المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌من اسم أبيه على حرف الألف

- ‌أحمد بن أحمد بن وركشين

- ‌أحمد بن أبي أحمد الجرجاني

- ‌أحمد بن أبّا

- ‌أحمد بن إبراهيم بن حبيب البغدادي

- ‌أحمد بن إبراهيم بن الحداد الأسدي

- ‌أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني الشاهد

- ‌أحمد بن إبراهيم الرازي المعروف بابن الحطاب

- ‌أحمد بن إبراهيم بن أيوب أبو بكر الحوراني

- ‌أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حبان أبو بكر السكسكي

- ‌أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد

- ‌أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير

- ‌أحمد بن إبراهيم بن عبد الله القرشي

- ‌أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن بشير

- ‌أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسن

- ‌أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح

- ‌أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن موسى المصاحفي

- ‌أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس

- ‌أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى

- ‌أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن داود

- ‌أحمد بن إبراهيم بن يونس بن محمد

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو جعفر الحلواني

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو العباس البغدادي المقرىء

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو سليمان الحراني

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو بكر البيروتي المؤدب

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو بكر الصوفي

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو العباس الحلبي الصفار

- ‌أحمد بن إبراهيم أبو بكر السميرمي

- ‌أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط

- ‌أحمد بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء

- ‌أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن إسرائيل بن الحسين

- ‌أحمد بن إسماعيل بن القاسم

- ‌أحمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد

- ‌أحمد بن أصرم بن طاهر بن محفوظ

- ‌أحمد بن أنس بن مالك

- ‌من اسم أبيه على حرف الباء

- ‌أحمد بن بحر اللخمي

- ‌أحمد بن بشر بن حبيب بن زيد

- ‌أحمد بن بشر بن عبد الوهاب

- ‌من اسم أبيه على حرف التاء

- ‌أحمد بن تبوك بن خالد بن يزيد

- ‌من اسم أبيه على حرف الثاء

- ‌أحمد بن ثابت بن عتاب

- ‌أحمد بن ثعلبة العاملي

- ‌من اسم أبيه على حرف الجيم

- ‌أحمد بن الجحاف أبو بكر الأزدي النشوي

- ‌أحمد بن جعفر بن أحمد بن حمكان

- ‌أحمد بن جعفر بن الحسن

- ‌أحمد بن جعفر بن حمدان

- ‌أحمد بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم

- ‌أحمد بن جعفر بن محمد بن علي

- ‌أحمد بن جعفر أبو العباس الفرغاني

- ‌أحمد بن جعفر أبو جعفر الهلالي الزاهد

- ‌أحمد بن جواد بن قطن بن كثير

- ‌من اسم أبيه على حرف الحاء

- ‌أحمد بن حبيب بن عبد الملك

- ‌أحمد بن حجيل بن يونس

- ‌أحمد بن حسن بن أحمد بن خميس

- ‌أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان

- ‌أحمد بن الحسن بن أحمد

- ‌أحمد بن الحسن بن جنيدب

- ‌أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد

- ‌أحمد بن الحسن بن روزبه

- ‌أحمد بن الحسن بن زريق

- ‌أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة

- ‌أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان

- ‌أحمد بن الحسن أبو بكر الأحنف

- ‌أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب

- ‌أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي

- ‌أحمد بن الحسين بن أحمد

- ‌أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم

- ‌أحمد بن الحسين بن الحسن

- ‌أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي

- ‌أحمد بن الحسين بن حيدرة أبو الحسين

- ‌أحمد بن الحسين بن داناج أبو العباس

- ‌أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم

- ‌أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم

- ‌أحمد بن الحسين بن علي بن مهدي

- ‌أحمد بن الحسين بن مهران

- ‌أحمد بن الحسين أبو الحسين

- ‌أحمد بن الحسين أبو الحسن البغدادي البزي

- ‌أحمد بن حفص بن عمر بن صالح

- ‌أحمد بن حفص بن المغيرة

- ‌أحمد بن الحكم أبو حزية

- ‌أحمد بن حمدون بن إسماعيل بن داود

- ‌أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن خزيمة

- ‌أحمد بن حميد بن سعيد بن خالد

- ‌من اسم أبيه على حرف الخاء

- ‌أحمد بن خالد أبو العباس الدامغاني

- ‌أحمد بن خالد رجل من أهل دمشق

- ‌أحمد بن الخضر بن بكر بن حماد

- ‌أحمد بن خلف

- ‌أحمد بن خلف الدمشقي نزيل بخارى

- ‌أحمد بن خليد بن يزيد

- ‌أحمد بن الخير الأنطرطوسي الإمام

- ‌من اسم أبيه على حرف الدال المهملة

- ‌أحمد بن داود

- ‌أحمد بن داود بن أبي نصر

- ‌أحمد بن أبي داود القاضي

- ‌من اسم أبيه على حرف الذال

- ‌أحمد بن ذكوان إمام مسجد دمشق

- ‌من اسم أبيه على حرف الراء

- ‌أحمد بن ربيعة بن سليمان

- ‌أحمد بن روح بن زياد بن أيوب

- ‌أحمد بن ريحان بن عبد الله

- ‌من اسم أبيه على حرف الزاي

- ‌أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب

- ‌من اسم أبيه على حرف السين

- ‌أحمد بن سالم المري

- ‌أحمد بن سباع أحد المتعبدين

- ‌أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد

- ‌أحمد بن سعد بن الحسن بن النضر

- ‌أحمد بن سعيد بن سعد

- ‌أحمد بن سعيد بن عبد الله

- ‌أحمد بن سعيد بن محمد بن الفرج

- ‌أحمد بن سعيد أبو بكر الطائي الكاتب

- ‌أحمد بن أبي السفر

- ‌أحمد بن سلمة بن الضحاك

- ‌أحمد بن سلمة بن كامل بن إبراهيم

- ‌أحمد بن سلمة الأنصاري أبو موسى

- ‌أحمد بن سليمان بن أيوب

- ‌أحمد بن سليمان بن زبان بن الحباب

- ‌أحمد بن سليمان أبو بكر الزنبقي الصوري

