الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند عائشة رضي الله عنها
- (*)
4357 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلى، حدّثنا شيبان بن فروخ، حدّثنا جرير بن حازمٍ، حدّثنا نافعٌ، عن مولاة لفاكه بن المغيرة، أنها دخلت على عائشة، فرأت في بيتها رمحًا موضوعًا، فقلت: يا أم المؤمنين، ما تصنعين بهذا الرمح؟ فقالت: نقتل به هذه الأوزاغ، فإن نبى الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا أن إبراهيم حين ألقى في النار لم تكن دابةٌ في الأرض إلا تطفئ عنه، غير الوزغ، كان ينفخ عليه، فأمرنا نبى الله صلى الله عليه وسلم بقتله، قال: وأخبرنى عبد الرحمن السراج: أن اسمها سائبة، قال شيبان: يعنى اسم مولاة فاكهٍ.
(*) هي: أم المؤمنين؛ وأفقه نساء العالمين؛ البرَّة الطاهرة العَفَّة، الحَصَان الرَزَان التى لم تُخِلُّ بريبة؛ الأصيلة الكريمة العالمة الجليلة؛ السيدة النبيلة، والصحابية العظيمة، زوج نبينا في الدنيا والآخرة؛ التى كان ينزل عليه الوحى وهو في لحافها، المبرأة من فوق سبع سموات؛ البكر الوحيدة التى لم يتزوج غيرها النبي صلى الله عليه وسلم إذ سائر أزواجه ثيبات، ومناقبها كثيرة طيبة معروفة منشورة؛ فرضى الله عنها وأرضاها؛ وحشرنا معها وزوجها صلى الله عليه وسلم وأبيها وسائر الصحابة أجمعين. آمين.
4357 -
ضعيف بهذا السياق والتمام: أخرجه ابن ماجه [3231]، وأحمد [6/ 83، 109]، وابن حبان [5631]، وابن أبى شيبة [19898]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 14542]، وغيرهم من طريق جرير بن حازم عن نافع مولى ابن عمر عن مولاة الفاكه بن المغيرة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه المزى في "تهذيبه"[35/ 192]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 185 - 186].
وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 154]: (هذا إسناد صحيح) وليس كما قال، وموالاة الفاكه بن المغيرة اسمها سائبة كما سماها به عبد الرحمن السراج في ذيل الحديث عند المؤلف وغيره؛ تفرد نافع بالرواية عنها، ولم يوثقها أحد أعرفه سوى ابن حبان وحده، وقال الحافظ في "التقريب":"مقبولة" يعنى عند المتابعة، وقد توبعت على نحوه كما يأتى؛ غير أنها انفردت بهذا السياق جميعًا وليست بالحجة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد خولف جرير بن عبد الحميد في سنده؛ خالفه أيوب السختيانى، فرواه عن نافع فقال: إن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب؛ فقالت: ما هذا الرمح؟!
…
) وساق الحديث نحوه، هكذا لم يذكر سماع نافع من تلك المرأة، وأرسل القصة، أخرجه أحمد [6/ 217]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 185]، ويمكن تفسير تلك المرأة المبهمة؛ بكونها هي السائبة مولاة الفاكه المذكورة في الطريق قبله، وبهذا جزم ابن عساكر عقب روايته، لكن نافعًا جزم أبو حاتم الرازى بكون روايته عن عائشة وحفصة فيها إرسال، كما في "المراسيل"[ص 225]، فهذا الطريق منقطع، لكون نافع لم يشهد تلك القصة، لكن لستُ أقدِّمها على رواية جرير الماضية قبلها لاحتمال أن يكون نافع قد جوده في موضع، وأرسله في موضع آخر، وجرير وإن كان دون أيوب السختيانى في كل شئ، إلا أن روايته مجودة، قد حفظ فيها ما لم يحفظه غيره.
ثم جاء عبد الله بن عبد الرحمن بن أمية، وخالف جريرًا وأيوب معًا، ورواه عن نافع مولى ابن عمر: أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقتلوا الوزغ؛ فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام النار؛ قال: وكانت عائشة تقتلهن) فأسقط منه الواسطة بين نافع وعائشة، وصرح فيه بسماعه منها.
هكذا أخرجه أحمد [6/ 200]، وابن راهويه [1113]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 186]، من طريقين عن ابن جريج أخبرنى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى أمية به.
قلتُ: وهذه مخالفة لا ينظر إليها، ومن يكون ابن أبى أمية هذا؟! قد فتشت عنه كثيرًا فلم أظفر له بترجمة، وأخشى أن يكون قد وقع في اسمه تصحيف، ثم وقعت عليه في "المنفردات والوحدان"[ص 221/ رقم 1089]، لمسلم؛ ونص على تفرد ابن جريج عنه بالرواية؛ فكأنه شيخ مغمور، وهذا الطريق أيضًا: وجدته عند الفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 2223]، ومثله الأزرقى [رقم 838]، وكاتب الليث في "جزء من حديثه وفوائده"[رقم 2/ ضمن مجموع أجزاء حديثية].
• والصواب عندى: هو الطريق الأول وفيه ما قد علمت، وهو جهالة السائبة مولاة الفاكه، لكنها لم تنفرد به.
1 -
فتابعها أم السائب من رواية مطر الوراق عنها أنها دخلت على عائشة أم المؤمنين، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومعها عود تتبع الوزغ فتقتله، فقالت: (يا أم المؤمنين: ما شأن هذا الوزغ؟! فقالت: لما ألقى إبراهيم في النار: كان كل شئ يرد؛ غير هذا فأمرنا بقتله
…
). وفيه زيادة، أخرجه الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 6973]، من طريق مطهر بن الحكم المروزى عن علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن مطر الوراق به
…
قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت؛ عليّ بن الحسين مختلف فيه، وأبوه فيه كلام يسير، ومطر الوراق هو ابن طهمان؛ وهو مختلف فيه أيضًا، وليس بالقوى في حفظه، بل كان كثير الخطأ كما نص عليه الحافظ في ترجمته من "التقريب" وأم السائب لما أعرفها الآن، ومطهر بن الحكم هو الكرابيسى، روى عنه جماعة؛ ولم أر من وثقه أو ترجمه.
وللحديث طريق آخر يرويه هشام الدستوائى عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عكاز؛ فقالت: ما هذا؟! فقالت: لهذه الوزغ؛ لأن نبى الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا أنه لم يكن شئ إلا يطفئ على إبراهيم عليه السلام إلا هذه الدابة؛ فأمرنا بقتلها ونهى عن قتل الحيات إلا ذا الطفيتين والأبتر؛ فإنهما يطمسان البصر، ويسقطان ما فى بطون النساء) أخرجه النسائي [2831]، بإسناد مستقيم إلى هشام به
…
قال الإمام في "الصحيحة"[رقم 1581]: "هذا إسناد صحيح إن كان سعيد بن المسيب سمعه من عائشة؛ وإلا فإن ظاهره أنه من مراسيله".
قلتُ: وفيه علة أخرى، وهى أن قتادة لم يذكر سماعًا من ابن المسيب فيه، وتدليسه عن ابن المسيب غريب جدًّا، فكان ربما أدخل بينه وبينه عشرة رجال كلهم لا يعرفون، كما قاله الإمام أحمد، وعنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 255]، وقال القاضى إسماعيل الجهضمى في "أحكام القرآن" كما في "التهذيب" [8/ 355]:"سمعت عليّ بن المدينى يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفًا شديدًا، وقال: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال".
قلتُ: وقد خولف فيه قتادة أيضًا، كما بسطناه في (غرس الأشجار).
• والحاصل: أن جملة الأمر بقتل الوزغ مع كونها كانت تنفخ النار على إبراهيم عليه السلام ثابتة صحيحة عن جماعة من الصحابة؛ منها حديث أم شريك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمر بقتل الوزغ، وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام أخرجه البخارى [3180]، وجماعة كثيرة بهذا اللفظ، وهو عند مسلم [2237]، وجماعة كثيرة نحوه دون شطره الثاني، =
4358 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا نافعٌ، عن مولاة لفاكه بن المغيرة، عن عائشة، قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيات التى تكون في البيوت غير ذى الطفيتين والبتراء، فإنهما يطمسان الأبصار، ويقتلان أولاد الحبالى في بطونهن، ومن لم يقتلهما فليس منا.
= وتمام تخريجه في "غرس الأشجار"؛ وسياق المؤلف ومن رواه مثله ونحوه: ضعيف عندى، ولم أجد ما يُقَوِّى ضَعْفَه، أو يُقَوَّم عِوَجَه، وطرقه السابقة ليست متفقة السياق، وفى بعضها ما ليس في الأخرى، مع ما في أسانيدها من علات، فاللَّه المستعان.
4358 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 49، 83]، وابن راهويه [1774]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 1581]، وابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 132]، وفى "الاستذكار"[8/ 523]، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل"[2/ 723]، وغيرهم من طرق عن نافع مولى ابن عمر عن السائبة مولاة الفاكه عن عائشة به
…
نحوه، وهو عند البغوى مختصر بلفظ:(أمر - يعنى النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ذى الطفيتين والأبتر، وقال: إنهما يطمسان البصر؛ ويسقطان الولد).
قلتُ: هكذا رواه عبيد الله بن عمر العمرى - واختلف عليه - وجرير بن حازم؛ وعبد ربه بن سعيد المدنى، وتابعهم جويرية بن أسماء كما يأتى عند المؤلف [برقم 4776]، وأيوب السختيانى وعبد الرحمن بن عبد الله السراج كما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 132]، وغيرهم، كلهم رووه عن نافع عن السائبة عن عائشة به ....
وخالفهم عبد الله بن نافع مولى ابن عمر، فرواه عن أبيه فقال: عن السائب عن عائشة به
…
مثله، فسمى شيخ أبيه:(السائب) بدل: (السائبة) هكذا أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق [رقم 852]، بإسناد صحيح إليه، ثم قال الخطيب:(كذا قال: "عن السائب،" وإنما هو: عن السائبة عن عائشة).
قلتُ: وهو كما قال؛ وعبد الله هذا تركه النسائي والدارقطنى وجماعة وضعفه سائر النقاد، فروايته مطروحة؛ والمحفوظ عن أبيه هو الأول.
ثم جاء عالم المدينة وحافظها مالك بن أنس الإمام، وخالف الجميع في وصْلِه، فرواه عن نافع فقال: عن سائبة مولاة لعائشة به نحوه مرسلًا
…
دون قوله في آخره: (ومن لم يقتلهما فليس منا) فلم يذكر فيه عائشة، وأرسل الحديث، هكذا أخرجه في "موطئه"[رقم 1760/ رواية يحيى الليثى]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال ابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 131]: "هو معروف من حديث مالك مرسلًا، ومن حديث نافع أيضًا، وأكثر أصحاب نافع وحفاظهم يروونه عن نافع عن سائبة عن عائشة مسندًا متصلًا".
قلتُ: ولا تعارض عندى بين الوصل والإرسال؛ لاحتمال أن يكون نافع كان ينشط فيجوده؛ ثم يفتر فيرسله، وهذا أولى من توهيم مالك فيه، أو من توهيم أيوب ومن معه في وصله، وقد قال ابن عبد البر أيضًا [16/ 132]:"والدليل على أن هذا الحديث، عن سائبة عن عائشة مُسْنَدًا: أن هشام بن عروة يرويه عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم .... ".
قلتُ: ومدار الحديث مرسلًا ومتصلًا: على السائبة مولاة الفاكه بن المغيرة؛ وقد مضى أنها امرأة مجهولة الصفة، انفرد عنها نافع بالرواية؛ ولم يوثقها إلا ابن حبان وحده، على عادته في توثيق من لا يعرف من أهل تلك الطبقة.
ولنافع في هذا الحديث إسناد آخر، يرويه عن ابن عمر عن أبى لبابة الأنصارى قال:(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التى تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين؛ فإنهما اللذان يخطفان البصر، ويتتبعان ما في بطون النساء).
أخرجه مسلم [2233]، وجماعة كثيرة؛ لكن اختلف على نافع من هذا الوجه فيه، كما بسطناه في "غرس الأشجار".
وحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الذي أشار إليه ابن عبد البر آنفًا: قد أخرجه البخارى [3132]، ومسلم [2232]، وابن ماجه [3534]، وجماعة كثيرة، ولفظه:(اقتلوا ذا الطفيتين؛ فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل) هذا سياق البخارى.
وأخرجه أحمد [6/ 29]، من هذا الطريق بسياق أتم نحو سياق المؤلف هنا، لا ينقص عنه شيئًا، ومثله أبو نعيم في "الحلية"[9/ 226 - 227].
ورواه الليث بن أبى سليم عن القاسم بن أبى بكر الصديق عن عائشة به نحو سياق المؤلف هنا أيضًا
…
عند أحمد [6/ 157]، والليث ضعيف.
وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه - يأتى منهم حديث عبد الله بن عمر [برقم 5429، 5493، 5498، 5540]، والله المستعان.
4359 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا تَصَدَّقَتِ المرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا - غَيْرَ مُفْسِدَةٍ - فَلَهَا أَجْرُهَا، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُ مَا اكْتَسَبَ، وَلَهَا أَجْرُ مَا نَوَتْ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ".
4360 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا مهدى بن ميمونٍ، حدّثنا أبو عثمان الأنصارى، عن
4359 - صحيح: أخرجه ابن حبان [3358]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2739]، وغيرهما من طريق شيبان بن فروخ عن جرير بن حازم عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة به
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش عن أبى الضحى إلا جرير، ورواه سفيان الثورى وغيره عن الأعمش عن أبى وائل عن مسروق عن عائشة".
قلتُ: قد اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه جرير بن حازم كما مضى؛ وخالفه أصحاب الأعمش، فرووه عنه فقالوا: عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن مسروق عن عائشة به
…
فأبدلوا: (أبا الضحى) بـ (أبى وائل) هكذا رواه شعبة والثورى وجرير بن عبد الحميد وأبو بكر بن عياش وحفص بن غياث وأبو معاوية الضرير وابن نمير وابن عيينة وغيرهم كلهم عن الأعمش عن أبى وائل عن مسروق عن عائشة به
…
أخرجه البخارى [1370، 1372]، ومسلم [1024]، وابن ماجه [2294]، والنسائى في "الكبرى"[9198]، وأحمد [6/ 44]، وعبد الرزاق [7275، 16619]، والبيهقى في "سننه"[7637]، وابن راهويه [1141، 1728]، والحميدى [276]، وابن الجعد [77]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 216]، وجماعة كثيرة؛ وهذا هو المحفوظ عن الأعمش بلا شك، وجرير بن حازم على جلالته كانت له أوهام إذا حدث من حفظه؛ بل وصفه الإمام أحمد بكثرة الغلط، وقد رأيت الدارقطنى قد نص على وهمه على الأعمش في هذا الحديث في "علله" كما نقله عنه البدر العينى في "العمدة"[8/ 291].
وقد توبع عليه الأعمش: تابعه منصور بن المعتمر عند الشيخين وجماعة كثيرة؛ وقد اختلف في إسناده على وجوه أخر قد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار". والله المستعان.
4360 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3687]، والترمذى [1866]، وأحمد [6/ 131]، وابن حبان [5383]، والبيهقى في "سننه"[17174]، وفى "المعرفة"[رقم 5472]، وفى "الشعب" =
القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ مِنْهُ الْفَرَقُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ".
= [5/ رقم 5575]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 216]، وابن أبى الدنيا في "ذم المسكر"[19]، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"[ص 169]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 372]، وابن الجارود [861]، وابن راهويه [949، 952]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 255]، وغيرهم من طرق عن مهدى بن ميمون عن أبى عثمان الأنصارى عن القاسم بن محمد عن عائشة به
…
وليس عند الدارقطنى وابن الجارود وابن راهويه - الجملة الأولى منه: (كل مسكر حرام) وفى رواية لابن راهويه: (ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام) والفقرة الثانية من هذا اللفظ: هي رواية الترمذى أيضًا.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن؛ وقد رواه ليث بن أبى سليم، والربيع بن صبيح عن أبى عثمان الأنصارى، نحو رواية مهدى بن ميمون، وأبو عثمان الأنصارى: اسمه عمرو بن سالم، ويقال: عمر بن سالم أيضًا".
قلتُ: وقد وثقه أبو داود كما في "سؤالات الآجرى" ونقله عنه المزى في "تهذيبه"[34/ 69]، وذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 176]، وروى عنه جماعة أكثرهم ثقات مشاهير. فقول الذهبى عنه في "ميزانه" [4/ 550]:(لا يكاد يُدْرَى مَنْ هو) فمن قلة اطلاعه، وقول الحافظ عنه بـ "التقريب" [1/ 657]:"مقبول" فمن قصوره هو الآخر، وقبلهما قال المنذرى في - "مختصر السنن":"رجاله كلهم محتج بهم في "الصحيحين" إلا عمرو بن سالم، وهو مشهور لم أجد لأحد فيه كلامًا" نقله عنه الزيلعى في "نصب الراية"[4/ 363]، وتبعه على هذا ابن القطان الفاسى في "بيان الوهم" فقال:"أبو عثمان هذا لا نعرف حاله، وكان قاضيًا بمرو، ولم أجد ذكره في مظان وجوده في مصنفات الرجال الرواة".
ثم جازف على عادته وقال: "وليس هذا الحديث بصحيح" نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير"[8/ 704]، ثم تعقبه قائلًا: "كذا قال،
…
وقد أحسن مهدى بن ميمون الثناء على أبى عثمان، ووثقه أبو داود في رواية أبى عبيد الآجرى عنه، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وأخرج الحديث في "صحيحه" من جهته".
قلتُ: ومثل هذا قاله ابن عبد الهادى في "التنقيح"[3/ 228]، فكأن ابن الملقن ينقل عنه، فالحاصل: أن أبا عثمان هذا ثقة مشهور معروف أحد قضاة (مرو) فالإسناد صحيح كما قال =
4361 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، عن مالكٍ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
4362 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن مالكٍ، عن أبى الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفلٍ - كان يتيمًا في حجر عروة - عن عروة بن الزبير، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
= ابن عبد البر، ونقله عنه المناوى في "الفيض"[5/ 31]، وأقره عليه، بل صحح إسناده المناوى نفسه في كتابه "التيسير"[2/ 424]، وقال صاحب "البدر المنير" [8/ 703]: "هو حديث صحيح
…
" وقبلهم صححه ابن حبان وحسنه الترمذى كما مضى؛ لكن حكى الحافظ في التلخيص [4/ 73]، عن الدارقطنى أنه أعله بالوقف، وقد أجبنا عن تلك العلة في "غرس الأشجار" واستوفينا هناك طرقه وشواهده وألفاظه. واللَّه المستعان.
4361 -
صحيح: أخرجه مالك [739]، وعنه مسلم [1211]، وأبو داود [1777]، والترمذى [820]، والنسائى [2715]، وابن ماجه [2964]، والدارمى [1812]، وابن حبان [3934، 3935]، والشافعى [951]، والبيهقى في "سننه"[8586]، وفى "المعرفة"[رقم 2831، 2837]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 139]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 349]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 338]، وجماعة من طريقين عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة به .. منها الآتى.
4362 -
صحيح: أخرجه مالك [740]، ومن طريقه أحمد [6/ 343، 243]، وابن حبان [3936]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1789]، وابن ماجه [2965]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 170]، وغيرهم من طريق مالك عن أبى الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة به
…
بلفظه.
قلتُ: وسنده حجة، ومن هذا الطريق أخرجه النسائي [2716]، ولكن بلفظ:(أهلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج) وهو أيضًا من هذا الطريق عند البخارى [1487، 4146]، ومسلم [1211]، وجماعة كثيرة
…
ولكن بسياق أتم؛ وله طرق أخرى كثيرة، وشواهد عن جماعة من الصحابة قد استقصيناها في "غرس الأشجار" ..
4363 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن مالكٍ، عن الزهرى، عن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن محمد بن أبى بكرٍ الصديق، أخبر عبد الله بن عمر، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَلَمْ تَرَىْ إلَى قَوْمِكِ حِينَ بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إبرَاهِيمَ؟ " قالت: قلت: يا رسول الله، أفلا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَوْلا حَدَاثَةُ قَوْمِكِ بِالْكفْرِ"، قال: فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله، ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر، إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم.
4364 -
حدّثنا عبد الأعلى، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت ما أبالى صليت في الحجر أو في البيت.
4363 - صحيح: أخرجه مالك [807]، وعنه ابن الحسن في "موطئه"[2/ رقم 478]، والبخارى [1506، 3188، 4214]، ومسلم [1333]، والنسائى [2900]، وأحمد [6/ 176، 247]، وابن خزيمة [2726]، وابن حبان [3815]، والشافعى [612]، والبيهقى في "سننه"[9025، 9096]، وفى "المعرفة"[رقم 3064]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 185]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 361]، والأزرقى في "أخبار مكة"[رقم 178]، وغيرهم من طرق عن مالك عن الزهرى عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن أبى بكر الصديق عن عائشة به
…
وزاد البغوى ومالك والأزرقى والبيهقى في "سننه" ومسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: (لفعلت
…
) بعد قوله: (لولا حداثة قومك بالكفر) وهو رواية للبخارى، وعند الشافعي ومن طريقه البيهقى في "المعرفة" مكان تلك الزيادة: (لرددتها على ما كانت
…
).
قلتُ: قد اختلف في سنده على الزهرى، إلا أن هذا الوجه عنه هو المحفوظ. وتمام الكلام عليه في "غرس الأشجار".
4364 -
صحيح: أخرجه مالك [808]، وابن أبى شيبة [8529، 8530]، من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"[10/ 54]، وسنده حجة؛ وذكره الهيثمي في "المجمع"[3/ 551]، وقال:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح" .. وهو كما قال وزيادة.
4365 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا طيب بن سلمان، قال: سمعت عمرة تقول سمعت أم المؤمنين تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ - أوْ قَالَ: الْغَدَاةَ - فَقَعَدَ في مَقْعَدِه فَلَمْ يَلْغُ بِشَىْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَيَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يُصَلِّىَ الضُّحَى أرْبعَ، ركَعَاتٍ خَرجَ منْ ذُنوبِه كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لا ذَنْبَ لَهُ".
4366 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا طيب بن سلمان، قال: قالت عمرة،
4365 - منكر بهذا التمام: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 5940]، من طريق شيبان بن فروخ عن الطيب بن سلمان عن عمرة عن عائشة مرفوعًا بلفظ: (من صلى الغداة وقعد في مصلاه حتى تطلع الشمس، ثم صلى أربع ركعات، غفر الله له ذنوبه
…
).
قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 134]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" بنحوه، وفيه الطيب بن سلمان، وثقه ابن حبان، وضعفه الدارقطنى، وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح".
قلتُ: وتضعيف الدارقطنى له - نقله عنه البرقانى في "سؤالاته"[ص 38/ رقم 243]، قال:"وقلت له: الطيب بن سلمان عن عمرة؟! فقال: شيخ ضعيف بصرى"، وهذا مُقَدَّم على ذكر ابن حبان له في "الثقات"[6/ رقم 493]، وكذا مُقَدَّم على توثيق الطبراني له أيضًا في "الأوسط"[6/ 106 عقب رقم 5941]، ومثله لا يحتمل له التفرد عن مثل عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، وهى الثقة الحجة كما يقول ابن معين، وقد روى عنها الأكابر وهم كُثُر، فإذا انفرد عنها مثل هذا الطيب بحديث لم يتابعه عليه أحد - لم يكن إلا مردودًا عليه.
إذا عرفت هذا فلا التفات إلى تحسين السيوطى لإسناد هذا الحديث في "فتاويه"[1/ 65]، وقد سبقه إلى ذلك: البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 130]، ولعله أخذه عنه، وقد تصحف (الطيب بن سلمان) في "الميزان"[2/ 346]، و"اللسان"[3/ 214] إلى (
…
ابن سليمان) بالياء بعد اللام، وفى نسخة من "الميزان":(ابن سلمان) وهو الصواب. وهكذا وقع عند الآخرين. وقد رأيت الحديث عند ابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 144]، من طريق المؤلف.
4366 -
منكر بهذا التمام: هذا إسناد ضعيف كسابقه، وللحديث طريق آخر عن عائشة بشطره الأول فقط: يأتى عند المؤلف [برقم 4539]، وهو المحفوظ عنها؛ والحديث هنا منكر بهذا التمام، آفته الطيب بن سلمان؛ وقد مضى الكلام حوله بالحديث الماضى. واللَّه المستعان.
سمعت أم المؤمنين، تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الضحى أربع ركعاتٍ، لا يفصل بينهن بكلامٍ.
4367 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا طيب بن سلمان، قال: سمعت عمرة قالت: وسمعت عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الوصال في الصيام، ويأمر بتبكير الإفطار وتأخير السحور.
4367 - ضعيف دون الفقرة الأولى: أخرجه الرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 338]، والشجرى في "أماليه"[ص 341]، من طريق شيبان بن فروخ عن الطيب بن سلمان عن عمرة عن عائشة به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف كسابقه آفته الطيب بن سلمان هذا، فقد ضعفه الدارقطنى؛ ووثقه من لم يخبر حاله، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[3/ 368]، فقال:"رواه أبو يعلى، وفيه الطيب بن سليمان [كذا، والصواب: سلمان] وهو ضعيف".
أما صاحبه البوصيرى فقد قال في "إتحاف الخيرة"[3/ 28]: "رواه أبو يعلى بإسناد حسن" كذا، كأنه اعتمد توثيق من وثق الطيب بن سلمان، أو توسط بين توثيقه وتضعيفه مع أن الصواب تقديم ضعفه، لأن فيه زيادة علم أولًا وثانيًا: لكون من ضعفه - وهو الدارقطنى - أقعد بعلم "الجرح والتعديل" ممن وثقه، كابن حبان والطبرانى.
ثم إن حديث الرجل نفسه يشهد بتليينه، فهو ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه كما في هذا الحديث وسابقيه.
وقد رأيت الحافظ ابن كثير قد اعتمد ضعفه في "تفسيره"[1/ 83/ طبعة دار طيبة]، وزاد قوله:"وليس هو بذاك المشهور" وهو كما قال، وللفقرة الأولى من الحديث طرق أخرى عن عائشة به
…
يأتى بعضها [برقم 4378، 14513]، وكذا لها شواهد عن جماعة من الصحابة أيضا، وهى جملة صحيحة ثابتة.
أما الفقرتان: الثانية والثالثة، فلها شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة، وكلها غبر ثابتة، ولا يصح في الأمر بتعجيل الفطور وتأخير السحور حديث قط، إنما الثابت في الباب: هو استحباب ذلك فقط، دون الأمر المفيد للوجوب، وقد توسعنا في تخريج أحاديث الباب في كتابنا "غرس الأشجار". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= • تنبيه: نقل الرامهرمزى عقب روايته عن عبدان الأهوازى الحافظ أنه قال: "هذه عمرة الطاحية وليست بعمرة بنت عبد الرحمن بن زرارة" كذا قال، وقال الطبراني في "الأوسط"[6/ 106]، عقب حديثين رواهما من هذا الطريق الماضى [برقم 5941]، [ورقم 5940]:"لم يرو هذين الحديثين عن عمرة بنت أرطأة - وهى العدوية البصرية، وليست بعمرة بنت عبد الرحمن - إلا الطيب بن سليمان [كذا، وصوابه: سلمان] المؤدب، ويكنى أبا حذيفة بصرى ثقة".
قلتُ: مضى الكلام عن توثيقه طيبًا، إنما الشأن هنا في عمرة شيخة الطيب، فكنت أراها بنت عبد الرحمن الأنصارية الثقة الفقيهة الحجة؛ لأنها هي المرادة بذلك عند الإطلاق، وهى أشهر من يروى عن عائشة ممن يسمى بـ (عمرة) لكن تبين أنها ليست هي المقصودة هنا، فمن تكون سواها؟!
فعبدان الأهوازى يقول: هي (عمرة الطاحية) وما عمرة الطاحية؟! أشهد أنى لا أعرفها، أما الطبراني فقد جود اسمها ونسبها، فقال: هي "عمرة بنت أرطأة العدوية البصرية
…
) ولم أظفر لتلك المرأة بترجمة أيضًا، وإن وقع اسمها في بعض الكتب المسندة، كـ"زوائد فضائل الصحابة" لعبد الله بن أحمد [1/ 501/ رقم 817]، وكذا في (زوائد الزهد) له أيضًا كما في "الدر المنثور"[1/ 340].
ثم وقفت على المدهش لابن الجوزى [ص 60 - 61]، فوجدته قد عقد بابًا في (الأسماء المشتبهة) ثم ساق أربعة روايات عن عمرة عن عائشة
…
آخرها هذا الحديث هنا، ثم قال:"عمرة الأولى: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية، والثانية: بنت قيس العدوية؛ والثالثة: بنت أرطأة، والرابعة: يقال لها: الطاخية".
قلتُ: وكلهن مجهولات سوى الأولى. والأخيرة هي صاحبة هذا الحديث كما قاله عبدان الأهوازى فيما نقله عنه الرامهرمزى كما مضى، لكنه سماها:(الطاحية) بالحاء المهملة، وليس بالخاء المعجمة، ولا أدرى أيهما أصح، وسواء كانت الطاخية هذه أو الطاحية، هي نفسها (عمرة بنت أرطأة العدوية البصرية) أو هي امرأة غيرها، فقد ازداد الإسناد الماضى والذى قبله وقبل قبله: علة أخرى، وهى جهالة (عمرة) شيخة الطيب بن سلمان الذي ضَعَّفه الدارقطنى بحق، واللَّه المستعان.
4368 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا أبو الربيع السمان، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَبَات الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجذَامِ".
4368 - باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 672]، والسهمى في "تاريخه"[ص 190]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 377]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 172]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 169]، وابن السنى وأبو نعيم كلاهما في "الطب" كما في "اللآلئ المصنوعة"[1/ رقم 114]، وأبو القاسم البغوى في "حديث كامل بن طلحة الجحدرى [2/ 1]، كما في "الصحيحة" [10/ 215]، وغيرهم من طريق أبى الربيع السمان أشعث بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه البزار في "مسنده"[3/ رقم 3030]، وقرن:(نعيم بن المورع) مع (أشعث بن سعيد) في سنده، ثم قال:"لا نعلم أحدًا رواه وأسنده إلا أشعث، وهو أبو الربيع السمان، ونعيم، لا نعلم رواه غيرهما إلا ألين منهما، وهما لينا الحديث".
كذا قال، وقد يفهم من كلامه: أنه قد ينفى متابعة الراوى الضعيف عنده لحديث ينفرد به؛ مع وجود من شاركه في تلك الراوية عن شيخه لكون ذلك المشارك أشد ضعفًا، فلا تعارض تلك المتابعة التالفة نفيه لها البتة، ويكون مراده آنذاك من عبارته الماضية: "لا نعلم رواه غيرهما
…
" يعنى: من هو فوقهما في الضعف، فلا يرد عليه: كونهما قد توبعا عليه من قبل جماعة آخرين هم ما بين كذاب وهالك وساقط؛ لاحتمال أن يكون هؤلاء قد سرقوا الحديث ممن جزم البزار بتفردهما به.
وهذا الفهم كله إن صح - قاعدة حسنة: يُفْزَع إليها عند كثير من عبارات البزار المشكلة، فكثيرًا ما يجزم بكون الحديث لم يروه إلا فلان، أو تفرد به فلان، ويكون ثم عدة متابعات لهذا الفلان، لكنها من أقوام أشد ضعفًا من ذلك المتفرد به عند البزار، فلا يحسن آنذاك الاعتراض عليه بمثل تلك المتابعات؛ لأنه ربما يكون البزار قد وقف على جل تلك المتابعات فعلم أنها مسروقة ممن جزم بتفرده، فأعرض عنها؛ وصح له جزمه بتفرد الراوى الأصلى بالحديث، عمن رواه عنه؛ دون من سرقه منه، وادعى مشاركته له في السماع من شيخه فيه.
وعبارة البزار الماضية عقب هذا الحديث: لا تصلح مثالًا جيدًا لِمَا نحوم حوله لكون (نعيم بن المورع) الذي جزم البزار بكونه تفرد بالحديث مع أبى الربيع السمان، قد نص ابن عدى في "الكامل" - كما يأتى - على كونه واحدًا ممن سرق هذا الحديث من أبى الربيع. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والذى يصلح مثالًا لهذا: هو قول الطبراني عقب روايته: (لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا أبو الربيع) فلا يحسن التعقب عليه بمثل قول المحدث الحوينى في "تنبيه الهاجد"[رقم 42]: "قلتُ: رضى الله عنك، فلم يتفرد به أبو ربيع، فتابعه يحيى بن هشام السمسار، ونعيم بن مورع بن توبة العنبرى
…
وتابعهما أيوب بن واقد عن هشام بسنده سواء
…
".
وقبله علق الإمام أيضًا في "الضعيفة"[10/ 215]، على قول الطبراني الماضى فقال: "كذا قال، وذلك على ما أحاط به علمه، وإلا فقد قال ابن عدى
…
" ثم ساق قول ابن عدى في "الكامل" [1/ 377]، عقب روايته: "وهذا الحديث قد سرقه من أبى الربيع السمان: جماعة ضعفاء، منهم: نعيم بن مورع، ويعقوب بن الوليد الأزدى، ويحيى بن هاشم الغسانى وغيرهم،
…
".
وعبارة ابن عدى هذه نقلها أبو إسحاق الحوينى أيضًا عقب تعقبه لأبى القاسم اللخمى، والاعتذار لكبار الحفاظ - أمثال الطبراني - أولى عندى من التسرع برميهم بقلة الاطلاع؛ طالما هناك مندوحة لذلك الاعتذار ولو بعيدة، مع كونها في هذا الحديث قريبة إن شاء الله، فقد جزم غير واحد من النقاد تلويحًا وتصريحًا - بكون هذا الحديث معروفًا بأبى ربيع السمان، وأن ثم من سرقه منه، ومن هؤلاء: أبو أحمد الجرجانى كما مضى كلامه آنفًا، ومنهم ابن حبان: فقد ساق الحديث في ترجمة (أبى الربيع السمان) من "المجروحين" ثم قال: "حدت به أبو الربيع السمان؛ فظفر عليه يحيى بن هاشم السمسار، فحدث به" يعنى أن يحيى قد سرقه منه، فتحمل عبارة الطبراني الماضية:"لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا أبو الربيع" على مثل ما حملنا به عبارة البزار السابقة في أول كلامنا، وللحفاظ من كبار الأئمة إطلاقات متبانية في دعواهم التفرد ونحوه، والتماس المخارج الحسنة لما استشكل من كلامهم عند البعض، والمذهب المتبع عند من علم مقدار هؤلاء في الحفظ والاطلاع والمعرفة، ما لم يضق الأمر على الناظر جدًّا.
وقد بسطنا تلك المخارج والاعتذارات والتاويلات بسطًا وافيًا في كتابنا "إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد".
والحديث قد أنكروه على أشعث بن سعيد أبى ربيع السمان، وذكروه له في ترجمته كما مضى عند ابن عدى وابن حبان، وأبو الربيع هذا كذبه هشيم، وتركه أكثر النقاد، وضعفه بعضهم، وقد اعتمد الحافظ تركه في "التقريب"، قال ابن حبان:"يروى عن الأئمة الثقات الأحاديث الموضوعات، وبخاصة عن هشام بن عروة؛ كأنه ولع بقلب الأخبار عليه" ثم ساق له هذا الحديث، وقال عقبه:"وهذا متن باطل لا أصل له" وقال ابن عدى عقب روايته: =
4369 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا حرب بن سريجٍ، قال: حدثتنى زينب بنت يزيد بن راشق العتكية، أنها سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الأُمَمَ السَّالِفَةَ: المِائَةُ أُمَّةٌ، إذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ وَجَبَتْ لَه الْجَنَّةُ، وَإنَّ أُمَّتِى الخمْسُونَ مِنْهُمْ أُمَّةٌ، فَإذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ".
= "قال لنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز - هو أبو القاسم البغوى -: هذا الحديث عندى باطل".
قلتُ: وبأبى الربيع هذا، أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 169، 172]، وقبله ابن الجوزى في "الموضوعات" وحكم بوضعه، لكن تعقبه السيوطى في "اللآلئ" [1/ 113]- على عادته - بكون الأشبه: أن الحديث ضعيف لا موضوع، وقد تعقبه المعلمى اليمانى في "تعليقه على الفوائد المجموعة"[ص 475] والإمام في "الضعيفة"[رقم 4687]، وشنَّع عليه جدًّا، وكذا تعقبه المحدث الحوينى في "النافلة"[رقم 29]، بما يغنى عن تعقبه هنا، وقد رواه جماعة من الهلكى عن هشام بن عروة بإسناده به
…
، وقد استوفينا تخريج طرقهم في "إيقاظ العابد".
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة كلها مظلمة الأسانيد، وقد جزم ببطلانه جماعة من النقاد كابن معين وابن حبان والبغوى - وأقره ابن عدى - وغيرهم، وجزم ابن الجوزى بوضعه، وتبعه جماعة عليه، وعلامة البطلان لائحة عليه.
4369 -
منكر بهذا السياق: أخرجه الطبراني في الدعاء [رقم 1965]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"[1/ 547]، من طريق حرب بن سريج عن زينب بنت يزيد بن راشق العتكية عن عائشة به
…
وهو عند الطبراني بالمرفوع منه فقط، وعند ابن مردويه بنحو الفقرة الأخيرة منه فقط، وزاد:(وكان أشد الناس حياء من العواتق في خدرها) ..
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف غريب، وحرب بن سريج وإنْ وثقه ابن معين ومشاه جماعة إلا أنه قد تُكُلِّم فيه، فقال أبو حاتم:"ليس بقوى الحديث؛ ينكر عن الثقات" وقال البخارى: "فيه نظر" وهذا جرح شديد في الغالب عنده، وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل" [2/ 419]:"وليس هو بكثير الحديث، وكان حديثه غرائب وإفرادات، وأرجو أنه لا بأس به".
يعنى لا يتعمد الكذب، وقال ابن حبان:"يخطئ كثيرًا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد" وذكره جماعة في "الضعفاء، فالظاهر: أنه ليس ممن يحتج به على الانفراد، لاسيما وقد وقفت له على مناكير لا يتابع عليها، ومنها هذا الحديث، وهو من رجال "التهذيب".
وقالت زينب: قال رجلٌ من نساك أهل الشام يقال له: شهر بن حوشبٍ: ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين؟ قالت: القرآن يا بنى، قالت: فقال شهرٌ: حسبكم، ومن يطيق القرآن؟! قالت: من طوقه الله يا بنى.
4370 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروقٍ، قال: قالت عائشة: قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل الليل، ثم انتهى وتره إلى السحر.
= وزينب بنت يزيد العتكية أغرب من عنقاء مغرب، قال العلامة المعلمى اليمانى في بعض تعاليقه على الفوائد الجموعة [ص 357]:"زينب بنت يزيد العتكية: لم أجدها" وقد فتشت عنها كثيرًا فلم أظفر لها بترجمة، وقد وقع اسم جدها عند المؤلف:(راشق) والذى في ترجمة حرب بن سريج من "تهذيب الكمال"[5/ 522]: (واشق) أوله واو، لكن في ترجمته عند ابن أبى حاتم [3/ 250]:(وسق) هكذا، وهو الذي وقع عند الطبراني في "الدعاء" وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" ولا أدرى الصواب أين.
وللفقرة الأخيرة من الحديث: طرق أخرى كثيرة عن عائشة به نحوه
…
منها طريق قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام بن عامر عن عائشة في سياق طويل، وفيه:(فقلتُ: يا أم المؤمنين، أنبئينى عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟!. قلتُ: بلى، قالت: فإن خلق نبى الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن) أخرجه مسلم [746]، وجماعة كثيرة؛ وسنده صحيح؛ وقتادة قد صرح بالسماع من زرارة بن أوفى عند جماعة؛ والحديث هنا: منكر بهذا السياق جميعًا. والله المستعان.
4370 -
صحيح: أخرجه البخارى [951]، ومسلم [745]، وأبو داود [1435]، وأحمد [6/ 46، 100، 107]، وعبد الرزاق [4624]، وابن راهويه [1448]، وتمام في "فوائده"[رقم 553]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[3/ 378]، وأبو عوانة [رقم 1801، 1802]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 673]، وابن جميع في "المعجم"[رقم 288]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة به ....
قلتُ: هكذا رواه جماعة عن الأعمش: منهم شعبة وحفص بن غياث والثورى وأبو معاوية وأبو بكر بن عياش وأبو عوانة وفضيل بن عياض وغيرهم، لكن اختلف فيه على الثورى وأبى بكر بن عياش. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - أما الثورى: فرواه عنه عبد الرزاق وقبيصة ومخلد بن يزيد وغيرهم على الوجه الماضى عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة به .. ، وخالفهم سعد بن سعيد الجرجانى، فرواه عن الثورى فقال: عن الأعمش عن أبى وائل عن مسروق عن عائشة به بلفظ: (من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر) فأسقط منه: (أبا الضحى) وأبدله بـ (أبى وائل).
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4831]، بإسناد صحيح إليه، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا سعد بن سعيد" ..
قلتُ: وهو أبو سعيد الجرجانى المعروف بـ (سعدويه) ترجمه ابن عدى في "الكامل"[3/ 357]، فقال:"حدث عن الثورى .... وعن غيره مما لا يتابع عليه" ثم ساق له جملة من غرائبه وأفراده عن الثورى وغيره، وقال في ختام ترجمته:"ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، كانوا غافلين عنه، وهو من أهل بلدنا، ونحن أعرف به" ..
قلتُ: وقد قبلنا قولك فيه يا أبا أحمد، وقد ذكره العقيلى في "الضعفاء"[2/ 118]، وله ترجمة في "تاريخ السهمى"[ص 217]، وفيها ساق السهمى له هذا الحديث أيضًا. والمحفوظ عن الثورى هو الوجه الأول.
وللثورى فيه شيخ آخر، فرواه عنه وكيع عن عاصم بن أبى النجود عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة بلفظ:(من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر، فمات وهو يوتر بالسحر) أخرجه أحمد [6/ 204]، وغيره؛ وقد توبع الثورى على هذا الوجه: تابعه جماعة، منهم أبو بكر بن عياش، واختلف عليه؛ فرواه عنه أسود بن عامر على هذا الوجه عند أحمد أيضًا [6/ 129].
وخالفه أحمد بن عبد الله بن يونس؛ فرواه عنه على الوجه الأول عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة به .... كما عند أبى داود و غيره، ولا مانع أن يكون له فيه شيخان، لاسيما وقد توبع على الوجهين جميعًا.
وقد توبع عليه أبو الضحى أيضًا، وله طرق أخرى نحوه عن عائشة به
…
قد استوفيناها في "غرس الأشجار" واستوعبنا هناك أحاديث الباب ..
4371 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا إسماعيل بن زكريا، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، قالت: خَيَّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه، فلم يجعله طلاقًا.
4371 - صحيح: أخرجه مسلم [1477]، والبيهقى في "سننه"[14801]، وأبو عوانة [رقم 3697]، وغيرهم من طريق إسماعيل بن زكريا عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به
…
قلتُ: إسماعيل بن زكريا هذا مختلف فيه، لكن تابعه روح بن مسافر عن الأعمش به مثله عند أبى الشيخ في "الطبقات"[2/ 84]، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 266]، بإسناد لا يثبت.
وروح بن مسافر هذا قد أزهق النقاد روحه، لكثرة ما يأتى به من المناكير عن "الثقات، وقد تركه جماعة، وضعَّفه الآخرون، وهو من رجال "اللسان" [2/ 467]، وقد اضطرب في سنده أيضًا، كما تراه في "الكامل" [3/ 139]، وقد خالفهما الثقات المشاهير من أصحاب الأعمش، مثل الثورى وأبى معاوية وأبى عوانة وشعبة وغيرهم، كلهم رووه عن الأعمش فقالوا: عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة به
…
نحوه ..
أخرجه البخارى [4962]، ومسلم [1477]، وأبو داود [2203]، والترمذى [عقب رقم [1179]، والنسائى [3444، 3445]، وابن ماجه [2052]، وأحمد [6/ 45، 47، 239]، وابن حبان [4267]، والطيالسى [1403]، وسعيد بن منصور [1646]، والمؤلف [4372]، وابن أبى شيبة [18101]، وابن راهويه [1452]، وأبو عوانة [رقم 3692، 3693، 3695]، وغيرهم؛ وهذا هو المحفوظ عن الأعمش.
نعم: ربما كان الوجهان صوابين جميعًا، فقد قرنهما إسماعيل بن زكريا لما حدث به عن الأعمش عند مسلم وأبى عوانة، فقال: (حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة وعن الأعمش عن مسلم - هو أبو الضحى - عن مسروق عن عائشة. به مثله
…
) وسياقه للإسنادين معًا يدل على أنه حفظه إن شاء الله، لاسيما وقد توبع الأعمش على الوجه الأول عن إبراهيم، وتوبع إبراهيم عليه عن الأسود، وقد توبع أبو الضحى عليه أيضًا: تابعه عامر الشعبى على نحوه عن مسروق عن عائشة به قالت: (خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفكان طلاقًا؟!). =
4372 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا إسماعيل بن زكريا، حدّثنا الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة، بمثله.
4373 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد السلام بن حربٍ، عن بديل بن ميسرة، عن أبى الجوزاء، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في الركعتين على التشهد.
= أخرجه البخارى [4962]- واللفظ له - ومسلم [1477]، والنسائى [3203، 3441، 3442، 3443]، والدارمى [2269]، والترمذى [1179]، وجماعة كثيرة. وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
4372 -
صحيح: انظر قبله.
4373 -
منكر: هذا إسناد ظاهره الصحة، رجاله رجال الصحيح، إلا أن فيه علتين:
الأولى: أبو الجوزاء قد اختلف في سماعه من عائشة، فقال ابن عدى في "الكامل": "وأبو الجوزاء: روى عن الصحابة: ابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم؛ وأرجو أنه لا بأس به، ولا يُصحَّح روايته عنهم، أنه سمع منهم.
ويقول البخارى: في إسناده نظر، أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا (بالأصل:"إلا" وهو غلط) أنه ضعيف عنده، وأحاديثه مستقيمة
…
).
قلتُ: الرجل وثقه الجماعة وكفى، إنما الشأن فيما نحن بصدده. ونقل الحافظ في "تهذيبه"[1/ 384]، عن ابن عبد البر أنه ذكر في "التمهيد" أن أبا الجوزاء لم يسمع من عائشة أيضًا، لكن احتج مسلم في "صحيحه" بروايته عن عائشة، وقد ذكر الحافظ في "تهذيبه" ما يؤيد سماعه منها. وهو التحقيق عندى؛ فزالت العلة الأولى.
والثانية: أن عبد السلام بن حرب وإن كان ثقة حافظًا، إلا أن ثَمَّ من تكلم فيه، فقال ابن سعد:"كان به ضعف في الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: "ثقة في حديثه لين، وقاله العجلى بعد توثيقه له: "والبغداديون يستنكرونه بعض حديثه
…
" وغمزه ابن المبارك وغيره حتى ذكره جماعة في "الضعفاء" وما أشبهه بقول الحافظ عنه بـ "التقريب": "ثقة حافظ له مناكير".
وقد خولف في هذا الحديث، خالفه حسين المعلم، فروى عن بديل عن أبى الجوزاء عن عائشة حديثها المعروف في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم [498]، وجماعة كثيرة، =
4374 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدثنا عليّ بن هاشمٍ، عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلادَةِ".
= وهو يأتى عند المؤلف [برقم 4667]، وليس فيه شئ من لفظه هنا، بل ثبت في صحاح الأخبار ما يعارض سياق هذا الحديث، كما بسطناه في "غرس الأشجار"، فالظاهر أن عبد السلام قد غلط فيه على بديل بن ميسرة، كما غلط عليه قديمًا في حديثه عن أبى الجوزاء أيضًا عن عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللَّهم وبحمدك
…
إلخ).
أخرجه أبو داود [776]، وجماعة كثيرة، وهو مُخَرَّج في "غرس الأشجار"، وراجع لحديثه هنا:"السلسلة الضعيفة"[5816]، للإمام. واللَّه المستعان.
• تنبيه: قد تصحف (أبو الجوزاء) في سنده على الهيثمى في "المجمع"[2/ 336]، إلى ابن الحويرث، فقال:"رواه أبو يعلى من رواية أبى الحويرث عن عائشة، والظاهر أنه خالد بن الحويرث، وهو ثقة؛ وبقية رجاله رجال الصحيح" وليس كما قال أصلًا، وخالد بن الحويرث هذا لا تعرف له رواية عن عائشة، ولا ذكروا أن بديل بن ميسرة يروى عنه، فضلًا عن كونه لا يُكَنَّى بـ (أبى الحويرث) فضلًا عن كون أبى الحويرث مصحفًا من (أبى الجوزاء) وقد وقع اسمه على الصواب عند البوصيرى في "الإتحاف"[2/ 64]، والحافظ في "المطالب"[رقم 486]، نقلًا عن إسناد المؤلف هنا. فللَّه الحمد.
4374 -
صحيح: أخرجه مسلم [1444]، والبيهقى في "سننه"[15384]، وأبو عوانة [رقم 3538]، وغيرهم من طريق عليّ بن هاشم بن البريد عن هشام بن عروة عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة الأنصارية عن عائشة به ....
قلتُ: هكذا رواه أبو معمر الهذلى وداود بن رشيد كلاهما عن عليّ بن هاشم على هذا الوجه، وخالفهما محمد بن عبيد المحاربى، فرواه عن عليّ بن هاشم فقال: عن هشام بن عروة عن عبد الله بن أبى بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة به
…
، وزاد فيه واسطة بين عبد الله وعمرة، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[5436].
وقد توبع عليّ بن هاشم على الوجهين معًا عن هشام، واختلف على هشام بن عروة فيه على ألوان أخر، قد ذكرنا ما وقفنا عليه منها في "غرس الأشجار". =
4375 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، عن عليّ بن هاشمٍ، عن هشام بن عروة، عن بكر بن وائلٍ، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً قط، ولا ضرب خادمًا له قط، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شئٌ فانتقمه من صاحبه، إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم.
= وقد توبع على الوجه الأول، تابعه جماعة، منهم مالك بن أنس عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة عن عائشة به مثله
…
وذكر في أوله قصة، أخرجه في "موطئه"[1254]، وعنه البخارى [2503، 2938، 4811]، ومسلم [1444]، والنسائى [3313]، وأحمد [6/ 178]، والدارمى [2247، 2250]، والشافعى [1454]، والبيهقى في "سننه"[13680، 15383]، وفى "المعرفة"[رقم 4930]، وأبو عوانة [رقم 3536]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 47]، وجماعة كثيرة.
ولمالك فيه إسناد آخر عند أحمد [6/ 51]، وله طرق أخرى عن عائشة به
…
قد استوفيناها في "غرس الأشجار".
437 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5428]، وفى "الصغير"[2/ رقم 814]، والنسائى في "الكبرى"[9164]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 292]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 472]، وفى "سير النبلاء"[2/ 195]، و [8/ 345]، و [11/ 71]، وغيرهم من طريقين عن عليّ بن هاشم بن البريد عن هشام بن عروة عن بكر بن وائل عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
زاد الطبراني والنسائى والخطيب (فينتقم لله) وعند الطبراني في "الصغير": (فينتقم له) وعنه الخطيب مثله.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن بكر بن وائل إلا هشام بن عروة، تفرد به عليّ بن هاشم".
قلتُ: وخولف عليّ بن هاشم في سنده؛ خالفه الكافة من أصحاب هشام؛ وكيع وأبو أسامة وأبو معاوية وعبدة بن سليمان وداود الطائى وابن المبارك وعامر بن صالح وغيرهم، كلهم رووه عن هشام فقالوا: عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وبعضهم يزيد على بعض.
أخرجه مسلم [2328]، وابن ماجه [1984]، وأحمد [6/ 31، 206، 229، 281]، والدارمى [2218]، وابن حبان [488]، وابن أبى شيبة [25459]، والبيهقى في "سننه" =
4376 -
حَدَّثَنَا أبو معمرٍ، حدّثنا عبد العزيز بن أبى حازمٍ، عن أبيه، عن مسلم بن قرطٍ، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إلَى الخلاءِ فَلْيَسْتَطِبْ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ، فَإنَّهَا تُجْزِئُهُ".
= [13081، 20577]، وفى "الشعب"[2/ رقم 1424]، والنسائى في "الكبرى"[9165]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 366]، وابن راهويه [810، 811]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 349]، وهناد في "الزهد"[رقم 1266]، والبغوى "شرح السنة"[6/ 415]، وفى "الأنوار"[رقم 201]، وغيرهم كثير؛ وهو عند ابن أبى شيبة وعنه ابن ماجه بالفقرة الأولى والثانية والثالثة فقط، ومثله رواية لأحمد مع قوله:(إلا أن يجاهد في سبيل الله) فقط، ومثله عند النسائي والترمذى ومن طريقه البغوى، وهو رواية لابن راهويه؛ ومثلهم الدارمى إلا أنه ليس عند الفقرة الأولى، وزاد الباقون جميعًا - سوى مسلم -:(ولا عرض له أمران إلا أخذ بالذى هو أيسر حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثمًا كان أبعد الناس منه) لفظ ابن حبان.
والوجهان جميعًا محفوظان عن هشام بن عروة، لكون الحديث ثابتًا أيضًا من طريق الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
كما يأتى عند المؤلف [برقم 4382]، فلا مانع أن يكون لهشام فيه إسنادان؛ كأنه سمعه عن أبيه بواسطة رجلين؛ ثم سمعه بعد ذلك من أبيه مباشرة، وقد رواه عبيد الله بن سعيد أبو مسلم قائد الأعمش عن هشام على وجه غير محفوظ؛ كما تراه عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 48، 207].
وقائد الأعمش ضعيف عندهم، وانظر طريق الزهرى الآتى [برقم 4382]. والله المستعان.
4376 -
حسن: أخرجه أبو داود [40]، والنسائى [44]، وأحمد [6/ 108، 133]، والدارمى [670]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 54]، والنسائى في "الكبرى"[42]، والبيهقى في "سننه"[503]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 310]، والمزى في "تهذيبه"[27/ 529]، وابن الجوزى في "تحقيقه"[1/ 116]، وغيرهم من طريقين عن أبى حازم سلمة بن دينار عن مسلم بن قرط عن عروة عن عائشة به ....
قال الدارقطنى: "هذا إسناد صحيح" ومثله قال في "علله" كما في "البدر المنير"[2/ 336]، وقال النووى في "الخلاصة" [1/ 161]: "حديث حسن
…
" ومثله قال في "المجموع" [2/ 93]، وصححه في موضع آخر [2/ 104]، وكذا حسنه ابن الملقن في "البدر المنير" [2/ 347]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ومداره على مسلم بن قرط، ولم يرو عنه سوى أبى حازم وحده، وذكره ابن حبان وحده في "الثقات" 7 [/ 447]، وقال:"يخطئ"، كما نقله عنه المزى في "تهذيبه"[27/ 529]، وليس تلك الكلمة في ترجمة الرجل من "الثقات" فلعلها سقطت منه، وقد اهتبلها الحافظ في "تهذيبه"[10/ 134]، فقال عن مسلم:"هو مقل جدًّا، وإذا كان مع قلة حديثه يخطئ فهو ضعيف" وقال الذهبى في "الميزان": "لا يعرف" وقال في "الكاشف": "نكرة" ومشى على ذلك الحافظ في "التقريب" فقال: "مقبول" يعنى إذا توبع؛ وإلا فلين.
والرجل مع كل هذا، فقد خولف في وصله أيضًا؛ خالفه هشام بن عروة الحافظ الحجة، فرواه عن أبيه مرسلًا:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة، فقال: أو لا يجد أحدكم ثلاثة أحجار؟!) هكذا أخرجه مالك [57]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 234].
وتوبع عليه مالك: تابعه يحيى القطان عن هشام بن عروة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحجار تغنى، أما يجد أحدكم ثلاثة أحجار؟!) أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 50]، وهكذا رواه ابن عيينة وابن جريج وغيرهما؛ وهذا هو المحفوظ عن عروة بلا تردد، لكن قد اختلف في سنده على هشام بن عروة على ألوان، وقد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار".
• فالصواب في الحديث هنا: هو الإرسال، لكن في الباب عن جماعة من الصحابة نحو لفظ الحديث هنا؛ منها حديث أبى أيوب الأنصارى مرفوعًا:(إذا تغوط أحدكم فليتمسح بثلاثة أحجار؛ فإن ذلك كافيه) أخرجه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3146]، وفى "الكبير"[4/ رقم 4055]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 311 - 312]، وابن عساكر في "تاريخه"[66/ 285، 286، 287]، من طريقين عن الأوزاعى عن عثمان بن أبى سودة عن أبى شعيب الحضرمى عن أبى أيوب به
…
قلتُ: وإسناد ابن عساكر في الموضع الثاني إلى الأوزاعى صحيح، وليس في الإسناد ما يَعَلُّ به سوى أبى شعيب هذا، فقد إنفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[5/ 572]، ولم يضعفه أحد؛ فحديثه صالح في المتابعات والشواهد، وفى الباب عن جابر بن عبد الله، والسائب بن خلاد وأبى هريرة وسلمان الفارسى وغيرهم؛ وأحاديثهم مخرجة في "غرس الأشجار".
والحديث هنا: حسن بشواهده إن شاء الله. وقد مضى أن النووى قد حسَّنه، ومثله صاحب "البدر المنير". واللَّه المستعان.
4377 -
حَدَّثَنَا يحيى بن معينٍ، حدّثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: استأذن حسان بن ثابتٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين، قال:"فَكَيْفَ بِنَسَبِى فِيهِمْ؟ " قال: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
4377 - صحيح: أخرجه البخارى [3338، 3914، 5798]، ومسلم [2489]، وابن حبان [5787، 7145]، والحاكم [3/ 555]، والبيهقى في "سننه"[20894]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 297]، وابن راهويه [762]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 60]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 399]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2024]، وغيرهم من طريقين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وعند مسلم والبيهقى: (قال حسان: يا رسول الله: ائذن لى في أبى سفيان! قال: كيف بقرابتى منه؟! قال: والذى أكرمك لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من الخمير، فقال حسان:
وإن سنام المجد من آل هاشَم
…
بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
قصيدته هذه) لفظ مسلم
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا، إنما أخرجه مسلم بطوله من حديث الليث عن خالد بن يزيد
…
".
قلتُ: قد وهم الوهم الفاحش؛ لأن الحديث عندهما مثل سياقه عند الحاكم، فكيف ذهل عن ذلك؟! وقد اختلف في سنده على هشام بن عروة، فرواه عنه عبدة بن سليمان، ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة كلاهما به
…
على الوجه الماضى؛ وخالفهما عبد الله بن نمير؛ فرواه عن هشام عن أبيه به نحوه مرسلًا، ولم يذكر فيه عائشة.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة في "المصنف"[26021]، والوجه الأول هو المحفوظ عندى. وابن نمير وإن كان ثقة حجة إلا أن شيخه هشامًا كان قد تغير حفظه قليلًا بعد ما أسن، كما أشار إلى ذلك يحيى القطان ويعقوب بن شيبة وابن خراش وغيرهم، ولم يخلط قط.
وقد نص ابن خراش الحافظ على أن ابن نمير قد سمع منه بآخرة، كما نقله عنه الخطيب في "تاريخه"[14/ 40].
والحديث جوده ثقتان حافظان عن هشام، فالقول قولهما. وقد يكون هشام كان ينشط فيوصله؛ وربما كسل فأرسله.
4378 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا: يا رسول الله: إنك تواصل؟! قال: "إنَّمَا هِىَ رَحْمَةٌ رَحِمَكُمُ اللهُ، إنِّى لَسْتُ مِثْلَكمْ، إنِّى أَظَلُّ عِنْدَ اللهِ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِى".
4379 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا عبدة، وحميدٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدثتنى عائشة، أن يد سارقٍ لم تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في ثمن حجفةٍ أو ترسٍ.
4378 - صحيح: أخرجه البخارى [1863]، ومسلم [1105]، والنسائى في "الكبرى"[3266]، والبيهقى في "سننه"[8161]، وابن راهويه [669]، والخطيب في "تاريخه"[10/ 71]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 362]، وأبو عوانة [رقم 2248]، والفريابى في "الصيام"[رقم 27]، والإسماعيلى والجوزقى والحسن بن سفيان كما في "الفتح"[4/ 204]، وغيرهم من طريق عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه.
وزاد الجميع سوى الفريابى والخطيب، ورواية للبخارى: (رحمة لهم،
…
) بعد قوله: (نهى عن الوصال) وقوله عند المؤلف: (إنما هي رحمة رحمكم الله،
…
) ليست عند الجميع سوى الفريابى وحده، وهو رواية للإسماعيلى أيضًا من طريق الفريابى.
وزاد الخطيب وحده: (وتحداهم،
…
) بعد قوله: (نهى عن الوصال) وسند الخطيب صحيح مستقيم إلى عبدة به.
قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه.
4374 -
صحيح: أخرجه البخارى [6408، 6409، 6410]، ومسلم [1685]، والنسائى [4941]، والبيهقى في "سننه"[16942، 16944]، وابن راهويه [738]، وابن أبى شيبة في "مصنفه" وفى "مسنده" كما في "نصب الراية"[3/ 363]، والإسماعيلى في (المستخرج) كما في "الفتح"[12/ 103]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه، وزاد الجميع سوى ابن راهويه وابن أبى شيبة في آخره:(وكل واحد منهما ذو ثمن) لفظ النسائي؛ وهذه الزيادة رواية للبخارى والبيهقى، =
4380 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن حزام بن هشامٍ، أخبرنى أبى، عن عائشة، قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فيما كان من شأن بنى كعبٍ غضبًا لم أره غضبه منذ زمانٍ، وقال:"لا نَصَرَنِىَ اللَّهُ إنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ"، قالت: وقال لى: "قُوْلِى لأَبِى بَكْرٍ، وَعُمَرَ، يَتَجَهَّزَا لِهَذَا الْغَزْوِ"، قال: فجاءا
= ولفظ النسائي: (لم تقطع يد سارق في أدنى من جحفة أو ترس، وكل واحد منهما ذو ثمن) وفى رواية للبخارى: (لم تكن تقطع يد السارق في أدنى من جحفة أو ترس، كل واحد منهما ذو ثمن) وقد وقع إدراج في لفظه عند ابن أبى شيبة.
قلتُ: قد اختلف في سنده على هشام بن عروة؛ فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى موصولًا؛ وخالفهم آخرون، فرووه عن هشام عن أبيه مرسلًا، ليس فيه عائشة قال البيهقى في "سننه" [8/ 255]:"وكل من رواه موصولًا: حفاظ أثبات" وكأن الموصول أرجح عند الشيخين، فأخرجاه في "الصحيح"، وقد بسطنا الاختلاف فيه مع طرقه الأخرى وشواهده في:"غرس الأشجار".
4380 -
قوى: هذا إسناد قوى، قال الهيثمى في "المجمع" [6/ 237]:"رواه أبو يعلى عن حزام. بن هشام بن حبيش عن أبيه عنها - يعنى عن عائشة - وقد وثقهما ابن حبان؛ وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلتُ: أما حزام بن هشام فقد روى عنه جماعة من "الثقات"؛ ووثقه ابن سعد في "الطبقات"[5/ 496]، ويعقوب بن شيبة كما نقله عنه ابن عساكر في "تاريخه"[12/ 363]، ونقل أيضًا [12/ 365]، عن الإمام أحمد أنه قال:"ليس به بأس في الحديث" وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل"[3/ 298]: "شيخ محله الصدق" وذكره ابن حبان في "الثقات"[6/ 247].
وأما أبوه هشام بن حبيش: فقد قال يحيى بن يونس: (لا أدرى له صحبة أم لا) نقله عنه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1089]، أما ابن حبان فقد ذكره في "الثقات"[3/ 433]، وقال:(له صحبة) ثم رجع عن ذلك، وذكره في مواضع من "الثقات"[5/ 501، 503]، في طبقة التابعين، ومثله بل قبله ترجمه البخارى في "تاريخه"[8/ 192]، وأبن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[9/ 53]، في جملة التابعين، وذكرا روايته عن عمر بن الخطاب، وزاد الثاني: روايته عن عائشة وسراقة بن مالك؛ وزاد ابن حبان: روايته عن ابن عمر وأم معبد الخزاعية. =
إلى عائشة، فقالا: أين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقالت: لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بنى كعبٍ غضبًا لم أره غضب منذ زمانٍ من الدهر.
4381 -
حَدَّثنَا يحيى بن معينٍ، حدّثنا سعيد بن الحكم، حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنى يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: كان بمكة أمرأةٌ مزاحةٌ فنزلت على امرأةٍ مثلها، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: صدق حِبِّى، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، ومَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اختَلَفَ"، قال: ولا أعلم إلا قال في الحديث: ولا تعرف تلك المرأة.
= وكلهم لم يذكروا راويًا عنه سوى ولده حزام بن هشام وحده، نعم: ذكر البخارى: أن الماجشون روى عن عمير عن هشام، والحاصل: أن الرجل ليس له صحبة، وهو معدود من كبار التابعين، ولم ينفرد ابن حبان بتوثيقه، بل وثقه يعقوب بن شيبة الحافظ أيضًا فقال:(هشام بن حبيش ثقة، وقد أدرك عمر بن الخطاب، وسافر معه، وبقى حتى أدرك عمر بن عبد العزيز، وحدث عنه) نقله عنه ابن عساكر في "تاريخه"[12/ 363].
وللحديث طريق آخر عن حزام عن أبيه عن عائشة به
…
ولكن مختصرًا بجملة: (لا نصرنى الله إن لم أنصر بنى كعب) أخرجه أبو محمد الفاكهى في "حديثه"[رقم 239] .. واللَّه المستعان.
4381 -
صحيح: علقه البخارى في صحيحه [3/ 1213]، ووصله البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9037]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 776، 777]، وفى "الآداب"[رقم 236]، وابن الأعرابى في "المعجم"[2174]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 100]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 215]، وغيرهم من طرق عن سعيد بن أبى مريم عن يحيى بن أيوب المصرى عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به
…
وهو عند البخارى والبيهقى في "الشعب" وفى "الآداب" وابن الأعرابى بالمرفوع منه فقط، وهو رواية للبيهقى أيضًا في "الأسماء والصفات".
قلتُ: وهذا إسناد جيد، أراه على شرط مسلم، وليس في رجاله مَنْ يُنْظَر في حاله سوى (يحيى بن أيوب) وحده، فهو مختلف فيه إلا أنه لا يزال متماسكًا، وقد احتج به الشيخان؛ وكان عالمًا فقيهًا صاحب حديث؛ وقد زعم ابن عدى أن يحيى هذا قد تفرد بالحديث عن يحيى بن سعيد، =
4382 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، قرأت على مالك بن أنسٍ، عن ابن شهابٍ، عن عروة، عن عائشة زوج النبي، أنها قالت: ما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم للَّه بها.
= وليس كما قال، بل تابعه عليه الليث بن سعد عند البخارى [3158]- معلقًا - ووصله في الأدب المفرد [900]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9039]، والقضاعى في "الشهاب"[رقم 274]، وابن أبى الدنيا في "الإخوان"[رقم 78]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 433]، وابن الأعرابى في "المعجم"[226]، والحافظ في "التغليق"[4/ 6، 7]، وأبى بكر ابن زنبور في "فوائده" والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح [6/ 370]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة به
…
وهو عند البيهقى وابن عبد البر والحافظ نحو سياق المؤلف هنا، وهو عند الآخرين بالمرفوع منه فقط.
قلتُ: لولا أن أن البخارى قد روى عن كاتب الليث تلك المتابعة في كتابه "الأدب المفرد" لجزمنا هنا بضعفها لكون عبد الله بن صالح ليس بذاك القوى، وحديثه القديم والجديد عندى سواء، والكلام فيه طويل الذيل، لكن لم يكن أبو عبد الله الجعفى يروى عنه إلا صحيح حديثه؛ بعد الاطلاع عليه من أصوله أيضًا، كما هي عادة البخارى؛ وقد صرح هو بذلك كما نقلناه عنه غير مرة، وللحديث طريق آخر يرويه الزهرى عن أبيه عن عائشة به
…
ولا يصح ذلك عن الزهرى، وللمرفوع من الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.
4382 -
صحيح: أخرجه مالك [1603]، ومن طريقه البخارى [3367، 5775، 6404]، ومسلم [2327]، وأبو داود [4785]، وأحمد [6/ 181، 189، 223، 232، 262]، وعبد الرزاق [17942]، والنسائى في "الكبرى"[9163]، والبيهقى في "سننه"[13062]، وفى "الشعب"[6/ رقم 8067]، وابن راهويه [812]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1481]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 366]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 437]، وجماعة كثيرة من طرق عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: رواه عن الزهرى جماهير أصحابه؛ وتابعهم منصور بن المعتمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا من مظلمة ظُلمها قط؛ ما لم يُنتهك من =
4383 -
حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله بن مصعبٍ الزبيرى، حدثنى ابن الدراوردى، عن موسى بن عقبة، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا قد أعلقوا عليه، فقال:"عَلامَ تَقْتُلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟! عَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ بِمَاءٍ، ثُمَّ يُسْعَطُهُ".
= محارم الله تعالى شئ، فإذا انتهك من محارم الله تعالى شئ كان من أشدهم في ذلك غضبًا، وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثمًا) أخرجه الترمذى في "الشمائل"[رقم 350]- واللفظ له - والمؤلف [رقم 4452]، وابن راهويه [813]، والحميدى [258]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 319]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 375]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 148، 149]، وفى "الاستذكار"[8/ 274]، وابن الأعرابى [رقم 159]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 209]، وجماعة كثيرة.
4383 -
قوى: أخرجه النسائي في "الكبرى"[7585]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6247]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1399]، وأبو محمد الفاكهى في "حديثه"[رقم 48]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن موسى بن عقبة عن أبى الزبير المكى عن جابر بن عبد الله عن عائشة به
…
نحوه
…
وعند الجميع سوى الطبراني: (عليكم بالكست الهندى
…
) بدل: (بالقسط
…
) ولفظ الطبراني: (عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا قد علق عليه؛ فقال: علام تعلقون بصبيانكم؟! عليكم بالقسط يذاب بالماء، ثم يسعط) ..
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة إلا عبد العزيز الدراوردى؛ ولا يروى عن جابر عن عائشة إلا بهذا الإسناد".
قلتُ: والدراوردى قد تكلم جماعة في حفظه، وليس هو بالثبت، لكنه لا يزال متماسكًا، وقد خولف في سنده؛ خالفه إسماعيل بن جعفر - وهو أثبت منه وأحفظ - فرواه عن موسى بن عقبة عن أبى الزبير عن جابر به نحوه في سياق أتم ألفاظًا
…
، فجعله من (مسند جابر) ولم يذكر فيه عائشة.
هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[7584]، وهذا هو المحفوظ عن موسى بن عقبة؛ فالإسناد صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه توبع على نحوه عن جابر به
…
كما مضى عند المؤلف [برقم 1912، 2009، 2280].
وللحديث طريق آخر: يرويه المسعودى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
في سياق =
4384 -
حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله، حدثنى هشام بن عبد الله بن عكرمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلُبُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ".
= أتم نحوه مع زيادة في آخره، عند البزار في "مسنده"[3/ رقم 3025، 3026 كشف الأستار]، من طريقين عن المسعودى به
…
قال البزار: "لا نعلم رواه إلا المسعودى".
قلتُ: وهو مختلط مشهور، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قديمًا، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 147]، والحديث ثابت على كل حال من حديث جابر.
4384 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 895]، و [8/ رقم 8097]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1233، 1234]، و [رقم 1235]، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة"[رقم 431]، وبيبى الهرثمية في "جزئها المشهور"[رقم 1]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 202]، وابن عساكر في "المعجم"[5 رقم 1017]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 6196/ أطرافه]، ووكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 242]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 313]، والبيهقى أيضًا في "الآداب"[رقم 784]، والحافظ ابن الهامل الحنبلى في "جزء من حديثه"[رقم 17]، وغيرهم من طرق عن مصعب بن عبد الله الزبيرى عن هشام بن عبد الله بن عكرمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وعند بعضهم: (التمسوا) بدل: (اطلبوا).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا هشام بن عبد الله) وقال الدارقطنى: "غريب من حديث هشام عن أبيه عنها - يعنى عن عائشة - تفرد به هشام بن عبد الله المخزومى
…
" قلتُ: وعن هشام هذا يقول ابن حبان في "المجروحين": "يروى عن هشام بن عروة ما لا أصل له من حديثه، كأنه هشام آخر، لا يعجبنى الاحتجاج بخبره إذا انفرد" ثم ساق له هذا الحديث، وبه أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [3/ 75]، ومثله صاحبه الهيثمى في "المجمع" [4/ 63]، وقبلهما ابن الجوزى في "العلل المتناهية" [2/ 603]، ونقل عن ابن القيسرانى الحافظ أنه قال: "هذا الحديث لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث عائشة، ولا من حديث عروة، ولا حديثه عنها، [بالأصل:(حديث عنها) .... وأراه غلطًا]، وهو شئ من كلام عروة". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ونقل أيضًا عن النسائي أنه قال: "هو حديث منكر؛ وقد روى من قول عروة" وأقره المناوى في "التفسير"[1/ 328/ طبعة مكتبة الشافعي]، والحديث أورده الذهيى في ترجمة (هشام بن عبد الله) من الميزان [4/ 300]، وغمز البيهقى سنده عقب روايته في "الشعب"، وضعف سنده العجلونى في "كشف الخفاء"[1/ 153].
