المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد بن المنكدر بن عبد الله - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن زمل

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن زياد

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن السندي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن سهل

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عثمان

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عمرو

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبي زرعة

- ‌محمد بن عبد الله بن عمرو

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد الصيداوي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن أبي نزار

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن هشام

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن يونس

- ‌محمد بن عبد الرحمن القرشي

- ‌محمد بن عبد الرحمن السلمي

- ‌محمد بن عبد الرحمن الحرشي

- ‌محمد بن عبد الرحمن السلمي البيروتي

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبو الحسين

- ‌محمد بن عبد الرحمن أبو بكر النهاوندي

- ‌محمد بن عبد الرحيم أبو عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرحيم البغدادي

- ‌محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد الرزاق بن محمد

- ‌محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن عبد الصمد الدويلي الدمشقي

- ‌محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح

- ‌محمد بن عبد الصمد بن محمد

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حسنون

- ‌محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك

- ‌محمد بن عبد العزيز بن موسى

- ‌محمد بن عبد العزيز أبو الفرج

- ‌محمد بن عبد القادر

- ‌محمد بن عبد الكريم بن أحمد

- ‌محمد بن عبد الكريم بن سليمان

- ‌محمد بن عبد المتكبر بن الحسن

- ‌محمد بن عبد المجيد أبو جعفر التميمي

- ‌محمد بن عبد الملك بن أبان

- ‌محمد بن عبد الملك بن الحسين

- ‌محمد بن عبد الملك بن مروان

- ‌محمد بن عبد المنعم بن محمد

- ‌محمد بن عبد الواحد بن عبود

- ‌محمد بن عبد الواحد بن قيس

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد المكي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد الكسائي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن محمد الدارمي

- ‌محمد بن عبد الواحد بن مزاحم

- ‌محمد بن عبد الوهاب بن أبي ذر

- ‌‌‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌محمد بن عبدك أبو جعفر الرازي

- ‌محمد بن عبده بن عبد الله

- ‌محمد بن عبود

- ‌محمد بن عبيد الله بن أحمد

- ‌محمد بن عبيد الله بن الأشعث الدمشقي

- ‌محمد بن عبيد الله بن الفضل

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد الجمحي

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد القري

- ‌محمد بن عبيد الله بن محمد الشيرازي

- ‌محمد بن عبيد الله بن مروان

- ‌محمد بن عبيد الله أبو جعفر البغدادي

- ‌محمد بن عبيد الله الكفرسوسي

- ‌محمد بن عبيد الله أبو نصر بن الخشني

- ‌محمد بن عبيد ويقال ابن عامر

- ‌محمد بن عبيد بن سعد

- ‌محمد بن عبيد بن أبي عامر المكي

- ‌محمد بن عبيد بن وردان أبو عمرو

- ‌محمد بن أبي عتاب المؤذن

- ‌محمد بن عتبة أبي خليد بن حماد الحكمي

- ‌محمد بن عتيق أبي بكر بن محمد

- ‌محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة

- ‌محمد بن عثمان بن الحسن

- ‌محمد بن عثمان بن حماد

- ‌محمد بن عثمان بن خراش

- ‌محمد بن عثمان بن سعيد بن مسلم

- ‌محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم

- ‌محمد بن عثمان بن عبد الحميد

- ‌محمد بن عثمان بن معبد

- ‌محمد بن عثمان أبو عبد الرحمن التنوخي

- ‌محمد بن عثمان العقبي

- ‌محمد بن عدي بن الفضل

- ‌محمد بن عروة بن الزبير

- ‌محمد بن عصمة بن حمزة

- ‌محمد بن عطية بن عروة السعدي

- ‌محمد بن عقبة بن علقمة بن خديج

- ‌محمد بن عقيل بن أحمد بن بندار

- ‌محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن

- ‌محمد الأصغر بن عقيل بن أبي طالب

- ‌محمد بن عقيل بن محمد

- ‌محمد بن عكاشة بن محصن

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن رستم

- ‌محمد بن علي بن أحمد الملطي

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن موسى

- ‌محمد بن علي بن أحمد بن المبارك

- ‌محمد بن علي بن أحمد أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن أحمد الشاهد

- ‌محمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف

- ‌محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي

- ‌محمد بن علي بن أمية بن عمرو

- ‌محمد بن علي بن جعفر

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن علي

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن وهيب

- ‌محمد بن علي بن الحسن أبو بكر

- ‌محمد بن علي بن الحسن بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن الحسن البعلبكي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ

- ‌محمد بن علي بن الحسين أبو علي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن الحسن

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن علي بن حمزة بن صابح

- ‌محمد بن علي بن حميد بن العباس

- ‌محمد بن علي بن خلف

- ‌محمد بن علي بن الخضر

- ‌محمد بن علي بن داود

- ‌محمد بن علي بن سهل بن مصلح

- ‌محمد بن علي بن الشاه بن جناح

- ‌محمد بن علي بن أبي طالب

- ‌محمد بن علي بن طرخان

- ‌محمد بن علي بن طلحة

- ‌محمد بن علي بن عبد الله الهاشمي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله النصيبي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله الصوري

- ‌محمد بن علي بن عمرو

- ‌‌‌محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن علي بن محمد

- ‌محمد بن علي بن حيون

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن محمد بن صالح

- ‌محمد بن علي بن محمد الجمحي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن جناب

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن المسلم

- ‌محمد بن علي بن ميمون

- ‌محمد بن علي بن النعمان

- ‌محمد بن علي بن يحيى بن سلوان

- ‌محمد بن علي بن يوسف بن جميل

- ‌محمد بن علي أبو حبيب الكوفي القيسراني

- ‌محمد بن علي أبو الصياح الصوفي

- ‌محمد بن علي الدمشقي

- ‌محمد بن علي أبو بكر الدمشقي

- ‌محمد بن علي أبو غالب

- ‌محمد بن عمارة بن أحمد

- ‌محمد بن عمران بن عتبة

- ‌محمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن عمر بن إسماعيل

- ‌محمد بن عمر بن عبد الله

- ‌محمد بن عمر بن عبد العزيز

- ‌محمد بن عمر بن عفان بن عثمان

- ‌محمد بن عمر بن علي

- ‌محمد بن عمر بن لحسان

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن سلم

- ‌محمد بن عمر بن محمد الكرجي

- ‌محمد بن عمر بن واقد

- ‌محمد بن عمر التميمي

- ‌محمد بن عمر أبو عبد الله

- ‌محمد بن عمرو بن حزم

- ‌محمد بن عمرو بن الحسن

- ‌محمد بن عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌محمد بن عمرو بن سليمان بن عمرو

- ‌محمد بن عمرو بن العاص بن وائل

- ‌محمد بن عمرو بن مسعدة

- ‌محمد بن عمرو بن نصر بن الحجاج

- ‌محمد بن عمرو بن يونس بن عمران

- ‌محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب

- ‌محمد بن عمير بن هشام

- ‌محمد بن عوف بن أحمد

- ‌محمد بن عوف بن سفيان

- ‌محمد بن العلاء بن كريب

- ‌محمد بن عيسى بن أحمد

- ‌محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق

- ‌محمد بن عيسى بن عبد الكريم

- ‌محمد بن عيسى بن القاسم

- ‌محمد بن عيسى بن محمد

- ‌محمد بن عيسى بن يزيد

- ‌محمد بن عيسى أبو جعفر البغدادي النقاش

- ‌محمد بن عيسى أبو بكر الأقريطشي

- ‌محمد بن غزوان الدمشقي

- ‌محمد بن الغمر بن عثمان

- ‌محمد بن الفتح أبو الحسن الصيداوي

- ‌محمد بن فتوح أبي نصر

- ‌محمد بن فراس أبو عبد الله العطار

- ‌محمد بن الفرج بن الضحاك

- ‌محمد بن الفرج بن يعقوب

- ‌محمد بن فضالة بن الصقر

- ‌محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري

- ‌محمد بن فضاء أبو أحمد الدمشقي

- ‌محمد بن الفضل بن محمد بن المنصور

- ‌محمد بن الفضل الصوفي الدمشقي

- ‌محمد بن الفضل الجرجرائي الوزير

- ‌محمد بن الفيرزان الصوفي

- ‌محمد بن الفيض بن محمد بن الفيض

- ‌محمد بن القاسم بن عبد الخالق

- ‌محمد بن القاسم بن فضالة

- ‌محمد بن القاسم بن المظفر

- ‌محمد بن القاسم بن معروف

- ‌محمد بن القاسم الصوفي

- ‌محمد بن قبيصة بن عبد الله

- ‌محمد بن قطن الأذني الصوفي

- ‌محمد بن قيس أبو عثمان

- ‌محمد بن كامل العماني

- ‌محمد بن كامل

- ‌محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد

- ‌محمد بن كثير أبو إسماعيل الخولاني الكوفي

- ‌محمد بن كثير بن أبي عطاء

- ‌محمد بن كرام بن عراق بن حزابة

- ‌محمد بن كعب بن حيان بن سليم

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق

- ‌محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن رجاء بن السندي

- ‌محمد بن محمد بن زكريا البلخي

- ‌محمد بن محمد بن زكريا أبو غانم

- ‌محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث

- ‌محمد بن محمد بن طاهر

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني

- ‌محمد بن محمد بن عبد الحميد

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمد بن محمد بن عبد الله الموصلي

