المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن زمل

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن زياد

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن السندي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن سهل

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عثمان

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عمرو

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبي زرعة

- ‌محمد بن عبد الله بن عمرو

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد الصيداوي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن أبي نزار

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن هشام

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن يونس

- ‌محمد بن عبد الرحمن القرشي

- ‌محمد بن عبد الرحمن السلمي

- ‌محمد بن عبد الرحمن الحرشي

- ‌محمد بن عبد الرحمن السلمي البيروتي

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبو الحسين

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبو بكر النهاوندي

- ‌محمد بن عبد الرحيم أبو عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرحيم البغدادي

- ‌محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرزاق بن محمد

- ‌محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن عبد الصمد الدويلي الدمشقي

- ‌محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح

- ‌محمد بن عبد الصمد بن محمد

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حسنون

- ‌محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك

- ‌محمد بن عبد العزيز بن موسى

- ‌محمد بن عبد العزيز أبو الفرج

- ‌محمد بن عبد القادر

- ‌محمد بن عبد الكريم بن أحمد

- ‌محمد بن عبد الكريم بن سليمان

- ‌محمد بن عبد المتكبر بن الحسن

- ‌محمد بن عبد المجيد أبو جعفر التميمي

- ‌محمد بن عبد الملك بن أبان

- ‌محمد بن عبد الملك بن الحسين

- ‌محمد بن عبد الملك بن مروان

- ‌محمد بن عبد المنعم بن محمد

- ‌محمد بن عبد الواحد بن عبود

- ‌محمد بن عبد الواحد بن قيس

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد المكي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد الكسائي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد الدارمي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن مزاحم

- ‌محمد بن عبد الوهاب بن أبي ذر

- ‌‌‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌محمد بن عبدك أبو جعفر الرازي

- ‌محمد بن عبده بن عبد الله

- ‌محمد بن عبود

- ‌محمد بن عبيد الله بن أحمد

- ‌محمد بن عبيد الله بن الأشعث الدمشقي

- ‌محمد بن عبيد الله بن الفضل

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد الجمحي

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد القري

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد الشيرازي

- ‌محمد بن عبيد الله بن مروان

- ‌محمد بن عبيد الله أبو جعفر البغدادي

- ‌محمد بن عبيد الله الكفرسوسي

- ‌محمد بن عبيد الله أبو نصر بن الخشني

- ‌محمد بن عبيد ويقال ابن عامر

- ‌محمد بن عبيد بن سعد

- ‌محمد بن عبيد بن أبي عامر المكي

- ‌محمد بن عبيد بن وردان أبو عمرو

- ‌محمد بن أبي عتاب المؤذن

- ‌محمد بن عتبة أبي خليد بن حماد الحكمي

- ‌محمد بن عتيق أبي بكر بن محمد

- ‌محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة

- ‌محمد بن عثمان بن الحسن

- ‌محمد بن عثمان بن حماد

- ‌محمد بن عثمان بن خراش

- ‌محمد بن عثمان بن سعيد بن مسلم

- ‌محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم

- ‌محمد بن عثمان بن عبد الحميد

- ‌محمد بن عثمان بن معبد

- ‌محمد بن عثمان أبو عبد الرحمن التنوخي

- ‌محمد بن عثمان العقبي

- ‌محمد بن عدي بن الفضل

- ‌محمد بن عروة بن الزبير

- ‌محمد بن عصمة بن حمزة

- ‌محمد بن عطية بن عروة السعدي

- ‌محمد بن عقبة بن علقمة بن خديج

- ‌محمد بن عقيل بن أحمد بن بندار

- ‌محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن

- ‌محمد الأصغر بن عقيل بن أبي طالب

- ‌محمد بن عقيل بن محمد

- ‌محمد بن عكاشة بن محصن

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن رستم

- ‌محمد بن علي بن أحمد الملطي

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن موسى

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن المبارك

- ‌محمد بن علي بن أحمد أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن أحمد الشاهد

- ‌محمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف

- ‌محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي

- ‌محمد بن علي بن أمية بن عمرو

- ‌محمد بن علي بن جعفر

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن علي

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن وهيب

- ‌محمد بن علي بن الحسن أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن الحسن البعلبكي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ

- ‌محمد بن علي بن الحسين أبو علي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن الحسن

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن علي بن حمزة بن صابح

- ‌محمد بن علي بن حميد بن العباس

- ‌محمد بن علي بن خلف

- ‌محمد بن علي بن الخضر

- ‌محمد بن علي بن داود

- ‌محمد بن علي بن سهل بن مصلح

- ‌محمد بن علي بن الشاه بن جناح

- ‌محمد بن علي بن أبي طالب

- ‌محمد بن علي بن طرخان

- ‌محمد بن علي بن طلحة

- ‌محمد بن علي بن عبد الله الهاشمي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله النصيبي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله الصوري