أما قول ابن عساكر عقب روايته: (هذا حديث حسن غريب) فيرد عليه ما مضى إن كان يريد بذلك تقويته، والحديث منكر الإسناد جدًّا فهو مع كونه معلولًا بالوقف على عروة قوله، فإن هشام بن عبد الله بن عكرمة غير معروف ولا مشهور الرواية عن هشام بن عروة، وهشام بن عروة مكثر حديثًا وأصحابًا، فمن يعمد إلى مثله، ويروى عنه ما لا يتابعه عليه بعض الحفظة من أصحاب هشام، يُتَوقَّف في قبول حديثه إذا كان هذا المتفرد لا يحتمل منه ذلك، أما إذا كان ضعيفًا أو مغموزًا أو غير معروف، فيؤخذ ما يرويه إلى مُسْتَقرِّه في مكان سحيق، بل ويكون ذلك قرينة على وهاء هذا المتفرد عن كبار الثقات؛ بما لا يتابعه عليه الأثبات.
فإن قيل: قد توبع عليه هشام بن عبد الله عن هشام عن أبيه عن عائشة به مثله، تابعه حماد بن أسامة أبو أسامة، عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 243]، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يوسف، حدّثنا محمد بن أحمد بن راشد، حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة حدّثنا أبو أسامة به
…
قلنا: هذه متابعة لا تثبت؛ فقال الإمام في "الضعيفة"[5/ 510]: (أبو أسامة - واسمه حماد بن أسامة - وابن جنادة: ثقتان؛ لكنى لم أر مَنْ وثِّق ابن راشد هذا! وقد أورده الخطيب [1/ 302]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وروى عنه أبو الحسين بن المنادى".
قلتُ: هو الحافظ المأمون المحدث ابن المحدث الثقفى الأصبهانى المعروف بـ (ابن معدان) وهو مترجم في "تذكرة الحفاظ"[3/ 814]، و"سير النبلاء"[14/ 404]، وإنما الشأن في الراوى عنه:(أبو بكر محمد بن جعفر بن يوسف)، وهو أحد شيوخ أبى نعيم الأصبهانيين الذين لم أظفر لهم بترجمة بعد التتبع، ولا يكون هذا الطريق إلا خطأ محضًا؛ لما مضى عند الطبراني والدارقطنى مِنْ جَزْمهما بتفرد هشام بن عبد الله بهذا الحديث عن هشام بن عروة.
وقد كنت وقفت على هذا الحديث من رواية قتادة وهشام بن عروة به مرسلًا، ثم غاب عنى موضعه الآن، فاللَّه المستعان.
4385 -
حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله، حدثنى ابن الدراوردى، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ بِلالٌ".
4385 - غير محفوظ: أخرجه ابن خزيمة [406]، وابن حبان [3473]، والبيهقى في "سننه"[1669]، والحاكم في "المستدرك" كما في "فتح البارى" لابن رجب [4/ 236]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
ولفظ ابن خزيمة وعنه ابن حبان: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال؛ فإن بلالًا لا يؤذن حتى يرى الفجر) ولفظ البيهقى: (إن أم مكتوم رجل أعمى؛ فإذا أذن فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال) وزاد: (قالت عائشة: وكان بلال يبصر الفجر
…
، قال هشام: وكانت عائشة تقول: غلط ابن عمر).
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الاستقامة، بل قال ابن خزيمة في "صحيحه" [1/ 212]:"خبر هشام بن عروة: صحيح من جهة النقل" وخالفه البيهقى، فقال عقب روايته:"وحديث عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة أصح".
قلتُ: يشير إلى ما أخرجه البخارى [597]، و [1819]، ومسلم [1092]، والنسائى [639]، وأحمد [6/ 44، 54]، وجماعة كثيرة من طرق عن عبيد الله بن عمرو العمرى عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا:(إن بلالًا يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) لفظ البخارى في الموضع الأول.
ومراد البيهقى بتقديمه هذا الحديث على خبر هشام بن عروة: أن فيه الإمساك عن الطعام والشراب حتى أذان ابن أم مكتوم. ووقع في خبر هشام بن عروة العكس، وحديث عبيد الله عن القاسم أصح إسنادًا ومتنًا:
1 -
أما الإسناد: فلأن خبر هشام بن عروة يرويه عنه عبد العزيز الدراوردى، وقد تكلموا في حفظه، فجائز جدًّا أن يكون وهم في متنه، وقلبه ظهرًا لبطن.
فإن قيل: قد توبع عليه الدراوردى؛ تابعه عليه حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تغتروا بأذان ابن أم مكتوم، ولكن أذان بلال
…
) أخرجه الحارث في "مسنده"[رقم 123/ زوائد الهيثمى]، من طريق داود بن المحبر عن حماد به ....
قلنا: هذه متابعة فاسدة لا تصح؛ وابن المحبر ساقط الحديث عندهم، ولو صحت لكانت مخالفة وليست متابعة؛ لأن رواية الدراوردى موصولة؛ وهذه مرسلة كما ترى، =
4386 -
حَدَّثَنَا مصعبٌ، حدثنى بشر بن السرى، عن مصعب بن ثابتٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ".
= ثم الحجة على كون الدراوردى قد وهم في متن الحديث على هشام بن عروة: أنى رأيت أبا حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 308]، قد جزم بكون هشام بن عروة قد روى هذا الحديث عن أبيه عن عائشة به مثل رواية القاسم عن عائشة الماضية.
2 -
أما من حيث المتن: ففى الباب عن جماعة من الصحابة يؤيد حديث القاسم عن عائشة؛ منها حديث ابن عمر الآتى عند المؤلف [برقم 5492، 5541]، وهو في "الصحيحين".
فإن قيل: قد روى إسرائيل عن جده أبى إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عائشة
…
نحو ما رواه الدراوردى عن هشام بن عروة، عند ابن خزيمة [408].
قلنا: قد قال ابن خزيمة نفسه عقب روايته: "أما خبر أبى إسحاق عن الأسود عن عائشة؛ فإن فيه نظرًا؛ فإنى لا أقف على سماع أبى إسحاق هذا الخبر من الأسود".
قلتُ: زيادة على كون أبى إسحاق كان قد اختلط، وسماع إسرائيل منه بأخرة كما نص عليه جماعة من النقاد خلافًا لابن مهدى.
فإن قيل: في الباب أحاديث أخرى تشهد لحديث الدراوردى عن هشام بن عروة
…
قلنا: على التسليم بصحتها، قد جزم ابن عبد البر وجماعة من الأئمة بكونها مقلوبة، وأن الصواب مثل حديث القاسم عن عائشة الماضى، وهذا هو الذي استظهره الحافظ ابن رجب في "فتح البارى"[4/ 236].
فإن قيل: قد جمع ابن خزيمة وأبى بكر الصِّبْغى وغيرهما بين المتعارض من أحاديث هذا الباب؛ وهذا أولى من إهمال بعضها ودعوى القلب فيها، وهو اختيار الحافظ ابن حجر وغيره.
قلنا: قد أجبنا عن هذا مع غيره إجابات شافية في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". واللَّه المستعان.
4386 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 897]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5314]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 361]، وغيرهم من طرق عن مصعب بن عبد الله الزبيرى عن بشر بن السرى عن مصعب بن ثابت الزبيرى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مصعب، تفرد به بشر".
قلتُ: وبشر حافظ ثقة مأمون ثبت؛ رماه بعضهم بقول جهم وهو منه براء، فالعجب للمناوى يُعلُّ الحديث به في "الفيض"[2/ 286]، ويقول:"فيه بشر بن السرى، تُكُلِّم فيه من قِبَل تجهمه" ..
قلتُ: نعم: تُكُلِّم فيه بذلك، وما كل من تُكُلِّم فيه بشئ؛ يثبت عليه بمجرد الكلام، وبشر قد بدرت منه هفوة ظن بعضهم منها أنه يتجهم، ومع ذلك. فقد تاب الرجل واعتذر مما صدر منه، وقد شاهده ابن معين وهو مستقبل الكعبة يدعو على قوم يرمونه برأى جهم،
…
كما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه"[1/ 450]، ونقل عنه أيضا أنه كان يقول: (معاذ الله أن أكون جهميًا، وهو مصدق في هذا، وقد كان واعظًا خاشعًا من الصالحين - يرحمه الله - فيا سوء حال المناوى حين يعل الحديث بهذا الرجل الفاضل، ثم يغفل عن علته الحقيقية، وهى قول الحافظ مغلطاى البكجرى في "شرح سنن ابن ماجه"[1/ 1668]، بعد أن عزا الحديث لابن عدى وحده:"تفرد به مصعب بن ثابت، وهو ضعيف".
وقال البوصيرى في "الإتحاف"[3/ 116]، بعد أن ساقه من طريق المؤلف به .. :"هذا إسناد ضيعف؛ لضعف مصعب بن ثابت" أما صاحبه الهيثمى فإنه قال في "المجمع"[4/ 175]: "رواه أبو يعلى، وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة".
قلتُ: قد توقف ابن حبان عن توثيقه؛ فإنه لما ذكره في "الثقات"[7/ 478]، قال:"وقد أدخلته في "الضعفاء"، وهو ممن استخرت الله فيه" وقد ترجمه في "المجروحين"[3/ 28 - 29]، وقال:"منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير؛ فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه".
وقوله الثاني هو المتبع؛ لكون جميع النقاد على تضعيف مصعب؛ ضعفه أحمد وأبو حاتم وابن معين والدارقطنى وابن سعد وأبو زرعة وغيرهم. وساق له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وقال الذهبى في "الكاشف": "لين لغلطه" وقال الحافظ في "التقريب": "لين الحديث، وكان عابدًا".
قلتُ: فلم تجده عبادته وزهده في تمشية حاله، كما لم ينفع فقه أبى حنيفة وابن أبى ليلى وشريك القاضى وأضرابهم أن كانوا ضعفاء في الرواية، فالإسناد منكر من هذا الطريق، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن اختلف فيه على مصعب بن عبد الله الزبيرى، فرواه عنه المؤلف وأحمد بن يحيى الحلوانى ومحمد بن إسحاق الصغانى، وإدريس بن عبد الكريم وبهلول بن إسحاق وغيرهم كلهم على الوجه الماضى؛ وخالفهم جميعًا أحمد بن محمد بن المستلم؛ فرواه عن مصعب فقال: ثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
، فأسقط منه (بشر بن السرى) وأبدل:(مصعب بن ثابت) بـ (مالك بن أنس) هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5313]، من طريق شيخه الحاكم عن أبى بكر بن أبى دارم عن أحمد بن محمد به
…
قال البيهقى: "كذا قال، وأظنه غلطًا".
قلتُ: بل هو كذب له قُرون، وابن أبى دارم حافظ معروف إلا أنه كان رافضيًا محترفًا، ساقط العدالة مطروح الأمر، وقد كذبه الذهبى في "الميزان" بخط عريض، ونقل عن الحاكم أنه قال عنه:"رافضى غير ثقة" ونقل عن الحافظ محمد بن أحمد بن حماد الكوفى - وليس بالدولابى - أنه شهد عليه بالوضع، وشيخه ابن المستلم وإن كنت لم أقف على توثيقه بعد، إلا أنه لا يحتمل مثل هذا الباطل، وترجمته في "تاريخ بغداد"[5/ 99].
وقال البيهقى بعد أن ساق الحديث بالإسناد الأول عن مصعب - الزبيرى عن بشر بن السرى عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة بإسناده به
…
قال: (هذا أصح؛ وليس لمالك فيه أصل، ورواه أيضا أبو الأزهر عن بشر بن السرى).
قلتُ: وهكذا رواه محمود بن غيلان أيضًا عن بشر به .... عند البيهقى في "الشعب" ب [4/ رقم 5312]، وللحديث شاهد مرفوعًا عن رواية عاصم بن كليب عن أبيه به .... نحوه
…
عند البيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5315]، وجماعة وهو واه، مع كونه اختلف في سنده أيضًا كما ذكره السخاوى في "المقاصد"[ص 205].
وفى الباب أيضًا عن أبى هريرة عند ابن عدى في "الكامل"[6/ 288]، وسنده باطل، وعن أسماء بنت يزيد الأنصارية عند ابن سعد في "الطبقات"[1/ 143]، وسنده مظلم جدًّا، وعن أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عند ابن سعد أيضًا [8/ 215]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 776]، وسنده ساقط أيضًا.
وله شاهد مرسل عند ابن سعد في "الطبقات"[1/ 141 - 142]، وهو مع إرساله ضعيف جدًّا، ولا يصح في هذا الباب حديث. واللَّه المستعان ..
4387 -
حَدَّثَنَا مصعب، قال: حدثنى بشر بن السرى، عن مصعب بن ثابتٍ، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارْهِقُوا الْقِبْلَةَ".
4387 - منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 361]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 196]، وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 128]، والعسكرى في "تصحيفات المحدثين"[1/ 318]، وابن المقرئ في "أحاديث الأربعين"[رقم 31/ ضمن مجموع جمهرة الأجزاء]، والأثرم كما في "فتح البارى" لابن رجب [3/ 310]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 588/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن بشر بن السرى عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .....
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5312]، وسنده منكر كسابقه. قال البزار:"لا نعلم رواه هكذا إلا مصعب؛ ولا عنه إلا بشر" وقال الدارقطنى: "لم يروه إلا مصعب بن ثابت، وليس بالقوى" نقله عنه ابن رجب في "الفتح"[3/ 311]، وقال مغلطاى في "شرح سنن ابن ماجه" [1/ 1668]:"تفرد به مصعب بن ثابت، وهو ضعيف" وقال البوصيرى في "الإتحاف"[2/ 31]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف مصعب بن ثابت".
وبه أعله المناوى في "الفيض"[1/ 479]، وقال:"وقد ضعفوا حديثه" ورمز السيوطى لضعفه في "الجامع الصغير"[رقم 957]، وهو كما قالوا وزيادة.
أما الهيثمى فله شأن آخر، فإنه قال في "المجمع" [2/ 198]:"رواه أبو يعلى والبزار، ورجاله موثقون" كذا قال، كأنه اتكأ على ذكر ابن حبان لمصعب بن ثابت في "الثقات"[1/ 478]، لكنه غافل عن قول ابن حبان:"وقد أدخلته في "الضعفاء" وهو ممن أستخير الله فيه" وقد ترجمه في "المجروحين"[3/ 28]، وقال:"منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير .... ".
وهذا هو المعتمد الموافق لسائر النقاد في تضعيف مصعب، وفى ترجمته: ساق ابن عدى والعقيلى هذا الحديث في "الضعفاء" لهما، وقال الثاني عقب روايته:"لا يُعْرَف إلا به، وقد روى بغير هذا الإسناد، وبخلاف هذا اللفظ في معناه من طريق أصلح من هذا، رواه سهل بن أبى حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى إلى ستر فليدن منها" وهذا ثابت".
قلتُ: وهو كما قال، وحديث سهل عند أبى داود والنسائى وجماعة كثيرة، وهو مخرج في كتابنا:"غرس الأشجار". والله المستعان.
4388 -
حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبادٍ [عن أبيه]، عن عائشة، قالت: تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، وتهجد عباد بن بشرٍ في المسجد، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، فقال:"يَا عَائِشَةُ، هَذَا عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ؟ " فقلت: نعم، فقال:"اللَّهمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا".
4389 -
حَدَّثَنَا مصعب حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار كلهم من بنى عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر.
4388 - ضعيف: أخرجه ابن نصر - في "قيام الليل"[رقم 142/ مختصره]، والحافظ في "التغليق"[3/ 388]، من طريق محمد بن إسحاق بن يسار عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة به ....
قلتُ: وهذا إسناد حسن لولا أن ابن إسحاق قد عنعنه، وهو مشهور بالتدليس، فهو علة الحديث. وقد علقه البخارى في "صحيحه"[2/ 940]، عقب [رقم 2512]. فالله المستعان.
• تنبيه: قد سقط قوله (عن أبيه)، من إسناد المؤلف في الطبعتين، اللَّهم إلا أن المعلق على الطبعة العلمية [4/ 21]، قد استدركه بين معقوفتين في سند المؤلف، ثم علق عليه بالهامش قائلًا:"ما بين المعقوفتين: زيادة من "الفتح" - يعنى: "فتح البارى" - ليست في الأصول".
قلتُ: وقد أحسن صنعًا في إثبات ما أثبته؛ فإن الحافظ في "الفتح"[5/ 265]، قد ساق إسناد المؤلف به، بل وأخرجه من طريقه في "التغليق" على الصواب بإثبات قوله:(عن أبيه) بين يحيى بن عباد وعائشة. فانتبه يا رعاك الله.
4389 -
ضعيف: أخرجه الحاكم [3/ 254]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 896]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 47]، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 242]، وابن عساكر في "تاريخه"[9/ 80، 89]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة به
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه "وتابعه الذهبى قائلًا: "على شرط مسلم" ..
قلتُ: وليس كما قالا؛ لأن مسلمًا لم يخرج لابن إسحاق إلا ما توبع عليه، ثم لو صح أن =
4390 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروفٍ، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، قال: وأخبرنى عمرٌو، عن سعيد بن أبى هلال، عن محمد بن عبد الله، أن أبا مسلمٍ الخولانى حج، فدخل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت تسأله عن الشام، وعن بردها، فجعل يخبرها، فقالت: كيف يصبرون على بردها؟ فقال: يا أم المؤمنين، إنهم يشربون شرابًا يقال له: الطلاء، فقالت: صدق الله وبلغ حِبِّى، سمعت حِبِّى، يقول:"إنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِى يَشْرَبُونَ الخمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا"، قالت: وكيفَ يصنع النساء؟ قال: يدخلن
= مسلمًا قد احتج به مطلقًا، فإنه لم يحتج به فيما لم يعلم فيه سماعه من شيوخه، لكونه عتيق التدليس، فقال الحافظ في "طبقات المدلسين" [ص 51/ رقم 125]:"مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما" وقد عنعنه هنا، فلا يحتج بحديثه.
وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 244]، فقال:"رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات، إلا ابن إسحاق لعنعنته".
فإن قيل: قد صرح ابن إسحاق بالتحديث كما نقله عنه الحافظ في "الإصابة"[1/ 83].
قلنا: لم يعزُ الحافظ سماع ابن إسحاق إلى أحد، وإنما قال: "وقال ابن إسحاق: حدّثنا يحيى بن عباد
…
"، هكذا معلقًا، وعزاه في "الفتح" [7/ 125] إلى البخارى والمؤلف والحاكم من طريق ابن إسحاق بالعنعنة، فالظاهر أنه طال عليه الأمد؛ فظن أن ابن إسحاق قد ذكر فيه سماعًا، نعم: يحتمل أن يكون قد نقله من (مغازى بن إسحاق) وربما كان ابن إسحاق قد صرح فيه بالسماع، لكن يعكر عليه: أن راوى مغازى ابن إسحاق عنه هو: (يونس بن بكيرًا وهو من مرويات الحافظ في "المعجم" المفهرس [ص 102]، والحديث عند الحاكم من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق به معنعنًا، فالله أعلم.
4390 -
صحيح المرفوع منه فقط: أخرجه الحاكم [4/ 164]، والبيهقى في "سننه"[17159]، من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث المصرى [وقُرِن معه إبراهيم بن نشيط عند البيهقى] عن سعيد بن أبى هلال عن محمد بن عبد الله أن أبا مسلم الخولانى حج فدخل على عائشة
…
وساقا الحديث نحو شطره الأول فقط.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" وتعقبه الذهبى قائلًا: "قلتُ: كذا قال، .... محمد مجهول، وإن كان ابن أخى الزهرى فالسند منقطع".
الحمامات، قالت: صدق الله وبلغ حِبِّى، سمعت حِبِّي يقول:"مَا مِنِ امْرَأَة تَضَعُ ثَوْبَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا إِلا لَمْ يَحْبُهَا مِنَ اللَّهِ سِتْرٌ".
= قلتُ: وانقطاعه محتمل أيضًا إن لم يكن محمد هذا بابن أخى الزهرى؛ لأنه لم يذكر فيه سماعًا من أبى مسلم الخولانى، وسعيد بن أبى هلال من ثقات المصريين؛ ولم يتكلم فيه أحد بحجة، إلا ما نقله الساجى عن أحمد، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله" وللمرفوع من الحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
فلشطره الأول: طريق آخر يرويه محمد بن راشد الخزاعى الشامى عن أبى وهب الكلاعى عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا: (إن أول ما يكفئ - يعنى الإسلام - كما يكفئ الإناء - يعنى الخمر - فقيل: كيف يا رسول الله، وقد بين الله فيها ما بين؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسمونها بغير اسمها؛ فيستحلونها) أخرجه الدارمى [2100]، من طريق زيد بن يحيى عن محمد بن راشد به
…
وعزاه الحافظ إليه في "الفتح"[10/ 52]، إلا أنه قال: "بسند ليِّن من طريق القاسم
…
".
وليس كما قال، بل السند إلى القاسم حسن مقبول إن شاء الله؛ فزيد بن يحيى هو ابن عبيد الخزاعى الثقة المأمون، ومحمد بن راشد الخزاعى مختلف فيه، ضعفه الدارقطنى وابن حبان وابن خراش، وكذا النسائي في رواية عنه، لكن الجمهور على توثيقه والثناء عليه؛ فقد وثقه أحمد وابن معين والنسائى في رواية عنه، وابن المدينى ودحيم وغيرهم، ومشاه يعقوب بن شيبة والجوزجانى وابن عدى وأبو حاتم والساجى وغيرهم، وما أحسن قول أبى حاتم عنه:"صدوق حسن الحديث".
وهو شامى معروف، وقد مضى توثيق دحيم له، وهو بَلَدي أخ ومن أعرف الناس به
…
وشيخه أبو وهب الكلاعى هو عبيد الله بن عبيد الشامى، وثقه دحيم وغيره. وهو من رجال أبى داود و ابن ماجه، وقد تابعه سليمان بن موسى الشامى على نحوه عن القاسم: عند الطبراني في "مسند الشامين"، [1/ رقم 749]، وابن بشرأن في "الأمالى"[رقم 219]، وابن أبى عاصم في "الأوائل"[رقم 64]، والحسن الخلال في "المجالس العشرة"[رقم 78]، وغيرهم، لكن في سنده إلى موسى لين، وتابعهما: الفرات بن سلمان عن القاسم عن عائشة به نحوه، دون موضع الشاهد منه، كما يأتى عند المؤلف [برقم 4731].
ولهذا الشطر من الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بعضها ثابت؛ فراجع "الصحيحة"[1/ 136/ رقم 90]، للإمام. =
4391 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروفٍ، حدّثنا ضمرة، عن الأوزاعى، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه، وطيبته لإحلاله طيبًا لا يشبه طيبكم هذا، يعنى: ليس له بقاءٌ.
4392 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن بن سهمٍ، حدّثنا أبو إسحاق الفزارى، عن أبى سعدٍ، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى الطائى، عن عائشة، قالت: قال رسول
= وأما شطره الثاني: فله طرق أخرى عن عائشة به نحوه، يأتى بعضها عند المؤلف [برقم 46880]، وله شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا. وهو حديث صحيح ثابت.
4391 -
صحيح: أخرجه مسلم [1189]، والنسائى [2687، 2688]، والشافعى [555]، والحميدى [211]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[8736]، وتمام في "فوائده"[رقم 14]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 298 - 299]، وأبو عوانة [رقم 2648]، وابن حزم في "حجة الوداع"[رقم 169، 210]، والذهبى في "سير النبلاء"[9/ 327]، والفسوى في "المعرفة"[3/ 61]، وغيرهم من طريقين عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه
…
ولفظ مسلم والشافعى والبيهقى والحميدى والفسوى وابن عبد البر: (طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت) وهو رواية لابن حزم والنسائى، وزاد النسائي وحده: (بعد ما رمى جمرة العقبة
…
) قبل قوله: (قبل أن يطوف بالبيت) ولفظ تمام: (طيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطيب ليس فيه ثفل).
قلتُ: وإسناده حجة؛ وقد توبع الزهرى على نحوه؛ وكذا توبع عروة على نحوه أيضًا؛ وقد استوفينا طرقه عن عائشة في "غرس الأشجار" وانظر الآتى [برقم 4712، 4833].
4392 -
ضعيف بهذا التمام: أخرجه الحاكم [2/ 153]، وابن راهويه [1616]، والحارث في "مسنده"[2/ رقم 671]، وابن عبد البر في "التمهيد"[21/ 188]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 5628]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 6340/ أطرافه]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 421]، وفى "مساوئ الأخلاق"[ص 156/ رقم 408/ طبعة مكتبة الساعى]، وغيرهم من طرق عن أبى سعد [وسقط (أبو سعد) من سند الحاكم]، عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى عن عائشة به
…
نحوه، وهو عند ابن راهويه بالفقرة الأولى والثانية فقط، وعند الخرائطى بالفقرة الأولى والأخيرة فقط، وهو عند أبى عوانة [رقم 5240]، =
الله صلى الله عليه وسلم: "ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ أَجَارَتْ عَلَيْهِمْ جَارِيَةٌ فَلا تَخْفِرُوهَا، فَإِنْ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يُعْرَبُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
= بالفقرة الثالثة فقط. ولفظ الطبراني: (لكل غادر لواء يوم القيامة ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، من أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل).
قال الدارقطنى: "غريب من حديث أبى سعد سعيد بن المرزبان البقال عن عمرو بن مرة
…
".
قلتُ: وسعيد هذا منكر الحديث كما قاله أحمد والبخارى وغيرهما، وتركه الفلاس والدارقطنى وغيرهما، وضعفه سائر النقاد. وقد تصحفت كنيته (أبو سعد) إلى:(أبى سعيد) عند ابن راهويه والخرائطى في "الاعتلال".
وقد أغرب الهيثمى جدًّا، فقال في "المجمع" [5/ 594]:"رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن أسعد، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" كذا قال، ومحمد بن أسعد هذا كنيته أبو سعيد، فكأن (أبا سعد) قد تصحف في نسخة الهيثمى من "مسند أبى يعلى" إلى:(أبى سعيد) فظنه (محمد بن أسعد)، وهذا طراز آخر من أوهام الهيثمى في الرجال، وغفل عن كون محمد بن أسعد هذا متأخر الطبقة عن إدراك عمرو بن مرة، بل ذكر المزى في ترجمته [24/ 429]، أنه يروى عن أبى إسحاق الفزارى، وأنت ترى أن أبا إسحاق الفزارى قد روى هذا الحديث عن (أبى سعد) عند المؤلف وغيره.
ثم العجب: أن (أبا سعد) قد وقع وصْفُه بـ (البقال) عند الطبراني، وقف عليه الهيثمى كما في "المجمع"[5/ 595]، ولم يستفد منه في تعيين أبى سعد في سند المؤلف.
وأبو سعد البقال هذا: هو سعيد بن المرزبان راويه عن عمرو بن مرة، ثم العجب الذي ولد العجب: أن ترى المناوى يقر الهيثمى على كلامه الماضى في "الفيض"[3/ 565]، ثم ينسى كل هذا، ويقول في كتابه "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 38/ طبعة مكتبة الشافعي]، بعد أن ذكر عزو السيوطى الحديث إلى الحاكم، قال:"ورواه عنها - يعنى عائشة - أيضًا: الموصلى - يعنى أبا يعلى - ورجاله رجال الصحيح" كذا قال، وتالله ما رأيت كاليوم عجبًا! متى كان (أبو سعد البقال) أو:(محمد بن أسعد) من رجال "الصحيح"؟! والرجلان ساقطا الحديث.
ثم يجئ دور الحاكم أبى عبد الله، فتراه يقول عقب روايته: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه
…
". =
4393 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن، حدّثنا عبد اللَّه بن المبارك أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهرى، أخبرنى عروة بن الزبير، قال: جلس رجلٌ بفناء حجرة، عائشة، فجعل يتحدث، قال: فقالت عائشة: لولا أنى كنت أسبح لقلت له ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم، إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلًا، تفهمه القلوب.
= قلتُ: لو أخرجاه من هذا الطريق، لضاعت الثقة بكتابهما، كما ضاعت بكتاب ابن البَييِّع إلى الأبد، لكن للفقرة الأولى والثالثة من الحديث شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة:
فيشهد للفقرة الأولى منه: حديث عليّ بن أبى طالب مرفوعًا: (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور .... ) وفيه: (وذمة المسلمين واحدة .... ) أخرجه مسلم وجماعة كثيرة، وقد مضى تخريجه عند المؤلف [برقم 263، 296] ..
2 -
ويشهد للفقرة الأخيرة المتعلقة بالغادر: حديث أبى سعيد الماضى [برقم 1101]، و [رقم 1213، 1245، 1297]، وحديث أنس الماضى [برقم 3382، 3520]، ويأتى عن ابن مسعود وغيره.
أما الفقرة الثانية: (فإن أجارت عليهم جارية فلا تخفروها) فلم أجد ما يشهد لها بلفظها أو بالقريب منه، وإنما المحفوظ ما وقع في حديث عليّ بن أبى طالب المشار إليه آنفًا: (فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
…
) فانظر تمامه في الماضى [برقم 296]، فأرى أن أبا سعد البقال - وهو سعيد بن المرزبان - قد روى تلك الجملة بالمعنى فأساء نَقْلَها، وهو آفة إسناد الحديث هنا.
ثم نظرت: فرأيت في الإسناد علة أخرى، وهى أن أبا البخترى واسمه:(سعيد بن فيروز) روايته عن عائشة مرسلة؛ كما نص عليه أبو حاتم الرازى عند ابنه هي "المراسيل"[ص 78]، وعنه الحافظ في "التهذيب"[4/ 73]، والصلاح العلائى في "جامع التحصيل"[ص 183]، والله المستعان.
4393 -
صحيح: أخرجه البخارى [3375]، معلقًا، ووصله مسلم [1493]، وأبو داود [3655]، وأحمد [6/ 118، 157]، وابن حبان [100، 7153]، والبيهقى في "المدخل"، [رقم 482، 483]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[رقم 11000]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"، [رقم 1590/ طبعة الفاروق]، والخطيب في الجامع [رقم 995]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 10]، والذهلى في "الزهريات" كما في "الفتح"[6/ 578]، وجماعة من طرق =
4394 -
حَدَّثَنَا داود بن عمرٍو الضبى، حدّثنا حسان بن إبراهيم، حدّثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: إن كنت لأفتل قلائد بُدْنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يبعث بالهدْى وهو مقيمٌ عندنا لا يجتنب شيئًا مما يجتنب المحرم.
= عن يونس بن يزيد الأيلى عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه، وليس عند الجميع - سوى البيهقى في الموضع الثاني - قوله:(إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلًا تفهمه القلوب) وعند البيهقى: (تفقهه القلوب).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" كما في "التغليق"[4/ 50]، مثل سياق المؤلف به
…
وقد رواه جماعة عن الزهرى به نحوه، غير يونس بن يزيد، منهم ابن عيينة عن الزهرى عن عروة قال: (جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة - رضى الله عنها - وهى تصلى؛ فجعل يقول: أسمعى يا ربة الحجرة
…
مرتين، فلما قضت صلاتها قالت: ألا تعجب إلى هذا وحديثه؟! إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث الحديث لو شاء العاد أن يحصيه أحصاه) أخرجه أبو داود [3654]- واللفظ له - والبخارى [3374]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[6/ 433]، وفى "الأنوار"[332]، والحميدى [247]، والمؤلف [برقم 4677]، والبيهقى في "المدخل"[رقم 481]، وغيرهم.
وقال الحميدى عقب روايته: "لم يسمعه سفيان من الزهرى".
قلتُ: ولابن عيينة فيه شيخ آخر، فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه أيضًا
…
عند مسلم [2493]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 222]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1591]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[6/ 578]. والله المستعان.
4394 -
صحيح: أخرجه مسلم [1321]، وأحمد [6/ 191، 212]، وابن حبان [4010]، والبيهقى في "سننه"[9969]، وابن راهويه [694]، و ابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 32]، وابن طهمان في "المشيخة"[رقم 152]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 132]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 73، 74]، وفى "شرح المعانى"[2/ 266]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه، وليس عند الجميع - سوى البيهقى - قوله في آخره - (بلغنا أن زيادًا
…
إلخ). =
بلغنا أن زيادًا بعث بهدىٍ، وتجرد، فقالت: وهل كانت له كعبةٌ يطوف بها حين لبس الثياب؟! فإنا لا نعلم أحدًا تحرم عليه الثياب ثم تحل له حتى يطوف بالكعبة.
4395 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة، عن مسافع بن عبد الله، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، أن امرأة قالت للنبى صلى الله عليه وسلم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ قال: "نَعَمْ"، فقالت لها عائشة: تربت يداك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دَعِيهَا، وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلا مِنْ قِبَلِ ذَلِكَ؟! إِذَا عَلا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الرَّجُلُ أَخْوَالَهُ، وَإِذَا عَلا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المرْأَةِ أَشْبَهَهُ".
= قلتُ: قد توبع هشام على نحوه عن أبيه: تابعه الزهرى كما يأتى عند المؤلف [برقم 4942]، وله طرق أخرى يأتى المزيد منها.
4395 -
صحيح: أخرجه مسلم [314]، وأحمد [6/ 92]، والبيهقى في "سننه"[765، 21063]، وأبو عوانة [رقم 656]- وعنده معلقًا - والطحاوى في "المشكل"[6/ 208]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 30]، وغيرهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن أبيه عن مصعب بن شيبة عن مسافع بن عبد الله عن عروة عن عائشة به. نحوه. وعند مسلم والبيهقى في آخره:(وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه) وعند أبى عوانة: (وإذا علا ماءها أشبه الولد الوالد).
قلتُ: ورجاله ثقات سوى مصعب بن شيبة، فهو مختلف فيه، وإلى الضعف أقرب، لكن لم يكن مسلم يخرج لأمثاله إلا ما تابعهم "الثقات" عليه، فرواه الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه
…
في سياق أتم دون قوله في آخره: (إذا علا ماؤها .... ) إلى آخره.
أخرجه مسلم [314]، وأبو داود [237]، والنسائى [196]، والدارمى [763]، وأبو عوانة [رقم 655]، والبيهقى في "سننه"[764]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[3/ رقم 1749]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 333 - 334]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 30]، وغيرهم.
لكن اختلف فيه على الزهرى، بل وخولف هو ومسافع في سنده عن عروة، كما بسطناه في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك طرقه وشواهده مع أحاديث الباب. واللَّه المستعان.
4396 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن أبى سمينة البصرى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا يونس، عن الحسن، عن أمه، عن عائشة، قالت: كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاءٍ يوكى أعلاه، وله عزلاء، ننبذه بالغداة فيشربه بالعشى، وننبذه بالعشى فيشربه بالغداة.
4397 -
حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، حدّثنا ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن
4396 - صحيح: أخرجه مسلم [2005]، والترمذى في جامعه [1871]، وفى "علله"[رقم 363]، وابن حبان [5385]، وأبو داود [3711]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3745]، و [7/ رقم 7546]، والبيهقى في "سننه"[34، 17195]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 489]، وفى "الأنوار"[رقم 1011]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 182]، وغيرهم من طرق عن عبد الوهاب الثقفى عن يونس بن عبيد عن الحسن البصرى عن أمه عن عائشة به
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث يونس بن عبيد إلا من هذا الوجه، وقد رُوِىَ هذا الحديث من غير هذا الوجه عن عائشة أيضًا" وقال عقب روايته في: "العلل": "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث، فقال: هو حديث له علة، يقولون: عن عائشة هذا الحديث موقوفًا" ..
قلتُ: قد رُوِىَ هذا الحديث من غير وجه عن عائشة مرفوعًا كما أشار الترمذى آنفًا؛ فإذا أوقفه بعضهم عنها؛ لم يكن ذلك بجارح في وصل مَنْ وصله.
وقال الطبراني عقب روايته: (لم يرو هذا الحدث عن يونس بن عبيد إلا عبد الوهاب الثقفى).
قلتُ: وهما حافظان إمامان، والحسن البصرى شيخ من شيوخ الإسلام؛ وقد رُمِىَ بالتدليس، وكنا نتوقف في عنعنته، حتى صح لدينا أنه مقل من التدليس؛ ومن كان كذلك، فحديثه على الاتصال دائمًا ما لم يظهر الانقطاع فيه ببرهان بَيِّن، وأمه اسمها خيرة مولاة أم سلمة روى عنها جماعة أكثرهم ثقات؛ وذكرها ابن حبان في "الثقات" واحتج بها مسلم كما ترى؛ فقول الحافظ عنها في "التقريب" [1/ 746]:"مقبولة" غير مقبول منه، بل هي امرأة مشهورة محتج بها.
وقد استوفينا طرق الحديث عن عائشة في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" أعاننا الله عليه.
4397 -
صحيح: أخرجه البخارى [2453، 2542، 2723]، ومسلم [2770]، وأبو داود [2138]، وابن ماجه [1970]، وأحمد [6/ 171، 194]، والدارمى [2208]، =
الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يسافر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها أخرجها.
4398 -
حَدَّثَنَا أبو طالبٍ عبد الجبار بن عاصمٍ، حدثنى عبيد الله بن عمرٍو، عن أيوب، عن أبى قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ المسْلِمِينَ فَيُصَلِّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ المسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً فَيَشْفَعُوا لَهُ إِلا شُفِّعُوا فِيهِ".
= وابن حبان [4212]، وعبد الرزاق [9748]، وابن أبى شيبة [23385]، والنسائى في "الكبرى"[8923، 8929، 11360]، وأبو عوانة [رقم 3624]، والبيهقى في "سننه"[14510]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 383] وفى "المشكل"[2/ 153]، وابن راهويه [729، 730، 1103، 1104]، وابن الجارود [723، 725]، وجماعة من طرق عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
نحوه. وهو عند البخارى ومسلم والبيهقى وعبد الرزاق وابن حبان وأحمد وأبى داود في سياق أتم؛ وهو رواية النسائي وابن راهويه، وبعضهم ذكره في سياق قصة الإفك بطولها.
قلتُ: وسيأتى من هذا الطريق مطولًا في سياق حادثة الإفك عند المؤلف [برقم 4935]، وفيه قرن الزهرى جماعة مع عروة في سنده، ويأتى أيضًا عند المؤلف [برقم 4927]. واللَّه المستعان.
4398 -
صحيح: أخرجه مسلم [947]، والترمذى [1029]، والنسائى [1991، 1992]، وأحمد [3/ 266، 40]، وابن حبان [3081]، وعبد الرزاق [6581]، وابن أبى شيبة [11622]، والبيهقى في "سننه"[6694]، والحميدى [222]، وإسماعيل القاضى في "جزء فيه أحاديث أيوب السختيانى"[رقم 40]، والمزى في "تهذيبه"[16/ 306، 307]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 564]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3011]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 141، 143]، وغيرهم من طرق عن أيوب السختيانى عن أبى قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة عن عائشة به نحوه. ووقع عند مسلم والنسائى وأحمد والبيهقى والطحاوى في آخره من قول سلام بن أبى مطيع:"فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال: حدثنى به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم " .. =
4399 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأرزى، حدّثنا أبو زكير المدنى، قال: سمعت هشام بن عروة يذكر، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ، فَإِنَ الشَّيْطَانَ إِذَا أَكلَ ابْنُ آدَمَ غَضِبَ، يَقُولُ: بَقِيَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكلَ الخلَقَ بِالجدِيدِ".
= قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد أوقفه بعضهم ولم يرفعه".
قلتُ: والقول قول من وصله؛ وقد توبع عليه أيوب: تابعه خالد الحذاء على نحوه عن أبى قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة به
…
عند أحمد [6/ 97]، والطيالسى [7691]، وغيرهما، لكن اختلف على خالد في سنده كما ذكره الدارقطنى في "علله"[3/ 266]، وابن أبى حاتم في "العلل" أيضًا [رقم 1068]، والمحفوظ عنه: هو الوجه الماضى. وللحديث شواهد.
4399 -
منكر: أخرجه النسائي في "الكبرى"[6724]، وابن ماجه [3330]، والحاكم [4/ 135]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5999، 6000]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 243]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 12]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 427]، والخليلى في "الإرشاد"[1/ 172]، وابن السنى وأبو نعيم كلاهم في (الطب) كما في "اللآلئ المصنوعة"[2/ 207]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 253]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[3/ 25 - 26]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 134]، وأبو الحسن الحمامى في "الفوائد المنتقاة"[9/ 207/ 2]، وهبة الله الطبرى في "الفوائد"[1/ 134/ 2]، واستغربه،؛ والحاكم أيضًا في "المعرفة"[ص 156]، والبيهقى أيضًا في "الآداب"[رقم 433]، وغيرهم من طرق عن أبى زكريا يحيى بن محمد بن قيس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه ..
قال النسائي عقب روايته كما في "التحفة"[رقم 17334]: "حديث منكر" وسقط ذلك من مطبوعة "السنن الكبرى" وقال الحاكم عقب روايته في "المعرفة": "تفرد به أبو زكير [بالأصل: (زكريا) وهو غلط]، عن هشام بن عروة، وهو من أفراد البصريين عن المدنيين؛ فإن يحيى بن محمد بن قيس بصرى مخرج حديثه في كتاب مسلم، وهشام بن عروة بن الزبير مدنى".
قلتُ: وسكت عنه في "المستدرك"، لكن قال الذهبى في "تلخيصه":"حديث منكر" ومثله قال في ترجمة يحيى بن محمد من "الميزان"[4/ 405]، وقال ابن الجوزى عقب روايته: (قال الدارقطنى: تفرد به أبو زكير عن هشام، قال العقيلى: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن حبان: وهو يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل من غير تعمد؛ فلا يحتج به، روى هذا الحديث، لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
" ثم قال ابن الجوزى: (هذا قدح ابن حبان في يحيى، وقد أخرج عنه مسلم بن الحجاج، ولعل الزلل كان من قِبَل ابن شداد - يعنى محمد بن شداد راويه عن أبى زكير في بعض طرقه - وقد قال الدارقطنى: محمد بن شداد المسمعى لا يكتب حديثه".
قلتُ: وهذه محاولة فاشلة لتعصيب الجناية برقبة هذا المسمعى، ولم يصب ابن الجوزى رميته؛ لكون المسمعى لم ينفرد به عن يحيى بن محمد أبى زكير، بل تابعه عليه جماعة كثيرة؛ فالمسمعى برئ من عهدة هذا الحديث كما قال السيوطى في "اللآلئ"[2/ 206]، يتعقب ابن الجوزى، وقد أصاب في ذلك؛ قالحديث حديث أبى زكير؛ هو المنفرد به، وأنكره عليه النقاد، والإسناد ثابت إليه به.
قال الخطيب عقب روايته: "تفرد برواية هذا الحديث عن هشام: أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس"، وقال ابن عدى عقب روايته:"هذا يعرف بيحيى بن محمد بن قيس المعروف بأبى زكير، ولا أعلم رواه عن هشام بن عروة غيره" ومضى قول العقيلى فيه سابقًا، وقال البيهقى في "الآداب":"تفرد به أبو زكير" ومضى قول الدارقطنى أيضًا عن تفرده به؛ وقال العلامة ابن مفلح في "الآداب الشرعية"[2/ 493]، بعد أن ساق الحديث:"ومدار حديث عائشة هذا على أبى زكير يحيى بن محمد بن قيس متكلم فيه؛ وقد أنكر الأئمة عليه هذا الحديث وغيره، وذكره ابن الجوزى، في "الموضوعات".
قلتُ: وفى ترجمته ساق ابن حبان هذا الحديث من "المجروحين" وقال: "هذا كلام لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " وكذا أنكره عليه ابن عدى في "الكامل" وساقه له مع غيره. ثم قال في ختام ترجمته: "وعامة أحاديثه مستقيمة إلا هذه الأحاديث التى بينتها".
وبه أعله ابن طاهر في "معرفة التذكرة"[1/ 49]، وقال:"أنكر عليه روايته" ومثله ابن الصلاح في "معرفة أنواع علوم الحديث"[ص 46]، وقال عنه:"لم يبلغ مبلغ من يحتمل تفرده" وكذا أعله به البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 170]، وجماعة كثيرة من المتأخرين؛ حتى قال المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 433/ طبعة مكتبة الشافعي]،:(حديث منكر اتفاقًا). =
4400 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حمادٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْغُلامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ المجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ".
= أما قول الخليلى عقب روايته في "الإرشاد": "هذا فرد شاذ، لم يروه عن هشام غير أبى زكير، وهو شيخ صالح، ولا يحكم بصحته ولا بضعفه" فتعقبه الذهبى في "سير النبلاء"[9/ 299]، قائلًا:"قلتُ: بل نحكم بضعفه ونكارة مثل هذا) وقال العلامة المعلمى اليمانى في "تعليقه على الفوائد المجموعة" [ص 181/ الطبعة العلمية]: (الحديث ثابت عن أبى زكير، وهو بصرى أعمى ضعفوه، ولم يقل أحد: إنه ثقة ولخص حاله في "التقريب" بقوله: "صدوق يخطئ كثيرًا" وإنما أخرج له مسلم حديثًا واحدًا قد رواه من غير طريقه؛ فهو متابعة، وهو حديث" آية المنافق ثلاث" فأما الحديث "كلوا البلح .. إلخ" فلم يروه غيره؛ وهو بسند كالشمس، ومتنه ركيك؛ فالظاهر أن أبا زكير غلط في إسناده، سمعه من بعض القصاص؛ فتوهم أنه سمعه بذلك السند".
قلتُ: وهذا كلام جيد تلوح منه رسوخ قدم صاحبه في هذا الفن، وهل ثم عطر بعد عروس؟! فرحم الله المعلمى وغفر له!.
4400 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4398]، والنسائى [3432]، وابن ماجه [2041]، والترمذى في "علله"[رقم 245]، وأحمد [6/ 100، 101، 144]، والدارمى [2296]، وابن حبان [142]، والحاكم [2/ 67]، وابن أبى شيبة [19246]، والبيهقى في "سننه"[11235، 11936، 15756، 21389]، وابن راهويه [1713]، وابن الجارود [148، 808]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2284]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 12]، وفى"شرح المعانى"[2/ 74]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن حماد بن أبى سليمان [وسقط (حماد بن أبى سليمان) من سند ابن الجارود في الموضع الثاني، وكذا عند الطحاوى في "شرح المعانى"] عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به .. وهو عند بعضهم بنحوه .... فعند أبى داود والترمذى وابن راهويه: (وعن المبتلى حتى يبرأ .... ) وهو رواية لابن ماجه وأحمد؛ بدل: (وعن المجنون حتى يفيق) وعند الحاكم: (وعن المعتوه حتى يعقل) وهو رواية لأحمد أيضًا والبيهقى والدارمى؛ وابن المنذر؛ ووقع عند ابن راهويه والطحاوى في "شرح المعانى" وأبى داود وابن ماجه والنسائى: (وعن الصبى حتى يكبر) وهو رواية لابن الجارود، بدل قوله:(وعن الصبى حتى يحتلم) وعند الترمذى: (حتى يعقل) وهو رواية لأحمد والدارمى، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعند الطحاوى في "المشكل": (حتى يبلغ
…
) وهو رواية للبيهقى؛ والحديث عند ابن أبى شيبة دون الفقرة الثانية والثالثة.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وزعم الإمام في "الإرواء"[2/ 5]، أن الذهبى قد وافق الحاكم عليه، ثم قال: "وهو كما قالا، فإن رجاله كلهم ثقات احنج به مسلم برواية بعضهم عن بعض،
…
".
قلتُ: وغفل عن كون مسلم إنما أخرج لحماد بن أبى سليمان مقرونًا، وحماد فيه كلام معروف، قد استوفيناه في "غرس الأشجار" وقد لخص الحافظ حاله في "التقريب" بقوله:"فقيه صدوق له أوهام، ورمى بالإرجاء"، وهو تلخيص قوى بشأنه؛ لكن في روايته عن إبراهيم النخعى شئ، غير أنه مكثر من الرواية عنه، وقد كان حماد أفقه أصحاب إبراهيم، بل كان فقيه الكوفة في وقته، وكان فيه خيلاء وتيه، والله يسامحه، فما هو بالمعصوم، ويكفى أنه صدوق في الرواية؛ والإسناد عندى حسن صالح؛ وقد صححه الحاكم كما مضى؛ وكذا صححه ابن الملقن في "البدر المنير"[3/ 226]، ونقل الزيلعى في "نصب الراية"[4/ 209]، عن الإمام تقى الدين القشيرى أنه قال في "الإمام":"هو أقوى إسنادًا من حديث عليّ "قال صاحب "البدر المنير"[3/ 227]: "قلتُ: لا شك في ذلك، ولا مرية".
واعترض ذلك الإمام في "الإرواء"[2/ 5، 7]، وقدم عليه حديث على الماضى عند المؤلف [برقم 587]، وليس كما ذهب إليه، والصواب هو ما قاله شيخ الإسلام ابن دقيق العيد، وتبعه عليه ابن الملقن آنفًا؛ بل حديث عائشة هذا هو أصح شئ في هذا الباب على الإطلاق، وقد اعتل بعض أصحابنا في الغمز من حديث عائشة بما نقله صاحب"البدر المنير"[3/ 226]، عن ابن الجنيد أنه قال في "سؤالاته لابن معين":"قال رجل ليحيى بن معين: هذا الحديث عندك - يعنى حديث عائشة - واه؟! فقال: ليس يروى هذا إلا حماد بن سلمة عن حماد، يعنى ابن أبى سليمان".
قلتُ: لم يخف علينا أن في رواية حماد بن سلمة عن حماد بن أبى سليمان بعض اللين، لكن الأصل في روايته عنه: الاستقامة حتى يظهر الخلل. ولو كان الحديث عند ابن معين غير محفوظ لصاح به، وقد قال الترمذى عقب روايته في "العلل":"سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظًا، قلتُ له؛ روى هذا الحديث غير حماد؟! قال: لا أعلمه". =
4401 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا أبو معاوية، عن عاصمٍ، عن تبالة بنت يزيد العبشمية، عن عائشة، قالت: كان ينبذ للنبى صلى الله عليه وسلم في سقاء، فنأخذ قبضةً من زبيبٍ أو قبضةً من تمرٍ فنطرحها في السقاء، ثم نصب عليها الماء ليلًا فيشربه نهارًا، أو نهارًا فيشربه ليلًا.
4402 -
حَدَّثَنَا سريج، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ، سحوليةٍ من كرسفٍ، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ، أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتُريت له ليكفن فيها، فَتُركَتِ الحلة، فأخذها عبد الله بن أبى بكرٍ، قال: أحبسها أكفن فيها، ثم قال: لو رضيها اللَّهَ لرسوله لَكُفِّنَ فيها، فباعها وتصدق بثمنها،
= قلتُ: وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة
…
مضى منها حديث عليّ [برقم 587]، وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وهو حديث صحيح ثابت صححه المتقدمون والمتأخرون إلا بعضهم، وقد قال شيخ الإسلام النميرى في "مجموع الفتاوى"[11/ 191]، وفى "الفرقان" [ص 40]:(اتفق أهل "المعرفة" على تلقيه بالقبول).
4401 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه ابن ماجه [3398]، وأحمد [6/ 46]، وغيرهما من طرق عن عاصم الأحول عن تبالة بنت يزيد العبشمية عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد لا يصح؛ آفته تبالة تلك، فهى امرأة لا تعرف كما قال الذهبى في "الميزان" ومثله الحافظ في "التقريب" وقال الشوكانى في النيل [9/ 59]:"مجهولة" وهو كما قالوا، ووقع اسمها عند ابن ماجه:(بنانة) وللحديث طريقان آخران عن عائشة به نحوه
…
ولا يصحان أيضًا، كما بسطناه في "غرس الأشجار" والمحفوظ عن عائشة إنما هو بنحو السياق الماضى [برقم 4396]، دون قوله هنا:(فنأخذ قبضة من زبيب أو قبضة من تمر، فنطرحها في السقاء، ثم نصب عليها الماء).
4402 -
صحيح: أخرجه مسلم [941]، والبيهقى في "سننه"[6470]، وفى "الدلائل"[رقم 3208]، وابن راهويه [770]، وغيرهم من طرق صحيحة عن أبى معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
=
4403 -
حَدَّثَنَا سريجٌ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفرٍ، قالت: فعلقت على بابى قرام سترٍ فيه الخيل أولات الأجنحة، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى:"تَنْزِعِيهِ".
= قلتُ: رواه يحيى بن يحيى وابن أبى شيبة وأبو كريب وسريج بن يونس وهناد بن السرى وغيرهم عن أبى معاوية على السياق الماضى؛ وخالفهم أحمد بن عبد الجبار العطاردى، فرواه عن أبى معاوية بإسناده به عن عائشة قالت: (كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بردى حبرة كانا لعبد الله بن أبى بكر، ولف فيهما، ثم نزعا عنه، فكان عبد الله بن أبى بكر قد أمسك تلك الحلة لنفسه حتى يكفن فيها إذا مات
…
) وذكر باقيه نحو المؤلف، أخرجه الحاكم [3/ 543]- واللفظ له - وعنه البيهقى في "الدلائل"[رقم 3209].
والسياق الأول هو المحفوظ؛ وأحمد بن عبد الجبار تركه جماعة، وكذبه بعضهم، وضعفه الآخرون، ووثقه من لم يُبُر حاله، لكن سماعه للسيرة من يونس بن بكير صحيح كما قال الحافظ في "التقريب" وقد توبع أبو معاوية الضرير عليه: تابعه جماعة كثيرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
دون قصة عبد الله بن أبى بكر في آخره، منهم عبد العزيز الدراوردى، وتأتى روايته عن هشام عند المؤلف [برقم 4828]، وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4403 -
صحيح: أخرجه النسائي [5252]، وأحمد [6/ 229]، والبيهقى في "سننه"[14336]، وابن راهويه [903]، وهناد في "الزهد"[رقم 746]، وغيرهم من طرق عن أبى معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وعند بعضهم نحوه.
قلتُ: هكذا رواه أبو معاوية الضرير عن هشام، وله فيه إسناد آخر يرويه عن داود بن أبى هند عن عزرة عن حميد بن عبد الرحمن عن سعد بن هشام عن عائشة به نحوه ....
وزاد: (فإنه يذكرنى في الدنيا) أخرجه الترمذى [2468]، وابن حبان [672]، وهناد في "الزهد"[رقم 745]، وغيرهم.
* وقد توبع أبو معاوية على الوجهين جميعًا:
1 -
فتابعه على الوجه الثاني: حماد بن سلمة وغيره كما يأتى عند المؤلف [برقم 4468]، وهناك يكون تمام الكلام عليه. =
4404 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه بالليل من أدمٍ محشوًا ليفًا.
= 2 - وتابعه على الوجه الثاني: جماعة كثيرة أيضًا، منم وكيع وابن عيينة وأبو أسامة وأنس بن عياض وحماد بن سلمة وعبد الله بن داود الخريبى وجرير بن حازم وغيرهم.
3 -
ورواية ابن عيينية تأتى عند المؤلف [برقم 4646].
4 -
ورواية الخريبى عند البخارى [5611]، بلفظ: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر، وعلقت درنوكًا فيه تماثيل؛ فأمرنى أن أنزعه فنزعته
…
).
5 -
ورواية وكيع وأبى أسامة ومعهما عبدة بن سليمان: عند مسلم [2107]، وجماعة بلفظ:(قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، وقد سترت على بابى في درنوكًا فيه الخيل ذوات الأجنحة، فأمرنى فنزعته) وليس في رواية عبدة: القدوم من السفر، وقد استوفينا طرقه وشواهده في "غرس الأشجار".
4404 -
صحيح: أخرجه البخارى [6091]، ومسلم [2082]، وأبو داود [4147، 4146]، والترمذى [1761، 2469]، وابن ماجه [4151]، وأحمد [6/ 48، 56، 73، 108، 207، 212]، وابن حبان [6361]، وابن أبى شيبة [34308]، والبيهقى في "سننه"[13095]، وفى "الشعب"[2/ رقم 1459]، و [5/ رقم 6291]، وفى "الآداب"[رقم 523]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 378 - 379]، وابن راهويه [844، 882]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1506]، والترمذى أيضًا في "الشمائل"[رقم 329]، وأبو عوانة [رقم 6899]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 48، 49]، وفى "الأنوار"[رقم 832، 833]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه. وفى لفظ البخارى والترمذى والبيهقى وعبد بن حميد: (كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) بدل: (كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) وهو رواية لأحمد والبغوى وابن راهويه ومسلم، وفى رواية لمسلم أيضًا وأبى داود والبغوى: (كانت وسادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
).
قال الترمذى: "هذا حديث صحيح".
4405 -
حَدَّثَنَا الحكم بن موسى، حدّثنا هقلٌ، عن الأوزاعى، قال: حدثنى الزهرى، حدثنى عروة بن الزبير، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة، قالت: استحيضت أم حبيبة بنت جحشٍ - وكانت تحت عبد الرحمن بن عوفٍ - سبع سنين، فاشتكت ذلك إلى رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن هَذَا لَيْسَ بِالحَيْضَةِ، إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الحيْضَةُ فَدَعِى الصَّلاةَ، فَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِى ثُمَّ صَلِّى"، قالت عائشة: فكانت تغتسل عند كل صلاةٍ، وكانت تقعد في مركنٍ لأختها زينب بنت جحشٍ حتى إن حمرة الدم لتعلو الماء.
4405 - صحيح: أخرجه النسائي [202، 203، 204]، وابن ماجه [626]، وأحمد [6/ 83]، والدارمى [768، 778]، وابن حبان [1353]، والحاكم [1/ 281]، والبيهقى في "سننه"[775، 1454، 1455، 1]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 99]، وفى "المشكل"[7/ 19]، وأبو عوانة [رقم 717]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1560]، والشافعى في "سننه"[رقم 129/ رواية الطحاوى]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 563]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى [وقَرِنَ معه (حفص بن غيلان، والنعمان بن المنذر) عند النسائي والطحاوى والطبرانى] عن الزهرى عن عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن [وهو عند النسائي في الموضع الأول: (عن عروة وحده عن عائشة) ومثله عند الدارمى في الموضع الثاني] كلاهما في عائشة به نحوه
…
وهو عند النسائي في الموضع الأول والثانى مختصرًا؛ وليس عند الحاكم قول عائشة في آخره، ومثله الطحاوى في "المشكل"، وزاد الطبراني والطحاوى قوله: (ولكن هذا عرق فتقه إبليس
…
) بعد قوله: (إن هذا ليس بالحيضة،
…
) وليس عند ابن حبان لفظ الإقبال والإدبار، ومثله البيهقى في الموضع الثالث، وزاد ابن ماجه والنسائى وأحمد والدارمى والطبرانى والشافعى ومن طريقه البيهقى في "المعرفة" قول عائشة:(ثم تصلى) لفظ ابن ماجه؛ قبل قولها: (وكانت تقعد
…
إلخ) .. وهذه الزيادة رواية للبيهقى في "سننه".
قال الحاكم: "حديث الأوزاعى: صحيح على شرط الشيخين".
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد زاد النسائي في رواية له؛ والطبرانى والطحاوى في آخره زيادة غير محفوظة من قول عائشة، وجملة الإقبال والإدبار في هذا الحديث: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قد أنكرها أبو داود على الأوزاعى في "سننه"[1/ 125]، وقال:"لم يذكر هذا الكلام أحد من أصحاب الزهرى غير الأوزاعى" ثم قال: "وإنما هذا لفظ حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة" كذا قال.
وتابعه عليه البيهفى في "سننه"[1/ 327]، وفى "المعرفة" وتعقبهما الحافظ العلاء مغلطاى في كتابه "الإعلام بسنته عليه السلام"[1/ 852]، وأجاد التعقب.
وقد توبع الأوزاعى على أصل الحديث عن الزهرى: تابعه جماعة كثيرة، منهم إبراهيم بن سعد كما يأتى [برقم 4410]، وقد اختلفوا في سنده ومتنه على الزهرى على ألوان كثيرة، وأكثرها محفوظ، وقد بسطنا الكلام على تلك الاختلافات مع نظم طرقه عن عائشة في كتابنا "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
• تنبيه مهم: قد وقع في سند المؤلف في الطبعتين: (عن الأوزاعى، حدثنى الزهرى، حدثنى عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة
…
) هكذا بحرف (عن) بين عمرة وعروة، والمحفوظ في هذا الحديث عن الأوزاعى: أنه يرويه عن الزهرى عن عروة وعمرة عن عائشة به
…
بزيادة واو العطف بين عروة وعمرة، هكذا جزم به الترمذى وأبو داود وغيرهما، وهو الذي وقع في سنده عند الأكثرين، وربما رواه الأوزاعى عن الزهرى عن عروة وحده عن عائشة به
…
كما مضى عند بعضهم؛ ونبهنا عليه.
فالذى أراه: أن ما عند المؤلف خطأ من الناسخ، أو من الطابع، وصوابه (حدثنى الزهرى، حدثنى عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن
…
) يعنى بإثبات حرف العطف بين (عروة) و (عمرة) بدلًا من حرف (عن).
فإن قيل: قد وقع عند أحمد [6/ 83]، من طريق الأوزاعى عن الزهرى عن عروة عن عمرة عن عائشة به
…
مثلما وقع عند أبى يعلى.
قلنا: وهذا خطأ أيضًا في سند أحمد، وهو من الناسخ أو الطابع، ولا ثالث لهما، يؤيد ذلك غير ما ذكرناه سابقًا: أن الحاكم قد أخرج هذا الحديث من طريق أحمد ثنا أبو المغيرة عن الأوزاعى عن الزهرى عن عروة وعمرة عن عائشة به
…
على الصواب، بإثبات (واو العطف) بين عروة وعمرة. فانتبه.
4406 -
حَدَّثَنَا غسان بن الربيع، عن ثابتٍ - يعنى ابن يزيد - عن بردٍ، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: استفتحت الباب، والنبى صلى الله عليه وسلم يصلى تطوعًا، والباب في القبلة، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه، أو عن يساره، حتى فتح الباب، ثم رجع إلى صلاته.
4406 - منكر: أخرجه أبو داود [922]، والترمذى [601]، والنسائى [1206]، وأحمد [6/ 31، 224]، وابن حبان [2355]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 80]، والطيالسى [1468]، والبيهقى في "سننه"[3248]، وفى "المعرفة"[رقم 1109]، وابن راهويه [رقم 1147]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 97]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 36]، وغيرهم من طرق عن برد بن سنان عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
وليس قوله: (تطوعًا) عند أبى داود ولا الترمذى وأحمد والطيالسى والبيهقى وابن عبد البر والبغوى، وزاد أبو داود والترمذى ومن طريقه البغوى والبيهقى وابن عبد البر قوله:(والباب عليه مغلق) وهو رواية لأحمد والدارقطنى؛ وليس ذِكْرُ اليمين واليسار عند الجميع سوى النسائي وابن حبان وابن راهويه، وهو رواية لأحمد والدارقطنى.
قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب".
قلتُ: مداره على برد بن سنان، وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى؛ وهو المحفوظ عنه؛ ورواه بكار بن محمد بن شعبة عن يزيد بن زريع عن برد فقال: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .... ، فجعل شيخ برد فيه:(هشام بن عروة) دون (الزهرى).
هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 6152/ أطرافه]، وقال:"غريب من حديث برد بن سنان عنه - يعنى عن هشام، تفرد به بكار [(بالأصل: (بكرًا) وهو غلط] بن محمد بن شعبة عن يزيد بن زريع؛ وإنما يعرف هذا من حديث برد بن سنان عن الزهرى" ..
قلتُ: ولا يصح هذا عن يزيد بن زريع، وبكار بن محمد بن شعبة جهله ابن القطان الفاسى، وهو من رجال "اللسان"[2/ 45]، والمحفوظ عن برد بن سنان هو الوجه الأول.
وبرد وثقه أكثر النقاد، ومشاه جماعة، لكن ضعفه ابن المدينى وغيره، ولخص الحافظ كلامهم فيه بـ"التقريب" فقال:"صدوق رمى بالقدر" والصواب عندى أن يقال: "ثقة يخطئ، ورمى بالقدر". لكن أنكر أبو حاتم الرازى عليه هذا الحديث، فقال كما في "العلل" [رقم 467]:"لم يرو هذا الحديث أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم غير برد، وهو حديث منكر، ليس يحتمل الزهرى مثل هذا الحديث، وكان برد يرى القدر". =
4407 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ثم يُقَبّل، ثم يصلى، ولا يحدث وضوءًا.
= قلت: ويؤيده أن بردًا هذا ليس من أصحاب الزهرى، وغير مشهور بالرواية عنه، بل قال الجوزجانى بعد كلامه عن أصحاب الزهرى المشاهير:"قوم رووا عن الزهرى قليلًا، أشياء يقع في قلب المتوسع في حديث الزهرى أنها غير محفوظة؛ منهم: برد بن سنان، وروح بن جناح وغيرهما" نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 674]، والزهرى حافظ كبير مكثر حديثًا وأصحابًا؛ فلا يحتمل لبرد تفرده عنه بما لم يتابع عليه، كان كان برد ثقة، وقد أنكره عليه الجوزجانى أيضًا، كما حكاه عنه ابن رجب في "فتح البارى"[7/ 158].
وللحديث طريقان آخران عن عائشة به نحوه .... ، وهما منكران مثل هذا. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث، ومناقشة مَنْ حسَّنه أو قواه في كتابنا "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4407 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [179]، والترمذى [86]، وابن ماجه [502]، وأحمد [6/ 210]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 137، 138]، وابن أبى شيبة [485]، والبيهقى في "سننه"[606]، وفى "الخلافيات" وفى "المعرفة"[رقم 276]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 146]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 16]، وابن راهويه [566]، وابن الجوزى في التحقيق [1/ 172]، وفى "العلل المتناهية"[1/ 363] وغيرهم من طرق عن الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن عروة عن عائشة به نحوه
…
وسياق الأكثرين: (عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: فقلت لها: من هي إلا أنت! فضحكت) وفى رواية للدارقطنى: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح صائمًا، ثم يتوضأ للصلاة، فتلقاه المرأة من نسائه فَيُقَبِّلها ثم يصلى
…
) وذكر فيه قول عروة.
قلتُ: هذا الحديث فيه كلام طويل، وحاصله: أنه حديث ضعيف مقلوب؛ ضعفه أئمة النقل المتقدمين في هذه الصناعة؛ كابن القطان وأحمد والبخارى وأبى حاتم والترمذى وابن راهويه وغيرهم، وناقشهم جماعة من المتأخرين في تصحيحه ولم يفعلوا شيئًا، وطرقه كلها معلولة لا يصح منها شئ قط، وفى "علل الخلال":"سئل أبو عبد الله - يعنى الإمام أحمد - عن حديث عائشة في القبلة فقال: هو غلط" نقله عنه الحافظ مغلطاى في شرح سنن ابن ماجه [1/ 493]، وفى "مسائل الميمونى عن أحمد" قال: "قال أبو عبد الله: هذا الحديث مقلوب على حديث =
4408 -
حَدَّثَنَا حوثرة بن أشرس أبو عامرٍ، أخبرنى جعفر بن كيسان أبو معروف، عن عمرة العدوية، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تَفْنَى أُمَّتِى إِلا بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ"، قلنا: يا رسول الله، قد عرفنا الطعن، فما الطاعون؟ قال:"غُدَّةٌ كغُدَّةِ الإبِلِ، المُقِيمُ بِهَا كالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ".
= عائشة: "قبل وهو صائم" وهو هذا الحديث بعينه، يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
…
" نقله عنه مغلطاى أيضًا.
وبمثل هذا قال البيهقى أيضًا في "سننه"[1/ 125]، بعد أن ساق طرفًا من طرق الحديث:"والحديث صحيح عن عائشة في قبلة الصائم؛ فحمله الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها، ولو صح إسناده لقلنا به إن شاء الله تعالى" وقال في "المعرفة": "والصحيح عن عائشة في قبلة الصائم؛ فغلط بعض الضعفاء؛ فحملوه على ترك الوضوء منها".
قلتُ: وقوله هذا وإن لم يعجب مغلطاى وابن التركمانى والزيلعى وغيرهم، فهو الصواب الذي لا يمترى فيه باحث مدقق، قد اختلط لحمه وشحمه بعلم الحديث وعلله على طريقة حذاق الفن من المتقدمين والمتأخرين. وقد كنا قديمًا نتعصب لتقوية هذا الحديث على طريقة من يغتر بظواهر الأسانيد، ولا يلقى بالًا لكلام المتقدمين فيه، ولنا مجالس ومناظرات في تصحيحه؛ والذب عنه سندًا ومتنًا، ثم رجعنا عن ذلك كله ونقضنا غزلنا؛ لما استبان لنا ضعفه بالدلائل الواضحة التى قد استوفيناها في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" ورددنا فيه ردًا مشبعًا على كل من صححه أو حسنه أو مشاه، والحمد للَّه الذي علمنا ما لم نكن نعلم، وكان فضله علينا عظيمًا، فواللَّه ما كنا ندرى الحديث ولا أهله، وما نعرف ذلك الباب أصلًا، وإنما كنا نتعصب لتصحيح فلان، وتحسين علان، هكذا دون برهان، حتى من الله علينا بما أثقل علينا شكره، وصعب علينا أداء حقه، مع غيره من نعمه الكثيرة، وأفضاله الجزيلة، فنسأله المزيد من خير ما عنده، فإنا لسنا نشبع منه قط، وإن قصرنا في استيفاء شكره، وضاق عنا مبلغ حمده، فاللَّهم نسألك الثبات حتى الممات، ومزيدًا من الأعمال الباقيات الصالحات؛ فإنك ما تزال بكل خير كفيلًا، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
4408 -
قوى: أخرجه أحمد [6/ 82، 255]، وابن راهويه [1403]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 490]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 198]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن كيسان عن عمرة العدوية عن عائشة به
…
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند البخارى معلقًا بنحو الفقرة الأخيرة منه ققط، ومثله عند ابن سعد وابن راهويه وأحمد، ولفظ أحمد:(الفار من الطاعون كالفار من الزحف).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ آفته عمرة العدوية! وهى بنت قيس انفرد عنها جعفر بن كيسان بالرواية، ولم يوثقهما أحد أعلمه، لكن لجعفر فيه شيخة أخرى، فأخرجه أحمد [6/ 145، 255]، من طريقين عن جعفر بن كيسان قال: حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية عن عائشة به نحو سياق المؤلف.
قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم؛ ومعاذة العدوية ثقة حجة، وجعفر بن كيسان وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم:"بصرى صالح الحديث" وهو من رجال "تعجيل المنفعة"[ص 70]، وقد نص البخارى وأبو حاتم على روايته عن معاذة وعمرة العدويتين. وللحديث طريقان آخران عن عائشة به، بل ثلاثة:
الأول: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5531]، وابن عبد البر في "التمهيد"[12/ 257 - 258]، و [19/ 205]، وأبو بكر بن خلاد في "الفوائد"[ق 36/ 1]، كما في "الصحيحة"[4/ 561]، من طريقين عن عليّ بن مسهر عن يوسف بن ميمون عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عمر عن عائشة به بلفظ:(الطاعون شهادة لأمتى، وخز أعدائكم من الجن؛ غدة كغدة الإبل، تخرج بالآباط والمراق، من مات فيه مات شهيدًا، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه؛ كان كالفار من الزحف) هذا لفظ ابن خلاد، وليس عند الطبراني:(من مات فيه مات شهيدًا) وقال بدل قوله: (ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله): (والصابر عليه كالمجاهد في سبيل الله) ..
قال الطبراني: "تفرد به يوسف".
قلتُ: ويوسف هذا منكر الحديث جدًّا كما قاله البخارى، ومثله أبو حاتم، ووهَّاه أبو زرعة وغيره، قال الذهبى في "الكاشف":"ضعفوه؛ فلا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات" فالإسناد ساقط.
والثانى: أخرجه المؤلف في الآتى [برقم 4664]، وفى "مسنده الكبير" كما في "المطالب"[رقم 1968]، من طريقين عن الليث بن أبى سليم عن صاحب له عن عطاء عن عائشة به مرفوعًا في ذِكِر الطاعون أنه:(وخزة تصيب أمتى من أعدائهم الجن: غدة كغدة الإبل، من أقام عليه كان مرابطًا، ومن أصيب به كان شهيدًا، ومن فر منه كالفار من الزحف). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الحافظ في "المطالب": "إسناده واه من أجل ليث وشيخه".
قلتُ: وبهذا أعله البوصيرى في "الإتحاف"[2/ 128]، وقد اضطرب الليث في سنده، فعاد مرة ثانية وأسقط الواسطة بينه وبين عطاء، ورواه عنه مباشرة عن عائشة به قالت:(قلتُ: يا رسول الله: هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟! قال: تشبه الدمل، تخرج في الآباط والمراق، وفيه تذكية أعمالهم، وهو لكل مسلم شهادة) هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[3/ رقم 3014/ كشف الأستار]، بإسناد صحيح إليه به
…
وقال البزار: "لا نعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلا عائشة بهذا الإسناد".
قلتُ: إن صح ما كان يدندن به الهيثمى من كون الليث بن أبى سليم كان مدلسًا، توجه القول بكونه ربما دلس الواسطة بينه وبين عطاء في الطريق الأول هنا، وإلا فالأقرب أنه اضطرب فيه فلم يدر عمن رواه، وكان قد اختلط في آخر عمره حتى جعل يضطرب في الأسانيد والمتون على ألوان عجيبة، والمحفوظ في حديث عائشة هو بالسياق الأول عند المؤلف.
ولهذا السياق طريق ثالث عن عائشة به مثله
…
إلا أن فيه قوله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون: "غدة تأخذهم في مرافقتهم، الميت فيه شهيد، والقائم المحتسب فيه كالمرابط في سبيل الله
…
" والباقى مثله
…
أخرجه ابن راهويه [1376]، من طريق النضر بن شميل عن عوف الأعرابى عن خالد الربعى عن عائشة به ....
قلتُ: ورجاله ثقات سوى خالد الربعى هذا: فهو خالد بن أيوب ذكره الذهبى في (الميزان) ونقل عن أبى زرعة أنه قال عنه: "متروك الحديث" وتعقبه الحافظ في "اللسان"[2/ 374]، بكون الذي ترك أبو زرعة حديثه هو (خالد بن باب الربعى) وبهذا ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح"[3/ 322]، ونقل هناك حكاية أبى زرعة في ترك حديثه؛ قال الحافظ: (وقال ابن معين: ضعيف؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" ..