- ‌محمد بن محمد بن عمر بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن عمرو أبو نصر

- ‌محمد بن محمد بن عمير بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن عيسى بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن القاسم الدمشقي

- ‌محمد بن محمد بن أسد

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن الحسين

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌محمد بن محمد بن محمد الصوفي

- ‌محمد بن محمد بن محمد أبو حامد

- ‌محمد بن محمد بن مرزوق البعلبكي

- ‌محمد بن محمد بن مكي بن يوسف

- ‌محمد بن محمد بن يحيى بن محمد

- ‌محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل

- ‌محمد بن مارح بن محمد بن جيش

- ‌محمد بن ما شاء الله أبو الحسن

- ‌محمد بن مانك أبو عبد الله السجستاني

- ‌محمد بن المبارك بن يعلى

- ‌محمد بن المبارك أبو عبد الله الصوري

- ‌محمد بن المتوكل أبي السري

- ‌محمد بن المحسن بن الحسين بن الحسن

- ‌محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق

- ‌محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

- ‌محمد بن مروان بن عثمان

- ‌محمد بن مروان الدمشقي

- ‌محمد بن مسروق بن معدان

- ‌محمد بن مسعدة البزاز الدمشقي

- ‌محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي

- ‌محمد بن مسلمة بن عبد الملك

- ‌محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام

- ‌محمد بن المسلم بن الحسن بن بلال

- ‌محمد بن مسلم بن السمط

- ‌محمد بن مسلم بن عبيد الله

- ‌محمد بن مسلم بن عثمان

- ‌محمد بن المسيب بن إسحاق

- ‌محمد بن مصعب بن صدقة

- ‌محمد بن مصعب أبو الحارث الدمشقي

- ‌محمد بن مصفى بن بهلول

- ‌محمد بن مطرف

- ‌محمد بن مظفر بن موسى

- ‌محمد بن المظفر أبو غانم الأزدي

- ‌محمد بن معاذ بن عبد الحميد

- ‌محمد بن المعافى بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن معبدٍ

- ‌محمد بن معمر أبو بكر الهلالي

- ‌محمد بن معن بن نضلة بن عمرو

- ‌محمد بن المغيرة المخزومي

- ‌محمد بن مكرم الدمشقي

- ‌محمد بن مكي بن عثمان

- ‌محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام

- ‌محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان

- ‌محمد بن منصور بن محمد أبو النجيب

- ‌محمد بن منصور بن نصر بن إبراهيم

- ‌محمد بن منصور الهاشمي الدمشقي

- ‌محمد بن المنكدر بن عبد الله

- ‌محمد بن منير بن محمد بن عنبسة

- ‌محمد بن موسى بن حبشون

- ‌محمد بن موسى بن عبد الله

- ‌محمد بن موسى بن فضالة

- ‌محمد بن موسى بن محمد

- ‌محمد بن موسى بن هارون

- ‌محمد بن موسى أبو موسى

- ‌محمد بن أبي موسى

- ‌محمد بن المؤمل بن أحمد بن الحارث

- ‌محمد بن مهاجر بن دينار

- ‌محمد بن مهران بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن ميمون

- ‌محمد بن نجيح أبو جعفر

- ‌محمد بن نصر بن أحمد

- ‌محمد بن نصر بن إبراهيم

- ‌محمد بن نصر بن صغير بن خالد

- ‌محمد بن نصر بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن نصر أبو عبد الله