- ‌محمد بن علي بن عمرو

- ‌‌‌محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن علي بن محمد

- ‌محمد بن علي بن حيون

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن محمد بن صالح

- ‌محمد بن علي بن محمد الجمحي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن جناب

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن المسلم

- ‌محمد بن علي بن ميمون

- ‌محمد بن علي بن النعمان

- ‌محمد بن علي بن يحيى بن سلوان

- ‌محمد بن علي بن يوسف بن جميل

- ‌محمد بن علي أبو حبيب الكوفي القيسراني

- ‌محمد بن علي أبو الصياح الصوفي

- ‌محمد بن علي الدمشقي

- ‌محمد بن علي أبو بكر الدمشقي

- ‌محمد بن علي أبو غالب

- ‌محمد بن عمارة بن أحمد

- ‌محمد بن عمران بن عتبة

- ‌محمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن عمر بن إسماعيل

- ‌محمد بن عمر بن عبد الله

- ‌محمد بن عمر بن عبد العزيز

- ‌محمد بن عمر بن عفان بن عثمان

- ‌محمد بن عمر بن علي

- ‌محمد بن عمر بن لحسان

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن سلم

- ‌محمد بن عمر بن محمد الكرجي

- ‌محمد بن عمر بن واقد

- ‌محمد بن عمر التميمي

- ‌محمد بن عمر أبو عبد الله

- ‌محمد بن عمرو بن حزم

- ‌محمد بن عمرو بن الحسن

- ‌محمد بن عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌محمد بن عمرو بن سليمان بن عمرو

- ‌محمد بن عمرو بن العاص بن وائل

- ‌محمد بن عمرو بن مسعدة

- ‌محمد بن عمرو بن نصر بن الحجاج

- ‌محمد بن عمرو بن يونس بن عمران

- ‌محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب

- ‌محمد بن عمير بن هشام

- ‌محمد بن عوف بن أحمد

- ‌محمد بن عوف بن سفيان

- ‌محمد بن العلاء بن كريب

- ‌محمد بن عيسى بن أحمد

- ‌محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق

- ‌محمد بن عيسى بن عبد الكريم

- ‌محمد بن عيسى بن القاسم

- ‌محمد بن عيسى بن محمد

- ‌محمد بن عيسى بن يزيد

- ‌محمد بن عيسى أبو جعفر البغدادي النقاش

- ‌محمد بن عيسى أبو بكر الأقريطشي

- ‌محمد بن غزوان الدمشقي

- ‌محمد بن الغمر بن عثمان

- ‌محمد بن الفتح أبو الحسن الصيداوي

- ‌محمد بن فتوح أبي نصر

- ‌محمد بن فراس أبو عبد الله العطار

- ‌محمد بن الفرج بن الضحاك

- ‌محمد بن الفرج بن يعقوب

- ‌محمد بن فضالة بن الصقر

- ‌محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري

- ‌محمد بن فضاء أبو أحمد الدمشقي

- ‌محمد بن الفضل بن محمد بن المنصور

- ‌محمد بن الفضل الصوفي الدمشقي

- ‌محمد بن الفضل الجرجرائي الوزير

- ‌محمد بن الفيرزان الصوفي

- ‌محمد بن الفيض بن محمد بن الفيض

- ‌محمد بن القاسم بن عبد الخالق

- ‌محمد بن القاسم بن فضالة

- ‌محمد بن القاسم بن المظفر

- ‌محمد بن القاسم بن معروف

- ‌محمد بن القاسم الصوفي

- ‌محمد بن قبيصة بن عبد الله

- ‌محمد بن قطن الأذني الصوفي

- ‌محمد بن قيس أبو عثمان

- ‌محمد بن كامل العماني

- ‌محمد بن كامل

- ‌محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد

- ‌محمد بن كثير أبو إسماعيل الخولاني الكوفي

- ‌محمد بن كثير بن أبي عطاء

- ‌محمد بن كرام بن عراق بن حزابة

- ‌محمد بن كعب بن حيان بن سليم

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن رجاء بن السندي

- ‌محمد بن محمد بن زكريا البلخي

- ‌محمد بن محمد بن زكريا أبو غانم

- ‌محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث

- ‌محمد بن محمد بن طاهر

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني

- ‌محمد بن محمد بن عبد الحميد

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الموصلي

- ‌محمد بن محمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن عمرو أبو نصر

- ‌محمد بن محمد بن عمير بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن عيسى بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن القاسم الدمشقي

- ‌محمد بن محمد بن أسد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد الصوفي

