الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحولك راياتٌ لهم وعساكرٌ
…
وخيلٌ لها بعد الصهيل شخير
ليالي هشام بالرصافة قاطنٌ
…
وفيك ابنه يا دير وهو أمير
إذ العيش غضٌّ والخلافة لدنةٌ
…
وأنت طريرٌ والزمان غرير
وروضك مرتاضٌ ونورك نير
…
وعيش بني مروان فيك نضير
بلى فسقاك الغيث صوب غمامةٍ
…
عليك لها بعد الرواح بكور
تذكرت قومي خالياً فبكيتهم
…
بشجوٍ ومثلي بالبكاء جدير
فعزيت نفسي وهي نفسٌ إذا جرى
…
لها ذكر قومي أنةٌ وزفير
لعل زماناً جار يوماً عليهم
…
لهم بالذي تهوى النفوس تدور
فيفرح محزونٌ وينعم يائسٌ
…
ويطلق من ضيق الوثاق أسير
رويدك إن اليوم يتبعه غدٌ
…
وإن صروف الدائرات تدور
فلما قرأها المتوكل ارتاع وتطير وقال: أعوذ بالله من سوء أقداره، ثم دعا بالديراني فقال: من كتب هذه الرقعة؟ قال: لا أدري والله، وأنا منذ نزل أمير المؤمنين هذا الموضع لا أملك من أمر الدير شيئاً، يدخله الجند والشاكرية ويخرجون وغاية قدرتي أني متولد في فلاتي، فهم بضرب عنقه وخراب الدير فكلمه الجلساء وقالوا: ليس هذا ممن يتهم بالانحراف عنك والميل إلى بني أمية. إنه ليس من أهل هذه الملة. ولم يزل الفتح بن خاقان يشفع إليه حتى أمسك عنه. ثم بان بعد ذلك أن الذي كتب الأبيات رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي، وكانت أمه من موالي هشام.
مات أحمد بن حمدون يوم الثلاثاء النصف من شعبان سنة أربع وستين ومئتين.
أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن خزيمة
أبو إسماعيل الهروي الحداد الصوفي، المعروف بعمويه شيخ الصوفية بهراة قدم دمشق، وسمع بها وأطرابلس وغيرها وصور ونهاوند ونيسابور.