- ‌أحمد بن سليمان البغدادي

- ‌أحمد بن سليمان أبو الفتح

- ‌أحمد بن سهل بن بحر

- ‌أحمد بن سهل بن حماد الرافقي

- ‌أحمد بن سلامة بن يحيى

- ‌أحمد بن سيار بن أيوب

- ‌من اسم أبيه على حرف الشين

- ‌أحمد بن شبويه بن أحمد بن ثابت

- ‌أحمد بن شعبي بن علي بن سنان

- ‌من اسم أبيه على حرف الصاد

- ‌أحمد بن صاعد بن موسى الصوري الزاهد

- ‌أحمد بن صافي أبو بكر التنيسي

- ‌أحمد بن صالح أبو جعفر المصري

- ‌أحمد بن صالح المكي الطحان السواق

- ‌أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق

- ‌أحمد بن صالح بن محمد بن صالح

- ‌من اسم أبيه على حرف الضاد المعجمة

- ‌أحمد بن الضحاك بن مازن

- ‌أحمد بن ضياء وقيل أحمد

- ‌من اسم أبيه على حرف الطاء المهملة

- ‌أحمد بن طاهر بن عبد الله

- ‌أحمد بن طاهر الدمشقي

- ‌المعتضد أحمد بن طلحة أبي أحمد الموفق

- ‌أحمد بن طولون أبو العباس الأمير

- ‌من اسم أبيه على حرف العين المهملة

- ‌أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي

- ‌أحمد بن عامر بن عبد الواحد

- ‌أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب

- ‌أحمد بن عامر بن معمر بن حماد

- ‌أحمد بن العباس بن الربيع

- ‌أحمد بن العباس بن محمد

- ‌أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد

- ‌‌‌أحمد بن عبد الله بن أحمد

- ‌أحمد بن عبد الله بن أحمد

- ‌أحمد بن عبد الله بن بندار

- ‌أحمد بن عبد الله بن حمدون

- ‌أحمد بن عبد الله بن حميد

- ‌أحمد بن عبد الله بن سليمان

- ‌أحمد بن عبد الله بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق

- ‌أحمد بن عبد الله بن عراك

- ‌أحمد بن عبد الله بن علي

- ‌أحمد بن عبد الله بن عمر

- ‌أحمد بن عبد الله بن عمر الدمشقي

- ‌أحمد بن عبد الله بن عمرو الدمشقي

- ‌أحمد بن عبد الله بن الفرج

- ‌أحمد بن عبد الله بن محمد

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الله بن مرزوق

- ‌أحمد بن عبد الله أبي الحواري

- ‌‌‌أحمد بن عبد الله بن نصر

- ‌أحمد بن عبد الله بن نصر

- ‌أحمد بن عبيد الله بن الحسن

- ‌أحمد بن عبيد الله بن فضال

- ‌أحمد بن عبيد الله الدمشقي

- ‌أحمد بن عبد الباقي بن الحسن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن بكار

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحصين

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن علي

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن محمد

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن واقد

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى

- ‌أحمد بن عبد الرزاق

- ‌أحمد بن عبد الصمد بن محمد

- ‌أحمد بن عبد العزيز بن محمد

- ‌أحمد بن عبد العزيز أبو عمرو

- ‌أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري

- ‌أحمد بن عبد الملك بن علي

- ‌أحمد بن عبد الملك بن مروان

- ‌أحمد بن عبد المنعم بن أحمد

- ‌أحمد بن عبد الواحد بن أحمد

- ‌أحمد بن عبد الواحد بن محمد

- ‌أحمد بن عبد الواحد بن الموحد

- ‌أحمد بن عبد الواحد بن واقد

- ‌أحمد بن عبد الواحد بن يزيد

- ‌أحمد بن عبد الوهاب بن عوف

- ‌أحمد بن عبد الوهاب بن محمد

- ‌أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة

- ‌أحمد بن عبيد بن أحمد بن عبيد

- ‌أحمد بن عتاب أبو العباس الزفتي

- ‌أحمد بن عتبة بن مكين

- ‌أحمد بن عثمان بن إبراهيم

- ‌أحمد بن عثمان بن سعيد

- ‌أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عثمان بن الفضل

- ‌أحمد بن عثمان بن عمرو

- ‌أحمد بن عثمان بن البقال

- ‌أحمد بن عطاء بن أحمد

- ‌أحمد بن عقيل بن محمد بن علي

- ‌‌‌أحمد بن علي بن أحمدبن عمر

- ‌أحمد بن علي بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن إبراهيم

- ‌أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن جعفر بن محمد

- ‌أحمد بن علي بن الحسن بن محمد

- ‌أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان

- ‌أحمد بن علي بن الحسن أبو بكر الأطرابلسي

- ‌أحمد بن علي بن الحسن أبو منصور الأسداباذي المقرىء

- ‌أحمد بن علي بن الحسن

- ‌أحمد بن علي بن الحسين

- ‌أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌أحمد بن علي بن عبيد الله

- ‌أحمد بن علي بن الفرج

- ‌أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر

- ‌أحمد بن علي بن محمد بن بطة

- ‌أحمد بن علي بن مسلم أبو العباس

- ‌أحمد بن علي بن يزيد

- ‌أحمد بن علي بن يحيى بن العباس

- ‌أحمد بن علي بن يوسف

- ‌أحمد بن علي أظنه أبا عمر الصوفي الدمشقي

- ‌أحمد بن علي أبو الحسين الموصلي الجوهري

- ‌أحمد بن عمار بن نصير الشامي

- ‌أحمد بن عمار أبو بكر الأسدي

- ‌أحمد بن أبي عمران

- ‌أحمد بن عمر بن أبان بن الوليد

- ‌أحمد بن عمر بن الأشعث

- ‌أحمد بن عمر بن العباس بن الوليد

- ‌أحمد بن عمر بن عطية

- ‌أحمد بن عمر بن محمد

- ‌أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه

- ‌أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ

- ‌أحمد بن عمرو بن إسماعيل

- ‌أحمد بن عمرو بن جابر

- ‌أحمد بن عمرو بن الضحاك أبي عاصم

- ‌أحمد بن عمير بن يوسف

- ‌أحمد بن العلاء بن هلال بن عمر

- ‌أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان

- ‌أحمد بن عيسى بن يوسف أبو جعفر

- ‌أحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز

- ‌أحمد بن عيسى أبو جعفر القمي

- ‌من اسم أبيه على حرف الغين المعجمة

- ‌أحمد ويقال محمد بن الغمر

- ‌أحمد بن الغمر بن أبي حماد أبو عمر

- ‌من اسم أبيه على حرف الفاء

- ‌أحمد بن الفرات بن خالد

- ‌أحمد بن الفرج بن سليمان

- ‌أحمد بن فضالة بن الصقر

- ‌أحمد بن الفضل بن عبيد الله

- ‌أحمد بن الفيض بن محمد الغساني

- ‌من اسم أبيه على حرف القاف

- ‌أحمد بن القاسم بن عبيد الله

- ‌أحمد بن القاسم بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن القاسم بن عطية