قلتُ: والجرح مقدم؛ وقد نص أبو حاتم الرازى فيما نقله عنه ولده في "الجرح" على رواية عوف الأعرابى عن خالد بن باب هذا؛ فهو المراد هنا إن شاء الله؛ ولم يذكروا له رواية عن عائشة، ولا غيرها من الصحابة، فالإسناد ضعيف مع انقطاعه.
ولفقرات الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منهم حديث أبى موسى الأشعرى [برقم 7226]، وكلها معلولة الأسانيد، وحديث عائشة بطرقه وألفاظه قد ذكر أكثرها المنذرى =
4409 -
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبى سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال: حدثنى إبراهيم بن سعد، عن الزهرى، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستقرةٌ بقرام صورٍ، فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه، ثم قال:"إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ الله".
= في "الترغيب"[2/ 222]، وعزاها لأحمد والمؤلف والطبرانى والبزار، ثم قال:"أسانيد الكل حسان" وتبعه على نحو ذلك: الهيثمى في "المجمع"[3/ 51]، وهو تساهل منهما بلا ريب؛ لما علمته مما حوته تلك الأسانيد من علات، اللَّهم إلا الطريق الأول فقط عن عائشة الذي ترويه معاذة العدوية عنها: وأراه هو الذي عزاه العراقى في "المغنى"[2/ 215]، لأحمد وابن عبد البر في (التمهيد) وقال:"بإسناد جيد" والذى وقفت عليه في "التمهيد" إنما إسناده واه كما مضى.
والحديث عزاه الحافظ في "الفتح"[10/ 188]، إلى أحمد وابن خزيمة من حديث عائشة به مثل لفظ المؤلف هنا بإسناد حسن، وأراه قصد طريق معاذة عن عائشة أيضًا، وهو الطريق الوحيد الثابت عن عائشة بهذا السياق، وأصله عنها ثابت عند البخارى [3287]، وجماعة كثيرة عنها قالت:(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرنى أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء؛ وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون؛ فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان مثل أجر شهيد).
4409 -
صحيح: أخرجه البخارى [5758]، ومسلم [2107]، والنسائى [5357]، وأحمد [6/ 36، 85، 86، 199]، وابن حبان [5847]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1762]، وعبد الرزاق [19484]، وابن أبى شيبة [25208]، والبيهقى في "سننه"[14333، 14334]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6311]، وفى "الآداب"[رقم 527]، وفى "الدلائل"[رقم 2334]، وابن راهويه [975]، والحميدى [251]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 283]، وفى "المشكل"[1/ 5]، وجماعة من طرق عن ابن شهاب عن القاسم بن محمد عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وقد توبع عليه الزهرى: تابعه عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به نحوه، ورواه عنه جماعة، منهم: =
4410 -
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن أبى سلمة العمرى، حدّثنى إبراهيم بن سعدٍ، عن الزهرى، عن عمرة، عن عائشة، قالت: جاءت أم حبيبة بنت جحشٍ -، وكانت استحيضت سبع سنين - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكت ذلك إليه، واستفتته فيه، فقال:"إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِالحيْضَةِ، وَلَكِنْ هَذَا عِرْقٌ، فَاغْتَسِلِى، ثُمَّ صَلِّى"، قال: فكانت تغتسل لكل صلاة، وكانت تجلس في المركن فتعلو حمرة الدم الماء، ثم تصلى.
4411 -
حدّثنا عبد العزيز العمرى، حدّثنى إبراهيم، عن الزهرى، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُقْطَعُ الْيَدُ فِي رُبْعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا".
= 1 - ابن عيينة: عند البخارى [5610]، ومسلم [2107]، والنسائى [5356]، والمؤلف [برقم 4723]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6312]، وفى "سننه"[14350]، وابن راهويه [918]، والحميدى [251]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 106]، وأبى بكر الشافعي في الغيلانيات [رقم 622]، وغيرهم، وسياق البخارى ومسلم والبيهقى والحميدى والبغوى والشافعى:(عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، وقد سترت بقرام لى على سهوة لى فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال: أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله؛ قالت: فجعلناه وسادة أو وسادتين) لفظ البخارى.
2 -
وحماد بن سلمة بالمرفوع منه فقط: عند أحمد [6/ 219]، والمؤلف [4469]، وغيرهما بإسناد صحيح إليه.
ورواه أيضًا: الأوزاعى وقرة بن خالد وغيرهما.
4410 -
صحيح: أخرجه مسلم [334]، والدارمى [782]، وأحمد [6/ 187]، وابن حبان [1351]، والبيهقى في "سننه"[عقب رقم 1529]، والشافعى في "سننه"[رقم 130/ رواية الطحاوى]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 569]، وأبو عوانة [رقم 716]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به
…
قلتُ: قد توبع عليه إبراهيم على نحوه، تابعه جماعة كثيرة، منهم: الأوزاعى كما مضى [برقم 4405]، وقد اختلف في متنه وسنده على الزهرى على ألوان كثيرة، قد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار". وراجع "علل الدارقطنى"[13/ 163 - 169].
4411 -
صحيح: أخرجه البخارى [6407]، ومسلم [1684]، وأبو داود [4383، 4384]، =
4412 -
حَدَّثَنَا عبد العزيز، حدّثنى إبراهيم، عن الزهرى، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناءٍ هو الفرق، قالت: وكنت أغتسل معه في الإناء الواحد، قال إبراهيم: قال الزهرى: وأظن الفرق يومئذٍ نحوًا من خمسة أقساطٍ.
= والترمذى [1445]، والنسائى [4916، 4917، 4918، 4919، 4920، 4921]، وابن ماجه [2585]، وأحمد [6/ 36، 163]، والدارمى [2300]، وابن حبان [4455، 4459، 4460، 4465]، والشافعى [1540]، والطيالسى [1582]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1910]، وعبد الرزاق [18961]، وابن أبى شيبة [36236]، والبيهقى في "سننه"[16933، 16934، 16936، 16937، 16938]، وفى "المعرفة"[رقم 5363، 5364، 5365، 5366، 5367، 5368، 5369، 5370، 5371]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 163، 164، 166، 167]، وابن راهويه [740، 983، 984]، والحميدى [279]، وابن الجارود [824]، وجماعة كثيرة من طرق عن الزهرى عن عمرة بنت عبد الرحمن [وقُرِنَ معها:(عروة بن الزبير) عند جماعة، عن عائشة به
…
وفى رواية للبخارى ومسلم والنسائى وأبى داود وجماعة (تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدًا) وفى رواية لمسلم وغيره: (لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدًا).
قال الترمذى:"حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد رُوِىَ من غير وجه عن عمرة عن عائشة مرفوعًا؛ ورواه بعضهم عن عمرة عن عائشة موقوفًا".
قلتُ: ولا يضره وقف من أوقفه؛ لأن الرافعين له كبار حفاظ، فيحمل الموقوف على أن عائشة كانت تفتى به، وقد بسطنا الاختلاف في وقفه ورفعه مع استيفاء طرقه في كتابنا:"غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4412 -
صحيح: أخرجه النسائي [410]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2391]، والبيهقى في "سننه"[884]، وابن راهويه [959، 1705]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 101]، والسلفى في "معجم السفر"[رقم 204]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن القاسم بن محمد عن عائشة به ....
وهو عند عند الطبراني والبيهقى بنحو الفقرة الأولى منه فقط، وهو رواية لابن راهويه؛ وهو عند السلفى بالفقرة الثانية منه فقط. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهرى عن القاسم إلا إبراهيم".
قلتُ: وهو ابن سعد الزهرى الحافظ الحجة صاحب الزهرى، لكنه خولف في سنده؛ خالفه مالك وابن عيينة والأوزاعى ومعمر، وجعفر بن برقان وبحر السقاء والليث بن سعد وابن جريج، وإسحاق بن راشد وابن أبى ذئب وصالح بن أبى الأخضر وغيرهم، كلهم رووه عن الزهرى فقالوا عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
، ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار".
ورواية ابن عيينة تأتى عند المؤلف [برقم 4546]، وهى أيضًا عند مسلم [319]، وابن ماجه [376]، وأحمد [6/ 37]، والشافعى [13]، وابن أبى شيبة [369]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[850]، وفى "المعرفة"[399]، وأبى عوانة [رقم 658]، وابن راهويه [557]، والحميدى [159]، وابن الجارود [57]، وغيرهم.
وقد رأيت طريق إبراهيم بن سعد عن الزهرى: قد أخرجه ابن عدى أيضًا في "الكامل"[1/ 248]، ثم قال:(وهذا الحديث أيضًا يرويه إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن القاسم عن عائشة، وأصحاب الزهرى خالفوه، فرووه عن الزهرى عن عروة عن عائشة).
قلتُ: والقول قول أصحاب الزهرى، وقد سئل أبو زرعة الرازى عن هذا الاختلاف كما في "العلل"[رقم 159]، فقال:(الحديث عندى حديث عروة) وقال الدارقطنى في "العلل"[13/ 171]، بعد أن ساق الاختلاف في سنده:(والقول قول من قال: عروة) وهو كما قالا؛ وإبراهيم بن سعد مع ثقته وحفظه وإتقانه؛ فلا يقدم على مثل هؤلاء الكبار في الزهرى، لاسيما وقد غمزه الحافظ صالح جزرة في الزهرى خاصة، وقال:"سماعه من الزهرى ليس بذاك؛ لأنه كان صغيرًا حين سمع من الزهرى" كما نقله عنه الخطيب في "تاريخه"[6/ 82]، وقد قال الإمام أحمد:"كان يحدث من حفظه فيخطئ وفى كتابه الصواب" نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل".
نعم: ربما كان الحديث عن الزهرى على الوجهين معًا، فهو واسع الحفظ جدًّا، وإلا فالصواب هو قول الجماعة عنه عن عروة عن عائشة به
…
وقد توبع على هذا الوجه: تابعه هشام بن عروة على نحوه
…
كما يأتى عند المؤلف [برقم 4429]، وتمام تخريج الحديث في "غرس الأشجار".
4413 -
حَدَّثَنَا عبد العزيز، حدّثنى إبراهيم بن سعدٍ، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبادٍ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كنت أصَدَعُ فَرْقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قَرْن يافوخه، وأسْدِلِ لَه إذا دهنت ناصيته.
4414 -
حَدَّثَنَا عبد العزيز العمرى، حدّثنى إبراهيم، عن الزهرى، عن عروة، عن
4413 - حسن: أخرجه ابن ماجه [3633]، وابن أبى شيبة [25075]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 244]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 159]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3924/ طبعة الفاروق]، وحنبل بن إسحاق في "جزء من حديثه"[رقم 65]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه، وليس لفظ:(إذا دهنت) عند الجميع سوى ابن أبى خيثمة وحده.
قلتُ: وهذا إسناد حسن لولا عنعنة ابن إسحاق؛ فإنه يدلس عن "الضعفاء والمجهولين وعن شَرّ منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما، هكذا قاله الحافظ في "طبقات المدلسين" [ص 51/ رقم 125]، وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير، لكن لابن إسحاق فيه إسناد آخر يقول فيه: حدّثنى محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من يافوخه، وأرسل ناصيته بين عينيه) أخرجه أبو داود [4189]- واللفظ له - وأحمد [6/ 90، 275]، والمؤلف [برقم 4577، 4817]، والسهمى في "تاريخه" [ص 258]، وابن عساكر في "تاريخه" [4/ 160]، والبغوى في "شرح السنة" [6/ 80]، وفى "الأنوار" [رقم 1081]، والحربى في "غريب الحديث" [2/ 345]، والبيهقى في "الدلائل" [رقم 162]، وغيرهم من طريقين عن ابن إسحاق به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وقد زال ما يخشى من تدليس ابن إسحاق؛ بتصريحه بالسماع، وباقى رجاله ثقات علماء.
4414 -
صحيح: أخرجه البخارى [366، 5479]، وأبو داود [4052]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[4007]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 390]، و [2/ 31]، وفى "الأنوار"[رقم 761]، وغيرهم من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه. =
عائشة، قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصةٍ لها أعلامٌ، فنظر إلى أعلامها نظرةً فلما سلم، قال:"اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِى هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِى آنِفًا عَنْ صَلاتِى، وَائْتونِى بِأَنْبِجَانِيّ أَبِي جَهْمٍ".
4415 -
حَدَّثَنَا عبد العزيز العمرى، حدّثنى إبراهيم، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: قد كان نساء من نساء المؤمنات يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعاتٍ بمروطهن، ثم يرجعن إلى بيوتهن، وما يُعرفن من الغلس.
4416 -
حَدَّثَنَا إسحاق، وعدةٌ، قالوا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، أن نساءً من المؤمنات كن يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح متلفعاتٍ بمروطهن، ثم يرجعن إلى أهليهن، ولا يعرفهن أحدٌ.
= قلتُ: وقد رواه جماعة عن الزهرى به نحوه
…
وقد استوفينا رواياتهم في "غرس الأشجار" منهم: ابن عيينة عند البخارى [719]، ومسلم [556]، والنسائى [771]، وابن ماجه [3550]، وابن خزيمة [928]، وأبى داود [914]، وأحمد [6/ 37]، وأبى عوانة [رقم 1166]، والبيهقى في "سننه"[3349، 3687]، والحميدى [172]، وجماعة كثيرة.
4415 -
صحيح: أخرجه البخارى [265، 553]، ومسلم [645]، والنسائى [546، 1362]، وأحمد [6/ 33، 37، 248]، والدارمى [1216]، وابن خزيمة [350]، وابن حبان [1499، 1550]، والشافعى [850، 1778]، والطيالسى [1459]، وابن أبى شيبة [3234]، وابن راهويه [588، 118]، والحميدى [174]، والبيهقى في "سننه"[1972، 1973، 3085]، وفى "المعرفة"[رقم 694]، وأبو عوانة [رقم 850]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1025]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1842]، والسراج في "مسنده"[1/ 225، 236، 237، 402، 403]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند جماعة بنحوه ..
قلتُ: وتمام تخريجه في كتابنا: "غرس الأشجار".
4416 -
صحيح: انظر قبله ..
4417 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى المصرى، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرنى عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبى جعفرٍ، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْه وَلِيُّهُ".
4418 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ".
4417 - صحيح: أخرجه البخارى [1851]، ومسلم [1147]، وأبو داود [2400، 3311]، وابن خزيمة [2052]، وابن حبان [3569]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 194، 195]، والنسائى في "الكبرى"[2919]، وابن الجارود [943]، والبيهقى في "سننه"[8010، 12424]، وفى "المعرفة"[رقم 2661]، وأبو عوانة [رقم 2323]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 268]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 62]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[3/ 341]، وابن حزم في "المحلى"[7/ 2]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن أبى جعفر عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة به ..
قال الدارقطنى: (هذا إسناد صحيح) وقال البغوى: "هذا حديث صحيح".
قلتُ: وهو كما قالا؛ وله طرق أخرى عن عائشة قد ذكرناها في "غرس الأشجار". والله المستعان.
4418 -
صحيح: أخرجه ابن راهويه [761]، والحميدى [250]، وعبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة" [1/ رقم 28، 29، 30، 34، 201]، وأبو بكر القطيعى في "زوائده على الفضائل" [رقم 583]، وخيثمة بن سليمان في "حديثه" [ص 130]، وابن أبى عاصم في "ظلال الجنة" [2/ رقم 1230]، وابن عساكر في "تاريخه" [30/ 57، 58، 59]، والآجرى في "الشريعة" [رقم 1235، 1236]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه" [رقم 970/ طبعة الفاروق]، والفسوى في "المعرفة" [3/ 61]، والخليلى في "الإرشاد" [1/ 370، 371/ منتخب السلفى]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن عروة عن عائشة به .... ،
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، لكن اختلف في إسناده على سفيان على أربعة ألوان، أصحها وجهان:
الأول: رواية الأكثرين عنه على الوجه الماضى عن الزهرى، وقد صرح بسماعه الزهرى عند الحميدى والفسوى وغيرهما. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والثانى: رواية يحيى بن معين عنه عن وائل بن داود عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وصرح ابن عيينة بسماعه وائلًا عند خيثمة بن سليمان والخليلى وابن أبى خيثمة وعبد الله بن أحمد وغيرهم من طريق يحيى بن معين به
…
ووائل بن داود لم يسمع من الزهرى كما قاله أحمد وابن معين وغيرهما؛ والحديث محفوظ عن ابن عيينة من الوجهين جميعًا، كأنه سمعه من الزهرى أولًا بواسطة وائل بن داود، وكان ربما دلسه وحدث به عن الزهرى مباشرة؛ ثم قابل الزهرى فسمعه منه، ويؤيد هذا تصريحه بالسماع في الوجهين جميعًا. والأول منهما هو الموصول كما مضى، لكن خولف سفيان في وصله، خالفه معمر بن راشد، فرواه عن الزهرى عن ابن المسيب به نحوه مرسلًا.
هكذا أخرجه عبد الرزاق [20397]، وعنه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"[رقم 35]، وفى "العلل"[2/ 345/ رواية عبد الله]، والخلال في "علله"[ص 193/ منتخبه لابن قدامة/ طبعة مكتبة التوعية]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 59]، والخليلى في "الإرشاد"[1/ 370 منتخب السلفى]، وغيرهم.
وتوبع عليه معمر على هذا الوجه مرسلًا؛ تابعه إسحاق بن راشد عند عبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"[رقم 36]، بإسناد صحيح إليه.
هذا الوجه المرسل: هو الذي صححه الإمام أحمد، وجزم بخطأ رواية ابن عيينة، كما نقله عنه ابنه في "العلل"[2/ 345]، وفى "زوائده على فضائل الصحابة"[رقم 34]، ومن طريقه الخليلى في "الإرشاد" والخلال في "العلل"[ص 193/ منتخبه لابن قدامة]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 59]، وأنكر رواية ابن عيينة إنكارًا شديدًا، ووافقه على ذلك: الخطيب أبو بكر الحافظ، فقال فيما نقله ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [30/ 59]:"حديث معمر هذا - يعنى المرسل - أصح من حديث ابن عيينة، وقد تابع معمرًا على روايته هذه: إسحاق بن راشد، وهو المحفوظ عن الزهرى وإن كان مرسلًا".
قلتُ: ونازع في هذا أبو الحسن بن مهدى الحافظ، فجزم بكون الوجهين جميعًا محفوظين عن الزهرى، فقال في "علله" [13/ 192]: "وكلاهما محفوظان عن الزهرى
…
".
يعنى المرسل والموصول، وهذا أولى عندى إن شاء الله، ويدل على أن سفيان قد سمعه من الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
موصولًا: ما ذكره الحميدى في "مسنده"[250]، =
4419 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: اختصم سعدٌ، وعبد بن زمعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سعدٌ: إن أخى أوصانى إذا قدمت مكة أن آخذ ابن أمة زمعة، وإنه ابنى، فقال عبد بن زمعة: يا رسول الله، أخى
= عقب روايته هذا الحديث، قال:"فقيل لسفيان: فإن معمرًا يقوله عن سعيد - يعنى ابن المسيب - فقال: ما سمعنا من الزهرى إلا عن عروة عن عائشة" ومثله عند الفسوى في "المعرفة"[3/ 61]، من طريق الحميدى به
…
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة؛ وبعضها صحيح على شرط الشيخين، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في مكان آخر. والله المستعان.
• تنبيه مهم: وقع في سند ابن راهويه: خطأ مكشوف جدًّا، لم يفطن له بعض الكبار من أئمتنا، وهو قوله في "مسنده" [2/ 258/ رقم 761]: (أخبرنا سفيان الثورى! عن الزهرى عن عروة - إن شاء الله - عن عائشة به
…
).
هكذا) سفيان الثورى) فقال الإمام في "الصحيحة"[6/ 4887/ رقم 2718]، بعد أن ساق هذا الإسناد:"قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين".
قلتُ: وهذا منه غفله شديدة لا تُحْتَمل؛ لأن الاتفاق منعقد على كون الثورى لم يلق الزهرى وإن عاصره، هذا على التسليم بكونه هو الواقع في الإسناد جزمًا، فكيف وابن راهويه لو جَهَد جَهْده، ثم جَهَد جَهْدَه، ثم جهد جهده، لما كان له طاقة في أن يدرك الثورى، فضلًا عن أن يعاصره، فضلًا عن أن يسمع منه؟! فكيف يكون السند بعد كل هذا:) صحيحًا على شرط الشيخين).
فانظر التقصير في معرفة طبقات النقلة ووفياتهم! وليس هذا من الإمام بأول قارورة كُسِرَتْ، بل وقفت له على نماذج أشد من هذا، قد سردتها في (إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد).
وأحسن ما يُعْتَذَر عنه في هذا الموضع بخصوصه؛ أن بصره قد زاغ عن وصف سفيان بـ (الثورى) في سند ابن راهويه، وهو خطأ فاحش من الناسخ جزمًا، وإنما يروى ابن راهويه عن ابن عيينة، وهو صاحب هذا الحديث عن الزهرى
…
فانتبه يا رعاك الله .. والله المستعان.
4419 -
صحيح: أخرجه البخارى [2289]، ومسلم [1457]، وأبو داود [2273]، والنسائى [3487]، وابن ماجه [2004]، وأحمد [6/ 37]، والشافعى [911]، والدارقطنى =
وابن أمة أبى ولد على فراش أبى، فرأى شبهًا بينًا بعتبة، قال: فقال:"هوَ لَكَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِى مِنْهُ يَا سَوْدَةُ".
4420 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة العصر والشمس طالعةٌ في حجرتها لم يظهر الفئ.
= في "سننه"[3/ 313]، و [4/ 241]، وسعيد بن منصور [رقم 2130]، وابن أبى شيبة [17684]، وابن راهويه [726]، والحميدى [238]، وابن الجارود [730]، والبيهقى في "سننه"[11244، 15148]، وفى "المعرفة"[رقم 3771، 4803]، وأبو عوانة [رقم 3595، 3600]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 162]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 108]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه، وعند ابن أبى شيبة مختصرًا بجملة:(الولد للفراش) فقط.
قلتُ: هكذا رواه أصحاب ابن عيينة عنه، وخالفهم إبراهيم بن بشار الرمادى من رواية يحيى بن بيان عنه، فرواه عن سفيان فقال: عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله به ....
هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 1583/ أطرافه]، وقال:"تفرد به أبو الحسين بيان بن يحيى المغازلى، عن إبراهيم بن بشار عن سفيان عنه - يعنى عن ابن دينار - وإنما رواه ابن عيينة عن الزهرى عن عروة عن عائشة".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن سفيان: وقد تابعه عليه جماعة - بعضهم في سياق، أتم - من أصحاب الزهرى، ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار".
4420 -
صحيح: أخرجه البخارى [520، 521]، ومسلم [611]، وابن ماجه [683]، وأحمد [6/ 37]، وابن خزيمة [332]، وابن أبى شيبة [3297]، وابن راهويه [578]، والحميدى [170]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 98 - 99]، وأبو عوانة [رقم 774، 801]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 193]، والسراج في "مسنده"[1/ 379]، وغيرهم من طريق ابن عيينة عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه جماعة كثيرة عن الزهرى به، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه، وقد استوفينا رواياتهم في "غرس الأشجار". =
4421 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: استأذن رهطٌ من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليك، قالت عائشة: فقلت: عليكم السام واللعنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"، قالت: قلتُ: ألم تسمع ما قالوا؟! قال:"قُلتُ: وَعَلَيْكُمْ".
4422 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ مسرورًا، يقول:"أَىْ عَائِشَةُ! أَلَمْ تَرَىْ إِلَى مجَزِّزٍ المُدْلجِيِّ؟ " دَخَلَ عَلَيَّ، فَرَأَى أُسَامَة وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ قَدْ غَطَّيَا رُؤُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ أَقْدَامٌ بَعْضهَا مِنْ بَعْضٍ".
= وقد توبع الزهرى على نحوه دون ظهور الفَئ: عند البخارى [519، 2936]، ومسلم [611]، وأحمد [6/ 204، 278]، والمؤلف [برقم 4480]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 193]، وابن راهويه [633]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[2/ 25]، وغيرهم. واللَّه المستعان.
4421 -
صحيح: أخرجه البخارى [5678، 5901، 6032، 6528]، ومسلم [2165]، والترمذى [2701]، وابن ماجه [3689]، وأحمد [6/ 37، 85، 196]، والدارمى [2794]، وابن حبان [547، 6441]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 3535]، وفى "الصغير"[رقم 429]، وعبد الرزاق [9839، 19460]، والنسائى في "الكبرى"[10213، 10214، 10215، 11572]، وابن راهويه [817]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1471]، والحميدى [248]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1063، 1065]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 187]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وبعضهم بنحوه، وهو عند ابن ماجه والطبرانى والدارمى مختصرًا بجملة:(إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) فقط؛ وهو رواية لأحمد وابن حبان والقضاعى. قلتُ: وقد توبع عروة بن الزبير على نحوه عند مسلم وجماعة. وقال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
4422 -
صحيح: أخرجه البخارى [3525، 3388]، ومسلم [1459]، والترمذى [2129]، والنسائى [3494]، وابن ماجه [2349]، وأحمد [3/ 38، 82، 226]، وابن حبان =
4423 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة: جاءت امرأة رفاعة القرظى إلى رسول الله، فقالت: إن رفاعة طلقنى فبت طلاقى، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإن ما معه مثل هدبة الثوب، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِى إِلَى رِفَاعَةَ؟ إلا، حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ وَتَذُوقِى مِنْ عُسَيْلَتِهِ".
4424 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلا عَلَى زَوْجٍ".
= [4102، 4103، 7057]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 240]، والطيالسى [1461]، وعبد الرزاق [13833]، وابن راهويه [728]، والحميدى [239]، والبيهقى في "سننه"[21042، 21043، 21044، 21045، 21046، 21061]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 160]، وأبو عوانة [رقم 3607، 3608، 6309، 3610، 3611]، وجماعة من طرق عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
4423 -
صحيح: أخرجه البخارى [2493، 4960، 5456، 5734]، ومسلم [1433]، والترمذى [1118]، والنسائى [3283، 3408، 3409، 3411]، وابن ماجه [1932]، وأحمد [6/ 34، 37، 226]، والدارمى [2267]، والشافعى [938، 1160، 1400]، والطيالسى [1473]، وعبد الرزاق [11131]، وابن أبى شيبة [16939]، والبيهقى في "سننه"[14729، 14967، 14968]، وفى "المعرفة"[رقم 4750]، وأبو عوانة [رقم 3498، 3499، 3500]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 101]، وابن راهويه [714، 716]، والحميدى [226]، وابن الجارود [683]، وجماعة كثيرة من طرق عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة به
…
وهو عند جماعة نحوه.
قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
4424 -
صحيح: أخرجه مسلم [1491]، والنسائى [3525، 3526]، وابن ماجه [2085]، وأحمد [/ 637/ 37، 249، 281]، والدارمى [2283]، وابن حبان [4303]، =
4425 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عمرة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَاكُمُ الْبِرُّ! كَذَاكُمُ الْبِرُّ، كَذَاكُمُ الْبِرُّ! وَكَانَ بَرًّا بِأُمِّهِ".
= وابن أبى شيبة [19284]، والبيهقى في "سننه"[15299]، والحميدى [227]، وابن الجارود [764]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 75]، وأبو عروبة الحرانى في "حديثه"[رقم 10]، وغيرهم من طريقين عن الزهرى عن عروة عن عائشة به.
قلتُ: هكذا رواه ابن عيينة وسليمان بن كثير عن الزهرى على هذا الوجه موصولًا، وخالفهما معمر؛ فرواه عن الزهرى عن عروة عن عائشة به موقوفًا.
هكذا أخرجه عبد الرزاق [12132]. والوجهان عندى محفوظان، وتُحْمَل رواية معمر على أن عائشة كانت تُفْتِى به. واللَّه المستعان.
4425 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 36]، وابن حبان [7014]، والحاكم [3/ 229]، وابن راهويه [رقم 1004]، والحميدى [285]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[4/ رقم 1959]، وابن أبى الدنيا في المكارم [رقم 224]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 227]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 256]، وابن وهب في "الجامع"[رقم 146]، وأبو عمرو السمرقندى في "الفوائد المنتقاة"[رقم 6]، واللالكائى في "شرح أصول الاعتقاد"[رقم 1835]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه دون جملة البر بأمه - سوى ابن الاثير -.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلتُ: وهو كما قال، لكن اختلف في سنده على ابن عيينة؛ فرواه عنه الجماعة الأثبات على الوجه الماضى، وخالفهم سعيد بن منصور، فرواه عنه فقال: عن عروة عن عائشة به نحوه
…
دون قوله: (وكان برًا بأمه) فجعل: (عروة) مكان: (عمرة).
هكذا أخرجه في "تفسيره"[رقم 129]، ورواية الجماعة عن سفيان أصح، وسعيد بن منصور على حفظه وثقته كان الحميدى يغلطه في الشئ بعد الشئ من حديثه عن ابن عيينة، كما في "المعرفة" والتاريخ [2/ 105]، وكان سعيد يقدم الحميدى على نفسه في ابن عيينة، ويقول:(لا تسألونى عن حديث سفيان؛ فإن هذا الحميدى يجعلنا على طبق) نقله عنه الفسوى في "المعرفة" أيضًا [2/ 105]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحميدى أحد الذين خالفو سعيدًا في سند هذا الحديث عن ابن عيينة، وقد قال عقب روايته في "مسنده" [عقب 285]:(فقيل لسفيان: هو عن عمرة؟! قال: نعم، لا شك فيه، كذلك قال الزهرى) وهذا يؤيد وهم سعيد بن منصور عليه فيه، وربما كان:(عروة) عند سعيد مصحفًا من: (عمرة) فلا يكون له فيه ذنب.
وقد توبع ابن عيينة عليه عن الزهرى به نحوه
…
تابعه معمر من رواية عبد الرزاق عنه؛ واختلف فيه على عبد الرزاق أيضًا، فرواه عنه الإمام أحمد ومحمد بن المتوكل وأحمد بن يوسف السلمى ومحمد بن رافع وابن راهويه وأبو الأزهر وغيرهم على الوجه الماضى عن الزهرى عن عمرة عن عائشة به
…
أخرجه أحمد في "مسنده"[6/ 151، 166]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 1507]، والنسائى في "الكبرى"[8233]، وابن راهويه [1005]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7851]، وفى "البعث والنشور"[رقم 188]، وابن شاهين في "الترغيب"[رقم 298]، وغيرهم.
وخالفهم إسحاق بن إبراهيم الدبرى؛ فرواه عنه فقال: عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحو سياق المؤلف، وأبدل:(عمرة) بـ (عروة) هكذا هو في مصنف عبد الرزاق [20119]، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"[8233]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 356]، ومن طريقه ابن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام [2/ 175]، وغيرهم.
وقد تصحف عروة في سند النسائي إلى: (عمرة) والصحيح: (عروة) كما عزاه إليه الحافظ في "الإصابة"[1/ 618]، وصَحَّح سنده؛ وقد رواه أحمد بن منصور الرمادى عن عبد الرزاق على الوجهين عن معمر، فالوجه الأول: أخرجه البيهقى من طريقه في "البعث والنشور"[رقم 188]، عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن (عائشة) به
…
[وقد سقط ذكر: (عائشة) عنده، ويؤيده: أن ابن شاهين قد روى الحديث في: "ترغيبه" من طريق أحمد بن منصور عن عبد الرزق عن معمر عن الزهرى عن عمرة عن عائشة به
…
، وأنا أستبعد أن يكون قد اختلف على الرمادى في وصْلِه وإرساله].
ثم قال البيهقى عقبه: "قال الرمادى: ثنا عبد الرزاق في "الجامع" فقال: عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم". =
4426 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبى سعيد، عن أبى سلمة، قال: توضأ عبد الرحمن عند عائشة، فقالت: يا عبد الرحمن، أسبغ الوضوء، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّار".
= قلتُ: فكأن الوجهين ثابتان عن عبد الرزاق؛ حدث بهما جميعًا عن معمر، وأرى أن ذكْر:(عروة) فيه غير محفوظ، فلعل عبد الرزاق غلط فيه لما ألفَّ "الجامع".
ثم جاء موسى بن عقبة وابن أبى عتيق، وروياه عن الزهرى فقال: عن ابن المسيب عن أبى هريرة به نحوه
…
، هكذا أخرجه البخارى في "خلق الأفعال"[رقم 386]، والدارقطنى في "العلل"[9/ 156]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4605]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7850]، وغيرهم.
ثم عاد ابن أبى عتيق مرة أخرى، ورواه عن الزهرى عن عمرة بنت عبد الرحمن به نحوه مرسلًا، ليس فيه:(عائشة)، هكذا أخرجه البخارى في "خلق الأفعال"[رقم 387]، والدارقطنى في "علله"[6/ 156].
وابن أبى عتيق ليس من المقَدَّمين في الزهرى، إنما هو في عداد الشيوخ من أصحابه، وروايته الأولى عن الزهرى هي التى ضبطها؛ لكون موسى بن عقبة قد تابعه عليها مقرونًا معه كما مضى، وكلاهما دون ابن عيينة ومعمر في الزهرى بلا شك، ويقرب عندى: أن يكون الحديث عندالزهرى من الوجهين معًا؛ وسعة حفظ ابن شهاب تحتمل تضعدُّد الأسانيد للحديث الواحد. هذا ما عندى. والله المستعان.
4426 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [452]، وأحمد [6/ 40، 191]، وابن حبان [1059]، والشافعى [82]، وابن أبى شيبة [2667]، والحميدى [161]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 249]، والطبرانى في "تفسيره"[10/ 68]، والبيهقى في "المعرفة"[رقم 174]، وأبو عوانة [رقم 530]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 38]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 386]، والترمذى في "العلل"[رقم 19]، والدارقطنى في "علله"[13/ 484]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبى سلمة عن عائشة به
…
وعند بعضهم: (ويل للأعقاب
…
). =
4427 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا مسلم بن خالدٍ، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبى يونس مولى عائشة، أن عائشة، قالت: سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ وأنا قائمة وراء الباب أسمع، فقال: إن الصلاة تدركنى وأنا جنبٌ، وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَأَنَا تُدْرِكُنِى الصَّلاةُ وَأَنَا جُنُبٌ، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، ثُمَّ أَغْتَسِلُ وَأَصُومُ"، فقال الرجل: لست مثلك، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَإِنِّى لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِحُدُودِ اللَّهِ".
= قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ وقد حسَّنه البخارى فيما نقله عنه الترمذى في (علله) وقد اختلف في إسناده على ألوان كثيرة، قد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار" وهذا الوجه صحيح محفوظ من حديث أبى سلمة عن عائشة؛ وقد صرح بالسماع منها عند الطحاوى في "شرح المعانى"، لكن أعله ابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 248، 249]، وقد تعقبناه في المصدر المشار إليه آنفًا.
4427 -
صحيح: أخرجه مالك [637]، ومن طريقه أبو داود [2389]، وأحمد [6/ 67، 156، 245]، ومسلم [1110]، وابن خزيمة [2014]، وابن حبان [3492، 3495، 3501]، والشافعى [474]، والنسائى في "الكبرى"[3025، 11500]، والبيهقى في "سننه"[7779، 7780]، وفى "المعرفة"[رقم 2597]، وأبو عوانة [رقم 2286، 2287]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 106]، وفى "المشكل"[2/ 51]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 338].
واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 1421]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 219]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 419، 420]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 18]، والمزى في "تهذيبه"[34/ 419]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن أبى يونس مولى عائشة به نحوه
…
وعند مسلم ومالك وأحمد والنسائى والجميع في آخره: (وأعلمكم بما أتقى) بدل قوله: (وأعلمكم بحدود الله) وعند أبى داود وحده: (وأعلمكم بما أتبع).
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه باختصار.
4428 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عمر بن على، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائمٌ، ثم ضحكتْ.
4429 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عمر بن على، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إن كنت لأغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحدٍ، نشرع فيه جميعًا.
4428 - صحيح: أخرجه مالك [642]، ومن طريقه البخارى [1827]، ومسلم [1106]، وأحمد [6/ 192]، والدارمى [1722]، وابن حبان [3537، 3540، 3547]، والشافعى [475]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1785]، وابن أبى شيبة [9391]، والنسائى في "الكبرى"[3054]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 138]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1501]، والحميدى [198]، وابن الجعد [2297]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[23]، والبيهقى في "سننه"[7884، 7885]، وفى "المعرفة"[رقم 2621]، وأبو عوانة [2306، 2307، 2308]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 252]، وابن راهويه [2/ 171، 172]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
قلتُ: وله طرق أخرى قد استوعبناها في "غرس الأشجار".
4429 -
صحيح: أخرجه البخارى [269، 5611]، والترمذى [1755]، والنسائى [232، 411]، وأحمد [6/ 130، 192، 193، 230، 231، 281]، وابن خزيمة [119]، وابن حبان [1194]، والشافعى [15]، و الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1226]، و [5/ رقم 4554]، وفى "الصغير"[1/ رقم 593]، والبيهقى في "سننه"[794، 854، 879]، وفى "المعرفة"[رقم 401]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 83]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 26]، وابن راهويه [509، 584]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 204]، والترمذى أيضًا في "الشمائل"[رقم 25]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وعند النسائي وابن حبان: (نغترف منه جميعًا) بدل قوله: (نشرع فيه جميعًا) وهو رواية للبخارى وأحمد والبيهقى في "سننه" وابن راهويه، وفى رواية لأحمد:(يغرف قبلها، وتغرف قبله) وهى لفظ الطحاوى؛ وزاد الطبراني في "الصغير": (في تور من شبه؛ فيقول: أبق لى أبق لى) وجملة (أبق لى) رواية لأحمد أيضًا؛ وعند الترمذى ومن طريقه البغوى زيادة أخرى. =
4430 -
وَبإِسْنَاده، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يغتسل من الجنابة أفرغ على يديه فغَسَلهمَا، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم وضع يديه في الإناء وضعًا، ثم أخرجهما فأدخلهما في رأسه، فيتتبع أصول الشعر حتى إذا بل بشرة شعره وخيل إليه أنه قد أنقى، أفرغ على رأسه ثلاث حثياتٍ من ماءٍ، ثم أفرغ ما بقى على جسده، وقال عروة من قِبَلِهِ: إذا غسل كفيه فليغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة.
= قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رُوِىَ من غير وجه عن عائشة
…
".
قلتُ: هو كما قال أبو عيسى؛ فللحديث طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
سيأتي المزيد منها [برقم 4457، 4483، 4547، 4872].
4430 -
صحيح: أخرجه مالك [98]، ومن طريقه البخارى [245، 269]، ومسلم [316]، وأبو داود [242]، والترمذى [104]، والنسائى [247، 248، 420]، وأحمد [6/ 101]، والدارمى [748]، وابن خزيمة [242]، وابن حبان [1196]، والشافعى [62، 63]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 113]، وعبد الرزاق [999]، والحميدى [163]، والبيهقى في "سننه"[783، 789، 793، 794، 800]، وفى "المعرفة"[رقم 383، 385]، وأبو عوانة [رقم 669، 670]، والبغوى - في "شرح السنة"[1/ 200، 201]، وفى "الأنوار"[رقم 486]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .... وهو عند جماعة بنحوه
…
ووقف سياق الترمذى عند قوله: (ثلاث حثيات) وليس عنده ما بعده، ومثله البيهقى في رواية له في "السنن" و"المعرفة" والحميدى؛ وزاد الترمذى ومسلم وابن خزيمة وأبو داود قوله: (فيغسل فرجه
…
) بعد جملة غسل اليدين، وهو رواية للبيهقى في "سننه" و"المعرفة" وهى عند الحميدى أيضًا، وقد وقعت تلك الزيادة عند المؤلف وأحمد في آخره من قول عروة، وزاد مسلم وحده في آخره:(ثم غسل رجليه) وزاد أبو داود أيضًا في آخره: (فإذا فضل فضلة صبها عليه) وهذه الزيادة عند ابن خزيمة بلفظ: (وأفضل في الإناء فضلًا بصبه عليه بعد ما يفرغ) وهى رواية للمؤلف تأتى.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
يأتى بعضها [برقم 4481، 4855].
4431 -
وَعَنْ عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ".
4432 -
حَدَّثَنَا على بن الجعد، وهدبة، قالا: حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبى بردة، قال: دخلنا على عائشة، فأخرجت إلينا إزارًا غليظًا مما يصنع باليمن، وكساءً من هذه التى تدعونها الملبدة، فقالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين.
4431 - صحيح: أخرجه البخارى [640، 5148]، ومسلم [558]، وابن ماجه [935]، وأحمد [6/ 39، 51، 194]، والدارمى [1280]، والطيالسى [1445]، وعبد الرزاق [2184]، وابن أبى شيبة [7911]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 212]، وابن راهويه [592، 594]، والحميدى [182]، والبيهقى في "سننه"[4815]، وفى "المعرفة"[رقم 1519]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 62]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 924]، و [1594]، والشافعى في "سننه"[رقم 145/ رواية الطحاوى]، وأبو إسحاق الهاشمى في "أماليه"[رقم 15]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 337]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 196]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 2، 18، 31]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن عائشة به
…
قال أبو نعيم: "ثابت مشهور".
قلتُ: وهو كما قال ..
4432 -
صحيح: أخرجه البخارى [عقب رقم 2941]، معلقًا، ووصله مسلم [2080]، وأبو داود [4036]، وابن ماجه [3551]، وأحمد [6/ 131]، وابن حبان [6623]، وابن أبى شيبة [24905]، و [34323]، وابن راهويه [1363]، وابن الجعد [3084]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 453]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 210 - 211]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2477]، وأبو عوانة [رقم 6895]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 30]، وفى "الأنوار"[رقم 780]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 3265]، والحافظ في "التغليق"[2/ 367]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبى بردة بن أبى موسى عن عائشة به
…
=
4433 -
حَدَّثَنَا نصر بن علي الجهضمى، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت سودة امرأة جسيمةً، إذا خرجت أشرفت على النساء، فرآها عمر بن الخطاب، فقال لها: انظرى كيف تخرجين، فواللَّه ما تخفين علينا إذا خرجت! فذكرت ذلك سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفى يده عرقٌ، قال: فماد العرق من يده من فزع الوحى، فقال:"إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لَكُنَّ رُخْصَةً أَنْ تَخْرُجْنَ لحَوَائِجِكُنَّ".
4434 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، عن مالكٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
= قلتُ: وقد توبع عليه سليمان بن المغيرة نحوه في سياق أخصر: تابعه أيوب السختيانى عند البخارى [2941، 5480]، ومسلم [2080]، والترمذى في جامعه [1733]، وفى "الشمائل"[رقم 120]، وأحمد [6/ 32]، وعبد الرزاق [20624]، وعنه ابن راهويه [1364]، وجماعة.
واستدركه الحاكم في "مستدركه"[2/ 665]، على الشيخين، فوهم وما أصاب.
4433 -
صحيح: أخرجه البخارى [عقب رقم 146]، و [رقم 4517، 4939]، ومسلم [2170]، وأحمد [6/ 56]، وابن خزيمة [54]، وابن حبان [1409]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 88]، والبيهقى في "سننه"[13285]، وابن راهويه [2092]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3062]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 175]، وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 404]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
دون جملة: (إن الله قد جعل لَكُنَّ رخصة) فهى عند ابن خزيمة وابن حبان وحدهما، والحديث عند الطبراني في "الكبير" وابن أبى عاصم مختصرًا بالجملة الأولى منه فقط، بلفظ:(كانت سودة امرأة جسيمة؛ يفزع الناس من جسمها).
قلتُ: وقد توبع عليه هشام: تابعه الزهرى على نحوه مع اختلاف يسير، دون قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره، ومكانه قول عائشة:(فأنزل الله عز وجل الحجاب) أخرجه البخارى [146، 5886]، ومسلم [2170]، وجماعة كثيرة ..
4434 -
صحيح: أخرجه مالك [1451]، والبخارى [1321، 2609]، ومسلم [1004]، أبو داود [2881]، والنسائى [3649]، وابن ماجه [2717]، وأحمد [6/ 51]، =
عائشة: أن رجلًا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: إن أمى افتُلتتْ نفسُها، وأراها لو تكلمتْ تصدقتْ، أفأتصدق عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ".
4435 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، عن مالكٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: جاءتنى بريرة، فقالت: إنى كاتبت أهلى على تسع أواقٍ: في كل عامٍ
= وابن حبان [3353]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 703]، والحميدى [243]، والبيهقى في "سننه"[6895، 12409، 12410]، وفى "المعرفة"[رقم 4074]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 210]، والشافعى في "سننه"[رقم 486/ رواية الطحاوى]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 26]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 33، 59]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ....
وزاد مسلم وابن ماجه وحدهما قوله: (ولم توص) بعد قوله: (افتلت نفسها) وهى عند ابن عساكر في "المعجم"[رقم 1390]، وأبى القاسم المهروانى في "المهروانيات"[رقم 54]، والسلفى في "الوجيز في ذكر المجاز والمجيز"[ص 73]، وغيرهم، وزاد ابن ماجه وأحمد والطبرانى والزهرى والبيهقى في "سننه" والحميدى: قوله: (فهل لها أجر؟!) بعد قوله: (لو تكلمت تصدقت) وهو رواية للبخارى ومسلم وابن أبى داود، وفى رواية لمسلم وحده:(فلى أجر؟!) بياء المتكلم، وزاد النسائي والشافعى ومن طريقه البيهقى في "المعرفة" في آخره من قول عائشة:(فتصدق عنها) وهى رواية للبخارى ولكن عنده من قول النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: (نعم: تصدق عنها) وانفرد أبو داود بقوله في أوله: (إن امرأة قالت: يا رسول الله إن أمى
…
إلخ) بدل: (أن رجلًا قال: يا رسول الله إن أمى
…
) وبقوله في آخره مرفوعًا: (نعم: فتصدقى عنها).
قلتُ: وله شواهد قد استوفيناها في "غرس الأشجار".
4435 -
صحيح: أخرجه مالك [1477]، وعنه البخارى [2060، 904، 2579]، ومسلم [1504]، والنسائى [2451]، وأبو داود [3930]، وابن ماجه [2521]، وأحمد [6/ 213]، وابن حبان [4272، 4325]، والشافعى [843، 994]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 22]، وعبد الرزاق [16164]، والبيهقى في "سننه"[10627، 13534، 21239، 21510]، وفى "المعرفة"[رقم 3563، 3324]، وأبو عوانة [رقم 3873، 3784، 3875، 3878]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 8]، وابن راهويه [746]، وابن الجارود [981]، =
أوقيةٌ، فأعينينى، فقالت لها عائشة: إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدةً وأحدةً ويكون ولاؤك لى فعلت، فذهبت بريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع ذلك رسول الله، فسألها، فأخبرته عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذِيهَا وَاشْتَرِطِى لَهُمُ الْوَلاءَ، فَإِنَّما الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ"، قالت عائشة: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فحمد الله، ثم قال:"أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطونَ شُروطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! فَمَا كَانَ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ"، وقال:"قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللَّهِ أوْثَقُ، وَإِنَّمَا الْوَلاءُ لمِنْ أَعْتَقَ".
4436 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا أسامة بن زيدٍ، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة: أن بريرة كانت مكاتبةً لأناس من الأنصار قالت: فأردت أن أبتاعها فأعتقها، فأمرتها أن تأتيهم فتخبرهم، فقالوا: إن جعلت لنا ولاءها بعناها، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإنَّمَا الْوَلاءُ لمِنْ أَعْطَى الثَّمَنَ"، قالت: فكانت تحت عبد، فلما أعتقت، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخْتَارِى: إِنْ شِئْتِ تَسْتَقِرِّى تَحْتَ هَذَا الْعَبدِ، وَإِنْ شِئْتِ أَنْ تُفَارِقِيهِ"، قالت: فإنى قد فارقته، قالت: فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرجل يفور باللحم، فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقالت: أهدته لنا بريرة تصدق به عليها، فقال:"هُوَ لِبَرِيرَةَ صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ".
= والطحاوى في "المشكل"[11/ 1 - 2]، وفى "شرح المعانى"[4/ 45]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
قلتُ: وله طرق أخرى قد خرجناها في "غرس الأشجار".
4436 -
حسن بهذا السياق: أخرجه ابن ماجه [2076]، وأحمد [6/ 180]، والبيهقى في "سننه"[14036]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 288، 292]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 258]، وأحمد أيضًا [6/ 207، 209]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 1645]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 745]، وغيرهم من طرق عن أسامة بن زيد الليثى عن القاسم بن محمد عن عائشة به نحوه
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند الجميع باختصار سوى البيهقى وأحمد في الموضع الأول، ولفظ ابن ماجه:(مضى في بريرة ثلاث سنن: خيرت حين أعتقت، وكان زوجها مملوكًا، وكانوا يتصدقون عليها؛ فتهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية، وقال: الولاء لمن أعتق) ولفظ أبى بكر الشافعي: (كان في بريرة ثلاث سنن
…
فذكر الحديث) وهو عند ابن زنجويه بالفقرة الأخيرة منه: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرجل يفور باللحم
…
إلخ).
وهو عند ابن سعد نحو سياق المؤلف ولكن باختصار يسير في ألفاظه، وليس عنده بعض من أوله، ولا قوله:(إن شئت تستقرى تحت هذا العبد؛ وإن شئت أن تفارقيه، قالت: فإنى قد فارقته) وزاد في أوله: (كان في بريرة ثلاث سنن
…
) وهو عند الدارقطنى بالفقرة قبل الماضية فقط، (إن شئت أن تستقرى
…
) ولفظ أحمد في الموضع الثاني: (هو لها صدقة، تعنى بريرة، ولنا هدية) وفى الموضع الثالث: (عن عائشة: أن بريرة كانت مكاتبة، وكان زوجها مملوكًا، فلما أعتقت خيرت).
قلتُ: وهذا إسناد جيد كما قال الشمس بن عبد الهادى في "المحرر"[رقم 1031]، ومثله الإمام في "الإرواء"[6/ 274]، وزاد:"على شرط مسلم" ووهم في ذلك؛ لأن أسامة بن زيد - وهو الليثى المدنى - لم يرو له مسلم عن القاسم بن أبى بكر شيئًا، وإنْ كان هو من رجال مسلم، ثم إن أسامة مختلف فيه، وبه غمز الحافظ في إسناد الحديث هنا، فقال في "الفتح" [9/ 411]:"وأسامة فيه مقال" وهو كما قال، لكنه لا يزال متماسكًا؛ وقد وثقه جماعة؛ واحتجاج مسلم به يقويه.
نعم: قد اختلف عليه في سنده، كما بسطناه في "غرس الأشجار" لكن هذا الوجه يُشْبه أن يكون هو المحفوظ عنه، وعلى كل حال: فقد توبع على سياق الحديث بنحوه
…
دون بعض الألفاظ فيه، ومعناها محفوظ من رواية "الثقات".
والحديث رواه ربيعة بن أبى عبد الرحمن وعبد الرحمن بن القاسم كلاهما عن القاسم بن محمد عن عائشة به نحوه
…
دون قوله: (إن شئت تستقرى تحت هذا العبد، وإن شئت أن تفارقيه، قالت: قد فارقته) لكن ثبت في حديث القاسم: لفظ التخيير.
واختلف في حديث عائشة: هل كان زوج بريرة عبدًا أم حرًا، وقد استوفينا طرق الحديث وألفاظه وشواهده في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". وانظر الآتى [برقم 4520]. والله المستعان.
4437 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا ابن أبى ذئبٍ، عن الزهرى، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاء أبو بكرٍ يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط أم المؤمنين، فأذن له، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عليه عمر، فأذن له، وهو على تلك الحالة، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عثمان، فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لعائشة:"اجْمَعِى عَلَيْكِ ثِيَابَكِ"، فأذن له، فلما خرج، قالت له عائشة: ما لك لم تفزع لأبى بكرٍ، وعمر كما فزعت لعثمان؟ فقال:"إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ، وَلَوْ أَذِنْت لَهُ عَلَى ذَلِكَ الحالِ لخَشِيتُ أَنْ لا يَبْلُغَ فِي حَاجَتِهِ".
4438 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا عثمان بن مرة، عن
4437 - صحيح: أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 600]، ومسلم [2402]، وأحمد [1/ 71، 155]، والبزار [355]، والبيهقى في "سننه"[3060]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 474]، وفى "المشكل"[4/ 193]، وابن راهويه [1139]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3222]، وابن طهمان في "المشيخة"[رقم 150]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1287 ظلال]، والمزى في "تهذيبه"[21/ 328]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 82، 83، 84]، و [64/ 232 - 233]، وفى "المعجم"[رقم 186]، وأبو بكر الصفار في "جزء فيه نسخة عبد الله بن صالح كاتب الليث وأحاديث وفوائد"[رقم 45/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن يحيى بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة وعثمان وكلاهما به
…
نحوه.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوَى عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه؛ وقد رواه غير عثمان، وهذا الإسناد أحسن إسنادًا يروى في ذلك، وأشده اتصالًا".
قلتُ: لكن قد اختلف في سنده على الزهرى على ثلاثة ألوان، وهذا اللون أصحها إن شاء الله. وهو الذي صححه الدارقطنى في "العلل"[14/ 37]، ويؤيده إخراج مسلم له. والله المستعان.
4438 -
صحيح: أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات [رقم 634]، ومن طريقه الذهبى في "سير النبلاء"[14/ 83 - 84]، وفى "تذكرة الحفاظ"[2/ 746]، وابن عساكر في "تاريخه"[5/ 383]، وغيرهم من طريق صالح بن محمد بن يحيى عن أبيه عن عثمان بن مرة عن القاسم بن محمد عن عائشة به
…
نحوه
…
=
القاسم، قال: قالت عائشة: اشتريت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نمرقةً، فألقيتها له، فكأنه كره ذلك، فقالت عائشة: أعوذ باللَّه من سخط الله وسخط رسوله! فقال:"مَا هَذِهِ يَا عَائِشَةُ؟ "! فقالت: إذا دخل عليك داخلٌ أو جاءك وفدٌ، فقال:"يَا عَائِشَةُ، إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا لا يُعَذَّبُهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالمَينَ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ! ".
4439 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عمر بن على، عن عبد الرحمن بن أبى بكرٍ، قال: سمعت القاسم يحدث، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَى عَمَلٍ فَأَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسِىَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ".
= قلتُ: وهذا إسناد حسن، وعثمان بن مرة شيخ صدوق، وقد توبع عليه نحوه
…
؛ تابعه نافع مولى ابن عمر، ورواه جماعة عن نافع، منهم مالك بن أنس: وسياقه نحو سياق المؤلف، إلا أنه زاد في آخره:(ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة).
أخرجه في "الموطأ"[1736]، ومن طريقه البخارى [1999، 4886، 5616]، ومسلم [2107]، وأحمد [6/ 146]، وأبو عوانة [رقم 1187]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 72]، وجماعة.
4439 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 70]، وابن راهويه [956، 972]، والخلال في "السنة"[1/ رقم 78]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن أبى بكر بن عبيد الله المليكى عن القاسم عن عائشة به
…
نحوه، ولفظ أحمد في أوله: (من ولاه الله عز وجل من أمر المسلمين شيئًا؛ فأراد الله به خيرًا
…
) وعند الخلال: (إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل له
…
) وهو رواية لابن راهويه؛ وفى الرواية الثانية: (من ولى منكم عملًا أو شيئًا فأراد الله به خيرًا
…
).
قلتُ: وهذا إسناد قوى في المتابعات؛ وعبد الرحمن المليكى قد ضعفوه، بل تركه النسائي وغيره، وقال البخارى وأحمد:"منكر الحديث" وهو من رجال الترمذى وابن ماجه، لكنه قد توبع عليه من قبل جماعة:
1 -
فتابعه عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه به
…
إلا أنه قال في أوله: (إذا أراد الله بالأمير خيرًا، جعل له
…
) وزاد: (وإذا أراد الله به غير ذلك: جعل له وزير سوء؛ إن نسى لم يذكره، وإن ذكره لم يعنه). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه أبو داود [2932]، وابن حبان [4494]، ومن طريقه البيهقى في "الأسماء والصفات"[314]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 221]، ومن طريقه البيهقى أيضًا في "سننه"[20107]، وغيرهم من طرق عن الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد الشامى عن عبد الرحمن به
…
قال النووى في "الرياض"[رقم 679]: "رواه أبو داود لإسناد جيد على شرط مسلم".
قلتُ: وليس كما قال، وليس في (صحيح مسلم) من تلك الترجمة شيئًا، ولا يكفى أن يكون رجالها من رجال مسلم حتى تكون على شرطه، ثم إن زهير بن محمد تكلم أحمد وغير واحد في رواية الشاميين عنه، حتى قال أحمد:"كأن زهيرًا الذي يروى عنه الشاميون آخر" يعنى لكثرة المناكير التى تجئ في رواية الشوام عنه، وهذا الإسناد منها، فالراوى عنه: هو الوليد بن مسلم عالم الشام، وقد أنكره عليه ابن عدى، وساقه في ترجمه (زهير بن محمد) مع غيره في "الكامل" ثم قال في ختام ترجمته [3/ 222]:"وهذه الأحاديث لزهير بن محمد فيها بعض النكرة".
وقد فهم الحافظ العراقى في "المغنى"[2/ 122]، من صنيع أبى أحمد الجرجانى أنه يضعف الحديث، فعزاه إلى أبى داود، ثم قال:(ضعفه ابن عدى) وهو كما قال وزيادة.
2 -
ورواه بقية بن الوليد عن ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبى القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة به نحو سياق المؤلف
…
إلا أنه قال في أوله: (من ولى منكم عملًا؛ فأراد الله به خيرًا
…
إلخ).
أخرجه النسائي في "الكبرى"[8752]، والبيهقى في "سننه"[20106]، وفى "الشعب"[6/ رقم 7402]، من طريقين عن بقية به ..
قال الإمام في "الصحيحة"[1/ 802]: "قلتُ: هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، وقد صرح بقية بالتحديث؛ فأمِنَّا بذلك شر تدليسه".
قلتُ: بل ما أمِنَّاه قط، وكيف غفل الإمام عن كون بقية يدلس التسوية! ويكفى منه أن يصرح بالسماع من شيخه وشيخ شيخه فقط على التحقيق، ولا يلزم ذلك في سائر الإسناد، ولم يصرح هنا إلا من شيخه فقط، فلم نأمن شر تدليسه بعد.
3 -
ورواه الدراوردى عن عبد الرحمن بن أبى بكر المليكى عن ابن أبى مليكة عن عائشة به نحو سياق المؤلف إلا أنه قال: (من ولى منكم عملًا؛ فأراد الله به خيرًا
…
) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكره ابن حبان في "المجروحين"[2/ 52 - 53]، وعبد الرحمن المليكى هذا منكر الحديث؛ وهو راوى الوجه الأول عن القاسم، فكأنه اضطرب فيه. وقد أنكره عليه ابن حبان.
4 -
ورواه الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعًا بلفظ: (ما من أحد من الناس أعظم أجرًا من وزير صالح مع سلطان، يأمره بذات الله فيطيعه). أخرجه أبو زرعة الدمشقى في "الفوائد المعللة"[رقم 98].
وأخرجه الخليلى في "الإرشاد"[1/ 456/ منتخب السلفى]، من وجه آخر عن فرج بن فضالة بإسناده مثل سياق المؤلف؛ إلا أنه قال في أوله:(إذا أراد الله بأمير خيرًا جعل له .... إلخ).
ثم قال الخليلى: "لم يتابع الفرج أحد عن يحيى، ويتفرد بأمثاله".
قلتُ: وهو كما قال، وهذا سند منكر، والفرج منكر الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصارى كما قاله البخارى ومسلم وغيرهما، وقد ضعفه غير واحد، ومشاه أحمد وغيره، لكن استدرك أحمد فقال: "لكنه حدث عن يحيى بن سعيد مناكير) وهذا الحديث عندى من مناكيره عن يحيى بن سعيد.
لكنه لم ينفرد به عن يحيى، فقال البزار في "مسنده" [2/ رقم 1592/ كشف الأستار]: (حدّثنا الفضل بن سهل ثنا منصور بن أبى مزاحم، ثنا أبو سعيد المؤدب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ولى من أمر المسلمين شيئًا؛ فأراد الله به خيرًا، جعل له وزيرًا صالحًا؛ إن نسى ذكره، وإن ذكر أعانه".
قلتُ: وهذا إسناده صحيح مقبول؛ رجاله كلهم ثقات مشاهير؛ فأبو سعيد المؤدب هو محمد بن مسلم بن أبى الوضاح الثقة المأمون؛ وثقه الكافة من النقاد؛ إلا أن البخارى غمزه، فلذلك قال الحافظ في "التقريب":"صدوق يهم" ولا نوافقه عليه أصلًا، بل هو (ثقة ربما وهم) والراوى عنه ثقة مثله؛ وشيخ البزار هو: الفضل بن سهل الأعرج الثقة الحافظ الداهية، وهذا الطريق هو أصح طرق الحديث كلها، وقد حسَّنه ابن مفلح في "الآداب الشرعية"[1/ 232]، فقال:"حديث حسن". واللَّه المستعان.
• تنبيه: قد تصحف (عبد الرحمن بن أبى بكر المليكى) في الطريق الأول عند الخلال إلى: (عبد الرحمن بن يزيد المكى) فلم يعرفه المعلق عليه: (طبعة دار الراية) وقال: "لم أجد له ترجمة".
4440 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن بحرٍ، حدّثنا ابن أبى ذئبٍ، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدى وأشار إلى القمر، فقال:"يَا عَائِشَةُ!، تَعَوَّذِى بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ".
4441 -
حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا شعيب بن حرب، حدّثنا يونس بن أبى إسحاق، حدّثنا مجاهدٌ، عن عائشة، قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحشٌ، فكان يُقْبِل ويُدْبِر، فإذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربض فلم يَتَرَمْرَم؛ كراهية أن يُؤْذِى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4440 - حسن: أخرجه الترمذى [3366]، والنسائى في "الكبرى"[10137، 10138]، وأحمد [6/ 61، 206، 215، 237، 252]، والحاكم [2/ 589]، والطيالسى [1486]، وابن راهويه [1072]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1517]، والمزى في "تهذيبه"[28/ 513]، والحربى في "غريب الحديث"[2/ 715]، والبغوى في "تفسيره"[8/ 595]، وفى "شرح السنة"[5/ 167]، وأبو الشيخ في "العظمة"[4/ 1204]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 31]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 298]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 647]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 219]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن القرشى العامرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" وأقرهما الشوكانى في "تحفة الذاكرين"[ص 265].
قلتُ: لكن خالفهم النووى في "فتاويه"[ص 186/ طبعة المكتب الإسلامي لإحياء التراث] وقال: "هو حديث ضعيف"، والصواب أنه حديث صالح؛ وسنده حسن كما قال الحافظ في "الفتح"[8/ 741]، ومداره على خال ابن أبى ذئب:(الحارث بن عبد الرحمن) وقد وثقه ابن حبان، ومشاه أحمد والنسائى، فقول ابن المدينى عنه:"مجهول" غير مقبول، وقد عرفه غيره، على أنه لم ينفرد به، بل تابعه المنذر بن أبى المنذر مقرونًا معه في سنده عند أحمد [6/ 215]، والنسائى في الموضع الأول؛ والمزى والطحاوى.
والمنذر مجهول الصفة، لكن يُعْتَبر به. واللَّه المستعان.
4441 -
حسن: أخرجه أحمد [6/ 112، 150، 209]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6591]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 190]، وابن راهويه [1192]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 385، 386]، ومسدد في "مسنده" وابن منيع في "المسند" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 50]، والبزار في "مسنده"[3/ 2450/ كشف الأستار]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 358]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2279، 2280]، وغيرهم من طرق عن يونس بن أبى إسحاق السبيعى عن مجاهد بن جبر عن عائشة به نحوه. . .
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا يونس بن أبى إسحاق، ولا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" وقال ابن كثير في "البداية"[6/ 147]، بعد أن ساقه من طريق أحمد:"وهذا الإسناد على شرط الصحيح، ولم يخرجوه، وهو حديث مشهور".
قلتُ: ليس ليونس عن مجاهد عن عائشة: شئ في "الصحيح" فكيف يكون على شرطه؟! ولا يكفى كون رجاله رجال "الصحيح" كما يقول الهيثمى في "المجمع"[8/ 555].
وفى الإسناد علة، وهى أن مجاهدًا قد اختلف في سماعه من عائشة، فنفاه الجمهور، وأثبته ابن المدينى وغيره، ووقع التصريح بسماعه منها في "الصحيح" فالصواب عندى هو قول الذهبى في "سير النبلاء" [4/ 451] في ترجمة مجاهد:"قد سمع منها شيئًا يسيرًا" والمثبت مُقَدَّم على النافى؛ فالأصل في روايته عنها هو الاتصال حتى يثبت الانقطاع، لاسيما ومجاهد لم يشتهر بتدليس قط، ولو ثبت عنه كما زعم القطب عبد الكريم الحلبى في "شرح البخارى"، وعنه الحافظ في "تهذيبه"[10/ 43]، فلا يضره ذلك هنا ولا في غيره؛ لكونه ليس مكثرًا منه البتة، بل يكون تدليسه إنْ ثبت - من قبيل تدليس الزهرى والثورى والحسن البصرى وأضرابهم.
فالإسناد حسن إن شاء الله، ويونس بن أبى إسحاق: فيه كلام معروف، إلا أنه متماسك، وقد احتج به مسلم. والحديث ذكره السيوطى في "الخصائص"[2/ 99]، ثم قال:"صححه الهيثمى" كذا قال، وليس بجيد؛ لأن الهيثمى قد قال في "المجمع" [8/ 555]:"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى في "الأوسط" ورجال أحمد رجال الصحيح" ومتى أفادت هذه العبارة منه أو من غيره تصحيحًا؟! فواعجبًا لصاحب "تدريب الراوى" و"ألفية الحديث" أن يغفل عن هذا.
أما قول الطبراني الماضى: عن هذا الحديث: "ولا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" فلعله يريد: يعنى بإسناد مثل هذا أو أصح منه، وإلا فقد ورد الحديث من طريق آخر عن عائشة به نحوه. . . عند الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 6005/ أطرافه]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 386] لكن سنده معلول، والله المستعان.
4442 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا هاشم بن القاسم، عن أبى عقيل، عن مجالد، عن الشعبى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا حديثًا، فقالت امرأةٌ منهن: يا رسولً الله، كأن هذا الحديث حديث خرافة قال:"أَتَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ، أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِي الْجاهِلِيَّةِ، فَمَكَثَ فِيهِمْ دَهْرًا، ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الإِنْسِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فِيهِمْ مِنَ الأَعَاجِيبِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ".
4442 - منكر: أخرجه الترمذى في "الشمائل"[رقم 253] ، وأحمد [6/ 157]، والنهروانى في الجليس الصالح [1/ 273]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[7/ 28]، وابن الجوزى في "العلل المتناهية"[1/ 63]، وغيرهم من طريق إبى عقيل عبد الله بن عقيل الثقفى عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن مسروق عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم بنحوه.
قال ابن الجوزى عقب روايته: "قال أحمد بن حنبل: أبو عقيل ثقة اسمه: عبد الله بن عقيل الثقفى، ومجالد ليس بشئ؛ وقال ابن حبان: "كان مجالد يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به. . ." وقال ابن كثير في "البداية" [6/ 47]، بعد أن ساقه من طريق أحمد: "قلتُ: وهو من غرائب الأحاديث وفيه نكارة، ومجالد بن سعيد يتكلمون فيه". .
قلت: مجالد قد ضعفوه، بل قال القطان:"كان مجالد يُلَقَّن في الحديث إذا لُقِّن" وهذه مصيبة، وأجارك الله من حديث المتلقنين! وهو إمام في الاضطراب في الأسأنيد والمتون، فقوله الهشمى في "المجمع" [4/ 577]:"رجال أحمد ثقات، وفى. بعضهم كلام لا يقدح،. . ." لا يُلْتَفَت إليه، كأنه ما اطلع على ترجمة (مجالد بن سعيد) من "تهذيب المزى"، أو "ميزان الذهبى"، ثم إن مجالدًا قد اختلف عليه في وصْله أيضًا؛ فرواه عنه أبو عقيل. الثقفى على الوجه الماضى موصولًا؛ وتابعه أبو أسامة حماد بنَ أسامة، لكن اختلف عليه فيه، فرواه عنه أحمد بن أبى بديل به مثله موصولًا عند وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[3/ 197 - 198]، - إشارة - وقال عقبه:"هذا معروف من حديث أبى عقيل الثقفى عن مجالد، ولا يعرف عن أبى أسامة".
قلتُ: وقد تصحف عنده: (أبو أسامة) إلى (أبو أمامة) ورواه بعضهم عن أبى أسامة فقال: عن مجالد عن الشعبى به مرسلًا، لم يذكر فيه (مسروقًا) ولا (عائشة) هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[13/ 469]، ثم قال:"والمرسل أشبه بالصواب"، والقول ما قالت حذام.
وهذا الوجه المرسل وجدته عند ابن راهويه [1436]، قال: أخبرنا أبو أسامة به. . . =
4443 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن عبيد بن عميرٍ، عن عائشة، قال: ما. رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسرع إلى شئٍ من النوافل إسراعه إلى ركعتى الفجر، ولا إلى غنيمةٍ.
4444 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا ابن نميرٍ، عن ابن إسحاق، عن ثورٍ، عن محمد بن
= وهذا الاختلاف عندى: من مجالد بن سعيد، وقد مضى أنه كان مضطرب الحديث يتلقن، وللحديث شاهد من رواية أنس به مرفوعًا نحوه في سياق أتم عند الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6068]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 202]، وابن أبى الدنيا في "ذم البغى"[رقم 27]، والنهروانى في "الجليس الصالح"[1/ 273]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 97]، وغيرهم، وسنده منكر، ووجدت له طريقًا آخر عن عائشة به نحوه في سياق طويل، عند المفضل الضبى في كتاب "الأمثال" كما في "الإصابة"[2/ 270]، وسنده واه أيضًا، وفيه علل، والحديث منكر المتن والإسناد، ولا يقبل مثله إلا كلُّ مُغْرَمِ بالخرافة، والله المستعان.
4443 -
صحيح: أخرجه البخارى [1116]، ومسلم [724]، وأبو داود [1254]، وأحمد [6/ 43، 54، 170]، وابن خزيمة [1108، 1109]، وابن حبان [2456، 2457، 2463]، وابن أبى شيبة [6323]، والنسائى في "الكبرى"[456]، والبيهقى في "سننه"[4253، 4254]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 299]، وفى "المشكل"[10/ 92]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 276] ، وابن عبد البر في "التمهيد"[15/ 311، 312]، و [12/ 72]، و [24/ 44]، وأبو عوانة [رقم 1681، 1682]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 562]، وفى "تفسيره"[7/ 365]، وغيرهم من طريق ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم بنحوه. . . والأكثرون سياقهم هكذا:(لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شئ من النوافل أشد منه تعاهدًا على ركعتى الفجر) وفى رواية لمسلم وغيره: (على ركعتين قبل الصبح) وفى رواية لأبى عوانة وغيره: (على الركعتين أمام الصبح) وليس عند الجميع قوله: (ولا إلى غنيمة) سوى ابن أبى شيبة وابن حبان وابن خزيمة، زاد ابن حبان:(غنيمة يغتنمها).
قلت: وللحديث طريق آخر عن عائشة به نحوه. .
4444 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [2193]، وابن ما جه [2046]، وأحمد [6/ 276]، والحاكم [2/ 216]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 36]، وابن أبى شيبة [18038]، والبيهقى في "سننه"[14787، 19800]، وفى "المعرفة"[4718]، وابن الأعرابى في "المعجم"[470]، =
عبيد بن أبى صالحٍ، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا طَلاقَ وَلا عِتَاقَ فِي إِغلاقٍ".
= والطحاوى في "المشكل"[2/ 109]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 500]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 171]، والمزى في "تهذيبه"[19/ 215]، و [26/ 62]، وابن الجوزى في التحقيق [2/ 293]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار عن ثور بن يزيد عن محمد بن عبيد بن أبى صالح عن صفية بنت شيبة عن عائشة به. . . .
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلتُ: كلا وربى، وقد تعقبه الذهبى في "تلخيصه" فقال:"كذا قال، ومحمد بن عبيد لم يحتج به مسلم، وقال أبو حاتم: ضعيف"، وقبله تعقبه الحافظ ابن عبد الهادى في "تنقيح التحقيق"[3/ 127]، وذكر أن (محمد بن عبيد بن أبى صالح) قد وقع عند الحاكم هكذا:(محمد بن عبيد بن صالح)، وجزم بكونه خطأ، ومثله قال صاحب "البدر المنير" أيضًا، وقد وقع اسمه عند ابن ماجه:(عبيد بن أبى صالح) وهو وهم أيضًا كما جزم به المزى في ترجمة الرجل من "التهذيب"[26/ 62]، ووقع عند ابن أبى شيبة:(عن عبد الله بن أبى صالح) وهذا غلط أيضًا.
* والصواب في اسمه هو (محمد بن عبيد بن أبى صالح) وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 371]، لكن ضعفه أبو حاتم كما مضى، وهذا مقدم بلا تردد، وهو الذي اعتمده الحافظ في "التقريب" وقال:"ضعيف"، وبه أعله عبد الحق الإشبيلى في "أحكامه" كما نقله عنه صاحب "البدر المنير"[8/ 85]، ثم قال ابن الملقن في [8/ 86]:"ساق ابن الجوزى هذا الحديث من طريق الإمام أحمد محتجًا به، ولم يضعف محمد بن عييد هذا، ولا ذكره في "ضعفائه، وليس بجيد منه" وهو كما قال؛ وأعله الحافظ أيضًا في "التلخيص" [3/ 450]، بـ (محمد بن عبيد) وتابعه الشوكانى في "نيل الأوطار" [7/ 14].
