المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد بن مسلم بن عبيد الله - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن زمل

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن زياد

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن السندي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن سهل

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عثمان

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عمرو

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبي زرعة

- ‌محمد بن عبد الله بن عمرو

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد الصيداوي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن أبي نزار

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن هشام

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن يونس

- ‌محمد بن عبد الرحمن القرشي

- ‌محمد بن عبد الرحمن السلمي

- ‌محمد بن عبد الرحمن الحرشي

- ‌محمد بن عبد الرحمن السلمي البيروتي

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبو الحسين

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبو بكر النهاوندي

- ‌محمد بن عبد الرحيم أبو عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرحيم البغدادي

- ‌محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرزاق بن محمد

- ‌محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن عبد الصمد الدويلي الدمشقي

- ‌محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح

- ‌محمد بن عبد الصمد بن محمد

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حسنون

- ‌محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك

- ‌محمد بن عبد العزيز بن موسى

- ‌محمد بن عبد العزيز أبو الفرج

- ‌محمد بن عبد القادر

- ‌محمد بن عبد الكريم بن أحمد

- ‌محمد بن عبد الكريم بن سليمان

- ‌محمد بن عبد المتكبر بن الحسن

- ‌محمد بن عبد المجيد أبو جعفر التميمي

- ‌محمد بن عبد الملك بن أبان

- ‌محمد بن عبد الملك بن الحسين

- ‌محمد بن عبد الملك بن مروان

- ‌محمد بن عبد المنعم بن محمد

- ‌محمد بن عبد الواحد بن عبود

- ‌محمد بن عبد الواحد بن قيس

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد المكي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد الكسائي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد الدارمي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن مزاحم

- ‌محمد بن عبد الوهاب بن أبي ذر

- ‌‌‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌محمد بن عبدك أبو جعفر الرازي

- ‌محمد بن عبده بن عبد الله

- ‌محمد بن عبود

- ‌محمد بن عبيد الله بن أحمد

- ‌محمد بن عبيد الله بن الأشعث الدمشقي

- ‌محمد بن عبيد الله بن الفضل

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد الجمحي

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد القري

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد الشيرازي

- ‌محمد بن عبيد الله بن مروان

- ‌محمد بن عبيد الله أبو جعفر البغدادي

- ‌محمد بن عبيد الله الكفرسوسي

- ‌محمد بن عبيد الله أبو نصر بن الخشني

- ‌محمد بن عبيد ويقال ابن عامر

- ‌محمد بن عبيد بن سعد

- ‌محمد بن عبيد بن أبي عامر المكي

- ‌محمد بن عبيد بن وردان أبو عمرو

- ‌محمد بن أبي عتاب المؤذن

- ‌محمد بن عتبة أبي خليد بن حماد الحكمي

- ‌محمد بن عتيق أبي بكر بن محمد

- ‌محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة

- ‌محمد بن عثمان بن الحسن

- ‌محمد بن عثمان بن حماد

- ‌محمد بن عثمان بن خراش

- ‌محمد بن عثمان بن سعيد بن مسلم

- ‌محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم

- ‌محمد بن عثمان بن عبد الحميد

- ‌محمد بن عثمان بن معبد

- ‌محمد بن عثمان أبو عبد الرحمن التنوخي

- ‌محمد بن عثمان العقبي

- ‌محمد بن عدي بن الفضل

- ‌محمد بن عروة بن الزبير

- ‌محمد بن عصمة بن حمزة

- ‌محمد بن عطية بن عروة السعدي

- ‌محمد بن عقبة بن علقمة بن خديج

- ‌محمد بن عقيل بن أحمد بن بندار

- ‌محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن

- ‌محمد الأصغر بن عقيل بن أبي طالب

- ‌محمد بن عقيل بن محمد

- ‌محمد بن عكاشة بن محصن

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن رستم

- ‌محمد بن علي بن أحمد الملطي

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن موسى

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن المبارك

- ‌محمد بن علي بن أحمد أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن أحمد الشاهد

- ‌محمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف

- ‌محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي

- ‌محمد بن علي بن أمية بن عمرو

- ‌محمد بن علي بن جعفر

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن علي

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن وهيب

- ‌محمد بن علي بن الحسن أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن الحسن البعلبكي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ

- ‌محمد بن علي بن الحسين أبو علي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن الحسن

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن علي بن حمزة بن صابح

- ‌محمد بن علي بن حميد بن العباس

- ‌محمد بن علي بن خلف

- ‌محمد بن علي بن الخضر

- ‌محمد بن علي بن داود

- ‌محمد بن علي بن سهل بن مصلح

- ‌محمد بن علي بن الشاه بن جناح

- ‌محمد بن علي بن أبي طالب

- ‌محمد بن علي بن طرخان

- ‌محمد بن علي بن طلحة

- ‌محمد بن علي بن عبد الله الهاشمي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله النصيبي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله الصوري

- ‌محمد بن علي بن عمرو

- ‌‌‌محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن علي بن محمد

- ‌محمد بن علي بن حيون

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن محمد بن صالح

- ‌محمد بن علي بن محمد الجمحي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن جناب

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن المسلم

- ‌محمد بن علي بن ميمون

- ‌محمد بن علي بن النعمان

- ‌محمد بن علي بن يحيى بن سلوان

- ‌محمد بن علي بن يوسف بن جميل

- ‌محمد بن علي أبو حبيب الكوفي القيسراني

- ‌محمد بن علي أبو الصياح الصوفي

- ‌محمد بن علي الدمشقي

- ‌محمد بن علي أبو بكر الدمشقي

- ‌محمد بن علي أبو غالب

- ‌محمد بن عمارة بن أحمد

- ‌محمد بن عمران بن عتبة

- ‌محمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن عمر بن إسماعيل

- ‌محمد بن عمر بن عبد الله

- ‌محمد بن عمر بن عبد العزيز

- ‌محمد بن عمر بن عفان بن عثمان

- ‌محمد بن عمر بن علي

- ‌محمد بن عمر بن لحسان

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن سلم

- ‌محمد بن عمر بن محمد الكرجي

- ‌محمد بن عمر بن واقد

- ‌محمد بن عمر التميمي

- ‌محمد بن عمر أبو عبد الله

- ‌محمد بن عمرو بن حزم

- ‌محمد بن عمرو بن الحسن

- ‌محمد بن عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌محمد بن عمرو بن سليمان بن عمرو