- ‌محمد بن محمد بن محمد أبو حامد

- ‌محمد بن محمد بن مرزوق البعلبكي

- ‌محمد بن محمد بن مكي بن يوسف

- ‌محمد بن محمد بن يحيى بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل

- ‌محمد بن مارح بن محمد بن جيش

- ‌محمد بن ما شاء الله أبو الحسن

- ‌محمد بن مانك أبو عبد الله السجستاني

- ‌محمد بن المبارك بن يعلى

- ‌محمد بن المبارك أبو عبد الله الصوري

- ‌محمد بن المتوكل أبي السري

- ‌محمد بن المحسن بن الحسين بن الحسن

- ‌محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق

- ‌محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

- ‌محمد بن مروان بن عثمان

- ‌محمد بن مروان الدمشقي

- ‌محمد بن مسروق بن معدان

- ‌محمد بن مسعدة البزاز الدمشقي

- ‌محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي

- ‌محمد بن مسلمة بن عبد الملك

- ‌محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام

- ‌محمد بن المسلم بن الحسن بن بلال

- ‌محمد بن مسلم بن السمط

- ‌محمد بن مسلم بن عبيد الله

- ‌محمد بن مسلم بن عثمان

- ‌محمد بن المسيب بن إسحاق

- ‌محمد بن مصعب بن صدقة

- ‌محمد بن مصعب أبو الحارث الدمشقي

- ‌محمد بن مصفى بن بهلول

- ‌محمد بن مطرف

- ‌محمد بن مظفر بن موسى

- ‌محمد بن المظفر أبو غانم الأزدي

- ‌محمد بن معاذ بن عبد الحميد

- ‌محمد بن المعافى بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن معبدٍ

- ‌محمد بن معمر أبو بكر الهلالي

- ‌محمد بن معن بن نضلة بن عمرو

- ‌محمد بن المغيرة المخزومي

- ‌محمد بن مكرم الدمشقي

- ‌محمد بن مكي بن عثمان

- ‌محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام

- ‌محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان

- ‌محمد بن منصور بن محمد أبو النجيب

- ‌محمد بن منصور بن نصر بن إبراهيم

- ‌محمد بن منصور الهاشمي الدمشقي

- ‌محمد بن المنكدر بن عبد الله

- ‌محمد بن منير بن محمد بن عنبسة

- ‌محمد بن موسى بن حبشون

- ‌محمد بن موسى بن عبد الله

- ‌محمد بن موسى بن فضالة

- ‌محمد بن موسى بن محمد

- ‌محمد بن موسى بن هارون

- ‌محمد بن موسى أبو موسى

- ‌محمد بن أبي موسى

- ‌محمد بن المؤمل بن أحمد بن الحارث

- ‌محمد بن مهاجر بن دينار

- ‌محمد بن مهران بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن ميمون

- ‌محمد بن نجيح أبو جعفر

- ‌محمد بن نصر بن أحمد

- ‌محمد بن نصر بن إبراهيم

- ‌محمد بن نصر بن صغير بن خالد

- ‌محمد بن نصر بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن نصر أبو عبد الله

- ‌محمد بن نصر الدمشقي

- ‌محمد بن نصر ويقال ابن نصير

- ‌محمد بن نصر أبو طاهر

- ‌محمد بن أبي نصر

- ‌محمد بن النضر بن مر بن الحر

- ‌محمد بن النعمان بن بشير بن سعد

- ‌محمد بن النعمان بن بشير السقطي

- ‌محمد بن النعمان بن نصير

- ‌محمد بن أبي نعيم بن علي

- ‌محمد بن نوح بن عبد الله

- ‌محمد بن النوشجان أبو جعفر البغدادي

- ‌محمد بن وارد أبو خلاد الحميري الفلسطيني

- ‌محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس

- ‌محمد بن الورد الدمشقي

- ‌محمد بن الوزير بن الحكم

- ‌محمد بن الوزير أبو الحسين الحافظ

- ‌محمد بن وضاح بن بزيع

- ‌محمد بن الوضيء بن بلال

- ‌محمد بن أبي الوفا بن محمد

- ‌محمد بن الوليد بن أبان أبو جعفر

- ‌محمد بن الوليد بن أبان بن حيان

- ‌محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل

- ‌محمد بن الوليد بن عبد الملك

- ‌محمد بن الوليد بن عتبة

- ‌محمد بن الوليد بن هبيرة

- ‌محمد بن الوليد أبو بكر الرملي

- ‌محمد بن وهب بن سعد بن عطية

- ‌محمد بن وهب بن مسلم

- ‌محمد بن هارون بن إبراهيم

- ‌محمد بن هارون بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن هارون بن كثير الشيباني

