فقال: " اذهب إليهم فمن كان مفطراً فليتم صومه ".
ولد محمد بن المبارك سنة ثلاثٍ وخمسين ومئة، وتوفي سنة خمس عشرة ومئتين.
قال محمد بن المبارك: اعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك، فإذا عملت لله فاعمل للدار التي تحتاج إلى نزولها غداً عند الله عز وجل.
سئل محمد بن المبارك: ما علامة المحبة لله؟ فقال: المراقبة للمحبوب، والتحري لمرضاته؛ ثم قال: من أعطي من المحبة شيئاً فلم يعط من الخشية مثله فهو مخدوعً.
قال محمد بن المبارك: لكل شيءٍ ثمرةٌ، وثمرة المعرفة الإقبال على الله عز وجل.
قال محمد بن المبارك:
بينا أنا أجول في جبال بيت المقدس، إذا أنا بشخصٍ منحدرٍ من جبلٍ، فتأملته فإذا هو امرأةٌ، وعليها مدرعةٌ من صوف وخمارٌ من صوفٍ، فلما دنت مني سلمت علي فرددت عليها السلام؛ فقالت: يا هذا من أين أقبلت؟ قلت لها: غريبٌ قالت: يا سبحان الله، وتجد مع سيدك وحشة الغربة، وهو مؤنس الغرباء ومحث الفقراء؟ قال: فبكيت؛ فقالت: يا هذا مم بكاؤك؟ ما أسرع ما وجدت طعم الدواء؟ قلت: أولا يبكي العليل إذا وجد طعم العافية؟ قالت: لا؛ قلت: ولم ذاك؟ قالت: إنه ما وجد القلب خادماً هو أحب إليه من البكاء، ولا وجد البكاء خادماً هو أحب إليه من الشهيق والزفير في البكاء؛ فقلت لها: عظيني؛ فأنشأت تقول: من مخلع البسيط
دنياك غرارةٌ فذرها
…
فإنها مركبٌ جموح
دون بلوغ الجهول منها
…
منيته نفسه تطوح
لا ترد الشر واجتنبه
…
فإنه فاحشٌ قبيح
والخير خيرٌ فدم عليه
…
فإنه واسعٌ فسيح
فقلت لها: زيدي في الموعظة؛ فقالت: سبحان الله، ما كان في موعظتنا من الفائدة ما يغنيك؟ فقلت لها: لا غناء عن طلب الزوائد؛ فقالت: يجب أن تحب ربك شوقاً إلى لقائه، فإن له يوماً يتجلى فيه لأوليائه.