وقد اختلف في سنده أيضًا، فرواه محمد بن إسحاق عن ثور بن يزيد على الوجه الماضى وخالفه عطاف بن خالد، فرواه عن محمد ابن عبيد فقال: عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة به. . .، فجعل شيخ (محمد بن عبيد) فيه هو (عطاء) دون (صفية بنت شيبة) هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[1/ 171]، وعطاف مختلف فيه، وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الاختلاف كما في "العلل"[رقم 1292]، فقال:"حديث صفية أشبه" وهو كما قال؛ وقد تصحف (محمد بن عبيد) عند البخارى إلى: (محمد بن سعيد) وهو في "علل ابن أبى حاتم" على الصواب. =
4445 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن عبد الله بن المؤمل، حدّثنا عبد الله بن أبى مليكة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نِعْمَ الإدَامُ الخلُّ".
= وقد رواه نعيم بن حماد عن عبد الله بن سعيد الأموى عن ثور بن يزيد فقال: عن صفية بنت شيبة عن عائشة به. . .، وأسقط منه (محمد بن عبيد) هكذا أخرجه الحاكم [2/ 217]، وسكت عليه، وتعقبه الذهبى في "التلخيص" فقال:(نعيم صاحب مناكير) ومثله قال الشمس ابن عبد الهادى في التنقيح [3/ 127]، وتابعه عليه صاحب "البدر المنير"[8/ 85]، فقال:"فيه نعيم بن حماد، وهو صاحب مناكير".
وهو كما قالوا؛ والوجه الأول هو المحفوظ عن ثور بن يزيد؛ بإثبات (محمد بن عبيد) في سنده، ومدار الحديث عليه، وقد عرفت حاله، لكنه توبع عليه؛ فرواه قزعة بن سويد عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان كلاهما عن صفية بنت شيبة عن عائشة به. . . أخرجه الدارقطنى في "سننه"[4/ 36]، والبيهقى في "سننه"[14875].
وقزعة قد ضعفه النقاد فضعف، والحديث ضعفه الحافظ كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[6/ 433]، وقال البدر العينى في "العمدة" [23/ 197]:"وأما حديث: "لا طلاق في إغلاق" فليس ثابت" وقبلهما أشار ابن رجب إلى ضعفه في جامع العلوم والحكم [ص 150]، وهو كما قالوا، وخالف الإمام وحَسَّنه في "الإرواء"[7/ 113 - 114]، وقد ناقشناه في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4445 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [24615]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 173]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 137]، وأبو عوانة [رقم 6769]، وغيرهم من طرق عن زيد بن الحباب عن عبد الله بن المؤمل عن ابن أبى مليكة عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر. وابن المؤمل ضعفه جمهور النقاد، فقال ابن الجنيد:"شبه المتروك" وقال أبو داود: "منكر الحديث" وقال أحمد: "أحاديثه مناكير" وقد مشاه بعض من لم يخبر حاله، وقد أنكره عليه ابن عدى في "الكامل" وقال في ختام ترجمته:"وعامة ما يرويه الضعف عليه بين".
وللحديث طريق آخر يرويه سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مثله. . . أخرجه مسلم [2051]، والترمذى في "جامعه"[1840]، وفى "الشمائل"[رقم 152]، وابن ماجه [3316]، والدارمى [2049]، والبيهقى في "سننه"[19809]، وأبو عوانة =
4446 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا وكيعٌ، عن معاوية بن أبى مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّحِمُ معَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللهُ".
= [رقم 6748]، وابن وهب في "الجامع"[رقم 567]، وابن حزم في "المحلى"[7/ 433]، والسلمى في "طبقات الصوفية"[ص 129]، والخطيب في "تاريخه"[10/ 30]، و [10/ 371]، وابن عساكر في "تاريخه"[23/ 289]، [29/ 312]، و [38/ 106]، و [50/ 227]، و [64/ 112]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن بلال به. . .
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه؛ لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من حديث سليمان بن بلال"، وقال ابن بطة فيما نقله عنه الخطيب عقب روايته:"ليس يُعْرَف هذا الحديث من حديث عائشة إلا من هذا الطريق، ولا رواه عن هشام بن عروة غير سليمان بن بلال وهو حديث صحيح طريقه مستقيم، ولكن الحديث المشهور حديث جابر".
وكذا صححه مسلم كما مضى، لكن أنكره الإمام أحمد والبخارى وأبو حاتم وأحمد بن صالح المصرى وابن عمار الجارودى وغيرهم على سليمان بن بلال، فنقل ابن عمار في "علل أحاديث في صحيح مسلم"[ص 109/ 25]، عن أحمد بن صالح أنه قال:"نظرت في كتاب سليمان بن بلال فلم أجد لهذين الحديثين أصلًا" يعنى هذا الحديث؛ وحديث: (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) ثم قال: (وحدّثنى ابن أبى أويس قال: حدّثنى ابن أبى الزناد عن هشام عن رجل من الأنصار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل قومًا: ما إدامكم؟! قالوا: الخل، قال: نعم الإدام الخل!).
قلتُ: مراده أن هذا الإسناد هو المحفوظ عن هشام بن عروة. ويبدو لى أن سليمان بن بلال قد حدث به من حفظه فوهم فيه، وسلك في روايته الطريق، وقد قال أبو حاتم في "العلل"[رقم 2384]، لما سئل عن طريق سليمان:"هذا حديث منكر الإسناد" وكذا أنكره الإمام أحمد وغيره كما مضى؛ فراجع شرح "العلل" لابن رجب [2/ 651].
وقد رأيت سليمان قد توبع عليه، تابعه وكيع بن الجراح عن هشام عن أبيه عن عائشة به. . . عند ابن جميع في "معجم شيوخه"[رقم 43] لكن الإسناد إليه لا يثبت.
والحديث صحيح ثابت على كل حال؛ فله شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث جابر [برقم 1981، 2201، 2211]، وهو في "صحيح مسلم" أيضًا. .
4446 -
صحيح: أخرجه البخارى [5643]، ومسلم [2555]، وأحمد [6/ 62]، =
4447 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قالوا: يا رسول الله، إن الأعراب يأتوننا بلحمٍ لا ندرى ذكروا اسم الله عليه أم لا؟ قال:"فَسَمُّوا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَكُلُوا".
= والحاكم [4/ 175]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3152]، وابن أبى شيبة [25388]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1003]، والبيهقى في "سننه"[12993]، وفى "الشعب"[6/ رقم 7935]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 789/ طبعة الحاشدى]، وابن وهب في "الجامع"[رقم 148]، ووكيع في "الزهد"[رقم 397،، وغيرهم من طرق عن معاوية بن أبى مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة به. . . وعند البخارى وأحمد والحاكم والطبرانى والبيهقى في "سننه" وفى "الأسماء" وابن وهب: (الرحم شجنة؛ فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته) لفظ البخارى، وهو رواية للمؤلف تأتى [برقم 4599]، ولفظ الحاكم:(الرحم شجنة من الله) ولفظ الطبراني: (الرحمن شجنة من الرحمن) ولفظ البيهقى في "سننه" وفى "الأسماء" مثل لفظ الحاكم، وليس عند أحمد كلمة (شجنة).
قلتُ: استدركه الحاكم على الشيخين فوهم جدًّا.
44 -
صحيح: أخرجه البخارى [1952، 5188، 6963]، وأبو داود [2829]، والنسائى [4436]، وابن ماجه [3174]، والدارمى [1976]، وابن أبى شيبة [24437]، والبيهقى في "سننه"[18667]، وفى "المعرفة"[رقم 5807]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 401]، وابن راهويه [839]، وابن الجارود [881]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 298، 299]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 177]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: هكذا رواه جماعة كثيرة عن هشام به موصولًا، وخالفهم مالك بن أنس والحمادان وابن عيينة وعيسى بن يونس ويحيى بن سعيد وجعفر بن عون وغيرهم، كلهم رووه عن هشام عن أبيه به مرسلًا، ليس فيه عائشة.
وهذا الوجه هو الذي صوبه الدارقطنى في "علله"[13/ 262]، فقال:(والمرسل أشبه بالصواب) لكن البخارى أقعد منه بعلل الحديث، وقد احتج في "صحيحه" بالوجه الموصول كما مضى، وتابعه الحافظ في "الفتح"[9/ 634 - 635]، وأيَّد ذلك بأمرين:
الأول: أن عدد مَنْ وصله يزيد على عدد من أرسله. =
4448 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا يزيد بن المقدام، عن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، أنه سأل عائشة: أكان رسول الله يصلى على الحصير؟ فإنى سمعت في كتاب الله {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)} [الإسراء: 8]، قالت: لم يكن يصلى عليه.
= والثانى: أن هناك قرينة ترجح الوصل، وهى أن عروة بن الزبير معروف بالرواية عن عائشة، مشهور بالأخذ عنها، ففى ذلك إشعار بحفظ مَنْ وصله عن هشام دون من أرسله.
قلتُ: ويشبه عندى: أن يكون الوجهان جميعًا محفوظين عن هشام؛ وأبوه عروة فقيه عالم مُفْتٍ؛ فيحمل الإرسال على أنه كان يفتى به؛ فإذا جلس للتحديث جوَّده وأقام عِوَجه، وقد بسطنا الكلام عليه مع شواهده في "غرس الأشجار". .
4448 -
منكر: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 39]، و [6/ 74]، وابن قتيبة في "غريب الحديث"[1/ 279]- وعنده معلقًا - وبقى بن مخلد في "مسنده" كما في "فتح البارى" لابن رجب [3/ 126]، وغيرهم من طريق يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده به. . . قال البوصيرى في "الإتحاف":"هذا إسناد رجاله ثاقت؛ يزيد بن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن جده شريح القاضى، كلهم ثقات".
قلتُ: وهم البوصيرى ولم يدر، فإن شريحًا ليس بالقاضى، إنما هو ابن هانئ أبو المقدام الكوفي الثقة العابد، وقال الهيثمى في "المجمع" [2/ 194]:"رواه أبو يعلى، ورجاله موثقون" وقبله قال شيخه العراقى كما يأتى: "رجاله ثقات" وتعقبهما الإمام في "الثمر المستطاب"[1/ 443]، قائلًا:(هذا لا يستلزم صحة الإسناد كما لا يخفى على النقاد) وقبل ذلك ساق الحديث وقال: (في ثبوته نظر) كأنه ما وقف على إسناده.
وقال البدر العينى في "العمدة"[5/ 196]، بعد أن ساق الحديث:"قلتُ: هذا ليس بصحيح؛ لضعف يزيد" يعنى ابن المقدام، وهذا أخذه من العلاء مغلطاى، فإنه نقل عنه في العمدة [4/ 112]، أنه قال في كتابه (التلويح بشرح الجامع الصحيح): بعد أن ذكر الحديث: "هذا غير صحيح، لضعف يزيد بن المقدام " ورأيته قد أعله أيضًا في "شرحه على سنن ابن ماجه"[1/ 1690]، فقال:"يزيد بن المقدام فيه ضعف؛ ومنهم من يكتب حديثه" كذا قال، وهو غير مسبوق بتضعيف يزيد إلا من عبد الحق الإشبيلى وحده، وقد رد عليه ابن القطان ذلك فقال:"لا أعلم أحدًا قال فيه ذلك" نقله عنه الحافظ في "تهذيبه"[11/ 362]، ثم قال:"وهو كما قال" ويزيد هذا مشاه ابن معين والنسائى، وذكره ابن حبان، وابن شاهين في "الثقات"، =
4449 -
حَدَّثَنَا أبو بكر، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن ابن أبى مليكة، [و] عكرمة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالقدر فيتناول منها العرق فيصيب منه، ثم يصلى ولا يتوضأ.
= وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه" وقال الذهبى في "الكاشف": "صدوق" ومثله قال الحافظ في "التقريب" وزاد: "أخطأ عبد الحق في تضعيفه" وهو كما قالا إن شاء الله؛ وأبوه المقدام ثقة مشهور، ومثله جده شريح بن هانئ الكوفى.
لكن متن الحديث غريب جدًّا كما يقول ابن رجب في "فتح البارى"[3/ 126]، وقد جزم الحافظ العراقى في "شرح الترمذى" كما في "الفيض"[5/ 224]، بكون الحديث رجاله ثقات، لكنه استدرك فقال:"لكن فيه شذوذ ونكارة" ونحوه أشار الحافظ إلى هذا في "الفتح"[1/ 491]، و [10/ 314].
وَوَجْه: الشذوذ والنكارة في لفظه: أنه قد ثبت في "الصحيحين" من رواية أبى سلمة عن عائشة - رضى الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى على الحصير، بل وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا - في صلاته - صلى الله عليه وسلم، مضى منهم حديث أبى سعيد الخدرى [برقم 1308، 2311].
فالذى يظهر لى: أن يزيد بن المقدام - مع كونه صدوقًا - قد وهم في هذا الحديث، وأتى به على غيره وجهه، وليس يُحْتَمل من مثله مخالفة الصحاح من الآثار، ولعل أصل جواب عائشة - رضى الله عنها - قوله:(كان يصلى عليه) فانقلب سياقه على يزيد، نعم: قد تأوله جماعة من العلماء على افتراض صحته، لكنها تأويلات متكلفة لا تجئ في النفس، وقد ناقشناها جميعًا مع استيفاء أمارات نكارة هذا الحديث في كتابنا "غرس الأشجار". والله المستعان.
4449 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [546]، وأحمد [6/ 161]، والبيهقى في "سننه"[694]، وفى "الشعب"[5/ رقم 5826]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 298]، وغيرهم من طريقين عن زائدة بن قدامة عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبى مليكة وعكرمة عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم نحوه. . . . وزاد البيهقى والبزار:(ولا يمضمض).
قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 573]: (رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح) وقال البوصيرى في "الإتحاف"[1/ 98]: "رجاله ثقات".
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وله شواهد عن جماعة من الصحابة: قد ذكرناها في "غرس الأشجار". =
4450 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا سكينٌ، حدّثنا حوشب بن عقيلٍ، عن غنية بنت الرضى، قالت: دخلت على أم المؤمنين عائشة في نسوةٍ من عبد القيس، فسألناها عن النبيذ، فقالت: لا نفعكن الله يا عبد القيس بالنبيذ! نهى رسول الله عن الحنتم، والدباء، والنقير، قالت: ولكن اشربن في الأدم كله، أو ما أوكيتن أو علقتن.
4451 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخلت على أبى بكر فرأيت به الموت، فقلت:
هيجٌ هيجٌ! من لا يزال دمعه مقنعًا
…
فإنه [في] مرةٍ مدفوق
=• تنبيه: وقع عند المؤلف في الطبعتين: (عن ابن أبى مليكة عن عكرمة. . .) بزيادة حرف (عن) بينهما، ومثله وقع في "المطالب"[رقم 168]، و"الإتحاف"[رقم 640]. والمؤلف إنما يروى الحديث من طريق ابن أبى شيبة به. . . وهذا في "مصنفه"[546]، هكذا:(عن ابن أبى مليكة وعكرمة. . .) بزيادة (واو العطف) بينهما، بدل حرف (عن)، وهذا هو الصواب، ومثله وقع عند الجميع ممن أخرجوا الحديث. فاللَّه المستعان.
4450 -
صحيح: المرفوع منه فقط: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة غنية بنت الرضى، فهى مجهولة لا تُعْرَف، ونكرة لا تُتَعرَّف لم أظفر لها بترجمة بعد التتبع، إنما ذكرها جماعة في شيوخ حوشب ابن عقيل، وحوشب ومن دونه ثقات سوى سكين وهو ابن عبد العزيز، فهو مختلف فيه، وللمرفوع من الحديث طرق أخرى عن عائشة به. . . يأتى بعضها [برقم 4557، 4462]، وهو صحيح ثابت له شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى بعضها [برقم 529، 1223، 1788، 2730].
4451 -
صحيح: أخرجه البخارى [1321]، وأحمد [/ 40، 45، 118، 132]، وابن راهويه [829]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 55]، والحاكم [3/ 67]، وابن أبى شيبة [11050]، والبيهقى في "سننه"[6465، 6702]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 201]، و [3/ 197]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 434، 435]، وأبو نعيم في "المعرفة"[95]، وفى "المستخرج" كما في "الفتح"[3/ 253]، وابن المنذر في "الأوسط"[2903]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 90]، وابن حبان [6615]، وأبو بكر المروزى في "مسند أبى بكر" (رقم 41]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه. . .=
فقال لها: لا تقولى ذلك، ولكن قولى:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)} [ق: 19]، ثم قال: في أي يومٍ توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: قلت: يوم الإثنين، قال: أرجو فيما بينى وبين الليل، قال: فلم يتوف حتى أمسى ليلة الثلاثاء، فدفن قبل أن يصبح، قالت: وقد قال قبل ذلك: في كم كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سحوليةٍ، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ، فنظر إلى ثوبٍ كان يمرض فيه، فيه ردعٌ من زعفران، أو مشقٌ، فقال: اغسلوا ثوبى هذا فزيدوا عليه ثوبين وكفنونى فيها، قالت: قلت: إن هذا خلقٌ! قال: الحى أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة.
4452 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن محمد بن شهابٍ، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا من ظلامة ظُلِمَهَا قط إلا أن يُنتهك من محارم الله شئٌ، فإذا انتهك من محارم الله شئٌ كان أشدهم في ذلك، وما خُير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما.
= وهو عند أبى نعيم والبيهقى وابن عساكر نحو سياق المؤلف جميعًا؛ وهو عند البخارى وابن المنذر وابن راهويه وأحمد - في رواية له - نحوه أيضًا لكن دون ما في أوله من بكاء عائشة وقولها وقراءة الآية، وهو عند الآخرين ببعضه مفرقًا.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلتُ: وهو كما قال، نعم: هو عند البخارى كما مضى، لكن دون سياق الحاكم، فهو عنده بجملة السؤال عن الكفن فقط. وقد رواه أنس بن عياض وابن عيينة وأبو معاوية، ووهيب بن خالد وحماد بن سلمة ومحمد بن فضيل وجماعة وغيرهم؛ كلهم عن هشام بن عروة به كما مضى؛ وخالفهم جميعًا: معمر بن راشد، فرواه عن هشام فقال: عن عروة به مرسلًا، هكذا أخرجه عبد الرزاق [6176]، وعنه عبد بن حميد في "المنتخب"[1495]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 433]، والمحفوظ هو الأول بلا تردد.
4452 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4382].
4453 -
حَدَّثَنَا العباس، حدّثنا عبد الجبار بن الورد، قال: سمعت ابنِ أبى مليكة، يقول: قالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كُلُّ مَنْ حُوسِبَ يوْمَئِذٍ فَقَدْ هَلَكَ"، فقلت: يا رسول الله، فإن الله يقول:{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8]، قال:"إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ يَا عَائِشَةُ، فَأَمَّا كُلُّ مَنْ نُوقِشَ الحسَابَ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ هَلَكَ".
4454 -
حَدَّثَنَا العباس، حدّثنا أبو الأحوص، عن ميمونٍ أبى حمزة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ دَعَا عَلَي مَنْ ظَلَمَهُ - أَوْ قَالَ: عَلَى ظَالِمِ - فَقَدِ انْتَصَرَ".
4453 - صحيح: أخرجه البخارى [103]، و [4655، 6178]، ومسلم [2876]، والترمذى [2426]، وأحمد [6/ 47، 91، 127، 206]، وابن حبان [7369، 7370، 7371]، وابن أبى شيبة [34399]، والنسائى في "الكبرى"[11618]، و [11659]، وابن راهويه [1250، 1259]، والحسين بن حرب في "زوائده على زهد ابن المبارك"[1318، 1319، 369]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 99]، والمزى في "تهذيبه"[19/ 343]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 507]، وعبد الرزاق في "تفسيره"[3/ 129]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 374]، وفى "شرح السنة"[3/ 421]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 981]، والبيهقى في "الشعب"[1/ 269]، وفى "الاعتقاد"[ص 209 - 210]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 16]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى مليكة عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم بنحو.
قلتُ: قد اختلف في سنده على ابن أبى مليكة، وكذا رواه عنه بعضهم فزاد فيه زيادات غير محفوظة، وقد بسطنا الكلام عليه في مكان آخر؛ وحاصل الاختلاف عليه في سنده: أنه يرويه تارة عن عائشة به مباشرة، وتارة يدخل بينها وبينه:(القاسم بن محمد) وهذا من المزيد. واللَّه المستعان.
4454 -
منكر: أخرجه الترمذى [3552]، وابن أبى شيبة [29576]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 386، 387، 388]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 412]، والمزى في "تهذيبه"[29/ 241]، والبزار في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"[7/ 213/ طبعة دار طيبة]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 172، 228]، وحنبل بن إسحاق في "جزء من حديثه"[رقم 91]، والكلاباذى في (مفتاح المعانى)[رقم 255]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 613]، =
4455 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن عبد الله بن أبى مليكة، قال: سمعت عائشة، تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بين ظهرانى أصحابه: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحوْضِ، أَنْتَظِر مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكمْ، فَوَاللَّهِ لَيُقْتَطَعَنَّ رِجَالٌ دُونِى، فَلأَقُولَنَّ: رَبِّ، مِنِّى وَمِنْ أُمَّتِى، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ".
4456 -
حَدَّثَنَا أمية بن بسطامٍ، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا حبيبٌ المعلم، عن
= وغيرهم من طرق عن أبى الأحوص عن سلام بن سليم عن أبى حمزة عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به. . .
قال الترمذى: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبى خمزة؛ وقد تكلم بعض أهل العلم في أبى حمزة، وهو ميمون الأعور".
قلتُ: وأخرجه أيضًا في "علله الكبير"[رقم 452]، ثم قال:"سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبى الأحوص، ولكن هو عن أبى حمزة، وضعَّف أبا حمزة جدًّا".
وأبو حمزة الأعور هذا هو ميمون القصاب الكوفي الذي تركه أحمد في رواية؛ وضعفه سائر النقاد؛ وقد أنكر عليه ابن عدى هذا الحديث، وساقه له في ترجمته من "الكامل" ثم قال في ختام ترجمته:"ولميمون الأعور غير ما ذكرت، وأحاديثه التى يرويها خاصة عن إبراهيم مما لا يتابع عليها".
والحديث ضعف سنده: العراقى في "المغنى"[3/ 84]، والمناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 806/ طبعة مكتبة الشافعي]، وهو عندى: منكر المتن والإسناد.
4455 -
صحيح: أخرجه مسلم [2294]، وأحمد [6/ 121]، من طريقين عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن أبى مليكة عن عائشة به. . .
قلتُ: وهذا إسناد جيد؛ وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، مضى منهم حديث أنس [برقم 3942]، ويأتى حديث ابن مسعود [رقم 5168، 5199].
4456 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [2134، 2135]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2723]، و [8/ رقم 8136]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 410]، والبيهقى في "المعرفة" =
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتومٍ على المدينة يصلى بالناس.
4457 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا هشيمٌ، عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن عائشة، قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنابة من إناءٍ واحدٍ، نشرع فيه جميعًا، ولكنه كان يبدأ فيتوضأ.
= [رقم 1549]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1899]، وغيرهم من طرق عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن حبيب المعلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . .
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حبيب المعلم إلا يزيد بن زريع، تفرد به أمية".
قلتُ: وكلهم ثقات رجال الصحيح؛ وقال ابن عدي: "وهذا لا أعلمه يرويه عن حبيب المعلم غير يزيد بن زريع".
قلتُ: قد ساقه ابن عدى في ترجمة حبيب ثم قال في ختامها: "ولحبيب أحاديث صالحة، وأرجو أنه مستقيم في رواياته".
والحديث صححه البوصيرى في "الإتحاف"[2/ 27]، على شرط الشيخين، وتابعه عليه الإمام في "الإرواء"[2/ 312]، وليس كما قالا، بل هو على شرط مسلم وحده، ولم يحتج البخارى بتلك الترجمة في (صحيحه) وقال الهيثمى في "المجمع" [2/ 208]: (رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط". . . ورجال أبى يعلى رجال "الصحيح".
وتعقبه الإمام في "الإرواء" قائلًا: "ولا وجه لهذا التخصيص، فرجال الطبراني أيضًا رجال الصحيح كما سبق".
كذا قال، وقد وهم بلا تردد؛ لأن الطبراني رواه من طريق (موسى بن هارون الحمال، وإبراهيم بن هاشم البغوى) كلاهما عن أمية بن بسطام به. . وموسى وإبراهيم من الثقات الأثبات؛ وليسا من رجال ابن ماجه؛ فضلًا عن رجال "الصحيح"، وللحديث شواهد أيضًا.
4457 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 170]، وابن أبى شيبة [383]، وغيرهما من طريق هشيم عن عبد الملك بن أبى سليمان العرزمى الكوفي عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة به. . . وليس عند أحمد كلمة:(الجنابة) ولا قوله: (ولكنه كان يبدأ فيتوضأ) ومثله عند ابن أبى شيبة؛ لكن ليس عنده لفظ: (فيتوضأ) ولا قوله: (نشرع فيه جميعًا) وهذه الفقرة ليست عند أحمد أيضًا.=
4458 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الواسطى، حدّثنا هشيمٌ، عن مجالد، عن الشعبى، عن عائشة، قالت: أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغسل وجه أسامة بن زيد يومًا وهو صبىٌ، قالت: وما وَلدتُ ولا أعرف كيف يغسل الصبيان، قالت: فآخذه فأغسله غسلًا ليس
= قلت: وهذا إسناد قوى على شرط مسلم؛ وهشيم وإن كان إمامًا في التدليس، إلا أنه صرح بالسماع عند ابن أبى شيبة، وقد توبع عليه أيضًا: تابعه زائدة بن قدامة به مثله دون الفقرة الأخيرة في البدء بالوضوء: أخرجه ابن حبان [1193]، بإسناد صحيح إليه.
وقد توبع عبد الملك بن أبى سليمان على نحوه عن عطاء: تابعه ابن جريج قال: أخبرنى عطاء عن عائشة أنها أخبرته عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنها: (أنهما شرعا جميعًا وهما جنب في إناء واحد) أخرجه عبد الرزاق [10281]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[855]، وابن راهويه [1212]، وتمام في "فوائده"[رقم 895]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 309]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 220]، وله طرق أخرى كثيرة عن عائشة به نحوه. . . قد استوفيناها في "غرس الأشجار".
4458 -
ضعيف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[8/ 68]، من طريق المؤلف به. . .
قلت: هذا إسناد لا يصح، وفيه علتان:
الأولى: هشيم بن بشير عريق في التدليس، وقد عنعنه كما ترى، وقد رماه بعضهم بتدليس التسوية، وليس يصح ذا عنه.
والثانى: مجالد؛ هو ابن سعيد الهمدانى الضعيف المشهور، ولم يكن الإمام أحمد يراه شيئًا، وقد بلغ به الضعف مبلغًا جعله يُلَقَّن في الحديث إذا لُقِّن، كما يقول يحيى القطان، وتلك مصيبة، وهو كثير المناكير والإغراب على الشعبى خاصة، مع اضطراب في الأسانيد والمتون.
ولم يخرج له مسلم من حديثه إلا ما تابعه الثقات عليه، وإلا فالرجل مثله ليس هناك.
وقد اضطرب في إسناده أيضًا، فعاد ورواه مرة أخرى عن الشعبى فقال: عن مسروق عن عائشة به نحوه. . . دون قوله: (ولو كنت جارية. . . إلخ) أخرجه ابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 229]، بإسناد صحيح إليه، هكذا زاد فيه واسطة بين الشعبى ومسروق، ثم بدا لى علة ثالثة في الطريق الأول، وهى أن الشعبى عن عائشة مرسل، كما قاله ابن معين وأبو حاتم الرازى كما في "المراسيل"[ص 159 - 160]، لابن أبى حاتم؛ وعنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 204]. =
بذاك، قالت: فأخذه فجعل يغسل وجهه، ويقول:"لَقَدْ أُحْسِنَ بِنَا إِذْ لَمْ تَكُ جَارِيَةً، وَلَوْ كُنْتَ جَارِيَةً لحَلَّيْتُكَ وَأَعْطَيْتُكَ".
=* فالحاصل: أن علة الحديث هي ضعف مجالد بن سعيد، وقد اضطرب فيه كما مضى، لكن للحديث طريق آخر يرويه شريك القاضى عن العباس بن ذريح عن البهى عن عائشة قالت:(عثر أسامة بعتبة الباب، فشبح في وجهه؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أميطى عنه الأذى؛ فتقذرته؛ فجعل يمص عنه الدم، ويمجه عن وجهه، ثم قال: لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه).
أخرجه ابن ماجه [1976]- واللفظ له - وأحمد [6/ 139]، وابن حبان [7056]، والمؤلف [برقم 4597]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 11017]، وابن سعد في "الطبقات"[4/ 61 - 62]، وابن عساكر في "تاريخه"[8/ 66 - 67 - 68]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 224]، وغيرهم من طرق عن شريك به. . .
قال البوصيرى في "المصباح"[1/ 305]: "هذا إسناد صحيح إن كان البهى سمع من عائشة، واسم البهى: عبد الله مولى مصعب بن الزبير، سئل أحمد عنه: هل سمع من عائشة؟! فقال: ما أدرى في هذا شيئًا، إنما يروى عن عروة، قال العلائى في "المراسيل": أخرج مسلم في "صحيحه" لعبد الله البهى عن عائشة حديثًا، وكأن ذلك على قاعدته".
قلتُ: قد انتقد الدارقطنى حديث البهى عن عائشة على مسلم، وقال في "الإلنرامات والتتبع" [ص 375]:"والبهى إنما روى عن عروة عن عائشة" يعنى روايته عنها مرسلة، وهذا ما أشار إليه الإمام أحمد آنفًا. وقد روى زائدة عن السدى عن البهى عن عائشة حديثًا. . . وصرح فيه بسماع البهى من عائشة، وكان ابن مهدى ينكر ذلك، ففى "تهذيب التهذيب"[6/ 90]، قال الحافظ: (وقال أحمد: في حديث زائدة عن السدى عن البهى حدثتنى عائشة، كان ابن مهدى قد سمعه من زائدة، وكان يدع منه:"حدثتنى عائشة، وينكره" قال الحافظ: "يعنى: ينكر لفظه: حدثتنى".
قلت: الظاهر أنه ينكره على السدى إسماعيل بن عبد الرحمن، فقد كان صاحب أوهام على عِلْمه وصدقه، على أن صنيع أبى حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 206]، يدل على أن البهى هو الذي كان يضطرب في روايته عن عائشة، فقال أبو حاتم:"البهى يُدْخل بينه وبيت عائشة: عروة، وربما قال: حدثتنى عائشة، ونفس البهى لا يحتج بحديثه، وهو مضَطرب الحديث". =
4459 -
حَدَّثَنَا زكريا، عن هشيم، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا يضع يده على المكان الذي يشتكى المريض، ثم يقول:"بِسْمِ اللَّهِ، لا بَأْسَ! لا بَأْسَ! أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِى، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"، قالت عائشة: فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم وضعت يدى عليه لأقول هؤلاء الكلمات، فنزع يدى عنه، وقال:"اللَّهمَّ أَنْتَ الرَّفِيقُ الأَعْلَى".
=* والحاصل: أن الحديث معل بالانقطاع، فإن كان الشهاب البوصيرى يتوقف في سماع البهى من عائشة، ما كان يحق له أن يصحح سنده لولا تلك العلة؛ لأن في الإسناد شريكًا القاضى، وسوء حفظه مما سارت به الركبان! لكن يبدو أن البوصيرى كان حسن الرأى في شريك القاضى، مثل شيخه العراقى وصاحبه الهيثمى، فإنى وجدته يوثقه ويصحح حديثه في مواضع من "مصباح الزجاجة".
بل وجدت العراقى قد عزا الحديث إلى أحمد في "المغنى"[2/ 197]، ثم قال:"وإسناده صحيح" هكذا دون تعليق صحته على ثبوت سماع البهى من عائشة، كما فعل تلميذه البوصيرى.
* والتحقيق: أن سماع البهى من عائشة مغموز كما مضى، ولو صح فلا يزال شريك القاضى رابضًا في إسناده. والتحقيق بشأنه: هو أنه كان صدوقًا في الأصل؛ إمامًا في السنة والرد على أهل الأهواء، إلا أنه كثير الأوهام، واسع الخطو في مخالفة الثقات من الأنام، مع اضطراب وتخليط شاهده يحيى القطان في كتبه وأصوله، وقد كان يدلس، ورماه جماعة أيضًا بالاختلاط، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه عليه الثقات، فغاية أمره: أنه يعتبر به، وليس هو ممن يحتج بحديثه على الانفراد.
وللحديث شاهد نحوه باختصار من مراسيل أبى السفر الهمدانى عند ابن سعد في "الطبقات"[4/ 62]، بإسناد حسن إليه، وأبو السفر معدود من الطبقة الوسطى من التابعين، والحديث ضعيف بطريقيه، ولا يقويه مرسل أبى السفر على التحقيق.
4459 -
صحيح: أخرجه البخارى [5411، 5418]، ومسلم [2191]، وابن ماجه [1619]، وأحمد [6/ 44، 45، 126، 127]، وابن حبان [2975]، والطيالسى [1404]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن أبى شيبة [23570، 29488، 29490]، والنسائى في "الكبرى"[7545، 10848، 10855]، والبيهقى في "سننه"[6382]، وفى "الشعب"[6/ رقم 9201]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 153/ طبعة الحاشدى]، وفى "الآداب"[رقم 274]، وفى "الدعوات"[رقم 481]، وابن راهويه [1457]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 210، 212] وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 36]، وابن السنى في "اليوم والليبة"[رقم 550]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة به. . وهو يرويه عن بعضهم بنحوه، وليس قول عائشة في آخره: عند البخارى ولا النسائي. ولا ابن عساكر وابن حبان، وهو رواية لأحمد وكذا ليست البسملة في أوله عند الجميع سوى ابن السنى وحده، وهو يرويه المؤلف، وهو عند ابن عساكر بنحو المرفوع منه فقط، ومثله أحمد وابن أبى شيبة في رواية لهما. ولفظ البخارى في أوله:(عن عائشة - رضى الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: اللَّهم رب الناس. . .) ومثله رواية للنسائى وأحمد؛ وعند مسلم وابن راهويه ورواية لابن سعد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ويقول: أذهب البأس. . .) وعند ابن حبان: (كان إذا عاد المريض مسحه بيمينه وقال:. . .) ونحوه رواية لأحمد أيضًا؛ وعند الطيالسى ومن طريقه البيهقى في "الآداب" و"الدعوات" وفى "سننه" وفى "الشعب": (كان إذا عاد مريضًا مسح وجهه وصدره، أو قال: مسح على صدره وقال: أذهب البأس. . .) لفظ الطيالسى؛ وعند ابن ماجه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهؤلاء الكلمات،: أذهب البأس. . .) ومثله رواية لأحمد وابن أبى شيبة، وفى رواية أخرى لابن أبى شيبة:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهذه الكلمات. . .) ومثله عند ابن سعد في رواية له، وزاد مسلم وابن راهويه في آخره:(فذهبت أنظر فإذا هو قد قَضَى) وعند ابن سعد في الموضع الثاني: (فما علمت بموته حتى وجدت ثقله).
قلتُ: هكذا رواه أصحاب الأعمش عنه على الوجه الماضى، وخالفهم معمر وحده، فرواه عن الأعمش فقال: عن مسروق عن عائشة به نحو سياق المؤلف إلا أنه قال في أوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله قال: أذهب البأس. . .) وزاد في آخره: (قالت: ثم ثقل على وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم).
هكذا قال معمر، وأسقط منه (أبا الضحى) بين الأعمش ومسروق، أخرجه عبد الرزاق =
4460 -
حَدَّثَنَا زكريا، حدّثنا هشيمٌ، عن مجالدٍ، عن الشعبى، عن مسروقٍ، قال: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل؟ قالت: كان يقول إذا دخل بيته يتمثل، يقول: "لَوْ كانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَب لابْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثًا، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ
= [19783]، والأول هو المحفوظ عن الأعمش بلا تردد، ولم يجوده معمر، وربما كان الأعمش قد دلس أبا الضحى في ذلك الموضع، فإنه إمام في التدليس، كما كان إمامًا في الحروف والحديث، ولم ينفرد به عن أبى الضحى: بل تابعه عليه منصور بن المعتمر عن أبى الضحى وإبراهيم النخعى كلاهما به عن مسروق عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض يدعو له قال: أذهب الباس رب الناس. . . إلخ) دون قول عائشة في آخره. . . أخرجه مسلم [2191]- واللفظ له - وعلقه البخارى [عقب رقم 5351]، ووصله ابن ماجه [3520]، وأحمد [6/ 114]، وابن أبى شيبة [29490]، والنسائى في "الكبرى"[7508، 7510، 10849، 10853]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 240]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 95] ، والطبرانى في "الدعاء"[1104]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 154/ طبعة الحاشدى]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 287]، والحافظ في "التغليق"[5/ 39]، وغيرهم؛ وهو عند ابن ماجه وابن أبى شيبة [29489]، وابن أبى الدنيا والطبرانى.
وفى رواية لمسلم والنسائى: (عن منصور عن أبى الضحى به وحده عن مسروق عن عائشة. . .) ليس فيه إبراهيم، وهو عند جماعة آخرين من طريق منصور عن إبراهيم النخعى وحده عن مسروق عن عائشة به نحو السياق الماضى. . وهذا الطريق: عند البخارى [عقب رقم 5411، 5418]، ومسلم [2191]، وأحمد [6/ 109، 131، 278]، وابن حبان [عقب رقم 2970]، و [رقم 2971]، والنسائى في "الكبرى"[7509، 10850، 10851]، والمؤلف [برقم 4811]، وابن عساكر في "تاريخه"[55/ 167]، وفى "المعجم"[رقم 1038]، وغيرهم، وقد رواه بعضهم عن منصور فقال: عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة به. . .
هكذا على الجادة، ذكره الدارقطنى في "العلل"[13/ 452]، وقال:"ووهم في ذكر الأسود، وإنما هو منصور عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة. . ." والقول ما قال أبو الحسن بن مهدى.
4460 -
ضعيف بهذا التمام: أخرجه أحمد [6/ 55]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10280]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 3640، 3641/ كشف الأستار]، ومسدد وابن أبى شيبة وأحمد بن منيع في "مسانيدهم" كما في "إتحاف الخيرة"[7/ 146]، وأبو عمر الدورى في =
إلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ، إِنَّمَا جُعِلَ الْمالُ لِتُقْضَى بِهِ الصَّلاةُ، وَتُؤْتَى بِهِ الزَّكاةُ"، قالت: فكنا نرى أنه مما نسخ من القرآن.
4461 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبيد بن سعيدٍ القرشى، عن سفيان،
= "جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"[58]، وغيرهم من طرق، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبى، عن مسروق عن عائشة به. . . نحوه. . . وليس عندهم قول عائشة في آخره سوى البزار.
قال البزار: "لا نعلمه يُرْوَى عن عائشة إلا بهذا الإسناد".
قلتُ: وهو إسناد منكر، ومجالد بن سعيد قد ضعفوه، وقد شهد عليه يحيى القطان بالتلقين، وهذا وحده كاف في سقوط حديثه، وبه أعله البوصيرى في "الإتحاف".
لكن قال صاحبه الهيثمى في "المجمع"[10/ 425]: "فيه مجالد بن سعيد، وقد اختلط، لكن يحيى القطان لا يروى عنه ما حدث به في اختلاطه".
قلتُ: فكأن ماذا؟! والرجل ضعيف من قبل ومن بعد، مثله كابن لهيعة والليث بن أبى سليم ويزيد بن أبى زياد وهذه البابة، ممن كانوا ضعفاء الحفظ أولًا؛ ثم طرأ عليهم الاختلاط فزادهم سوءًا، وقد كان مجالد كثير الاضطراب في المتون والأسانيد، ويروى عن الشعبى مناكير يخالف فيها الثقات، وأظن أن هذا الحديث بذاك التمام منها، فإنه صحيح ثابت دون قوله في آخره:(إنما جُعل المال لتقضى به الصلاة. . . إلخ).
فانظر حديث ابن عباس الماضى [برقم 2573]، وأنس [رقم 2849، 2858، 2951، 3063، 3143، 3181، 3267].
4461 -
ضعيف: أخرجه ابن أبى شيبة [24345]، من طريق عبيد الله بن سعيد عن الثورى عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة به. . .
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط مسلم، لكن أعله أبو زرعة الرازى كما في "العلل"[رقم 1504]، وقال: "هذا خطأ، أخطأ فيه عبيد، قال: عن منصور، وإنما. هو عن حماد - يعنى ابن أبى سليمان - وكانوا أربعة إخوة: يحيى - يعنى القطان - وعبيد، ومحمد، وعنبسة، وعنبسة أصغرهم؛ والصحيح: ما حدّثنا به قبيصة عن الثورى عن حماد عن إبراهيم قال: أهدى لعائشة ضباب. . .).
يعنى مرسلًا، وهو كما قال، وهكذا رواه أصحاب الثورى عنه على هذا الوجه المرسل: منهم:=
عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: أهْدِىَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضبٌ فلم يأكل منه، فقلت: يا رسول الله، ألا أطعمه السُّؤَّال؟ قال:"لا أُطْعِمُ السُّؤَّالَ إِلا مَا آكُلُ مِنْهُ".
= 1 - ابن مهدى عند الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 441].
2 -
وكيع بن الجراح عند الطبرى أيضًا [رقم 443].
3 -
وأبو أحمد الزبيرى عند البيهقى في "سننه"[19211].
4 -
ويحيى القطان: عند مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 111]- وعنده فيه غلط ووهم - وغيرهم كلهم رووه عن الثورى فقالوا: عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم عن عائشة به نحوه، وليس قولهم فيه:(عن إبراهيم عن عائشة) مخالفًا لرواية قبيصة الماضية: (عن إبراهيم قال: أهدى لعائشة ضباب. . .)؛ لأن إبراهيم لم يسمع من عائشة كما جزم به أبو حاتم الرازى وغيره، فتستوى بهذا رواية الجماعة مع رواية قبيصة في عموم الإرسال، وقد توبع الثورى على هذا الوجه:
1 -
تابعه مسعر بن كدام مقرونًا معه في سنده عند الطبرى في "تهذيبه"[5/ رقم 443]، بإسناد صالح إليه؛ وهو عند الخطيب في "تاريخه"[12/ 318]، من طريق آخر ضعيف إليه به بلفظ:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأكل الضب).
2 -
وكذا تابعه شعبة على نحوه. . . عند الطبرى في "تهذيبه"[رقم 442]، وأحمد في "العلل"[3/ 43/ رواية عبد الله]، وقال عقبه عند أحمد:"ليس يذكر هذا عن إبراهيم أحد غير حماد" يعنى ابن أبى سليمان.
3 -
وأبو حنيفة: كما ذكره الجصاص في "أحكام القرآن"[4/ 189]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 67]، كلهم رووه عن حماد عن إبراهيم عن عائشة به. . .
وجاء حماد بن سلمة وخالف الكل، ورواه عن حماد فجوده وسلك فيه الجادة، فقال: عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: (أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب فلم يأكله ولم ينه عنه)، قلتُ: يا رسول الله: أفلا نطعمه المساكين؟! قال: لا تطعموهم مما لا تأكلون).
هكذا أخرجه أحمد [6/ 105]- واللفظ له - و [6/ 123، 143]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5116]، والبيهقى في "سننه"[19210]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 201]، وابن راهويه [1758]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 439، 440]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به. . . =
4462 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا عبيد بن سعيدٍ، حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت.
= قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حماد بن [أبى] سليمان إلا حماد بن سلمة وسفيان الثورى".
قلتُ: بل خالفه الثورى ولم يوافقه كما مضى، فإن صح كلام الطبراني، فلعله اختلف في سنده على الثورى على وجه آخر غير محفوظ مثل الذي عند المؤلف هنا، والثابت عن الثورى هو ما رواه عنه الجماعة كما مضى، وحماد بن سلمة وإن كان شيخ الإسلام؛ إلا أن حفظه قد تغير بآخرة، وليس هو في قوة الثورى ولا شعبة ولا مسعر، ويَرْجُح على مثل أبى حنيفة وأضرابه، فقول هؤلاء عن حماد هو الصواب. وقد عرفت أنه منقطع؛ لكون إبراهيم لم يسمع من عائشة كما جزم به أبو حاتم الرازى وغيره.
فعلة الحديث هي الانقطاع، وأرجو أن يكون الهيثمى قد فطن لهذا، كما يفهم من قوله في "المجمع" [3/ 290]:"رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله موثقون" وقال في موضع آخر [4/ 51]: "رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح" وفى الباب أحاديث عن جماعة من الصحابة دون هذا السياق جميعًا، وقد تكلمنا عليها في كتابنا:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" والله المستعان.
4462 -
صحيح: أخرجه البخارى [5273]، ومسلم [1995]، والنسائى [5626]، وأحمد [6/ 115، 133، 172، 203، 278]، والطيالسى [1376]، وابن أبى شيبة [23790]، و [23806]، وابن راهويه [1543]، وابن الجعد [878]، وأبو عوانة [رقم 6479، 6480، 6481، 6482، 6483، 6484، 6485]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 31]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 184]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 15]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 305]، و [3/ 94]، والدارقطنى في "المؤتلف والمختلف"[3/ 26 - 27]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به. . وزاد أبو نعيم:(والحنتم) وهى رواية لأحمد والمؤلف [برقم 4557]، وابن أبى شيبة؛ وهو عند البخارى وابن راهويه ورواية لأحمد ومسلم في سياق أتم، وفيه قول عائشة:(نهانا أهل البيت أن ننتبذ في الدباء والمزفت).
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة - رضى الله عنها - به. . .
4463 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن الحكم، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاءها سائل، فأمرت له عائشة بشئٍ، فلما جاء الخادم دعتها فنظرت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَوَ مَا يَخْرُجُ شَىْءٌ إِلا بِعِلمِكِ؟ " قالت: إنى لأعلم، قال:"لا تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَلَيْكِ".
4463 - قوى: أخرجه أحمد [6/ 70]، وابن حبان [3365]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3437]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[6/ 70]، وغيرهم من طريقين عن ابن إدريس عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن عروة بن الزبير عن عائشة بن نحوه. . .
قلتُ: هذا إسناد صحيح لولا عنعنة الأعمش، رجاله كلهم رجال الشيخين، لكن توبع عليه الحكم عن عروة: تابعه عبد الرحمن بن أبى الزناد على المرفوع منه فقط: عند أحمد [6/ 108]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 274 - 275]، من طريقين عن عبد الرحمن به. .
قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله؛ وابن أبى الزناد وإن تكلم فيه جماعة إلا أنه كان أثبت الناس في هشام بن عروة كما قاله ابن معين، ونقله عنه ابن شاهين في "الثقات"[ص 147]، وأخرجه عنه الخطيب في "تاريخه"[10/ 228]، بسند صحيح إليه.
وللحديث نحو سياق المؤلف: طريق أخرى عن عائشة به. . . يرويه جماعة عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد المصرى عن سعيد بن أبى هلال - عن أمية بن هند عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن عائشة به. . . .
أخرجه النسائي [2549]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3438]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 9]، من طريق الليث به. . .
قلتُ: وهذا إسناد صالح إن شاء الله؛ رجاله كلهم ثقات مشاهير سوى (أمية بن هند) فهو حجازى صالح الحديث؛ روى عنه سعيد بن أبى هلال، وعبد الله بن عيسى بن أبى ليلى، كما ذكره البخارى وغيره في ترجمته، وروى عنه أيضًا: عمرو بن الحارث المصرى كما ذكره أبو نعيم في "المعرفة"[عقب رقم 4650]، وذكره ابن حبان في "الثقات" وصحح له الحاكم في "المستدرك" لكنه كان مقلًا من الرواية؛ فلذلك لم يعرفه لين معين، وهو من رجال "التهذيب"، وقول الحافظ عنه بـ "التقريب":"مقبول"، فهو حسبما ظهر له، والرجل عندى صدوق لا أعلم له حديثًا منكرًا. =
4464 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن حجاجٍ، عن عطاءٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة وذبح وحلق فقد حل له كل شئٍ إلا النساء.
4465 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو معاوية، عن حجاجٍ، عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى الجهم، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي، بمثله.
= وللحديث طرق أخرى عن عائشة. . . ولكن نحو المرفوع منه فقط، وفى بعضها زيادة، وقد استوفينا الكلام عليها في مكان آخر. والله المستعان. .
4464 -
منكر بهذا التمام: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 63]، وعنه المؤلف به. . .
قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 261]: "رواه أبو يعلى وفيه الحجاج بن أرطأة وفيه كلام، وهو مرسل".
قلتُ: الحجاج ضعيف الحفظ، مضطرب الحديث، وقد اضطرب في سند هذا الحديث ومتنه على ألوان، قد أشبعنا الكلام عليها في "غرس الأشجار". ومنها هذا الحديث الآتى بعد هذا. وقد رأيت ابن أبى شيبة قد أخرج هذا الحديث المرسل أيضا في مصنفه [13805]، من الطريق الماضى. . . إلا أنه قال:(عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:. . .) وذكره، ومثله عند ابن راهويه [996]، هكذا بدل:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان. . .).
وهو مرسل على كل حال، وعطاء هو ابن أبى رباح، ومُرْسَلُه هذا منكر بهذا التمام، والثابت في هذا الباب: إنما هو بدون ذِكْر (الحلق) و (الذبح) فيه، فانظر الآتى. . .
4465 -
منكر بهذا التمام: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[2/ 276]، وابن راهويه [997]، من طريق أبى معاوية الضرير عن الحجاج بن أرطأة عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى الجهم عن عمرة عن عائشة به مرفوعًا:(إذا رمى وحلق وذبح فقد حل له كل شئ إلا النساء). .
قلتُ: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الحجاج، وقد اضطرب في تسمية شيخه على ألوان، كما أشار إليه الحافظ في "الدراية"[2/ 26 - 27]، فتارة يجعله عن (أبى بكر بن عبد الله بن أبى الجهم) كما هنا؛ وتارة يجعله عن (أبى بكر ابن عمرو بن حزم)، كما عند الدارقطنى والبيهقى والطحاوى وابن راهويه وجماعة، وتارة ثالثة: يجعله عن (الزهرى عن عمرة عن عائشة)، كما عند أبى داود [1978]، والطحاوى، والدارقطنى، والطبرى في "تفسيره"[4/ 225 - 226/ طبعة الرسالة]، وغيرهم. =
4466 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا حمادٌ، عن حمادٍ، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، قال: سألت عائشة عن الأوعية التى نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: القرع والمزفت: وهى جرارٌ خضرٌ مزفتةٌ، يجاء بها من مصر.
4467 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن الأعمش، عن أبى الضحى،
= وكما اضطرب في سنده، اضطراب على متنه أيضًا، وهذا كله من تخليطه كما جزم به البيهقى في "سننه"[5/ 136]، وبه أعله جماعة، ونازع في هذا الإمام أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبرى"[4/ 226/ طبعة الرسالة]، ولم يفعل شيئًا - يرحمه الله - وهو كان حسن القول في ابن أرطأة، وماذا يجديه حسن ذلك القول، وهو الضعيف أبدًا لسوء حفظه مع اضطراب عجيب في الأسانيد والمتون، وكان يدلس أيضًا؟! ومن حاول تمشية حاله يتسع عليه الخرق جدًّا، وقد استوفينا تخريج تلك الطرق الماضية في كتابنا "غرس الأشجار" والمحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله: هو أن الحاج يحل له برمى جمرة العقبة: كل محظور من محظورات الإحرام إلا وطء النساء فقط، وهذا ما دل عليه لفظ حديث الحجاج عن الزهرى عن عمرة عن عائشة به. . . عند أبى داود [1978]، وثبت معناه في رواية ابن عيينة عن الزهرى عن عروة عن عائشة به عند مسلم [1189]، وجماعة كثيرة.
وبمعناه أيضًا رواه القاسم عن عائشة عن الشيخين، وفى الباب عن جماعة من الصحابة قد خرجنا أحاديثهم في كتابنا "غرس الأشجار" ومبهم ابن عباس، وقد مضى حديثه [برقم 269]، والحاصل: أن الحديث صحيح دون ذكر الذبح والحلق فيه.
4466 -
صحيح: مضى الكلام عليه آنفًا [برقم 4462]، ولكن دون تلك الزيادة في آخره:(وهى جرار خضر. . . إلخ) وهو بها عند ابن أبى شيبة [23790]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 224].
4467 -
صحيح: أخرجه البخارى [447، 2113، 4266، 4267، 4269]، ومسلم [1589]، وأبو داود [3490]، وابن ماجه [3382]، والنسائى في "الكبرى"[11055]، وأحمد [6/ 46، 100، 190]، والدارمى [2569]، وابن حبان [4943]، والطيالسى [1402]، والبيهقى في "سننه"[10823] والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 99]، وابن راهويه [1445]، وابن الجارود [576]، وأبو عوانة [رقم 4343، 4344، 4345، 4346]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: =
عن مسروقٍ، أن عائشة، قالت: لما نزلت سورة البقرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر والربا.
4468 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن داود بن أبى هند، عن عزرة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن سعد بن هشامٍ، عن عائشة، أنها قالت: كان على بابى سترٌ فيه تماثيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَلْقُوا هَذَا فَإِنَّهُ يُذَكِّرُنِى الدُّنْيَا"، قالت: وكان لنا قطيفةٌ فيها حريرٌ.
= (لما نزلت الآيات من سورة البقرة في الربا، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقرأهن على الناس، ثم حرم تجارة الخمر) لفظ البخارى في الموضع الأول؛ ونحوه عند الجميع؛ وليست كلمة: (الربا) عند أبى داود ومن طريقه البيهقى، ولا الطيالسى والطحاوى وابن راهويه، وهى رواية للبخارى وأحمد.
قلتُ: وقد توبع عليه الأعمش: تابعه منصور بن المعتمر على نحو السياق الماضى عند البخارى [1978، 4268، 4269]، ومسلم [1580]، والئسائى [4665]، وأحمد [6/ 127، 186، 190، 278]، والدارمى [2570]، وعبد الرزاق [10045، 14674، 14852]، وابن أبى شيبة [21617]، وابن راهويه [1444]، والطحاوى [4/ 99]، وأبى عوانة [رقم 4343، 4345]، وجماعة.
4468 -
صحيح: أخرجه مسلم [2107]، والترمذى [2438]، والنسائى [5353]، وأحمد [2/ 49، 241]، وابن حبان [672]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6100]، والحسين بن حرب في "زوائده على زهد ابن المبارك"[400، 401]، وهناد في "الزهد"[رقم 745]، وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب الصوفية"[10]، وغيرهم من طرق عن داود بن أبى هند عن عزرة بن عبد الرحمن عن حميد بن عبد الرحمن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت:(كان لنا ستر فيه تمثال طائر، وكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: حوّلى هذا فإنى كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا، قالت: وكانت لنا قطيفة كنا نقول: علمها حرير؛ فكنا نلبسها، فلم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعه) هذا لفظ مسلم؛ ونحوه عند الجميع، وليس ذِكْر عدم القطع عن الترمذى وأحمد وهناد والبيهقى، وقول عائشة كله في آخره ليس عند أبى نعيم وحده.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن راهويه [1321]، نحو سياق مسلم، وقد تصحف (عزرة) في سند البيهقى إلى (عروة). =
4469 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن الفاسم بن حمد، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ".
4470 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبادٍ، عن عائشة، أن النجاشى أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديةً فيها خاتمٌ من ذهب، فيه فصٌ حبشىٌ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودٍ فدفعه إلى أمامة كالمعرض عنها، فقال:"تَحَلِّىْ بِهَذَا".
= وقد قال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقد رأيت ابن المبارك قد رواه في "زهده"[رقم 399]، عن الثورى عن داود بن أبى هند عن عزرة به معضلًا، ليس فيه (حميد) ولا (سعد بن هشام) ولا (عائشة) وأخشى أن يكون هؤلاء قد سقطوا من السند، فإن لم يكن، فالمحفوظ هو الأول؛ والقول قول من جوده وأقام إسناده، وهم جماعة أثبات كبار؛ منهم ابن علية وإسحاق الأزرق ويزيد بن زريع، وعبد الأعلى النرسى - وشك فيه عند ابن راهويه - وأبو معاوية الضرير وحماد بن سلمة وابن أبى عدى وغيرهم. كلهم رووه عن داود بن أبى هند بإسناده به موصولًا. وهذا أصح.
4469 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4409].
4470 -
حسن: أخرجه أبو داود [4235]، وابن ماجه [3644]، وأحمد [6/ 119]، وابن أبى شيبة [25140]، والبيهقى في "سننه"[7350]، وابن راهويه [913]، وابن سعد [8/ 40، 233]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[عقب رقم 5779]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة به نحوه. . .
قلتُ: وهذا إسناد حسن؛ وقد صرح ابن إسحاق بالسماع عند أبى داود ومن طريقه البيهقى؛ فزال ما يُخْشَى من تدليسه،.
• تنبيه: قد سقط في الإسناد قوله: (عن أبيه) بين يحيى بن عباد وعائشة، وهو مثبت في الطبعة العلمية [4/ 86] بين معقوفتين. ونبه المعلق عليه بالهامش:(إلا أن تلك الجملة: (عن أبيه) قد سقطت من الأصول)، ولم يفطن حسين الأسد في طبعته [7/ 445]، إلى هذا، فأعل الإسناد بالانقطاع. =
4471 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أم محمدٍ، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديتْ إليه هديةٌ فيها قلادة جزعٍ، فقال:"لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِ الْبَيْتِ إِلَيَّ"، فقالت النساء: ذهبت بها بنت أبى قحافة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها.
4472 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبى عثمان النهدى،
4471 - ضعيف بهذا السياق: أخرجه أحمد [6/ 261]، و [6/ 101]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 577]، وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن أم محمد عن عائشة به نحوه. . .
قلتُ: هكذا رواه حماد بن سلمة، وخالفه حماد بن زيد، فرواه عن عليّ بن زيد به نحوه مرسلًا، لم يذكر فيه (أم محمد) ولا:(عائشة) هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[8/ 40، 233]، بإسناد صحيح إليه.
وحماد بن زيد وإن كان أثبت من حماد بن سلمة مطلقًا إلا أن ابن سلمة أثبت في عليّ بن زيد، بل كان أعلم الناس بحديثه كما قاله أبو حاتم المرازى في ترجمته أمن "الجرح والتعديل"[3/ 141]، وقد يكون عليّ بن زيد قد اضطرب في إسناده على عادته، فقد كان ضعيف الحفظ مختلطًا، وله مناكير لا تطاق، وقد تركه جماعة أيضًا، وهو آفة هذا الإسناد.
و (أم محمد) في الطريق الأول: امرأة مجهولة الصفة، وهى امرأة والد عليّ بن زيد، وليست بأمه، ولها ترجمة في "التهذيب وذيوله"، والحديث محفوظ عن عائشة بالسياق السابق في الحديث قبله. واللَّه المستعان.
وقد رأيت الهيثمى قد حسن سنده في "المجمع"[9/ 254]، وهذا بناء على كونه كان حسن الرأى في ابن جدعان، وقد خالفه صاحبه "الشهاب" البوصيرى في "الإتحاف"[7/ 94]، فقال:"رواه أبو يعلى الموصلى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف؛ لضعف عليّ بن زيد بن جدعان" وهو كما قال.
4472 -
ضعيف: أخرجه ابن ماجه [3820]، وأحمد [6/ 129، 145، 188، 239]، والطيالسى [1533]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6992]، وابن راهويه [1336]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1401]، وابن عمشليق في "جزئه"[رقم 7]، =
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول:"اللَّهُمُ اجْعَلْنِى مِنَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا".
= والخطيب في "تاريخه"[9/ 233]، وابن عساكر في "تاريخه"[62/ 3 - 4]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن أبى عثمان النهدى عن عائشة به. . .
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 247]: "هذا إسناد فيه على بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف،. . .".
قلتُ: وبه أعله المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 415/ طبعة مكتبة الشافعي]، لكنه تردد في فيضه [2/ 106]، وقال هناك:"فيه عليّ بن زيد بن جدعان مختلف فيه" فكأنه تبع العراقى في ذلك؛ فقد قال مثل تلك المقالة في المغنى [1/ 266]، وليس الاختلاف في شأن ابن جدعان بقاض على سوء حفظه واضطرابه ونكارة حديثه وغير ذلك مما تركه بعض النقاد لأجله، وكان قد اختلط أيضًا، ومن أحسن القول فيه فلم يخبر حاله أو مراده: أنه صدوق اللهجة، وفد وقفت له على مناكير لا تطاق، انظر بعضها في ترجمته من كامل ابن عدى [5/ 197، 198، 199، 200]، وهو آفة هذا الحديث.
فإن قيل: قد توبع عليه ابن جدعان؛ تابعه ثابت البنانى عن أبى عثمان النهدى عن عائشة به. . . مثله، أخرجه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6996]، قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة من أصل كتابه، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج، أخبرنا الحسن [بالأصل:(الحسين) وهو تصحيف، بن المثنى البصرى، أخبرنا عفان أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت به.
قلتُ: لا أدرى أيش هذا الخطأ الفاحش! فإن رجاله دون حماد كلهم أهل صدق معروفون، فأخشى أن يكون (ثابت) وقع سهوًا من تصرف الناسخ، وإلا فهو وهمٌ ممن دون عفان بن مسلم، وأراه من الحسن بن المثنى، وهو ابن معاذ بن معاذ العنبرى البصرى المترجم في "الجرح والتعديل"[3/ 39]، وفيه قول ابن أبى حاتم:"كتب إليَّ ببعض حديثه" وترجمه الذهبى في "سير النبلاء"[13/ 526]، وقال:"من نبلاء الثقات" ولعله كما قال، لكنه ليس بحيث يقبل منه مخالفة الإمام أحمد، فقد رواه في "مسنده"[6/ 129]، قال: ثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: ثنا عليّ بن زيد عن أبى عثمان النهدى عن عائشة به. . .
وهذا هو المحفوظ عن عفان؛ وتابعه عليه يزيد بن هارون وسليمان بن حرب وابن مهدى وأبو سلمة التبوذكى وأبو داود الطيالسى وعبد الصمد بن عبد الوارث وروح بن عبادة وغيرهم، كلهم عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان بإسناده به. . . واللَّه المستعان.
4473 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن جبر بن حبيب، وسعيد الجريرى، عن أم كلثوم بنت أبى بكرٍ، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول:"اللَّهُمَّ أَسْألُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عاجِلِهِ وآجلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ منْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ مَا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُل قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي بِخَيْرٍ".
4473 - صحيح؛ أخرجه ابن ماجه [3846]، وأحمد [6/ 133، 146]، والطيالسى [1569]، وابن أبى شيبة [29345]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1347]، والحاكم [1/ 702]، وابن عساكر في "تاريخه"[54/ 112 - 113]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 122]، و [15/ 123]، وغيرهم من طريقين عن جبر بن حبيب [وقُرِنَ معه سعيد الجريرى عند المؤلف والطبرانى]، عن أم كلثوم بنت أبى بكر عن عائشة به. . . نحوه. . .
وزاد الحاكم وابن راهويه وابن عساكر والطحاوى وأحمد في رواية لهما في أوله: (عن عائشة: أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يكلمه وعائشة تصلى؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالكوامل، أو كلمة نحوها؛ فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك. فقال لها قولى: (اللَّهم إنى أسألك من الخير كله. . . إلخ) لفظ أحمد؛ وعندهم في آخره: (وأسألك ما قضيت لى من أمر أن تجعل عاقبته رشدًا).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح ثابت؛ أما قول البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 250]: "هذا إسناد فيه مقال، أم كلثوم هذه لم أر من تكلم فيها، وعدَّها جماعة في الصحابة، وفيه نظر؛ لأنها ولدت بعيد موت إْبى بكر؛ وباقى رجال الإسناد ثقات. . .".
كذا قال، وأصاب في توقفه في صحبة أم كلثوم بنت أبى بكر، غير أنه لم يصب في توقفه بشأن حالها؛ لأنها امرأة جليلة معروفة، وهى زوج طلحة بن عبيد الله - أحد المبشَّرين - وأم أولاده:(عائشة وزكريا ويوسف بنى طلحة).
كما ذكره ابن سعد في "الطبقات"[8/ 462]، وروى عنها جماعة من "الثقات" الكبار؛ على رأسهم الصحابى الجليل:(جابر بن عبد الله الأنصارى) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وليس هذا فحسب، بل واحتج مسلم بها في "صحيحه" أيضا، أفمثل تلك المرأة الفاضلة يتوقف البوصيرى في تصحيح حديثها؟! بل ويعله بها! ولو أنه نظر في ترجمتها من كتاب صاحبه ابن حجر المسمى بـ "تقريب التهذيب" لوجده قد قال عنها:"ثقة".
والراوى عنها (جبر بن حبيب) ثقة أيضًا. وهو من رجال "التهذيب" وقد رواه عنه شعبة وحماد بن سلمة:
1 -
أما شعبة: فقد رواه عنه النضر بن شميل فقال: (أخبرنا شعبة أخبرنا جبر بن حبيب قال: سمعت أم كلثوم بنت عليّ، تحدث عن عائشة. . .)، فجعل شيخ جبر فيه:(أم كلثوم بنت عليّ بن أبى طالب) بدل: (أم كلثوم بنت أبى بكر).
هكذا أخرجه ابن راهويه [1165]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 122]، وهذا غلط، ققد رواه أبو داود الطيالسى وبقية بن الوليد وغندر وآدم بن أبى إياس وغيرهم كلهم عن شعبة به على الوجه الأول:(عن أم كلثوم بنت أبى بكر) وهذا هو المحفوظ عن شعبة، اللَّهم إلا أن بقية بن الوليد قد قال في روايته عن شعبة - وهى عند الطحاوى -:(عن فاطمة ابنة أبى بكر) هكذا سماها (فاطمة) وأراه هو اسم (أم كلثوم بنت أبى بكر) وإن لم أجد من سماها بدون كنيتها، فهى هي. .
2 -
وأما حماد بن سلمة: فرواه عنه بعضهم بإسناده به. . . إلا أنه قرن (سعيدًا الجريرى) في سنده مع (جبر ابن حبيب) كما عند المؤلف والطبرانى.
وسعيد الجريرى ثقة مشهور، لكنه كان قد اختلط قبل موته بثلاث سنين، غير أن سماع حماد بن سلمة منه كان قديمًا قبل اختلاطه، كما نص عليه العجلى في ترجمة الجريرى من "كتابه"[1/ 394]، وقد رواه بعضهم عن حماد عن الجريرى وحده عن أم كلثوم عن عائشة به. . .
كما عند ابن حبان [869]، ورواه آخرون عنه فقالوا: عن حماد عن جبر بن حبيب وحده عن أم كلثوم عن عائشة به. . . كما عند (بن ماجه وأحمد في الموضع الأوله وابن أبى شيبة وغيرهم.
وقد رأيت مهدى بن ميمون قد روى هذا الحديث عن سعيد الجريرى فقال: عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم عن عائشة به نحوه. . . إلا أنه قال في أوله: (عن عائشة قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلى، وله حاجة فأبطأت عليه، قال: يا عائشة: عليك بجمل الدعاء وجوامعه، فلما انصرفت، قلتُ: يا رسول الله، وما جمل الدعاء وجوامعه؟! قال: قولى: اللَّهم إنى أسألك من الخير. . . إلخ). =
4474 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ المسِيحِ الدَّجَّالِ، وَمِنَ
= هكذا أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 639]، ومهدى ثقة مشهور، لكن لا يعرف سماعه من الجريرى قبل الاختلاط أم بعده وقد خالفه حماد بن سلمة كما مضى، فرواه تارة عن سعيد الجريرى عن أم كلثوم. . .، ولم يذكر بينهما واسطة، وتارة رواه عن الجريرى وقرن معه جبر بن حبيب كلاهما عن أم كلثوم به. . .
فأخشى أن يكون مهدى بن ميمون قد رواه عن سعيد الجريرى وجبر بن حبيب كلاهما عن أم كلثوم به. . . مثل حماد في روايته عند المؤلف والطبرانى؛ فتحرفت (واو العطف) بين سعيد وجبر عند البخارى إلى (عن)، هذا محتمل، فإن لم يكن؛ فجائز أن يكون الجريرى قد سمع الحديث أولًا من جبر بن حبيب عن أم كلثوم. . . ثم قابل أم كلثوم فسمعه منها بلا واسطة؛ فيكون من المزيد، وهذا أيضًا في دائرة الاحتمال؛ وإنما الذي لا يُحْتَمل أصلًا، أن يأتى عمرو بن عيسى أبو نعامة البصرى ويخالف الجميع في سنده عن جبر، فيرويه عن جبر بن حبيب فيقول: عن القاسم عن عائشة به نحوه. . . . فيسقط منه (أم كلثوم بنت أبى بكر)، ويجعل مكانها:(القاسم بن محمد) ابن أخيها.
هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[15/ 124]، بإسناد صحيح إليه، وهذا خطأ من أبى نعامة لا يتابع عليه، وهو وإن وثقه جماعة، إلا أن أحمد قد قال عنه:(اختلط قبل موته) وقال ابن سعد: (كان ضعيفًا) فلعل هذا من ذاك، وقد خالفه شعبة - وحسبك به - وحماد بن سلمة وغيرهما، كلهم رووه عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبى بكر - خالة القاسم - عن عائشة وهو المحفوظ بلا تردد، والحديث صحح سنده الحاكم، وأقره النووى في "الأذكار"[رقم 1033]، والعراقى في "المغنى"[1/ 269]، وحسنه السيوطى في "الجامع الصغير"[رقم 5506]، وتابعه المناوى في كتابه "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 271/ طبعة مكتبة الشافعي]، ولبعض فقراته شواهد أيضًا. واللَّه المستعان.
4474 -
صحيح: أخرجه البخارى [6007]، و [6014، 6016]، ومسلم [589]، والترمذى [3495]، والنسائى [61، 333، 5466، 5477]، وابن ماجه [3838]، وأحمد =
الْكَسَلِ، وَالْهِرَمِ، وَالْمأْثَمِ، وَالْمغْرَمِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِى مِنَ الْخطَايَا بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِى وَبَيْنَ خَطَايَاىَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المشْرِقِ وَالْمغْرِبِ".
4475 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حماد، عن داود بن أبى هند، عن الشعبى، عن مسروق، أن عائشة قالت للسائب ثلاث خصال لتدعهن أو لأناجزنك! قال: وما هي؟ قالت: إياك والسجع! لا تسجع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يسجعون، وإذا أتيت قومًا
= [6/ 57، 207]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9293]، وابن أبى شيبة [29205]، والبيهقى في "سننه"[12932]، وفى "إثبات عاب القبر"[رقم 180]، وابن راهويه [789]، وعبد الرزاق [19631]، وعنه عبد بن حميد في "المنتخب"[1492]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 64]، وابن عساكر في "تاريخه"[34/ 105]، و [48/ 92]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 253]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 314]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 471]، والسراج في "مسنده"[1/ 301، 302]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 589]، والكلاباذى في "مفتاح المعانى"[رقم 184]، والشجرى في "الأمالى"[ص 205]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . . وهو عند ابن أبى شيبة وغيره ورواية للنسائى ببعض فقراته فقط، وزاد البخارى ومسلم والجميع:(ونق قلبى من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس) وهو رواية لابن عساكر.
قال الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح).
قلتُ: وهو كما قال.
4475 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم 54]، من طريق عبيد الله بن عائشة عن حماد بن سلمة عن داود بن أبى هند عن عامر الشعبى عن مسروق عن عائشة به. . .
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، إلا أنه معلول، فقد اختلف في سنده على ابن أبى هند على ألوان؛ فرواه عنه حماد بن سلمة على الوجه الماضى، وخالفه أبو معاوية الضرير، فرواه عن داود فقال: عن الشعبى عن ابن أبى السائب قاضى المدينة به نحوه دون قوله: (ولا تمل الناس من كتاب الله) فأسقط منه (مسروقًا) وأبدله بـ (ابن أبى السائب) هكذا أخرجه ابن حبان [978]، وابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2050]. =
يتحدثون فلا تقطعن حديثهم، ولا تملَّ الناس من كتاب الله، ولا تحدِّث في الجمعة إلا مرة فإن أبيت فمرتين.
= واختلف على أبى معاوية في اسم شيخ الشعبى، فرواه عنه عثمان بن أبى شيبة وعليّ بن ميمون الرقى وأحمد بن سنان على الوجه الماضى، وخالفه الحسن بن محمد بن الصباح، فرواه عنه فقال: عن داود عن الشعبى عن أبى السائب قاضى المدينة عن عائشة به. . .، فسماه (أبا السائب) بدل:(ابن أبى السائب) هكذا ذكره أبو حاتم كما في "العلل"[رقم 2234].
وتوبع أبو معاوية على هذا اللون الثاني، تابعه محمد بن فضيل عن داود عن الشعبى عن أبى السائب عن عائشة نحوه به. . . دون قوله:(ولا تمل الناس من كتاب الله) هكذا أخرجه ابن فضيل في "الدعاء"[رقم 41].
وخالفهم الثقات الأثبات من أصحاب داود بن أبى هند، فرووه عنه عن الشعبى قال:(قالت عائشة لابن أبى السائب. . .) وبعضهم قال: (عن الشعبى: أن عائشة قالت لابن أبى السائب. . .) وساقوا الحديث به نحوه. . . بعضهم مختصرًا، وبعضهم بسياق أتم، ولم يذكروا فيه واسطة بين الشعبى وعائشة، ومن هؤلاء:
1 -
ابن علية عند أحمد [6/ 217]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[1/ 13].
2 -
ووهيب بن خالد: عند ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2050].
3 -
وابن عيينة عند ابن أبى شيبة [29164].
4 -
وعبد الأعلى النرسى عند ابن راهويه [رقم 1634].
وهذا هو المحفوظ عن داود بن أبى هند، وبه جزم أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 2050، 2234]، وقال في الموضع الثاني:"إنما هو عن الشعبى عن عائشة مرسلًا" وقال الدارقطنى في "علله"[13/ 450 - 451]، بعد أن ساق طرفًا من الاختلاف الماضى في سنده:"والصحيح عن الشعبى عن عائشة".