- ‌محمد بن نصر الدمشقي

- ‌محمد بن نصر ويقال ابن نصير

- ‌محمد بن نصر أبو طاهر

- ‌محمد بن أبي نصر

- ‌محمد بن النضر بن مر بن الحر

- ‌محمد بن النعمان بن بشير بن سعد

- ‌محمد بن النعمان بن بشير السقطي

- ‌محمد بن النعمان بن نصير

- ‌محمد بن أبي نعيم بن علي

- ‌محمد بن نوح بن عبد الله

- ‌محمد بن النوشجان أبو جعفر البغدادي

- ‌محمد بن وارد أبو خلاد الحميري الفلسطيني

- ‌محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس

- ‌محمد بن الورد الدمشقي

- ‌محمد بن الوزير بن الحكم

- ‌محمد بن الوزير أبو الحسين الحافظ

- ‌محمد بن وضاح بن بزيع

- ‌محمد بن الوضيء بن بلال

- ‌محمد بن أبي الوفا بن محمد

- ‌محمد بن الوليد بن أبان أبو جعفر

- ‌محمد بن الوليد بن أبان بن حيان

- ‌محمد بن الوليد بن عامر أبو الهذيل

- ‌محمد بن الوليد بن عبد الملك

- ‌محمد بن الوليد بن عتبة

- ‌محمد بن الوليد بن هبيرة

- ‌محمد بن الوليد أبو بكر الرملي

- ‌محمد بن وهب بن سعد بن عطية

- ‌محمد بن وهب بن مسلم

- ‌محمد بن هارون بن إبراهيم

- ‌محمد بن هارون بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن هارون بن كثير الشيباني

- ‌محمد الأمين بن هارون بن محمد

- ‌محمد المعتصم بن هارون الرشيد

- ‌محمد بن هارون بن شعيب

- ‌محمد بن هارون بن محمد بن بكار

- ‌محمد بن هارون بن مجمع

- ‌محمد بن هارون بن نصر بن السندي

- ‌محمد بن هارون المقرئ

- ‌محمد بن هارون الدمشقي

- ‌محمد بن هاشم بن سعيد

- ‌محمد بن هاشم أبو عبد الله

- ‌محمد بن هاشم أبو بكر الموصلي

- ‌محمد بن هاشم ويقال ابن هشام

- ‌محمد بن هبة الله بن عبد السميع

- ‌محمد بن هبة الله بن علي

- ‌محمد بن هشام بن إسماعيل

- ‌محمد بن هشام بن ملاس

- ‌محمد بن هميان بن محمد

- ‌محمد بن الهيثم بن حماد

- ‌محمد بن ياسر بن عبد الله

- ‌محمد بن يحيى بن الحسين بن علي

- ‌محمد بن يحيى بن حمزة بن واقد

- ‌محمد بن يحيى بن داود بن يحيى

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الله

- ‌محمد بن يحيى بن علي القرشي

- ‌محمد بن يحيى بن علي بن مسلم

- ‌محمد بن يحيى بن الفياض

- ‌محمد بن يحيى بن محمد أبو سعيد

- ‌محمد بن يحيى بن محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن يحيى بن محمد أبو بكر

- ‌محمد بن يحيى أبي محمد بن المبارك

- ‌محمد بن يحيى بن محمد السلمي

- ‌محمد بن يحيى بن موسى

- ‌محمد بن يحيى بن ياسر

- ‌محمد بن يحيى الأطرابلسي

- ‌محمد بن يزداد بن سويد المروزي

- ‌محمد بن يزيد بن سعيد

- ‌محمد بن يزيد بن عبد الأكبر

- ‌محمد بن يزيد بن عفيف

- ‌محمد بن يزيد بن محمد

- ‌محمد بن يزيد بن ماجة

- ‌محمد بن يزيد بن معاوية

- ‌محمد بن يزيد أبو بكر الرحبي

- ‌محمد بن يزيد الأنصاري مولاهم البصري

- ‌محمد بن يزيد النصري

- ‌محمد بن يزيد أبو جعفر المقابري

- ‌محمد بن يزيد الأموي المسلمي الحصني

- ‌محمد بن يعقوب بن أزهر بن علي

- ‌محمد بن يعقوب بن حبيب

- ‌محمد بن يعقوب بن يوسف

- ‌محمد بن يعقوب الدمشقي

- ‌محمد بن يعقوب ويقال محمد بن علي

- ‌محمد بن يعقوب الحافظ

- ‌محمد بن يعقوب أبو بكر التستري

- ‌محمد بن أبي يعقوب أبو بكر الدينوري

- ‌محمد بن يوسف بن أحمد البغدادي

- ‌محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف

- ‌محمد بن يوسف بن بشر القرشي

- ‌محمد بن يوسف بن بشر بن النضر

- ‌محمد بن يوسف بن الحكم

- ‌محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي

- ‌محمد بن يوسف بن عمر بن علي

- ‌محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق

- ‌محمد بن يوسف بن نهار

- ‌محمد بن يوسف بن واقد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب بن محمد