- ‌محمد بن عمرو بن العاص بن وائل

- ‌محمد بن عمرو بن مسعدة

- ‌محمد بن عمرو بن نصر بن الحجاج

- ‌محمد بن عمرو بن يونس بن عمران

- ‌محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب

- ‌محمد بن عمير بن هشام

- ‌محمد بن عوف بن أحمد

- ‌محمد بن عوف بن سفيان

- ‌محمد بن العلاء بن كريب

- ‌محمد بن عيسى بن أحمد

- ‌محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق

- ‌محمد بن عيسى بن عبد الكريم

- ‌محمد بن عيسى بن القاسم

- ‌محمد بن عيسى بن محمد

- ‌محمد بن عيسى بن يزيد

- ‌محمد بن عيسى أبو جعفر البغدادي النقاش

- ‌محمد بن عيسى أبو بكر الأقريطشي

- ‌محمد بن غزوان الدمشقي

- ‌محمد بن الغمر بن عثمان

- ‌محمد بن الفتح أبو الحسن الصيداوي

- ‌محمد بن فتوح أبي نصر

- ‌محمد بن فراس أبو عبد الله العطار

- ‌محمد بن الفرج بن الضحاك

- ‌محمد بن الفرج بن يعقوب

- ‌محمد بن فضالة بن الصقر

- ‌محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري

- ‌محمد بن فضاء أبو أحمد الدمشقي

- ‌محمد بن الفضل بن محمد بن المنصور

- ‌محمد بن الفضل الصوفي الدمشقي

- ‌محمد بن الفضل الجرجرائي الوزير

- ‌محمد بن الفيرزان الصوفي

- ‌محمد بن الفيض بن محمد بن الفيض

- ‌محمد بن القاسم بن عبد الخالق

- ‌محمد بن القاسم بن فضالة

- ‌محمد بن القاسم بن المظفر

- ‌محمد بن القاسم بن معروف

- ‌محمد بن القاسم الصوفي

- ‌محمد بن قبيصة بن عبد الله

- ‌محمد بن قطن الأذني الصوفي

- ‌محمد بن قيس أبو عثمان

- ‌محمد بن كامل العماني

- ‌محمد بن كامل

- ‌محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد

- ‌محمد بن كثير أبو إسماعيل الخولاني الكوفي

- ‌محمد بن كثير بن أبي عطاء

- ‌محمد بن كرام بن عراق بن حزابة

- ‌محمد بن كعب بن حيان بن سليم

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن رجاء بن السندي

- ‌محمد بن محمد بن زكريا البلخي

- ‌محمد بن محمد بن زكريا أبو غانم

- ‌محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث

- ‌محمد بن محمد بن طاهر

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني

- ‌محمد بن محمد بن عبد الحميد

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الموصلي

- ‌محمد بن محمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن عمرو أبو نصر

- ‌محمد بن محمد بن عمير بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن عيسى بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن القاسم الدمشقي

- ‌محمد بن محمد بن أسد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد الصوفي

- ‌محمد بن محمد بن محمد أبو حامد

- ‌محمد بن محمد بن مرزوق البعلبكي

- ‌محمد بن محمد بن مكي بن يوسف

- ‌محمد بن محمد بن يحيى بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل

- ‌محمد بن مارح بن محمد بن جيش

- ‌محمد بن ما شاء الله أبو الحسن

- ‌محمد بن مانك أبو عبد الله السجستاني

- ‌محمد بن المبارك بن يعلى

- ‌محمد بن المبارك أبو عبد الله الصوري

- ‌محمد بن المتوكل أبي السري

- ‌محمد بن المحسن بن الحسين بن الحسن

- ‌محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق

- ‌محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

- ‌محمد بن مروان بن عثمان

- ‌محمد بن مروان الدمشقي

- ‌محمد بن مسروق بن معدان

- ‌محمد بن مسعدة البزاز الدمشقي

- ‌محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي

- ‌محمد بن مسلمة بن عبد الملك

- ‌محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام

- ‌محمد بن المسلم بن الحسن بن بلال

- ‌محمد بن مسلم بن السمط

- ‌محمد بن مسلم بن عبيد الله

- ‌محمد بن مسلم بن عثمان

- ‌محمد بن المسيب بن إسحاق

- ‌محمد بن مصعب بن صدقة

- ‌محمد بن مصعب أبو الحارث الدمشقي

- ‌محمد بن مصفى بن بهلول

- ‌محمد بن مطرف

- ‌محمد بن مظفر بن موسى

- ‌محمد بن المظفر أبو غانم الأزدي

- ‌محمد بن معاذ بن عبد الحميد

- ‌محمد بن المعافى بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن معبدٍ

- ‌محمد بن معمر أبو بكر الهلالي

- ‌محمد بن معن بن نضلة بن عمرو

- ‌محمد بن المغيرة المخزومي

- ‌محمد بن مكرم الدمشقي

- ‌محمد بن مكي بن عثمان

- ‌محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام

- ‌محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان

- ‌محمد بن منصور بن محمد أبو النجيب

- ‌محمد بن منصور بن نصر بن إبراهيم

- ‌محمد بن منصور الهاشمي الدمشقي

- ‌محمد بن المنكدر بن عبد الله

- ‌محمد بن منير بن محمد بن عنبسة

- ‌محمد بن موسى بن حبشون

- ‌محمد بن موسى بن عبد الله

- ‌محمد بن موسى بن فضالة

- ‌محمد بن موسى بن محمد

- ‌محمد بن موسى بن هارون

- ‌محمد بن موسى أبو موسى

- ‌محمد بن أبي موسى

- ‌محمد بن المؤمل بن أحمد بن الحارث

- ‌محمد بن مهاجر بن دينار

- ‌محمد بن مهران بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن ميمون

- ‌محمد بن نجيح أبو جعفر

- ‌محمد بن نصر بن أحمد

- ‌محمد بن نصر بن إبراهيم

- ‌محمد بن نصر بن صغير بن خالد

- ‌محمد بن نصر بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن نصر أبو عبد الله

