المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو التياح، عن أنس - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٦

[أبو يعلى الموصلي]

الفصل: ‌أبو التياح، عن أنس

‌أبو التياح، عن أنس

4172 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبيد بن سعيد القرشى، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلا تُنَفِّرُوا".

4173 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبيد بن سعيدٍ، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِى الخَيْلِ".

4174 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا سعيد بن عامرٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أنسٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في مرابض الغنم قبل أن تُبنى المساجد.

4172 - صحيح: أخرجه البخاري [69، 5774]، ومسلم [1734]، وأحمد [3/ 131/ 209]، والطيالسي [2086]، والنسائي في "الكبرى"[5890]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 84]، وابن الجعد [1404]، والقضاعى في "الشهاب"[رقم 624، 625]، وأبو عوانة [رقم 5286]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 177]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 209]، والآجرى في "أخلاق حملة القرآن"[رقم 47]، والكلاباذى في "مفتاح المعاني"[رقم 26]، وغيرهم من طرق عن شعبة، عن أبي التياح عن أنس به.

قلتُ: أبو التياح اسمه يزيد بن حميد الضبعى؛ وللحديث طريق آخر عن أنس به بلفظ: (يَسِّروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا؛ فإن خير دينكم أيسره)، أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"[3/ 214]، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 346]- واللفظ له - وسنده مظلم.

4173 -

صحيح: أخرجه البخاري [2696]، ومسلم [1874]، والنسائي [3571]، وأحمد [3/ 114، 127، 171]، وابن حبان [4675]، وسعيد بن منصور [2427]، وابن أبي شيبة [33488]، وابن الجعد [1405]، والبيهقي في "سننه"[12671]، والقضاعى في "الشهاب"[رقم 222]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 99]، والبغوي في شرح السنة" [5/ 302]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبي التياح، عن أنس به.

4174 -

صحيح: أخرجه البخاري [232/ 419]، ومسلم [524]، والترمذي [350]، وأحمد [3، 131، 194]، وابن حبان [1385]، وابن أبي شيبة [3885]، وابن الجعد [رقم 1407]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 325]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 378]،=

ص: 101

4175 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا كريد بن رواحة العيشى، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُبُّ الأَنْصَارِ آيَةُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُنَافِقٍ، فَمَنْ أَحَبَّ الأَنْصَار فَبِحُبِّى أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِى أَبْغَضَهُمْ".

4176 -

حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريري، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة،

= وأبو عوانة [رقم 915]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبي التياح، عن أنس به

وليس عند ابن عساكر قوله: (قبل أن تُبنى المساجد)، ومثله الترمذي وابن حبان.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، ثم قال:"وأبو التياح: اسمه يزيد بن حميد"، قلتُ: وقد توبع عليه شعبة في سياقٍ أطول كما يأتي [برقم 4178]، وكذا [رقم 4180].

4175 -

صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل"[6/ 79] من طريق المؤلف به.

قال ابن عدي: "وهذا لا أعلم رواه بغير هذا اللفظ [كذا] غير كريد عن شعبة بهذا الإسناد".

قلتُ: ساقه له ابن عدي في ترجمته من "الكامل" مع جملة أخرى من مناكيره، ثم قال:"ولكريد غير ما ذكرتُ من الحديث؛ وليس بالكثير، وأحاديثه غرائب وإفرادات".

يعنى مناكير، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[9/ 780]، وقد خولف في سنده، خالفه "الثقات" الأثبات من أصحاب شعبة، فرووه عنه فقالوا: عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس مرفوعًا: (آية المؤمن حب الأنصار، وآية المنافق بغض الأنصار)، وهذا يأتي الكلام عليه عند المؤلف [برقم 4308].

ولشعبة فيه إسناد آخر، يرويه عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب مرفوعًا:(الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)، أخرجه البخاري [3572]- واللفظ له - ومسلم [75]، والترمذي [3900]، وأحمد [4/ 283، 292]، وابن حبان [7272]، والطيالسي [728]، وابن أبي شيبة [32353]، والنسائي في "الكبرى"[8334]، وابن الجعد [479]، وجماعة كثيرة؛ وقد اختلف على شعبة في سنده على لون آخر غير محفوظ، انظره عند الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1317]، وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، يأتي منها حديث أبي هريرة [برقم 7367].