- ‌محمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم

- ‌محمد بن يوسف الدمشقي

- ‌محمد بن يونس بن هاشم

- ‌محمد والد هارون

- ‌محمد الكوفي

- ‌محمد أبو عبد الله ويعرف باليسع

- ‌مالك بن أدهم السلاماني

- ‌مالك بن أدهم بن محرز بن أسيد

الفصل: ‌محمد بن المنكدر بن عبد الله

‌محمد بن المنكدر بن عبد الله

ابن الهدير ابن محرز بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بنمرة أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر التيمي المدني حدث عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، قال:" إذا هم أحدكم بالأمر، وأراد الأمر فليصل ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت نتعلم هذا الأمر تسمية بغيته خيراً لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلمه شراً لي مثل ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ".

وحدث هو وجماعةٌ من أمثاله:

خرجوا إلى الوليد، وكان أرسل إليهم يستفتيهم في شيءٍ، فكانوا يجمعون بين الظهر والعصر إذا زالت الشمس.

وكان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر الشام مع جماعةٍ من فقهاء المدينة يستفتيه في طلاق زوجته أم سلمة.

قال صدقة بن عبد الله: جئت إلى محمد بن المنكدر وأنا مغضب، فقلت له: أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حدثني جابر بن عبد الله، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا طلاق لما لا تملك، ولا عتق لما لا تملك ".

ص: 259

كان المنكدر خال عائشة، فشكى إليها الحاجة، فقالت له: أول شيءٍ يأتيني أبعث به إليك؛ فجاءتها عشرة آلاف درهمٍ فبعثت بها إليه، فاشترى المنكدر جاريةً من العشرة آلاف، فولدت له محمداً وأخويه.

وكان ابن المنكدر من معادن الصدق، ويجتمع إليه الصالحون، وكان سفيان يقول: لم ندرك أحداً أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من محمد بن المنكدر؛ وكان ابن المنكدر هو الغاية في الإتقان والحفظ والزهد، وهو حجةٌ.

قال سفيان: تعبد ابن المنكدر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادةٍ.

قال ابن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر، بنو المنكدر لا يدري أيهم أفضل قالت أم محمد بن المنكدر: يا بني، لو نمت، فقد طال سهرك فقال لها: يا أمه إني لأرى الليل قد أقبل فيهولني سواده، فأصبح ولم تنقض منه نهمتي بعد قال إبراهيم: رأيت محمد بن المنكدر يصلي في مقدم المسجد، فإذا انصرف مشى قليلاً ثم استقبل القبلة فمد يديه ودعا، ثم يمشي ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو؛ قال: كان يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودع.

وكان ابن المنكدر ربما قام الليل يصلي، ويقول: كم من عين الآن ساهرةٍ في رزقي؛ وكان له جارٌ مبتلى، قال: فكان يرفع صوته من الليل يصيح، فكان محمد يرفع صوته بالحمد؛ فقيل له في ذلك، فقال: يرفع صوته بالبلاء، وأرفع صوتي بالنعمة.

كان محمد بن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه، ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع.

وقال محمد: قال الله عز وجل: " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " قال: تأكله النار

ص: 260

حتى تبلغ فؤاده وهو حي؛ قال: وما لأهل النار راحةٌ غير العويل والبكاء.

قال عباد المنقري: قرأت على محمد بن المنكدر آخر الزمر، فبكى الشيخ بكاءً غير متباكٍ؛ ثم قال: حدثني عبد الله بن عمر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الزمر وهو على المنبر، فتحول المنبر من تحته مرتين.

كان محمد بن المنكدر يجلس مع أصحابه، وكان يصيبه صماتٌ، فكان يقوم ويضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرةٌ، فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان يأتي موضعاً من المسجد في السحر، يتمرغ فيه، ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع؛ أراه قال: في النوم.

قال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنةً حتى استقامت.

وكان محمد بن المنكدر يستقرض ويحج؛ فقيل: أتستقرض وتحج؟ قال: نعم، أرجو قضاءها.