- ‌محمد الأمين بن هارون بن محمد

- ‌محمد المعتصم بن هارون الرشيد

- ‌محمد بن هارون بن شعيب

- ‌محمد بن هارون بن محمد بن بكار

- ‌محمد بن هارون بن مجمع

- ‌محمد بن هارون بن نصر بن السندي

- ‌محمد بن هارون المقرئ

- ‌محمد بن هارون الدمشقي

- ‌محمد بن هاشم بن سعيد

- ‌محمد بن هاشم أبو عبد الله

- ‌محمد بن هاشم أبو بكر الموصلي

- ‌محمد بن هاشم ويقال ابن هشام

- ‌محمد بن هبة الله بن عبد السميع

- ‌محمد بن هبة الله بن علي

- ‌محمد بن هشام بن إسماعيل

- ‌محمد بن هشام بن ملاس

- ‌محمد بن هميان بن محمد

- ‌محمد بن الهيثم بن حماد

- ‌محمد بن ياسر بن عبد الله

- ‌محمد بن يحيى بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن يحيى بن حمزة بن واقد

- ‌محمد بن يحيى بن داود بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الله

- ‌محمد بن يحيى بن علي القرشي

- ‌محمد بن يحيى بن علي بن مسلم

- ‌محمد بن يحيى بن الفياض

- ‌محمد بن يحيى بن محمد أبو سعيد

- ‌محمد بن يحيى بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن يحيى بن محمد أبو بكر

- ‌محمد بن يحيى أبي محمد بن المبارك

- ‌محمد بن يحيى بن محمد السلمي

- ‌محمد بن يحيى بن موسى

- ‌محمد بن يحيى بن ياسر

- ‌محمد بن يحيى الأطرابلسي

- ‌محمد بن يزداد بن سويد المروزي

- ‌محمد بن يزيد بن سعيد

- ‌محمد بن يزيد بن عبد الأكبر

- ‌محمد بن يزيد بن عفيف

- ‌محمد بن يزيد بن محمد

- ‌محمد بن يزيد بن ماجة

- ‌محمد بن يزيد بن معاوية

- ‌محمد بن يزيد أبو بكر الرحبي

- ‌محمد بن يزيد الأنصاري مولاهم البصري

- ‌محمد بن يزيد النصري

- ‌محمد بن يزيد أبو جعفر المقابري

- ‌محمد بن يزيد الأموي المسلمي الحصني

- ‌محمد بن يعقوب بن أزهر بن علي

- ‌محمد بن يعقوب بن حبيب

- ‌محمد بن يعقوب بن يوسف

- ‌محمد بن يعقوب الدمشقي

- ‌محمد بن يعقوب ويقال محمد بن علي

- ‌محمد بن يعقوب الحافظ

- ‌محمد بن يعقوب أبو بكر التستري

- ‌محمد بن أبي يعقوب أبو بكر الدينوري

- ‌محمد بن يوسف بن أحمد البغدادي

- ‌محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن بشر القرشي

- ‌محمد بن يوسف بن بشر بن النضر

- ‌محمد بن يوسف بن الحكم

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي

- ‌محمد بن يوسف بن عمر بن علي

- ‌محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق

- ‌محمد بن يوسف بن نهار

- ‌محمد بن يوسف بن واقد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب بن محمد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم

- ‌محمد بن يوسف الدمشقي

- ‌محمد بن يونس بن هاشم

- ‌محمد والد هارون

- ‌محمد الكوفي

- ‌محمد أبو عبد الله ويعرف باليسع

- ‌مالك بن أدهم السلاماني

- ‌مالك بن أدهم بن محرز بن أسيد

الفصل: ‌محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس

‌محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس

ابن عايد بن خارجة بن زياد بن شمس، من ولد عمرو بن نصر بن الأزد أبو عبد الله؛ ويقال: أبو بكر الأزدي البصري قال محمد بن واسع: قدمت مكة فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله، فحدثني عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيءٍ قديرٌ؛ كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة " قال: فقدمت خراسان فلقيت قتيبة بن مسلم، فقلت: إني أتيتك بهديةٍ، فكان يركب في موكبه فيأتي السوق، فيقولها، ثم يرجع.

قال عبد الواحد بن زيد: خرجت أنا، ومحمد بن واسع، ومالك بن دينار، نؤم بيت المقدس، فلما كنا بين الرصافة وحمص سمعنا منادياً ينادي بين تلك الرمال: يا محفوظ، يا مستور، اعقل في ستر من أنت، فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا، وإن كنت لا تحسن أن تحذرها فاجعلها شوكةً، وانظر أين تضع رجلك.