- ‌أحمد بن القاسم بن معروف أبي نصر

- ‌أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس

- ‌من اسم أبيه على حرف الكاف

- ‌أحمد بن كثير أحد الصالحين

- ‌أحمد بن كعب بن خريم

- ‌أحمد بن كيغلغ أبو العباس

- ‌من اسم أبيه على حرف اللام

- ‌أحمد بن لبيب بن عبد المنعم

- ‌من اسم أبيه على حرف الميم

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن حفص بن الخليل أبو سعد الهروي الماليني الصوفي

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بن أحمد أبو الفضل المعروف بالفراتي

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسين الكناني الفلسطيني

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد ابن جعفر أبو العباس الأكار النهربيني

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن أسد بن يوسف

- ‌أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى

- ‌أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف

- ‌أحمد بن محمد بن بكار بن بلال العاملي

- ‌أحمد بن محمد بن بكار أبو العباس القرشي

- ‌أحمد بن محمد بن بكر

- ‌أحمد بن محمد بن بكر بن خالد

- ‌أحمد بن محمد بن بكر الرملي

- ‌أحمد بن محمد بن جعفر

- ‌أحمد بن محمد بن حوري

- ‌أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى

- ‌أحمد بن محمد بن الحجاج

- ‌أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن

- ‌أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار

- ‌أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك

- ‌أحمد بن محمد بن الحسين

- ‌أحمد بن محمد بن الحسين أبو العباس

- ‌أحمد بن محمد بن الحسين أبو حامد

- ‌أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال

- ‌أحمد بن محمد بن حمدان

- ‌أحمد بن محمد بن رميح بن وكيع

- ‌أحمد بن محمد بن روح أبو يحيى

- ‌أحمد بن محمد بن الزبير

- ‌أحمد بن محمد بن زكريا

- ‌أحمد بن محمد بن زياد بن بشر

- ‌أحمد بن محمد بن سعيد

- ‌أحمد بن محمد بن سعيد أبي عثمان

- ‌أحمد بن محمد بن سعيد بن فورجة

- ‌أحمد بن محمد بن سعيد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن سليمان

- ‌أحمد بن محمد بن سهل

- ‌أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة

- ‌أحمد بن محمد بن سلامة

- ‌أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس

- ‌أحمد بن محمد بن عاصم الرازي

- ‌أحمد بن محمد بن عامر بن المعمر

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله ابن صدقة أبو بكر الحافظ البغدادي

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله أبو عبد الله الطبرستاني

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله ابن عبد السلام أبو علي بن مكحول البيروتي

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله أبو الحسين بن المخ الصيداوي

- ‌أحمد بن عبد الله بن خاك أبو طالب الزنجاني الصوفي

- ‌أحمد بن محمد بن عبيد الله أبو الحسن بن المدبر الكاتب

- ‌أحمد بن محمد بن عبيد الله أبو بكر الدمشقي

- ‌أحمد بن محمد بن عبيد الله أبو بكر البلخي

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عمر الطرسوسي

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله الخولاني الكناني

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبي زرعة

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو بكر القرشي الصائغ

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الكريم

- ‌أحمد بن محمد بن عبدوس أبو بكر

- ‌أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد ابن عبد الخالق

- ‌أحمد بن محمد بن عبيد السلمي

- ‌أحمد بن محمد بن عثمان بن الغمطريق

- ‌أحمد بن محمد بن عجل

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن الحسن

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن الحكم

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن هارون

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن سلمان

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن صدقة

- ‌أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن عمار بن نصير

- ‌أحمد بن محمد بن عمر بن يونس

- ‌أحمد بن محمد بن عمر

- ‌أحمد بن محمد بن عمر أبو منصور

- ‌أحمد بن محمد بن عمرو

- ‌أحمد بن محمد بن عوف

- ‌أحمد بن محمد بن عيسى

- ‌أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح

- ‌أحمد بن محمد بن الفتح

- ‌أحمد بن محمد بن فراس بن الهيثم

- ‌أحمد بن محمد بن فضالة دمشقي شاعر

- ‌أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان

- ‌أحمد بن محمد بن الفضل بن سعيد

- ‌أحمد بن محمد بن القاسم أبو العباس

- ‌أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق

- ‌أحمد بن محمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن متويه

- ‌أحمد بن محمد بن مخلد أبو حامدٍ الهروي

- ‌أحمد بن محمد بن المسلم بن الحسن

- ‌أحمد بن محمد بن موسى بن داود بن عبد الرحمن أبو علي النوفلي المكي العطار

- ‌أحمد بن محمد بن موسى ابن أبي عطاء عبد الرحمن بن سعد أبو بكر القرشي

- ‌أحمد بن محمد بن أبي موسى أبو بكر الأنطاكي الفقيه

- ‌أحمد بن محمد بن المؤمل أبو بكر الصوري

- ‌أحمد بن محمد بن نفيس

- ‌أحمد بن محمد بن الوليد بن سعد

- ‌أحمد بن محمد بن هارون أبو الحسن الزوزني

- ‌أحمد بن محمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي

- ‌أحمد بن محمد بن هبة الله بن علي بن فارس أبو الحسين بن أبي الفضل الأنصاري الأكفاني

- ‌أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك

- ‌أحمد بن محمد بن حمزة بن واقد

- ‌أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم

- ‌أحمد بن محمد بن يعقوب

- ‌أحمد بن محمد بن أبي يعقوب

- ‌أحمد بن محمد بن يوسف أبو العباس

- ‌أحمد بن محمد بن يونس بن عمير

- ‌أحمد بن محمد بن التمار

- ‌أحمد بن محمد العذري الدمشقي

- ‌أحمد بن محمد ويقال محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد أبو القاسم المؤذن

- ‌أحمد بن محمد أظنه ابن علي الدمشقي

- ‌أحمد بن محبوب بن سليمان

- ‌أحمد بن محمود بن الأشعث

- ‌أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل

- ‌أحمد بن محمود الدمشقي

- ‌أحمد بن محمود أبو بكر الرسعني

- ‌أحمد بن مردك بن زنجلة

- ‌أحمد بن مسعود المقدسي قيل إنه دمشقي

- ‌أحمد بن مسلمة بن جبلة بن مسلمة

- ‌أحمد بن مطرف أبو الحسن السبتي القاضي

- ‌أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي

- ‌أحمد بن المعلى بن يزيد

- ‌أحمد بن مكي بن عبد الوهاب ابن أبي الكراديس أبو العباس

- ‌أحمد بن منصور بن سيار بن معارك أبو بكر البغدادي

- ‌أحمد بن منصور بن محمد أبو العباس الشيرازي

- ‌أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو العباس الغساني الفقيه المالكي