4176 -

صحيح: أخرجه البخاري [661، 664، 6723]، وابن ماجه [2860]، وأحمد [3/ 114، 171]، والطيالسي [2087]، والبيهقي في "سننه"[4897، 16383]،=

ص: 102

حدثنى أبو التياح، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِل عَلَيْكُمْ حَبشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهَ زَبِيبَةٌ".

4177 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِى الخيْلِ".

4178 -

حَدَّثَنَا زهير بن حربٍ، حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن أنسٍ، قال: كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار، وكان فيه نخلٌ وحرثٌ وقبورٌ من قبور الجاهلية، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثَامِنونِى"، قالوا: لا نبغى به ثمنًا إلا

= وفي "المعرفة"[رقم 5263]، وابن الجعد [1413]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 124]، والبغوي في "تفسيره"[2/ 240/ طبعة دار طيبة]، وفي "شرح السنة"[5/ 161]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبي التياح، عن أنس به

ولفط الطيالسي: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى ذر: اسمع وأطع ولو لحبشى كأن رأسه زبيبة)، وهو رواية للبخارى وأحمد والبيهقي، وهو لفظ البغوي وابن الجعد والخطيب أيضًا.

4177 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 4172].

4178 -

صحيح: أخرجه أبو داود [454]، وابن ماجه [742]، وأحمد [3/ 118، 123، 244]، والطيالسي [2085]، وابن أبي شيبة [12095]، وابن أبي حاتم في "الآحاد والمثانى"[4/ رقم 2244]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 232]، والسلفى في "المجاز والمجيز"[ص 130]، والطبري في "تاريخه"[2/ 8]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 791]، وأبو عوانة [رقم 917]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة [وقرن معه شعبة وعبد الوارث عند الطيالسي وعنه أبو عوانة]، عن أبي التياح عن أنس به نحوه

وهو عند الطيالسي ومن طريقه أبو عوانة في سياق أطول؛ وزاد ابن ماجه والطيالسي ومن طريقه أبو عوانة وابن أبي عاصم، والسلفي: قول النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه: (ألا إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة)، وهو رواية لأحمد أيضًا.

قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وقد صححه الإمام في "الثمر المستطاب"[1/ 458]: على شرط مسلم، وقد وهم في ذلك، ولم يخرج مسلم لحماد عن أبي التياح شيئًا، وقد توبع حماد على بعضه، كما مضى [برقم 4174]، وتوبع عليه مطولًا، كما في الذي بعد الآتى.

ص: 103

عند الله، قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فُقطع، وبالحرث فأفسد، وبالقبور فنُبشت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل ذلك في مرابض الغنم وحيث أدركته الصلاة.

4179 -

حَدَّثَنَا جعفر بن مهران السباك، حدّثنا عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الجهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَى".

4180 -

حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حدّثنا عبد الوارث، عن أبي التياح الضبعى، حدّثنا أنس بن مالكٍ، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علوٍ بالمدينة؛ في حيٍ يقال له: ابن عمرو بن عوفٍ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلةً، ثم أرسل إلى ملأٍ من بنى النجار فجاؤوا متقلدين سيوفهم، قال أنسٌ: فكأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكرٍ ردفه، وملأٌ من بنى النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى حيث أدركته الصلاة، ويصلى في مرابض الغنم، ثم إنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأٍ من بنى النجار فجاؤوا، فقال:"يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِى بحَائطكُمْ هَذَا"، قالوا: لا، واللَّه لا نطلب به ثمنًا إلا إلى الله، قال أنسٌ: فكان فيه ما أَقول لكم: كانت فيه قبور المشركين، وكانت خربًا، وكان فيه نخلٌ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم

4179 - صحيح: أخرجه البخاري [80]، ومسلم [2671]، وأحمد [3/ 151]، والنسائي في "الكبرى"[5905]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 2924]، وابن عبد البر في "الجامع"[رقم 671]، وغيرهم من طرق عن عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح عن أنس به.

4180 -

صحيح: أخرجه البخاري [1769، 2000، 2619، 2627، 3717]، ومسلم [524]، وأبو داود [453]، والنسائي [702]، وابن خزيمة [788]، وابن حبان [2328]، والطيالسي [2085]، والبيهقي في "سننه"[4093]، وفي "الدلائل"[رقم 791]، وأبو عوانة [رقم 917، 918]، والبغوي في "شرح السنة"[7/ 11]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 83، 84]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 240]، وغيرهم من طرق عن عبد الوارث بن سعيد [وقرن معه شعبة وحماد عند الطيالسي]، عن أبي التياح عن أنس به نحوه مطولًا

وهو عند بعضهم باخصار يسير، وعند البخاري في الموضع الثاني والثالث والرابع: ببعضه فقط.