وكان أبو عبد الله أحد المعدودين في العبادة ممن يستنصر به ويرجى مشهده، وكان غزا مع قتيبة بن مسلم، فأصابتهم شدةٌ حتى خافوا الهلاك، فقال قتيبة: انظروا محمد بن واسع؛ فطلب فوجدوه في صحراء، قائماً على ركبتيه يدعو ويشير بأصبعه، فأخبر قتيبة بذلك، فقال قتيبة: احملوا على القوم، فإن الله لا يضيع جيشاً فيهم محمد؛ فقال بعض رؤساء العسكر: إنا لم نر عند هذا الرجل الذي طلبت كثير قوةٍ، إنما كان يدعو ويشير بأصبعه؛ فقال: لأصبعه الذي أشار أحب إلي من ألف فارسٍ.

ص: 286

قال أبو جعفر جبير: رأى رجلٌ من أهل البصرة كأن منادياً ينادي من السماء: خير رجلٍ بالبصرة محمد بن واسع.

قال صالح المري:

قال لي مالك بن دينار: اغد علي يا صالح إلى الجبان، فإني قد وعدت نفراً من إخواني بأبي جهير مسعود الضرير، نسلم عليه؛ قال صالح المري: وكان أبو جهيرٍ هذا رجلاً قد انقطع إلى زاويةٍ يتعبد فيها، ولم يكن يدخل البصرة إلا يوم جمعة وقت الصلاة، ثم يرجع من ساعته؛ قال: فغدوت لموعد مالك، وإذا معه محمد بن واسع وثابت البناني وحبيب، فلما رأيتهم قلت: هذا يوم سرورٍ؛ فانطلقنا نريد أبا جهير، فكان مالك إذا مر بموضعٍ نظيفٍ قال: يا ثابت صل ها هنا لعله أن يشهد لك غداً؛ فكان ثابت يصلي، ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى موضعه، فسألنا عنه فقالوا: الآن يخرج إلى الصلاة؛ فخرج رجلٌ إن شئت قلت: قد نشر من قبره، فوثب رجلٌ فأخذ بيده حتى أقامه عند باب المسجد، فأذن ثم أمهل يسيراً، ثم دخل المسجد فصلى ما شاء الله، ثم أقام الصلاة، فصلينا معه، فلما قضى صلاته جلس كهيئة المهموم، فتوافر القوم في السلام عليه، فتقدم محمد بن واسع فسلم عليه، فرد عليه والسلام، فقال: من أنت؟ لا أعرف صوتك؛ قال: أنا من أهل البصرة؛ قال: ما اسمك، يرحمك الله؟ قال: أنا محمد بن واسع؛ قال: مرحباً وأهلاً، أنت الذي يقول هؤلاء القوم وأومى بيده إلى البصرة: إنك أفضلهم؟ لله أنت إن قمت بشكر ذلك، اجلس؛ فجلس؛ فقام ثابت البناني، فسلم عليه فرد عليه السلام، وقال: من أنت، يرحمك الله؟ قال: أنا ثابت البناني قال: مرحباً بك يا ثابت، أنت الذي يزعم أهل هذه القرية أنك من أطولهم صلاةً؟ اجلس، ولقد كنت أتمناك على ربي؛ فقام إليه حبيب أبو محمد، فسلم عليه، فرد عليه السلام، وقال: من أنت، يرحمك الله؟ قال: أنا حبيب أبو محمد؛ فقال: مرحباً بك يا أبا محمد، أنت الذي يزعم هؤلاء القوم أنك لم تسأل الله شيئاً إلا أعطاك؟ فهلا سألته أن يخفي لك ذلك؟ اجلس يرحمك الله؛ وأخذ بيده فأجلسه إلى جنبه؛ فقام إليه مالك بن دينار،