- ‌أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرفاء

- ‌أحمد بن موسى بن الحسين بن علي

- ‌أحمد بن موسى الهاشمي مولاهم

- ‌أحمد بن المؤمل الدمشقي

- ‌أحمد بن مهدي بن رستم

- ‌من اسم أبيه على حرف النون

- ‌أحمد بن نصر بن زياد

- ‌أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار

- ‌أحمد بن نصر بن طالب أبو طالب

- ‌أحمد بن نصر بن محمد أبو الحسن

- ‌أحمد بن نصر بن محمد أبو منصور الدينوري

- ‌أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري

- ‌أحمد بن نظيف بن عبد الله

- ‌أحمد بن نمير الثقفي

- ‌أحمد بن نهيك كاتب عبد الله بن طاهر

- ‌من اسم أبيه على حرف الواو

- ‌أحمد بن الوليد بن هشام القرشي

- ‌من اسم أبيه على حرف الهاء

- ‌أحمد بن هارون بن جعفر

- ‌أحمد بن هارون بن روح

- ‌أحمد بن هشام بن عبد الله

- ‌أحمد بن همام بن عبد الغفار

- ‌من اسم أبيه على حرف الياء

- ‌أحمد بن يحيى بن جابر بن داود

- ‌أحمد بن يحيى بن سهل بن السري

- ‌أحمد بن يحيى بن صالح بن بيهس

- ‌أحمد بن يحيى من أهل حجر الذهب

- ‌أحمد بن يحيى أبو بكر السنبلاني الأصبهاني

- ‌أحمد بن يحيى الأنطاكي

- ‌أحمد بن يحيى أبو عبد الله

- ‌أحمد بن أبي خالد يزيد

- ‌أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار

- ‌أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية أبو الحسن السلمي النيسابوري

- ‌أحمد بن يوسف بن خالد أبو عبد الله التغلبي صاحب أبي عبيد

- ‌أحمد بن يوسف بن عبد الله

- ‌أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح

- ‌أحمد بن يونس بن المسيب بن زهير

- ‌من اسمه أبان

- ‌أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص

- ‌أبان بن صالح بن عمير بن عبيد

- ‌أبان بن عثمان بن عفان

- ‌أبان بن علي الدمشقي

- ‌أبان بن مروان بن الحكم

- ‌أبان بن الوليد بن عقبة

- ‌ذكر من اسمه إبراهيم

- ‌إبراهيم الخليل عليه السلام

الفصل: ‌أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال

‌أحمد بن محمد بن الحسين أبو حامد

حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الأصبهاني بسنده عن أبي هريرة قال: لما مات أبو طالب ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم.

‌أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال

ابن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو عبد الله الشيباني الإمام أصله من مرو، ومولده ببغداد ومنشؤه بها. أحد الأعلام من أئمة الإسلام.

حدث عن أبيه بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخنع اسم عند الله عز وجل يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك.

قال عبد الله: قال أبي: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع اسم عند الله فقال: أوضع اسم عند الله عز وجل.

وأحمد بن حنبل من بني مازن بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار أخي مضر بن نزار.

وكان في ربيعة رجلان لم يكن في زمانهما مثلهما: لم يكن في زمان قتادة مثل قتادة، ولم يكن في زمان أحمد بن حنبل مثله. وهما جميعاً سدوسيان.

قال الخطيب: وقول من قال: إن أحمد من بني ذهل بن شيبان، غلط، إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وذهل بن ثعلبة هذا هو عم ذهل بن شيبان. قال: حدثني من أثق به من

ص: 240

العلماء بالنسب قال: مازن بن ذهل بن ثعلبة الحصن، هو ابن عكابة بن صعب بن علي، ثم ساق النسب إلى ربيعة بن نزار، فإذا قيل الشيباني لم يفد المطلق من هذا إلا ولد شيبان بن ثعلبة الحصن، وإذا قلت الذهلي لم يفد مطلق هذا إلا ولد ذهل بن ثعلبة الحصن فينبغي أن يقال أحمد بن حنبل الذهلي. على الإطلاق.

كان أحمد إماماً في النقل وعلماً في الزهد والورع، وكان أعلم الناس بمذاهب الصحابة والتابعين. أصله مروزي، وقدمت به أمه بغداد ونو حمل وولدته بها.

قال يحيى بن معين: ما رأيت خيراً من أحمد بن حنبل قط، ما افتخر علينا قط بالعربية ولا ذكرها.

وقال: ما سمعت أحمد بن حنبل يقول: أنا من العرب قط.

قال محمد بن الفضل: وضع أحمد بن حنبل عندي نفقته، فكان يجيء في كل يوم فيأخذ منه حاجته، فقلت له يوماً: يا أبا عبد الله بلغني أنك من العرب فقال: يا أبا النعمان، نحن قوم مساكين، فلم يزل يدافعني حتى خرج ولم يقل لي شيئاً.

ولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومئة في ربيع الأول، وطلب الحديث في سنة تسع وسبعين وهو ابن ست عشرة.

ومات في رجب يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومئتين وسنه سبع وسبعون سنة وكان رجلاً حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، وكانت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيض، وكان يعتم وعليه إزار.

وقيل: كان شيخاً مخضوباً طوالاً أسمر شديد السمرة. رحمه الله.

وجده حنبل بن هلال ولي سرخس، وكان من أبناء الدعوة.

كان أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ثقة، ثبتاً، صدوقاً، كثير الحديث، وقد كان

ص: 241

امتحن، وضرب بالسياط. أمر بضربه أبو إسحاق أمير المؤمنين على أن يقول القرآن مخلوق فأبى أن يقول، وقد كان حبس قبل ذلك قفثبت على قوله ولم يجبهم إلى شيء، ثم دعي ليخرج إلى الخليفة المتوكل ثم أعطي مالاً فأبى أن يقبل ذلك المال.

قال أبو بكر الخطيب: أحمد بن محمد بن حنبل إمام المحدثين، الناصر للدين، والمناضل عن السنة، والصابر في المحنة، نشأ ببغداد، ورحل إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام والجزيرة.