- ‌محمد بن نصر الدمشقي

- ‌محمد بن نصر ويقال ابن نصير

- ‌محمد بن نصر أبو طاهر

- ‌محمد بن أبي نصر

- ‌محمد بن النضر بن مر بن الحر

- ‌محمد بن النعمان بن بشير بن سعد

- ‌محمد بن النعمان بن بشير السقطي

- ‌محمد بن النعمان بن نصير

- ‌محمد بن أبي نعيم بن علي

- ‌محمد بن نوح بن عبد الله

- ‌محمد بن النوشجان أبو جعفر البغدادي

- ‌محمد بن وارد أبو خلاد الحميري الفلسطيني

- ‌محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس

- ‌محمد بن الورد الدمشقي

- ‌محمد بن الوزير بن الحكم

- ‌محمد بن الوزير أبو الحسين الحافظ

- ‌محمد بن وضاح بن بزيع

- ‌محمد بن الوضيء بن بلال

- ‌محمد بن أبي الوفا بن محمد

- ‌محمد بن الوليد بن أبان أبو جعفر

- ‌محمد بن الوليد بن أبان بن حيان

- ‌محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل

- ‌محمد بن الوليد بن عبد الملك

- ‌محمد بن الوليد بن عتبة

- ‌محمد بن الوليد بن هبيرة

- ‌محمد بن الوليد أبو بكر الرملي

- ‌محمد بن وهب بن سعد بن عطية

- ‌محمد بن وهب بن مسلم

- ‌محمد بن هارون بن إبراهيم

- ‌محمد بن هارون بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن هارون بن كثير الشيباني

- ‌محمد الأمين بن هارون بن محمد

- ‌محمد المعتصم بن هارون الرشيد

- ‌محمد بن هارون بن شعيب

- ‌محمد بن هارون بن محمد بن بكار

- ‌محمد بن هارون بن مجمع

- ‌محمد بن هارون بن نصر بن السندي

- ‌محمد بن هارون المقرئ

- ‌محمد بن هارون الدمشقي

- ‌محمد بن هاشم بن سعيد

- ‌محمد بن هاشم أبو عبد الله

- ‌محمد بن هاشم أبو بكر الموصلي

- ‌محمد بن هاشم ويقال ابن هشام

- ‌محمد بن هبة الله بن عبد السميع

- ‌محمد بن هبة الله بن علي

- ‌محمد بن هشام بن إسماعيل

- ‌محمد بن هشام بن ملاس

- ‌محمد بن هميان بن محمد

- ‌محمد بن الهيثم بن حماد

- ‌محمد بن ياسر بن عبد الله

- ‌محمد بن يحيى بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن يحيى بن حمزة بن واقد

- ‌محمد بن يحيى بن داود بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الله

- ‌محمد بن يحيى بن علي القرشي

- ‌محمد بن يحيى بن علي بن مسلم

- ‌محمد بن يحيى بن الفياض

- ‌محمد بن يحيى بن محمد أبو سعيد

- ‌محمد بن يحيى بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن يحيى بن محمد أبو بكر

- ‌محمد بن يحيى أبي محمد بن المبارك

- ‌محمد بن يحيى بن محمد السلمي

- ‌محمد بن يحيى بن موسى

- ‌محمد بن يحيى بن ياسر

- ‌محمد بن يحيى الأطرابلسي

- ‌محمد بن يزداد بن سويد المروزي

- ‌محمد بن يزيد بن سعيد

- ‌محمد بن يزيد بن عبد الأكبر

- ‌محمد بن يزيد بن عفيف

- ‌محمد بن يزيد بن محمد

- ‌محمد بن يزيد بن ماجة

- ‌محمد بن يزيد بن معاوية

- ‌محمد بن يزيد أبو بكر الرحبي

- ‌محمد بن يزيد الأنصاري مولاهم البصري

- ‌محمد بن يزيد النصري

- ‌محمد بن يزيد أبو جعفر المقابري

- ‌محمد بن يزيد الأموي المسلمي الحصني

- ‌محمد بن يعقوب بن أزهر بن علي

- ‌محمد بن يعقوب بن حبيب

- ‌محمد بن يعقوب بن يوسف

- ‌محمد بن يعقوب الدمشقي

- ‌محمد بن يعقوب ويقال محمد بن علي

- ‌محمد بن يعقوب الحافظ

- ‌محمد بن يعقوب أبو بكر التستري

- ‌محمد بن أبي يعقوب أبو بكر الدينوري

- ‌محمد بن يوسف بن أحمد البغدادي

- ‌محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن بشر القرشي

- ‌محمد بن يوسف بن بشر بن النضر

- ‌محمد بن يوسف بن الحكم

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي

- ‌محمد بن يوسف بن عمر بن علي

- ‌محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق

- ‌محمد بن يوسف بن نهار

- ‌محمد بن يوسف بن واقد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب بن محمد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم

- ‌محمد بن يوسف الدمشقي

- ‌محمد بن يونس بن هاشم

- ‌محمد والد هارون

- ‌محمد الكوفي

- ‌محمد أبو عبد الله ويعرف باليسع

- ‌مالك بن أدهم السلاماني

- ‌مالك بن أدهم بن محرز بن أسيد

الفصل: ‌محمد بن مسلم بن عبيد الله

‌محمد بن مسلم بن عبيد الله

ابن عبد الله ابن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة أبو بكر القرشي الزهري أحد الأعلام من أئمة الإسلام، قدم دمشق غير مرة.