ص: 287

فسلم عليه، فرد عليه؛ وقال: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن دينار؛ قال: بخٍ بخٍ، أبو يحيى، إن كنت كما يقولون أنت الذي يزعم هؤلاء القوم أنك أزهدهم؟ اجلس، فالآن تمت أمنيتي على ربي في عاجل الدنيا؛ قال صالح: فقمت إليه لأسلم عليه؛ وأقبل على القوم، فقال: انظروا كيف تكونون غداً بين يدي الله في مجمع القيامة؛ قال: فسلمت عليه، فرد علي؛ فقال: من أنت يرحمك الله؟ قلت: أنا صالح المري؛ قال: أنت الفتى القارئ، أنت أبو بشر؟ قلت: نعم؛ قال: اقرأ يا صالح، فلقد كنت أحب أن أسمع قراءتك؛ قال صالح: فحضرني والله ما كنت قد فقدته، فابتدأت فقرأت، فما استتممت الاستعاذة حتى خر مغشياً عليه، ثم أفاق إفاقةً فقال: عد في قراءتك يا صالح، فإني لم أقطع نفسي منها؛ قال صالح: ورأيت شيئاً عجباً لم أره من أحدٍ من المتعبدين؛ كان إذا سمع القرآن فتح فاه؛ قال: فعدت فقرأت: " " وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً " فصاح صيحةً، ثم انكب لوجهه، وانكشف بعض جسده، فجعل يخور كما يخور الثور، ثم هدأ، فدنونا منه ننظر فإذا هو قد خرجت نفسه كأنه خشبةٌ؛ فخرجنا فسألنا: هل له أحدٌ؟ قالوا: عجوزٌ تخدمه تأتيه الأيام؛ فبعثنا إليها فجاءت فقالت: ما له؟ قلنا: قرئ عليه القرآن فمات قالت: حق له، من ذا الذي قرأ عليه؟ لعله صالح القارئ؟ قلنا: نعم، وما يدريك من صالح؟ قالت: لا أعرفه غير أني كثيراً ما كنت أسمعه يقول: إن قرأ علي صالح قتلني قلنا: هو الذي قرأ عليه؛ قالت: هو الذي قتل حبيبي؛ فهيأناه ودفناه، رحمه الله.

كان محمد بن واسع إذا صلى المغرب يلتزق بالقبلة يصلي؛ فحدث خياطٌ قريبٌ منه قال: كان يقول في دعائه: أستغفرك من كل مقام سوءٍ، ومقعد سوءٍ، ومدخل سوءٍ، ومخرج سوءٍ، وعمل سوءٍ، وقول سوءٍ، ونبز سوءٍ، أستغفرك منه فاغفر لي، وأتوب إليك منه فتب علي، وألقي إليك بالسلام قبل أن يكون لزاماً.

قال مالك بن دينار: القراء ثلاثةٌ، قارئٌ للدنيا، وقارئٌ للرحمن عز وجل، وقارئٌ للملوك وأبناء الملوك؛ وإن محمد بن واسع من قراء الرحمن.

ص: 288

حدث جليس لوهب بن منبه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقلت له: يا رسول الله أين الأبدال من أمتك؟ فأوحى بيده قبل الشام؛ فقلت: يا رسول الله: أما بالعراق منهم أحد؟ قال: " بلى، محمد بن واسع ".

قال مطر: لا نزال بخيرٍ ما بقي لنا أشياخنا مالك وثابت وابن واسع.

قال عبد الواحد بن زيد: كنت جالساً مع ثابت ومالك وأبان وحوشب وفرقد، فذكروا العذاب وما يخافون من قربه ونزوله، فبينا هم كذلك إذ أقبل محمد بن واسع، فقال بعضهم لبعض: ما ذام هذا بين أظهركم فإنا نرجوه.

قال جعفر بن سليمان: كنت إذا أحسست من قلبي قسوةً أتيت محمد بن واسع، فنظرت إليه نظرةً؛ قال: فكنت إذا رأيت وجهه رأيت وجه ثكلى؛ وسمعته يقول: أخوك من وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه.

قيل لمحمد بن واسع: لم لا تجلس متكئاً؟ قال: تلك جلسة الآمنين وقيل لمحمد: إنك ترضى بالدون فقال: إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا.

قال رجلٌ لمحمد بن واسع: إني لأحبك لله؛ قال: أحبك الذي أحببتني له، اللهم إني أعوذ بك أن أحب لك وأنت لي مبغضٌ.

قال أبو الطيب موسى بن سيار: صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة، فكان يصلي الليل أجمع في المحمل جالساً يومئ برأسه إيماءً؛ وكان يأمر الخادم يكون خلفه، ويرفع صوته حتى لا يفطن له؛ وكان ربما عرس من الليل، فينزل فيصلي، فإذا أصبح أيقظ أصحابه رجلاً رجلاً، يجيء إليه فيقول: الصلاة الصلاة، فإذا قاموا قال لنا: إن كان الماء قريباً فتوضؤوا، وإن كان الماء فيه بعدٌ وفي الماء الذي معكم قلةٌ فتيمموا، وأبقوا هذا للشفه.

ص: 289

وكان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي ذلك.

مر محمد بن واسع بقومٍ فقالوا: إن هذا أزهد من في الدنيا؛ فقال محمد لهم: وما قدر الدنيا حتى يحمد من زهد فيها.

قال محمد بن واسع: كل يومٍ منا إلى الموت منقلة؛ وسمع قوماً يقولون: مات فلان وترك الدنيا؛ قال: لقد أعظم هؤلاء الدنيا وما ترك.

أريد محمد بن واسع على القضاء، فأبى، فعاتبته امرأته، فقالت: لك عيالٌ وأنت محتاجٌ؛ قال: ما دمت ترينني أصبر على الخل والبقل فلا تطمعي في هذا مني.

قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني؛ قال: أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة؛ فقال الرجل: وكيف أكون ملكاً؟ قال: أزهد في الدنيا.

قال مالك بن دينار: إني لأغبط الرجل يكون عيشه كفافاً، فيقنع به؛ قال محمد بن واسع: أغبط من ذلك عندي من يصبح جائعاً ويمسي جائعاً وهو عن الله راضٍ.

قال ابن شوذب: قسم أميرٌ من أمراء البصرة على قراء أهل البصرة، فبعث إلى مالك بن دينار، فقبل، فأتى محمد بن واسع فقال: يا مالك قبلت جوائز السلطان؟ قال: فقال: يا أبا بكر سل جلسائي؛ فقالوا: يا أبا بكر اشترى بها رقاباً فأعتقهم؛ فقال له محمد: أنشدك الله أقلبك الساعة له على ما كان عليه قبل أن يجيزك؟ قال: اللهم لا؛ قال: أترى أي شيءٍ دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: إنما مالكٌ حمارٌ حمارٌ، إنما يتعبد الله مثل محمد بن واسع.

ص: 290

قال محمد بن واسع: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله تبارك وتعالى أقبل الله إليه بقلوب المؤمنين.

وقال محمد بن واسع: يكفي من الدعاء الورع اليسير، كما يكفي القدر من الملح.

دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم بخراسان، وعليه جبة صوفٍ، فقال له قتيبة: ما يدعوك إلى لبس هذه؟ فسكت؛ فقال قتيبة: أكلمك فلا تجيبني؟ فقال: أكره أن أقول: زهداً؛ فأزكي نفسي أو: فقراً؛ فأشكو ربي.

وقيل له: كيف أصبحت؟ فقال: قريباً أجلي، بعيداً أملي، سيئاً عملي.

قال محمد بن واسع: ليس أحدٌ أفضل من أحدٍ إلا بالعاقبة، ولو اكن للذنوب ريحٌ ما جلس إلينا أحدٌ.

قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت موفوراً بالنعم، ورب يتحبب إلينا بالنعم، وهو عنا غني ونتبغض إليه بالمعاصي ونحن إليه فقراء.

كان بين ابن محمد بن واسع وبين رجلٍ شيءٌ، فشكاه إلى أبيه، فأرسل محمد إلى ابنه فقال له: وأي بني أنت؟ والله ما اشتريت أمك إلا بثلاث مئة درهم وما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله.

قال سعيد ابن عامر: ونحن نقول: كثر الله في المسلمين مثله.

قال محمد بن واسع: ما بقي من لذة الدنيا إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان.

قال محمد بن واسع: لم يبق من العيش إلا ثلاث خصالٍ؛ مجالسة رجلٍ عاقلٍ تصيب في مجالسته خيراً، إن زغت عن الطريق قومك؛ وكفافٌ من المعيشة ليس لله عليك فيه تبعةٌ، ولا لأحدٍ عليك فيه منةٌ؛ وصلاة جماعةٍ تكفي سهوها وتستوجب فضلها.

ص: 291

وقال محمد: إن من الناس ناساً غرهم الستر وفتننهم الثناء، فإن قدرت أن لا يغلب جهل غيرك بك علمك بنفسك فافعل.

قال واصل مولى أبي عيينة:

كنت مع محمد بن واسع بمرو، فأتاه عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان؛ فقال عطاء لمحمد: أي عملٍ في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان إذا اصطحبوا على البر والتقوى فحينئذٍ يذهب الله بالخلاف من بينهم، ولا خير في صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان، إذا كانوا عبيد بطونهم، لأنهم إذا كانوا كذلك ثبط بعضهم بعضاً عن الآخرة.

قال عطاء: يا أبا عبد الله بينا أنا قائمٌ أصلي وأنا غلامٌ إذ أتاني رجلٌ على فرسٍ؛ فقال: يا غلام، عليك بالبر والتقوى فإن البر والتقى يهديان إلى الإيمان، وإياك والكذب والفجور، فإن الكذب والفجور يهديان إلى النار؛ ثم قال: يا بن أخي اصحب أولياء الله فإن أولياء الله هم الألباء العقلاء الحذرون المسارعون في رضوان الله المراقبون الله، فإذا رأيت أهل هذه الصفة فاقرب منهم، فهم أولياء الله؛ فقلت: كيف أعرف أهل النفاق والكذب والفجور؟ قال: أولئك قومٌ إذا رأيتهم يأباهم قلبك، ولا يقبلهم عقلك، إذا سمعت كلامهم سمعت كلاماً خلو الإرادة، ولا منفعة له، وإياك أن تصحب أهل الخلاف؛ قلت: ومن أهل الخلاف؟ قال: المفارقون للسنة والكتاب؛ أولئك عبيد أهوائهم، تراهم مصطحبين وقلوبهم تلعن بعضهم بعضاً، فاحذر هؤلاء واجتنبهم، وعليك بالصلاة، وانته عن محارم الله، وتقرب إلى الله بالنوافل، فإنك إذا كنت كذلك كنت شاكراً عالماً غنياً؛ ثم التفت فلم أر شيئاً.