قال أحمد: حججت خمس حجج منها ثلاث راجلاً أنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهماً. قال: وخرجت إلى الكوفة فكنت في بيت تحت رأسي لبنة.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: ما لك لم ترحل إلى جرير بن عبد الحميد كما رحل أصحابك لعلك كرهته؟ فقال: والله، يا بني، ما كرهته وبودي أني رحلت إليه إنه كان إماماً في الرواية. قلت: فما كان السبب؟ فقال: لو كان معي ثلاثون درهماً لرحلت، فقلت: ثلاثون درهماً؟! فقال: لقد حججت في أقل من ثلاثين.

قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من العراق فما خلفت بالعراق رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

قال البيهقي:

إنما قال هذا إمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي عن تجربة ومعرفة منه بحال أبي عبد الله. رحمهم الله.

قال أبو إبراهيم المزني: قال الشافعي: لما دخلت على هارون الرشيد قلت له بعد المخاطبة: إني خلفت اليمن ضائعة تحتاج إلى

ص: 242

حاكم قال: فانظر رجلاً ممن يجلس إليك حتى نوليه قضاءها، فلما رجع الشافعي إلى مجلسه ورأى أحمد بن حنبل من أمثلهم أقبل عليه فقال: إني كلمت أمير المؤمنين أن يولي قاضياً باليمن وإنه أمرني أن أختار رجلاً ممن يختلف إلي، وإني قد اخترتك، فتهيأ حتى أدخلك على أمير المؤمنين يوليك قضاء اليمن، فأقبل عليه أحمد بن حنبل وقال: إنما جئت إليك أقتبس منك العلم تأمرني أن أدخل لهم في القضء ووبخه، فاستحيا الشافعي.

قال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين. قلت لقتيبة: تضم أحمد بن حنبل إلى أحد التابعين فقال: إلى كبار التابعين.

وقال قتيبة: لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري ومالك والأوزاعي والليث بن سعد لكان هو المقدم.

وقال قتيبة: أحمد بن حنبل إمام الدنيا.

وقال قتيبة بن سعيد: لا يضم إلى أحمد بن حنبل أحد، ولولا أحمد لمات الورع، ما أعظم منة أحمد بن حنبل على جميع المسلمين.

وقال: حق كل مسلم أن يستغفر له.

وكان قتيبة يقول: يموت أحمد بن حنبل فتظهر البدع، ومات الشافعي فماتت السنن، ومات سفيان الثوري فمات الورع.

قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه.

ص: 243

قال إسحاق بن راهويه: قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أريك رجلاً لم تر مثله، فذهب بي إلى الشافعي.

قال إسحاق: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل.

قال إسحاق: ولولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام.

قال علي بن المديني: إن الله أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة.

قال الميموني: قال لي علي بن المديني: يا ميموني، ما قام أحد في الإسلام ما قام به أحمد بن حنبل، فتعجبت من هذا عجباً شديداً، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قد قام في الردة وأمر الإسلام ما قام به. قال الميموني: فأتيت أبا عبيد القاسم بن سلام فتعجبت إليه من قول علي! فقال لي أبو عبيد مجيباً: إذاً يخصمك، قلت: بأي شيء يا أبا عبيد؟ وذكرت له أمر أبي بكر قال: إن أبا بكر رضي اعنه وجد أنصاراً وأعواناً وإن أحمد بن حنبل لم يجد ناصراً. وأقبل أبو عبيد يطري أبا عبد الله، ويقول: لست أعلم في الإسلام مثله.

قال أحمد بن القاسم بن مساور: كنا عند يحيى بن معين وعنده مصعب الزبيري فذكر رجلٌ أحمد بن حنبل فأطراه وزاد، فقال له رجل:" يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم "، فقال يحيى بن معين: كأن مدح أبي عبد الله غلو في الدين!! ذكر أبي عبد الله من محاسن الذكر، وصاح يحيى بالرجل.

ص: 244

قال الحارث بن العباس: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحداً يحفظ على هذه الأمة دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية المشرق. يعني أحمد بن حنبل.

وقال الهيثم بن جميل: أحب هذا الفتى - يعني: أحمد بن حنبل - إن عاش سيكون حجة على زمانه.

سئل بشر بن الحارث عن أحمد بن حنبل بعد المحنة قال: ابن حنبل أدخل الكير فخرج ذهبه أحمر.

كان سعيد يقول: قلت لبشر بن الحارث: ألا صنعت كما صنع أحمد بن حنبل؟ فقال: تريد مني مرتبة النبيين؟ لا يقوى بدني على هذا. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه ومن فوقه ومن أسفل منه وعن يمينه وعن شماله.

قال علي بن شعيب: كان أحمد بن حنبل الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل، حتى إن المنشار ليوضع على فرق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه. ولولا أحمد بن حنبل قام بهذا الشأن لكان عاراً علينا إلى يوم القيامة أن قوماً سبكوا فلم يخرج منهم أحد.

قال إبراهيم بن منه السمرقندي: سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن أحمد بن حنبل قلت: هو إمام؟ قال: إي والله، وكما يكون الإمام. إن أحمد بن حنبل أخذ بقلوب الناس، إن أحمد صبر على الفقر سبعين سنة.

وقال إسماعيل بن خليل: لو كان أحمد في بني إسرائيل لكان آية. وفي رواية: لكان عجباً.

قال حجاج بن الشاعر:

ما رأت عيناي روحاً في جسد أفضل من أحمد بن حنبل. رحمه الله.

ص: 245

قال أبو عمير بن النحاس عيسى بن محمد بن عيسى وذكر عنده أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله. عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه. عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.

قال أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني: كانت مجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا. ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط.

وقال أبو داود: لقيت مئتين من مشايخ العلم فما رأيت مثل أحمد بن حنبل، لم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلم تكلم.

كان أبو زرعة يقول: ما رأت عيني مثل أحمد بن حنبل فقيل له: في العلم؟ فقال: في العلم، والزهد، والفقه، والمعرفة، وكل خير. ما رأيت عيني مثله.

قال أبو حاتم: إذا رأيتم الرجل يحب أحمد بن حنبل فأعلموا أنه صاحب سنة.

وقال أبو جعفر محمد بن هارون: إذا رأيت الرجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم أنه مبتدع.

قال إسحاق بن إبراهيم: كنت ألتقي بالعراق مع يحيى بن معين وخلف وأصحابنا وكنا نتذاكر بالحديث من طريقين وثلاثة، ثم يقول يحيى بن معين: وطريق كذا وطريق كذا، فأقول لهم: أليس قد صح بإجماع؟ فيقولون: نعم، فأقول: ما تفسيره؟ ما مراده، ما فقهه فيبقون كلهم إلا أحمد بن حنبل فإنه يتكلم بكلام له قوي.

