الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن عبد المتكبر بن الحسن
ابن عبد الودود ابن عبد المتكبر بن هارون بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي أبو جعفر الهاشمي الخطيب قاضي البصرة.
حدث عن أبي القاسم بن البزي، بسنده إلى سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " غدوةٌ في سبيل الله أو روحةٌ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها، وموضع سوطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها ".
ولد أبو جعفر سنة ثلاثٍ وستين وأربع مئة، وتوفي سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة.
محمد بن عبد المجيد أبو جعفر التميمي
البغدادي المفلوج حدث عن عبد الرحمن بن مهدي، بسنده إلى العرباض بن سارية السلمي قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى صيام شهر رمضان وهو يقول: " هلموا إلى الغداء المبارك ".
محمد بن عبد الملك بن أبان
ابن أبي حمزة أبو جعفر بن الزيات الوزير كان قد اتصل بالمعتصم وخص به فرفع من قدره ووسمه بالوزارة، وكذلك الواثق
بالله استوزره والمتوكل، وكان ابن الزيات أديباً فاضلاً بليغاً عالماً بالنحو واللغة؛ ولما قدم أبو عثمان المازني بغداد في أيام المعتصم كان أصحابه وجلساؤه يخوضون في علم النحو فإذا اختلفوا فيما يقع فيه شك يقول لهم المازني: ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب، يعني محمد بن عبد الملك، فاسألوه وأعرفوا جوابه فيفعلون، فيصدر الجواب من قبله بالصواب الذي يرتضيه المازني ويقفهم عليه.
سأل محمد بن عبد الملك الزيات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي عرض رقعةٍ على الحسن بن سهل، فعرضها عليه، فقال له الحسن: نحن في شغل عن هذا فقال له أبو دلف: مثلك لا يشتغل عن محمد بن عبد الملك؛ فقال لخازنه: احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف درهم فلما وصلت إلى محمد كتب إليه: من البسيط
أعطيتني يا ولي الحمد مبتدئاً
…
عطيةً كافأت جهدي ولم ترني
ما شمت برقك حتى نلت ريقه
…
كأنما كنت بالجدوى تبادرني
فعرضها أبو دلف على الحسن بن سهل فقال: يا غلام احمل إلى محمد خمسة آلاف دينار.
وعن أبي حفص الكرماني من كتاب عمرو بن مسعدة: أنه كتب إلى محمد بن عبد الملك الزيات: أما بعد: فإنك ممن إذا غرس سقى، وإذا أسس بنى ليستتم بناء أسه ويجتني ثمر غرسه، وبناؤك في ودي قد وهى وشارف الدروس، وغرسك عندي قد عطش وأشفى على اليبوس، فتدارك بناء ما أسست وغرس ما زرعت.
فحدث أبو عبد الرحمن العطوي بذلك، فقال في هذا المعنى أبياتاً يمدح بها محمد بن عمران بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك: من الكامل
إن البرامكة الكرام تعلموا
…
فعل الكرام فعلموه الناسا
كانوا إذا غرسوا سقوا وإذا بنوا
…
لم يهدموا لبنائهم أساسا
وإذا هم صنعوا الصنائع في الورى
…
جعلوا لها طول البقاء لباسا
فعلام تسقيني وأنت سقيتني
…
كأس المودة من جفائك كاسا
آنستني متفضلاً أفلا ترى
…
أن القطيعة توحش الإيناسا؟
ومن بارع مديح البحتري قوله يصف بلاغة محمد بن عبد الملك: من الخفيف
في نظامٍ من البلاغة ما شك
…
ك امرؤٌ أنه نظام فريد
ومعانٍ لو فصلتها القوافي
…
هجنت شعر جرولٍ ولبيد
حزن مستعمل الكلام اختياراً
…
وتجنن ظلمة التعقيد
وركبن اللفظ القريب فأدرك
…
ن به غاية المراد البعيد
وأرى الخلق مجمعين على فض
…
لك من بين سيدٍ ومسود
عرف العالمون فضلك بالعل
…