حدث الزهري عن أنس بن مالك، قال: سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرسٍ فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى قاعداً، فصلينا قعوداً، فلما قضى الصلاة قال:" إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين ".

قال ابن أبي ذئب: كان ابن شهاب قد ضاقت حاله ورهقه دينٌ، فخرج إلى الشام زمن عبد الملك بن مروان، فجالس قبيصة بن ذؤيب.

قال ابن شهاب: فبينا نحن مع قبيصة ذات ليلةٍ نسمر إذ جاء رسول عبد الملك فقال: أجب أمير المؤمنين، فذهب إليه ثم رجع، فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قلت: أنا؛ فأدخلني على عبد الملك بن مروان فسلمت عليه، فقال: من أنت؟ فانتسبت له؛ قال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن؛ قلت: يا أمير المؤمنين، عفا الله عما

ص: 227

سلف؛ قال: اجلس؛ قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: اقرأ من سورة كذا، ومن سورة كذا؛ فقرأت فقال لي: أتفرض؟ قلت: نعم، قال: ما تقول في امرأةٍ تركت زوجها وأبويها؟ قلت: لزوجها النصف، ولأمها السدس، ولأبيها ما بقي؛ قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ، إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما بقي وهو السدس من رأس المال، ولأبيها ما بقي؛ قال: فإن الفريضة على حالها وهو رجل ترك زوجته وأبويه؛ فقلت: لزوجته الربع ولأمه الربع ولأبيه ما بقي؛ قال: فقال لي: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ، ليس هكذا الفرض، لزوجته الربع ولأمه ثلث ما بقي وهو الربع من رأس المال، وللأب ما بقي؛ ثم قال: هات حديثك؛ قلت: حدثني سعيد بن المسيب: أن فتىً من الأنصار كان لزم عمر بن الخطاب، وكان به معجباً وأنه فقده، فقال: ما لي لا أرى فلاناً؛ فأرسل إليه فجاءه، فإذا هو بذ الهيئة، قال: ما لي أراك هكذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن أخوي خيروني بين أمي وبين ميراثي من أبي، فاخترت أمي، ولم أكن لأخرجها على رؤوس الناس، فأخذتها بجميع ميراثي من أبي؛ قال: فخرج عمر مغضباً حتى رقي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد، أيها الناس، فأي امرئٍ وطئ امرأةً فولدت منه، فله أن يستمتع منها ما عاش، فإذا مات فهي حرةٌ؛ فقال عبد الملك: هكذا حدثني سعيد بن المسيب؛ فقلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني؛ قال: قد قضى الله دينك؛ قلت: ويفرض لي أمير المؤمنين؛ قال: لا والله ما نجمعهما لأحدٍ؛ قال: فخرجت فتجهزت حتى قدمت المدينة، فجئت سعيد بن المسيب في المسجد، فجئت لأسلم عليه، فدفع في صدري وقال: انصرف؛ وأبى أن يسلم علي، فخشيت أن يتكلم بشيء يعيبني به فيرويه من حضره. فتنحيت ناحيةً إلى أن قام فصلى أربع ركعاتٍ وانصرف، ومعه ناسٌ من أصحابه، فلما خلا وبقي وحده قلت: ما ذنبي؟ أنا ابن أخيك، واعتذرت إليه، وما يكلمني، حتى بلغ منزله، واستفتح ففتح له فأدخل رجله ثم التفت إلي فقال: أنت الذي ذهبت بحديثي إلى بني مروان؟.

ص: 228

وفي حديثٍ بمعناه:

فذكر أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل، ثم يعتقن فمكث بذلك صدراً من خلافته، ثم توفي رجلٌ من قريش، كان له ابنٌ من أم ولد، قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليالٍ، فقال له عمر: ما فعلت يا بن أخي في أمك؟ قال: فعلت خيراً، خيروني بين أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي، فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن تسترق أمي؛ فقال عمر: أولست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدلٍ؟ ما أرى رأياً ولا آمر بأمرٍ إلا قلتم فيه؟ ثم قام إلى المنبر فاجتمع الناس إليه، حتى إذا رضي من جماعتهم، قال: أيها الناس، إني كنت قد أمرت في أمهات الأولاد بأمرٍ قد علمتموه، ثم حدث لي رأيٌ غير ذلك، فأيما امرئٍ كانت عنده أم ولد يملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرةٌ لا سبيل لأحدٍ عليها؛ الحديث.

وفي آخره؛ قال: افرض لي فإني منقطعٌ من الديوان؛ قال: إن بلدك لبلدٌ ما فرضنا فيها لأحدٍ منذ كان هذا الأمر، ثم نظر إلى قبيصة فكأنه أومأ إليه: أن افرض له؛ فقال: قد فرض لك أمير المؤمنين؛ قال: فقلت: وصلةٌ يا أمير المؤمنين تصلنا بها، ولقد خرجت من أهلي وإن فيهم لحاجةً ما يعلمها إلا الله، ولقد عمت الحاجة أهل البلد؛ قال: قد وصلك أمير المؤمنين؛ قلت: يا أمير المؤمنين وخادمٌ يخدمنا، فإني تركت أهلي وما لهم خادمٌ إلا أختي، إنها الآن تخبز لهم وتعجن وتطحن لهم؛ قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين؛ الحديث.