وكان يحج كل سنةٍ، ويحج معه عددٌ من أصحابه؛ فبينا هو يوماً في منزلٍ من منازل مكة إذ قال لغلامٍ له: اذهب فاشتر لنا كذا؛ فقال الغلام: ما أصبح عندنا درهمٌ فما فوقه؛ قال: اذهب فإن الله يأتي به؛ قال: من أين؟ قال: سبحان الله؛ ثم رفع صوته بالتلبية، وكذا أصحابه الذين معه؛ وكان إبراهيم بن هشام قد حج تلك السنة، فسمع أصواتهم، فقال: ما هؤلاء؟ فقيل له: محمد بن المنكدر وأصحابه حجوا، ومحمد يحتمل مؤونتهم ويحملهم فقال: ما بد من أن يعان محمدٌ على هذا الذي يصنع؛ فبعث إليه بأربعة آلاف درهم من ساعته، فدفعها محمد إلى غلامه، وقال له: ألم أقل لك: اشتر لنا ما أمرتك فإن الله يأتي بهذا؟ وقد أتانا الله بما ترى.

ص: 261

قيل لمحمد بن المنكدر: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن.

وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.

وكان إذا حج أخرج نساءه وصبيانه في الحج؛ فقيل: لم ذلك؟ فقال: أعرضهم لله عز وجل.

وكان يحج وعليه دين، فقيل له في ذلك، فقال: هو أقضى للدين؛ يعني إذا حججت قضى الله عني ديني.

وقال محمد بن المنكدر:

لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان.

قال محمد بن المنكدر: لذة الدنيا قضاء حوائج الإخوان، وإدخال السرور على الناس، والتنفيس عن المكروب.

بعث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم أربعين ديناراً ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجلٍ فرغ صفوان لعبادة ربه كان محمد بن المنكدر قد ضاق، فبينا صفوان بن سليم يصلي في المسجد ينتظر الليل، أتاه آتٍ، فوضع على نعله خمسين ديناراً، فأخذها وحمد الله، وانصرف صفوان إلى بيته؛ فقال لمولاته سلامة: إن أخي محمداً أمسى مضيقاً، اذهبي إليه بهذه الدنانير، فإنه يكفينا أن نأخذ منها خمسةً أو أربعةً فقالت: الساعة؟ قال: نعم، إنك تجدينه الساعة في محرابه يسأل الله، يقول: ائتني بها من حيث شئت، وكيف شئت، وأنى شئت، فخرجت بستةٍ وأربعين ديناراً، أو بخمسةٍ وأربعين، فأتته بها، فوقفت تسمع، فإذا هو يقول: اللهم ائتني بها من حيث شئت وأنى شئت وكيف شئت من ساعتي هذه، يا إلهي؛ قالت: فدققت الباب عليه، فدفعتها إليه، فحمد الله على ذلك.

قدم رجلٌ بمالٍ المدينة، فقال: دلوني على رجلٍ من قريش أعطيه هذا المال؛ فدلوه

ص: 262

على عمر بن المنكدر، فأعطاه، فأبى أن يقبله؛ فقال: هذا أبى، فمن بعده؟ فدلوه على أبي بكر بن المنكدر، فأعطاه فأبى أن يقبل؛ قال: فمن بعدهما؟ قالوا: محمد بن المنكدر؛ قال: فأتاه فأبى أن يقبل؛ فقال الرجل: يا أهل المدينة إن استطعتم أن يلدكم كلكم المنكدر فافعلوا.

قال محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي الليل، وبت أغمز قدمي أمي، فما يسرني أن ليلتي ليلته.

قال: ودخل أعرابي المدينة فرأى حال بني المنكدر، وموقفهم من الناس، وفضلهم، ثم خرج فسأله رجلٌ: كيف تركت أهل المدينة؟ قال: بخيرٍ، وإن استطعت أن تكون من آل المنكدر فكن.

وكان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض، ثم يقول لأمه: يا أمه قومي ضعي قدمك على خدي.

قال ابن المنكدر: لا تمازح الصبيان فتهون عليهم، ويستخفون بك.

قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن المنكدر: أي الخصال أوضع للمرء؟ قال: كثرة كلامه، وإذاعته أسراره، وثقته بكل أحدٍ.

تبع محمد بن المنكدر جنازة رجلٍ كان يسفه بالمدينة، فعوتب في ذلك، وقيل له: أمثلك يحضر جنازة مثل هذا؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يراني أرى رحمته عجزت عن أحدٍ من خلقه.

قيل لمحمد بن المنكدر: أتصلي على فلان وكان لا يدع لله محرماً إلا انتهكه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أني أرى أن رحمته لا تسع فلاناً.