قلتُ: قد توبع عليه عبد الوارث ببعضه كما مضى؛ فانظر [رقم 4180، 4174].

ص: 104

بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فوضعوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه حجارةً، قال: فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، وهم يقولون:"اللَّهمَّ لا خَيْر إِلَّا خَيْرُ الآخِرَة، فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة".

4181 -

حدّثنا قال أبو التياح: فحدثنى ابن أبي الهذيل أن عمار بن ياسرٍ كان

4181 - ضعيف بهذا السياق: أخرجه الحارث في "مسنده"[2/ رقم 1018/ زوائد الهيثمي]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 240]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 414 - 415]، والبيهقي في "الدلائل" [رقم 1811] وغيرهم من طرق عن عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح [وقد تصحف أبو التياح عند المؤلف إلى:(أبي يحيى) وسيأتى التنبيه عليه] عن عبد الله بن أبي الهذيل به.

قلتُ: هذا إسناد رجاله رجال "الصحيح"؛ إلا أنه منقطع، بل مرسل، فإن ابن أبي الهذيل ليس له صحبة، إنما عداده في كبار التابعين، وبهذا أعله الهثيمى في "المجمع"[7/ 242]، فقال:"رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى؛ وإسناد أبي يعلى منقطع".

قلتُ: وقد اختلف في سنده على عبد الوارث، فرواه عنه جعفر بن مهران وعفان بن مسلم وعباس بن الفضل ومسدد بن مسرهد وأزهر بن مروان وغيرهم على الوجه الماضي؛ وخالفهم جميعًا: محمد بن عيسى الطباع - وهو ثقة حافظ مأمون - فرواه عن عبد الوارث عن أبي التياح عن ابن أبي الهذيل عن عمار بالمرفوع منه فقط، فجود إسناده، ووصله بعد انقطاعه، هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 461]، من طريق الطبراني عن الهيثم بن خالد المصيصي عن محمد بن عيسى بن الطباع به.

قلتُ: وهذه مخالفة لا تثبت، وشيخ الطبراني ضعفه الدارقطني كما في "سؤالات الحاكم له" [ص 158/ رقم 1238] وهو مترجم في "التهذيب وذيوله":(تمييزًا) لكن عبد الوارث بن سعيد قد توبع على الوجهين الماضيين عن أبي التياح، أعنى: المرسل والموصول، وقد بسطنا الكلام على حديث عمار:(تقتلك الفئة الباغية) في رسالة مستقلة؛ نظمنا هناك طرقه؛ واستوفينا شواهده؛ وهو حديث صحيح متواتر لفظًا ومعنى، والحديث هنا ضعيف بهذا السياق جميعًا؛ لأجل إرساله. واللَّه المستعان.

• تنبيه مهم: إسناد المؤلف هنا معطوف على الإسناد قبله؛ ومتنه جزء من الحدث الماضي؛ وقد وقع في سنده عند المؤلف هنا: (قال أبو يحيى) هكذا بدل: (أبو التياح) وهو تصحيف ظاهر، =

ص: 105

رجلا ضابطًا، فكان يحمل حجرين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاه، فدفع في صدره، فقال:"احْبُنِى"، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض التراب عن رأسه وصدره، ويقول:"ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ".

* * *

= ولم يفطن له حسين الأسد ولا المعلق على الطبعة العلمية، بل زاد الأول بالهامش معلقًا عليه:(أبو يحيى لم أعرفه).

قلتُ: ولو جهد جهده مرارًا فلن يعرفه البتة كونه مصحفًا من (أبو التياح) لكن يبدو أن هذا التصحيف قديم، فقد رأيت "الشهاب" البوصيري قد ساق إسناد المؤلف في "إتحاف الخيرة"[8/ 5]، ووقع عنده:(قال أبو يحيى) أيضًا.

ويقضى على هذا تمامًا: كون البيهقي قد ساق هذا الحديث من طريق المؤلف في "الدلائل"[عقب رقم 811]، ووقع عنده:(أبو التياح) هكذا على الصواب.

ص: 106