وهو كما قالا، والشعبى عن عائشة مرسل، كما جزم به ابن معين وأبو حاتم الرازى كما في "المراسيل" لابن أبى حاتم [ص 159 - 160]، وكذا قاله الحاكم في "معرفة علوم الحديث"[ص 111]، وهذا هو علة الإسناد التى لم يفطن لها العراقى في "المغنى"[1/ 25]، فعزا الحديث إلى أحمد والمؤلف وزاد:"وابن السنى، وأبى نعيم في "الرياضة" من حديث عائشة بإسناد صحيح" وما أدرى كيف وقع له ذلك؟! فإن سند أحمد يُعِلُّ إسناد المؤلف هنا، كفانا الله شر الغفلة!
4476 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن محمد بن عمرٍو، جمن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطبٍ، أن عائشة، قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخزيرةٍ قد طبختها له، فقلت لسودة والنبى صلى الله عليه وسلم بينى وبينها: كلى، فأبت، فقلت: لتأكلن، أو لألطخن وجهك، فأبت، فوضعت يدى في الخزيرة، فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع بيده لها، وقال لها:"الْطَخِى وَجْهَهَا"، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لها، فمر عمر، فقال: يا عبد الله يا عبد الله فظن أنه سيدخل، فقال:"قُومَا فَاغْسِلا وجُوهَكمَا"، فقالت عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4476 - ضعيف: أخرجه أبو بكر القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة"[1 / رقم 504]، وابن أبى الدنيا فيى "مداراة الناس"[رقم 159]، وفى العيال [رقم 567]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 43]، و [44/ 90]، وفى "المعجم"[رقم 65]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 112]، وهشام بن عمار في "حديثه"[رقم 122]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عائشة قالت. . . وهو عند بعضهم بنحوه. . . وزاد هشام بن عمار والقطيعى في آخره بعد قوله:(قوما فاغسلا وجوهكما) قال: (فإن عمر داخل؛ قالت: فقمنا فغسلنا عن وجوهنا، فجاء عمر، فوقف على الباب، فقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته: أدخل؟! فقيل: ادخل. . .) لفظ هشام بن عمار، ولفظ ابن أبى الدنيا في آخره عقب إباء سودة - رضى الله عنها - أن تأكل من الطعام، قالت عائشة:(فتناولت منها شيئًا فمسحت بوجهها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، وهو بينى وبينها، فتناولت منها شيئًا لتمسح به وجهى؛ فجعل رسول الله يخفض عنها ركبته وهو يضحك؛ لتستقيد منى؛ فأخذت شيئًا فمسحت به وجهى، ورسول الله يضحك).
قلتُ: هكذا رواه ابن علية وحماد بن سلمة وأبو أسامة حماد بن أسامة وسعيد بن يحيى بن صالح اللخمى، أربعتهم عن محمد بن عمرو به على الوجه الماضى؛ وخالفهم جميعًا: خالد بن الحارث بن عبيد البصرى، فرواه عن محمد بن عمرو فقال: عن أبى سلمة قال: قالت عائشة. . . وساقه نحو سياق المؤلف به. . . دون قوله عائشة في آخره، وزاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم:(فلا أحسب عمر إلا داخلًا) فجعل شيخ محمد بن عمرو فيه: (أبا سلمة) بدل من (يحيى بن عبد الرحمن). =
4477 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، أن سعد بن معاذٍ رمى في أكحله، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم خباءً في المسجد ليعوده من قريبٍ، فقال سعدٌ: اللَّهم إنك تعلم أن أحب الناس إليّ قتالًا قومٌ كذبوا نبيك، وأخرجوه، وفعلوا
= هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[4476]، أخبرنا محمد بن معمر قال: ثنا خالد بن الحارث به. . .
قلتُ: خالد هذا ثقة إمام ليس فيه مغمز، لكن قول الجماعة أولى إن شاء الله، وأراه سلك الطريق فيه. وقد يكون الوهم ممن دونه، ولا وجه لحمل الحديث على الوجهين؛ لكون محمد بن عمرو بن علقمة لا يحتمل حفظه تعدد الأسانيد للحديث الواحد، فلا بد من الترجيح، أو حمل التبعة على محمد بن عمرو في سنده، كأن يكون قد اضطرب فيه، والترجيح عندى أصح؛ لاتفاق جماعة من الثقات على روايته عن محمد على الوجه الأول به. . .
ولننظر فيه؛ قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 578]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح" خلا حمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه حسن".
قلتُ: والقول ما قال أبو الحسن، فإن في محمد بن عمرو كلامًا لا ينزل به عن درجة الصدوق إن شاء الله، وقد قال الذهبى في أول ترجمته من "الميزان" [3/ 673]:"شيخ مشهور حسن الحديث"، وقال في "سير النبلاء" [6/ 136]:"حديثه في عداد الحسن".
وشيخه يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ثقة مشهور من رجال الجماعة إلا البخارى، غير أنى مرتاب في سماعه من عائشة، فلم أر أحدًا ممن ترجم له من المتقدمين قد نص على أنه يروى عن عائشة، فضلًا عن سماعه منها، وقد ماتت عائشة ولما يبلغ يحيى بن عبد الرحمن بعد، بل كان فوق العاشرة بقليل، ولا أحفظ عنه تصريحه بالسماع من عائشة في رواية رواها عنها قط، بل رأيته يُدْخِل بينه وبينها:(علقمة بن وقاص الليثى) وأباه: (عبد الرحمن بن حاطب) وغيرهما، وهذا يؤيد إرساله عنها، وهذا عندى: علة هذا الحديث، فإن قوى الظن عند بعضهم بصحة سماعه منها لم أثرب عليه إن شاء الله. وليس يلزم المجتهد: قبولُ اجتهاد غيره أصلًا، فاعلم هذا. واللَّه المستعان.
4477 -
صحيح: أخرجه البخارى [3688، 3896]، ومسلم [1769]، وابن خزيمة [1333]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5325]، وابن أبى داود في مسند عائشة [رقم 65]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 426]، وأبو عوانة [رقم 5377]، والبغوى في "شرح السنة" =
وفعلوا، وإنى أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، اللَّهم إن كنت أبقيت بيننا وبينهم حربًا فأبقنى لهم، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجر هذا الكَلْمَ، واجعل موتى فيه، فبينما هو ذات ليلةٍ إذ انفجر كَلْمُهُ من لبته، وإلى جنبه أهل خباء، فسال الدم حتى دخل الخباء، فنادوهم: يا أهل الخباء، ما هذا الذي يجيئنا من قبَلكُمْ؟ فنظروا فإذا سعد بن معاذٍ قد انفجر كَلْمُهُ من لبته، وإذا لدمه هديرٌ ودوىٌ، قال: فماتَ عنه.
4478 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه:"لِيَؤُمَّ النَّاسَ أَبُو بَكْرٍ"، فقالت عائشة لحفصة: قولى له: إن أبا بكرٍ رجلٌ رقيق القلب، وإنه إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فَمُرْ عمر فليؤم الناس، فقالت حفصة ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"لِيَؤُمَّ النَّاسَ أَبُو بَكْرٍ"، فقالت
= [7/ 31]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1374]، وغيرهم نحو سياق المؤلف به؛. . .، وهو عند أبى داود [3101]، والنسائى [710]، وأحمد [6/ 56]، وابن أبى شيبة [36806]، والبيهقى في "سننه"[6379]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 66]، وغيرهم نحو أوله فقط، دون قول سعد، كلهم رووه من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . .
قلتُ: وجملة: (وإذا لدمه هدير ودوى) ليست عند أحد سوى الطبراني وابن خزيمة فقط، والله المستعان.
4478 -
صحيح: أخرجه مالك [412]، ومن طريقه البخارى [647، 684]، والترمذى [3672]، وأحمد [96/ 696، 202]، وابن حبان [6601]، وابن راهويه [580، 581]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 62]، والدارقطنى في "حديث أبى الطاهر الذهلى"[رقم 134، 136]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 180]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 260]، والبيهقى في "سننه"[3171]، وأبو عوانة [رقم 1302]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 216]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"[رقم 88]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه. . . وزاد البخارى والترمذى ومالك وابن حبان وعبد الله بن أحمد وابن راهويه والبيهقى وابن سعد وأبو عوانة: قول حفصة في آخره لعائشة: (ما كنت لأصيب منك خيرًا). .
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". =
عائشة لحفصة مثل مقالتها الأولى، فقال:"لِيَؤُمَّ النَّاسَ أَبُو بَكْرٍ"، فأعادت عائشة لحفصة مثل مقالتها للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"دَعِينِى، إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، لِيَؤُمَّ النَّاسَ أَبُو بَكْرٍ".
4479 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أيوب، عن ابن أبى مليكة، عن عائشة بمثله، ثم قال ابن أبى مليكة: وأية خلافةٍ أبين من هذا؟!
4480 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العصر والشمس طالعةٌ في حجرتى.
4481 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل من
= قلتُ: وهو كما قال؛ وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . . منها الآتى.
4479 -
صحيح: أخرجه الدارقطنى في "حديث أبى الطاهر الذهلى"[رقم 135]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 260]، من طريق إبراهيم بن الحجاج عن حماد بن سلمة عن أيوب السختيانى عن ابن أبى مليكة عن عائشة به. . . ولم يسوقا لفظه، وإنما أحالا به على السياق قبله.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح سليم، وقد سقط منه (أيوب) عند الدارقطنى.
وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . . قد استوفيناها في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4480 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4420].
4481 -
صحيح: أخرجه النسائي [243، 244، 245، 246]، وأحمد [6/ 115، 143]، وابنه في "الزوائد"[رقم 33/ جزء الأحاديث الساقطة من المسند]، والفسوى في "الأربعين"[رقم 22]، وابن حبان [1191]، والطيالسى [1474]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[792]، وابن راهويه [1042، 1043]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 645]، والطبرى في "تهذيب الآثار" كما في "فتح البارى" لابن رجب [2/ 2]، وغيرهم من طرق عن عطاء بن السائب عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به نحوه. . . وليس غسل القدمين في آخره عند أحد سوى الطيالسى ومن طريقه البيهقى؛ وابن المنذر والفسوى، وهو رواية لأحمد. . =
الجنابة غسل يديه ثلاثًا، ثم أخذ الماء بيمينه، ثم يفرغه على يساره فيغسل فرجه حتى ينقيه، ثم يغسل يساره غسلًا حسنًا، ثم يمضمض ثلاثًا، ويستنشق ثلاثًا، ويغسل وجهه، ويغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ثم يصب على رأسه الماء ثلاثًا، ثم يغسل جسده، فإذا فرغ من مغتسله غسل قدميه.
4482 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يغتسل من الجنابة توضأ وضوءه للصلاة، ثم يدخل يده في الإناء فيتتبع أصول الشعر بيده الأيمن من شقه، ويأخذ بيساره فيتتبع أصول الشعر من شقه الأيسر، حتى إذا ظن أنه استبرأ البشرة كلها، صب على رأسه، قال هشامٌ: غير أنه يبدأ قبل ذلك بغسل يديه ثلاثًا ثلاثًا، وبغسل فرجه.
4483 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن قتادة، وعاصمٍ الأحول، عن معاذة
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ وعطاء وإن كان اختلط بأخرة اختلاطًا شديدًا، إلا أن شعبة قد رواه عنه عند النسائي وأحمد وغيرهما؛ وهو ممن سمع من عطاء قديمًا بالاتفاق. وكذلك رواه عنه زائدة بن قدامة عند النسائي. وزائدة قد نص الطبراني على أنه سمع من عطاء قبل اختلاطه كما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه"[7/ 206]، وكذلك رواه عنه حماد بن سلمة، لكنه ممن سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فيتوقف فيه.
وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . . دون تأخير غسل القدمين في آخره، إنما وقع التأخير في رواية أبى معاوية الضرير وحده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به عند مسلم وغيره كما مضى تخريجه [برقم 4430]، وهى زيادة ثابتة إن شاء الله كما أوضحناه في "غرس الأشجار".
وسيأتى للحديث طريق آخر [برقم 4855]، ومضى طريق ثالث [برقم 4430]. .
4482 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4430]. .
4483 -
صحيح: أخرجه مسلم [321]، والنسائى [239، 414]، وأحمد [6/ 91، 103، 118، 123، 161، 171، 235، 265]، وابن خزيمة [236]، وابن حبان [1195]، والشافعى [17]، والحميدى [168]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 24، 26]، والبيهقى في "سننه"[852، 853]، وفى "المعرفة"[رقم 404]، وأبو عوانة [رقم 487، 488]، =
العدوية، أن عائشة، قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحدٍ، قال عاصمٌ: قالت عائشة: فيبادرنى مبادرةً.
4484 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن عروة، أن عائشة، قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناءٍ واحدٍ.
4485 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أبى حمزة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى فوجد القر، فقال:"يَا عَائِشَةُ، أَرْخِى عَلَيَّ مِرْطَكِ"، قالت: إنى حائضٌ، قال:"عِلَّةً وَبُخْلًا! إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدَيْكِ".
= والبغوى في "شرح السنة"[1/ 207]، وفى "الأنوار"[رقم 488]، وغيرهم من طرق كثيرة عن عاصم بن سليمان الأحول عن معاذة العدوية عن عائشة به نحوه. . . وزاد الجميع:(حتى أقول: دع لى، دع لى) وعند النسائي: (حتى يقول: دعى لى، وأقول: دع لى) وعند الحميدى: (وربما قال لى: أبق لى أبق لى) وزاد مسلم والبغوى وحدهما: (قالت: وهم جنبان) وهو رواية للبيهقى في "سننه").
قلتُ: وقد توبع عليه عاصم الأحول: تابعه يزيد الرشك وغيره كما فصلنا الكلام عليه في "غرس الأشجار". والله المستعان.
4484 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4429].
4485 -
منكر بهذا السياق: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 239]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 240]، من طريقين عن حماد بن سلمة عن أبى حمزة عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به. . .
قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 181]: "رواه أبو يعلى وإسناده حسن".
قلتُ: من أين جاءه الحسن يا أبا الحسن؟! وأبو حمزة في سنده: هو ميمون الأعور القصاب الذي تركه أحمد وغيره.
وقال البخارى: "ذاهب الحديث" وضعفه سائر النقاد؛ ولو كان مقبولًا ما كان يُحْتَمل له تفرده عن مثل إبراهيم النخعى أصلًا، ولبعض فقرات الحديث طرق أخرى ثابتة عن عائشة به. . . يأتى بعضها [4488]، وهو منكر هنا بهذا السياق جميعًا. والله المستعان.
4486 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن فاطمة بنت أبى حبيشٍ، قالت: يا رسول الله، إنى امرأة أستحاض، فأترك الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّمَا ذَاكَ عِرْقٌ، وَلَيْسَتْ بِحَيْضَةٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الحيْضَة فَاتْركِى الصَّلاةَ، وَإِذَا ذَهَبَ فَوْرهَا فَاغْسِلِى الدَّمَ عَنْكِ وَتَوَضَّئِى وَصَلِّى".
4486 - صحيح: أخرجه مالك [135]، ومن طريقه البخارى [226، 300، 314]، ومسلم [333]، وأبو داود [282]، والترمذى [125]، والنسائى [212، 217، 218، 219، 359، 364، 365، 366، 397]، وابن ماجه [621]، وأحمد [6/ 194]، والدارمى [774، 779]، وابن حبان [1350، 1354]، والشافعى [1469]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 206]، وعبد الرزاق [1165]، وابن أبى شيبة [1344]، وابن راهويه [563]، والحميدى [193]، وابن الجعد [2676]، وابن الجارود [112]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 36]، والبيهقى في "سننه"[564، 1430، 1444، 1445، 1446، 1447، 1448، 1453]، وفى "المعرفة"[رقم 560]، وأبو عوانة [رقم 714، 715]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 252]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 152]، وغيرهم من طرق كثيرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم بنحوه. . وزاد الترمذى والطحاوى في آخره:(وقال: توضئى لكل صلاة حتى يجئ ذلك الوقت) لفظ الترمذى؛ وهو رواية للبخارى والنسائى وابن حبان والدارقطنى والبيهقى والدارمى، وهذه الزيادة عند المؤلف مختصرة بلفظ:(وتوضئى. .) وفى رواية للبخارى وابن حبان والبيهقى والطحاوى: (فاغتسلى وصلى) بدل: (فاغسلى عنك الدم) ولفظ الطحاوى: (فاغتسلى لطهرك) ولفظ ابن حبان في الموضع الثاني: (عن عائشة أن فاطمة بنت أبى حبيش: أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنى أستحاض الشهر والشهرين؟! قال: ليس ذاك بحيض، ولكنه عرق؛ فإذا أقبل الحيض فدعى الصلاة عدد أيامك التى كنت تحيضين فيه، فإذا أدبرت فاغتسلى وتوضئى لكل صلاة).
قال الترمذى: "حديث عائشة "جاءت فاطمة" حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال، لكن اختلف في سنده ومتنه على هشام بن عروة على ألوان، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
4487 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أبى عمران الجونى، عن يزيد بن بابنوس، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينال من رأسى وأنا حائضٌ وبينى وبينه ثوبٌ.
4488 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن الحجاج، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها:"نَاوِلِينِى الْخمْرَةَ"، قالت: إنى حائضٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدَيْكِ".
4487 - حسن بهذا السياق: أخرجه أحمد [6/ 187، 219]، والدارمى [1052]، والطيالسى [1517]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[1393]، والسهمى في "تاريخه"[1/ 237]، وغيرهم من طريقين عن أبى عمران الجونى عن يزيد بن بابنوس عن عائشة به. . . وهو عند أحمد في الموضع الثاني في سياق طويل، وليس عند الطيالسى ومن طريقه البيهقى والسهمى قوله:(وبينى وبينه ثوب).
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ رجاله ثقات سوى ابن بابنوس، وهو شيخ صدوق حسن الحديث كما شرحنا ذلك في تعليقنا على الحديث الماضى [برقم 48].
وأصل الحديث في "الصحيحين"، لكن دون هذا السياق جميعًا، والله المستعان.
4488 -
صحيح: أخرجه مسلم [298]، وأبو داود [261]، والترمذى [134]، وأحمد [6/ 45، 114، 229]، وابن حبان [1357]، والطبر انى في "الأوسط"[2/ رقم 1294]، وابن أبى شيبة [7412] ، والبيهقى في "سننه"[845، 862، 3924]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 469]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 170 - 171]، والدارمى [771، 1071]، وعبد الرزاق [1258]، ومن طريقه ابن الجارود [102]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 249]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 208، 759، 2881]، وجماعة من طرق عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم نحوه. . .
وزاد مسلم وأبو داود والترمذى وابن أبى شيبة. وابن سعد: (من المسجد) بعد قوله: (ناولينى الخمرة) وهو رواية لأحمد والبيهقى وابن حبان؛ وزاد مسلم وأحمد والبيهقى وابن حبان في رواية لهم بآخره: (فناولته).
قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح". =
4489 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاةً أثبتها.
4490 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن عروة، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وأنا معترضةٌ بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة تحت قطيفتى.
= قلتُ: لكن اختلف في سنده كما شرحناه في "غرس الأشجار". . غير أن الوجه الماضى محفوظ ثابت. وله طريق أخرى عن عائشة به. . .
4489 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 61، 241]، من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن عائشة به مثله. . . وفى أوله سياق لصلاته في بالليل.
قلتُ: هذا إسناد حسن صحيح، ومحمد بن عمرو صدوق متماسك، ولم ينفرد به عن أبى سلمة، بك تابعه عليه جماعة قد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" منهم محمد بن أبى حرملة قال: أخبرنى أبو سلمة أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد العصر، فقالت: كان يصليهما قبل العصر، ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما؛ فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلى صلاة أثبتها).
أخرجه مسلم [835]، - واللفظ له - والنسائى [578]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 195]، ومن طريقه ابن خزيمة [1278]، وابن حبان [1577]، والمؤلف [برقم 4816]، والبيهقى في "سننه"[4189]، وأبو عوانة [رقم 886]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 61]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 28]، والسراج في "مسنده"[2/ 23]، وغيرهم. وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . .
4990 -
صحيح: أخرجه البخارى [490، 952]، ومسلم [512]، وأبو داود [711]، و النسائي [759]، وأحمد [6/ 50، 192، 205، 231]، وابن خزيمة [823]، وابن حبان [2341]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7045]، وابن أبى شيبة [8756]، والبيهقى في "سننه"[3332]، وابن الجارود [169]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 462]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 29]، وأبو عوانة [رقم 1122، 1123]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 187]، وابن عساكر في "المعجم"[2/ 107]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2404] ،=
4491 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حماد، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: أجعلتمونا بمنزلة الكلب والحمار؟! لقد رأيتنى تحت كسائى بين يَدَىْ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين القبلة وهو يصلى، فأكره أن أسنح بين يديه حتى أنسلَّ من تحت الكساء انسلالًا.
= وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . . وهو عند بعضهم نحوه. . وزاد الجميع سوى الطبراني وابن حبان وابن أبى داود في آخره: (فإذا أراد أن يوتر أيقظنى فأوترت) ولفظ الطحاوى وابن المنذر: (أيقظنى فأوتر) زاد ابن المنذر: (معه) وسياق ابن أبى داود: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى صلاته من الليل، وأنا معترضة بينه وبين القبلة، وأنا مضطجعة على فراشه الذي يرقد عليه هو وأهله) ومثله عند الطحاوى مع الزيادة الماضية، ونحوه عند ابن حبان أيضًا دون الزيادة، وقريبًا منه رواية لأحمد وأبى عوانة، ومثله عند ابن المنذر مع الزيادة السابقة؛ وسياق الطبراني:(كان يصلى وهى معترضة بين يديه كاعتراض الجنازية) وهذه الفقرة الأخيرة: (كاعتراض الجنازة) ليست عند الجميع سوى ابن خزيمة وأبى عوانة في رواية لهما فقط، وليس ذِكْر (القطيفة) عند مسلم ولا ابن خزيمة وابن أبى شيبة والبيهقى وابن عساكر، وهو رواية لأَحمد والمؤلف كما يأتى [برقم 4820]، وكذا ليست عند أبى عوانة أيضًا، وهى عند الباقين بلفظ:(الفراش) أو: (فراشه. . .) زاد أبو داود عقب قوله: (بينه وبين القبلة): (راقدة على الفراش الذي يرقد عليه) ولفظ الرقود عند البخارى وابن حبان والطحاوى وابن أبى داود والنسائى والبغوى وابن المنذر، وهو رواية لأحمد أيضًا.
قلتُ: قد توبع هشام بن عروة عليه: تابعه الزهرى على نحوه عند مسلم وأحمد وجماعة كثيرة؛ وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . . يأتى بعضها [برقم 4888، 4819].
4491 -
صحيح: أخرجه البخارى [486، 492]، و [عقب رقم 489]، ومسلم [512]، وأحمد [6/ 42، 125، 132، 230، 266]، وابن راهويه [1487، 1488]، والبهقى في "سننه"[3311، 3312]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 403]، والسراج في "مسنده"[1/ 166، 169، 170]، وابن خزيمة [826]، وأبو عوانة [رقم 1125]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1113]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2407]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به نحوه. . . وزاد البغوى في أوله:(عن عائشة: ذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة، فقالت: شبهتمونا بالحمر والكلاب،. . .) =
4492 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة: أن رجلا قام ليلة فقرأ فرفع صوته بالقرآن، فلما أصبح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَرْحَمْ الله فلانًا، كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ ذَكرَنِيهَا اللَّيْلَةَ كنْتُ قَدْ أَسْقَطْتهَا".
4493 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرة بنت
= ونحوه وراوية للبخارى ومسلم وأحمد والسراج والبيهقى [برقم 3312]، وابن راهويه؛ وليست تلك الزيادة كلها عند ابن خزيمة وابن المنذر ورواية للسراج.
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . . والحديث عند النسائي [755]، وابن الجعد [876]، وغيرهما باختصار دون قول عائشة في أوله، من نفس الطريق الماضى.
وتمام تخريجه والكلام عليه في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4492 -
صحيح: أخرجه البخارى [5976، 4751]، ومسلم [788]، وأحمد [6/ 62، 138]، وأبو داود [1331، 3970]، وابن حبان [107]، وابن راهويه [1800]، والبيهقى في "سننه"[4481، 4482، 4483]، وفى "الشعب"[2/ 2605]، وابن حزم في "المحلى"[9/ 452 - 453]، وفى "الإحكام"[4/ 481]، وأبو عوانة [رقم 3596، 3597]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه. . . وعند أحمد وابن راهويه وابن حزم قوله:(كنت أنسيتها) بدل: (كنت أسقطتها) وهو رواية للبخارى ومسلم والبيهقى وأبى عوانة.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه النسائي في "الكبرى"[8006]، وفى "فضائل القرآن"[رقم 31]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 143/ مختصره]، به نحوه. . . وعندهما:(كنت أسقطهن) وهذا اللفظ رواية للبخارى [2512، 4750]، وابن راهويه [رقم 629، 630]، وغيرهما.
4493 -
صحيح: أخرجه مالك [468]، ومن طريقه البخارى [831]، ومسلم [445]، وأبو داود [569]، وأحمد [6/ 91، 235]، وابن خزيمة [1698]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ 6813]، وعبد الرزاق [5113]، وابن أبى شيبة [7610]، والبيهقى في "سننه"[5155]، وابن راهويه [رقم 639، 987]، وتمام في فوائده [رقم 983]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 51]، وأبو عوانة [رقم 1148]، والسراج في "مسنده"[1/ 291]، و [1/ 294]، وغيرهم به بنحو شطره الأول فقط، دون قوله:(لقد رأيتنا نصلى مع رسول الله. . . إلخ).=
عبد الرحمن الأنصارية، أن عائشة، قالت: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما نرى لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها، لقد رأيتنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في مروطنا، وننصرف وما يعرف بعضنا وجوه بعضٍ.
= وهو عند مالك [4]، ومن طريقه البخارى [829]، ومسلم [232]، وأبو داود [423]، والترمذى [153]، والنسائى [545]، وأحمد [6/ 178]، وابن حبان [1498، 1501]، والشافعى [111]، والبيهقى في "سننه"[1974]، وجماعة كثيرة بنحو شطره الثاني فقط، ولفظه عندهم:(إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى الصبح؛ فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس) كلهم رووه من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به. . .
قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
قلتُ: قد توبع يحيى بن سعيد عليه عن عمرة: تابعه جماعة على نحو شطره الأول فقط، منهم: إسماعيل بن أمية وحارثة بن أبى الرجال ويحيى بن يحيى الغسانى وغيرهم؛ ورواياتهم مخرجة في كتابنا "غرس الأشجار".
وتابعه أيضًا عبيد الله بن عمر العمرى على نحو سياقه كله عند المؤلف هنا؛ وكذا هو عند السراج في "مسنده"[1/ 291]، و [1/ 237، 291، 404]، مفرقًا، كلاهما من طريقين عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن عمرة عن عائشة به. . . ولفظ السراج مثل لفظ المؤلف.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ولشطره الثاني طرق أخرى عن عائشة به نحوه. . . مضى بعضها [برقم 4415]، وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار". والله المستعان.
• تنبيه: شيخ المؤلف هنا: هو إبراهيم بن الحجاج السامى أبو إسحاق البصرى الثقة المعروف؛ وقد اشتبه على الإمام في "الصحيحة"[1/ 586]، بإبراهيم بن الحجاج النيلى أبى إسحق البصرى أيضًا، وقال:"لم يتعين عندى أيهما المراد هنا".
وهو إبراهيم السامى جزمًا؛ وهو الذي يروى المؤلف من طريقه عن حماد بن سلمة، وإبراهيم النيلى وإن روى عنه المؤلف أيضًا، إلا أنه لم يكثر من الرواية عنه: إكثاره عن إبراهيم السامى.
4494 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبادٍ، عن عائشة، أنها قالت: اختلفوا في غسل النبي صلى الله عليه وسلم فألقى عليهم النوم، فما منهم أحدٌ إلا وذقنه في صدره، فنودوا من ناحية البيت: أن اغسلوه من وراء قميصه، قالت عائشة: لو استقبلت من أمرى ما استدبرت، ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه.
4494 - حسن: أخرجه ابن إسحاق في سيرته [6/ 84/ تهذيب ابن هشام] ومن طريقه أبو داود [3141]، وابن ماجه [1416]، وأحمد [6/ 267]، وابن حبان [6627]، والحاكم [3/ 61]، والطيالسى [1530]، وابن راهويه [914]، وابن الجارود [517]، وابن أبى الدنيا في "هواتف الجان"[رقم 7]، والبيهقى في "سننه"[6413، 6457، 6414]، وفى "الدلائل"[رقم 3196]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 400 - 401]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 239 - 238]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 160]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد [ووقع عند الطيالسى:(محمد بن إسحاق من أبى عباد عن عائشة) وهذا تحريف وسقط]، عن عائشة به نحوه في سياق أتم، وهو عند ابن ماجه مختصرًا بالفقرة الأخيرة منه:(لو استقبلت من أمرى. . . إلخ) وهذه الفقرة ليست عند ابن إسحاق في "سيرته".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ ولم يخرجاه".
قلتُ: كلا، وابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات كما جزم به الحافظ في "هدى السارى"[ص 458]، ولو صح أن مسلمًا احتج به مطلقًا، لم يكن الإسناد على شرطه أيضًا؛ لأن تلك الترجمة لم يحتج بها مسلم أصلًا، وليس يحيى بن عباد من رجاله في "الأصول" ولا "المتابعات"، مع كونه ثقة مشهورًا.
وقال البيهقى عقب روايته في "الدلائل": "هذا إسناد صحيح" ومثله قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 224]، والصواب: أن الإسناد حسن فقط كما قاله النووى في "الخلاصة"[2/ 935]، وذلك للكلام المعروف في ابن إسحاق، وقد صرَّح الرجل بالتحديث عند أبى داود وأحمد وجماعة؛ فزالت شبهة تدليسه كما يقول ابن الملقن في "البدر المنير"[5/ 203].
والحديث صححه ابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 158]، ومثله أبو الحسن السندى كما نقله عنه صاحب عون المعبود [8/ 288].
ونقل الشمس الصالحى في سيرته الشامية "الكبرى"[12/ 321] ، عن الذهبى أنه صححه،=
4495 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، أن أبا بكرٍ، قال لعائشة: في أي يومٍ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: في يوم الإثنين، فقال: أي يومٍ هذا؟ قالت: يوم الإثنين، فقال: ما شاء الله! أرجو فيما بينى وبين الليل، وقال لهم: فبم كفنتموه؟ فقالت: في ثلاثة أثوابٍ سحوليةٍ يمانيةٍ بيضٍ ليس فيها قميصٌ لا عمامةٌ، فقال أبو بكرٍ: اغسلوا ثوبى هذا من عهد ردعٍ من زعفرانٍ، أو مشقٍ، ومعه ثوبين آخرين، فقالت عائشة: يا أبه، هذا خلقٌ! فقال: إن الحى أحق بالجديد، فقال: إنما هو للمهلة! وكان عبد الله بن أبى بكرٍ أعطاهم حلةً حبرةً فأدرج رسول الله فيها، ثم أخرج منها، فكُفن في ثلاثة أثوابٍ سحوليةٍ يمانيةٍ بيضٍ، فوجد عبد الله الحلة، فقال: لأكفنن نفسى في شئٍ مس جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال بعد ذلك: لا والله، لا أكفن نفسى في شئٍ منعه الله رسوله أن يكفن فيه، فمات أبو بكرٍ ليلة الثلاثاء، فدفن ليلًا.
4496 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في مرضه وهو يصلى قاعدًا، فقاموا
= فإن كان فهم ذلك من سكوت الذهبى عنه في "تلخيص المستدرك"، فقد أساء الفهم، وإلا فالرجل واسع الاطلاع، فلعله ظفر بذلك عن الذهبى، وتمام تخريج الحديث في "غرس الأشجار".
• تنبيه: قد سقط والد يحيى بن عباد من إسناد المؤلف من الطبعتين، فصار هكذا:(عن يحيى بن عباد عن عائشة به. .)، وقد استدركه المعلق على الطبعة العلمية [4/ 96]، ووضعه في مكانه بين معقوفتين هكذا: أعن أبيه عباد، وقد أصاب في ذلك وأحسن صنعًا، وقد تكرر سقوط والد يحيى بن عباد من مواضع في "مسند المؤلف" فانظر الماضى [برقم 4388، 4470]، ولم يفطن لهذا حسين الأسد في طبعته [7/ 468]، وجعل يُعِلُّ الحديث بالانقطاع بين يحيى بن عباد وعائشة!! ولم يفعل شيئًا، فانتبه يا رعاك الله من تلك الأغاليط.
4495 -
صحيح: مضى الكلام عليه مفرقًا [برقم 4402، 4451].
4496 -
صحيح: أخرجه مالك [305]، ومن طريقه البخارى [656، 1062، 1179، 5334]، ومسلم [412]، وأبو داود [605]، وابن ماجه [1237]، وأحمد [6/ 51، 57، 68، 148، 194]، وابن خزيمة [1614]، وابن حبان [2104]، والشافعى [1018]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7220]، وابن أبى شيبة [7135، 36135]، =
يصلون خلفه، فأومأ إليهم بيده أن اجلسوا، فجلسوا، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّمَا الإِمَامُ لِيؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوْا قِيَامًا، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوْا قُعُودًا".
4497 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من جنابة يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، وربما كنت عن الفرج، ثم يتوضأ كوضوئه للصلاة، ثم يدخل يده في الماء، ثم يقول به في شعره، فإن ظن أنه قد مس البشرة الماء أفرغ على رأسه الماء ثلاثًا، وأفضل في الإناء فضلةً فصبها عليه بعدما يفرغ.
4498 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، أنها
= والنسائى في "الكبرى"[7514] ، والبيهقى في "سننه"[3226، 3470، 4850]، وفى "المعرفة"[رقم 861، 1528]، وأبو عوانة [رقم 1285، 1286]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 106]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 186، 2004]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 141]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه. . . وليس قوله:(وإن صلى قائمًا فصلوا قيامًا) عند الجميع سوى النسائي وابن خزيمة، ورواية لأبى عونة وأحمد، وليس قوله:(وإذا سجد فاسجدوا) عند الجميع أيضًا، سوى ابن خزيمة والطبرانى وحدهما، وقد زادو جميعًا:(وإذا رفع فارفعوا).
قلتُ: وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه. . . مضى منهم حديث أنس [برقم 3558، 3595]، فانظره ثمة.
4497 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4482].
4498 -
صحيح: أخرجه البخارى [3682، 4790، 4832، 6609، 6610]، ومسلم [2438]، وأحمد [6/ 41، 128، 161]، وابن حبان [7093]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 41]، و [23/ رقم 43]، وابن راهويه [703]، والبيهقى في "سننه"[13270]، وفى "الدلائل"[687]، وابن راهويه [703]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 64]، و [8/ 67]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 427]، وأبو عوانة [رقم 3467، 3468]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 170]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . . =
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُكِ فِي المنَامِ، قُلْتُ: لمَّا جَاءَ بِك الملَكُ في سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَلَمَّا كَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتَ هِىَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، يُمْضِهِ".
4499 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، أنه
= وهو عند بعضهم بنحوه. . . وزاد الطبراني وحده في الموضع الأول: (قالت عائشة: فتزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتَوفَّى خديجة قبل مخرجه من مكة، وأنا بنت سبع سنين أو ست سنين، فلما قدمنا المدينة جاءتنى نسوة وأنا ألعب على أرجوحة، وأنا مجممة؛ فهيأننى وصنعننى؛ ثم أتين بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت تسع سنين).
وهذه الزيادة رواية للمؤلف تأتى [برقم 4600]، وهى رواية للبخارى أيضًا [برقم 3683]، ولكن باختصار، وقد وقعت عنده من قول عروة به مرسلًا، قال الحافظ في "الفتح" [7/ 224]:"هذا صورته مرسل، لكنه لما كان من رواية عروة مع كثرة خبرته بأحوال عائشة؛ يُحْمَل على أنه حمله عنها".
قلتُ: قد وقع ذلك صريحًا من قول عائشة عند الطبراني كما مضى؛ وكذا عند المؤلف كما يأتى [برقم 4600]، فالله المستعان.
4499 -
صحيح: أخرجه مسلم [931]، والبيهقى في "سننه"[6964]، من طرق عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. . .
قلتُ: قد توبع عليه حماد: تابعه جماعة كثيرة عن هشام به نحوه. . . منهم أبو أسامة حماد بن أسامة بلفظ: (ذكر عند عائشة - رضى الله عنها - أن ابن عمر رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الميت ليعذب في قبره ببكاء أهله،" فقالت: وَهَلَ ابن عمر رحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليعذب بخطيئته وذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن. . .".
أخرجه البخارى [3759]، ومسلم [932]، وغيرهما؛ ورواه عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه"؛ فذكر ذلك لعائشة فقالت: وهل - يعنى ابن عمر - إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال: إن صاحب هذا ليعذب؛ وأهله يبكون عليه، ثم قر أت هذه الآية:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]. . .) أخرجه أحمد [2/ 38]- واللفظ له - وأبو داود [3129]، والنسائى [1855]، وغيرهم.
ذكر عندها قول ابن عمر في المعول عليه، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن! سمع الحديث فلم يحفظه، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر عليه بجنازة يهودىٍ وأهله يبكون عليه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ، وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ".
4500 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله، كل نسائك لهن كنًى غيرى، قال:"فَاكْتَنِى بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ"، فكانت تكنى بأم عبد الله.
4500 - صحيح: أخرجه أبو داود [4970]، وأحمد [6/ 186، 260]، وابن حبان [7117]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 34]، والبيهقى في "سننه"[19117].
وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 415]، والدارقطنى في "العلل"[14/ 334]، وعبد الرزاق [19858]- وعنده سقط في سنده - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة"[6748]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 232]، والطبرانى أيضًا في "الكبير"[23/ 35]، وأحمد [6/ 151]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3927]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وزاد ابن حبان وعبد الرزاق ومن طريقه أبو نعيم قوله في آخره: (وما ولدت قط) وهو رواية لأحمد والطبرانى؛ وهى عند البغوى أيضًا.
قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، بل صحح سنده الحافظ في "التلخيص"[4/ 147]، بعد أن عزاه لأبى داود؛ وقبله صححه أيضًا ابن الملقن في "البدر المنير"[9/ 343]، لكن قال الحافظ:"وهذا الحديث فيه اختلاف في إسناده" وهو كما قال؛ فقد اختلف في سنده على هشام بن عروة على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[14/ 331 - 338]، ثم قال في ختام ذلك: "والصحيح من ذلك قول من قال: عن هشام عن عباد بن حمزة عن عائشة.
قلتُ: وهذا الوجه رواه الأكثرون عن هشام به
…
وأخرجه أحمد في "مسنده"[6/ 93]، والحاكم [4/ 309]- وأرى في سنده سقط، وقارن بابن وهب في "الجامع"[رقم 70]، - والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 851]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 36]، والبيهقى في "سننه"[19118]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 64، 66]، والمزى في "تهذيبه"[14/ 115]، والبخارى في "تاريخه"[6/ 31]- وعنده معلقًا إشارة - وابن عساكر في "المعجم"[رقم 528]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 122]، =
4501 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدثنا حمادٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، أن أخا أبى قعيسٍ، استأذن عليها فأبت أن تأذن له، فذكرتْ ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِنَّهُ عَمُّكِ" فأدخليه، فقالت: يا رسول الله، إنما أرضعتنى المرأة ولم يرضع الرجل؟ قال:"إِنَّهُ عَمُّكِ فَأَدْخِلِيهِ".
= وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 2572، 3920، 3928، 3929/ طبعة الفاروق]، والدارقطنى في "العلل"[8/ 64، 66]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن عائشة به نحوه
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وكذا صحح سنده: البوصيرى في "الإتحاف".
قلتُ: وهو كما قالا؛ وعباد بن حمزة هو ابن عبد الله بن الزبير بن العوام؛ وثقه النسائي وابن حبان والحافظ في "التقريب" واحتج به مسلم في "صحيحه" وهو مشهور بالرواية عن عائشة؛ وهذا الوجه عندى: هو الأصح كما قاله الدارقطنى سابقًا، وذلك لأمرين:
الأول: لكثرة عدد من رواه عن هشام على هذا اللون.
والثانى: لكون هشام بن عروة كان تغير حفظه قليلًا بآخرة - ولم يختلط قط، - ورواية أهل المدينة عنه أصح من رواية أهل العراق كما جزم به الإمام أحمد في "مسائل الأثرم" ونقله عنه ابن رجب في شرح "العلل"[ص 270/ طبعة السامرائى].
وهذا اللون الثاني: قد رواه عنه عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون وسعيد بن عبد الرحمن الجمحى ويحيى بن عبد الله بن سالم وأنس بن عياض ومحمد بن فليح وغيرهم من مشاهير أهل المدينة.
4501 -
صحيح: أخرجه مالك [1255]، ومن طريقه البخارى [4941]، ومسلم [1445]، وأبو داود [2057]، والترمذى [1148]، والنسائى [3317]، وابن ماجه [1949]، وأحمد [6/ 38، 194]، والدارمى [2248]، وابن حبان [4109، 4219، 4220]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 177]، وسعيد بن منصور [رقم 951]، وعبد الرزاق [13940]، وابن راهويه [700]، والحميدى [290]، وابن الجارود [692]، والبيهقى في "سننه"[15387]، وأبو عوانة [رقم 3539، 3540، 3541]، و [عقب رقم 3542]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 48]، وجماعة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
=
4502 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن حمزة بن عمرٍو الأسلمى سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنى رجلٌ أسرد الصوم أفأصوم في السفر؟ قال:"صُمْ إِنْ شِئْتَ، وَأَفْطِرْ إِنْ شِئْتَ".
4503 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة،
= وزاد مالك ومن طريقه البخارى في آخره: (قالت عائشة: وذلك بعدما ضرب علينا الحجاب، وقالت عائشة: يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة) وقولها الأول عند البغوى وحده.
وقولها الثاني عند الدارمى، وكذا ابن حبان في رواية له، إلا أنه وقع عنده مرفوعًا، وهو أيضًا عند أبى عوانة في رواية له مثل روايه الدارمى. قال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وقد قرن (الزهرى) في سنده مع (هشام بن عروة) عند النسائي والدارقطنى وابن الجارود وسعيد بن منصور ورواية لأحمد؛ وتمام تخريجه في كتابنا "غرس الأشجار" فله طرق كثيرة عن عروة عن عائشة به.
4502 -
صحيح: أخرجه البخارى [1840، 1841]، ومسلم [1121]، وأبو داود [2402]، والترمذى [711]، والنسائى [2306، 2307، 2308، 2384]، وابن ماجه [1662]، وأحمد [6/ 46، 193، 202، 207]، والدارمى [1707]، وابن خزيمة [2028]، وابن حبان [3560]، والشافعى [479]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[7945، 7946]، وفى "المعرفة"[رقم 2651، 2652]، وابن راهويه [667، 668]، وابن الجارود [397]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1866، 1867، 1868، 1869]، وأبو عوانة [رقم 2271]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 260]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه.
قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".
قلتُ: قد اختلف في سنده على ألوان، غير أن هذا الوجه صحيح محفوظ. وقد بسطنا وجوه طرقه والاختلاف فيها بكتابنا:"غرس الأشجار".
4503 -
صحيح: أخرجه مسلم [1198]، والنسائى [2881، 2891]، وأحمد [6/ 122]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 702]، وعبد الرزاق [8374]، وابن راهويه [805]، وابن عبد البر في "التمهيد"[15/ 184]، و [22/ 277، 278]، وأبو عوانة =
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ يقْتَلْنَ فِي الْحرَمِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحدَيَّا، وَالْغرَابُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ".
4504 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حماد، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: خرجنا موافين لهلال ذى الحجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ شَاءَ أَنْ يهِلَّ بِحَجٍّ أَهَلَّ بِحَجٍّ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ"، فكنت فيمن أهل بعمرة، فذكرتْ أنها لما كانت بسرفٍ حاضت، قالت: فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى، قال: فقلت: وددت أنى لم أخرج العام، فقال:"انْقُضِى رَأْسَكِ، وَارْفُضِى عُمْرَتَكِ، وَامْتَشِطِى، وَافْعَلِى مَا يَفْعَلُ الْمسْلِمُونَ فِي حَجِّهِمْ"، فأطاعت الله ورسوله، فلما كان ليلة النفر أمر
= [رقم 2948، 2949، 2950]، والطحاوى في "المعانى"[2/ 166]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
قلتُ: هكذا رواه أصحاب هشام بن عروة عنه، وخالفهم مالك بن أنس، فرواه عن هشام فقال: عن أبيه به مرسلًا، ليس فيه عائشة، هكذا أخرجه في "الموطأ"[رقم 791].
قال الدارقطنى في "العلل"[14/ 298]: "وغير مالك يرويه عن هشام عن أبيه عن عائشة متصلًا؛ وهو الصواب متصلًا" ونحوه أشار ابن عبد البر أيضًا إلى ترجيح الموصول في "التمهيد"[22/ 277 - 278]، وهو الصواب كما فصلناه في "غرس الأشجار". وذكرنا هناك طرقه وشواهده.
4504 -
صحيح: أخرجه البخارى [311، 1691، 1694]، ومسلم [1211]، وأبو داود [1778]، والنسائى [2717]، وابن ماجه [3000]، وأحمد [6/ 191]، وابن خزيمة [3028]، وابن حبان [3792، 3942]، وابن أبى شيبة [36271]، وابن راهويه [680، 681، 682]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 252، 253]، وفى "المشكل"[9/ 146]، والبيهقى في "سننه"[8567]، وأبو عوانة [رقم 2532]، وابن حزم في "المحلى"[7/ 169]، وفى "حجة الوداع"[رقم 31، 46، 305، 311، 319، 316، 487]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الأكثرين في سياق أتم لفظًا؛ وهو عند النسائي باختصار، بالفقرة الأولى منه فقط، حتى قول عائشة:(فليهل بعمرة).
قلتُ: ورواه الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه.
عبدَ الرحمن بن أبى بكرٍ أن يخرجها إلى التنعيم، فأخرجها إلى التنعيم، فأهلَّتْ منه بعمرةٍ.
4505 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كأنى أنظر إليَّ أفتل قلائد هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا يمسك عن شئٍ يمسك عنه الحرام.
4506 -
حَدَّثَنَا سويد، حدّثنا عبد العزيز - يعنى الدراوردى - عن يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يعتكف، صلى الصبح، فدخل معتكفه، فلما كان صبيحة إحدى وعشرين، انصرف من الصبح، فدخل المسجد، فرأى
4505 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4394].
4506 -
صحيح: أخرجه البخارى [1928، 1929، 1936، 1940]، مسلم [1172]، وأبو داود [2464]، والترمذى [791]، والنسائى [709]، وابن ماجه [1771]، وأحمد [6/ 84، 226]، وابن خزيمة [2217]، وابن حبان [3666، 3667]، وعبد الرزاق [8031]، وابن أبى شيبة [9647]، وابن راهويه [1154]، والحميدى [195]، وابن الجارود [408]، والبيهقى في "سننه"[8351، 8383]، وفى "المعرفة"[رقم 2769]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 312]، وأبو عوانة [رقم 2471، 2472، 2473، 2474]، وجماعة كثيرة من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الترمذى وابن أبى شيبة مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط. ولفظ الترمذى: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف: صلى الفجر ثم دخل في معتكفه). وهو رواية لابن حبان.
قال الترمذى: "وقد روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا؛ رواه مالك وغير واحد عن يحيى بن سعيد عن عمرة مرسلًا، ورواه الأوزاعى وسفيان الثورى وغير واحد عن يحيى بن سعيد عن عائشة".
قلتُ: والموصول هو الراجح بلا تردد؛ لأنه من قبيل زيادة الثقة؛ ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وربما كان الوجهان جميعًا محفوظين؛ لأن عمرة بنت عبد الرحمن أحد فقهاء التابعين، فلعلها كانت ترسله عند الفتوى؛ فإذا جاء وقت التحديث: أقامت إسناده؛ وجودته بذكر عائشة فيه. =
أخبيةً، خباء عائشة وكانت قد استأذنته، وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الْبِرَّ تُرِدْنَ بهِنَّ؟ " فأخر اعتكافه إلى شوالٍ.
4507 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا مسلم بن خالدٍ، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، قالت: إن أمداد العرب كثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضطروه إلى بيت عائشة، فقال:"اللَّهمَّ الْعَنْهُمْ"، فَقَالَتْ
= ثم إن مالك بن أنس لم يتفق الناس في روايته عنه مرسلًا، بل اختلفوا عليه في سنده على أربعة ألوان، كما بسطناه في "غرس الأشجار" منها: رواية عبد الله بن يوسف وعبد الله بن نافع الصائغ وغيرهما عنه به موصولًا مثل رواية الجماعة عن يحيى بن سعيد، وهذا الوجه هو الصواب كما مضى، لكن جاء عبيد بن عمرو الرقى وخالف الجماعة في سنده، فرواه فقال: عن يحيى بن سعيد عن ريطة عن عائشة به
…
، فأسقط منه (عمرة) وأبدلها بـ (ريطة) هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 6378/ أطرافه].
وهذا لا شئ، كما شرحناه في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". والله المستعان.
4507 -
ضعيف بهذا السياق: هذا إسناد ضعيف؛ فسويد بن سعيد ثقة في نفسه، إلا أنه لما عمى تغير حفظه جدًّا حتى صار يتلقن، فحمل عليه ابن معين ما لم يحمل على غيره، وتناوله تناولًا شديدًا سقط به الرجل، ولم يخرج له مسلم من حديثه إلا ما تابعه الثقات عليه، وشيخه مسلم بن خالد: هو الزنجى الفقيه، مفتى الحرم، وبه تخرج الشافعي قبل سفره إلى مالك وأهل الحجاز، إلا أنه منكر الحديث كما قاله البخارى وأبو حاتم الرازى وغيرهما، وقد مشاه جماعة، لكن من طالع ترجمته من "كامل ابن عدى"[6/ 308 - 311]، و"ضعفاء العقيلى"[4/ 150 - 151]، استبان له ضعف الشيخ؛ فقد كان ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات.
نعم: قد توبع عليه: تابعه عبد الرحمن بن أبى الزناد على نحوه عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش به .. عند أحمد [6/ 107]، من طريق سريج بن النعمان عن عبد الرحمن به.
قلتُ: ابن أبى الزناد هذا الكلام فيه طويل الذيل، والتحقيق: أنه مع فقهه وعلمه ضعيف الحديث مطلقًا، اللَّهم إلا في روايته عن أبيه وهشام بن عروة وحدهما، ويزداد حديثه ضعفًا إذا روى عنه البغاددة أمثال سريج ابن النعمان وهؤلاء الشيوخ، أما رواية سليمان بن داود الهاشمى =
عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْقَوْمُ! فَقَالَ:"كَلا وَاللهِ، يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، لَقَدِ اشْتَرَطْتُ إِلَىَ رَبِّى شَرْطًا لا خُلفَ لَهُ" قُلْتُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ أَضِيقُ بِمَا يَضِيقُ بِهِ الْبَشَرُ، وَأَعْجَلُ بِمَا يَعْجَلُ بِهِ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا امْرِئٍ بَدَرَتْ مِنِّى بَادِرَةٌ فَاجْعَلْهَا لَهُ كفَّارَةً".
4508 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا ابن أبى حازمٍ، عن أبيه، عن أبى سلمة، عن
= عنه - وهو بغدادى أيضًا - فهى جيدة كما أشار ابن المدينى؛ يعنى أن القلب يطمئن برواية سليمان عنه إلى أن الحديث حديث ابن أبى الزناد عمن رواه عنه، وليس مما تلقنه من أهل العراق لما قدم عليهم، فما أشبهه برواية القدماء من أصحاب ابن لهيعة عنه دون من سمع منه بأخرة، وإن كان حديثه كله ضعيفًا.
ثم إن شيخه عبد الرحمن بن الحارث: وهو ابن عياش المخزومى مختلف فيه، وباقى رجاله ثقات من رجال الشيخين؛ والحديث صحيح محفوظ دون قصة أمداد العرب في أوله، فله طرق أخرى عن عائشة بنحوه يأتى بعضها [برقم 4606]، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة؛ يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 6313]، ومضى منها حديث أبى سعيد [برقم 1262]، وحديث جابر [برقم 2271].
نعم: في الباب عن أبى سعيد الخدرى نحو لفظ المؤلف هنا في شاق أتم
…
عند ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 90]، إلا أن سنده مغموز، وحديث عائشة هنا: ذكره الهيثمى في "المجمع"[8/ 478]، وعزاه لأحمد وحده، ثم أعله بعلة طريفة، فقال: (إسناده حسن، إلا أن محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك عائشة.
كذا قال، كأن عروة بن الزبير قد زاغ اسمه عن بصر الهيثمى، أو سقط من نسخته من "مسند أحمد" والأعجب: أن ترى حسين الأسد يساير الهيثمى على هذا الإعلا في "تعليقه على مسند المؤلف"[8/ 7]، فيقول:(ومحمد بن جعفر لم يدرك عائشة؛ فهو منقطع) كذا يقول هو الآخر، كأن الواسطة بين جعفر وعائشة قد ارتدت جلباب الخفاء، وامْتَطَتْ جَوَاد الاختفاء، والحاصل: أن الحديث ضعيف بهذا السياق هنا. والله المستعان.
4508 -
صحيح: أخرجه مسلم [2104]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 210]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 257]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1530]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به
…
=
عائشة، أنها قالت: واعد رسول الله جبريل صلى الله عليهما في ساعةٍ يأتيه فيها، فجاءت تلك الساعة ولم يأت، وفى يده عصًا فألقاها من يده، وقال:"مَا يُخلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلا رُسُلَهُ! "، ثم التفت فإذا جرو كلبٍ تحت السرير، فقال:"يَا عَائِشَةُ، مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ هُنَا؟ " قالت: والله ما رأيت به، فأمر به، فأخرج، فجاء جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَاعَدْتَنِى، فَجَلَسْت لَكَ، فَلَمْ تَأْتِ، قَالَ: مَنَعَنِى الْكَلْبُ الَّذِى كَانَ فِي بَيْتِكَ، إِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلا صُورَةٌ".
4509 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن يوسف بن ماهك، أن حفصة بنت عبد الرحمن، حدثته، عن عائشة، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمر بالفرعة من الغنم، من خمسةٍ واحدةٌ.
= قال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح".
قلتُ: وقد توبع عبيه عبد العزيز: تابعه وهيب بن خالد على نحوه باختصار عند ابن راهويه [1069]، وعنه مسلم [2104]، وغيره؛ وتوبع عليه أبو حازم: تابعه محمد بن عمرو بن علقمة على نحو سياق المؤلف عند جماعة، وقد خرجنا روايته في "غرس الأشجار".
4509 -
حسن: أخرجه أبو داود [2833]، وأحمد [6/ 82، 158، 251]، والحاكم [4/ 263]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1536]، وعبد الرزاق [7997]، وابن أبى شيبة [24306]، وابن راهويه [1032، 1034]، والبيهقى في "سننه"[19123]، والحربى في "غريب الحديث"[1/ 177 - 178]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكر عن عائشة قالت:(أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خمسين شاة: شاة) هذا لفظ أبى داود، ولفظ الحاكم:(أمر في الفرع: في كل خمسة واحدة) ونحوه رواية لابن راهويه وأحمد؛ وفى رواية أخرى لأحمد: (أمرنا بالفرع من كل خصص شياه شاة) ونحوه لفظ ابن أبى شيبة ورواية لابن راهويه؛ ولفظ الطبراني: (سمعت النبي يأمر بالفرعة من الغنم من كل خمسين شاة: واحدة) ونحوه عند البيهقى وعبد الرزاق وابن أبى شيبة والحربى.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". =
4510 -
حَدَّثَنَا سويدٌ، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن ابن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يموت وعنده قدحٌ فيه ماءٌ، فأدخل يده في القدح، ثم مسح به وجهه، ثم يقول:"اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى سَكَرَاتِ الْموْتِ".
= قلتُ: وكذا صحح سنده النووى في "المجموع"[8/ 444]، وفى "شرح مسلم"[13/ 136]، ونقل فيهما عن ابن المنذر أنه قال:"حديث عائشة صحيح".
وصحح سنده أيضًا: الولى العراقى في "طرح التثريب"[6/ 115]، ومثله الحافظ في "الفتح"[9/ 598]، والأقرب: أن سنده حسن فقط، للكلام المعروف في ابن خثيم، ومن فوقه ثقات.
4510 -
ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه ابن أبى الدنيا في "المحتضرين"[رقم 32]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 166]، من طريق سويد بن سعيد عن رشدين بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن موسى بن سرجس [ووقع عند ابن بشران:(موسى بن شرحبيل) وهو تصحيف] عن القاسم بن محمد عن عائشة به ....
قلتُ: هذا إسناد لا يثبت؛ سويد بن سعيد ضعيف كما مضى التدليل عليه بالحديث قبل الماضى، وشيخه رشدين ليس بقوى ولا متين، بل تركه النسائي وغيره، إلا أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد به
…
عند الترمذى في "جامعه"[978]، وفى "الشمائل"[رقم 388]، والنسائى في "الكبرى"[7101، 10932]، وأحمد [6/ 70، 77، 151]، والحاكم [2/ 505] و [3/ 58]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3244]، والمزى في "تهذيبه"[29/ 67]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 3139]، وفى "سننه الصغير"[رقم 813]، والطبرى في "تاريخ"[2/ 231]، وغيرهم من طرق عن الليث عن يزيد بن الهاد عن موسى بن سرجس عن القاسم عن عائشة به مثله .. وعند الترمذى وحده:(اللَّهم أعنى على غمرات الموت - أو سكرات الموت) هكذا بالشك، وعند البيهقى والطبرى: (
…
على سكرة الموت) وعند الطبراني: ( .. على كربات الموت .. ).
قال الترمذى: "هذا حديث غريب" وفى نسخة: "حسن غريب" وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن القاسم إلا موسى يعنى ابن سرجس - ولا عن موسى إلا ابن [بالأصل: (إلا عبد) الهاد]، تفرد به الليث". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ولا يرد على الطبرى متابعة رشدين بن سعد الماضية لليث عن ابن الهاد؛ لأن الإسناد إلى رشدين لم يثبت، والحديث رواه جماعة كثيرة عن الليث على الوجه الماضى: منهم قتيبة بن سعيد وعبد الله بن يوسف المصرى، وشعيب بن الليث، وعبد الله بن وهب، ومنصور أبو سلمة الخزاعى وهاشم بن القاسم وعبد الله بن عبد الحكم وهشيم وغيرهم، وتابعهم عليه يونس بن محمد المؤدب، لكن اختلف عليه فيه، فرواه عنه أحمد بن حنبل وابن سعد وسريج بن يونس وغيرهم على الوجه الماضى: أخرجه أحمد [6/ 64]، وابن سعد [2/ 257]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 208].
وخالفهم جميعًا: أبو بكر بن أبى شيبة، فرواه عن يونس فقال: حدّثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن موسى بن سرجس عن القاسم عن عائشة به .... ، وجعل شيخ الليث فيه (يزيد بن أبى حيبب) بدل:(يزيد بن الهاد) هكذا أخرجه في "المصنَّف"[29333]، وعنه ابن ماجه [1623].
وهذا أراه وهمًا من ابن أبى شيبة، كأنه وقع له (عن يزيد
…
) غير منسوب، فظنه ابن أبى حبيب المصرى المشهور برواية الليث عنه أيضًا، والصواب أنه (يزيد بن عبد الله بن الهاد) كما وقع مفسرًا من طرق عن الليث به
…
وقد رواه ابن أبى شيبة مرة أخرى عن يونس بن محمد عن الليث عن يزيد - غير منسوب - بإسناده به
…
، هكذا أخرجه في "مسنده" كما ذكره الخافظ في "النكت الظراف"[12/ 286]، ثم نقل الحافظ عن شيخه العراقى في "شرح الترمذى" أنه حمل على يونس بن محمد في روايته عن الليث الوجه الماضى آنفًا عند ابن أبى شيبة وعنه ابن ماجه، ونسب يونس فيه إلى الشذوذ ومخالفة من هو أحفظ منه، وتعقبه لحافظ بكون يونس لا ذنب له في هذا الوهم، ثم احتمل أن يكون ابن ماجه هو الواهم فيه، وليس كما ظن، وابن ماجه لا ذنب له - هو الآخر - في ذاك الوهم؛ لأنه رواه من طريق ابن أبى شيبة عن يونس بن محمد عن الليث عن يزيد بن أبى حبيب بإسناده به
…
وهذا في "مصنَّف ابن أبى شيبة" كما مضى، فالتزق الوهم بابن أبى شيبة وحده إن شاء الله.
والمحفوظ عن الليث: هو ما رواه الجماعة - وفيهم يونس - عنه عن يزيد بن الهاد عن موسى بن سرجس عن القاسم عن عائشة به
…
كما سبق، لكن أبَى يحيى بن بكير المصرى إلا أن يخالف الجماعة، ورواه عن الليث قال: حدثنى يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الرحمن بن القاسم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبيه عن عائشة به مثله .... ، فأسقط منه (موسى بن سرجس) وأبدله بـ (عبد الرحمن بن القاسم، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 83]، بإسناد صحيح إلى يحيى بن بكير به.
قلتُ: لم يفعل ابن بكير شيئًا في تلك الرواية سوى أن وهم الوهم الفاحش في شيخ ابن الهاد، ويحيى وإن كان أثبت الناس في الليث كما يقول ابن عدى فيما نقله عنه الحافظ في ترجمة ابن بكير من "تهذيبه"[11/ 237]، لكن لم يكن بحيث يُقدَّم قوله على قول الجماعة في الليث، لاسيما وقد ضعفه النسائي وأبو حاتم الرازى مطلقًا، وإن كره ذلك منهما الذهبى، وأين يحيى بن بكير من شعيب بن الليث وابن وهب وعبد الله بن يوسف وأبى سلمة الخزاعى وقتيبة بن سعيد وهاشم بن القاسم وغيرهم من الجبال الرواسى؟! وكلهم رووه عن الليث عن يزيد بن الهاد عن موسى بن سرجس عن القاسم عن عائشة به
…
كما مضى.
وهذا هو الصواب قولًا واحدًا. فإن قيل: قد توبع يحيى بن بكير على الوجه السابق؛ تابعه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث به
…
عند الطبراني في "الكيبر"[23/ رقم 83]، باسناد مستقيم إليه.
قلنا: وأيش هذا؟! ومَنْ كاتب الليث حتى ندرأ بخطئه رواية الثقات الأثبات عن الليث، والكلام فيه طويل الذيل. والتحقيق: أنه ضعيف مطلقًا من قبل ومن بعد، اللَّهم إلا رواية البخارى وحده عنه، فلها شأن آخر، وقد رأيته عاد ورواه مرة أخرى عن الليث عن ابن الهاد عن موسى بن سرجس بإسناده به
…
مثل رواية الجماعة عن الليث: أخرجه عنه أبو سليمان بن زبر في "وصايا العلماء"[ص 27]، بإسناد صحيح إليه، وهذا هو المحفوظ عن الليث.
ومدار الحديث على (موسى بن سرجس) وقد روى عنه غير واحد إلا أنه لم يوثقه معتبر، ولا غير معتبر، وقد قال الحافظ عنه بـ"التقريب":"مستور" ثم ناقض نفسه، وذكر هذا الحديث في "الفتح"[11/ 362]، وعزاه لأصحاب السنن سوى أبى داود، وقال:"بسند حسن".
أما صاحب "المستدرك"، فدعه يجازف على عادته ويقول عقب روايته الحديث:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" والحديث استغربه الترمذى كما مضى في "جامعه" وقال شارحه المباركفورى [4/ 48]: "لم يحكم عليه الترمذى بشئ من الصحة والضعف، والظاهر أنه ضعيف؛ لأن موسى بن سرجس مستور" وهو كما قال هذا الفاضل. =
4511 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا صالح بن موسى الطلحى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جِهَادُ النِّسَاءِ الْحجُّ".
4512 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق،
= والحديث ثابت دون الفقرة الأخيرة: (اللَّهم أعنى على سكرات الموت) إنما المحفوظ قوله صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله؛ إن للموت سكرات) كما أخرجه البخارى [6145]، وجماعة كثيرة من حديث عائشة أيضًا. والله المستعان.
4511 -
صحيح: أخرجه البخارى [2720، 2721]، وأحمد [6/ 67، 165، 166] وسعيد بن منصور [2/ رقم 2339]، وعبد الرزاق [8811]، وابن راهويه [1015]، والبيهقى في "سننه"[8402، 17580، 17581]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 123، 124]، والذهبى في "السير"[12/ 387 - 388]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 72]، وغيرهم من طرق عن معاوية بن إسحاق الطلحى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت:(استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: جهادكن الحج) لفظ للبخارى، وهو عند الآخرين نحوه
…
وفى رواية لأحمد: (جهاد النساء حج هذا البيت).
قلتُ: قد توبع عليه معاوية بن إسحاق؛ تابعه حبيب بن أبى عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: (يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟! قال: لا، لكن أفضل الجهاد: حج مبرر) أخرجه البخارى [1448، 1762، 2632، 2721]- واللفظ له - والنسائى [2628]، وابن ماجه [2901]، وأحمد [6/ 71، 79، 165]، وابن خزيمة [3074]، وابن حبان [3702]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 284]، والمؤلف [برقم 4717]، وابن أبى شيبة [12655]، والبيهقى في "سننه"[8401، 17583]، وابن راهويه [4717]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 321]، وغيرهم. وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
4512 -
ضعيف بهذا التمام: أخرجه ابن ماجه [4212]، وابن راهويه [1777، 1812]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 70]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 98]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 257]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 111]، والشجرى في "الأمالى"[ص 354]، وغيرهم من طرق عن صالح بن موسى الطلحى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة به
…
=
عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَسْرَعُ الْبِرِّ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْىُ".
= ولفظ ابن ماجه: (أسرع الخير ثوابًا: البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة: البغى وقطيعة الرحم) ومثله عند الطحاوى والشجرى وابن راهويه، وهو عنذ الخرائطى مختصرًا بشطره الثاني فقط.
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 324]: "هذا إسناد فيه صالح بن موسى الطلحى وهو ضعيف".
قلتُ: وهو كما قال بل أشد، فصالح هذا ليس بذاك الصالح، بل هو منكر الحديث كما قاله أبو حاتم وغيره، وتركه النسائي وأبو نعيم الأصبهانى وغيرهما، وقال ابن حبان في ترجمته من "المجروحين" [1/ 369]:"كان يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به" وضعفه سائر النقاد فضعفَ.
وهذا الحديث: ساقه له ابن عدى مع غيره من مناكيره في ترجمته من "الكامل" ثم قال: "وهذه الأحاديث عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة غير محفوظات، لا يرويها عن معاوية بهذا الإسناد غير صالح".
قلتُ: وهو آفة هذا الحديث، وقد تساهل السيوطى وحسَّن سنده في "الجامع الصغير" وتعقبه المناوى في "الفيض"[1/ 505]، قائلًا:"وليس كما قال، فقد ضعفه المنذرى وغيره".
قلتُ: أشار المنذرى إلى تضعيفه في "الترغيب"[3/ 232]، وفى الياب عن أبى هريرة عند الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1092]، والبيهقى في "سننه" وغيرهما؛ وعن جابر بن عبد الله وعلى بن أبى طالب وغيرهم بأسانيد مناكير، وصح ذلك من مراسيل يحيى بن أبى كثير ومكحول الشامى، ومراسيلهما كَشِبْه الريح.
نعم: للفقرة الثانية لثماهد جيد من حديث أبى بكرة الثقفى عند أبى داود [4902]، والترمذى [2511]، وابن ماجه [4211]، وجماعة كثيرة بإسناد صحيح.
• تنبيه: الحديث عزاه السيوطى في "الجامع الصغير" و "الكبير" إلى ابن ماجه، وزاد:(والترمذى) فوهم، وعزاه النابلسى في "ذخائر المواريث" إلى ابن ماجه أيضًا. وزاد:(ومسلم) وهذا أفحش في الغفلة؛ وقد تعقبهما الإمام في "الضعيفة"[6/ 301]، قانظره ثمة. والله المستعان. =
4513 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا بقية، عن محمد بن زيادٍ، قال: سمعت عبد الله بن أبى قيسٍ، قال: سمعت عائشة، تقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام.
4514 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا محمد بن بكرٍ، حدّثنا ابن أبى عروبة، عن قتادة، عن معاذة، عن عائشة، قالت: مُرْنَ أزواجكن أن يغسلوا أثر الغائط، والبول، فإنى أستحيى منهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله.
=• تنبيه آخر: وجدت هذا الحديث عند الطبراني أيضًا في "الأوسط"[9/ رقم 9383]، وقال عقب روايته:"لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا صالح بن موسى".
قلتُ: وقد عرفت أن صالحًا ليس بصالح، يعنى في ضبطه.
4513 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 89، 93]، وابن راهويه [670، 1036، 1407]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[2/ رقم 844، 845]، وابن عساكر فى "تاريخه"[32/ 122] والمحاملى في "أماليه"[رقم 108]، والفريابى في "الصيام"[28، 29]، وغيرهم من طرق عن بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهانى عن عبد الله بن أبى قيس النصرى عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد شامى قوى مستقيم، وبقية قد صرح بالسماع من شيخه وشيخ شيخه حتى عائشة، عند ابن راهويه والمحاملى والطبرنى، ولم ينفرد به، بل تابعه إسماعيل بن عياش على مثله مع قصة في أوله عند ابن عساكر في "تاريخه"[32/ 122]، بإسناد صحيح إليه.
وتوبع عليه محمد بن زياد الألهانى أيضًا: تابعه محمد بن سليمان أبو ضمرة، ويزيد بن خمير، ومعاوية بن صالح، وغيرهم كلهم عن عبد الله بن أبى قيس عن عائشة به مثله في سياق أتم
…
وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" وللحديث طرق كثيرة عن عائشة بمثله ونحوه
…
مضى بعضها [برقم 4367، 4378].
4514 -
صحيح: أخرجه الترمذى [19]، والنسائى [46]، وأحمد [6/ 95، 113، 114، 120، 130، 171، 236]، وابن حبان [1443]، وابن أبى شيبة [1618]، والبيهقى في "سننه"[516]، وابن راهويه [1379]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[1/ 205]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 307]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 98]، =
4515 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا هارون الأعور، عن بديل بن ميسرةٍ، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قرأ:{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة:89].
= وغيرهم من طرق عن قتادة عن معاذة العدوية عن عائشة به
…
وعند بعضهم نحوه
…
ولفظ الترمذى: (عن عائشة قالت: مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء؛ فإنى أستحييهم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله) وثمله عند النسائي وابن حبان، وهو رواية لابن أخى ميمى، قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح
…
" وقال النووى في "الخلاصة" [1/ 162]: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيحين" وقال في "المجموع" [2/ 101]:"حديث صحيح".
قلتُ: وهو كما قالا وزيادة، وسنده على شرط الشيخين لو لا عنعنة قتادة، إلا أنه صرح بالتحديث عند أحمد في الموضع الخامس، وقد توبع عليه: تابعه يزيد الرشك مقرونًا معه عند أحمد في الموضع الثاني، لكن اختلف فيه على يزيد، والحديث أعله الإمام أحمد في "مسائل حرب الكرمانى" بالوقف، وتابعه إبراهيم الحربى في "علله" وخالفهما أبو زرعة الرازى، فصحح رفعه من طريق قتادة، وتابعه الدارقطنى في "علله"، وهذا هو الصواب عندى، ويُشْبِهِ أن يكون الوجهان محفوظين.
وقد أغرب بعض المتأخرين وأعل الحديث بالانقطاع بين قتادة ومعاذة، وليس ذا بشئ، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث مع استيفاء طرقه عن عائشة
…
في كتابنا: "غرس الأشجار".
4515 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3991]، والترمذى [2938]، والنسائى في "الكبرى"[11566]، وأحمد [6/ 64، 213]، والطيالسى [1557]، والطبرانى في "الصغير"[رقم 617]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 63]، و [8/ 302]، وابن راهويه [1308]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 290]، وتمام في "فوائده"[رقم 517، 518]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 222]، والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 189]، وابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 109]، وغيرهم من طرق عن هارون بن موسى الأعور عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق العقيلى عن عائشة به
…
وزاد النسائي والترمذى في آخره تمام الآية: (وجنة نعيم).
وزاد ابن راهويه وحده في آخره من قول بعضهم: (برفع الراء) وهو رواية لأحمد.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور".
قلتُ: وهارون هذا ثقة مقرئ نبيل؛ ومَنْ فوقه ثقات مشاهير؛ فالإسناد صحيح؛ =
4516 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن معمرٍ، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد.
= ولا التفات إلى قول أبى عيسى الرملى - أحد رواة سنن أبى داود عنه - عقب روايته الحديث عن أبى داود كما في السنن [2/ 431]: "بلغنى عن أبى داود أنه قال: هذا حديث منكر"؛ لأنه بلاغ عضمَّنْ لا يدرى من هو، ولو صح عن أبى داود، لكان فيه ما فيه مما بسطناه في غير هذا المكان، والله المستعان.
والحديث أخرجه الحاكم أيضًا [2/ 257]، وصححه على شرط الشيخين، ووهم في ذلك كعادته؛ لأن بديل بن ميسرة ليس من رجال البخارى أصلًا، ومثله عبد الله بن شقيق، وللحديث شاهد من رواية ابن عمر مرفوعًا مثله، وكذا عن أنس بن مالك، ولا يصح في الباب إلا حديث عائشة وحده.
4516 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [1895]، وفى "الشمائل"[رقم 205]، والحميدى [257]، وأحمد [6/ 38، 40]، والحاكم [4/ 153]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 97]، وفى "المعرفة"[4597]، وفى "الآداب"[رقم 420]، والبغوى في "شرح االسنة"[5/ 491]، وفى "الأنوار"[رقم 1008]، وابن حبان في "الثقات"[8/ 39]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 248]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 674]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن معمر عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة به .. وعند ابن عساكر:(الحلواء البارد).