قال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

ص: 246

حدث عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وذكر الشافعي رحمهم الله عنده فقال: ما استفاد منا أكثر مما استفدناه منه. قال عبد الله: كل شيء في كتاب الشافعي: أخبرنا الثقة، فهو عن أبي.

قال أحمد بن حنبل رحمه الله: ضللت الطريق في حجة، وكنت ماشياً فجعلت أقول: يا عباد الله، دلوني على الطريق. قال: فلم أزل أقول ذلك حتى وقفت على الطريق، أو كما قال.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كنت جالساً عند أبي رحمه الله يوماً فنظر إلى رجلي وهما لينتان ليس فيهما شقاق فقال لي: ما هذه الرجلان لم لا تمشي حافياً حتى تصير رجلاك خشنتين؟ قال: وخرج إلى طرسوس ماشياً على قدميه.

قال عبد الله: وكان أبي أصبر الناس على الوحدة لم يره أحد إلا في مسجد، أو حضور جنازة، أو عيادة مريض. وكان يكره المشي في الأسواق.

قال علي بن محمد بن بدر: صليت الجمعة فإذا أحمد بن حنبل بقربٍ مني، فقام سائل يسأل، فأعطاه أحمد قطعة. فلما فرغوا من الصلاة قام رجل إلى ذلك السائل فقال: أعطني تلك القطعة فأبى قال: أعطني وأعطيك درهماًن فلم يفعل فما زال يزيده حتى بلغ خمسين درهماً، فقال: لا أفعل فإني لأرجو من بركة هذه القطعة ما ترجوه أنت.

قال علي بن أبي فزارة: حدثتني أمي وأفلجت واقعدت من رجليها دهراً فقالت لي يوماً: يا بني لو أتيت أحمد بن حنبل فسألته أن يدعو الله لي. قال: فعبرت إلى أحمد فدققت عليه الباب وكان في الدهليز فقال: من هذا؟ قلت له: يا أبا عبد الله رجل من إخوانك، قال: وما حاجتك؟ قلت: إن إمي مريضة قد أقعدت من رجليها وهي تسألك أن تدعو الله لها قال: فجعل يقول: يا هذا فمن يدعو لنا نحن؟ يا هذا من يدعو لنا نحن؟ قال ذلك مراراً، فكأني استحييت فمضيت، وقلت: سلام عليكم،

ص: 247

فخرجت عجوز من منزله فقالت: إني قد رأيته يحرك شفتيه بشيء، وأرجو أن يكون يدعو الله لك. قال: فرجعت إلى أمي فدققت الباب فقالت: من هذا؟ فقلت: أنا علي، فقامت إلي ففتحت الباب فقلت: لا إله إلا الله إيش القصة؟ فقالت: لا أدري إلا أني قد قمت على رجلي، فتعجبت من ذلك، وحمدت الله عز وجل. قال: وذلك مسافة الطريق.

قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة. فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي في كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة، وقد كان قرب من الثمانين. وكان يقرأ في كل يوم سبعاً يختم في كل سبعة أيام، وكانت له ختمة في كل سبع ليال سوى صلاة النهار، وكان ساعة يصلي العشاء الآخرة ينام نومةً خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح، يصلي ويدعو.

قال عبد الله بن أحمد:

مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوماً وما ذاق شيئاً إلا مقدار ربع سويق. كل ليلة كان يشرب شربة ماء، وفي كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق، فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر. ورأيت موقيه قد دخلا في حدقتيه.

قال سليمان بن داود: حضرت أحمد بن حنبل باليمن وقد رهن سطلاً عند فامي، فجاء ليفتكه فأخرج إليه سطلين وقال: خذ أيهما سطلك؟ قال: لا أدري فلم يأخذه وترك الفكاك عليه. قال سليمان: فقلت للفامي أخرجت سطلين إلى رجل من أهل الورع والسطول تتشابه حتى شك فيه؟ فقال: والله إنه لسطله بعينه. قال: فسمعت أحمد بن حنبل يقول له: أنت في حلٍ منه ومن الفكاك.

قال حمدان بن سنان الواسطي: قدم علينا أحمد بن حنبل ومعه جماعة قال: فنفدت نفقاتهم. قال: فبررتهم فأخذوا، وجاءني أحمد بن حنبل بفروة فقال: قل لمن يبيع هذه فيجيئني بثمنها فأتسع به. قال:

ص: 248

فأخذت صرة دراهم فمضيت بها إليه فردها. قال: فقالت امرأتي: هذا رجل صالح لعله لم يرضها فأضعفها، قال: فأضعفتها فلم يقبل، فأخذ الفروة مني وخرج.

قال أحمد بن محمد القشيري: ذكروا أنه أتى على أحمد بن حنبل ثلاثة أيام ما كان طعم فيها، فبعث إلى صديق له فاستقرض شيئاً من الدقيق، فعرفوا في البيت شدة حاجته إلى الطعام فخبزوا بالعجلة. فلما وضع بين يديه قال: كيف عملتم، خبزتم بسرعة؟ فقيل له: كان التنور في دار صالح ابنه مسجراً وخبزنا بالعجلة، فقال: ارفعوا ولم يأكل وأمر بسد بابه إلى دار صالح.

قال علي بن الجهم بن بدر: كان لنا جار، فأخرج إلينا كتاباً فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: نعم، هذا خط أحمد بن حنبل، فقلنا له: كيف كتب ذلك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة ففقدنا أحمد بن حنبل أياماً لم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت، فجئنا إليه والباب مردود عليه، وإذا عليه خلقان، فقلنا له، يا أبا عبد الله، ما خبرك لم نرك منذ أيام؟! فقال: سرقت ثيابي، فقلت له: معي دنانير فإن شئت خذ قرضاً، وإن شئت صلة. فأبى أن يفعل، فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم. فأخرجت ديناراً فأبى أن يأخذه، وقال لي: اشتر لي ثوباً واقطعه بنصفين، فأومأ أنه يأتزر بنصف، ويرتدي النصف الآخر، وقال: جئني ببقيته، ففعلت وجئت بورق، فكتب لي. فهذا خطه رحمه الله.

قال رجاء بن السندي: قلت لأحمد بن حنبل وقد عقد شراك نعله شبه التصليب: يا أبا عبد الله، إن هذا يكره! قال: فدعا بسكين فقطعه، وما قال لي كيف ولا لم؟! وسئل أحمد بن حنبل عن التوكل. فقال: قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. قيل له: فما الحجة فيه؟ قال: قول إبراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق ثم

ص: 249

طرح في النار، اعترض له جبريل عليه السلام فقال: هل من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، قال: فسل من لك إليه الحاجة. فقال: أحب الأمرين إلي أحبهما إليه.