مر محمد بن واسع بعثمان البتي فقال: إن هذا يقول فيه أهل البصرة منذ أربعين سنة: إنه خيرهم، وما وقر في قلبه من ذلك شيءٌ.

ص: 292

قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى، حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدنانير والدراهم.

كتب محمد بن واسع إلى رجلٍ من إخوانه: سلامٌ عليك، أما بعد؛ فإن استطعت أن تبيت حين تبيت وأنت نقي الكف من الدم الحرام، خميص البطن من الطعام الحرام، خفيف الظهر من المال الحرام، فافعل؛ فإن فعلت فلا سبيل عليك، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس، ويبغون في الأرض بغير الحق، والسلام عليك.

قال عبد العزيز بن أبي رواد: رأيت في يد محمد بن واسع قرحةً؛ قال: فكأنه رأى ما شق علي منها؛ فقال: أتدري ماذا لله علي في هذه القرحة من نعمة؟ مئة شكرٍ قال: إذ لم يجعلها على حدقتي، ولا على طرف لساني ولا على طرف ذكري؛ فهانت علي قرحته.

فقد محمد بن واسع رجلاً من أصحابه ثم لقيه فكأنه ذهب يعتذر، فقال له محمد: لا عليك مني كان الاكتفاء إذا كانت القلوب بنعمةٍ.

وكان محمد بن واسع عليةٌ، إذا كان الليل دخل ثم أغلقها عليه.

قال محمد بن واسع: أربعةٌ من الشقاء؛ طول الأمل، وقسوة القلب، وجمود العين، والبخل.

وقال: ليس لملولٍ صديقٌ، ولا لحاسدٍ راحةٌ، وإياك والإشارة على المعجب برأيه، فإنه لا يقبل.

رؤي محمد بن واسع يبيع حماراً له بسوق مرو؛ فقال له رجلٌ: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه.

قال الربيع: رأيت محمد بن واسع بهراة يماكس بقالاً؛ فقال: ترك المكاس غبنٌ، ومن رضي بالغبن فقد ضيع ماله.

ص: 293

شتم عمر بن يزيد الأسيدي محمد بن واسع، وهو ساكتٌ لا يرد عليه شيئاً؛ فلما سكت قال له: يا مغرور، توشك أن تندم.

أراد ابن هبيرة محمد بن واسع على القضاء، فقال: لتجلسن أو لأضربنك مئة سوطٍ؛ فقال: إن تفعل فمسلطٌ، وذليل الدنيا خيرٌ من ذليل الآخرة.

قال محمد بن واسع: لقم الغضب وسف التراب خيرٌ من الدنو من السلطان.

وأراده بعض الأمراء على بعض الأمر فأبى، فقال له: إنك لأحمقٌ فقال محمد: ما زلت يقال لي هذا مذ أنا صغيرٌ.

استعمل بعض الأمراء بالبصرة عبد الله بن محمد بن واسع على الشرطة، فأتاه محمد بن واسع؛ فقيل له: محمدٌ بالباب فقال القوم: ظنوا به؛ فقال بعضهم: جاء يشكر الأمير على استعمال ابنه؛ فقال: لا ولكنه جاء يطلب لابنه الإعفاء؛ فأذن له، فدخل، فقال: أيها الأمير، بلغني أنك استعملت ابني، وإني لأحب أن تسترنا، سترك الله؛ قال: قد أعفيناه.

أتى محمد بن واسع رجلاً في حاجةٍ قال: أتيتك في حاجةٍ رفعتها إلى الله قبلك، فإن يأذن الله في قضائها قضيتها، وكنت محموداً؛ وإن لم يأذن في قضائها لم تقضها، وكنت معذوراً؛ قال: فقضى حاجته.

قال عمارة بن مهران:

قال لي محمد بن واسع: ما أعجب إلي منزلك؛ قلت: وما يعجبك من منزلي، وهو عند القبور؟ قال: وما عليك، يقلون الأذى ويذكرونك الآخرة.

قال أبو عاصم: كنت أمشي مع محمد بن واسع، فأتينا على المقابر، فدمعت عيناه، ثم قال لي: يا أبا عاصم، لا يغررك ما ترى من جمودهم، فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث، فمن بين مسرورٍ ومغمومٍ.

ص: 294