قأل، الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
…
".
قلتُ: وهو كما قال، لولا أنه معلول، فقال الترمذى عقب روايته:"هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة، والصحيح ما رُوىَ عن الزهرى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا".
ثم أخرجه [رقم 1896]، من طريق ابن المبارك عن معمر ويونس الأيلى كلاهما عن الزهرى به مرسلًا بلفظ:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الشراب أطيب؟! قال: الحلو البارد).
ثم قال: "وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا؛ وهذا أصح من حديث ابن عيينة رحمه الله".
قلت: ورواية عبد الرزاق عن معمر عنده في "المصنف"[19583]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5927]، وفى "الآداب"[رقم 421]، وابن الأعرابى في "المعجم" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [رقم 210]، ورواه وكيع عن يونس الأيلى وحده عن الزهرى به مرسلًا .. عند ابن أبى شيبة [24197]، واختلف قيه على وكيع، فرواه عنه ابن أبى شيبة كما مضى مرسلًا؛ وخالفه أبو سعيد يحيى بن سليمان - وهو مختلف فيه - فرواه عن وكيع فقال: عن يونس بن يزيد عن الزهرى عن عروة عن عائشة به موصولًا.
هكذا أخرجه أبو الحسن بن مهدى في "الأفراد"[رقم 6056/ أطرافه]، وجزم أبو الحسن بتفرده به عن وكيع على هذا الوجه، والمحفوظ عن وكيع هو الأول، ويحيى بن سليمان ليس في قوة بن أبى شيبة ولا يكاد، بل تكلم فيه غير واحد، حتى قال النسائي:"ليس بثقة" وقد توبع وكيع على الوجه المرسل السابق؛ تابعه ابن المبارك كما مضى عند الترمذى؛ وكذا تابعه عيسى بن يونس كما ذكره الدارقطني في "الأفراد".
والمرسل هو المحفوظ كما صححه الترمذى سالفًا، ومثله أبو زرعة الرازى كما في "العلل"[رقم 1588]، وبعده البيهقى في "الشعب"[5/ 97])، وفى "المعرفة" وفى "الآداب" وقبله أبو الحسن بن مهدى في "علله"[13/ 194]، فقال:"والمرسل أشبه بالصواب؛ ولم يتابع ابن عيينة على ذلك" يعنى على وصله عن معمر.
ثم جاء زمعة بن صالح ورواه عن الزهرى فقال: عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به نحوه بلفظ: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الشراب أطيب؟! قال: الحلو البارد) هكذا أخرجه ابن عدى في "كامله"[3/ 231]، ثم قال:"كذا قال: الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة، ويروى هذا الحديث عن عروة عن عائشة، رواه ابن عيينة عن معمر عنه".
قلتُ: وهذا منكر جدًّا من حديث ابن شهاب، والمحفوظ عنه هو المرسل كما مضى؛ وزمعة بن صالح قد ضعفوه المسكين، وكان كثير الغلط في حديث الزهرى أيضًا كما قاله النسائي في "الضعفاء"[ص 42].
فإن قيل: قد توبع الزهرى على وصله؛ تابعه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مثله .. عند الحاكم [4/ 153]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 184]، وأبى الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 675]، من طريقين عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام به ....
قلتُ: سكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبى بأنه:(من رواية عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبيه عن عائشة، وعبد الله هالك، والصحيح إرساله) هكذا نقله عنه المناوى في "الفيض"[5/ 83]، وهو كما قال؛ وعبد الله بن محمد هذا تركه أبو حاتم وغيره، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن حبان في "المجروحين"[2/ 11]: "كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات، ويأتى عن هشام بن عروة ما لم يحدث به هشام قط، لا يحل كتابة حديثه، ولا الرواية عنه" وقال عنه العقيلى في "الضعفاء"[2/ 300]"له غير حديث عن هشام بن عروة، لا يتابع عليه مناكير" وقال أبو نعيم الأصبهانى في "الضعفاء"[ص 97]: (صاحب مناكير وأباطيل) وهو من رجال "اللسان"[3/ 331].
وروايته تلك: ساقها له ابن عدى في مناكير من "الكامل" وقال عقبها: "وهذا الحديث من حديث هشام بن عروة عزيز، وإنما يروى هذا الحديث: ابن عيينة عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة، [و] من الرواة من أرسله عن ابن عيينة".
قلتُ: لم أجده من طريق ابن عيينة عن الزهرى مرسلًا، إنما رواه أصحابه عنه به موصولًا، فإن صح كلام أبى أحمد الجرجانى؛ فيكون ابن عيينة قد اختلف عليه في وصله وإرساله. والمرسل هو الصواب كما سبق بيانه.
وفى الباب عن أبى أمامة عند تمام في "فوائده"[189]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[1/ 126]، وسنده موضوع، وعن ابن عباس عند ابن الأعرابى في "المعجم"[208]، بسند باطل.
وله طريق ثان عن ابن عباس به مثل لفظ الزهرى المرسل عند الترمذى: يرويه محمد بن جابر بن سيار الحنفى عن إسماعيل بن أمية عن أبيه عن ابن عباس به
…
أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 104].
قلتُ: وهذا إسناد منكر، ومحمد بن جابر قد ضعفوه لسوء حفظه وكثرة ما يأتى به من المناكير، حتى تركه الفلاس وغيره، وكان يُلقَّن أيضًا، وتلك مصيبة، وقد خالفه ابن جريج - وهو أوثق منه مائة مرة - فرواه عن إسماعل بن أمية عن رجل عن ابن عباس به (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الشراب أطيب؟ قال: الحلو البارد).
هكذا أخرجه أحمد [1/ 338]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5926]، وهذا هو المحفوظ عن إسماعيل بن أمية؛ ورجاله ثقات سوى هذا الرجل المبهم بين إسماعيل وابن عباس.
والمحفوظ في هذا الباب: إنما هو مثل حديث عائشة الآتى [برقم 4741، 4892، 4896، 4956]، ولفظه:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل).
• تنبيه: هذا الحديث عزاه ابن كثير في "البداية"[6/ رقم 52]، إلى "الصحيحين"، =
4517 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا وكيع بن الجراح، حدّثنا زكريا بن أبى زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيبٍ، عن ابن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَالاسْتِنْشَاقُ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبِطِ، وَحَلَقُ الْعَانَةِ، وَالانْتِقَاصُ بِالماءِ"، قال
= ووهم في ذلك ولا بد؛ لأن الذي في "الصحيحين" عن عائشة إنما هو بلفظ: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العسل والحلواء .... ) أخرجاه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها به
…
وليس من حديث الزهرى عن عروة كما وهم ابن كثير.
• تنبيه آخر: طريق ابن جريج الماضى عن إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عباس به .... عند أحمد والبيهقى: قد رأيت ابن جريج قد اختلف عليه فيه، كما تراه عند ابن أبى شيبة [24199].
4517 -
منكر بهذا التمام: أخرجه مسلم [261]، وأبو داود [53]، والترمذى [2757]، وابن ماجه [293]، والنسائى [5040]، وأحمد [6/ 137]، وابن خزيمة [88]، والبيهقى في "سننه"[152، 244]، وفى "الشعب"[3/ رقم 2760]، وفى "المعرفة"[رقم 344]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 170]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 94]، وابن أبى شيبة [2046]، وابن راهويه [547]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 784]، والعقيلى [4/ 197]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 326]، وابن عبد البر في "النمهيد"[21/ 65]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 128]، وفى "شرح المعانى"[4/ 229]، وغيرهم من طرق عن زكريا بن أبى زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة به
…
وليس عند ابن المنذر (الاستنشاق) ولا (نتف الإبط) ولا: (حلق العانة) ولا: (الانتقاص بالماء) ولا قول مصعب بن شيبة في آخره، وليس عند العقيلى قوله:(والسواك) وكذا ليس عند ابن المنذر قوله في أوله: (عشر من).
قال الترمذى: "هذا حديث حسن".
قلتُ: وكذا صححه مسلم وابن خزيمة وجماعة من المتأخرين، والصواب أنه حديث منكر ولا بد، أنكروه على مصعب بن شيبة وعدوه من مناكره، وقد بسطنا الكلام عليه بسطًا وافيًا في كتابنا:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
ولا بأس إن ذكرنا طرفًا من ذلك هنا: فنقول: قال الدارقطنى عقب روايته: "تفرد به =
وكيعٌ: يعنى الاستنجاء بالماء ينقص البول، قال زكريا: قال مصعبٌ: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
= مصعب بن شيبة، وخالفه أبو بشر - يعنى جعفر بن إياس - وسليمان التيمى فروياه عن طلق بن حبيب قوله غير مرفوع" وقال في "العلل" [13/ 141]:"يرويه طلق بن حبيب، واختلف عنه؛ فرواه مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه سليمان التيمى وأبو بشر جعفر بن إياس؛ فرواه عن طلق بن حبيب قال: كان يقال: عشر من الفطرة، وهما أثبت من مصعب بن شيبة وأصح حديثًا".
قلتُ: ورواية سليمان التيمى وأبى بشر: قد أخرجها النسائي [5041، 5042]، ثم قال:"وحديث سليمان التيمى وجعفر بن إياس أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب منكر الحديث".
قلتُ: وقبله أنكر الإمام أحمد هذا الحديث على مصعب بن شيبة، كما نقله عنه العقيلى في "الضعفاء" وكذا أنكره عليه محمد بن إسحاق الحافظ الأصبهانى، كما نقله عنه تقى الدين القشيرى في "الإمام" ومغلطاى في "الإعلام"[1/ 64].
ومصعب بن شيبة وإن احتج به مسلم ووثقه بعضهم، إلا أن الحذاق قد تكلموا فيه، والتحقيق أنه منكر الحديث كما قاله النسائي وغيره، واحتجاج مسلم به معارض بتضعيف مَنْ هو أقعد منه بهذا الفن، وكذا تصحيحه لهذا الحديث مرفوعًا، معارض بكلام مَنْ صحَّح وقْفَه على طلق بن حبيب، كأحمد والنسائى وأبى الحسن ابن مهدى وابن منده والعقيلى وغيرهم؛ وهم السادة الحجة، فأنَّى ينهض لهم مسلم! ولا يجدى الحديث: تصحيح من صححه مرفوعًا، كما لا ينفعه تحسين من توسط بين آراء النقاد بشأنه، واستروح إلى الاقتصاد في الحكم عليه بزعمه، وقد تخبط جماعة من المتأخرين في الكلام عليه، وناقشنا أدلتهم في "غرس الأشجار".
نعم: للحديث شاهد نحوه مرفوعًا من رواية عمار بن ياسر عند أبى داود وجماعة كثيرة، لكن سنده معلول كما مضى شرحه [برقم 1627].
والثابت في هذا الباب: هو حديث أبى هريرة الآتى [برقم 5872، 6595]، ولفظه:(خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط؛ وتقليم الأظفار، وقص الشارب) لفظ البخارى [5550].
4518 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الَّذِى كُنْتُ أَدْعُوهُمْ فِي الدُّنْيَا إِلَيْهِ حَقٌّ، وَقَدْ قَالَ اللهُ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] ".
4519 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن يوسف بن ماهك، عن أمه مسيكة، عن عائشة، قالت: قلنا يا رسول الله، ألا نبنى لك بيتًا يظلك؟ قال:"لا، مِنًى مُنَاخٌ لمِنْ سَبَقَ".
4518 - صحيح: أخرجه البخارى [1305]، والحاكم [2/ 440]، والحميدى [224]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 281]، والبيهقى في "المعرفة"[رقم 6350]، وابن أبى داود في "مسند عائشة"[رقم 14]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلتُ: وهم الحاكم ولا بد، والحديث عند البخارى كما مضى بإسناده ومتنه إلا أن عند الحاكم:(إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم في الدنيا حق، .... ) والذى عند البخارى: (إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق
…
) وهذا اختلاف يسير للغاية، ولا بمثله يصح لصاحب "المستدرك" أن يستدركه، وقد توبع عليه ابن عيينة عن هشام بن عروة:
1 -
تابعه أبو أسامة حماد بن أسامة على نحوه في سياق أتم في أوله: عند البخارى [3759]، ومسلم [932]، وغيرهما.
2 -
وعبدة بن سليمان على نحوه مع سياق أتم في أوله أيضًا: كما يأتى عند المؤلف [برقم 5680]، وهو عند البخارى [3760]، والنسائى [2076]، وغيرهما.
3 -
ووكيع بن الجراح على نحو رواية أبى أسامة إلا أن حديث أبى أسامة أتم: أخرجه مسلم [932].
4519 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [2019]، والترمذى [881]، وابن ماجه [3006، 3007]، وأحمد [6/ 187، 206]، والدارمى [1937]، وابن خزيمة [2891]، والحاكم [1/ 638]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2584]، والبيهقى في "سننه"[9391]، وابن راهويه [1286]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 50]، والفاكهى في أخبار مكة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [رقم 2556]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 622، 623]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 6399/ أطرافه]، وغيرهم من طرق عن إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن مهاجر البجلى عن يوسف بن ماهك عن أمه مسيكة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه ....
قال الترمذى: "هذا حديث حسن".
قلتُ: كذا قال، وقد تعقبه صاحب "المنار" فقال:"ولم يُبَيِّن لم لا يصح، وعندى أنه ضعيف؛ لأن فيه مسيكة أم يوسف، لا يعرف حالها، ولا يعرف روى عنها غير ابنها" نقله عنه المناوى في "الفيض"[6/ 244]، وأقره عليه، ثم عاد المناوى وقال في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [2/ 869 طبعة مكتبة الشافعي]:"إسناده صحيح".
هكذا يجازف كعادته، كأنه تبع الحاكم في قوله عقب روايته:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وهذا وهم مضاعف، و (مسيكة) أم يوسف بن ماهك لم يرو لها مسلم حرفًا، فضلًا عن كونها امرأة غير معرفة بعدالة ولا جرح، وليس يحفظ لها راو عنها سوى ابنها يوسف وحده، كما يقول ابن خزيمة في "صحيحه" وأعل بها هذا الخبر. وقال المباركفورى في شرح الترمذى [3/ 529]:"مدار هذا الحديث على مسيكة، وهى مجهولة".
قلتُ: وفيه علة أخرى، وهى أن إبراهيم بن مهاجر شيخ ضعيف على التحقيق، لم يكن في حفظه بقوى، وجمهور النقاد على تضعيفه، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه، ولم يروه عنه أحد سوى إسرائيل بن أبى إسحاق وحده، كما جزم به الدارقطنى في "الأفراد" والطبرانى في "الأوسط". ثم جاء المحيوى النواوى وأورد الحديث في "خلاصته"[2/ 1009]، ثم قال:"رواه الدارمى وأبو داود والترمذى وابن ماجه وغيرهم بأسانيد حسنة" وقال في "المجموع"[5/ 282]، بعد أن عزاه لهؤلاء أيضًا:(بأسانيد جيدة) هكذا يقول: (بأسانيد)، هلا اكتفى بما اكتفى به إسماعيل بن عمر في "بدايته ونهايته"[5/ 199]، حيث قال بعد أن ساق الحديث من طريق البيهقى: "هذا إسناد لا بأس به،
…
".
ونحن نخاصم من مشى سنده بما سبق من إعلاله، فمن أين للنووى تلك الأسانيد الجياد الحسان؟! وهى عبارة رأيته يدندن بها كثيرًا في حكمه على أخبار ليس لها إلا إسناد واحد، وقد غفل ابن كثير غفلة سافرة أخرى في تخريجه هذا الحديث في "بدايته" وقد تعقبناه عليها في:"غرس الأشجار" وذكرنا هناك وهم بعضهم في متن هذا الخبر؛ بزيادته فيه ما ليس بمحفوظ، وهو ضعيف على كل حال.
4520 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: اشتريت بريرة لأعتقها، فاشترط أهلها ولاءها، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَعْتِقِيهَا، فَإِنَّ الْوَلاءَ لمِنْ أَعْتَقَ، وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا وَهِىَ مَمْلُوكَةٌ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم".
4521 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى روادٍ، عن ابن جريجٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ، قالت عائشة: فعق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن، والحسين، شاتين شاتين يوم السابع، وأمر أن يماط عن رأسه الأذى، وقال:"اذْبَحُوا عَلَى اسْمِهِ، وَقُولُوا: بِسْمِ الله، اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، هَذِهِ عَقِيقَةُ فُلانٍ"، قالت: وكانوا في الجاهلية تؤخذ قطنةٌ تجعل في دم العقيقة، ثم توضع على رأَسه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يجعلوا مكان الدم خلوقًا.
4520 - صحيح: أخرجه الترمذى [1155]، وابن ماجه [2074]، وأحمد [6/ 42]، وسعيد بن منصور [1260]، وابن أبى شيبة [17589، 36287]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 82]، وفى "المشكل"[11/ 17، 34]، وابن راهويه [1539، 1563]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وسياق ابن ماجه مختصر، ولفظه:(عن عائشة أنها أعتقت بريرة؛ فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لها زوج حر) ونحوه عند الترمذى، وهو رواية لابن أبى شيبة
…
قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد رواه بعضهم عن الأعمش فوهم عليه في متنه، وقد توبع عليه الأعمش على نحوه
…
تابعه منصور بن المعتمر، والحكم بن عتيبة وزياد بن كليب - واختلف عليه - وغيرهم، وقد استوفينا رواياتهم في "غرس الأشجار" مع سائر طرقه عن عائشة
…
وقد مضى بعضها [برقم 4435، 4436]، والله المستعان.
4521 -
ضعيف بهذا السياق والتمام: أخرجه ابن حبان [5311/ الإحسان]، والحاكم [4/ 264]، وعنه البيهقى في "سننه"[9055]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 226]، ومن طريقه البيهقى أيضًا [رقم 9055]، و [19077]، وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [رقم 99]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 111]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 41]، وابن السكن في "صحاحه" كما في "البدر المنير"[9/ 341]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 70 - 71]، والدارقطنى في "جزء من علله"[ص 31/ مسند أم الفضل بنت حمزة]، وابن المنذر كما في "تحفة المودود"[ص 210]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1239/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
وهو عند ابن حبان والحاكم وابن عدى وأبى زرعة وابن أخى ميمى والطحاوى باختصار حتى قوله: (وأمر أن يماط عن رأسه الأذى) فقط، وليس عنده ما بعده، وهو رواية للدارقطنى والبيهقى؛ وهو عند ابن المنذر بالمرفوع منه فقط دون التكبير فيه، وعند البزار بقول عائشة في آخره فقط، وليس قول عائشة عند البيهقى، وزاد في رواية له: (وسماهما
…
) بعد قوله: (يوم السابع
…
) وهو لفظ الحاكم وابن حبان وابن عدى والطحاوى وأبى زرعة وابن أخى ميمى وابن أبى الدنيا ورواية للدارقطنى، وليس التكبير عند أحد سوى البيهقى في رواية له وحده، وقول عائشة في أوله:(يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة) ليس عند الجميع سوى ابن أبى الدنيا وابن السكن ورواية للبيهقى والدارقطنى؛ وهو عندهم مرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة
…
"، وعزاه الحافظ في "الفتح" [9/ 589]، إلى البزار وابن حبان والحاكم؛ ثم قال: "بسند صحيح" وقبله صححه ابن حبان وابن السكن، وقال النووى في "المجموع" [8/ 428]: "رواه البيهقى بإسناد حسن".
قلتُ: وليس الأمر كما قالوا جميعًا، فهذا الحديث لم يسمعه ابن جريج من يحيى بن سعيد أصلًا، وقد كشف لنا عورته: هشامُ بن سليمان المكى، فرواه عن ابن جريج فقال: "حدّثنا ابن جريج قال: حُدِّثت عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت
…
" وساق الحديث نحو سياق المؤلف دون قول عائشة في آخره، وكذا دون قولها في أوله عند المؤلف: (يعق عن الغلام
…
) وليس فيه التكبير، وزاد (وسماهما). بعد قوله:(يوم السابع)، هكذا أخرجه الدولابى في "الذرية الطاهرة"[رقم 142]، لكن الطريق إليه لا يثبت، غير أن أبا الحسن بن مهدى قد جزم بنسبة ذلك إليه لما ساق الاختلاف في سند هذا الحديث بـ"العلل"[15/ 28]، فقال لما سئل عنه: "يرويه يحيى بن سعيد عن عمرة، حدث به ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جريج، واختلف عنه، فرواه عبد المجيد - يعنى ابن أبى راود - وحجاج بن محمد - يعنى الأعور - ومحمد بن عمرو الشافعي [كذا] وهو تصحيف، والصواب:(اليافعى)] عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة، وخالقهم هشام بن سليمان وروح بن عبادة، فروياه عن ابن جريج قال: حدثت عن يحيى، وهو الصحيح؛ فابن جريج لم يسمعه من يحيى".
قلتُ: ورواية روح بن عبادة وقعت عند البزار، ولكن بالعنعنه بين ابن جريج ويحيى، فلعله اختلف عليه كما اختلف على هشامٍ بن سليمان أيضًا، فقد وقعت روايته عند ابن أبى الدنيا في "العيال" بالعنعنة أيضًا، وقول ابن جريج:"حدثت عن يحيى" ظاهر في الانقطاع، بل رأيت أبا زكريا الغطفانى قد قال لما سئل عن هذا الحديث:"هذا في كتب ابن جريج عن رجل عن يحيى في عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم " نقله عنه عبد الله بن أحمد في "العلل"[3/ 19].
وهذا نص قاطع في الانقطاع. فكأن ابن جريج كان يدلس هذا الرجل المبهم بينه وبين يحيى بن سعيد، وقد صح عن الدارقطنى أنه قال:"شر التدليس: تدليس ابن جريج؛ فإنه قبيح التدليس، لا يدلى إلا فيما سمعه من مجروح" نقله عنه الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص 41]، وهو في سؤالات الحاكم [ص 174]، نحوه
…
وزاد في آخره: "مثل إبراهيم بن أبى يحيى، وموسى بن عبيدة وغيرهما".
قلتُ: وإبراهيم هو ابن محمد الأسلمى الهالك، وموسى بن عبيدة شيخ منكر الحديث على عبادته، والأول معروف بالرواية عن يحيى بن سعيد الأنصارى، فلعله هو الذي سمع منه ابن جريج هذا الحديث عن يحيى ثم دلَّسه، وكأن ابن جريج قد فطن إلى أنه لا فائدة من ذلك التدليس؛ فكان ربما أعرض عن الإسناد كله فيما بينه وبين عائشة، وقال: (حُدَّثْتُ حديثًا رُفِعَ إلى عائشة أنها قالت
…
) وساقه نحو سياق المؤلف دون قول عائشة في أوله: (يعق عن الغلام
…
) ودون التسمية والتكبير فيه أيضًا، هكذا رواه عنه عبد الرزاق في "مصنفه"[7963].
فالعجب من النووى والحافظ ومن تبعهما على تصحيح هذا الحديث من المتأخرين، جريًا منهم على الاغترار بظاهر إسناده، والغفلة أن عنعنة ابن جبريج القاصمة للظهور!.
فإن قيل: قد رواه حجاج الأعور عن ابن جريج فصرح بسماعه الحديث من يحيى بن سعيد، كما أخرجه ابن حبان [5308]. =
4522 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ، توضأ وضوءه للصلاة.
= قلنا: إنما هو عنده مختصر بقول عائشة في آخره فقط، وحجاج الأعور وإن كان ثبتًا في ابن جريج، إلا أنه قد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد كما يقول ابن سعد، ورماه بعضهم بالاختلاط، وفيه نظر ذكرناه في (المحارب الكفيل) وقبلنا المعلمى في "التنكيل" فلعله وهم فيه على ابن جريج، وقلب عنعنته سماعًا، وقد يكون ذلك ممن دونه، وهذا أقرب عندى.
وكيف يكون الحديث عند ابن جريج من مَسْمُوعه من يحيى بن سعيد؛ وهو في كتب ابن جريج: (عن رجل عن يحيى بن سعيد) كما ذكره ابن معين فيما نقلناه عنه سابقًا، وحجاج الأعور كان راوية كتب ابن جريج، وهذا يؤيد أن الوهم ممن دونه في ذلك السماع، فإما أن يكون أصل الحديث كان عند حجاج الأعور عن ابن جريج عن رجل عن يحيى بن سعيد بإسناده به
…
وإما أن يكون عنده عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد بإسناده به أيضًا .. وكلا الوجهين ظاهران في عدم الاتصال بين ابن جريج ويحيى، فوهم فيه مَنْ وَهَم على حجاج، وذكر فيه سماع ابن جريج من يحيى، وهذا ليس بشئ.
ورحم الله الإمام أحمد: فقد كان (يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هذا خطأ،
…
) نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[1/ 369]، ولبعض فقرات الحديث طرق أخرى ثابتة: يأتى بعضها [برقم 4648]، وهو ضعيف بهذا السياق والتمام جميعًا؛ وقد بسطنا الكلام عليه وأحاديث الباب في كتابنا:"غرس الأشجار".
• تنبيه: قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 91]، بعد أن عزا الحديث للمؤلف والبزار:"ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ أبى يعلى "إسحاق"، فإنى لم أعرفه".
قلتُ: كذا قال، ولو أنه رجع عند المؤلف بنظره قليلًا قبل هذا الحديث بسبعة مثله؛ لرأى المؤلف قد قال: (حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل
…
) وهو حافظ ثقة مشهور لم يتكلم فيه أحد بحجة قط.
4522 -
صحيح: أخرجه مسلم [305]، وأبو داود [222]، والنسائى [258]، وابن ماجه [584]، وأحمد [6/ 36، 102، 118، 200، 279]، وابن خزيمة [213]، وابن حبان [1217]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 126]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4971]، وعبد الرزاق [1073]، وابن أبى شيبة [657]، وابن راهويه [1040]، والبيهقى في "سننه" =
4523 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ".
= [914، 927]، وفى "المعرفة"[رقم 416]، وأبو عوانة [رقم 609، 611]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 213]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 126]، وجماعة من طرق عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
وزاد مسلم والنسائى وابن حبان وعبد الرزاق والبيهقى في "سننه" والبغوى في آخره: (قبل أن ينام) وهو رواية لأبى عوانة؛ وزاد الدارقطنى وعبد الرزاق وحدهما في آخره: (وإذا أراد أن يطعم غسل فرجه، ومضمض ثم طعم) لفظ عبد الرزاق؛ ولفظ الدارقطنى: (وإذا أراد أن يطعم غسل يديه ثم أكل) وفى لفظ له: (غسل كفيه ومضمض فاه ثم طعم) وهذه الزيادة رواية للبيهقى في "سننه" ولفظه: (وإذا أراد أن يأكل أو يشرب يغسل يديه، ثم يأكل ويشرب إن شاء) وهى أيضًا رواية لأحمد مثل لفظ البيهقى؛ وكذا هي رواية للمؤلف أيضًا تأتى [برقم 4782، 4891]، مثل لفظ الدارقطنى الأول.
قلتُ: وقد توبع عليه الزهرى عن أبى سلمة على نحوه .... تابعه يحيى بن أبى كثير ومحمد بن عمرو بن علقمة
…
وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
يأتى بعضهما [برقم 4772].
4523 -
صحيح: أخرجه البخارى [239، 5263، 5264]، ومسلم [2001]، ومالك [1540]، وأبو داود [3682]، والترمذى [1863]، والنسائى [5591، 5592، 5593، 5594]، وابن ماجه [3386]، وأحمد [6/ 36، 96، 190، 225]، والدارمى [2097]، وابن حبان [5345، 5371، 5372، 5393، 5397]، والشافعى [1344، 1345]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 251]، والطيالسى [1478]، وعبد الرزاق [17002]، وابن أبى شيبة [23739]، وابن الجارود [855]، والحميدى [281]، وابن راهويه [808، 1066، 1067]، والبيهقى في "سننه"[24، 17136، 17137، 17148]، وفى "المعرفة"[رقم 119، 5454، 5455]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 216]، وفى "المشكل"[12/ 205]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به
…
وزادوا جميعًا - سوى ابن ماجه والطيالسى وابن أبى شيبة والحميدى وابن الجارود، وهو رواية للبخارى ومسلم والنسائى وأحمد وابن حبان والبيهقى - في أوله: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم =
4524 -
حدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استترت بقرامٍ فيه تماثيل، فلما رآه، تلون وجهه وهتكه، وقال:"إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِين يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللهِ".
4525 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن المغيرة بن زياد، عن عطاء، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعًةً مِنَ السُّنَّةِ، سِوَى الْفَرِيضَةِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ".
= عن البتع فقال:
…
) وفى رواية للبخارى وأبى داود وأحمد والدارقطني: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع، وهو نبيذ العسل، وكان أهل اليمن يشربونه)
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال.
4524 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4409].
4525 -
ضعيف بهذا ألتمام: أخرجه ابن ماجه [1140]، والترمذى [414]، والنسائى [1794] و [1795]، وابن أبى شيبة [5975]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 60]، والدولابى في الكنى [رقم 1576]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 186]، وغيرهم من طرق عن إسحاق بن سليمان الرازى عن المغيرة ابن زياد البجلى عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة به .... وليس عند النسائي وابن عبد البر وابن عساكر قوله:(من السَّنَة).
قال الترمذى: "حديث عائشة: حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه".
قلتُ: وبه أعله ابن الملقن في "البدر المنير"[4/ 284]، وساق كلام النقاد فيه، منها قول أحمد عنه:"حدث بأحاديث مناكر، وكل حديث رفعه فهو منكر" وقال التسائى والدارقطنى: "ليس بالقوى" وقال أبو زرعة: "في حديثه اضطراب" وضعفه غير واحد؛ حتى جازف الحاكم صاحب "المستدرك"، وقال:"لم يختلفوا في تركه" وتعقبه الحافظ المزى في "تهذيبه"[28/ 363]، بكون ابن معين وجماعة قد وثقوا زيادًا، ثم بالغ أبو الحجاج وقال: "لا نعلم أحدًا منهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= - يعنى من النقاد - قال: إنه متروك" كذا قال، وقد تعقبه الحافظ في "تهذيبه" [10/ 260]، بقول ابن حبان عن زياد في "المجروحين" [3/ 7]: "كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات؛ فوجب مجانبة ما أنفرد [به] من الروايات؛ وترك الاحتجاج بما خالف الأثبات
…
" ثم قال الحافظ يرد على الحاكم: "لكن نقل الإجماع على تركه مردود
…
".
قلتُ: نعم؛ وزياد إلى الضعف أقرب عند التأمل والنظر؛ وكان كثير المخالفة في حديث عطاء خاصة، وحديثه هذا أنكره عليه الإمام أحمد والنسائى والدارقطنى والعقيلى وغيرهم، بل استدل الإمام أحمد على ضعفه بروايته هذا الحديث، فقال: "ضعيف الحديث
…
روى عن غطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى في يوم ثنتى عشرة ركعة، وهذا يروونه عن عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة: من صلى في يوم ثنتى عشرة ركعة بنى له بيت في الجنة".
نقله عنه ابنه عبد الله في "العلل"[1/ رقم 404] و [3/ رقم 28، 35، 163]، وعنه ابن عدى والعقيلى وابن أبى حاتم في (ترجمة زياد بن المغيرة)، ومثلهم ابن عساكر في "تاريخه"[10/ 60].
ومثل قول الإمام أحمد: قاله الدارقطنى لما ساق الاختلاف في هذا الحديث بـ"العلل"[15/ 266]، قال:"ورواه المغيرة بن زياد الموصلى عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه، وإنما أراد: عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة" وقبله قال أبو عبد الرحمن النسوى لما روى هذا الحديث في "سننه الكبرى"[1/ 458]: "هذا خطأ، ولعله - يعنى زيادًا - أراد: عنبسة بن أبى سفيان، فصحفه" يعنى صحَّف (عائشة) إلى (عنبسة). ورواية عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة به نحو لفظ المؤلف دون تفسير الركعات: عند النسائي [1798]، وأحمد [6/ 326]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 439، 440، 461]، وغيرهم من طرق عن عطاء به
…
وصرَّح عطاء بسماعه عنبسة عند أحمد، والإسناد إليه مستقيم، لكن قال النسائي عقب روايته:"عطاء لم يسمعه من عنبسة" ثم أيد ذلك بما أخرجه هو [1799]، من طريق محمد بن سعيد الطائفى - وهو شيخ صدوق - عن عطاء عن يعلى بن أمية عن عنبسة عن أم حبيبة به
…
واختلف في سنده على الطائفى كما تراه عند الطبراني في "الكيبر"[23/ رقم 448]، وفى هذا الطريق دلالة على أن عطاء كان ربما دلس، ولم أر مَنْ وصفه بذلك صراحة، وإن كان أشار إليه الإمام أحمد كما نقله عنه الحافظ في ترجمة عطاء من "التهذيب"[7/ 202]، =
4526 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حسان بن إبراهيم، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلى ما بين العشاء ثلاث عشرة ركعةً، يوتر منها بخمسٍ، يسلم في الخامسة.
= وقد اختلف في سنده على عطاء على ألوان أخرى؛ ساقها النسائي في "سننه"[3/ 260 - 262]، وفى "الكبرى"[1/ 182]، و [1/ 458 - 460]، ورجح الدارقطنى في "علله"[14/ 130]، الوجه الماضى (عن عطاء عن عنسه عن أم حبيبة به
…
) وقد عرفت أنه معلول مع ما في متنه من القصور عن سياق حديث المغيرة بن زياد.
وللحديث طرق أخرى عن عنبسة عن أم حبيبة به
…
يأتى بعضها عند المؤلف [برقم 7124، 7135]، وأكثرها دون تفسير الركعات في سياقه، وتوبع عليه عنبسة مثله عن أم حبيبة به
…
كما يأتى [برقم 7178]، ورواه سفيان الثورى وزهير بن معاوية وإسرائيل بن يونس وغيرهم عن أبى إسحاق السبيعى عن المسيب بن رافع عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به
…
نحو سياق المؤلف جميعًا مع اختلاف بينهم في لفظة من متنه.
ورواية الثورى عند الترمذى [415]، وابن راهويه [2042]،. والبغوى في "شرح السنة"[2/ 113]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2679]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 46/ مختصره]، وغيرهم من طرق عن المؤمل بن إسماعيل عن الثورى بإسناده به
…
نحو المؤلف قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال، لولا أن فيه ثلاث علل: المؤثَّرة فيهن: هي عنعنة أبى إسحاق، فقد كان إمامًا في التدليس، والمحفوظ عن أم حبيبة في هذا الحديث: إنما هو دون تفسير الركعات الاثنى عشر فيه، ولا أعلم في (تفسير تلك الركعات) حديثًا ثابتًا، كما بسطنا ذلك بسطًا وافيًا في "غرس الأشجار"، إنما الثابت في تفسير تلك الركعات من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم كما يأتى في حديث ابن عمر [برقم 5776]. والله المستعان.
4526 -
صحيح: أخرجه مسلم [737]، وأبو داود [1338]، والترمذى [459]، وأحمد [6/ 50، 161، 230]، والدارمى [1581]، وابن حبان [2437]، والبيهقى في "سننه"[4577، 4578]، والنسائى في "الكبرى"[421، 1420]، وابن راهويه [616]، وابن نصر في "كتاب الوتر"[رقم 37/ مختصره]، وأبو عوانة [رقم 1845، 1846]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 179]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 743]، وابن المنذر في =
4527 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عبد ربه بن سعيدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا اشتكى الإنسان، قال بريقه، ثم قال به في التراب، ويقول:"تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا".
= "الأوسط"[رقم 2572]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وزاد الترمذى وعنه البغوى: (فإذا أذن المؤذن عام فصلى ركعتين خفيفتين) وهو رواية لأحمد ..
قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال؛ ورواه همام بن يحيى عن هشام بلفظ: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقد فإذا استيقظ تسوك ثم توضأ، ثم صلى ثمان ركعات يجلس في كل ركعتين؛ فيسلم ثم يوتر بخمس ركعات لا يجلس إلا في الخامسة، ولا يسلم إلا في الخامسة) أخرجه أحمد [6/ 123]، واللفظ له - والحاكم [1/ 448]، والبيهقى في "سننه"[4579]، وغيرهم.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وهو كما قال؛ فإنه عند مسلم دون هذا السياق جميعًا، ولفظ الحاكم مختصر؛ والحديث عند جماعة كثيرة باختصار دون عدد الركعات في أوله. وقد رواه ابن إسحاق عن هشام بن عروة، وقرن معه محمد بن جعفر بن الزبير كلاهما عن عروة عن عائشة قالت:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة بركعتيه بعد الفجر قبل الصبح؛ إحدى عشرة ركعة من الليل، ست منهن مثنى مثنى، ويوتر بخمس لا يقعد فيهن) أخرجه أحمد [6/ 275].
وابن إسحاق قد صرح فيه بالسماع؛ فالإسناد صالح، وسياقه حسن جدًّا، لكن هناك من تكلم في هذا الحديث وأعله؛ كابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 119 - 120]، و"الاستذكار"[2/ 100]، وقبله الأثرم كما نقله عنه ابن رجب في فتح البارى [7/ 87]، وتكلم الإمام في "تمام المنة"[ص 250]، حول تخطئة هشام بن عروة في قوله:(ثلاث عشرة ركعة) وقد ناقشنا الجميع في كتابنا "غرس الأشجار".
4527 -
صحيح: أخرجه البخارى [5413، 5414]، ومسلم [2194]، وأبو داود [3895]، وابن ماجه [3521]، والنسائى في "الكبرى"[7550، 10862]، والحميدى [252]، وابن أبى شيبة [23569، 29492]، والحاكم [4/ 457]، وأحمد [6/ 93]، وابن حبان [2973]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 112، 1125]، وابن سعد في "الطبقات" =
4528 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا معن القزاز، عن فلان بن محمد بن خالدٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يفسر شيئًا من القرآن برأيه، إلا آيًا بعددٍ، علمهن إياه جبريل.
= [2/ 213]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 2]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 983]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 484]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 575]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
وفى رواية للبخارى في أوله: (كان يقول للمريض: بسم الله .... ) ومثله عند ابن ماجه بلفظ: (كان مما يقول للمريض ببزاقه بإصبعه: بسم الله
…
) وهو لفظ ابن أبى شيبة وابن حبان ورواية للطبرانى؛ وعند البغوى: (كان يقول في المريض .... ) وعند ابن سعد: (قال في المرض
…
) وعند أحمد مثل البغوى وفى رواية أخرى للبخارى: (يقول في الرقية .... ) وعند النسائي: (كان يقول للمريض هكذا بريقه على الأرض بأصبعه) وفى رواية للطبرانى: (كان إذا رأى مريضًا أخذ ترابًا فجعل فيه من ريقه ثم جعله عليه ثم قال:
…
) ولفظ مسلم في أوله: (كان إذا اشتكى الإنسان الشئ منه، أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا؛ ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها باسم الله .... ) ومثله عند الحاكم والحميدى ومن طريقه البيهقى دون ذكر سفيان فيه، وفى رواية للمؤلف تأتى [برقم 4550]، وعنه ابن السنى:(كان إذا كان في يد الرجل القرحة أو الشئ قال بإصبعه هكذا، ثم قال .... ) وهو عند ابن عساكر بالمرفوع منه فقط، وليس عنده التسمية في أوله أيضًا، وهو رواية للبخارى والمؤلف والطبرانى. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخيق ولم يخرجاه".
قلتُ: كلا، بل أخرجه مسلم بمثل سياقك، وعند البخارى بنحوه، فما معنى استدراكه عليهما يا أبا عبد الله؟! وقال النسائي عقب روايته في الموضع الثاني:"لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث إلا ابن عيينة" وهو كما قال. والله المستعان.
4528 -
منكر: أخرجه الطبرى في تفسيره [1/ 84/ طبعة الرسالة]، من طريق محمد بن يزيد الطرسوسى عن معن بن عيسى القزاز عن جعفر بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: هذا إسناد منكر، والطرسوسى وإن كان شيخًا هالكًا من رجال "اللسان"[5/ 429]، إلا أنه توبع عيه عند المؤلف؛ وشيخه جعفر بن خالد: هو جعفر بن محمد بن خالد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الزبير بن العوام القرشى، نُسِبَ هنا إلى جده، وهو المراد عند المؤلف هنا بـ (فلان بن محمد بن خالد) كأن شيخ المؤلف:(إسحاق بن أبى إسرائيل) لم يحفظ اسمه عن معن بن عيسى.
ورواه محمد بن خالد بن عثمة فقال: حدثنى جعفر بن محمد الزبيرى قال: حدثنى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .. ، أخرجه الطبرى في "تفسيره"[1/ 84/ طبعة الرسالة].
هكذا رواه عباس بن عبد العظيم عن ابن عثمة؛ وخالفه بندار، فرواه عن ابن عثمة فقال: ثنا محمد بن جعفر قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .... ، ققلبه من (جعفر بن محمد) إلى (محمد بن جعفر) هكذا أخرجه ابن حبان في "الثقات"[7/ 396/ ترجمة ابن عثمة]، بإسناد صحيح إليه، لكن يشبه عندى أن هذا القلْب وقع سهوًا من الناسخ، ثم جاء أبو موسى الزمن ورواه عن ابن عثمة فقال: ثنا حفص - أظنه ابن عبد الله - عن هشام، به .. ، فسماه (حفصًا) هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[3/ رقم 2185/ كشف الأستار].
قال الإمام أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبرى" 11/ 84،:"أما ما ذكر - يعنى الهيثمى - في "المجمع" [7/ 9]، عن البزار؛ فإنه لم يقع له الراوى بنسبه، ووقع له باسم (حفص) فظنه: "ابن عبد الله"، ولعله تصحف عليه في نسخته عن "جعفر" أو تصحف من الناسخين؛ فظنه "جعفر بن عبد الله بن زيد عنه عن عائشة بن أسلم"
…
".
ثم قال: "وأيًا ما كان فقد بان خطأ البزار في ظنه؛ وأن الراوى هو: جعفر بن محمد بن خالد الزبيرى".
قلتُ: وقد يكون هذا الظن ممن فوق البزار، فهذا محتمل، وقد وقع في متن الحديث تحريف عند البزار.
* والحاصل: أن المتفرد بهذا الحديث عن هشام بن عروة: هو (جعفر بن محمد بن خالد الزبيرى) ذكره ابن حبان في "الثقات"[6/ 133].
لكن قال البخارى: "لا يتابع في حديثه" وقال الأزدى: "منكر الحديث" كما في "اللسان"[2/ 124]، وجرحه هو المعتمد، وقد رأيت الطبرى قد طعن في سند هذا الحديث في "تفسيره"[1/ 89]، وقال بعد كلام طويل: "
…
هذا مع ما في الخبر الذي رُوِىَ عن عائشة من العلة التى في إسناده؛ التى لا يجوز معها الاحتجاج به لأحد ممن علم صحيح سند الآثار، وفاسدها في الدين؛ لأن راويه ممن لا يعرف في أهل الآثار، وهو: جعفر بن محمد الزبيرى". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: كأنه يشير إلى عدم شهرته عند نقله الأخبار، وحملة الآثار؛ فلا يُتَعقَّب عليه بمثل ما تعقبه به الإمام أحمد شاكر من كون غير الطبرى قد عرفه، كما في تعليقه على "تفسير الطبرى"[1/ 84]، وعدم المعرفة عند الطبرى: كثيرًا ما يطلقها ويريد بها جهالة الحال، فلا يحسن التعقب عليه إلا بتوثيق معتبر لمن نَفَى عدم معرفته عند أهل الآثار، والرجل غير مشهور الرواية حقًا، وانفراده عن مثل هشام بن عروة وهو مكثر حديثًا وأصحابًا بتلك الرواية؛ فمما لا يحتمل له أصلًا، هذا على افتراض أنه مجهول الحال، فكيف وقد قال البخارى والأزدى فيه ما قالا؟! فالعجب أن يجنح أبو الأشبال المصرى في تعليقه على "تفسير أبى جعفر الطبرى"[1/ 84]، إلى اعتماد توثيق ابن حبان لهذا الرجل مع عدم ذكر بعضهم له في "الضعفاء" ويقول:"وهذان كافيان في الاحتجاج بروايته" هكذا قال.
فإن قلنا له: هذا الرجل قد قال عنه البخارى: (لا يتابع في حديثه) كما نقلته أنت من "ميزان الذهبى"[1/ 416]، و"لسان الحافظ" [2/ 124]. قال لنا:(ولكن البخارى ترجم له في "التاريخ الكبير" [2/ 189]، فلم يقل شيئًا من هذا، ولم يذكر فيه جرحًا) كذا، كأن البخارى خرج من الدنيا ولم يؤلف سوى "التاريخ الكبير" وحده، فأين "الصغير" و"الأوسط" و"الضعفاء الكبير" و "الضعفاء الصغير" وغير ذلك؟! فجائز جدًّا أن يكون ما نقله الذهبى - وأقره عليه الحافظ - عن البخارى في بعض تلك المؤلفات، وقد تكون منقولة البخارى نقلها بعض من ألف في "الضعفاء" عن البخارى بسنده إليه، وعنه أخذها الذهبى؛ ولا شك أن الذهبى معتمد النقل، حجة في هذا الباب على بعض الأوهام التى لا ينفك منها البشر، وقد أقره الحافظ على ما نقله عن البخارى في "اللسان" وهذا يكفينا؛ إلا أنه لا يكفى أبا الأشبال العلامة المحدث.
وهب أن البخارى لم يتكلم في هذا الرجل ببنت شفة، ألم يقل عنه الحافظ الأزدى:(منكر الحديث؟!) كما نقله عنه الذهبى في "ميزانه" ومن ينفرد عن مثل هشام بن عروة بمثل تلك الرواية، لا يكون إلا كما قال أبو الفتح الحافظ.
والحديث ساقه ابن كثير في "تفسيره"[1/ رقم 14]، من طريق الطبرى، ثم قال:"حديث منكر غريب) وهو كما قال؛ ثم أعله بجعفر بن محمد الزبيرى هذا، ونقل قول أبى عبد الله الجعفى والأزدى فيه، كأنه نقله عنهما من "ميزان شيخه الذهبى"، والحديث عندى منكر المتن والإسناد.
4529 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، حدّثنا يزيد الرشك، عن معاذة، عن عائشة، أنها سألتها: كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلى الضحى؟ قالت: أربع ركعاتٍ، ويزيد ما شاء الله.
4530 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا محمد بن مهزمٍ
4529 - صحيح: أخرجه مسلم [719]، وابن ماجه [1381]، وأحمد [6/ 123، 172]، وابن حبان [2529]، والطيالسى [1571]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[4679]، وابن الجعد [1510]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 1512]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 289]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 271]، وأبو عوانة [رقم 1692]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 207]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 99]، وغيرهم من طريقين عن يزيد الرشك عن معاذة العدوية عن عائشة به.
قلتُ: وقد توبع عليه الرشك: تابعه قتادة على مثله عند مسلم وأحمد [6/ 95، 120، 145، 168، 265]، وعبد الرزاق [4853]، والنسائى في "الكبرى"[479]، وابن راهويه [1389]، وجماعة، وكذا تابعه أم المبارك بن فضالة على نحوه عن أحمد [6/ 156]، وغيره.
والحديث ذكره ابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 145]، وقال:"حديث منكر" وقبله أنكره الإمام أحمد والأثرم كما نقله عنهما ابن رجب في "شرح العلل"[ص 412/ طبعة السامرائى]، وردوه بحديث عروة بن الزبير عنها في "الصحيحين" قالت: (ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط،
…
) وعاكسهم أبو جعفر الطبرى، فضعف رواية النفى، ونسب راويها إلى الوهم، كما نقله عنه الولى ابن العراقى في "طرح التثريب"[3/ 333 - 334]، والصواب: أن كلاهما صحيحان: وقد ذكروا في الجمع بينهما ما يزيد على ستة أوجه، ذكرناها في "غرس الأشجار" والإعمال أولى من الإهمال طالما ثم مساغ للجمع والتوفيق بين ما ظاهره التعارض من نصوص الأخبار. والله المستعان.
4530 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 159]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن محمد بن مهزم الشعاب عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن عائشة به
…
وزاد: (وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار: يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار) وهذه الزيادة وحدها عند =
الشعاب، حدّثنا عبد الرحمن بن القاسم، حدّثنا القاسم، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أمَا إِنَّهُ مَنْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".
= ابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 329، 340]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 305]، والباغندى في جزء من حديثه [مجموع 107/ ظاهرية]، كما في "الصحيحة"[2/ 34]، من طرق عن عبد الصمد بإسناده به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم؛ رجاله كلهم أثبات رجال الشيخين سوى (محمد بن مهزم) وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم:"ليس به بأس" كما في "الجرح والتعديل"[8/ 102]، وذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 33].
وروى عنه جماعة من الكبار؛ ولا أعلم فيه مغمزًا، لكن اختلف عليه في سنده؛ فرواه عنه عبد الصمد بن عبد الوارث على الوجه الماضى؛ وخالفه محمد بن عبد الملك، فرواه عنه فقال: عن محمد الشعاب عن ابن أبى مليكة عن القاسم عن عائشة به مثله مع الزيادة! فأسقط منه (عبد الرحمن بن القاسم) وأبدله بـ (ابن أبى مليكة).
هكذا أخرجه أبو محمد الأصبهانى في "الطبقات"[2/ 326]، بإسناد صحيح إلى زياد بن هشام بن جعفر عن محمد بن عبد الملك به.
قلتُ: وهذه مخالفة لا قيمة لها، وابن عبد الملك هذا لا أفطن له الآن، والراوى عنه شيخ أصبهانى غير مشهور، وفى ترجمته ساق أبو الشيخ له هذا الحديث، ولم يذكر فيه شيئًا، والوجه الأول هو المحفوظ بلا تردد؛ وللحديث طرق أخرى عن القاسم عن عائشة به نحوه
…
لا يصح منها شئ قط، بل كلها مناكير على التحقيق، وفى الباب شواهد عن جماعة من الصحابة: أقربها إلى سياق المؤلف: حديث أبى الدرداء عند الترمذى [2013]، وجماعة؛ وسنده لا يثبت، فراجع "الصحيحة"[2/ 34].
• تنبيه مهم: رأيت المنذرى قد ذكر هذا الحديث في "ترغيبه"[3/ 228]، ثم قال:"رواه أحمد ورواته ثقات، إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع عن عائشة" ومثله قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 280]، كذا، كأن ذكر (القاسم) بين (عبد الرحمن بن القاسم) و:(عائشة) قد سقطا من نسخة الرجلين من "مسند أحمد".
4531 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا شريكٌ، عن أبى إسحاق، عن الأسود، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان لا يتوضأ بعد الغسل.
4531 - ضعيف: أخرجه الترمذى [107]، والنسائى [252، 430]، وابن ماجه [579]، وأحمد [6/ 68، 192، 258]، والحاكم [1/ 255]، والطيالسى [1390]، وابن أبى شيبة [744]، والبيهقى في "سننه"[818]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 48]، وتمام في "فوائده"[رقم 1039]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 93]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 202]، وابن عساكر فى "تاريخه"[رقم 783]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 651]، وغيرهم من طرق عن شريك النخعى عن أبى إسحاق السبيعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به
…
وزاد ابن أبى شيبة وعنه ابن ماجه والبيهقى وابن عبد البر في آخره قوله: (من الجنابة)
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وأقره عليه جماعة؛ منهم عبد الحق الإشبيلى في "أحكامه"، وعابه عليه ابن القطان، لأجل شريك القاضى؛ لأن عبد الحق دائمًا يُضَعِّف به الأحاديث، هكذا نقله عنه مغلطاى في "الإعلام"[1/ 726]، لكن شريكًا لم ينفرد به عن أبى إسحاق، بل تابعه عليه زهير بن معاوية والحسن بن صالح وسليمان بن مهران الأسدى.
وعلة الحديث إما هي في كون أبى إسحاق لم يذكر فيه سماعًا من الأسود، وهو إمام في التدليس، وبعض أصحابنا يقبل عنعنة أبى إسحاق، ويحمل وصفه بكثرة التدليس على معنى الإرسال الخفى، وأنه كان مقلًا من التدليس، بحيث لا يليق الإعلال بعنعنته، كذا قال البعض؛ كأنه ما وقف على قول مغيرة عند أحمد في "العلل" [1/ 442/ رواية عبد الله]:"ما أفسد حديث أهل الكوفة إلا أبو إسحاق والأعمش" يعنى للتدليس كما قاله الحافظ في "التهذيب"[8/ 58]، وتصحف عنده:(مغيرة) إلى: (معن) والمغيرة هو ابن مقسم الإمام الفقيه الحجة؛ وما كان أبو إسحاق والأعمش ليُفْسدا حديث أهل الكوفة إلا لكثرة التدليس، وقد وقفت على نماذج لغير واحد من المتقدمين يعل فيها بعض الأخبار بعدم تصريح أبى إسحاق بالسماع ممن ثبت سماعه منه في الجملة، وحكايات شعبة مع عمرو بن عبد الله الهمدانى في ذلك مشهورة مسموعة. =
4532 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا النضر، حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت طلحة بن عبيد الله، قال: سمعت عائشة، قالت: أهوى إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبلنى، وأنا صائمةٌ، فقلت: إنى صائمةٌ، فقال: وأنا صائمٌ، فقبلنى.
4533 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا النضر، حدّثنا شعبة، عن سعدٍ، قال: سمعت أبا سلمة، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي العمل أحب إلى الله؟ قال:"أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ".
= وقد بسطنا الكلام على هذا احديث في "غرس الأشجار"، ورددنا فيه على من جازف وزعم أن لهذا الحديث أسانيد جيدة عند البيهقى في "سننه" وقد رأيت بعضهم أعله باختلاط أبى إسحاق أيضًا، لكن رواه عنه شريك القاضى، وسماعه منه قديم كما نص عليه الإمام أحمد وغيره.
والعلة الأولى هي القادحة، ولا أرى أبا إسحاق مكثرًا من الرواية عن الأسود حتى يجوز للبعض تمشية عنعنته، ولا يضح في هذا الباب شئ، والله المستعان.
4532 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 134، 175، 270]، والنسائى في "الكبرى"[3050، 9131]، وابن خزيمة [2004]، وابن أبى الدنيا في العيال [رقم 565]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 407]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عثمان عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مشهور؛ رجاله كلهم رجال الصحيح؛ وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
مضى بعضها [4428]، ويأتى بعضها [4696، 4714، 4715، 4716].
4533 -
صحيح: أخرجه البخارى [6100]، ومسلم [782]، وأحمد [6/ 176، 180]، والبيهقى في "سننه"[4342]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1515]، وغيرهم من طريق عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
زاد البخارى: (اكفلوا من الأعمال ما تطيقون) وهو رواية لأحمد.
قلتُ: وقد توبع عليه شعبة: تابعه عبد الله بن سالم الشامى عند الطبراني في "مسند الشاميين"[3/ رقم 1826]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 422]، وكذا تابعه إبراهيم بن سعد عند ابن سعد في "الطبقات"[1/ 384]، نحوه مع زيادة في أوله؛ وله طرق أخرى بنحوه عن أبى سلمة عن عائشة به.
4534 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا النضر، حدّثنا شعبة، عن سعد، قال: سمعت عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة: كنا نسمع أن نبيًا لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفى فيه أخذته بحةٌ، فسمعته، يقول:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)} [النساء: 69]، علمت أنه خُيِّرَ.
4535 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا وكيعٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا كَانَ مِنْ شرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شرْطٍ".
4536 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى وائلٍ، عن مسروقٍ، قال: قالت عائشة: ما رأيت أشد وجعًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4534 - صحيح: أخرجه البخارى [4171، 4310]، ومسلم [2444]، وابن ماجه [1620]، وأحمد [6/ 176، 205، 269]، وابن حبان [6592]، والطيالسي [1456]، والنسائى في "الكبرى"[10933، 11111]، والبيهقى في "سننه"[13195]، وفى "الدلائل"[رقم 3140]، وابن راهويه [رقم 765]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 1546]، وابن أبى الدنيا في "المحتضرين"[رقم 28]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 229]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 268 - 269]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 5613]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 55]، وفى "الأنوار"[رقم 1202]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير عن عائشة به.
4535 -
صحيح: مضى من هذا الطريق مطولًا [برقم 4435].
4536 -
صحيح: أخرجه البخارى [5322]، ومسلم [2570]، وابن ماجه [1622]، وأحمد [6/ 172، 181]، وابن حبان [2918]، والطيالسى [1536]، والنسائى في "الكبرى"[7087، 7484]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10212]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 7، 8، 229]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ رقم 207]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ رقم 25]، وأبو محمد الفاكهى في "حديثه"[رقم 224]، والضياء المقدسى =
4537 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبى ذئبٍ، عن مخلد بن خفافٍ، عروة، عن عائشة، قالت: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخراج بالضمان.
= في "الأمراض والكفارات"[رقم 4]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى وائل عن مسروق عن عائشة به
…
نحوه.
4537 -
منكر: أخرجه أبو داود [3508، 3509]، والترمذى في "جامعه"[1285]، والنسائى [4490]، وابن ماجه [2242]، وأحمد [6/ 49، 161، 208، 237]، وابن حبان [4928]، والحاكم [2/ 18، 19]، والشافعى [916، 1203]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 53]، والطيالسى [1464]، وعبد الرزاق [14777]، وابن أبى شيبة [21181، 29075]، وابن راهويه [750، 775]، وابن الجعد [2811]، وابن الجارود [627]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 21]، والبيهقى في "سننه"[10519، 10520، 10521، 10522، 10523]، وفى "المعرفة"[رقم 3537، 3541]، وأبو عوانة [رقم 4460، 4461]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 12]، وجماعة من غيرهم من طرق عن ابن أبى ذئب عن مخلد بن خفاف عروة بن الزبير عن عائشة به
…
وفى رواية لأحمد: (قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خراج العبد بضمانه) وهو رواية لابن أبى شيبة أيضًا وعنه ابن ماجه وليس قوله (قضى رسول الله) عند أبى داود ولا أبى عوانة والطحاوى وعبد الرزاق، وهو رواية لأحمد والحاكم والبيهقى في "سننه" وابن ماجه وابن أبى شيبة؛ وفى رواية لأحمد:(قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الغلة بالضمان) ولفظ أبى القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 2812]: (قضى بالخراج للمشترى بالضمان) وزاد عبد الرزاق والدارقطنى والطيالسى وأبو القاسم البغوى قصة في أوله؛ وهى رواية لأبى داود وأحمد والبيهقى والشافعى وابن أبى شيبة وابن راهويه وأبى عوانة، وهى عند ابن ماجه أيضًا.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح، وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه" وقال في "العلل""الكبير"[ص 418]: "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن حديث ابن أبى ذئب عن مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الخراج بالضمان" فقال: مخلد بن خفاف لا أعرف له غير هذا الحديث؛ وهذا حديث منكر".
قلتُ: وبمخلد هذا أعله أبو محمد الفارسى في "المحلى"[5/ 250]، وقال:"خبر لا يصح؛ لأن راويه مخلد بن خفاف وهو مجهول" ومخلد هذا لم يرو عنه سوى ابن أبى ذئب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويزيد بن عياض وحدهما، أما يزيد بن عياض: فقد كذبه مالك والنسائى وغيرهما، وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، وأما ابن أبى ذئب فهو شيخ الإسلام إلا أن الحافظ قد شكك في سماعه من مخلد، فقال في ترجمة مخلد من "تهذيبه" [10/ 75]:"وفى سماع ابن أبى ذئب منه عندى نظر".
قلتُ: وما هذا ببعيد؛ فإن ابن أبى ذئب لم يذكر فيه سماعًا، وقد أرسل عن جماعة عاصرهم، ولم أجد أحدًا من المتقدمين قد نص على سماعه من مخلد هذا، ومطلق الرواية عنه لا يثبت به سماع كما هو معلوم، وقال ابن أبى حاتم في ترجمة مخلد من "الجرح والتعديل" [8/ 347]:"سئل أبى عنه فقال: لم يرو عنه غير ابن أبى ذئب وليس هذا إسناد تقوم به الحجة، يعنى الحديث الذي يروى مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الخراج بالضمان، غير أنى أقول به؛ لأنه أصلح من آراء الرجال".
وقال ابن عدى عن مخلد: "فيه نظر" تبعًا للبخارى، وهذه العبارة لا يقولها البخارى غالبًا - إلا فيمن انحط حديثه جدًّا، ثم ساق له ابن عدى هذا الحديث الواحد في ترجمته من "الكامل"[6/ 444]، ومثله فعل العقيلى في "الضعفاء"[4/ 230]، ثم قال:"وهذا الإسناد فيه ضعف".
فالظاهر أن الرجل مع ما فيه من الجهالة: إلى الترْك ما هو، فلا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات"[7/ 505]، ولا بتوثيق ابن وضاح له، فإنه ما وَضَح أمره له، وحُقَّ لمن ينفرد عن مثل عروة بن الزبير - وهو مكثر حديثًا وأصحابًا - بمثل هذا الحديث الفائدة، ألا يكون إلا مهجور الحديث.
فإن قيل: قد توبع عليه مخلد بن خفاف؛ تابعه ابن شهاب الزهرى وهشام بن عروة كلاهما عن عروة به مثله ..
قلنا: هذا لا شئ، ولا يصح ذلك عن هشام ولا عن الزهرى طرفة عين، أما الزهرى فذا باطل من حديثه قطعًا. وراجع كلام ابن عدى على هذا الطريق في "كامله"[6/ 365] و [6/ 444]، وأما هشام بن عروة: فهو عنه منكر إن شاء الله، فقد رواه عنه مسلم بن خالد الزنجى وجرير بن عبد الحميد وعمر بن على المقدمى وخالد بن مهران البلخى ويعقوب بن الوليد الأزدى:
1 -
أما رواية مسلم بن خالد: فأخرجها أبو داود [3510]، وابن ماجه [2243]، وأحمد [6/ 80، 116]، وابن حبان [4914]، والحاكم [2/ 18]، والشافعى [917]، والدارقطنى [3/ 53]، والمؤلف [برقم 4614]، وابن الجارود [626]، وجماعة كثيرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال أبو داود عقبه: "هذا إسناد ليس بذاك" وقال البخارى لما سئل عن هذا الطريق: "رواه مسلم بن خالد الزنجى، ومسلم ذاهب الحديث" نقله عنه الترمذى في "علله"[ص 418] ومسلم هذا على علمه وفقهه: منكر الحديث على التحقيق، وبهذا جزم أبو حاتم والبخارى وغيرهما. وهو من رجال أبى داود وابن ماجه.
2 -
وأما رواية جرير بن عبد الحميد: فهى معلولة أيضًا، فقد نص البخارى وعنه الترمذى على أنه لها يسمعه من هشام، إنما دلسه عنه، وجرير موصوف بالتدليس، وإن كان ليس مكثرًا منه بحيث يعل بعنعنته، فالجادة: أن تحمل عنعنته على السماع مطلقًا إلا إذا انفرد بما ينكر عليه فيما لم يذكر فيه سماعًا مثل هذا الحديث.
3 -
وأما رواية: عمر بن على المقدمى: فلا تصح أيضًا؛ لأنه كان يدلس تدليسًا قبيحًا جدًّا، حكاه عنه ابن سعد وحده، كأنه كان مقلًا منه؛ فلذلك لم يشتهر عنه بين النقلة، وروايته تلك وإن جوَّدها النووى وغيره، إلا أن البخارى قد استغربها ولم يعرفها، وكذا استغربها أبو أحمد الجرجانى، وساقها في ترجمة المقدمى من "الكامل"[5/ 45]، ثم قال:(وهذا يعرف بمسلم بن خالد عن هشام بن عروة، وقد رواه بعض الضعفاء أيضًا عن هشام بن عروة) فمن الجائز: أن يكون المقدمى قد حمل هذا الحديث عن مسلم بن خالد ثم دلسه، كما قاله الإمام في "الإرواء"[5/ 159]، وهذا عندى ظاهر؛ يدل عليه استغراب البخارى وغيره له.
4 -
وأما رواية: خالد بن مهران: فشبه لا شئ، وخالد هذا مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، بل جزم ابن عدى بكونه قد سرق هذا الحديث من مسلم بن خالد، وقال عنه:"هو مجهول" كما تراه في ترجمة يعقوب بن الوليد من "الكامل"[7/ 147].
5 -
وأما رواية يعقوب بن الوليد: فهى مسروقة فضيحة، جزم ابن عدى بكونه قد سرقها - هو الآخر - من مسلم الزنجى، كما تراه في ترجمة يعقوب من "الكامل"[7/ 148].
ويعقوب هذا كذاب دجال مشهور عريق في السرقة والتزوير، متخصص في هذا، راجع ترجمته السوداء في "التهذيب" وذيوله.
وقد خالفهم جميعًا: محمد بن المنذر الزبيرى؛ فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه به قوله موقوفًا عليه، هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[1/ 243]، ولعل هذا هو الأشبه، وإن كان هذا الزبيرى مختلفًا فيه، ثم لو صح الإسناد إلى هشام بن عروة من طرق على شرط الشيخين لم يصح الحديث أيضًا؛ لأن هشامًا لم يسمعه من أبيه كما جزم به البخارى في "تاريخه"[1/ 243]. =
4538 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، عن مجالد، عن الشعبى، عن مسروقٍ، قال: دخلت على عائشة، فدعت لى بطعامٍ، فقالت لى: كل، فإنى ما شبعت من طعامٍ فأشاء أن أبكى إلا بكيت، قلت: مم ذاك؟ قالت: أذكر الحال التى فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، ما شبع رسول الله من خبز برٍ في يومٍ مرتين، حتى لحق بالله.
= فسقط الحديث جملة، وقد جزم البخارى بكونه لا يصح، ومضى ما نقله عنه الترمذى من قوله:"هذا حديث منكر" وسبق أيضًا تضعيف أبى حاتم الرازى وأبى محمد الفارسى له، وقال ابن الجوزى في "المتناهية" [2/ 596]:(هذا حديث لا يصح) ثم نقل عن الإمام أحمد أنه قال: "ما أرى لهذا الحديث أصلًا" وكذا ضعفه الخليلى في "الإرشاد" وأبو جعفر العقيلى كما مضى وغيرهم.
وصححه جماعة فما فعلوا شيئًا، وقد ناقشاهم مع بسط الكلام على طرق هذا الحديث وكلام النقاد عليه في كتابنا:"غرس الأشجار".
4538 -
منكر بهذا السباق: أخرجه الترمذى في "جامعه"[2356]، وفى "الشمائل"[رقم 149]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6029]، و [8/ رقم 8871]، وابن راهويه [1811]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 400 - 401]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 103]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 610، 2513]، وغيرهم من طرق عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن مسروق عن عائشة به نحوه
…
وعند الترمذى في آخره: (والله ما شبع من خبز ولحم مرتين) ولفظ ابن سعد في آخره: (كانت تأتى عليه أربعة أشهر ما يشبع من خبز بُر) وزاد الطبراني في رواية له: (ثم انهارت عليها [كذا بالأصل، ولعل الصواب: "علينا"] ولقد كنا أربعة أشهر وما لنا طعام إلا الماء والتمر، ولقد مات ودرعه مرهونة حتى افتكها أبو بكر).
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال دون قول عائشة في أوله. فمدار هذا الطريق على مجالد بن سعيد، وهو ضعيف صاحب مناكير عن الشعبى خاصة، وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد ورواه عن الشعبى فقال: عن مروان، عن عائشة به نحوه
…
، فجعل شيخ الشعبى فيه هو (مروان) دون:(مسروق).
هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[7/ 10421]، بإسناد مستقيم إليه، وأخشى أن يكون (مروان) مصحفًا من (مسروق) وكتاب "الشعب"(الطبعة العلمية) كثيرة التصحيف والتحريف =
4539 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: ما شبع آل محمدٍ منذ قدم المدينة من طعام برٍ ثلاث ليالٍ تباعًا، حتى قبض.
4540 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حجاجٌ، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأسود، عن عائشة، قالت: ما شبع آل محمدٍ غداءً، ولا عشاءً، من خبز الشعير ثلاثة أيامٍ متتابعاتٍ، حتى لحق بالله.
= مع السقط أيضًا، وللحديث طرق أخرى ثابتة عن عائشة به نحو لفظ المؤلف دون قول عائشة في أوله، فانظر الآتى وما بعده.
4539 -
صحيح: أخرجه البخارى [5100، 6089]، ومسلم [2970]، وأحمد [6/ 277]، وابن ماجه [3344]، والنسائى في "الكبرى"[6637]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6355]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1455] و [7/ رقم 10420]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 125]، وابن راهويه [1552]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 606، 607، 2508]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 811]، وابن أبى الدنيا في "الجوع"[رقم 8]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 376، 919]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قال أبو نعيم: "مشهور من حديث إبراهيم عن الأسود".
قلتُ: رواه عنه منصور بن المعتمر، وحماد بن أبى سليمان - واختلف عليه - والأعمش وغيرهم. وتوبع عليه إبراهيم كما تراه في الآتى.
4540 -
صحيح: أخرجه الطيالسى [1389]، ومن طريقه الترمذى [2357]، ومسلم [2970]، وأحمد [4/ 98]، وعبد الرزاق [20620]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 401، 402]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 608، 609، 2506]، والبغوى في "تفسيره"[7/ 260 / طبعة دار طيبة]، وفى "شرح السنة"[7/ 221]، وفى "الأنوار"[رقم 433]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 101، 102]، والمعافَى بن عمران في "الزهد"[رقم 242]، وابن أبى الدنيا في "المجموع"[رقم 7]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 301]، وابن العديم في "بغية الطلب"[2/ 189]، والشجرى في "الأمالى"[ص 442]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود عن أبيه الأسود عن عائشة به نحوه
…
ولفظ مسلم: (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم) ونحوه عند الجميع سوى =
4541 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأسود، عن عائشة، قالت: ما شبع رسول الله يومين من خبز الشعير، حتى مات.
4542 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى وائلٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يترك دينارًا، ولا درهمًا، ولا شاةً، وَلا بعيرًا، ولم يوص بشئٍ.
= المعافى وعبد الرزاق، وهو رواية للمؤلف وابن عساكر وابن سعد والطبرى، ولفظ عبد الرزاق ومن طريقه ابن عساكر في رواية له:(ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من غداء وعشاء حتى مضى كأنها تقول: حتى قبض) ونحوه رواية الطبرى أيضًا، ولفظ المعافى مثل لفظ المؤلف.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال.
4541 -
صحيح: انظر قبله.
4542 -
صحيح: أخرجه مسلم [1635]، وأبو داود [2863]، والنسائى [3621، 3622]، وابن ماجه [2695]، وأحمد [6/ 44]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1726]، و [4/ رقم 3876]، وابن أبى شيبة [30940]، والبيهقى في "سننه"[12333]، وفى "الدلائل"[رقم 3258]، وابن راهويه [1419]، وهناد في "الزهد"[رقم 732]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 260]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 104، 105]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 294]، وفى "الاستذكار"[7/ 262]، وأبو عوانة [رقم 4642، 4643]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 59]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 825]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1347]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى وائل عن مسروق عن عائشة به
…
وليس قوله: (ولا شاة ولا بعيرًا) عند ابن أبى شيبة، وتصحف عنده (مسروق) إلى:(سفيان).
قلتُ: هكذا رواه أصحاب الأعمش عنه، وخالفهم الحسن بن عياش؛ فرواه عنه فقال: عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة به
…
هكذا أخرجه النسائي [3623]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 396]، وأبو نعيم في =
4543 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنبٍ، حدّثنا مالك بن أنسٍ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
4544 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سليم بن أخضر، عن عوفٍ، عن أوفى بن دلهمٍ العدوى، عن معاذة، عن عائشة، أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينال من وجوهنا وهو صائمٌ.
= "أخبار أصبهان"[1/ 55، 72]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 827]، وغيرهم.
وجاء سعد بن الصلت ورواه عنه فقال: عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة به
…
هكذا أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[826]، فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف على الأعمش في سنده. ولون رابع؛ فرواه عنه روح بن مسافر فقال: عن أبى صالح السمان عن عائشة به ....
هكذا أخرجه أبو الشيخ في "الأخلاق"[رقم 828]. ولون خامس؛ فرواه منجاب عن صالح بن موسى الطلحى عن الأعمش فقال: عن أبى صالح عن أبى هريرة به ....
هكذا ذكره أبو الشيخ في "الأخلاق"[عقب رقم 828].
وكل ذلك خطأ محض، والمحفوظ هو الوجه الأول عن الأعمش، فهو الذي رواه عنه الثورى وجرير وعيسى بن يونس وابن نمير وأبو معاوية ومفضل بن مهلهل وداود بن نصير وغيرهم. والله المستعان.
4543 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4361].
4544 -
حسن بهذا اللفظ: أخرجه أحمد [6/ 98، 242]، وابن راهويه [1395]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 25]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 79]، وغيرهم من طرق عن عوف الأعرابى عن أوفى بن دلهم عن معاذة العدوية عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى. وأوفى بن دلهم وإن لم يعرفه أبو حاتم، إلا أن النسائي وثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"[6/ 88]، فقول الأزدى عنه:"فيه نظر" مُعَارَض بتوثيق من وثقه، كأنه توقف في معرفة حاله، وأوفى هذا لا يعرف له إلا القليل من الأخبار؛ فلهذا لم يعرفه من لم يعرفه!، وقد وثقه الذهبى في "الكاشف".
وقال الحافظ في "التقريب"[1/ 116]: "صدوق" وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
وهو حديث حسن بهذا اللفظ.
4545 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ المكى، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يستعيذ من الدَّيْنِ، فقلت: يا رسول الله، أراك تستعيذ من الدَّيْنِ، فقال:"نَعَمْ، إِنَّ الدَّائِنَ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ".
4546 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ المكى، حدّثنا سفيان، قال: سمعته من الزهرى، والله كما أخبرتك، قال: حدثنى عروة، عن سائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يغتسل في القدح، وهو الفَرَقُ، قالت: وكنت أغتسل أنا وهو من إناءٍ واحدٍ.