وقال أحمد بن حنبل: إن لكل شيء كرماً، وكرم القلوب الرضا عن الله عز وجل.

كان أبو إبراهيم المزني يقول: أحمد بن حنبل أبو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين.

قال الربيع: إن الشافعي خرج إلى مصر وأنا معه فقال لي: يا ربيع، خذ كتابي هذا وامض به، وسلمه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وائتني بالجواب. قال الربيع: فدخلت بغداد، ومعي الكتاب، فلقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح، فصليت معه الفجر. فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر، فقال أحمد: نظرت فيه؟ قلت: لا، فكسر أبو عبد الله الختم، وقرأ الكتاب، فتغرغرت عيناه بالدموع فقلت: إيش فيه يا أبا عبد الله؟! قال: يذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل: إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم، فسيرفع الله لك علماً إلى يوم القيامة. قال الربيع: فقلت: البشارة، فخلع أحد قميصيه الذي يلي جلده ودفعه إلي فأخذته، وخرجت إلى مصر، وأخذت جواب الكتاب، فسلمته إلى الشافعي، فقال لي الشافعي: يا ربيع، إيش الذي دفع إليك؟ قلت: القميص الذي يلي جلده. قال الشافعي: ليس نفجعك به ولكن بله وادفع إلي الماء لأتبرك به. وفي رواية: حتى أشركك فيه.

قال أبو جعفر الأنصاري:

لما حمل أحمد بن حنبل يراد به المأمون، اجتزت فعبرت الفرات إليه، فإذا هو في الخان، فسلمت عليه فقال: يا أبا جعفر تعنيت! فقلت: ليس هذا عناء. قال: فقلت له: يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فوالله إن أجبت إلى خلق

ص: 250

القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق الله، وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير. ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك، فإنك تموت، ولابد من الموت، فاتق الله ولا تجبهم إلى شيء، فجعل أحمد يبكي وهو يقول: ما شاء الله، ما شاء الله. قال: ثم قال لي أحمد: يا أبا جعفر، أعد علي ما قلت. قال: فأعدت عليه. قال: فجعل يقول ما شاء الله، ما شاء الله.

قال أبو بكر الشهرزوري: رأيت أبا ذر بسهرورد، وقد قدم مع واليها وكان مقطعاً بالبرص. يعني: وكان ممن ضرب أحمد بن حنبل بين يدي المعتصم. قال: دعينا في تلك الليلة ونحن خمسون ومئة جلاد فلما أمرنا بضربه كنا نغدو حتى نضربه، ثم نمر، ثم يجيء الآخر على أثره، ثم يضرب.

قال أبو بكر النجاحي: لما كان في تلك الغداة التي ضرب فيها أحمد بن حنبل زلزلنا ونحن بعبادان.

قال محمد الحنفي: كنت في الدار وقت أدخل أحمد بن حنبل وعشرة من العلماء. فلما أن مد أحمد ليضرب بالسوط دنا منه رجل وقال له: يا أبا عبد الله، أنا رسول خالد الحدد من الحبس، يقول لك: اثبت على ما أنت عليه، وإياك أن تجزع من الضرب، واصبر فإني قد ضربت ألف حد في الشيطان، وأنت تضرب في الله عز وجل.

قال سلمة بن شبيب: كنا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه شيخ معه عكازه فسلم وجلس فقال: من منكم أحمد؟ قال أحمد: أنا، ما حاجتك؟ قال ضربت إليك من أربع مئة فرسخ، أريت الخضر عليه السلام في المنام قال لي: قم فصر إلى أحمد بن حنبل وسل عنه وقل له: إن ساكن العرش والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك.

حدث أبو بكر المروزي بطرسوس قال: رأيت أحمد بن حنبل في المنام، وعليه ثوبان مصقولان، وعلى رأسه تاج له ثمانية

ص: 251

أركان، في كل ركن منه ياقوتة تضيء، وكذا في رجليه نعل من لؤلؤ رطب شراكها من زبرجد أخضر، فقلت: يا أحمد، بماذا نلت ذا من ربك؟ قال: بقولي: القرآن كلام الله وليس بمخلوق.

قال هلال بن العلاء الرقي: من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بأحمد بن حنبل ثبت في المحنة، ولولا ذلك لكفر الناس، وبالشافعي تفقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي عبيد القاسم بن سلام فسر الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطاء.

قال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي يوماً: إن فضلاً الأنماطي جاء إليه رجل فقال: اجعلني في حلٍ قال: لا جعلت أحداً في حل أبداً، قال: فتبسم، فلما مضت أيام قال: يا بني، مررت بهذه الآية " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " فنظرت في تفسيرها فإذا هو إذا كان يوم القيامة قام منادٍ فنادى: لا يقوم إلا من كان أجره على الله فلا يقوم إلا من عفا، فجعلت الميت في حلٍ من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله أحداً بسببه.

قال أبو عيسى عبد الرحم بن زاذان: كنت في المدينة بباب خراسان وقد صلينا، ونحن قعود، وأحمد بن حنبل حاضر، فسمعته وهو يقول: اللهم من كان على هوىً أو على رأيٍ وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق حتى لا يضل من هذه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به، ولا تجعلنا في رزقك خولاً لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، ولا ترانا حيث نهيتنا ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بالطاعة، ولا تذلنا بالمعاصي. وجاء إليه رجلٌ فقال له شيئاً لم أفهمه، فقال له: اصبر، فإن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.

ص: 252

قال أبو حاتم الرازي: قلت لأحمد بن حنبل: كيف نجوت من سيف الواثق؟ وعصا المعتصم؟ فقال لي: يا أبا حاتم، لو وضع الصدق على جرح برأ.

كان أحمد بن إبراهيم يقول: من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتهموه على الإسلام.

قال أبو الحسن الطرخاباذي: أحمد بن حنبل محنة به يعرف المسلم من الزنديق.

قال سفيان بن وكيع: أحمد بن حنبل محنة، من عاب أحمد فهو فاسق.

قال محمد بن فضيل البلخي:

كنت أتناول أحمد بن حنبل. قال: فوجدت في لساني ألماً، فاغتممت، ثم وضعت رأسي فنمت، فأتاني آت فقال: هذا الذي وجدت في لسانك بتناولك الرجل الصالح. قال: فانتبهت فجعلت أستغفر الله وأقول: لا أعود إلى شيء من هذا. قال: فذهب ذلك الألم.