خرج قومٌ غزاةً، وخرج معهم محمد بن المنكدر، وكانت صائفةً؛ فبينا هم يسيرون في الساقة قال رجل منهم: أشتهي جنباً طرياً فقال محمد بن المنكدر: استطعموا الله يطعمكم، فإنه القادر؛ فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً، كأنما أتي

ص: 263

به من السيالة أو الروحاء، فإذا هو جبنٌ رطبٌ فقال بعض القوم: لو كان عسلاً؛ فقال محمد: إن الذي أطعمكم جبناً ها هنا قادرٌ على أن يطعمكم عسلاً، فاستطعموا؛ فدعا القوم، فساروا قليلاً فوجدوا فاقرة عسلٍ على الطرق؛ فنزلوا فأكلوا.

استودع محمد بن المنكدر وديعةً، فاحتاج إليها، فأنفقها، فجاء صاحبها يطلبها، فقام فتوضأ وصلى، ثم دعا فقال: يا ساد الهواء بالسماء، ويا كابس الأرض على الماء، ويا واحد قبل كل أحدٍ كان، ويا واحد بعد كل أحدٍ يكون، أد عني أمانتي؛ فسمع قائلاً يقول: خذ هذه فأد بها عن أمانتك، واقصر في الخطبة فإنك لن تراني.

أودع رجلٌ محمد بن المنكدر خمس مئة دينارٍ، فاستفقها محمد بن المنكدر، فقدم الرجل فجعل ابن المنكدر يدعو ويقول: اللهم إنك تعلم أن فلاناً أودعني خمس مئة دينارٍ، فاستنفقتها، وقد قدم وليست عندي، اللهم فاقضها عني ولا تفضحني؛ فسمع عامر بن عبد الله بن الزبير دعاءه، فصر خمس مئة دينارٍ، ووضعها بين يدي محمد بن المنكدر وهو مشغولٌ بالصلاة والدعاء لا يشعر، فانصرف محمد من صلاته، فرآها فأخذها؛ قال عامر: فخشيت أن يفتتن، فأخبرته بها وأخبرته بما خفت عليه من الفتنة.

قال ابن المنكدر لأبي حازم: ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بخيرٍ وما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيراً قط؛ فقال أبو حازم: لا تظن أن ذلك من قبلك، ولكن انظر إلى الذي من قبله فاشكره.

قال ابن زيد:

كان المرهب الخبيث يتبدا لابن المنكدر فيما بينه وبين المنبر في المسجد، ويرعبه، فأصبح ذات يوم فأتى إلى أبي فقال: يا أبا أسامة، ألا أخبرك خبراً؛ إني رأيت الخبيث أتاني في النوم، فقاتلني فقاتلته، ثم إني أخذت بشعفةٍ في رأسه، فشقها الله بشقتين،

ص: 264

فرميت شقةً ها هنا وشقةً ها هنا، فأرجو أن يكون الله قد أعانني عليه؛ قال: فما رآه ابن المنكدر بعد ذلك.

وقال محمد بن المنكدر: يا رب، أرني كيف الدنيا عندك حتى أعرفها؛ قال: فأتي في منامه، فقيل له: ابن المنكدر سألت الله أن يريك الدنيا كيف هي عنده، فإن هذا شيءٌ لا يكون أبداً.

قال ابن المنكدر: أمحلنا بالمدينة إمحالاً شديداً، وتوالت سنون؛ قال محمد: فإني لفي المسجد بعد شطر الليل وليس في السماء سحابةٌ، وأنا في مقدم المسجد، فدخل أمامي متقنعٌ برداءٍ عليه، فأسمعته يلح في الدعاء، إلى أن سمعته يقول: أقسمت عليك أي رب قسماً، ويردده؛ قال: فما زال يردد هذا القسم: أقسم عليك أي رب من ساعتي هذه؛ قال: فوالله إن مشينا حتى رأيت السحاب يتألف، وما رأينا قبل ذلك في السماء قزعةً ولا شيئاً، ثم مطرت فسحت، فكانت السماء عزالي وأودع مطرٍ رأيته قط، فأسمعه يقول: أي رب لا هدم فيه ولا غرق ولا ملأ فيه ولا محق؛ قال: ثم سلم الإمام من الصبح، وتقنع الرجل منصرفاً، وتبعته حتى جاء زقاق اللبادين، فدخل في مسربةٍ له، فلما أصبحت سألت عنه، قالوا: هذا زياد النجار، هذا رجلٌ ليس له فراشٌ، إنما هو يكابد الليل صلاةً ودعاءً وهو من الدعائين، وكل عملٍ عمله أخفاه جهده؛ قال محمد بن المنكدر: فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رب ذي طمرين خفي، لو أقسم على الله لأبره " قال محمد: فزارني بعد ذلك وخالني، فكره بعض ما ذكرت له، وقال: اطو هذا يا أبا عبد الله، فإنما جزاؤه عند الذي عملناه له؛ قال محمد بن المنكدر: فما ذكرته بعد أن نهاني باسمه؛ وقلت: رجل كذا، ليرغب راغبٌ في الدعاء ويعلم أن في الناس صالحين.