4547 -
قَالَ سفيان: وزاد عاصمٌ الأحول، قال: حدثتنى معاذة، عن عائشة، قالت: فأقول له: أبق لى، أبق لى.
4545 - صحيح: أخرجه البخارى [798، 2267]، ومسلم [589]، وأبو داود [880]، والنسائى [1309] و [5454، 5472]، وأحمد [6/ 88، 244]، وابن خزيمة [852]، وابن حبان [1968]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4613، 8779]، وعبد الرزاق [19630]، والبيهقى في "سننه"[2701]، وفى "الشعب"[4/ رقم 5565]، وابن راهويه [741]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1472]، وأبو عوانة [رقم 1620]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 498]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن عروة عن عائشة:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته: اللَّهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللَّهم إنى أعوذ بك من المأثم والمغرم؛ فقال قائل: ما أكثر ما تستعيد من المغرم! فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف) لفظ أبى داود، ومثله عند الجميع، وبعضهم نحوه
…
وهو عند عبد الرزاق باختصار نحو سياق المؤلف، ومثله البيهقى في "الشعب" وكذا ابن راهويه وعبد بن حميد.
قلتُ: وسند المؤلف صحيح مستقيم. وسفيان فيه: هو ابن عيينة.
4546 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4412].
4547 -
صحيح: انظر قبله، والماضى [برقم 4483].
4548 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حدّثنا سفيان، قال: حفظت من الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا كل يومٍ طرفى النهار، فأتانا يومًا في بحر الظهيرة، فقال:"يَا أَبَا بَكْرٍ، هَلْ عَلَيَّ مِنْ عَيْنٍ؟ " قال: يا رسول الله، إنما هي أم رومان، وأسماء، وعائشة، قال:"فَإِنَّ رَبِّى تبارك وتعالى قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخرُوجِ"، قال: الصحبة يا رسول الله!، قال:"الصُّحْبَةُ"، وكان أبو بكرٍ قد اتخذ راحلتين، فقال: يا رسول الله، خذ إحدى راحلتيّ فاركبها، قال:"لا، بَلِ الثَّمَنُ يَا أَبَا بَكْرٍ".
4548 - صحيح: أخرجه القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة"[1/ رقم 588]، من طريق إبراهيم بن بشار الرمادى عن ابن عيينة عن الزهرى عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
ولفظ المؤلف أتم.
وزاد القطيعى في أوله: (ما أدركت أبوى قط إلا وهما يدينان
…
).
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، لولا أن ابن عيينة لم يسمعه من الزهرى؛ فقد قال سفيان في آخره عند القطيعى:"ولم أسمعه من الزهرى، حدثونا عنه" وهذا يرد قوله هنا عند المؤلف (حفظت من الزهرى)؛ لأنه إما أن يكون وهمًا من الراوى عنه، أو يُحْمَل على أنه أراد بهذا: أنه حفظه من طريق أو حديث الزهرى، فلا يتنافى مع كونه قد سمعه منه بواسطة، والحديث رواه معمر وعقيل بن خالد ويونس الأيلى وغيرهم كلهم عن الزهرى بإسناده به نحوه في سياق طويل.
1 -
ورواية معمر عند عبد الرزاق [9743]، ومن طريقه أبو داود [4083]- وعنده مختصر جدًّا - وأحمد [6/ 198]، والبخارى [5470]، وابن حبان [6868]، وابن راهويه [849]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 76 - 77]، وغيرهم.
2 -
ورواية عقيل عند البخارى [3692]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 49]، وفى "شرح السنة"[7/ 4 - 5]، والبيهقى في "سننه"[11926]، وفى "الدلائل"[رقم 729]، وغيرهم.
3 -
ورواية يونس: عند ابن خزيمة [265]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 63]، وغيرهما.
وقد توبع الزهرى على نحوه عن عروة: تابعه هشام بن عروة عند البخارى [2031، 3866]، وابن حبان [6279]، والبيهقى في "سننه"[18604]، وغيرهم.
4549 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتِىَ بسارقٍ - أو سارقةٍ - فأمر بها، فقطعت، وقال:"لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ، لأَقَمْتْ عَلَيْهَا الْحدَّ".
4550 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حدّثنا سفيان، عن عبد ربه بن سعيدٍ، عن عمرة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا كان في يد الرجلِ القرحة أو الشئ، قال بإصبعه هكذا: ثم قال: "بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، وَيَشْفَى سقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا".
4549 - صحيح: أخرجه النسائِي [4897]، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن عيينة عن الزهرى عن عروة عن عائشة:(أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: من يكلمه فيها؟ ما منا من أحد يكلمه فيها إلا حِبُّه أسامة؛ فكلمه فقال: يا أسامة: إن بنى إسرائيل إنما هلكوا بمثل هذا، كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإن سرق فيهم الدون الضعيف قطعوه، وإنها لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها).
قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة علي شرط الشيخين إلا أنه معلول، فقد رواه ابن المدينى وابن راهويه ومحمد بن منصور، ورزق الله بن موسى والإمام أحمد، وهارون بن إسحاق وغيرهم كلهم عن ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحو سياق النسائي الماضى.
هكذا أخرجه البخارى عقب رقم [352]، والنسائى [4894، 4895، 4896]، وأحمد [6/ 41]، وابن راهويه [860]، وأبو الحسن الحميدى في "جزئه"[رقم 29]، وغيرهم؛ وهذا يدل على أن سفيان لم يسمعه من الزهرى، إنما حمله عن واسطة دلَّسها هنا عند المؤلف، وقد وقع ذلك صريحًا في آخره عند البخارى، فقال سفيان:"ذهبت أسأل الزهرى عن حديث المرأة المخزومية؛ فصاح بى" ثم قال: "وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى عن الزهرى عن عروة عن عائشة
…
".
وقد توبع أيوب بن موسى عليه: تابعه شعيب بن أبى حمزة والليث بن سعد وإسماعيل بن أمية وإسحاق بن راشد ويونس الأيلى ومعمر وغيرهم؛ وقد نَظَمْنا رواياتهم في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". والله المستعان.
4550 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 4527].
4551 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حدّثنا سفيان، عن سمىٍ، سمع أبا بكر بن عبد الرحمن، يخبر عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يدركه الصبح وهو جنبٌ، ثم يصوم.
4552 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ، عن ابن لهيعة، عن أبى الأسود، عن القاسم، عن عائشة، قالت: ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ذا تُقىً.
4551 - صحيح: أخرجه أحمد [6/ 38] والحميدى [199]، والشافعى [867]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 2599]، والشافعى أيضًا في "سننه"[رقم 286/ رواية الطحاوى] وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن سُمَيّ مولى أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن مولاه أبى بكر عن عائشة به
…
وزادوا قوله: (فيغتسل) بعد قوله: (وهو جنب
…
).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، رجاله كلهم رجال الصحيح، وقد توبع عليه سفيان: تابعه جماعة على نحوه عن سمى مولى أبى بكر به
…
؛ منهم مالك في "الموطأ"[رقم 640]، ومن طريقه البخارى [18250، 1830]، وأحمد [6/ 36]، وجماعة كثيرة؛ وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
4552 -
ضعيف: أخرجه أحمد [6/ 69]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 535]، وغيرهما من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الأسود عن القاسم [وقُرِنَ معه عروة بن الزبير في رواية لأحمد] عن عائشة قالت:(ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ من الدنيا، ولا أعجبه أحد قط إلا ذو تُقَى) لفظ أحمد؛ وفى رواية له: (ما أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بشئ، ولا أعجبه شئ من الدنيا إلا أن يكون فيها ذو تقى) ولفظ الطبراني: (ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ من الدنيا، ولا أعجبه منها إلا ورعًا)
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن القاسم إلا أبو الأسود، تفرد به ابن لهيعة".
قلتُ: وقد توبع عليه القاسم: تابعه عروة بن الزبير مقرونًا معه عند أحمد في رواية له؛ وهكذا رواه بعضهم عن ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة وحده عن عائشة به نحو لفظ أحمد في الرواية الأولى: عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 293].
ومداره على ابن لهيعة، وهو ضعيف قولًا واحدًا دون تفصيل، والكلام فيه طويل الذيل. قد استوفيناه في "فيض السماء" وبه أعله العراقى في "المغنى"[2/ 268]، والبوصيرى في "الإتحاف"[8/ 97]. =
4553 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حَدَّثَنَا سفيان، عن طلحة، عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: أتِىَ النبي صلى الله عليه وسلم بصبى من صبيان الأنصار يصلى عليه، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، لم يدرك شرًا ولم يره - أو لم يعقله - أو يفعله - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَا عَائِشَةُ، أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ خَلَقَ اللَّهُ الجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلا، خَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائهم".
= أما الهيثمى فإنه قال في "المجمع"[10/ 485]: "رواه أبو يعلى وإسناده حسن" ثم عاد وذكره في موضع آخر [8/ 165]، وقال:(رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وهو لَيّن، وبقية رجاله رجال الصحيح)، وذكره في موضع ثالث [10/ 53]، ثم قال:"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة؛ وقد وُثِّق على ضعفه، وشيخ الطبراني أحمد بن القاسم لم أعرفه".
قلتُ: ليت الهيثمى ضبط لنا مذهبه في ابن لهيعة، ما كان يمشى بشأنه على صراط مستقيم، بل تارة يُضَعِّفه، وتارة يُمَشِّيه، وتارة يتوقف بشأنه، هكذا يضطرب في حاله كما كان يضطرب في الليث بن أبى سليم ويزيد بن أبى زياد وغيرهما، والضعف على هؤلاء أظهر عند الناقد البصير.
وشيخ الطبراني (أحمد بن القاسم) الذي لم يعرفه الهيثمى، هو ابن المساور الجوهرى المترجم في "تاريخ أبى بكر بن ثابت الحافظ"[4/ 349]، وقال عنه:"كان ثقة" فليعرفه الهيثمى مِنْ هنا. واللَّه المستعان.
والحديث رأيته عند العقيلى في "الضعفاء"[4/ 193]، من طريق ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة عن عائشة به بلفظ:(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يزيد عنده حسب ولا ينقص إلا أن يكون ذا تقى).
وقد أفسده ابن لهيعة كما مضى، وشيخه أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وعروة هو ابن الزبير، والقاسم في الطريق الأول: هو ابن محمد بن أبى بكر الصديق.
4553 -
ضعيف: أخرجه مسلم [2662]، وأبو داود [4713]، والنسائى [1947]، وابن ماجه [82]، وأحمد [6/ 41، 208]، وابن حبان [6173]، وعبد الرزاق [20095]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن راهويه [1017]، والحميدى [265]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 557]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 74]، والبيهقى في "المعرفة"[2180]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1248]، والآجرى في الشريعة [رقم 417]، والفريابى في القدر [رقم 47]، والعقيلى [2/ 226]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 104]، وجماعة كثيرة من طرق عن طلحة بن يحيى بن طلحة القرشى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة به نحوه.
قلتُ: هذا حديث قد تُكُلِّم فيه؛ فأنكره الإمام أحمد على طلحة بن يحيى القرشى، كما نقله عنه الخلال في "الجامع"، كتاب "أهل الملل"[1/ 67 - 68/ رقم 16]، وفى "العلل"[ص 53/ رقم 10/ منتخبه لابن قدامة]، وعنه ابن القيم في "أحكام أهل الذمة"[2/ 1073 - 1075]، وكذا نقله عنه ابنه عبد الله في "العلل"[2/ 11/ رقم 1380]، وعنه العقيلى في "الضعفاء".
وتابعه على إنكاره: العقيلى أيضًا وساقه في ترجمة (طلحة بن يحيى) من "الضعفاء" بل قال ابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 350]، بعد أن ساق جملة من الأخبار الدالة على أن أطفال المسلمين في الجنة، وحكى الإجماع عليه، قال: "وفى ذلك أيضًا دليل واضح على سقوط حديث طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة
…
" وساق هذا الحديث ثم قال: "وهذا حديث ساقط ضعيف مردود بما ذكرنا من الآثار والإجماع! وطلحة بن يحيى ضعيف لا يحتج به؛ وهذا الحديث مما انفرد به؛ فلا يعرج عليه".
قلتُ: وطلحة هذا مختلف فيه، وأراه حسن الحديث - إن شاء الله - ما لم يخالف، أو يأت بما يُنكَر عليه، مثل هذا الحديث، والإمام أحمد كان حسن الرأى فيه، قال عنه:"صالح الحديث" إلا أنه لم يصبر له على تفرده بهذا الخبر، وأنكره عليه البتة.
أما مسلم بن الحجاج؛ فإنه كان ينتقى من حديث طلحة ما توبع عليه في الجملة، وله عذره في إخراجه له هذا الحديث في "صحيحه"، فإنه ساق له متابعة جليلة في أول الباب قبل رواية طلحة: وهى رواية العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو الفقيمى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة به .. نحوه باختصار.
قلتُ: وهذه متابعة جيدة؛ لم يسع ابن عبد البر إلا الاعتراف بها بعد أن جزم سابقًا بتفرد طلحة بالحديث، فقال في "التمهيد"[18/ 105]، عقب رواية طلحة الماضية: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "وزعم قوم أن طلحة ابن يحيى انفرد بهذا الحديث، وليس كما زعموا، وقد رواه فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة كما رواه طلحة بن يحيى سواء. ذكره المروذى .... " ثم ساق إسناد أبى بكر المروذى - صاحب أحمد - إلى العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو به
…
لكن كأن أبا عمر النمرى ما عبأ بتلك المتابعة وما رآها شيئًا، فإنه ذكر الحديث في "الاستذكار" [3/ 109] ثم قال:"وهو حديث رواه طلحة بن يحيى وفضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، وليس ممن يعتمد عليه عند بعض أهل الحديث".
قلتُ: فكأنه يشير إلى إنكار أحمد للحديث مطلقًا، وقد مضى إنكاره لطريق طلحة؛ وسيأتى كلامه على طريق الفضيل، لكن جاء المحقق الداهية أبو معاذ طارق بن عوض الله - سدده الله - وقلب متابعة الفضيل بن عمرو الفقيمى إلى مخالفة لما جاء به طلحة بن يحيى، وذلك في "تعليقه على منتخب علل الخلال لابن قدامة"[ص 54 - 55]، وكان قبل ذلك قد فسَّر إنكار الإمام أحمد للحديث بكونه مُوَجَّهًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أو غير ذلك يا عائشة؟! " بعد قولها: طوبى له عصفور من عصافير الجنة!
…
)، ثم ساق ما قاله النووى في "شرح مسلم" حول الجمع بين هذا الحديث؛ والأخبار الثابتة في كون أولاد المسلمين في الجنة، ثم تعقبه بكون طلحة ليس بالقوى في الحديث، وأنه ليس ممن يحتمل له التفرد بمثل هذا الحديث؛ وأنه لا حاجة إلى تكلف الجمع والإغراق في التأويل، طالما أن المتفرد بهذا الحديث - وهو طلحة - ليس بذاك القوى، ثم قال:"لاسيما وأنه قد خولف في هذا الحرف الذي هو موضع الإنكار في روايته، خالفه فضيل بن عمرو الفقيمى" ثم ساق رواية الفقيمى عند مسلم [2662]، قبل حديث طلحة؛ وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بعد أن قالت ما قالت:(أو لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلًا ولهذه أهلًا).
ثم قال هذا الفاضل المحقق: "قلتُ: والفقيمى ثقة، وليس في روايته ما يستنكر، بل فيه ما يفيد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة على قولها، ولعله لذلك قدَّم مسلم روايته على رواية طلحة في الباب، وجعل رواية طلحة في آخر الباب".
قلتُ: وليس له حجة في شئ مما ذكره أصلًا، وفهمه لصنيع مسلم، يقتضى أن مسلمًا قد يورد الحديث المعلول في "صحيحه" ساكتًا عليه، اللَّهم إلا أنه ربما أشار إلى إعلاله بتأخيره عن الرواية المحفوظة في أول الباب قبله، وهناك من يقول بهذا، ولم يفعلوا شيئًا كما بسطنا الكلام عليه في غير هذا المكان. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما قوله: "الفقيمى ثقة، وليس في روايته ما يستنكر، بل فيه ما يفيد
…
إلخ" فهذا حسب فهمه، وإلا فإن قوله صلى الله عليه وسلم في رواية طلحة: (أو غير ذلك يا عائشة؟!) ليس فيه كبير فرق عن قوله في رواية الفقيمى: (أو لا تدرين أن الله خلق الجنة .... ) لأن هذا مراجعة، وذاك مثله، ودلالة إنكاره صلى الله عليه وسلم على عائشة: واضحة من اللفظين جميعًا، وهذا ما فهمه ابن عبد البر أخيرًا فيما نقلناه عنه من كتابه (الاستذكار) وكذا قبله في الموضع الثاني من "التمهيد" [18/ 105].
أما الموضع الأول: الذي جزم فيه بتفرد طلحة بن يحيى بهذا الحديث، فأراه كان لم يقف على رواية الفقيمى بعد، أو سها عنها وقتذاك، وهذا أولى ما يُعْتَذَر به عنه؛ بدلًا من رميه بالغفلة عن الفرق المتوهَّم بين رواية الرجلين، كما زعم ذلك الأخ الفاضل المعلق على "منتخب علل الخلال"[ص 56]، بل إن هذا الفاضل قد غفل عن كون الإمام أحمد قد استنكر رواية الفقيمى هو الآخر، وهذا يدل على أنه كان لا يرى فرقًا بينها وبين رواية طلحة أيضًا، ولولا إعلال الإمام أحمد لرواية الفقيمى؛ لجزمنا بصحة رواية طلحة بن يحيى؛ تبعًا لمسلم وابن حبان وجماعة ممن صححوها.
قال الحافظ ابن رجب بن الشهاب أحمد في "أهوال القبور"[ص 175]، بعد أن ساق رواية طلحة بن يحيى من عند مسلم: "وقد ضعَّف أحمد هذا الحديث من أجل طلحة بن يحيى، وقال: قد روى مناكير، وذكر له الحديث
…
" ثم قال ابن رجب: "وأما رواية فضيل بن عمرو له عن عائشة؛ فقال أحمد: ما أراه سمعه إلا من طلحة بن يحيى، يعنى أنه أخذه عنا، ودلَّسه، حيث رواه عن عائشة بنت طلحة".
قلتُ: ونَصُّ الإمام أحمد نقله عنه ابنه عبد الله في "العلل"[2/ 11/ رقم 1380]، وعنه العقيلى في "الضعفاء"[2/ 226]، إلا أن عبارته هناك مُشَوَّشة.
وابن رجب من أعلم الناس بأقوال الإمام أحمد ومعانيها؛ ووقف منها ما لم يقف عليه غيره؛ لاسيما أقواله في علل الأحاديث، وأنا لا أقدم عليه أحدًا من أشياخه ولا من جاء بعده في تلك المعرفة أصلًا، هذا مع تمكنه وحذقه في هذا الفن جدًّا؛ بحيث كدت أقدمه على الشهاب ابن حجر مطلقًا، ثم نظرت: فإذا بينهما عموم وخصوص، والزين عندى مقدم على الشهاب في معرفة وجوه الإعلال على طريقة حذاق الصنعة من متقدمى أئمة هذا الفن. أما مطلق الحفظ وسعة الإطلاع وخدمة الفن: فهذه أشياء مُسَلَّمة - عندى - إلى الشهاب أبى الفضل، =
4554 -
حَدَّثَنَا محمد بن عباد، حَدَّثَنَا سفيان، قال: سمعته من عبد ربه بن سعيد، عمرة، عن عائشة، قالت: كان القطع في ربع دينارٍ فصاعدًا.
= لا يلحقه في ذلك أحد ممن جاء بعده إن شاء الله. بل إن المحدثين ممن جاؤوا بعده - عيال عليه في مجموع تلك الأمور كما أشار إلى ذلك الجلال الأسيوطى في ترجمة الذهبى من "طبقات الحفاظ" وقَرَنَ معه: (المزى، والذهبى؛ والعراقى).
وأين هؤلاء من دعاميص أهل عصرنا؟! وغيرهم ممن ترى أحدهم ينتفخ حتى يملأ السِّكَّة، إذا رأى نفسه حرر مسألة من مسائل الفن، أو تعقب على كبير من السابقين الأولين الراسخين في دراية هذا العلم، ولو قيل له: انسب لنا الزهرى، لتلعثم؛ أو اذكر عشرة من مشاهير أصحابه، لتخبط وما تكلم؛ أو قيل له: من هو وارث عِلْم الزهرى؟! لعبث بلحيته وسعل؛ أو اذْكُر لنا من هو الزهرى الصغير؟! لضاقت عليه الأرض بما رحبت؛ لما يراه من وقع الأسل، فأيش هذا التناطح ولما يبدو لك قرن، وعلام تَرْمِى بنفسك وسط أتون معركة لا ينجو منها إلا من عرف قدر نفسه؟! وكأنى بك وقد ناداك المنادَى:
يا غاديًا بين الأسنة والقنا
…
إنى أشم عليك رائحة الدم
وعود على بدء فنقول: وبما مضى يتبين للناقد ضعف هذا الحديث رواية، لكونه مما أنكر على طلحة بن يحيى كما مضى بيانه، ولم تصح متابعة فضيل بن عمرو الفقيمى له كما سبق.
أما تضعيف الحديث دراية: ففيه نظر عندى، وقد تصحف (طلحة بن يحيى) عند الطيالسى [1574]، إلى:(يحيى بن إسحاق) فظن بعضهم أن تلك متابعة ثانية لطلحة في هذا الحديث، وليس من ذلك شئ. واللَّه المستعان.
4554 -
صحيح: أخرجه النسائي [4926]، والحميدى [280]، ومن طريقه الطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 165]، وأحمد في "العلل"[1/ 194/ رواية ابنه عبد الله]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 377 - 378] و [23/ 381]، وفى "الاستذكار"[7/ 532]، والفسوى في "المعرفة"[3/ 68]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 5375]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عبد ربه بن سعيد [وقُرِنَ معه جماعة عند الجميع] عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به موقوفًا عليها.
قلتُ: قد اختلف في رفع هذا الحديث ووقفه على عمرة، وقد مضت رواية الزهرى عنها =
4555 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا معاوية بن هشامٍ، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: أدلجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البطحاء.
4556 -
حدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، مر بأرضٍ تسمى غدرة، فسماها خضرةً.
= عن عائشة به مرفوعًا [برقم 4411]، والصواب أن الوجهين جميعًا محفوظان؛ ويُحْمَل الوجه الموقوف على كون عائشة كانت تفتى الناس به، وقد توسعنا في تخريج هذا الحديث مع طرقه وشواهده في كتابنا:"غرس الأشجار".
4555 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3068]، والنسائى في "الكبرى"[4205]، وأحمد [6/ 78]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 788]، ومثله ابن المقرئ في "المعجم" أيضًا [رقم 132]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 27]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 5917/ أطرافه]، وابن أبى شيبة [13335]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 121]، وغيرهم من طريقين عن عمار بن رزيق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت:(أدلج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة النفر من البطحاء إدلاجًا) لفظ ابن ماجه؛ ومثله عند الجميع؛ إلا أن أبا نعيم ليس عنده قوله: (ليلة النفْر).
قال الدارقطنى: "تفرد به عمار بن رزيق عن الأعمش عن إبراهيم عنه".
قلتُ: وعمار هذا وثقه جماعة، وقال الإمام أحمد:"كان من الأثبات" ومشاه جماعة؛ واحتج به مسلم في "صحيحه" ولم يجرحه أحمد فيما أعلم، فمثله يُحْتَمل له التفرد عن الأعمش إن شاء الله؛ ومن فوقه ثقات أئمة علماء كبار؛ فالإسناد صحيح على شرط مسلم كما قاله البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 134].
ثم نظرت: فإذا هو صحيح فقط، ولست أراه على شرط مسلم بعد، وللحديث طريق آخر عن عائشة وشواهد نحوه
…
لكن دون لفظه هنا، وتمام الكلام عليه قد بسطناه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4556 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان [5821]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 648] و [8/ 8008]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5228]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 37]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحربى [3/ 994]، والخطابى [1/ 528]، كلاهما في "غريب الحديث" وغيرهم من طريق عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وعند الطبرانى: (بأرض تسمى: عذرة) ومثله عند البيهقى، وعند الحربى:(بأرض تدعى: عقرة)
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبدة".
قلتُ: وهو ثقة إمام، لكن اختلف عليه في سنده، فقد ذكر الدرقطنى في "العلل"[13/ 295]، أن عبدة بن سليمان قد رواه عن هشام عن أبيه به مرسلًا، ليس فيه عائشة، وقد توبع عبدة على الوجهين:
1 -
أما الوجه الموصول: فقد تابعه عليه شريك القاضى من رواية إسحاق الأزرق عنه بإسناده به نحوه
…
، وزاد في أوله: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع اسمًا قبيحًا غيره
…
).
أخرجه الطبراني في "الصغير"[1/ رقم 349]، وقال:"لم يروه عن شريك إلا إسحاق" وكذا رواه الدارقطنى في "العلل"[13/ 296]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 19]، وقال الثاني:"وهذا يرويه الطفاوى عن أبيه عن عائشة من رواية عمرو بن عبد الجبار عنه؛ ويرويه عمر بن على المقدمى عن هشام عن أبيه عن أبى هريرة، وجماعة قد رووه مرسلًا، لا يذكرون عائشة ولا أبا هريرة".
قلتُ: ورواية الطفاوى قد أخرجها أبو الحسن بن مهدى في علله [13/ 297]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 195]، وقال الثاني:"وهذا الحديث ضعيف عن هشام بن عروة، ويعرف بالطفاوى عن هشام، وما رواه عن هشام غير الطفاوى" لعله يعنى بهذا السياق عنده. فإن لفظه هناك: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الاسم إذا كان قبيحًا؛ ويجعله حسنًا) ومثله لفظه عند الدارقطنى أيضًا، لكن توبع الطفاوى على هذا السياق كما يأتى، فكأن أبا أحمد الجرجانى لم يستحضر متابعة عمر بن على المقدمى. للطفاوى على مثله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
كما أخرجه في "الكامل"[5/ 45/ ترجمة المقدمى]، ومثله أخرجه الترمذى في "الجامع"[2839]، وفى "علله الكبير"[رقم 417]، كلاهما من طريق أبى بكر بن نافع عن المقدمى عن هشام بن عروة عن أبيه به
…
يعنى مرسلًا، وقال المقدمى مرة: عن عائشة به
…
موصولًا.
قلتُ: هكذا رواه المقدمى عن هشام موصولًا ومرسلًا، ورواه عن هشام مرة ثالثة فقال: عن أبيه عن أبى هريرة به مرفوعًا: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن) فنقله إلى (مسند أبى هريرة). =
4557 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا أبو الجواب، عن سليمان بن قرمٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء، والحنتم، والمزفت.
= هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[5/ 45]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 229]، وفى "الأنوار"[رقم 1136 صلى الله عليه وسلم]، والدارقطنى في "العلل"[13/ 297]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 746].
قال الدارقطنى: (كذا قال "عن أبى هريرة" وهو وهم من عمر بن على) يعنى المقدمى، ولعله كما قال، وقد توبع المقدمى على الوجه الأول عن عائشة به .. : تابعه محمد بن الحسن الهمدانى، كما ذكره الدارقطني في "العلل"[13/ 295].
وقال ابن عدى عقب رواية المقدمى الماضية: "وهذا - يعنى هذا الحديث - قد اختلفوا على هشام بن عروة - يعنى عليه في سنده - فمنهم من أرسله، ومنهم من أوقفه، ومنهم من قال: عن عائشة، ومنهم من قال: عن أبى هريرة".
قلتُ: والمحفوظ من تلك الوجوه كلها: هو الوجه المرسل؛ فقد سئل البخارى عن هذا الحديث كما في "علل الترمذى"[رقم 417]، فقال:"إنما يُرْوَى هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا" وقال الدارقطنى بعد أن ساق الاختلاف في سنده بـ"العلل"[13/ 295]: "ورواه عبدة بن سليمان - واختلف عليه كما مضى - أو رواه على الوجهين مثل المقدمى - وحماد بن سلمة عن هشام عن أبيه مرسلًا، وهو الصحيح".
قلتُ: وهكذا رواه وكيع عن هشام عن أبيه به مرسلًا: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع الاسم القبيح حوله إلى ما هو أحسن منه) أخرجه ابن أبى شيبة [25896]، ونحوه رواه ابن نمير عن هشام عن أبيه به
…
عند ابن سعد في "الطبقات"[3/ 541].
ولعل هذا الاختلاف في وصله وإرساله، إنما هو من هشام بن عروة نفسه، فإنه كان قد تغيَّر حفظه بآخرة - ولم يختلط قط - كما نص عليه غير واحد من النقاد.
ورواية أهل المدينة عنه أصح من رواية غيرهم، كما نص عليه الإمام مالك في "المنام"، وأقره يحيى القطان وغيره، وكذا نص عليه الإمام أحمد فيما نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل". والله المستعان.
4557 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4462].
4558 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا يونس بن بكير، حَدَّثَنَا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت أمى تعالجنى بالسمنة، تريد أن تدخلنى على النبي صلى الله عليه وسلم فما استقام لها ذلك حتى أكلتُ الرطب بالقثاء فسمنت كأحسن السمنة.
4458 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [3324]، والبيهقى في "سننه"[14246]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 825]، وابن منده في "معرفة الصحابة" والذهبى في "سير النبلاء"[9/ 248]، وغيرهم من طرق عن يونس بن بكير - وهذا في "مغازيه" - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد على رسم الحسن؛ رجاله كلهم رجال الشيخين سوى يونس بن بكير، فقد روى له مسلم في "الشواهد" لا "الأصول"، كما يقول الذهبى في "سير النبلاء"[9/ 248]، وهو شيخ محدث عالم صدوق على أوهام له، ولم ينفرد به عن هشام، بل توبع عليه:
1 -
تابعه محمد بن إسحاق بن يسار على نحوه .. عند أبى داود [3903]، والحاكم [2/ 202]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 65]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5992]، وفى "سننه"[14247]، والنسائى في "الكبرى"[6725]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3022]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 151]، وأبى الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 73]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن سعد الزهرى عن ابن إسحاق به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح لولا عنعنة ابن إسحاق؛ فقد كان "مشهور التدليس عن "الضعفاء" والمجهولين وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما" هكذا قاله الحافظ في "طبقات المدلسين" (ص 51/ 125]، وقال ابن عدى عقب روايته:"وهذا الحديث يرويه يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق؛ وعمرو بن زياد جاء به عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق".
قلتُ: وابن زياد هذا اتهمه ابن عدى والدارقطنى وغيرهما بالوضع، وهو من رجال "اللسان"[4/ 364]، لكن تابعه عليه: نوح بن يزيد وعمر بن موسى الحارثى وإسحاق بن منصور وغيرهم عن إبراهيم بن سعد به ..
وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ومثله الذهبى في "تلخيص المستدرك" وليس كما قالا، ولم يخرج مسلم من هذه الترجمة شيئًا في "صحيحه" وابن إسحاق قد أخرج له مسلم في "المتابعات" كما يقول الحافظ في "هدى السارى"[ص 458]، وقد خولف فيه ابن إسحاق، =
4559 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا يونس بن بكير، عن محمد بن
إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الحرْبُ
خَدْعَةٌ".
= خالفه بعضهم؛ فرواه عن إبراهيم بن سعد على وجه غير محفوظ، كما تراه عند الطبراني في
"الكيبر"[23/ رقم 65]، وليس بشئ.
2 -
وتابعه أيضًا حماد بن سلمة على نحوه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
عند
الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 66]، وفى "الأوسط"[5/ رقم 5264]، بإسناد صحيح إلى
الحسن بن الصباح عن زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة به
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة [بالأصل: "عن حماد بن زيد،" تبعًا لما وقع
في سنده عنده في "الأوسط"، وهو غلط محض]، إلا زيد بن الحباب؛ تفرد به الحسن بن الصباح".
قلت: والحسن ثقة له أوهام محتج به في "الصحيح"، وابن الحباب شيخ صدوق صالح في غير
الثورى، وحماد بن سلمة شيخ الإسلام؛ فالإسناد عندى حسن مستقيم. والله المستعان.
4559 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [2833]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 4]، والبخارى في
"تاريخه"[5/ 263]- وعنده معلق - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[34/ 242]،
والطبرى في "تهذيبه"[رقم 1445]، وأبو عوانة [رقم 5250]، والترمذى في "علله" [رقم
309]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 829]، وعنه الخطابى في "غريب الحديث" [2/
164]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1330]، وغيرهم من طريق يونس بن بكير عن محمد ابن
إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة به
…
وفى أوله قصة عند ابن
الأعرابى وعنه الخطابى.
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 107]: "هذا إسناد ضعيف؛ لتدليس محمد بن
إسحاق".
قلت: أساء الشهاب التعبير، هلا قال:"ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق؟! " ومن أدراه أن ابن
إسحاق قد دلس فيه؟! ومتى كانت مطلق العنعنة عنوانًا على التدليس، ثم إن ابن إسحاق قد
صرح بالسماع عند أبى عوانة وابن الأعرابى وعنه الخطابى والبيهقى، فزالت شبهة تدليسه،
فَلْيسكن من البوصيرى جأشه، وليسلم لنا بسلامة الإسناد؛ لأن من فوق ابن إسحاق كلهم
ثقات مشاهير؛ ونراه يُسَلم بهذا إن شاء الله، لكن أبا عبد الله الجعفى قد أبى ذلك، =
4560 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم، عن محمد بن مسلم بن أبى الوضاح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سلوا الله كل شئ حتى الشسع فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر.
= وسئل عن هذا الحديث كما في "علل الترمذى"[رقم 309]، فقال "روى عبد الرحمن بن بشير هذا الحديث عن محمد بن إسحاق عن أبى ليلى عن عائشة".
هكذا قال، كأنه يعله بذلك، وأبو ليلى هذا هو عبد الله بن سهل الأنصارى، وروايته هذه وصلها البخارى في "تاريخه"[5/ 263]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[34/ 242]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 1446]، وأبو عوانة [رقم 5251]، وغيرهم من طريق سليمان بن عبد الرحمن الشامى عن عبد الرحمن بن بشير الدمشقى عن ابن إسحاق به.
قلتُ: عبد الرحمن بن بشير هذا مختلف فيه، وثقه ابن حبان ودحيم وغيرهما، ولم يعرفه صالح جزرة، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث، يروى عن ابن إسحاق غير حديث منكر".
قلتُ: وهذا الطريق من روايته عن ابن إسحاق، وهو من رجال "اللسان"[3/ 407].
وقد خالفه يونس بن بكير كما مضى؛ ويونس مُقَدَّم على هذا في ابن إسحاق خاصة، لكونه كان راويته؛ روى عنه "المغازى" وغير واحد من كتبه؛ نعم: قد ذكر ابن حبان في ترجمة عبد الرحمن بن بشير من ثقاته [8/ 373]، أنه روى "المغازى" عن ابن إسحاق إيضًا، فيحتمل أن يكون الوجهان محفوظين جميعًا عن ابن إسحاق به
…
وهذا الوجه الثاني حسن أيضًا؛ وقد صرح فيه ابن إسحاق بالسماع من أبى ليلى، وأبو ليلى شيخ صدوق. وللحديث طريق آخر عن عائشة به
…
يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
لكن اختلف عليه في وصله وإرساله، والمحفوظ فيه مرسل كما بسطنا الكلام عليه في "إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد".
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منهم حديث على [برقم 261، 494]، وحديث جابر [برقم 1826، 1968، 2121]، وحديث ابن عباس [برقم 2504]، وسيأتى حديث الحسن بن على [برقم 6760]، وعبد الله بن سلام وغيرهما.
4560 -
صحيح: أخرجه أحمد في "الزهد"[رقم 1138/ طبعة دار ابن رجب]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[354]، وغيرهما من طريقين عن هاشم بن القاسم أبى النضر عن محمد بن مسلم بن أبى الوضاح أبى سعيد المؤدب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد صالح، بل قوى مستقيم؛ رجاله كلهم رجال "الصحيح"، وأبو سعيد المؤدب وثقه الجماعة كلهم. وانفرد البخارى وحده وقال:"فيه نظر".
ولست أدرى أيش تَبيَّن له من حاله. وكأنه لهذا لم يحتج به في "صحيحه"، إنما استشهد به كما يقول المزى في "تهذيبه"[26/ 454]، وقال عنه الحافظ في "التقريب":"صدوق يهم" كذا، والتحقيق عندى أن يقال:(ثقة ربما وهم).
وقد توبع عليه هشام بن عروة: تابعه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن عروة عن عائشة به مثله .. عند البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1119]، لكن الإسناد إليه فيه من لم أميز، مع تصحيف وقع فيه أيضًا، ويكفى الطريق الأول إنْ شاء الله.
وهذا الأثر الموقوف: ذكره الهيثمى في "المجمع"[10/ 229]، ثم قال:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح" غير محمد بن عبيد الله بن المنادى، وهو ثقة" وأقره المناوى في "الفيض"[4/ 110]، وهذه غفلة غريبة، ومتى روى المؤلف عن عبيد الله بن المنادى وإن كان في طبقة شيوخه؟! كأن الهيثمى وقع له في إسناد المؤلف قوله: (حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا هاشم
…
) فظن أن محمدًا هذا هو ابن المنادى، بعد أن تصحف عليه اسم والده (عبد الله) إلى:(عبيد الله)، وقوى ذلك عنده؛ لما رأى المزى قد ذكر (هاشم بن القاسم) في شيوخ (محمد بن عبيد الله بن المنادى) من "تهذيبه"[26/ 50 - 51]، وهذا كله ليس بشئ.
وشيخ المؤلف هنا (محمد بن عبد الله بن نمير) كما نسبه بالإسناد قبله؛ وهكذا أخرجه ابن السنى في "عمل اليوم والليلة" من طريق المؤلف به فقال: (أخبرنا أبو يعلى، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا هاشم بن القاسم
…
) وذكره.
ثم رأيت الحافظ في "المطالب"[رقم 3436]، قد ساق إسناد المؤلف به .... وفيه: (ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادى،
…
) ومثله عند البوصيرى في "الإتحاف"[6/ 158]، وهو وهم منهما بلا تردد، كأن الحافظ قد وقع له مثل ما وقع للهيثمى، وقلده فيه البوصيرى، والصواب هو ما ذكرته آنفًا.
• تنبيه مهم: هذا الأثر الموقوف: قد عزاه السيوطى في "الجامع الصغير"[رقم 4708]، إلى أبى يعلى من حديث عائشة مرفوعًا، وأقره عليه المناوى في الفيض [4/ 110]، وصحح سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 119 طبعة مكتبة الشافعي]، وهى غفلة منهما بلا شك. وقد تعقبهما الإمام عليها في "الضعيفة"[3/ 540]. والله المستعان.
4561 -
حَدَّثنا محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا عبد الله بن يزيد، حَدَّثَنَا حيوة، عن أبى الأسود، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل في غزوة تبوك عن سترة المصلى، فقال:"كَمُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ".
4562 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا عبد الله بن يزيد، حَدَّثَنَا حيوة، حدثنى نافع بن سليمان، أن محمد بن أبى صالحٍ، أخبره، عن أبيه، أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالمؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللَّهُ الأَئِمَّةَ، وَعَفَا عَنِ المؤَذِّنِينَ".
4561 - صحيح: أخرجه مسلم [500]، والنسائى [746]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[4/ 195]، والبيهقى في "سننه"[3265]، وأبو عوانة [رقم 1101]، والسراج في "مسنده"[1/ 149]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح عن أبى الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن عائشة به.
قلتُ: وللمقرئ فيه شيخ آخر؛ فرواه عن سعيد بن أبى أيوب المصرى عن أبى الأسود عن عروة عن عائشة به نحوه
…
عند مسلم أيضًا [500]، وقد رواه مرة فقرن فيه بين حيوة وسعيدًا كلاهما عن أبى الأسود به
…
كما ذكره أبو عوانة [عقب رقم 1101].
ثم إن المقرئ قد اضطرب في هذا الحديث بآخرة؛ فرجع عن الطريق الأول، وحدث به على الوجه الثاني عن سعيد عن أبى الأسود عن عروة به مرسلًا، ليس فيه عائشة، هكذا ذكره عنه صاحبه أبو يحيى بن أبى مسرة المكى، وعنه أبو محمد الفاكهى في حديثه [عقب رقم 232].
وقد أجبنا عن هذا في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك شواهده عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
ومنها حديث أبى طلحة الماضى [برقم 629، 630، 664].
4562 -
ضعيف: أخرجه أحمد [6/ 65]، وابن حبان [1671]، وابن راهويه [1124]، والبيهقى في "سننه"[1847، 1871]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 78]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 435]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 290]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 282]، وأبو محمد الفاكهى في "حديثه"[رقم 35]، والترمذى في "علله"[رقم 56]، وأبو عمر السلمى المقرئ في "جزء من حديثه عن شيوخه"[17/ ضمن مجموع أجزاء حديثية] والطحاوى في "المشكل"[5/ 189]، وابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 435]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وغيرهم من طرق عن حيوة بن شريح عن نافع بن سليمان عن محمد بن أبى صالح السمان عن أبيه أبى صالح عن عائشة به.
قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول؛ أما ضَعْفُه: فلكون محمد بن أبى صالح هذا لم يذكروا من الرواة عنه سوى اثنين، وقد قال ابن معين:"لا أعرفه" نقله عنه ابن أبى حاتم وابن عدى وغيرهما، وهو في "تاريخه"[1/ 208/ رواية الدورى].
وقال عنه الدرقطنى: "مجهول" كما نقله عنه البرقانى في "سؤالاته"[رقم 467]، وذكره ابن عدى في "الضعفاء"[6/ 235]، أما ابن حبان فإنه ذكره في "الثقات"[7/ 417]، وقال:(يخطئ).
قلت: الرجل مُقِلٌّ جدًّا من الرواية، بحيث لو لم يحدث بهذا الحديث؛ لما عرفه أحد من أهل الدنيا سوى من رواه عنه، فإذا كان مع قلة حديثه جدًّا؛ موصوفًا بالخطأ، فهو ضعيف جزمًا، لاسيما ولم يعرف فيه توثيق من معتبر، مع ما رمى به من الجهالة والضعف.
وقد أنكر ابن عدى أن يكون لأبى صالح السمان ولد يسمى: (محمدًا) ووهَّم من جعله أخًا لسهيل بن أبى صالح وأبناء أبى صالح السمان، وهو الواهم في ذلك. وقد رده عليه الحافظ في "التهذيب" وقبله مغلطاى في الإعلام [1/ 1121]، وهو كما قالا؛ ومن فوق محمد هذا في الإسناد: ثقات معرفون.
2 -
وأما كونه معلولًا: فقد خولف محمد بن أبى صالح في سنده؛ خالفه الأعمش - واختلف عليه في سنده - وسهيل بن أبى صالح - واختلف عليه أيضًا - وأبو إسحاق السبيعى، ثلاثتهم رووه عن أبى صالح السمان فقالوا: عن أبية هريرة به
…
، فنقلوه إلى (مسند أبى هريرة) وهذا الوجه هو الذي رجحه أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطنى وغيرهم، وخالفهم البخارى، وجزم بكون حديث أبى صالح عن عائشة هو الأصح، وتوسط ابن حبان وحده، وصحح الوجهين جميعًا.
* والصواب هو: ما قاله الجماعة من كون الحديث حديث أبى صالح عن أبى هريرة؛ فهكذا رواه الأعمش وسهيل بن أبى صالح وأبو إسحاق السبيعى ثلاثتهم عن أبى صالح عن أبى هريرة به!
1 -
أما رواية الأعمش: فقد اختلف عليه في سنده على ألوان غريبة، بل واختلف عليه في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= متنه أيضًا، وقد جزم الثورى وابن المدينى وأحمد والبيهقى وجماعة بكون الأعمش لم يسمعه من أبى صالح. ونازع في هذا جماعة من المتأخرين، والصواب ما قاله الثورى ومن تبعه بلا ريب عندى، ومن رواه عن الأعمش وصرح فيه بسماعه من أبى صالح؛ فقد أخطأ عليه فيه، والمحفوظ أنه يرويه عن أبى صالح بواسطة مجهولة لا تُعْرَف، ثم كان يدلسها ويُسَوِّى الإسناد على عادته، وهذا الوجه عنه هو الصواب، وما عداه فخطأ وأوهام.
2 -
وأما رواية سهيل بن أبى صالح: فلم يسمعها من أبيه كما جزم به البيهقى في "سننه" وقبله قال ابن المدينى: "لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه، إنما سمعه من الأعمش، ولم يسمعه الأعمش من أبى صالح بيقين" نقله عنه الحافظ في "التلخيص".
قلتُ: وهكذا رواه روح بن القاسم ومحمد بن جعفر بن أبى كثير وغيرهما من الأثبات عن سهيل بن أبى صالح عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
وقد جازف من حمله على الوجهين جميعًا، وينبغى التسليم لمثل ابن المدينى في هذه المضايق، فعاد الحديث إلى رواية الأعمش مرة أخرى، وقد عرفت ما في روايته من الخلل.
3 -
وأما رواية أبى إسحاق السبيعى: فلم يروها عنه أحد ممن سمع منه قبل الاختلاط، ثم هو عريق في التدليس، ولم يصرح فيه بسماعه من أبى صالح البتة، والأقرب أنه سمعه من الأعمش ثم دلسه.
وفى الباب عن جماعة من الصحابة، ولا يصح منها شئ قط، وقد ضعف الإمام أحمد هذا الحديث كله، كما نقله عنه ابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 225]، ومثله فعل ابن المدينى، بل جزم بأنه لا يصح في هذا الباب سوى حديث الحسن البصرى به مرسلًا. نقله عنه الترمذى في "علله" وابن الجوزى في "المتناهية".
ومرسل الحسن هذا: عند البيهقى في "سننه"[1875]، بإسناد صحيح إليه، والقول ما قاله ابن المدينى إن شاء الله؛ وهو أعلم أهل الأرض بعلل الحديث ودقائقه، لا يلحقه في ذلك أحد قط، لا أحمد بن حنبل ولا من دونه أصلًا، كما بسطنا ذلك في ترجمته من "المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل".
وقد استوفينا الكلام على طرق الحديث وشواهده في كتابنا (غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار) ولا يصح في هذا الباب إلا مرسل الحسن كما مضى.
4563 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: ربما دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا: "هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَىْءٍ؟ " فنقول: لا، فيقول:"إِنِّي إِذَا صَائِمٌ"، قالت: ودخل علينا مرةً، فقلنا له: أهدى لنا حيسٌ، فخبأنا لك منه، فقال:"هَلُمُّوهُ، فَإِنِّى قَدْ كُنْتُ صَائِمًا"، قالت: فأكل.
4563 - حسن: أخرجه مسلم [1154]، وأبو داود [2455]، والترمذى [733، 734]، والنسائى [2325، 2326، 2327، 2328]، وأحمد [6/ 49، 59، 207]، وابن خزيمة [2141، 2143]، وابن حبان [3628، 3629، 3630]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 175] و [2/ 176]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7364]، وابن راهويه [1023]، والحميدى [190، 191]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 56]، والبيهقى في "سننه"[7702، 7703، 7704، 8123]، وفى "المعرفة"[رقم 2573]، وأبو عوانة [رقم 2278، 2279، 2280، 2281، 2282]، وغيرها من طرق عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللَّه القرشى عن عائشة بنت طلحة [وقرن معها "مجاهد" عند الطبراني، وفى رواية للنسائى]، عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
ولفظ الطحاوى: (كان نبى الله صلى الله عليه وسلم يحب طعامًا، فجاء يومًا فقال: هل عندكم من ذلك الطعام؟! فقلتُ: لا، قال: فإنى صائم)
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن" وقال الدارقطنى: "هذا إسناد صحيح".
قلتُ: وقول الترمذى عندى أولى؛ لكون طلحة بن يحيى مختلفًا فيه، وثقه جماعه وضعفه آخرون، وهو عندى حسن الحديث ما لم يخالف من هو أوثق معه؛ أو يأت بما يُنْكَر عليه، واحتجاج مسلم به يقويه، وقد جازف ابن عبد البر حيث قال في "التمهيد"[12/ 79]، بعد أن ساق الحديث:"طلحة بن يحيى انفرد بهذا الحديث، وما انفرد به فليس بحجة عند جميعهم لضعفه".
قلتُ: وهذا من مبالغاته المعروفة، وطلحة هذا مع تضعيف من ضعفه: فقد وثقه ابن معين والعجلى ويعقوب بن شيبة وأحمد والدارقطنى وابن حبان وغيرهم؛ ومشاه أبو زرعة وصاحبه والنسائى وغيرهم؛ فمن لأبى عمر النمرى دعواه: أن ما انفرد به طلحة ليس بحجة عند جميعهم، وأى جمع يعنى؟! هلا قال: جمع المالكية؟!. =
4564 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حَدَّثَنَا أبو بكرٍ الحنفى، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفرٍ، عن الأسود بن العلاء، عن أبى سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَذْهَبَ اللَّيْل وَالنَّهَارُ حَتَّى يُعْبَدَ اللاتُ وَالْعُزَّى"، قالت: قلت: يا رسول الله، فقد كنت أظن حين، قال الله:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33، والصف: 9]" أن ذلك تامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَقْبِضُ رُوحَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَبْقَى الآخَرُونَ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ".
= وابن عبد البر إذا جاء دوره في الانتصار لمذهب مالك - غالبًا - يقع في الشطط مع خصومه، وتراه يحكى تلك الاتفاقات والإجماعات التى من قبيل: المنخنقة والموقوذة والمتردية، سامحه الله. وهو أنقد للحديث، وأقعد بعلله من صاحبه أبى محمد الفارسى، ونفسه كثيرًا ما يحاكى أنفاس المتقدمين من حذاق هذا الفن، هذا مع كونه لم يغادر الأندلس إلى بلاد الشرق للرحلة في طلب الحديث وعلومه، وإنما اكتفى بأبى عمر الطلمنكى وأبى محمد بن عبد المؤمن وخلف بن القاسم الحافظ وغيرهم ممن نهلوا من معارف أهل المشرق؛ وعادوا إلى الأندلس بمسموعات لم تكتحل عين أهل المغرب بمثلها قط، ورحم الله الجميع.
وعود على بدء فنقول: لكن قد اختلف في سنده على طلحة بن يحيى، بل وفى متنه أيضًا، كما بسطنا ذلك في "غرس الأشجار".
4564 -
قوى: أخرجه مسلم [2907]، والحاكم [4/ 494، 592]، والبيهقى في "سننه"[18401]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 83]، والبغوى في "تفسيره"[4/ 40/ طبعة دار طيبة]، وفى "شرح السنة"[7/ 397]، وأبو عمرو الدانى في "السنن الواردة في الفتن"[4/ رقم 426]، وغيرهم من طرق عن عبد الحميد بن جعفر عن الأسود بن العلاء عن أبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن عائشة به نحوه
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلتُ: ووهم الوهم الفاحش في استدراكه؛ لأنه في صلب "مسلم".
4565 -
حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى، حَدَّثَنَا أبو أسامة، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله، أخبرنى محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبى هريرة، عن عائشة، قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ من الفراش، فالتمسته بيدى، فوقعتْ يدى على قدميه وهما منصوبتان وهو ساجدٌ، وهو يقول:"اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".
4566 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالدٍ، حَدَّثَنَا همامٌ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى
4565 - صحيح: أخرجه مسلم [486]، وأبو داود [879]، والنسائى [169، 1100]، وابن ماجه [3841]، وأحمد [6/ 201]، وابن خزيمة [655، 671]، وابن حبان [1932]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 143]، وابن راهويه [544]، والبيهقى في "سننه"[608]، وأبو عوانة [رقم 1443، 1498]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 226/ مختصره]، والسراج في "مسنده"[1/ 134]، وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 349]، والحافظ في "الأمالى" المطلقة [ص 123]، وغيرهم من طريقين عن عبيد الله بن عمر العمرى عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبى هريرة عن عائشة به.
قلتُ: واختلف في سنده على عبيد الله العمرى، كما ذكرناه في "غرس الأشجار" وهذا الوجه هو المحفوظ منه. وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
قد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار".
4566 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 145، 165]، والحاكم [1/ 67] و [4/ 425]، والنسائى في "الكبرى"[6350]، وابن راهويه [863]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9014]، وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 128]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 14، 15]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 409]، والدارقطنى في "المؤتلف والمختلف"[2/ 101]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 186 - 187]، وغيرهم من طرق عن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن شيبة الخضرى عن عروة بن الزبير عن عائشة به
…
وهو عند النسائي مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط: (لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له). =
طلحة، عن شيبة الخضرى، أنه شهد عروة، يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ثَلاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ: لا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإسْلامِ كَمَنْ لا سَهْمَ لَهُ، وَسِهَامُ الإِسْلامِ ثَلاثَةٌ: الصَّوْمُ، وَالصَّلاةُ، وَالصَّدَقَةُ؛ لا يَتَوَلَّى اللَّهُ عَبْدًا فَيُوَلِّيَهُ غَيرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلا جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا لَمْ أَخَفْ أَنْ آثَمَ، لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ فِي الدُّنْيَا إِلا سَتَرَ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ"، فقال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعتم مثل هذا من مثل عروة، فاحفظوه.
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه المزى أيضًا في "تهذيبه"[12/ 610]، وقال المنذرى في "الترغيب" [1/ 149]:"رواه أحمد بإسناد جيد" وتابعه عليه البوصيرى في "الإتحاف"[1/ 14، 115]، ونحوهما قال الهيثمى في "المجمع" [1/ 195]:"رواه أحمد ورجاله ثقات، ورواه أبو يعلى أيضًا".
وليس كما قالوا جميعًا، وقبلهم جازف صاحب "المستدرك" وقال:"هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ثم زعم أن البخارى قد أخرج لـ (شيبة الخضرى)، وتعقبه الذهبى في "التلخيص" قائلًا:"ما خرج له يعنى شيبة الحضرمى - سوى النسائي هذا الحديث، وفيه جهالة".
قلتُ: هو كما قال، فذا شيخ مجهول الحال، لم يرو عنه سوى إسحاق بن أبى طلحة وحده في حضرة عمر بن عبد العزيز، وما وثقه معتبر، ويقال له أيضًا:"شيبة الحضرمى"، كما وقع عند الحاكم والبيهقى وابن عبد البر، ورواية لأحمد، وبهذا الاسم: ذكره ابن حبان في "الثقات"[6/ 445]، على عادته في توثيق هذا الضرب من أغمار التابعين، وبه أعله المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 946/ طبعة مكتبة الشافعي]، وقال:(فيه جهالة) ثم جازف الرجل، وقال في الفيض [3/ 297]:"وفيه همام بن يحيى، أورده الذهبى في "الضعفاء" وقال: من رجال "الصحيحين"، لكن كان القطان لا يرضى حفظه".
قلتُ: أساء المناوى جدًّا في زيادته هذا الإعلال، وهمام على ما قيل فيه؛ إلا أنه لا يزال ثَبْتًا في كل المشايخ كما قاله الإمام أحمد، وقد وثقوه واحتجوا به جميعًا في "المسانيد" و "الصحاح" و"السنن" وهو الحافظ المأمون محدث البصرة؛ ومعلوم تعنت يحيى القطان البتة، وقد قال صاحبه ابن مهدى:"ظلم يحيى بن سعيد همام بن يحيى، لم يكن له به علم، ولا مجالسة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= نعم: كان همام يغلط إذا حدث من حفظه، وكتابه أصح؛ وهو الشيخ الوحيد الذي حديثه الأخير أصلح من حديثه القديم؛ لكونه كان لا يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه؛ فكان يعتمد على حفظه والحفظ خوان، فتكلم فيه من تكلم لأجل هذا، ثم إنه عاد إلى كتبه بآخرة؛ وكان لا يحدث إلا منها، حكاه عنه الحافظ في "التهذيب"[11/ 70]، ثم قال:(وهذا يقتضى أن حديث همام بآخرة أصح ممن سمع منه قديمًا، وقد نص على ذلك أحمد بن حنبل).
قلتُ: والحاصل: أن حديثه كله على السلامة ما لم يخالف من هو أثبت منه في بعض شيوخه - مع تعذُّر الجمع - أو يأت بما ينكره عليه بعض أئمة القوم، فهنا يرد ما انفرد به؛ وأين لعبد الرؤوف المناوى علم بهذا كله، أما كان يحسن به السكوت عن الإعلال بما يجلب له اللوم؟! ويكفى الحديث علة: وجود شيبة الخضرى فيه كما مضى، على أنى وجدت همام بن يحيى قد توبع عليه عن إسحاق بن أبى طلحة به مثله
…
، عند الخرائطى في "مكارم الأخلاق"[عقب 409]، لولا أن الإسناد إلى المتابع لا يثبت.
لكن للحديث طريق آخر عن عائشة به
…
يرويه أبو بكر الطلحى عن الحسن بن محمد بن الحسين الأصبهانى عن أبى مسعود عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عروة بمن عائشة مرفوعًا به نحوه ....
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 268]، أورده في ترجمة (الحسن بن محمد بن الحسين الأصبهانى) المعروف بابن (بوية) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقبله ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 153]، ولم يذكر فيه شيئًا، وباقى رجاله ثقات مشاهير؛ وأبو بكر الطلحى هو (عبد الله بن يحيى بن معاوية) الثقة الكوفى؛ وأبو مسعود هو بن الفرات الحافظ الحجة؛ والمحفوظ عن عبد الرزاق في هذا الحديث: هو أن يرويه عن معمر عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود وعن أبيه به نحوه موقوفًا عليه.
هكذا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"[20318]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8799]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9012]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 137]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 304]، وغيرهم وهذا سنده منقطع، وله طرق أخرى عن ابن مسعود به موقوفًا عليه نحوه
…
وكلها منقطعة أيضًا، على ما في بعض أسانيدها من ضعف، لكن صح الحديث من رواية ابن مسعود به مرفوعًا مثل لفظ المؤلف سواء، =
4567 -
قَالَ إسحاق: وحدثنى عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله.
4568 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن خالد بن عثمة، عن عبد الله بن منيبٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ".
= فقال إسحاق بن أبى طلحة عقب روايته حديث عائشة عند المؤلف: (وحدثنى عبد الله بن عبتة بن مسعود عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله) وهو الآتى [برقم 4567].
وهذا إسناد صحيح مستقيم حجة، ورواية عبد الله بن عبتة عن ابن مسعود ثابتة في (صحيح مسلم) وهو تابعى كبير ثقة جليل. وفى الباب عن جماعة من الصحابة بأسانيد لا يصح منها شئ قط.
4567 -
صحيح: انظر قبله.
4568 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4913]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1918]، والمزى في "تهذيبه"[16/ 177]، وغيرهم من طريق محمد بن خالد بن عثمة عن عبد الله بن المنيب المدنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وزاد أبو داود والمزى: (فإذا سلم عليه ثلاث مرات، كل ذلك لا يرد عليه، فقد باء بإثمه) وهذا رواية للمؤلف تأتى [برقم 4583].
قلتُ: وهذا إسناد حسن، وابن عثمة وثقه ابن حبان إلا أنه قال:"ربما أخطأ" وقال أبو حاتم: "صالح الحديث" وقال أبو زرعة: "لا بأس به" وقال الذهبى في - "الكاشف": "صدوق" ومثله قال الحافظ في "التقريب" وزاد: "يخطئ" كذا، والصواب أن يقول:"ربما أخطأ".
وشيخه ابن المنيب قال عنه النسائي: "ليس به بأس" وذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 55]، ووثقه (عبد الله بن الحسن الهسنجانى) كما نقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[5/ 152]، وقد روى عنه جماعة من الثقات الكبار، فأرجو أن يكون محتملًا لمثل التفرد عن هشام بن عروة، وقد رواه بعض الضعفاء عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مثله دون الزيادة، لكنه زاد فيه زيادة أخرى منكرة، فراجع الكلام عليه في "الضعيفة"[9/ 119].
وقد رأيت الحافظ العراقى في "المغنى"[2/ 205]، قد عزا حديث عائشة إلى أبى داود بإسناد =
4569 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا حميد بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، وَفِى الحِبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ"، قلت: وما السام؟ قال: "الموْتُ".
= صحيح، وللحديث شواهد - دون الزيادة - عن جماعة من الصحابة؛ مضى منها حديث سعد بن أبى وقاص [برقم 720]، وحديث أنس [برقم 3549، 3550، 3612]، وهو حديث صحيح ثابت.
4569 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 146]، والدارمى [684]، وابن أبى شيبة [1792]، وابن راهويه [936]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 235]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 301]، والحافظ في "التعليق"[3/ 165]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة به
…
وهو عند الدارمى وابن أبى شيبة وابن عبد البر: بشطره الأول فقط،
…
قال ابن عبد البر: "هذا الإسناد حسن وإن لم يكن بالقوى".
قلتُ: كأنه يريد بحسنه: مجيئه من غير وجه عن عائشة، يعنى أنه حسن لغيره، لكن يشكل عليه تعليقه حسنه بهذا الإسناد بخصوصه دون المتن، فما أدرى ما هذا! متى كان الإسناد الواحد يحتمل الوصف بالصحة والضعف معًا؟!.
ثم نظرت: فرأيت لهذا الكلام تأويلًا محتملًا؛ وهو أن يكون الإسناد حسنًا بالفعل؛ إلا أنه ليس في درجة القوى الصحيح، ويدل عليه قوله:(وإن لم يكن بالقوى) فلم ينف عنه مطلق القوة أصلًا، وثم فرق ظاهر بين قولهم:(ليس بالقوى) وقولهم: (ليس بقوى) فإن صح هذا التأويل، وكان هو مراد ابن عبد البر من قولته الماضية؛ فلسنا نوافقه عليه؛ لأن إبراهيم بن أبى حبيبة هذا ضعيف على التحقيق، بل تركة الدارقطنى وغيره، وقال البخارى:"منكر الحديث" وقد تفرد به عن داود بن حصين، وقد قال ابن عدى في ترجمة داود من "الكامل" [3/ 92]: "وداود هذا له حديث صالح إذا روى عنه ثقة، فهو صحيح الرواية؛ إلا أنه يروى عنه ضعيف؛ فيكون البلاء منهم لا منه؛ مثل: ابن أبى حبيبة هذا
…
".
قلتُ: وداود هذا كما قال ابن عدى؛ اللَّهم إلا أن روايته عن عكرمة خاصة قد تكلم فيها غير =
4570 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، حدّثنا ابن إسحاق، عن ثور بن زيد، عن محمد بن عبيد بن أبى صالح، قال: بعثنى عدى بن عدى، إلى صفية بنت شيبة، أسألها عن أشياء كانت ترويها، عن عائشة، قالت: حدثتنى عائشة، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"لا طَلاقَ وَلا عِتَاقَ فِي إِغْلاقٍ".
4571 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا ابن أبى فديكٍ، حدثنى عمرو بن
= واحد من الأئمة، ولم ينفرد به عن القاسم، بل تابعه عليه عبد الرحمن بن أبى عتيق من رواية سليمان بن بلال عنه عن القاسم عن عائشة به بالشطر الأول منه فقط، أخرجه البيهقى في "سننه"[137].
وتوبع عليه سليمان بن بلال: تابعه داود بن الزبرقان على مثله عن ابن أبى عتيق
…
به، كما ذكره الدارقطنى في "علله"[14/ 194]، ثم قال:"وليس هو بمحفوظ" يعنى ليس ذكر القاسم في هذا الطريق محفوظًا؛ لأن الجماعة قد رووه عن ابن أبى عتيق عن أبيه عن عائشة به ....
كما يأتى عند المؤلف [برقم 4916]، وهذا هو الصواب كما يأتى.
وقد روى من طريق ابن إسحاق عن ابن أبى عتيق عن القاسم أيضًا عن عائشة به
…
، كما أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 94]، وليسى يصح ذا، والمحفوظ عن ابن إسحاق هو روايته عن ابن أبى عتيق عن عائشة به .... ، كما يأتى [برقم 4598]، وهو بشطره الأول فقط، ولهذا الشطر طرق أخرى عن عائشة به مثله
…
وهو حديث صحيح ثابت. وقد استقصينا طرقه والاختلاف في أسانيده بكتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وللشطر الثاني: طريق آخر صحيح عن عائشة به
…
عند البخارى [5363]، وابن ماجه [3449]، وجماعة؛ وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه .. ، ولهذا الشطر شواهد عن جماعة من الصحابة، .. يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 5842، 5918، 5963، 5612].
4570 -
ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 4444]،
4571 -
حسن: أخرجه أبو داود [3225]، والحاكم [1/ 524]، وعنه البيهقى في "سننه"[6549]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 209 - 210]، والمزى في "تهذيبه"[22/ 158]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 349]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 635 - 636]، =
عثمان بن هانئ، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قال: قلت لها: يا أمَّهْ اكشفى لى عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكشفت عن ثلاثة قبور، لاطئةٍ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمًا، وأبا بكر رأسه بين كتفى النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر رأسه عند رجل النبي صلى الله عليه وسلم.
4572 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا يونس بن بكيرٍ، حَدَّثَنَا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة، إلا أبو بكرٍ، وعامر بن فهيرة، ورجلٌ من بنى الديل مشركٌ كان دليلهم.
= والآجرى في "الشريعة"[رقم 1811، 1812]، وأبو محمد الفارسى في "المحلى"[5/ 134]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 2229]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[3/ 944 - 945]، والبيهقى أيضًا في "الدلائل"[رقم 3238]، وغيرهم من طرقه عن محمد بن إسماعيل بن أبى فديك عن عمرو بن عثمان بن هانئ عن القاسم بن محمد عن عائشة به
…
نحوه
…
وليس عند أبى داود والخطابى: قول القاسم: (فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمًا
…
إلخ).
قال ابن الملقن في "البدر المنير"[5/ 319]: (هذا الحديث صحيح؛ رواه أبو داود والحاكم في "مستدركه" وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
قلتُ: بل ليس بصحيح إن شاء الله؛ ومداره على (عمرو بن عثمان بن هانئ) ولم يوثقه معتبر، وقال الحافظ في "التقريب":"مستور" لكن رأيت ابن حبان قد ذكره في "ثقاته"[8/ 478]، واحتج به في موضع من "صحيحه"[1/ 526/ رقم 290/ الإحسان]، وروى عنه جماعة أيضًا من المدنيين، وحديثه هذا صححه الحاكم وغيره كما مضى، وكذا أشار البيهقى إلى صحنه في "سننه"[4/ 3]، ومثله البغوى في "شرح السنة"[5/ 403].
ورأيت المناوى قد صححه أيضًا في "الفيض"[4/ 116]، وسكت عنه الحافظ في "الفتح"[3/ 257]، و [7/ 38]، فأرجو أن يكون هذا الحديث ثابتًا إن شاء الله. وأنا مما أستخير الله فيه.
وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4572 -
صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[1/ 109]، وفى "معرفة الصحابة"[رقم 4596]، من طريق ابن نمير، عن يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح؛ وقد توبع هشام بن عروة على نحوه في سياق طويل: =
4573 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبى صالحٍ، قال: سئلت عائشة، وأم سلمًة، أي العمل أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالتا: ما دام عليه صاحبه وإن قل.
4574 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا خلادٌ، عن عبيد الله بن سعيدٍ أبى مسلمٍ، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خفت أن أكون أمر فيَّ بشئٍ، فخيرنى، فقلت: هل ذكرت هذا لأحدٍ قبلى؟ قال: "لا"، قلت: فإنى قد اخترتك، وخير نساءه كلهن، فاخترنه، فلم يَعُدَّهُ شيئًا.
= تابعه الزهرى عند البخارى [2144، 2145، 3692]، والبيهقى في "سننه"[11423]، وفى "الدلائل"[رقم 729]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 4، 5، 6، 7]، وفى "الأنوار"[رقم 798]، وجماعة كثيرة. وهو عند جماعة كثيرة أيضًا، ولكن دون موضع الشاهد هنا، وهو في سياق قصة الهجرة؛ فانظر الماضى [برقم 4548]. واللَّه المستعان.
4573 -
صحيح: أخرجه الترمذى [2856]، وفى "الشمائل"[رقم 312]، وأحمد [6/ 32، 289]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1585]، وغيرهم من طرق عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبى صالح عن عائشة وأم سلمة به ..
قال الترمذى: "هذا حديث غريب من هذا الوجه" وقال ابن عساكر: "هذا حديث حسن غريب".
قلتُ: بل هذا حديث صحيح غريب،؛ وغرابته كامنة في كونه لا يُعْرَف إلا من هذا الوجه من حديث الأعمش عن أبى صالح، وله طرق أخرى بعضها عن عائشة به نحوه
…
منها الآتى [برقم 4788]، ومضى منها [رقم 4533]، وبعضها عن أم سلمة به نحوه
…
يأتى منها [برقم 6969].
4574 -
صحيح: مضى الكلام على هذا الطريق [برقم 4372]، ولفظه هناك مختصرًا بنحوه
…
وسنده هنا ضعيف؛ لضعف قائد الأعمش، وهو (عبيد الله بن سعيد أبو مسلم) وهو من رجال "التهذيب" لكنه لم ينفرد به، بل توبع على أصله عن الأعمش كما مضى [برقم 4372]، وتوبع الأعمش على نحوه أيضًا؛ وللأعمش فيه إسناد آخر مضى [برقم 4371]، وقد استوفينا تخريج طرقه وشواهده في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4575 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حَدَّثَنَا ابن إدريس، حَدَّثَنَا ابن أبى ذئبٍ، عن مخلد بن خفاف، عن عروة، عن عائشة، قالت: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الخراج بالضمان.
4576 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحيم بن شروسٍ الحلبى، عن ابن ميناء، عن أبيه، عن عائشة، قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، التزم عليًا وقبّله، ويقول:"بِأَبِى الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ! بِأَبِى الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ".
4575 - منكر: مضى الكلام عليه [برقم 4537].
457 -
منكر: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[42/ 549]، من طريق المؤلف به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 189]: "رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفه".
قلتُ: هذا حسب علمه واطلاعه، وإلا فرجاله كلهم مترجمون:
1 -
فسويد بن سعيد: هو الحدثانى الشيخ المحدث الصدوق؛ لولا أن حديثه قد فسد، فإنه قد تغير بآخرة حتى صار يتلقن، ولم يخرج له مسلم من حديثه إلا ما تابعه الثقات عليه.
2 -
ومحمد بن عبد الرحمن بن شروس: يقول عنه الإمام في "الضعيفة"[10/ 486 - 487]: "وابن شروس: كأنه مجهول، فإنى لم أجده إلا في هذا الإسناد، وبه ذكره ابن أبى حاتم فقال [4/ 1/ 8]: "محمد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعانى، روى عن عمر بن مينا عن أبيه عن عائشة، روى عنه سويد بن سعيد، ولم يذكره الذهبى ولا العسقلانى، وهو مما ينبغى أن يستدرك عليهما".
قلتُ: بل لا ينبغى أن يستدرك إلا على العجلى وابن شاهين وابن خلفون وابن قطلوبغا وغيرهم ممن ألف في "الثقات"؛ لأن الرجل ثقة عالم مشهور أحد رواة "موطأ مالك" عنه، أورده ابن حبان في "الثقات"[9/ 76]، وقال: "من أهل صنعاء؛ يروى عن مالك بن أنس؛ روى عنه أهل اليمن
…
" ثم ساق له بإسناده أثرًا عن مالك، لكن سمى ابن حبان أباه: (عبد الرحيم) بدل: (عبد الرحمن) ولعله تصحف عليه أو وهم فيه، وربما كان ذلك خطأ من الناسخ؛ لأن جماعة قد ترجموه باسم: (محمد بن عبد الرحمن) منهم الخليلى في "الإرشاد" [1/ 279/ انتقاء السلفى]، وقال: "ثقة، وفى "موطئه" عن مالك أحاديث ليست في غيره".
قلتُ: وهكذا وقع اسمه في جملة أسانيد أخبار قد رواها عند جماعة، وانفرد القاضى عياض =
4577 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، قالت: كنت إذا أردت أن أفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدعت الفرق من يافوخه، وأرسلت ناصيته بين كتفيه.
= وحده، وترجمه في "المدارك"[1/ 464]، ضمن أصحاب الإمام مالك، وترجمته له حسنة صالحة، تنفى عنه الجهالة رأسًا، فكيف وقد انضاف إليها توثيق من وثقه؟! لكن سماه عياض:(محمد بن حميد بن عبد الرحيم بن شروس) فإن صح هذا، فيكون محمد هذا قد شهر بالانتساب إلى جده (عبد الرحيم)، وقد روى عنه جماعة مشاهير من أهل اليمن.
والعجب من قول الإمام عنه: "لم أجده إلا في هذا الإسناد" مع كونه وقع في إسناد حديث عند الطبراني في "الأوسط" وأورده الإمام في المجلد الأول من "الضعيفة"[1/ 581/ رقم 404]، وقال هناك:"وابن شروس لم أعرفه، ثم رأيته في "الجرح والتعديل" [8/ 8]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهول".
قلتُ: فكأن الأمد قد طال عليه؛ فنسى ما سطرتْه يداه في هذا الموضع، والرجل ثقة على كل حال.
3 -
وابن مينا: هو عمر بن ميناء: كما ذكره ابن أبى حاتم في ترجمة ابن شروس من "الجرح"[8/ 8]، كما مضى، وترجمه في [6/ 135]، وقال:"روى عن أبيه، روى عنه محمد بن عبد الرحيم الصنعانى، سألت أبى عنه، فقال: مجهول" وعنه نقله الذهبى في ترجمته من "الميزان"[3/ 226]، وساق له الحافظ حديثًا منكرًا في "اللسان"[4/ 335]، لكنه من روايته عن أبيه، وأبوه لا أراه يكون إلا:
4 -
ميناء بن أبى ميناء الزهرى القرشى: فقد نص المزى في ترجمته من "تهذيبه"[29/ 246]، على روايته عن عائشة، وهو شيني هالك، قال النسائي وابن معين:"ليس بثقة" وقال يعقوب الفسوى: "غير ثقة ولا مأمون؛ يجب ألا يكتب حديثه" وقال أبو حاتم الرازى: "منكر الحديث، روى أحاديث في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناكير لا يعبأ بحديثه، كان يكذب".