قال صالح بن أحمد: حضرت أبي الوفاة فجلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه، فجعل يعرق ثم يفيق، ويفتح عينيه ويقول بيده هكذا. لا، بعد، لا، بعد. ثلاث مرات، فقلت له: يا أبه، إيش هذا الذي قد لهجت به في هذا الوقت؟ قال: يا بني، ما تدري! قلت: لا. قال: إبليس لعنه الله قائماً بحذائي عاضاً على أنامله يقول لي: يا أحمد، فتني، فأقول: لا، حتى أموت.

قال عبد الله بن أحمد: لما مرض أبي، واشتد مرضه ما أن، فقيل له في ذلك، فقال: بلغني عن طاوس أنه

ص: 253

قال: أنين المريض شكوى لله. قال عبد الله: فما أن حتى مات. قال: فلما كان قريب موته بيوم أخرج من جيبه صريرة فيها مقدار درهمين فضة فقال: كفروا عني كفارة يمين واحدة، فإني أظن أني حنثت في دهري في يمين واحدة.

قال بيان بن حمد بن أبي خالد القصباني: حضرت الصلاة على جنازة أحمد بن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومئتين، وكان الإمام عليه محمد بن عبد الله بن طاهر، فأخرجت جنازة أحمد فوضعت في صحراء أبي قيراط وكان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق. فلما انقضت الصلاة قال محمد بن عبد الله بن طاهر: انظروا كم صلى عليه ورائي قال: فنظرا، فكانوا ثمان مئة ألف رجل وستين ألف امرأة، ونظروا من صلى في مسجد الرصافة للعصر فكانوا نيفاً وعشرين ألف رجل.

قال مجمع بن مسلم: كان لنا جار قتل بقزوين. فلما كان الليلة التي مات فيها أحمد بن حنبل خرج إلينا أخوه في صبيحتها فقال: إني رأيت رؤيا عجيبة: رأيت أخي الليلة في أحسن صورة راكباً على فرس. فقلت له: يا أخي، ألي قد قتلت فما حاجتك؟ قال: إن الله عز وجل أمر الشهداء وأهل السماوات أن يحضروا جنازة أحمد بن حنبل، فكنت فيمن أمر بالحضور فأرخنا تلك الليلة فإذا أحمد بن حنبل مات فيها.

قال إبراهيم بن جعفر المروزي: رأيت أحمد بن حنبل في المنام يمشي مشيةً يختال فيها، فقلت: ما هذه المشية يا أبا عبد الله؟ فقال: هذه مشية الخدام في دار السلام.

قال فتح بن الحجاج: سمعت في ذلك الأمر محمد بن عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلاً فحرروا كم صلى على أحمد بن حنبل؛ قال: فحرروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفاً سوى من كان في السفن في الماء.

وقال في رواية أخرى: ألف ألف وثلاث مئة ألف سوى من كان في السفن.

ص: 254

قال الوركاني جار أحمد بن حنبل: وأسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس. وقال: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس.

قال أبو يوسف بن تحتان وكان من خيار المسلمين قال: لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأن على كل قبر قنديلاً، فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لأهل القبور، قبورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم، قد كان فيهم من يعذب فرحم.

قال أبو عبد الله محمد بن خزيمة الاسكندراني:

لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غماً شديداًن فبت من ليلتي، فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته، فقلت له: يا أبا عبد الله، أي مشية هذه؟ فقال: هذه مشية الخدام في دار السلام. فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وتوجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد، هذا بقولك القرآن كلامي، ثم قال لي: يا أحمد، ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري التي كنت تدعو بهن في دار الدنيا. قال: قلت: يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء. لا تسألني عن شيء، اغفر لي كل شيء، فقال لي: يا أحمد، هذه الجنة، قم ادخل إليها، فدخلت. فإذا أنا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة وهو يقول: الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين. قال: فقلت: ما فعل عبد الوهاب الوراق؟ قال: تركته في بحرٍ من نور يزار به إلى الملك الغفور. قال: فقلت: ما فعل بشر؟ فقال لي: بخ بخ ومن مثل بشر؟ تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام، والجليل مقبل عليه، وهو يقول: كل يا من لم تأكل واشرب يا من لم تشرب وانعم يا من لم تنعم. أو كما قال.

ص: 255

قال بلال الخواص: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني، فتعجبت، ثم ألهمت أنه الخضر عليه السلام، فقلت له: بحق الحق من أنت؟ فقال: أنا أخوك الخضر. قلت: أريد أن أسألك. قال: سل، قلت: ما تقول في الشافعي؟ فقال لي: هو من الأوتاد. قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل؟ فقال رجل صديق. قلت: فما تقول في بشر بن الحارث؟ فقال: رجل لم يخلف بعده مثله. فقلت له: بأي وسيلة رأيتك؟ قال: ببرك أمك.

قال عبد الله بن حنين: قدم علينا رجل من أهل العراق يقال: إنه من أفاضلهم، فقال لي يوماً: رأيت رؤيا وقد احتجت أن تدلني على رجل حسن العبارة يعبر. قال: قل. فقال لي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه في فضاءٍ من الأرض وعنده نفر، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال لي: هذا محمد النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: وما تصنعون ها هنا؟ قال: ننتظر أمته أن يوافوه. فقلت في منامي: لأقعدن حتى أنظر ما يكون حال في أمته، فبينا أنا كذلك إذ اجتمع الناس وإذا مع كل رجل منهم قناة فظننت أنه يريد أن يبعث بعثاً. قال: فنظر صلى الله عليه وسلم فرأى قناة أطول من تلك القناة كلها. فقال: من صاحب القناة؟ قالوا: أحمد بن حنبل، فقال صلى الله عليه وسلم ائتوني به، قال: فجيء به، والقناة في يده فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فهزها ثم ناوله إياها وقال له: اذهب فأنت أمير القوم، ثم قال للناس اتبعوه فإنه أميركم، واسمعوا له، وأطيعوا. قال عبد الله بن حنين: فقلت له: هذه رؤيا لا تحتاج إلى عبارة.

قال صدقة المقابري: كان في نفسي على أحمد بن حنبل. قال: فرأيت في النوم كأن النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في طريق، وهو آخذ بيد أحمد بن حنبل وهما يمشيان على تؤدة ورفق، وأنا خلفهما أجهد نفسي أن ألحق بهما فما أقدر. فلما استيقظت ذهب ما كان في نفسي، ثم رأيت بعد كأني في الموسم وكأن الناس مجتمعون فنادى منادٍ: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فنادى منادٍ:

ص: 256