وفي آخر بمعناه: وانصرف حتى أتى دار أنسٍ فدخل موضعاً، فأخرج مفتاحاً، ففتح ثم دخل؛ قال: ورجعت، فلما سبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجراً في بيته، فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل؛ فإذا هو ينجر أقداحاً يعملها؛ فقلت: كيف أصبحت أصلحك

ص: 265

الله؟ فاستشهرها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت: إني قد سمعت أقسامك البارحة على الله يا أخي، هل لك في نفقةٍ تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا، ولكن غير ذلك، لا تذكرني لأحدٍ ولا تذكر هذا لأحدٍ حتى أموت، ولا تأتني يا بن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس؛ فقلت: إني أحب أن ألقاك؛ قال: القني في المسجد؛ وكان فارسياً، فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحدٍ حتى مات الرجل؛ قال: ثم انتقل من تلك الدار فلم ير ولم يدر أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.

قال محمد بن المنكدر: إن الله تعالى ليصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وداره، حتى يصل إلى الدويرات حوله، ما يزالون في حفظٍ من الله؛ وفي روايةٍ: ما يزالون في ستر الله وحفظه.

قال ابن المنكدر: لو أن رجلاً صام الدهر لا يفطر، وقام الليل لا يفتر، وتصدق بماله، وجاهد في سبيل الله، واجتنب محارم الله، غير أنه يؤتى به يوم القيامة على رؤوس الخلائق، في ذلك الجمع الأعظم بين يدي رب العالمين، فيقال: إن هذا عظم في عينيه ما صغر الله، وصغر في عينيه ما عظم الله، كيف ترى تكون حاله؟ فمن منا ليس هكذا الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والخطايا.

قال ابن المنكدر: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.

اجتمعوا حول ابن المنكدر وهو يصلي، وكان رجلاً عابداً، فانصرف إليهم، فقال: قد أتعبتم الواعظين، إلى متى تساقون سوق البهائم قال ابن المنكدر: نعم العون على تقوى الله الغنى.

ص: 266

وعن محمد بن المنكدر: أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آيةً من كتاب الله، قال الله عز وجل:" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب.

وذكرت هذه الحكاية عن أحد أخوي محمد، أبي بكر أو عمر، وأنه قال: ما أبكي أن أكون أتيت شيئاً ركبته من معاصي الله عز وجل اجتراءً على الله سبحانه، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئاً أحسبه هيناً وهو عند الله عظيمٌ؛ قال: وبكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك، فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول لقومٍ: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " وأنا أنتظر ما ترون، والله ما أدري ما يبدو لي.

جاء صفوان إلى محمد بن المنكدر، وهو في الموت، فقال: يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت فما زال يهون عليه وينجلي عنه، حتى لكأن في وجهه المصابيح؛ ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك؛ ثم قضى.

توفي محمد بن المنكدر في خلافة مروان بن محمد، قالوا: سنة ثمانٍ وعشرين؛ وقيل: سنة ثلاثين ومئة؛ وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومئة؛ وقيل: سنة ست وثلاثين ومئة.

قال المنكدر بن محمد بن المنكدر: رأيت في منامي كأني دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا الناس مجتمعون على رجلٍ في الروضة، فقلت: من هذا؟ فقيل: رجلٌ قدم من الآخرة يخبر الناس عن موتاهم؛ فإذا الرجل صفوان بن سليم، والناس يسألونه وهو يخبرهم؛ وفي آخر: فأراني أهاب أن أسأله عن أبي لأني ما أدري ما يخبرني، فقال: أما ها هنا أحدٌ يسألني عن محمد بن المنكدر؟ وطفق الناس يقولون: هذا ابنه، هذا ابنه؛ ففرجت الناس فقلت: أخبرنا رحمك الله؛ قال: أعطاه الله من الجنة كذا، وأعطاه كذا، وأعطاه، وأرضاه، وأسكنه منازل في الجنة وبوأه، ولا طعن عليه ولا موت.

ص: 267