قال الزهري:

أتيت عبد الملك بن مروان فاستأذنت عليه، فلم يؤذن لي، فدخل الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلاً شاباً أحمر زعم أنه من قريش؛ قال: صفه؛ فوصفه؛ قال: لا أعرفه إلا أن يكون من ولد مسلم بن شهاب؛ فدخل عليه فقال: هو من بني مسلم؛ فدخلت عليه فقال: من أنت؟ فانتسبت له، وقلت: إن أبي هلك وترك

ص: 229

عيالاً صبية، وكان رجلاً مئناثاً لم يترك مالاً؛ فقال عبد الملك: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: بإعرابه وما ينبغي فيه من وجوهه وعلله؟ قلت: نعم؛ قال: إنما فوق ذلك فضلٌ، إنما يعايا ويلغز به؛ قال: أفعلمت الفرائض؟ قلت: نعم؛ قال: الصلب والجد واختلافهما؟ قلت: أرجو أن أكون قد فعلت؛ قال: وكم دين أبيك؟ قلت: كذا وكذا؛ قال: قد قضى الله دين أبيك؛ وأمر لي بجائزةٍ ورزقٍ يجري وشراء دارٍ قطيعةً بالمدينة؛ وقال: اذهب فاطلب العلم، ولا تشاغل عنه بشيءٍ، فإني أرى لك عيناً حافظةً وقلباً ذكياً، وأت الأنصار من منازلهم؛ قال الزهري: وكنت أخذت العلم عنهم بالمدينة، فلما خرجت إليهم إذا علمٌ جم، فاتبعتهم حتى ذكرت لي امرأةٌ نحو قباء تروي رؤيا فأتيتها، فقلت: أخبريني برؤياك؛ فقالت: كان لي ولدان واحد حين حبا، وآخر يتبعه، وهلك أبوهما وترك لي ماهناً وداجناً ونخلاتٍ، فكان الداجن نشرب لبنها ونأكل ثمر النخلات فإني لبين النائمة واليقظانة، ولنا جديٌ، فرأيت كأن ابني الأكبر قد جاء إلى شفرةٍ لنا فأحدها، وقال: يا أمه قد أضرت بنا وحبست اللبن عنا، فأخذ الشفرة وقام إلى ولد الداجن فذبحه بتلك الشفرة، ثم نصب قدراً لنا، ثم قطعه ووضعه فيها، ثم قام إلى أخيه فذبحه بتلك الشفرة، وانتبهت مذعورةً، فإذا ابني الأكبر قد جاء فقال: يا أمه أين اللبن؟ فقلت: شربه ولد هذه الداجن؛ فقال: ما لنا في هذا من شيءٍ؛ وقام إلى الشفرة فأحدها ثم أمرها على حلق ولد الداجن، ثم نصب القدر؛ قالت: فلم أكلمه حتى قمت إلى ابني الصغير فاحتضنته وأتيت به بعض بيوت الجيران، فخبأته عندهم ثم أقبلت مغتمةً لما رأيت، ثم صعد على بعض تلك النخلات، فأنزل رطباً، وقال: يا أمه كلي؛ قلت: لا أريد، ثم مضى، وأتى القدر؛ فإني لمنكبةٌ على بلسنٍ عندي إذ ذهب بي النوم، فإذا أنا بآتٍ قد أتاني، فقال: مالك مغتمةً؟ فقلت: لكذا ولكذا؛ فنادى: يا رؤيا؛ فجاءت امرأةٌ شابةٌ، حسنة الوجه، طيبة الريح؛ فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة؟ قالت: ما أردت منها شيئاً؛ فنادى: يا أحلام، فأقبلت امرأةٌ دونها في السن

ص: 230

واللباس والطيب؛ فقال: ما أردت من هذه المرأة الصالحة؟ قالت: ما أردت منها شيئاً؛ فنادى: يا أصغاث؛ فأقبلت امرأةٌ سوداء الخلقة، وسخة الثياب، دونها، فقال: ما أردت من هذه المرأة؟ قالت: رأيتها صالحةً فأردت أن أغمها ثم انتبهت فإذا ابني قد أقبل فقال: يا أمه أين أخي؟ قلت: لا أدري حبا إلى بعض الجيران، فذهب يمشي لهو أهدى إلى موضعه حتى أخذه، وجاء به يقبله، ثم قعد فأكل وأكلت معه.

الماهن: الخادم؛ والداجن: الشاة من شياه البيوت تعلف؛ وقوله: بلسن، البلسن: بعض ما يكون في رحل القوم من المتاع الذي يتكأ عليه، وهو اسمٌ أعجميٌ؛ وقد استعمل بمعنى ما يعلى عليه من كرسي أو ما أشبهه.

قال ابن شهاب: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه، فوجدته في قبةٍ على فرشٍ تفوت القائم، والناس تحته سماطان، فسلمت وجلست، فقال: يا بن شهاب، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل ابن أبي طالب؟ قلت: نعم؛ قال: هلم؛ فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة، وحول وجهه، فأحنى علي، فقال: ما كان؟ قال: فقلت: لم يرفع حجرٌ في بيت المقدس إلا وجد تحته دمٌ فقال: لم يبق أحدٌ يعلم هذا غيري وغيرك؛ قال: فلا يسمعن منك؛ قال: فما تحدثت به حتى توفي.

ولد الزهري سنة ثمانٍ وخمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة خمسين.

قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاءٌ، كأنه يجعل فيه كتماً، وكان رجلاً أعيمش، وعليه جميمةٌ.

وقال غيره: كان قصيراً قليل اللحية، له شعيراتٌ طوال، خفيف العارضين.

ص: 231

قال ابن شهاب: كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله، حتى كنت أستقي له الماء المالح، وإن كان ليسأل الجارية: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش، تظنني غلاماً له.

ولما أخذ ابن شهاب ما عند عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من العلم، ورأى أنه قد نفضه، فلم يبق عنده من العلم شيئاً إلا حواه واستغنى عنه، انقطع عنه، فقال عبيد الله فيه: من الطويل

إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافحاً

لقيت وإخوان الثقات قليل

قال صالح بن كيسان: كنت أطلب العلم أنا والزهري، قال: تعال نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن أصحابه، فكتب، ولم أكتب، فأنجح وضيعت.