م وقال الجهال بالتقليد
صارم العزم حاضر الحزم ساري ال
…
فكر ثبت المقام صلب العود
دق فهماً وجل حلماً فأرضى ال
…
لة فينا والواثق بن الرشيد
لا يميل الهوى به حيث يمضي ال
…
أمر بين المقلي والمودود
سؤددٌ يصطفى ونيلٌ يرجى
…
وثناءٌ يحيى ومالٌ يودي
قد تلقيت كل يومٍ جديدٍ
…
يا أبا جعفرٍ بمجدٍ جديد
وإذا استطرفت سيادة قومٍ
…
بنت بالسؤدد الطريف التليد
كان لمحمد بن عبد الملك دابةٌ أشهب أحم لم ير مثله في الفراهة والوطاء والحسن، فذكر المعتصم يوماً الدواب فقال: أشتهى دابةً في نهاية الوطاء تصلح للسرايا؛ فقال له أحمد بن خالد حيلويه: قد عرفته لك يا أمير المؤمنين على أن لا تعلم صاحبه أني ذكرته قال: لك ستر ذلك؛ قال: عند كاتبك محمد بن عبد الملك دابةً لم ير مثله؛ فوجه المعتصم فأخذه من محمد فقال فيه أبياتاً: من الكامل
قالوا جزعت فقلت إن مصيبتي
…
حلت رزيتها وضاق المذهب
كيف العزاء وقد مضى لسبيله
…
عنا فودعنا الأحم الأشهب
دب الوشاة فباعدوك وربما
…
بعد الفتى وهو الحبيب الأقرب
لله يوم غدوت عني ظاعناً
…
وسلبت قربك أي علقٍ أسلب
نفسي مقسمةٌ أمام فريقها
…
وغدا لطيتها فريقٌ يجنب
منها:
وكأن سرجك فوق متن غمامةٍ
…
وكأنما تحت الغمامة كوكب
ورأى علي بك الصديق مهابةً
…
وغدا العدو وصدره يتلهب
أنساك لا برحت إذاً منسيةً
…
نفسي ولا زالت بمثلك تنكب
أضمرت منك اليأس حين رأيتني
…
وقوى حبالك من قواي تقضب
ورجعت حين رجعت عنك بحسرةٍ
…
لله ما صنع الأصم الأشيب
فليعلمن أن لا تزال عداوةٌ
…
مني مربضةٌ وثارٌ أطلب
في أبيات تغالى فيها والأصم الأشيب: أحمد بن خالد حيلويه.
قال مصنف الأصل: وهذه الحكاية أظهرت من خلائقه المستعجمعة الكاشفة لما كان فيه من الآداب المستحسنة، وما الذي بلغ من قدر دابةٍ حتى يضن بها عن المعتصم؟ وهو الخليفة المبرز في فضله وجوده وشرفه وشرف خلائقه وقد استكتبه ونوله وشرفه وخوله، أو ما كان قمناً أن يبتدئ بقمد الدابة إليه عند علمه برغبته فيها ويغتبط بقبوله إياها، ويرى ذلك من المآثر التي يغتبط بها ويفتخر بحيازتها؟ ولكن " أي الرجال المهذب ".
ومن شعر محمد بن عبد الملك ويروى لغيره: من الرجز
قام بعلمي وقعد
…
ظبيٌ نفى عنه الجلد
يا صاحب الظرف الذي
…
أرق عيني ورقد
واعطشي إلى فمٍ
…
يمج خمراً من برد
إن قسم الرزق فحس
…
بي بك من كل أحد
ولإبراهيم بن العباس في محمد بن عبد الملك الزيات: من الطويل
أبا جعفر خف نبوةً بعد دولةٍ
…
وقصر قليلاً من مدى غلوائكا
فإن يك هذا اليوم يوماً حويته
…
فإن رجائي في غدٍ كرجائكا
قال يحيى بن أكثم القاضي: كنت مع المتوكل فقال له الواثق: في قلبي من قتل أحمد بن نصر الخزاعي شيءٌ؛ فقال له الزيات: قتلني الله وأحرقني بالنار إن قتلته إلا كافراً، وقال ابن أبي دواد: ضربني الله بالفالج إن قتلته إلا كافراً، وقال ثمامة: قتلني الله إن لم يكن قتلته إلا كافراً؛ فقال المتوكل: فأنا أحرقت الزيات بالنار، وأما ابن أبي دواد فضربه الله بالفالج فمات من ذلك، وأما ثمامة فإنه قتلته خزاعة بدم صاحبهم أحمد بن نصر، وجعل المتوكل يتعجب من ذلك.
قال أحمد الأحول: لما قبض على محمد بن عبد الملك الزيات تلطفت في الوصول إليه، فرأيته في حديدٍ ثقيلٍ فقلت: أعزز علي بما أرى فقال: من الرمل
سل ديار الحي ما غيرها
…
وعفاها ومحا منظرها
وبي الدنيا إذا ما انقلبت
…
صيرت معروفها منكرها
إنما الدنيا كظل زائلٍ
…
نحمد الله كذا قدرها
لما حصل ابن الزيات في التنور الذي مات فيه كتب هذه الأبيات بفحمة: من مجزوء الرمل