الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبب ذلك التيه والصلف وتركت كل ما أملكه وهأنا معكم.
فقال صاحب الاستخفاف بالناس: إني كنت حاجباً لشداد والي الجسرين؟ وكان إذا أراد أن يأكل أمرني بأخذ بابه وألا يدخل إليه أحد، فلم أشعر يوماً إلا وقد جاءني رجل يريد أن يدخل إليه فمنعته استخفافاً به، ولما تقدم إلي صاحبي، فقال: ما هذا! أنا أبو العالية وصاحبك تقدم إلي أن أجيئه في هذا الوقت فرددته فقال: ما أبرح، فحملني استخفافي به أن ضربته بعصاً كانت في يدي فولى عني وأنشأ يقول: من السريع
مدحت شداداً فقال ائتني
…
بالله في المنزل يا راوية
فجئت أسعى وإذا بابه
…
قد سد والحاجب في زاوية
فقال: من أنت الذي جئته
…
وقت الغدا؟ قلت: أبو العالية
فقام نحوي بعصا ضخمةٍ
…
وكاد أن يكسر أضلاعيه
فطرت مرعوباً وناديته
…
أم الذي يحجبه زانيه
فسمع غلمانه، وردوا عليه، فأمر بضرب عنقي، فخرجت مرعوباً وتركت كل ما أملكه وكان ذلك سبب استخفافي بالرجل وعجبي بنفسي، وهأنا معكم ولو كنت رفقت لم يصيبني هذا. وكل ما نحن بقضاء الله عز وجل. فقدم القوم وصاروا إلى البصرة فتفرقوا وأغناهم الله عز وجل.
أحمد بن علي بن عبيد الله
ابن علي أبو نصرٍ السلمي الدينوري الصوفي المقرىء سمع بدمشق ومكة وبمصر وبغيرها، وروى عنه جماعة.
حدث ببيت المقدس عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم المعروف بابن أبي نصر الدمشقي بسنده عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في العيدين ب " سبح اسم ربك الأعلى " و" هل أتاك حديث الغاشية ".
وحدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بسنده عن عمرو بن دينار قال: كان من بني إسرائيل رجل قائم على ساحل البحر، فرأى رجلاً وهو ينادي بأعلى صوته: ألا من رآني فلا يظلم أحداً. قال: فدنون منه وقلت له: يا عبد الله ما قصتك وما الذي بك؟ فقال: ادن مني أخبرك: كنت رجلاً شرطياً فجئت إلى هذا الساحل فرأيت رجلاً صياداً قد اصطاد سمكة، فسألته أن يهبها لي فأبى، فسألته أن يبيعنيها فأبى، فضربت رأسه بسوط كان معي، وأخذت منه السمكة وحملتها إلى منزلي، وقد ضربت علي إصبعي التي علقت بها السمكة فأصلحوها، وقدمت إلي فضربت علي إصبعي حتى صحت وبكيت، وكان لي جار معالج فأتيته وقلت: إصبعي، فقال هو أكلة إن أنت رميت بها وإلا هلكت قال: فرميتها. قال: فوقع الضربان في كفي قال: فجئت إليه فعرفته، وأنا أصيح فقال: إن أنت رميت بها وإلا هلكت، فرميت بها، فوقع الضربان في عضدي، فخرجت من منزلي هارباً على وجهي أصيح وأبكي، فبينا أنا أسيح في البلاد رفعت لي شجرة دوحاء فأويت إلى ظلها فنعست، وأتاني آتٍ فقال لي: لم تقطع أعضاءك وترميها؟ رد الحق إلى أهله وانج. قال: فانتبهت فعلمت أن ذلك من قبل الله عز وجل، فأتيت الصياد فوجدته قبل يخرج شبكته، فانتظرته حتى أخرجها وإذا بها سمكة كبيرة فدنوت منه وقلت: يا عبد الله، إني مملوكك فأعتقني فقال: ما أعرفك، فقلت: أنا الشرطي الذي ضربت رأسك وأخذت سمكتك، وأريته يدي. فلما رآني على تلك الحالة رق لي وقال: أنت في حلٍ، فأقبل الدود يتناثر من يدي ويسقط على الأرض، فهاله ذلك وانصرف، فاستوقفته وأخذته إلى منزلي ودعوت بابني وقلت له: احفر في هذه الزاوية، فأخرج منها جرة فيها ثلاثون ألف درهم، فقلت: اعدد منها عشرة آلاف درهم خذها فاستعن بها، ثم قلت: خذ منها عشرة آلاف أخرى اجعلها في فقراء جيرانك وقراباتك فقام لينصرف فقلت: أخبرني دعوت علي؟ قال: أنا أخبرك: لما أخذت السمكة مني وضربت رأسي رفعت رأسي إلى السماء وبكيت وقلت: يا رب خلقتني وخلقته وجعلته قوياً وجعلتني ضعيفاً ثم سلطته علي، فلا أنت منعته من ظلمي ولا أنت جعلتني قوياً فأمتنع من ظلمه،