كان الزهري ينصرف من عند عروة أو الأعرج، أو بعض العلماء وقد سمع منهم، فيقول لجاريةٍ له، فيها لكنةٌ: حدثنا عروة، حدثنا الأعرج، حدثنا فلان، فإذا أكثر عليها قالت: والله ما أدري ما تقول؛ فيقول: اسكتي لكاع، فإني لست أريدك، إنما أريد نفسي.

كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته؛ وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفأر؛ ويقول: إنه ينسي؛ قال: وكان يشرب العسل؛ ويقول: إنه يذكر.

وكان يقول: ما أكلت تفاحاً ولا أصبت شيئاً فيه خل مذ عالجت الحفظ.

كتب عبد الملك بن مروان إلى أهل المدينة يعاتبهم، فوصل في كتابه ذلك

ص: 232

طومارين، فقرئ الكتاب على الناس عند المنبر، فلما فرغوا وافترق الناس اجتمع إلى سعيد بن المسيب جلساؤه، فقال لهم سعيد: ما كان في كتابهم؟ ليت أنا وجدنا من يعرف لنا ما فيه؛ فجعل الرجل من جلسائه يقول: فيه كذا، ويقول الآخر: فيه كذا؛ فكأن سعيداً لم يشتف فيما سأل عنه، فبان ذلك لابن شهاب، فقال: أتحب أن تسمع كل ما فيه؟ قال: نعم؛ قال: فأمسك، فهذه عليه هذا كأنما كان في يده يقرؤه حتى أتى عليه كله.

قال مالك بن أنس: حدثني الزهري بحديثٍ طويلٍ فلم أحفظه، فتلقاني على حمارٍ، فأخذت بلجامه فسألته عن الحديث؛ فقال: أليس قد حدثتكم به؟ قلنا: بلى؛ قال مالك: فأردت أن أستخرجه، قلت: أما كنت تكتب؟ قال: لا؛ قلت: أما كنت تستعيد؟ قال: لا؛ وفي حديث، قال: ما استعدت حديثاً قط؛ وفي حديث آخر؛ قال: فجعل عبد الرحمن بن مهدي يعجب، يقول: فذيك الطوال وتلك المغازي.

قال مالك بن أنس: حدث الزهري بمئة حديثٍ ثم التفت إلي فقال: كم حفظت يا مالك؟ قلت: أربعين حديثاً؛ قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله كيف نقص الحفظ.

قال ابن شهاب: لقيني سالم كاتب هشام بن عبد الملك فقال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك؛ قال: فقلت له: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث إلي كاتباً أو كاتبين فإنه قل يومٌ لا يأتيني قومٌ يسألوني عما لم أسأل عنه بالأمس؛ فبعث إلي كاتبين فاختلفا إلي سنةً على دينها؛ قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر

ص: 233

ما أرانا إلا قد أنفضناك قال: قلت: كلا، إنما كنت في عزازٍ من الأرض، الآن هبطت بطون الأودية.

سأل هشام بن عبد الملك الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتبٍ، فأملى عليه أربع مئة حديث، ثم خرج الزهري من عند هشام، قال: أين أنتم يا أصحاب الحديث؟ فحدثهم بتلك الأربع مئة الحديث، ثم أقام شهراً أو نحوه، ثم قال للزهري: إن ذلك الكتاب الذي أمليت علينا قد ضاع؛ قال: فلا عليك ادع بكاتبٍ، فحدثه بالأربع مئة الحديث، ثم قابل هشامٌ بالكتاب الأول فإذا هو لا يغادر حرفاً واحداً.

كان الزهري لا يترك أحداً يكتب بين يديه، فأكرهه هشام بن عبد الملك، فأملى على بنيه؛ فلما خرج من عنده دخل المسجد، فاستند إلى عمودٍ من عمده، ثم نادى: يا طلبة الحديث، قال: فلما اجتمعوا إليه، قال: إني كنت منعتكم أمراً بذلته لأمير المؤمنين آنفاً، هلم فاكتبوا، قال: فكتب عنه الناس من يومئذ، وزاد في آخر بمعناه: قال: فسمعهم يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أهل الشام، ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمةٌ ولا خطم؟ قال الوليد بن مسلم وقبض يده وقال: تمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذٍ.

وفي آخر مختصراً: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلماً.

وقال مالك:

أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب، قال سفيان: كان الزهري أعلم أهل المدينة؛ قال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت أحداً آمن في الحديث من ابن شهاب، وما رأيت

ص: 234

أحداً الدينار والدرهم أهون عليه من ابن شهاب؛ وما كانت الدنانير والدراهم عنده إلا بمنزلة البعر.

قال الليث بن سعد: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه؛ ولو سمعت من ابن شهاب بحيثٍ في الترغيب قلت: لا يحسن إلا هذا، فإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه ثم يتلوه بدعاءٍ جامعٍ، يقول: اللهم إني أسألك من كل خيرٍ أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة؛ قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت؛ كان يعطي كل من جاء وسأله، حتى إذا لم يبق معه شيءٌ يستسلف من عبيده، فيقول لأحدهم: يا فلان أسلفني كما تعرف، وأضعف إلي كما تعلم؛ فيسلفونه، ولا يرى بذلك بأساً؛ وربما جاءه السائل ولا يجد ما يعطيه فيتغير عند ذلك وجهه، ويقول للسائل: أبشر فسوف يأتي الله بخيرٍ؛ فقيض الله لابن شهابٍ على قدر صبره واحتماله إما رجلاً يهدي له ما يسعهم، وإما رجلاً يبيعه بنظرةٍ، وكان يطعم الناس بالثريد في الخصب وغيره، ويسقيهم العسل؛ وكان ابن شهاب يسمر على العسل كما يسمر أصحاب الشراب على شرابهم؛ وفي حديثٍ آخر: كما يسمر أهل الخمر، ويقول: اسقونا وحدثونا؛ فإذا رأى بعض أصحابه قد نعس قال له: ما أنت من سمار قريش الذين قال الله تبارك وتعالى " سامراً تهجرون " وكانت له قبةٌ معصفرة، وعليه ملحفةٌ معصفرة، وتحته محبسٌ معصفرٌ؛ قال: وسمعته يبكي على العلم بلسانه، فيقول: يذهب العلم وكثيرٌ ممن كان يعمل به.

ص: 235

وعن سعد قال: ما أرى أحداً جمع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع ابن شهاب.

قال أبو بكر بن أبي مريم: قلت لمكحول: من أعلم الناس؟ قال: ابن شهاب؛ قلت: ثم من؟ قال: ابن شهاب؛ قلت: ثم من؟ قال: ابن شهاب.

قال مالك بن أنس: كان الزهري إذا دخل المدينة لم يحدث بها أحدٌ من العلماء حتى يخرج الزهري.

قال مالك: أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عنهم، ويقدم ابن شهاب وهو دونهم في السن فيزدحم الناس عليه.

وعن الزهري قال: ثلاثٌ إذا كن في القاضي فليس بقاضٍ؛ إذا كره اللوائم، وأحب المحامد، وكره العزل.

كان يزيد بن عبد الملك جعل الزهري قاضياً مع سليمان بن حبيب.

أجاب الزهري بعض خلفاء بني مروان في الخنثى؛ فقال الشاعر عند قضائه بذلك: من الكامل

ومهمةٍ أعيا القضاة عياؤها

تذر الحليم يشك شك الجاهل

عجلت قبل حنيذها بشوائها

وأبنت مفظعها بحكمٍ فاصل

فتركتها بعد العماية سنةً

للمقتدين وللإمام العادل

ص: 236

وقيل: إن بني غفار بن حرام بن عوف بن معمر البلويين اقتتلوا هم وبنو عائذ الله الجذاميون، فقتل رجلٌ من بني عائذ الله بين الصفين يقال له: جرهاس، لم يدر من أصابه، فتدافعه الفريقان؛ كل يقول للآخر: أنتم قتلتموه؛ فاختصموا فيه إلى سلطانٍ بعد سلطانٍ، فلم تمض لأحدٍ من السلاطين فيه قضيةٌ؛ ثم خرجوا إلى أمير المؤمنين في الموسم فألفوا عنده ابن شهاب؛ فقال لابن شهاب: يا أبا بكر، انظر في أمرهم فقد رددت أمرهم إليك؛ فلما رجع ابن شهاب إلى منزله أتوه؛ فقال: يا أبا العائذ هلم البينة على قتيلكم؛ فلم يجدوا بينةً؛ فقال: يا بني غفار أنفلوا أنفسكم؛ فلم يجدوا من ينفلهم؛ فقال: هلم يا أبا العائذ قسامةً تقسم على دم صاحبكم؛ فأبوا؛ قال: هلم يا بني غفار قسامة تقسم على براءتكم؛ فأبوا؛ قال: أين ولي هذا القتيل؟ قيل: هو ذا؛ قال ابن شهاب: اذهب فقد قضينا لك بديةٍ مسلمةٍ، وجعلنا نصفها في بلعائذ، ونصفها على بني غفار؛ فانصرف الفريقان ورضيا؛ وقيل فيه هذا الشعر، وزاده فيه أبياتاً.

وعن ابن شهاب قال: إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه عليه الصلاة والسلام، وأدب النبي صلى الله عليه وسلم أمته، أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدي إليه، فمن سمع علماً فليجعله أمامه حجةً فيما بينه وبين الله.

قال الليث:

جئت ابن شهاب يوماً بشيء من الرأي، فقبض وجهه؛ وقال: الرأي كالكاره له ثم جئته بعد ذلك يوماً آخر بأحاديث من السنن فتهلل وجهه وقال: إذا جئتني فاتني بمثل هذا.

ص: 237

وعن الزهري قال: الاعتصام بالسنة نجاةٌ.

وعن الزهري قال: أمروا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت.

وعن الزهري قال: أعيى الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسخه من منسوخه.

قال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس، فسعيد بن المسيب؛ وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير؛ ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته؛ قال عراك: وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمهم جميعاً على علمه.

قال سفيان: قيل للزهري: لو أنك سكنت المدينة، ورحت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره، تعلم الناس منك؛ فقال: إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة؛ قال سفيان: ومن كان مثل الزهري.

قال سفيان: بلغني عن الزهري كلامٌ حسنٌ؛ أنه قال: ليس الزهد بتقشف الشعر وتفل الريح وخشونة الملبس والمطعم، ولكن الزهد ظلف النفس عن محبوب الشهوات.

ص: 238

قال الزهري: إنما يذهب العلم النسيان، وترك المذاكرة.

وعن عبد الله بن عمر قال: كنت أرى الزهري يعطى الكتاب فلا يقرؤه ولا يقرأ عليه، فيقال له: نروي هذا عنك؟ فيقول: نعم.

وعن الزهري قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيبٌ.

قال نافع بن مالك عم مالك بن أنس: قلت للزهري: أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من طلب شيئاً من هذا العلم الذي يراد به وجه الله يطلب به شيئاً من عرض الدنيا دخل النار "؟ فقال الزهري: لا، ما بلغني هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: كل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغك؟ قال: لا، قلت: فنصفه؟ قال: عسى؛ قلت: فهذا في النصف الذي لم يبلغك.

قال الحسن بن عمارة: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فألفيته على باب داره، فقلت: إن رأيت أن تحدثني؛ فقال: أما علمت أني تركت الحديث؟ فقلت: إما أن تحدثني، وإما أن أحدثك؛ فقال: حدثني؛ فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، قال: سمعت علياً يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا، قال: فحدثني بأربعين حديثاً.

وفي آخر بمعناه: فقال: حدثنا الحكم بن عتيبة في قوله: " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس " فقال: ما آتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه ميثاق أن لا يكتمه؛ قال: فحدث الزهري.

ص: 239

ومن حديثٍ، عن مكحول، عن الزهري: أي رجلٍ هو، لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.

قال عمر بن رديح: كنت أمشي مع ابن شهاب الزهري، فرآني عمرو بن عبيد، فلقيني بعد فقال: مالك ولمنديل الأمراء؛ يعني ابن شهاب.

دخل سليمان بن يسار على هشام، فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال له: عبد الله بن أبي بن سلول؛ فقال له: كذبت، هو علي بن أبي طالب فقال له: أنا أكذب، لا أبا لك فوالله لو ناداني منادٍ من السماء: إن الله أحل الكذب ما كذبت.

حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله، وعلقمة بن وقاص، كلهم عن عائشة رضوان الله عليها، أن الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي؛ فلم يزل القوم يغرون به؛ فقال له هشام: ارحل، فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك؛ فقال له ابن شهاب: ولم ذلك؟ أنا أغتصبك على نفسي، أو أنت اغتصبتني على نفسي؟ فخل عني؛ فقال له: لا ولكنك استدنت ألفي ألف؛ فقال: قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك؛ فقال هشام: إنا إن نهيج الشيخ يهتم الشيخ؛ فأمر فقضى عنه من دينه ألف ألف؛ فأخبر بذلك؛ فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده.

ونزل ابن شهاب بماءٍ من المياه، فالتمس سلفاً فلم يجد، فأمر براحلته فنحرت، ودعا إليها أهل الماء، فمر به عمه، فدعاه إلى الغداء، فقال له: يا بن أخي إن مروءة سنةٍ يذهبه بذل الوجه ساعةً؛ فقال له: يا عم انزل فاطعم، وإلا فامض راشداً.

ص: 240

قال:

ونزل ابن شهاب بماءٍ من المياه فشكى إليه أهل الماء: أن لنا ثمان عشرة امرأةً عمرنةً؛ يعني: لهن أعمار ليس لهن خادمٌ؛ فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفاً، وأخدم كل واحدةٍ منهن خادماً بألفٍ.

وعن سعيد بن عبد العزيز: أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار، ثم قال هشام للزهري: لا تعد إلى مثلها تدان؛ فقال الزهري: يا أمير المؤمنين، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يلدغ المؤمن في حجرٍ مرتين ".

لقي الزهري يزيد بن محمد بن مروان، وهو يطوف بالبيت، وكان استقرض منه مالاً، فأداه إلا شيئاً؛ فقال: يا أبا عثمان قد استحيينا من حبس حقك، فإن رأيت أن تأمر قهرمانك أن يكف عنا حتى ييسر الله علينا؛ قال: يا بن شهاب، كم تبقى عليك؟ قال: خمسة عشر ألفاً؛ قال: اذهب فإنها لك، والله إنها لقليلٌ من الإخاء في الله عز وجل.

قيل للزهري: إن الناس لا يعيبون عليك إلا كثرة الدين؛ قال: وكم ديني؟ إنما ديني عشرون ألف دينار، وأنا ملي المحيا والممات لي خمسة أعينٍ، كل عينٍ منها ثمن أربعين ألف دينار؛ وليس يرثني إلا ابن ابني هذا، وما أبالي أن لا يرث عني شيئاً؛ قال: وكان ابن ابنه فاسقاً.

قال مالك بن أنس: كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلما أصاب تلك الأموال، قل له مولى له، وهو

ص: 241

يعظه: قد رأيت ما مر عليك من الضيق والشدة، فانظر كيف تكون وأمسك عليك مالك؛ فقال له ابن شهاب: ويحك إني لم أر الكريم تحكمه التجارب؛ وفي رواية: إني لم أر السخي تنفعه أو تحكمه التجارب.

قال محمد بن إدريس الشافعي: إن رجاء بن حيوة عاتب ابن شهاب في الإسراف وكان يدان؛ فقال: لا آمن أن يحبس هؤلاء القوم أيديهم عنك فتكون قد حملت على أمانتك؛ فوعده أن يقصر، فمر بعد ذلك وقد وضع الطعام ونصبت موائد العسل؛ فوقف به رجاء فقال: يا أبا بكر، هذا الذي افترقنا عليه فقال له ابن شهاب: انزل، فإن السخي لا تؤدبه التجارب؛ وفي روايةٍ: إن الجواد لا تبخله التجارب.

وأنسد الحسين بن أبي عبد الله الكاتب في هذا المعنى: من البسيط

له سحائب جودٍ في أنامله

أمطارها الفضة البيضاء والذهب

يقول في العسر إن أيسرت ثانيةً

أقصرت عن بعض ما أعطي وما أهب

حتى إذا عاد أيام اليسار له

رأيت أمواله في الناس تنتهب

قال الشافعي: مر رجلٌ من التجار بالزهري وهو في قريته، والرجل يريد الحج، فابتاع منه براً بأربع مئة دينار، إلى أن يرجع من حجه؛ قال: فلم يبرح الرجل حتى فرقه، فعرف الزهري في وجه الرجل بعض ما كره، فلما رجع من حجه مر به فقضاه ذلك، وأمر له بثلاثين دينار لينفقها في سفره؛ فقال له الزهري: كأني رأيتك يومئذٍ ساء ظنك فقال: أجل؛ فقال الزهري: والله لو لم أفعل ذلك إلا للتجارة؛ أعطي القليل فأعطى الكثير.

قال عقيل بن خالد: كان الزهري يخرج إلى الأعراب يفقههم ويعظهم؛ قال عقيل: فجاءه أعرابي وقد

ص: 242