قلتُ: وضعفه سائر النقاد، اللَّهم إلا أن ابن حبان شذ وذكره في "الثقات"، وأغرب الحاكم جدًّا، فزعم أن له صحبة وسماعًا، وهو من رجال الترمذى وحده، لكن ينقدح في نفسى أنه غير المراد في إسناد هذا الحديث، كأنه ميناء آخر، والحديث منكر المتن والإسناد على كل حال.
4577 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4413].
4578 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت لما نزلت:{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل: 11]، قال: لم يكن إلا يسيرًا حتى كانت وقعة بدر.
4578 - حسن: أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 961]، من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلت: وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند البيهقى؛ فزالت شبهة تدليسه، وبهذا يُرَدُّ على البوصيرى قوله في "الإتحاف" [6/ 98]:"هذا إسناد ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق".
كذا قال، وقد كرر الرجل تلك العبارة كثيرًا في جملة أحاديث يرويها ابن إسحاق بالعنعنة، وهو غالط في ذلك لا محالة؛ لأن عدم تصريح المدلس في رواية بالسماع من شيخه؛ لا يدل ذلك على كونه قد دلس فيها، وإنما ذلك قرينة وحسب، فالصواب أن يقال:(هذا إسناد ضعيف؛ لعدم تصريح فلان بالسماع) إذ ليس في عدم ذِكْره السماع؛ ما يوجب تدليسه، فربما يكون قد صرح بالسماع في طريق آخر عنه؛ مثل هذا الحديث؛ فإن ابن إسحاق عنعنه عند المؤلف؛ وجوده عند البيهقى كما مضى. فافهم هذه الدقائق؛ فإن البوصيرى لم يكن من أحلاس هذا الفن، أما صاحبه الهثيمى فإنه قال في "المجمع" [7/ 275]:"رواه أبو يعلى، وفيه جعفر بن مهران، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وفيهما ضَعْف، وقد وُثِّقا".
قلتُ: ما لابن عقيل وهذا الحديث؟! كأنه تصحف عليه (عبد اللَّه بن الزبير) بـ (عبد الله بن محمد بن عقيل) وأوهام الهيثمى في "المجمع" يضيق بها الصدر أحيانًا.
أما جعفر بن مهران: فذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 160 - 161]، وقال: (حَدَّثَنَا عنه الحسن بن سفيان وأبو يعلى
…
) وتوثيقه لهذه الطبقة معتمد جدًّا؛ وقد روى عنه أبو زرعة الرازى، وهو لا يروى إلا عن ثقة عنده كما نص عليه الحافظ في ترجمة (داود بن حماد بن فرافصة) من "اللسان"[2/ 416]، وكذا روى عنه عبد الله بن الإمام أحمد، وهو كان لا يكتب إلا عن ثقة عند أبيه، كما نص عليه الحافظ في ترجمة (إبراهيم بن عبد الله بن بشار) من "التعجيل"[ص 18]، وروي عنه جماعة من الثقات غيرهما؛ ولم يتكلم فيه أحد بشئ، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= اللَّهم إلا أن الذهبى جازف وأورده في "الميزان"[1/ 418]، لكونه غلط في إسناد حديث، فكان ماذا؟! ولو فتحنا هذا الباب؛ لما سلم معنا أحد قط! لا من المتقدمين ولا من المتأخرين!
والعجب أن الذهبى قد قرر ذلك في مواضع من كتبه، فسبحان من لا يسهو!
ومن فوق جعفر بن مهران عند المؤلف: ثقات مشاهير؛ سوى ابن إسحاق فهو صدوق إمام؛ ولهذا حسنَّا الحديث دون تصحيحه. لكن اختلف في سنده على ابن إسحاق؛ فرواه عنه عبد الأعلى بن عبد الأعلى ويونس بن بكير على الوجه الماضى؛ وخالفهما: ابن علية ويعلى بن عبيد، فروياه عن ابن إسحاق بالعنعنة عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن عائشة به
…
هكذا زادا فيه واسطة بين (عباد بن عبد الله بن الزبير) و (عائشة) ورواية ابن علية عند الطبرى في "تفسيره"[23/ 690]، بإسناد صحيح إليه؛ ورواية يعلى بن عبيد عند الحاكم [4/ 636]، بإسناد ثابت إليه أيضا؛ وقال عقبه:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
وليس كما قال؛ لأن يحيى بن عباد لم يخرج له مسلم شيئًا، وابن إسحاق قد أخرج له مسلم في المتابعات كما يقول الحافظ في "هدى السارى"[ص 458]، ثم هو قد عنعنه عنده، كل هذا مع الاختلاف في سنده، ويشبه عندى: أن يكون زيادة ابن الزبير في سنده خطأ من الناسخ، وإسناد الطبرى يدل عليه، فوقع عنده:(عن محمد بن إسحاق، عن ابن عباد، عن أبيه عن عباد، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة) هكذا: بتكرير: (عن عباد) بين (عن أبيه) و (عبد الله بن الزبير) وهذا خطأ واضح لا يكون إلا زيادة مقحمة من الناسخ سهوًا، وكأن أصل الإسناد كان هكذا: (عن ابن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة به
…
) وهذا عندى قريب جدًّا.
وأما إسناد الحاكم فهو هكذا: (عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن عائشة) كذا، وأرى (عن) بين:(عن أبيه) و (عبد الله بن الزبير) محرفة من (ابن)، ويكون صواب الإسناد: (عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه ابن عبد الله بن الزبير عن عائشة به
…
) وهذا الاحتمال عندى: أقرب من دعوى الاختلاف في سنده على ابن إسحاق، ومن وقف على تلك التصحيفات والتحريفات الواقعة في أسانيد (مستدرك الحاكم/ الطبعة العلمية/ وأسانيد ("تفسير الطبرى"/ طبعة الرسالة/ الأجزاء غير المحققة بقلم محمود شاكر وأخيه) تبين له قوة احتمال ما ذكرناه آنفًا، هذا ما عندى. واللَّه المستعان.
4579 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثنى الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع، فدخل عليَّ فوجدنى وأنا أجد صداعًا في رأسى، وأنا أقول: وارأساه! قال: "بَلْ أَنَا وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، وَارَأْسَاهُ! " ثم قال: "وَمَا يَضُرُّكِ لَوْ مُتِّ قَبْلِى، فَقُمْتُ عَلَيْكِ فكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ؟! " قالت: والله لكأنى بك لو فعلت ذلك قد رجعت إلى بيتى فأعرست فيه ببعض نسائك! قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وتتامَّ به وجعه حتى استعرَّ به وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه، فسألهن أن يأذنَّ له أن يمرض في بيتى، فأذنَّ له، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمشى بيبن رجلين من أهله، أحدهما، الفضل ابن عباسٍ، ورجلٌ آخر، تخط قدماه، عاصبًا رأسه حتى جاء بيتى.
قال عبيد الله: فحدثت هذا الحديث عبد الله بن عباس، قال: تدرى من الرجل الآخر؟ قال: قلت: لا، قال: عليٌّ. ثم غمى على رسول الله، واشتد به وجعه، ثم
4579 - هذا حديث له إسنادان كلاهما يرويه محمد بن إسحاق عن الزهرى به.
فالإِسناد الأول: يرويه ابن إسحاق عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عن عائشة به
…
حتى قوله: (قال محمد: ثم خرج كما حدثنى أيوب بن بشير
…
إلخ) وكذا دون الفقرة التى فيها سؤال عبيد الله لابن عباس.
وسند هذا الطريق حسن صالح؛ رجاله كلهم ثقات مشاهير سوى ابن إسحاق، فهو صدوق وسط غير أنه قبيح التدليس، لكنه صرح بالسماع كما ترى، وقد اختلف عليه فيه على ألوان، قد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار" والمحفوظ منها وجهان فقظ، هذا اللون الماضى، ورواية من رواه عنه فقال: عن يعقوب بن عتبة عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة به
…
نحوه باختصار، وقد صرح ابن إسحاق بسماعه من يعقوب عند البيهقى في "الدلائل"[رقم 3096]، وفى سياقه حروف ليست في سياق المؤلف، والظاهر أن ابن إسحاق سمع هذا الحديث عن الزهرى بواسطة يعقوب بن عتبة؛ ثم قابل الزهرى قسمعه منه.
وقد خولف ابن إسحاق في سنده، واختلف على الزهرى فيه أيضًا، وقد بسطنا ذلك كله في (باب الغسل) من "غرس الأشجار" وقد توبع ابن إسحاق على هذا الطريق عن الزهرى كما يأتى في [رقم 4770]. =
أفاق، قال:"أَهْرِيقُوا عَلَيَّ سَبْعَ قِرَبٍ مِنْ آبَارٍ شَتَّى حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى النَّاسِ، فَأَعْهَدَ إِلَيْهِمْ"، قالت: فأقعدناه في مخضبٍ لحفصة بنت عمر، فصببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده:"حَسْبكُمْ! حَسْبُكُمْ! "، قال محمدٌ: ثم خرج - كما حدثنى أيوب بن بشيرٍ - عاصبًا رأسه فجلس على المنبر، فكان أول ما تكلم به، أن صلى على أصحاب أحُدٍ، فأكثر الصلاة عليهم، ثم قال:"إِنَّ عَبْدًا مِنْ عَبَّادِ اللَّهِ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ اللَّهِ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ"، قَالَ: فَفَهِمَهَا أبُو بَكْرٍ، فَبَكَى، وَعَرَفَ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ يُرِيدُ، قَالَ:"عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ! انْظُرُوا هَذِهِ الأَبْوَابَ اللاصِقَةَ فِي المسْجِدِ، فَسُدُّوهَا، إِلا مَا كَانَ مِنْ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَإِنِّى لا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدِى فِي الصُّحْبَةِ مِنْهُ".
= وأما الإِسناد الثاني: فهو رواية ابن إسحاق عن الزهرى عن أيوب بن بشير بباقى سياق القصة في آخره
…
وذلك قوله: (قال محمد: - يعنى الزهرى - ثم خرج - يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما حدثنى أيوب بن بشير، عاصبًا رأسه
…
إلخ .... ).
قلتُ: وهذا إسناد مرسل، وأيوب بن بشير له رؤية، ولم تثبت له صحبة، بل عدَّه الحافظ من كبار التابعين، وهو ممن روى قصة مرض النبي صلى الله عليه وسلم ورواها الزهرى عنه؛ واختلف عليه في سندها، فرواها عنه ابن إسحاق ببعضها عن أيوب به مرسلًا
…
كما هنا.
وهكذا رواه عبد الأعلى النرسى عن ابن إسحاق، وخالفه يونس بن بكير، فرواه عن ابن إسحاق فقال: عن الزهرى عن أيوب بن بشير عن محمد بن جعفر - وهو ابن الزبير - عن عروة بن الزبير عن عائشة ببعض القصة موصولًا.
هكذا أخرجه المؤلف كما يأتى [4770]، وفى "المعجم"[رقم 274]، هكذا رواه يونس، واختلف عليه فيه هو الآخر. والمحفوظ عنه: هو ما رواه أحمد بن عبد الجبار - وهو راوية المغازى عنه - عن يونس عن ابن إسحاق عن الزهرى عن أيوب بن بشير بالقصة مرسلًا، هكذا أخرجه البيهقى في "دلائل النبوة" كما في "البداية والنهاية"[5/ 228 - 229].
وهذا الوجه هو المحفوظ عن ابن إسحاق أيضًا، وكذا هو المحفوظ عن الزهرى عن أيوب بن بشير، كما جزم به الدارقطنى في "العلل"[14/ 135]، ونحوه أبو زرعة الرازى كما في "علل ابن أبى حاتم"[برقم 2595]، وقد ذكرنا سائر وجوه الاختلاف في سنده على الزهرى، مع طرق الحديث وشواهده في "غرس الأشجار".
4580 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حدّثنا عبد الوارث، عن يزيد الرشك، عن معاذة، عن عائشة: أن امرأةً سألت عائشة عن وصال صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أتعملين كعمله، فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان عمله نافلةً؟ ثم قالت عائشة: أما أنا فواللَّه، ما صمت ليلًا قط، إن الله قال:{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].
4581 -
حَدَّثَنَا جعفر، حَدَّثَنَا عبد الوارث، عن يزيد الرشك، عن معاذة، أن امرأةً سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ؟ قالت: نعم، قلت: أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: ما كان يبالى من أي أيام الشهر صام.
4582 -
حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلمٍ، حَدَّثَنَا
4580 - صحيح: أخرجه أحمد [6/ 250]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن يزيد الرشك عن معاذة العدوية عن عائشة به
…
نحو، دون قول عائشة: (أما أنا فواللَّه
…
إلخ).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وصحح السيوطى سنده في "الخصائص الكبرى"[2/ 377]، وقال الهيثمى في "المجمع" [8/ 474]:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .. " وهو كما قال وزيادة.
4581 -
صحيح: أخرجه مسلم [1160]، وأبو داود [2453]، والترمذى [763]، وابن ماجه [1709]، وأحمد [6/ 145]، وابن خزيمة [2130]، وابن حبان [3654، 3657]، والبيهقى في "سننه"[8231]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3855]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 83]، وابن راهويه [1393]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 1513]، والسلفى في "الطيوريات"[رقم 354]، وجماعة من طريقين عن يزيد الرشك عن معاذة عن عائشة به نحوه
…
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال.
4582 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3159]، وأحمد [3/ 161]، وابن حبان [6626]، والنسائى في "الكبرى"[7118]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 140]، والخطابى في =
الأوزاعى، حَدَّثَنَا الزهرى، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قالت: أدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب حبرةٍ، ثم أخر عنه، قال القاسم: فإن بقايا ذلك الثوب لعندنا.
4583 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حَدَّثَنَا محمد بن عثمة، حَدَّثَنَا عبد الله بن منيبٍ - يعنى المدنى - أخبرنى هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يَكُونُ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِذَا لَقِيَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَدْ بَاءَ بِإِثْمِهِ مَعَ إثْمِهِ".
4584 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، عن ابن شهابٍ، حدثنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، أنها قالت: كان آخر كلامه كلمةٌ سمعتها منه، وهو يقول:"بَلِ الرَّفِيقَ الأَعْلَى مِنَ الجنَّةِ"، قالت: قلت: إذًا واللَّه، لا يختارنا، وعرفت أن الذي كان يقول لنا:"إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ لا يُقْبَضُ حَتَّى يُخَيَّرَ".
= "غريب الحديث"[1/ 159]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 3210]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 535]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 211]، وغيرهم من طرق عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعى عن الزهرى عن القاسم بن محمد عن عائشة به مثله.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما قاله ابن كثير في "البداية"[5/ 262]، وقد توبع عليه الوليد بن مسلم كما ذكرناه في "غرس الأشجار".
وله طريق آخر عن عائشة به في سياق طويل مضى [برقم 4495].
4583 -
حسن بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 4568].
4584 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 274]، وابن راهوية [1137]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 189]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة به نحوه في سياق أتم.
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح؛ وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند المؤلف وابن راهويه، وقد رواه جماعة عن ابن إسحاق فقالوا: عن يعقوب بن عتبة عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه في سياق طويل هو الآتى، وهذا يُحْمَل عى أن ابن إسحاق له فيه إسنادان، وقد توبع على الإسناد الثاني كما يأتى.
4585 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حدثنى يعقوب بن عتبة، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع في حجرتى في ذلك اليوم حين دخل من المسجد، فدخل عليّ رجلٌ من آل أبى بكرٍ وفى يده سواكٌ أخضر، قالت: فنظر إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في يده نظرًا عرفت أنه يريده، قلت: يا رسول الله، أتحب أن أعطيك هذا السواك؟ قال:"نَعَمْ" فأخذته فمضغته له حتى لينته، ثم أعطيته إياه، قالت: فاستن به كأحسن ما رأيته يستن بسواكٍ قبله، قالت: ثم وضعه، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجرى، قالت: فذهبت أنظر في وجهه، فإذا بصره قد شخص، وهو يقول:"بَلِ الرَّفِيقَ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ"، قالت: فقلت: خُيرتَ، فاخترت، والذى بعثك بالحق! قالت: وَقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4585 - صحيح: أخرجه أحمد [6/ 274]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 80]، والنسائى في "الكبرى"[7102]، وابن راهويه [764، 1150]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 231 - 232]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الزهرى [وسقط الزهرى من سند الطبراني]، عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الطبرى باختصار.
قلت: وهذا إسناد صالح مثل الذي قبله؛ وابن إسحاق قد صرح بسماعه عند الجميع سوى الطبراني والطبرى.
وقد توبع عليه ابن إسحاق: تابعه شعيب بن أبى حمزة عن الزهرى عن عروة عن عائشة بنحو شطره الثاني فقط، دون الفقرة المتعلقة بالسواك، وزاد في أوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: إنه لم يقبض نبى قط حتى يرى مقعده في الجنة، ثم يحيا أو يُخَيَّر
…
) وفى آخره قول عائشة: (فقلت إذًا لا يجاورنا؛ فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدّثنا وهو صحيح) أخرجه البخارى [4173]- واللفظ له - وأحمد [6/ 89]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3587]، وأبو سليمان بن زبر الربعى في وصايا العلماء [ص 28 - 29]، وغيرهم؛ ونحوه رواه عقيل بن خالد أيضًا عن الزهرى عن عروة، وقرن معه ابن المسيب في رجال من أهل العلم كلهم عن عائشة به
…
عند البخارى [5988، 6144]، ومسلم [2444]، وجماعة.
وله طرق أخرى عن عائشة بهذا القدر من الحديث؛ والفقرة المتعلقة بالسواك في أوله: لها طرق أخرى عن عائشة به نحوها
…
يأتى بعضها [برقم 4604].
4586 -
حَدَّثَنَا جعفر بن مهران، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد قال: سمعت عائشة تقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرى ونحرى وفى بيت لم أظلم فيه أحدًا، فمن سفهى وحداثة سنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبض وهو في حجرى ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهى!.
4587 -
حَدَّثَنَا جعفر، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبى أبى بكر، عن عمرة، عن عائشة.
4586 - حسن بهذا اللفظ: أخرجه أحمد [6/ 274]، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة به.
قلتُ: ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 3151]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 232].
وسنده صالح مستقيم؛ وقد صرح ابن إسحاق بالسماع عند الجميع سوى الطبرى، ومن فوقه ثقات مشاهير؛ وقد توبع عباد على نحوه عن عائشة، تابعه عمه عروة بن الزبير عند ابن سعد في "الطبقات"[2/ 261]، لكن في الطريق إليه ذلك العقرب الأحمر، أعنى الواقدى الهالك.
4587 -
منكر: هذا حديث منكر، وله إسنادان:
فالأول: يرويه ابن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به
…
أخرجه ابن ماجه [1944]، وأحمد [6/ 269]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 179]، وفى "الأفراد"[رقم 6390/ أطرافه] وابن الجوزى في "نواسخ القرآن"[ص 106]، والبيهقى في "المعرفة"[رقم 4959]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 7805]، والبزار في "مسنده" كما في "تخريج الكشاف" للزيلعى [3/ 94]، ومن طريقه أبو محمد الفارسى في "المحلى"[11/ 235 - 236]، وغيرهم من طريقين عن محمد بن إسحاق بن يسار بإسناده به نحوه .... قال الداقطنى:"تفرد به محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة".
قلتُ: ومثل ابن إسحاق إذا صرح بالسماع يُحْتَمل له التفرد إن شاء الله، لكن ذلك فيما لم يُنْكَر عليه، أو لم يخالفه فيه من هو أثبت وأوثق منه وأجل قدرًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا الحديث قد خالفه فيه غريمه شيخ الإسلام، وعالم المدينة، وجبل الحفظ والإتقان، أعنى الإمام النجم مالك بن أنس، خالفه في متنه، فرواه عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت:(كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس رضعات معلومات؛ فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيما يقرأ من القرآن).
هكذا أخرجه في "الموطأ"[1270]- واللفظ له - ومن طريقه مسلم [1452]، وأبو داود [2062]، والترمذى [عقب رقم 1150]، والنسائى [3307]، وجماعة كثيرة.
وتوبع عبد الله بن أبى بكر على نحوه عن عمرة: تابعه يحيى بن سعيد الأنصارى والقاسم بن محمد كما ذكرناه في "غرس الأشجار" ورواية القاسم تأتى قريبًا؛ وهذا اللفظ الماضى هو المحفوظ بلا تردد؛ ولا يحتمل من ابن إسحاق مخالفة مالك أصلًا، وبهذا أعله أبو محمد بن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث"[ص 314]، وجزم بغلط ابن إسحاق في لفظه، ولم يفطن الإمام الألبانى إلى تلك المخالفة البتة! ومشى على ظاهر حديث ابن إسحاق، وحسَّنه في "صحيح ابن ماجه".
وقبله قال أبو محمد الفارسى عقب روايته في "محلاه": (وهذا حديث صحيح) ثم شرع يدرأ نكارة متنه، وهذا غلط منه عندنا لا ريب فيه، ولسنا نجادله في نكارة الحديث الآن، ولكن كيف غاب عنه مخالفة مالك لابن إسحاق فيه، أخدع هو الآخر بذكر ابن إسحاق سماعه فيه؟! ثم متى كانت المخاصمة مع أبى محمد في علل الأحاديث تجدى نفعًا؟! وهو الذي قد نسف أكثرها نسفًا في "إحكامه" وفى مواضع من "محلاه" بعبارات غليظة قد رددناها عليه في مكان آخر، ولعلنا نجمعها له مع المناقشة في حاشيتنا الكبرى المسماة:(ياقوت البحار على شواطئ المحلى بالآثار) الذي نأمل أن نكون خدمنا بها "المحلى" خدمة لم يخدم بمثلها قط، إن شاء الله، أعاننا الله على التهيؤ والفراغ له قريبًا إن شاء الله.
ثم إن أبا محمد
…
لا أدرى، تناقض أم ماذا؟! فإنى وجدته قد قال في إحكامه [4/ 479]: "وقد غلط قوم غلطًا شديدًا، وأتوا بأخبار ولدها الكاذبون، والملحدون، منها أن الداجن أكل صحيفة فيها آية متلوة، فذهب البتة منها،
…
" ثم قال: "وهذا كله ضلال نعوذ باللَّه منه، ومن اعتقاده
…
".
ثم طفق في إنكار هذا الحديث إنكارًا شديد جدًّا، لا يحتمله ابن إسحاق المتفرد به أصلًا، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن عادة أبى محمد في زيادة التشنيع والتهويل ربما كانت أحيانًا من قلة علمه بدليل المخالف أحيانًا، أو لضعف حجته هو في مكان آخر.
فنحن هنا: نجزم بخطأ ابن إسحاق في لفظ الحديث، ولا بأس بإطلاق النكارة عليه، أما أن نصفه بكونه خبرًا ولده الكاذبون والملحدون وأضرابهم، فهذه مجازفة بعيدة الغور، بل جرأة عجيبة لا تليق إلا بأبى محمد وحسب، وقد ناقشناه طويلًا في "غرس الأشجار".
وابن إسحاق ما يسعنا إلا الاعتراف بإمامته في فنه وهو "المغازى"، و"السير" وقد تجافاه قوم في الأحكام والحلال والحرام، والكلام فيه طويل الذيل كما هو معلوم. والرجل عندنا مقبول الرواية في كل شئ صرح فيه بالسماع، ما لم يخالفه من هو أثبت منه، أو يأت بما ينكر عليه، وقد خولف هنا كما مضى، ولا تنس قولة الذهبى عنه في كتابه "العلو"[ص 44 - 45]، (وابن إسحاق حجة في المغازى إذا أسند، وله مناكير وعجائب) فلنعدُّ هذا الحديث من عجائب مناكيره، أو من مناكير عجائبه.
وأما الإِسناد الثاني: فيرويه ابن إسحاق أيضًا عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن أبيه عن عائشة به نحوه .... كما عند المؤلف مقرونًا مع الإسناد الماضى [برقم 4588]، وهكذا أخرجه ابن ماجه [1944]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 179]، والبيهقى في "المعرفة"[4959]، والبزار في "مسنده" ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"[11/ 235 - 236]، من طريقين عن ابن إسحاق بإسناده به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول؛ أما ضعفه: فلكون ابن إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو قبيح التدليس كابن جريج، وأما كونه معلولًا: فإن ابن إسحاق قد خولف في سنده ومتنه؛ خالفه إمام البصرة ومحدثها، هو ذا شيخ الإسلام حماد بن سلمة الإمام العلم، فرواه عن عبد الرحمن بن القاسم فقال: عن أبيه عن عمرة عن عائشة أنها قالت: (كان فيما أنزل الله من القرآن ثم سقط، لا يحرم إلا عشر رضعات أو خمس معلومات).
هكذا أخرجه ابن ماجه [1942]- واللفظ له - والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2611]، وأبو محمد الفاكهى في "حديثه"[رقم 31]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 141]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة به
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن القاسم إلا حماد". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وحماد حجة فيما لم يخالف فيه؛ أو يأت بما ينكر عليه. وروايته هذه قد كشفت لنا غلط ابن إسحاق في سياق الحديث الماضى وسنده.
أما السياق: فقد مضى لفظ.
وأما سنده: فإن حماد د زاد فبه (عمرة) بين القاسم وعائشة، وقول حماد أشبه بالصواب كما يقول الدارقطنى في "علله"[5/ 150 - 151/ مخطوط] بل هو عين الصواب بلا جدال.
وأنَّى يلحق ابن إسحاق حماد بن سلمة؟! أفى إتقانه؟! أم ضبطه وحفظه؟! أم صلابته في السنة؟! أم شدته على أهل البدع؟! أم ماذا؟! لا أعلمه يفوق حمادًا إلا في فنون "المغازى" و"السير"، فذا شئ مسلَّم إلى ابن إسحاق بلا ريب، لا يلحقه في ذلك حماد بن سلمة ولا ابن زيد ولا مالك ولا شعبة ولا الثورى وهؤلاء الكبار، وإن كان واحد هؤلاء يزن بابن إسحاق في الضبط عشرات مثله، فاعرف الناس بالإنصاف والعدل يعرفك الله؛ ولا يحملنك ما قيل في ابن إسحاق على أن تغمصه حقه ومنزلته، فهو واللَّه الإمام الصدوق المحدث العلامة الإخبارى الحسيب النسيب؛ غالى فيه جماعة ورفعوه فوق منزلته، وخفض منه آخرون وأسقطو حديثه كله، والحق ما قلته لك.
وقد بسطنا الكلام في شرح حاله واختلاف النقاد بشأنه في كتابنا "غرس الأشجار" واستوفينا هناك الكلام على هذا الحديث؛ وذكر ما أبداه جماعة من المتقدمين في نكارة متنه، وتلك النكارة مدفوعة عندى لو كان ابن إسحاق لم يخالف فيه، فمن عذيرنا وقد خولف الرجل؟!
وقد كنا قديمًا نحسن الظن بهذا الحديث، ونراه حديثًا حسن المتن والإسناد معًا، كما أشرنا إلى ذلك فيما علقناه على مختلف الحديث لابن قتيبة [ص 395/ طبعة دار الحديث]، وكنا آنذاك قد أوتينا حَظّا من شدة الجهل، وقلة العلم والفهم، ولا نبرئ أنفسنا من بعض ذلك الآن، بل الجهل بنا محيط أبدًا إن لم يتقبل الله منا صالح الأعمال، فيا ويل نفسى ومصابها إن كنا أردنا بما نسطره وجوه الناس، ووافضيحتى يوم النشور إن كان غايتى من طلب العلم هو تحصيل الدرهم والدينار! والله لقد خبت وخسرت إن لم أكن أحتسب تعبى وسهرى وضعف نور عينى في تحضيل العلوم عند ربى وخالقى ومولاى، فيا قوم، من يرض عنى إذا كان الذي في السماء عليَّ ساخطًا؟! وأى شئ يجدينا إذا كان سيدى لا يرضى بى، فإلى من أذهب وأين المخرج؟! فكم أتجنى عليَّ نفسى وهى مهلكتى؟! وإلى متى أتجاوز قدرى وأنا الضعيف الحقير. =
4588 -
وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قالت عائشة: لما نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرًا، فلقد كانت في صحيفة تحت سريرى فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها.
4589 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، حَدَّثَنَا أبان، حَدَّثَنَا يحيى بن أبى كثير، أن زيدًا حدثه، أن أبا سلامٍ حدثه، أن عبد اللّه بن فروخ حدثه، أن عائشة حدثته، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خلِقَ ابْن آدَمَ عَلَى ثَلاثِ مِائَةٍ وَسِتِّينَ مَفْصِلًا، فَإِذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ، وَحَمِدَ اللَهَ، وَعَزَلَ الشَّوْكةَ عَنْ طَرِيقِ المسْلِمِينَ، وَالحجْرَ
= فيا طول حسرتى إن لم أكن أسامَح في الهفوات! ويا طول عذابى إن كنت ممن يآخذه ربى بمطلق الزلات، فواللَّه لقد لدغت حيث لا يضع الراقى أنفه، واستهدفت يوم استهدف من لا راعى له إلا الذئب، وما لى لا أوبخ النفس وألومها وأنا المَليُّ بها؟! ومالى لا أجرحها وأسمعها ما لا تحب وأنا الخبير بقبيح فحالها، يظن البعض أنى أمدح نفسى بذمها، وما علموا بأن لو كانت للذنوب رائحة ما استطاع أن يجالسنى الجالسون!.
والله لقد رجوت خالقى وتركت الناس! وأنست بمولاى ووحشت من الناس، فوالذى نفسى بيده، لو كانت محمدتهم في شر ما آتى به قد وضعت تحت أخمص قدمى ما رفعتها عنها! أقول هذا إعذارًا حتى لا يظن بى أنى أتصنع لنفسى مدحًا من وراء الأكمة! وأتعالى بجميل قدرى عن طريق الاختباء وراء مذمتى نفسى! ما كان هذا منى قط، وإنما هذا عارض من القول جرى به قلمى جزافًا؛ عَلِّى أستيقظ من عظيم كفلتى؛ وأستفيق من عميق غفوتى، وأنهض من طول رقدتى، فقد شهدت مصرع الكثير من إخوانى، وأدرجت بيدى بعض أقرانى، ولا تزال القلوب باردة، والأفئدة يابسة، وكأنى بى وقد نسج كفنى وأنا لا أدرى، وحفرت حفرتى وأنا لا أزال سادرًا في خطلى ولهوى، فاللَّه يغفر لى ويسامحنى؛ فقد أبصر منى ما لا يعلمه غيره عنى، وهو حسبى ونعم الوكيل.
4588 -
منكر: انظر قبله.
4589 -
حسن: أخرجه مسلم [1007]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 817]، وأبو الشيخ في "العظمة"[5/ 1619 - 1620]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 56]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 822]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 91]، =
مِنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِالمعْرُوفِ، وَنَهَى عَنِ المُنْكَرِ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلاثِ مِئَةِ مَفْصِلٍ، فَقَدْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ، وَأَحْرَز - أو أَحْذَرَ - نَفْسَهُ يَوْمَئِذٍ مِنَ النَّارِ".
= وابن الأبار في "معجم أصحاب القاضى أبى عليّ الصدفى"[ص 117]، وغيرهم من طريقين عن يحيى بن أبى كثير عن زيد بن سلام عن جده أبى سلام ممطور الأسود عن عبد الله بن فروخ القرشى مولى عائشة عن عائشة به نحوه
…
وزاد مسلم والطحاوى والخطيب وابن نصر وابن الأبار قوله: (أو عظمًا من طريق الناس) بعد قوله: (وعزل الشوكة
…
إلخ) وليس قوله: (من طريق الناس) عند ابن الأبار، ولفظ الطحاوى هؤلاء دون الخطيب في آخره:(فإنه يمسى يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار) وعند مسلم: (يمشى) بدل: (يمسى).
والحديث عند ابن منده وأبى الشيخ مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط: (خلق الله عز وجل ابن آدم على ثلاثمائة وستين مفصلًا) لفظ أبى الشيخ. ولفظ الخطيب في آخره: (أمسى وقد أخرج نفسه من النار يوم القيامة).
قلتُ: هذا إسناد صالح، لكن اختلف في سنده على ابن أبى كثير، فرواه عنه أبان العطار وعليّ بن المبارك كلاهما على الوجه الماضى؛ وخالفهما معمر؛ فرواه عن ابن أبى كثير فقال: عن رجل عن عائشة به نحوه مختصرًا، هكذا أخرجه ابن راهويه [1762].
وهذا لم يحفظه معمر، ولم يجوده أصلًا، بل قصر فيه كما ترى، وأبان العطار أثبت في ابن أبى كثير عن معمر، فكيف وقد تابعه على بن المبارك على مخالفة معمر في سنده، فالقول قولهما بلا تردد، لا سيما وقد توبع ابن أبى كثير على الوجه الأول المحفوظ: تابعه: معاوية بن سلام به نحوه
…
عند مسلم [1007]، والطبرانى في "الأوسط"[405]، وفى "مسند الشاميين"[4/ رقم 2864]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 816]، والنسائى في "الكبرى"[10673]، وفى "اليوم والليلة"[837]، والبيهقى في "سننه"[7611]، وفى "الشعب"[7/ رقم 11161، 11162]، وأبى الشيخ في "العظمة"[5/ 1620]، وابن حبان [3385]، والمزى في "تهذيبه"[15/ 426]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 602، 603]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 90]، وغيرهم.
وقد توبع عليه أبو سلام ممطور الأسود: تابعه المبارك بن أبى حمزة الزبيدى عن عبد الله بن فروخ مولى عائشة عن عائشة به نحوه مع اختصار يسير في آخره، علقه ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1882]، عن هشام بن عمار عن حماد بن عبد الرحمن الكلبى عن المبارك به. =
4590 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حَدَّثَنَا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهدٍ، عن عائشة، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بَالجارِ حَتَى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَرِّثُهُ".
= قلتُ: لكن هذه متابعة لا تثبت، هشام بن عمار قد تغير بآخرة حتى صار يتلقن، ولا ندرى حال من رواه عنه، وشيخه حماد بن عبد الرحمن الكلبى، قال عنه أبو حاتم:"هو شيخ مجهول، منكر الحديث، ضعيف الحديث" وقال أبو زرعة: "يروى أحاديث مناكير" كما في ترجمته من "الجرح والتعديل"[3/ 143]، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وشيخه "المبارك بن أبى حمزة" جهله أبو حاتم الرازى وضعفه، فنقل عنه ابنه في "العلل" أنه قال عقب ذكره الطريق الماضى:"هذا حديث ليس بشئ، ومبارك بن أبى حمزة وعبد الله بن فروخ مجهولان".
قلتُ: كذا جَهَّل ابن فروخ أيضًا، ومثله قال في ترجمته من "الجرح والتعديل"[5/ 137]، بل قال في ترجمة مبارك بن أبى حمزة [8/ 341]:"هو مجهول، وعبد الله بن فروخ مجهول، وهما ضعيفان".
قلتُ: قبلنا منك كلامك في المبارك، أما ابن فروخ فلا، بل هو شيخ شامى صالح، روى عنه جماعة من الشوام؛ ووثقه العجلى، واحتج به مسلم في "صحيحه" كما مضى، فأنى يجهل مثله؟!
وأبو حاتم مع إمامته في "الجرح والتعديل"؛ كان إمامًا في التعنت أيضًا، ولذلك لما ذكر الذهبى قوله الماضى في ترجمة المبارك بن أبى حمزة من "الميزان" تعقبه بقوله:"قلتُ: بل ابن فروخ صدوق" وقد وثقه الكاشف [1/ 584]، ومثله الحافظ في "التقريب"[1/ 317]. واللَّه المستعان.
4590 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 125]، وابن راهويه [1745]، وابن الجعد [2757]، وعنه ابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 320]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1496]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 236]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 202]، وغيرهم من طرق عن محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد بن الحارث عن مجاهد عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، ومحمد بن طلحة مختلف فيه، لكن احتجاج الشيخين به يقويه إن شاء الله، ولم ينفرد به كما يأتى، وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه الجماعة على الوجه الماضى، وخالفهم بعضهم، فرواه عنه فقال: عن زبيد عن مجاهد عن جابر عن عائشة به
…
، فزاد فيه واسطة بين (مجاهد) و (عائشة)، هكذا أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق"[رقم 202]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا خطأ. والمحفوظ هو الأول، وعليه توبع محمد بن طلحة: تابعه الثورى واختلف عليه هو الآخر، فرواه عنه ابن مهدى ويحيى القطان وقبيصة بن عقبة وعبيد الله بن موسى وغيرهم كلهم عنه عن زبيد عن مجاهد عن عائشة به
…
أخرجه أحمد [6/ 187]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 306 - 307]، وابن راهويه [1196]، والحسين بن حرب في البر والصلة [رقم 263]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[3/ 605 - 606]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[عقب رقم 202]، وغيرهم.
وخالفهم جميعًا الفريابى! فرواه عن الثورى فقال: عن سفيان، عن زبيد، عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص به .... ، فنقله إلى مسند (عبد الله بن عمرو) هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 306]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 203]، والطبرانى في "المكارم" أيضًا [رقم 201]، وغيرهم. قال أبو نعيم:"تفرد الفريابى "عن الثورى" عن زبيد بهذا" وما بين المعقوفتين سقط من "الحلية" وقال أبو نعيم أيضًا: "ورواه أصحاب الثورى عن زبيد عن مجاهد، فخالفوا الفريابى، فقالوا: عن عائشة بدل عبد الله بن عمرو".
قلتُ: وقول الجماعة هو المحفوظ بلا ريب، وقد وقع في سند الطبراني:(عن عائشة) بدل: (عن عبد اللَّه بن عمرو) وهذا غلط ظاهر، يدل عليه كون أبى نعيم يروى هذا الطريق في "الحلية" عن شيخه الطبراني لإسناده به
…
كما مضى: (عن عبد الله بن عمرو).
وقد خولف فيه زبيد اليامى، خالفه بعضهم، فرواه عن مجاهد وجعله من (مسند عبد الله بن عمرو) كما عند أبى داود [5152]، والترمذى [1943]، وأحمد [2/ 160]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2453]، والبزار [6/ رقم 2388/ البحر]، والحميدى [593]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9562]، وجماعة كثيرة.
وجاء يونس بن أبى إسحاق وخالف الكل؛ ورواه عن مجاهد، وجعله من (مسند أبى هريرة) هكذا أخرجه ابن ماجه [3674]، وأحمد [2/ 445]، وابن حبان [5854]، وأبو نعيم في "تسمية من روى عن الفضل بن دكين"[رقم 10]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 205]، والطبرانى أيضًا في المكارم [رقم 197]، والدارقطنى في "العلل"[8/ 231]، و [14/ 54]، وغيرهم.
ورجح الدارقطنى من تلك الوجوه كلها: الوجه الأول، فقال في "العلل" [8/ 231]:(وقول زبيد أشبهها) وقال في [14/ 54]: "والصحيح حديث مجاهد عن عائشة". =
4591 -
حَدَّثَنَا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجمانى، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد ينشد عليه قائمًا، ينافح عن رسول الله، ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا نَافَحَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ".
= قلتُ: قد صرح مجاهد بسماعه من أبى هريرة عند ابن حبان وغيره، وكذا سماعه من عبد الله بن عمرو صحيح ثابت؛ فيشبه عندى: أن تكون تلك الأوجه كلها محفوظة عن مجاهد، وللحديث طرق أخرى عن عائشة به
…
وفى الباب عن جماعة من الصحابة.
4591 -
صحيح: أخرجه أبو داود [5015]، والترمذى [عقب رقم 2846]، وفى "الشمائل"[رقم 252]، وأحمد [6/ 72]، والحاكم [3/ 504]، والطبرانى في "الكبير"[4/ رقم 3580]، والمزى في "تهذيبه"[6/ 20]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 388]، والمؤلف في الآتى [برقم 4746]، وعنده ابن عساكر أيضًا [12/ 389]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2022]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 198]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة به
…
نحوه.
قلتُ: ولابن أبى الزناد فيه شيخ آخر، فيرويه أيضًا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
عند أبى داود [5015]، والترمذى [2846]، والحاكم [3/ 554]، والمزى في "تهذيبه"[6/ 20]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 389 - 390]، والترمذى أيضًا في "الشمائل"[رقم 251]، ومن طريقه البغوى في "تفسيره"[6/ 137/ طبعة دار طيبة]، وفى "شرح السنة"[6/ 251]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 533]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 198]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقبله قال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح غريب؛ وهو حديث ابن أبى الزناد".
قلتُ: يعنى أنه تفرد به، كما قاله ابن رجب في "فتح البارى"[3/ 252]، وابن أبى الزناد هو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان المدنى الإمام الفقيه المشهور؛ لكن فيه مقال مشهور، قد بسطناه في ترجمته من "المحارب الكفيل" وحاصله أنه ثبتٌ في روايته عن أبيه وهشام بن عروة وحدهما، ورواية أهل المدينة عنه أصح من رواية أهل العراق عنه. =
4592 -
حَدَّثَنَا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، حَدَّثَنَا حكيم بن نافعٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَجْدَتَا السَّهْو تُجْزِئُ فِي الصَّلاةِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ".
= وروايته من الطريق الأول: قد علقها البخارى في بعض النسخ من "صحيحه" كما أشار إليه ابن رجب في "شرح البخارى"[3/ 332]، وذكره المزى أيضًا في "التحفة"[12/ 10]، ومثله ابن كثير في "تفسيره"[1/ 321 - 322/ طبعة دار طيبة]، وخفى ذلك على الحافظ ابن حجر، فقال في "النكت الظراف":(لم أر هذا الموضع في صحيح البخارى) ونحوه قال في "الفتح"[1/ 548].
وقد رأيت ابن أبى الزناد قد توبع عليه، فقال الطبرى عقب روايته الطريق الثاني عن ابن أبى الزناد في تهذيب الأثر [عقب رقم 533]: "حدثنى إسماعيل بن موسى، أنبأنا هشيم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
…
".
قلتُ: وهذا إسناد صالح لولا عنعنة هشيم، وشيخ الطبرى: هو الفزارى نسيب السدى الشيعى الصدوق المعروف، وهو من رجال "التهذيب وذيوله".
والحديث رواه جماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه دون هذا السياق جميعًا، وبعضهم رواه عنه بسياق آخر، وفى الباب شواهد لأصل الحديث، وقد استوفينا الطرق والشواهد في "غرس الأشجار".
• تنبيه: قد سقط قوله: (عن أبيه) في إسناد المؤلف من الطبعتين جميعًا، واستدركه المعلق على الطبعة العلمية بين معقوفتين [عن أبيه] وأصاب في هذا، ويبدو أن هذا السقط قديم، فقد نبَّه عليه ابن عساكر في "تاريخه" عقب روايته من طريق المؤلف هنا. فانتبه يا رعاك الله.
4592 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5132] و [7/ رقم 7154]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 262]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 222]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[3676]، والمؤلف أيضًا في الآتى [برقم 4684]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 574/ كشف الأستار] وغيرهم من طرق عن حكيم بن نافع الرقى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا حكيم بن نافع" وقال البيهقى: "هذا الحديث يعد من أفراد حكيم بن نافع الرقى، وكان يحيى بن معين =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يوثقه" وقال عنه ابن معين في رواية أخرى: "لا بأس به، وأيش عنده؟! " كما في "تاريخ بغداد" [8/ 262]، ومشاه الفسوى أيضًا كما نقله عنه الخطيب في "تاريخه" لكن قال أبو زرعة الرازى: "واهى الحديث" كما في "سؤالات البرذعى" [2/ 334]، وقال أيضًا: "ليس بشئ" كما نقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح" [3/ 257]، ونقل هناك عن أبيه أنه قال عن حكيم: "هو ضعيف الحديث، منكر الحديث عن الثقات" وقال عنه الساجى:"عنده مناكير" كما في "اللسان" 2/ 344]، وقال ابن حبان في "المجروحين" [1/ 248]:"كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يحتج به فيما يرويه منفردًا، ضعفه يحيى بن معين".
قلتُ: إن صح هذا عن ابن معين، فلعل هذا يكون رواية أخرى عنه بشأن حكيم هذا، فقد قال الذهبى في ترجمة حكيم من "الميزان" [1/ 586]:"وجاء عن ابن معين تليينه" وهذا القول الأخير عنه هو الأولى بالقبول لموافقته قولى الجماعة في حكيم، وهو مع ضعفه؛ فقد انفرد به عن هشام بن عروة وهذا مما لا يحتمل أصلًا، وهشام مكثر حديثًا وأصحابًا، ولا يعد تفرد مثل حكيم عنه إلا منكرًا مردودًا.
وكأنه لهذا أنكره عليه ابن عدى، وساق له هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وبه أعله الذهبى في "المهذب" كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[4/ 152]، وأقره عليه، وكذا أعله به ابن التركمانى في "الجوهر النقى"[2/ 346]، ثم رأيت المناوى قد أغرب جدًّا، وحسَّن سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 115/ طبعة مكتبة الشافعي]، ولم يفعل شيئًا سوى أن زادنا منه غيظًا.
نعم: قد ورد ما يدل على أن حكيم بن نافع قد توبع عليه؛ فأخرج أبو بكر بن ثابت في "تاريخ مدينة السلام"[10/ 80]، وبيبى الهرثمية في "جزئها المشهور"[رقم 97]، ومحمد بن مخلد العطار في المنتقى من "حديثه"[2/ 2/ 1]، كما في "الصحيحة"[4/ 510]، والدارقطنى في "المؤتلف والمختلف"[4/ 159]، وأبو العباس الرازى في "فوائد بلخ" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 281]، وغيرهم من طريق على بن محمد المنجورى عن أبى جعفر الرازى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: وهذه متابعة لا تصح، والمنجورى هذا وإن وثقه الخليلى في "الإرشاد"[3/ 951/ انتقاء السلفى]، إلا أنه قال:"يخالف في بعض أحاديثه" وقد ضعفه الدارقطني في مواضع متعددة =
4593 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصباح البزار، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامرٍ، عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته، فأتى البقيع، فقال:"السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ".
= من كتابه: "غرائب مالك"، كما في ترجمته من "اللسان"[4/ 257]، وقد أشار ابن عدى إلى تلك المتابعة في "كامله" [2/ 222] عقب رواية حكيم بن نافع الماضية ثم قال:"وروى عن أبى جعفر الرازى عن هشام بن عروة، ويقال: إن أبا جعفر هو كنية حكيم بن نافع، فكأن الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم".
قلتُ: ويؤيد كلاهه أن الحنطيب لما ترجم لـ (حكيم بن نافع) في "تاريخه"[8/ 262]، كنَّاه بأبى جعفر، وأيضًا فـ (عيسى بن ماهان) وهو اسم:(أبى جعفر الرازى) لم يذكروا في ترجمته أنه يروى عن هشام بن عروة؛ فعاد الحديث إلى حكيم بن نافع مرة أخرى كما قال أبو أحمد الجرجانى.
نعم: في الباب عن ثوبان مرفوعًا: (لكل سهو سجدتان
…
) عند أبى داود وابن ماجه وأحمد وجماعة، وهو حديث منكر المتن والإسناد معًا، ضعَّفه البيهقى والنووى وابن الجوزى وابن عبد الهادى والحافظ وغيرهم، وحسَّنه من غفل عن علته سندًا ومتنًا. وقد بسطنا الكلام عليه في (غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار).
4593 -
ضعيف بهذا التمام: علقه النسائي في "الكبرى"[عقب رقم 8912]، ووصله ابن ماجه [1546]، وأحمد [6/ 71]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 253]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 590]، وابن شبة في "تاريخ المدينة"[1/ 91]، وغيرهم من طرق عن شريك القاضى عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم العمرى عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة به
…
نحوه،
قلتُ: وهذا إسناد لا يصح؛ وعاصم العمرى منكر الحديث كما قاله البخارى وأبو زرعة وصاحبه وغيرهم، وشريك القاضى سيئ الحفظ على إمامته في السنة، وقد اضطرب فيه على ألوان، بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار" منها اللون الآتى عند المؤلف [برقم 4619]، وأخرجه أيضًا أحمد [6/ 111]، كلاهما من طريقين عن شريك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة به
…
=
4594 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعدٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌ".
4595 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حَدَّثَنَا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ، لم ينم حتى يتوضأ، وإذا أراد أن يأكل، غسل يديه، ثم أكل.
4596 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حَدَّثَنَا إسماعيل بن زكريا، عن طلحة بن يحيى،
= وشريك معروف بالاضطراب في الأسانيد والمتون، والحديث صحيح محفوظ من طرق عن عائشة به نحوه .... لكن دون قوله في آخره: (اللَّهم لا تحرمنا أجرهم
…
إلخ) فانظر الآتى [برقم 4758، 4831]، والحديث هنا ضعيف بهذا التمام.
4594 -
صحيح: أخرجه البخارى [2550]، ومسلم [1718]، وأبو داود [4606]، وابن ماجه [14]، وأحمد [6/ 180، 240، 256، 270]، وابن حبان [26، 27]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 224، 227]، والطيالسى [1422]، وابن راهويه [979]، وابن الجارود [1002]، والبيهقى في "سننه"[20158، 20323، 20985]، وفى "المعرفة"[رقم 6043]، وفى "الاعتقاد"[ص 229]، وأبو عوانة [رقم 5156، 5157، 5158، 5159]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 98]، وفى "الأنوار"[رقم 1233]، وغيرهم كثير من طرق عن سعد بن إبراهيم عن القاسم بن محمد عن عائشة. به
…
وعند البغوى: (من أحدث في ديننا
…
) بدل: (في أمرنا) ولفظ ابن راهويه: (من عمل بغير عملنا فهو رد) ونحوه رواية لمسلم وأحمد والدارقطنى والبيهقى وأبى عوانة؛ ولفظ الطيالسى: (من فعل في أمرنا ما لا يجوز فهو رد) وهو رواية لأبى عوانة؛ وفى رواية له في آخره: (فأمره رد) وهو رواية لأحمد أيضًا [6/ 146].
قلتُ: قد اختلف في بعض طرقه اختلاف غير ضار إن شاء الله - كما ذكرناه في غير هذا المكان. وراجع "علل الدارقطنى"[13/ 373، 374].
4595 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4522].
4596 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4563].
عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علينا، فيقول:"هَلْ أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ؟ " فنقول: لا، فيقول:"إِنِّي صَائِمٌ"، قالت: ولقد دخل علينا ذات يومٍ، فقال:"هَلْ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ" قالت: قلت: نعم، حيسٌ أهدى لنا، فقال:"لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا صَائِمٌ"، ثم دعا به، فطعم.
4597 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن العباس بن ذريحٍ، عن البهى، عن عائشة، قالت: عثر أسامة بعتبة الباب، فشُج في وجهه، فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا عَائِشَةُ، أَمِيطِى عَنْهُ الأَذَى"، فقذرتها، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمص شجته ويمجها، ويقول:"لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً، لحَلَّيْتُهُ وَكَسَوْتُهُ، حَتَّى أُنْفِقَهُ".
4598 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصياح، حَدَّثَنَا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق، عن
4597 - ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 4458].
4598 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 47، 62، 238]، والشافعى [41]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[134]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 159]، وابن راهويه [1116]، والحميدى [162]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 301]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 167]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 325]، والحافظ في التغليق [3/ 164]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن أبى عتيق عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح مستقيم؛ وابن إسحاق قد صرح بالسماع في رواية لأحمد؛ ورواه عنه شعبة عند أبى نعيم وابن المنذر، وحسبك به، وشيخه عبد الله بن أبى عتيق: وثقه جماعة، واحتج به الشيخان أيضًا.
وقد اختلف في سنده على ابن إسحاق على ألوان كثيرة، قد ذكرناه في "غرس الأشجار" لكن هذا الوجه هو المحفوظ عنه كما أشار إليه البيهقى في "الشعب"[3/ 27]، ولم ينفرد به ابن إسحاق، بل توبع عليه مثله: تابعه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى عتيق عن أبيه عن عائشة به
…
أخرجه النسائي [5]، وأحمد [6/ 124]، وابن حبان [1067]، والبيهقى في "سننه"[136]، والمزى في "تهذيبه"[17/ 228]، والمؤلف [برقم 4916]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3741]، والحسن بن على المعمرى في "اليوم والليلة" كما في "التغليق"[3/ 164]، وغيرهم من طريقين عن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبى عتيق عن أبيه عن عائشة به. =
عبد الله بن محمد بن أبى عتيقٍ، قال: سمعت عائشة، تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ".
4599 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حَدَّثَنَا حاتمٌ، عن معاوية بن أبى مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ".
4600 -
حَدَّثَنَا حوثرة بن أشرس، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"أُتِيتُ فيمَا يَرَى النَّائِمُ بِجَارِيَةٍ فِي سَرَقةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَفَتَّشْتُهَا، فَإِذَا هِىَ أَنْتِ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكَنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا"، فقالت عائشة: فتزوجنى بعد وفاة خديجة، وقبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو
= قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح؛ وعبد الرحمن مدنى صدوق؛ روى عنه جماعة من الكبار؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 65]، واحتج به في "صحيحه" وذكره ابن شاهين أيضًا في "الثقات"[ص 147]، ونقل عنه ابن معين أنه قال عنه:"لا أعلم إلا خيرًا" ومثله قال الإمام أحمد في "علله"[2/ 506/ رواية ابنه عبد الله]، وعنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[5/ 255]، فقول الحافظ عنه بـ"التقريب":"مقبول" غير مقبول، وقول الأزدى عنه:"ليس من أهل الحديث" لا يضره إن شاء الله؛ كأن مراده أنه لم يكن يتعانى الرواية، ولم يشتغل بها، وهذا لا يخل بضبط من حاله مثل صاحبنا، على أن الأزدى نَفَسُه في النقد حار جدًّا، ولا طاقة لنا بالحر، وقد اختلف في سنده على ابن أبى عتيق على وجوه أخرى كلها غير محفوظة على التحقيق، مضى بعضها [برقم 109، 110]، وراجع "علل الدارقطنى"[14/ 192 - 195]، والحديث صححه جماعة؛ وله طرق أخرى عن عائشة؛ وشواهد عن جماعة من الصحابة: قد استوفيناها في كتابنا الكبير: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4599 -
صحيح: أخرجه البخارى [5643]، ومسلم [2555]، وأحمد [6/ 62]، والحاكم [4/ 175]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3152]، وجماعة كثيرة، وقد مضى الكلام عليه [برقم 4446]، فانظره ثمة. والله المستعان.
4600 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4498].
ثلاثًا، وأنا بنت سبع سنين، فلما قدمنا جاءنى نسوةٌ وأنا ألعب على أرجوحةٍ، فهيأننى وصنعننى، ثم أتين بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبنى بى وأنا بنت تسع سنين.
4601 -
حَدَّثَنَا أحمد بن منيعٍ، حَدَّثَنَا مروان بن معاوية، عن إسحاق بن يحيى، عن أبى بكر بن حزمٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى والمرتشى.
4601 - حسن: أخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم 2100]، وابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1391]، والقاضى وكيع في أخبار القضاة [1/ 46]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 145]، وغيرهم من طرق عن مروان بن معاوية الفزارى عن إسحاق بن يحيى عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة به.
قلمث: وهذا إسناد منكر كما يأتى، وقد اختلف في سنده على مروان بن معاوية، فرواه عنه الجماعة على الوجه الماضى، وخالفهم أبو يعلى محمد بن الصلت، فرواه عن مروان فقال: عن إسحاق بن محمد بن جرير عن عمرة عن عائشة به
…
، فأسقط منه:(أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم) وأبدل (إسحاق بن يحيى) بـ (إسحاق بن محمد بن جرير).
هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[1392]، ثم نقل عن أبى زرعة الرازى أنه قال:(هذا خطأ، أخطأ فيه أبو يعلى) ثم قال أبو زرعة: (حدثنا دحيم قال: أخبرنا مروان بن معاوية عن إسحاق بن يحيى عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة: "وهذا الصحيح".
وهو كما قال، وقد توبع عليه مروان بن معاوية: تابعه محمد بن خالد بن عثمة عن إسحاق بن يحيى بإسناده به مثله
…
وزاد: (في الحكم) أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[1/ 45 - 46].
وقد تصحف عنده (ابن عثمة) إلى: (ابن عتبة) و: (عمرة) إلى: (عمر) وهو عند البزار أيضًا في "مسنده"[2/ رقم 1354/ كشف الأستار]، من طريق ابن عثمة به
…
مثله دون الزيادة الماضية، وقال عقب روايته:"لا نعلمه عن عائشة إلا من هذا الوجه، تفرد به إسحاق بن يحيى، وهو لين الحديث، وقد حدث عنه ابن المبارك وغيره".
قلتُ: وإسحاق هذا هو ابن يحيى بن طلحة القرشى: تركه أكثر النقاد، وضعفه الآخرون، وشذ ابن عمار الموصلى وقال:"صالح" ولعله يعنى في نفسه، وهو من رجال الترمذى وابن ماجة؛ =
4602 -
حَدَّثَنَا أحمد بن منيعٍ، حدَّثَنا مروان، عن رزينٍ البكرى، قال: حدثتنا مولاةٌ لنا يقال لها سلمى، من بكر بن وائلٍ، أنها سمعت عائشة، تقول: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يَا عَائِشَة، هَلْ مِنْ كِسْرَةٍ؟ " فأتيته بقرصٍ فوضعه على فيه، وقال: "يَا
= وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 359]، فقال:(رواه البزار وأبو يعلى، وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك) وكذا أعله البوصيرى به في "الإتحاف"[5/ 145].
لكن في الباب عن عبد الله بن عمرو وأبى هريرة وثوبان وأم سلمة وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم؛ ولا يصح منها إلا حديث عبد الله بن عمرو وحده، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
وحديث عبد الله بن عمرو عند أبى دود [3580]، والترمذى [1337]، وابن ماجة [2313]، وأحمد [2/ 164، 195، 194، 212]، وابن حبان [5077]، وجماعة كثيرة من طرق عن ابن أبى ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن المخزومى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو به
…
مثل لفظ المؤلف هنا.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وصححه الحاكم، وقال ابن القطان الفاسى:"إسناده صحيح" وقال ابن الملقن: "إسناده جيد".
قلتُ: وسنده عندى صالح يحتج به؛ وليس فيه من ينظر في حاله سوى الحارث بن عبد الرحمن المخزومى، وقد وثقه ابن حبان، ومشاه أحمد والنسائى وغيرهما، وصحح له الترمذى والحاكم وابن حبان، وجهله من لم يحط به علمًا، وجازف أبو محمد الفارسى، وأعل الحديث به في محلاه [9/ 157]، قائلًا:"رواه الحارث بن عبد الرحمن، وليس بالقوى" وليس له في ذلك سلف، وقد قال الحافظ عن الحارث:"صدوق" وقبله قال الذهبى في "الكاشف": "صدوق صالح". وهو كما قالا.
لكن خولف الحارث في سنده عن أبى سلمة، غير أن القول قوله في هذا الحديث، وروايته عن أبى سلمة هي المحفوظة عنه كما أشار أبو الحسن بن مهدى في "علله"[4/ 274]، وقبله نقل أبو عيسى الضرير في "جامعه"[3/ 622]، عن أبى محمد السمرقندى الحافظ أنه قال:(حديث أبى سلمة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن شئ في هذا الباب وأصح). وهو كما قال هذا الإمام.
4602 -
ضعيف: أخرجه ابن منيع في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 1115]، وعنه المؤلف بإسناده به. =
عَائِشَةُ، هَلْ دَخَلَ بَطْنِى مِنْهُ شَىْءٌ؟! كَذَلِكَ قُبْلَةُ الصَّائِمِ، إِنَّمَا الإفْطَارُ مِمَّا دَخَلَ، وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ".
4603 -
حَدَّثَنَا أحمد بن منيعٍ، حَدَّثَنَا مروان، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن [عمرة]، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلى ركعتى الفجر ويخففهما، حتى أقول: أقرأ فيهما بفاتحة الكتاب؛.
= قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 390]: "رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفه".
قلتُ: ليس في الإسناد من لا يُعْرَف سوى (سلمى البكرية) راوية الحديث عن عائشة، فلم يرو عنها سوى رزين البكرى وحده، ولم يوثقها أحد أعلمه، ولو من المتساهلين، وقد سكت عنها الذهبى في "الكاشف"[2/ 510]، وقال الحافظ في "التقريب":"لا تعرف" وفى الباب آثار موقوفة: قد ذكرناها في "غرس الأشجار".
4603 -
صحيح: هذا إسناد ظاهر الصحة، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، ومروان هو ابن معاوية الفزارى؛ وعمرة: هي بنت عبد الرحمن، وقد تصحف اسمها في سند المؤلف في الطبعتين إلى:(عمه) فظنه حسين الأسد في تعليقه: (واسع بن حبان) وهو عم محمد بن يحيى بن حبان، وهو مشهور الرواية عنه، كذا ظنه حسين الأسد، ثم استدرك فقال في هامش طبعته [8/ 76]:"ولكننا لا نعلم أن واسع بن حبان روى عن عائشة".
قلتُ: بل لا يُعْرَف له رواية عنها أصلًا، وهذا يؤيد التصحيف المشار إليه آنفًا، وهو أن قوله:(عن عمه) مصحف من: (عن عمرة) وعمرة هي صاحبة هذا الحديث عن عائشة، ولا يقال: لعل هذا من قبيل الاختلاف في سنده على يحيى بن سعيد؛ لأن ذلك احتمال بعيد ضعيف، ويوهنه: أنى وجدت الدارقطنى قد نص في "علله"[14/ 148]، على رواية يحيى بن سعيد هذا الحديث عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمرة عن عائشة به
…
، فقال:"ورواه معاوية بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمرة عن عائشة".
قلتُ: كذا، وفى كلامه تحريف وسقط، وصوابه: "ورواه مروان بن معاوية عن يحيى - وهو ابن سعيد - عن محمد بن يحيى
…
إلخ".
وقد تصحف عنده جد محمد بن يحيى: (حبان) إلى: (حيان) بالياء المثناة من تحت، وإنما هو بالباء الموحدة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد انفرد مروان بن معاوية بهذا الطريق عن يحيى بن سعيد الأنصارى، ولم يتابع عليه، وخالفه شريك القاضى؛ فرواه عن يحيى بن سعيد فقال: عن عمرة عن عائشة به نحوه
…
، وأسقط منه الواسطة بين (يحيى) و (عمرة) هكذا أخرجه المؤلف كما يأتى [برقم 4624].
وتوبع شريك على هذا اللون، تابعه معمر عند عبد الرزاق [4774، 4793]، وتابعه أيضًا على ابن مسهر وعبد الحميد بن جعفر عند الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 297]، وكذا تابعهم: عبد السلام بن حرب وإسماعيل بن عياش ومحمد السقاء
…
كما ذكره الدارقطنى في "علله"[14/ 151].
وقد اختلف في سنده على يحيى بن سعيد على ألوان كثيرة، قد استوفاها الدارقطنى في "علله"[14/ 146 - 156]، ثم قال:"والصحيح من ذلك قول من قال: عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن أخى عمرة عن عمرة عن عائشة".
قلتُ: وهذا الوجه رواه جماعة كثيرة عن يحيى الأنصارى: منهم زهير بن معاوية وعباد بن العوام، وعبد الوهاب الثقفى، وأبو خالد الأحمر، ويزيد بن هارون، وأنس بن عياض، وقاسم بن معن، وجعفر بن عون، وأبو إسحاق الفزارى، وأبو حمزة السكرى، وعبد الوارث بن سعيد وجرير بن عبد الحميد وغيرهم، واختلف فيه على يزيد بن هارون، وهذا اللون: أخرجه البخارى [118]، ومسلم [724]، وأبو داود [1255]، والنسائى [946]، وأحمد [6/ 186]، وابن خزيمة [1113]، وابن حبان [2465، 2466]، والبيهقى في "سننه"[4660]، وابن راهويه [990]، وجماعة كثيرة.
فهذا اللون صحيح ثابت عن يحيى الأنصارى، وهناك وجه آخر صحيح محفوظ عنه أيضًا، وهو ما رواه ابن عيينة - واختلف عليه ويزيد بن هارون - واختلف عليه - وأبو أسامة - وأبو معاوية الضرير ومعاوية بن صالح وعبد العزيز القسملى وسليمان بن بلال وعبيد الله بن عمرو الرقى - واختلف عليه - وغيرهم كلهم رووه عن يحيى الأنصارى فقالوا: عن محمد بن عبد الرحمن بن حارثة أبى الرجال عن أمه عمرة عن عائشة به ....
وهو عند الحميدى [181]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 297]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2653]، وفى "مسند الشاميين"[3/ رقم 2079]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 39]، وغيرهم. =
4604 -
حَدّثَنَا داود بن عمرٍو الضبى، حَدَّثَنَا نافع بن عمر الجمحى، عن ابن أبى مليكة، قال: قالت عائشة: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى، وفى يومى، وبين سحرى ونحرى، وجمع الله بين ريقى وريقه، قالت عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبى بكرٍ بسواكٍ، فضعف عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذته ثم مضغته، ثم سننته به.
= قال ابن عبد البر في "الاستذكار"[2/ 126]: (وهو حديث ثابت صحيح بهذا الإسناد) وهو كما قال؛ فيكون ليحيى الأنصارى فيه شيخان؛ وهو الذي احتمله الحافظ في "الفتح"[3/ 46]، ورأيت الدارقطنى كأنه مال إلى هذا في نهاية كلامه على الحديث في "علله"[14/ 156]، وكان قبل قد صحح رواية من رواه عن يحيى عن محمد بن كبد الرحمن بن أخى عمرة عن عمرة عن عائشة به
…
وهذان الوجهان عندى هما المحفوظان عن يحيى الأنصارى، وما عداهما فخطأ وأوهام، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك متابعة شعبة وفطر بن خليفة وسعد بن سعيد ليحيى الأنصارى على الوجه الثاني المحفوظ الماضى آنفًا.
4604 -
صحيح: أخرجه البخارى [2933]، وابن حبان [6616]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 82]، وابن عساكر في "تاريخه"[36/ 306]، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل الآثار"[رقم 188]، واللالكائى في "شرح اعتقاد أهل السنة"[رقم 2265]، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"[رقم 150]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 52]، والذهبى في "سير النبلاء"[7/ 434]، وفى "التذكرة"[1/ 231]، وغيرهم من طرق عن نافع بن عمر المكى عن ابن أبى مليكة عن عائشة به
…
وليس عند الذهبى في "التذكرة": قوله: (وجمع الله بين ريقى وريقه).
قلتُ: وقد توبع عليه نافع بن عمر، تابعه أيوب السختيانى وحريش بن الحارث ومحمد بن شريك وأبو الزبير المكى وغيرهم، وخالفهم جميعًا: عمر بن سعيد بن أبى حسين، فرواه عن ابن أبى مليكة فقال: عن أبى عمرو ذكوان مولى عائشة عن عائشة به .. نحوه في سياق أتم، فزاد فيه واسطة بين ابن أبى مليكة وعائشة، هكذا أخرجه البخارى [4184]، وجماعة.
وبهذه الرواية: أعل الدارقطنى الطريق الأول، وانتقده على البخارى في "الإلزامات والتتبع"[ص 350]، وخالفه الحافظ في "الفتح"[8/ 144]، وجزم بأن في سياق كل من الطريقين ما ليس في الآخر، ثم قال:"فالظاهر أن الطريقين محفوظان". =
4605 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن حساب، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن عمر بن أبى سلمة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قد اشتدت تغير وجهه.
4606 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكرٍ المقدمى، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن عائشة، ذكر أنه سمعه منها، أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعًا يديه، يقول:
= قلتُ: ولعل هذا هو الأشبه إن شاء الله؛ فيكون ابن أبى ميلكة قد سمعه أولًا من عائشة بواسطة، ثم سمعه منها مباشرة بعد ذلك؛ أو سمعه منها أولًا؛ ثم استثبت فيه ذكران مولى عائشة؛ فثبته فيه. واسم ابن أبى مليكة: عبد الله بن عبيد الله المكى الفقيه الحجة. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث مع استيفاء طرقه في "غرس الأشجار".
4605 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 121]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 41]، وأبو الشيخ في "العظمة"[4/ 1316 - 1317]، وغيرهم من طرق عن أبى عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ وعمر بن أبى سلمة مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب؛ ما أشبهه بقول أبى حاتم الرازى:"صالح صدوق في الأصل، ليس بذاك القوى، يكتب حديثه"، لكن للحديث طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
يأتى بعضها [برقم 4713]، وهو حديث صحيح ثابت.
4606 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه أحمد [6/ 133، 160، 180، 258، 259]، وابن راهويه [1204]، والبخارى في "رفع اليدين في الصلاة"[رقم 85]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 114]، وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن عكرمة عن عائشة به.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البخارى أيضًا في "الأدب المفرد"[رقم 610، 613]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 152]، قال البوصيرى في "الإتحاف":"هذا إسناد رجاله رجال الصحيح؛ إلا أن فيه مقالًا، اختلف في سماع عكرمة من عائشة، [مع] أن روايته عنها في "صحيح البخارى". وسماك بن حرب قال فيه أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: "ثقة"، وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة"، وقال ابن المبارك: "ضعيف، وكان شعبة يضعفه" وقال النسائي ويعقوب بن شيبة: ليس به بأس، قوله - يعنى ابن المبارك -: "كان شعبة يضعفه! إنما كان يضعفه في حديث عكرمة فقط؛ لأن روايته عنه مضطربة، وعن غيره صالحة
…
".=
"اللَّهُمَّ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَلا تُعَاقِبْنِى، أَيُّمَا رَجُلٌ مِنَ الْمسْلِمِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، فَلا تُعَاقِبْنِى".
4607 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن معاوية، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، حَدَّثَنَا عليّ بن زيد، عن الحسن، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر جهدًا شديدًا يكون بين يدى الدخال، فقلت: يا رسول الله، فأين العرب يومئذٍ؛! فقال:"يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الْعَرَبَ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ"، قلت: فما يجزئ المؤمن يومئذٍ من الطعام؟ قال: "التَّسْبِيحُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَكْبِيرُ"، قلت: فأى المال يومئذٍ خيرٌ؟ قال: "غُلامٌ يَسْقِى أَهْلَهُ مِنَ الماءِ، أَمَّا الطَّعَامُ فَلا طَعَامَ".
= قلتُ: أما سماع عكرمة من عائشة: فقد نفاه أبو حاتم الرازى، وقبله ابن المدينى كما في "جامع التحصيل"[ص 239]، ونفْى أبى حاتم نَقَلَه عنه ولده في "المراسيل"[ص 158]، لكنه رجع عن ذلك، وأثبت سماعه منها كما نقله عنه ولده في ترجمة عكرمة من "الجرح والتعديل"[7/ 7]، وهذا هو الذي جزم به البخارى في ترجمة عكرمة من "تاريخه"[7/ 49]، واحتج بحديثه عنها في "صحيحه" وهذا مقدم على قول من نفى السماع بلا تردد.
وعلة الحديث إنما هي في سماك بن حرب فهو وإن كان قوى الحديث، إلا أنه قد تغير بآخرة حتى صار ربما تلقن، وهذا الحديث لم يسمعه منه إلا من لم يرو عنه بعدما كبر، وإنما الصحيح عنه سفيان وشعبة، كما مضى شرح ذلك فيما علقناه على الحديث [رقم 2332]، ثم إن روايته عن عكرمة خاصة: قد تكلم فيها غير واحد من النقاد، ووصفها ابن المدينى بالاضطراب كما نقله عنه يعقوب بن شيبة الحافظ؛ لكن لأصل الحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
مضى بعضها [برقم 4507]، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، مضى منها حديث أبى سعيد الخدرى [برقم 1262]، وحديث جابر [برقم 2271]، ويأتى حديث أبى هريرة [برقم 6313]، وهو حديث صحيح ثابت، لكن دون سياقه هنا، فلم أجد ما يشهد لقوله:(فلا تعاقبنى) واللَّه المستعان.
4607 -
ضعيف بهذا التمام: أخرجه أحمد [6/ 75، 125]، وحنبل بن إسحاق في "الفتن"[18]، وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن البصرى عن عائشة به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 647]: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح". =
4608 -
حَدَّثَنَا الحسن بن حمادٍ، حَدَّثَنَا حسينٌ - يعنى الجعفى - عن ابن السماك، عن عائذ، عن عطاء، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَمَاتَ فِيهِ، لَمْ يُعْرَضْ، وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَقِيلَ: ادْخلِ الجَنَّةَ".
= قلتُ: وهو كما قال، لولا أن مسلمًا لم يُخْرِج لابن جدعان إلا ما تابعه الثقات عليه، وهو ضعيف عندهم، بل تركه جماعة مع اختلاطه، وكان صاحب مناكير لا تطاق، وانفراده عن كل ثقة عندى يعد منكرًا، لاسيما الحسن البصرى، والحسن إمام حجة، إلا أنى لم أتحقق سماعه من عائشة بعد، وهو معروف بكثرة الإرسال، بل نقل العلائى في "جامع التحصيل"[ص 165]، كلامًا عن الإمام أحمد: يفهم منه أنه لا يرى ثبوت سماعه منها، ونحو هذا تراه في "علله"[2/ 548/ رواية ابنه عبد الله].
وقد أعله الإمام في الصحيحة [7/ 212]، بعنعنة الحسن، وقال عنه تبعًا للعلائى:"مدلس كثير التدليس" وليس هذا بعلة أصلًا؛ لأن الحسن على التسليم بكونه كان يدلس، فإنه مقل من ذلك التدليس جدًّا، بحيث يقبح الإعلال بعنعنته، كما كنا نفعله قديمًا، واللَّه يغفر لنا؛ فقد كنا أوتينا آنذاك من قلة الاطلاع وضعف التحرى، ونحن نرجع عن ذلك دون حياء، وأى حياء في النزول على الحق وترك العناد.
نعم للفقرة الأولى المتعلقة بالعوب: شاهد ثابت من حديث أم شريك العامرية عند مسلم [2945]، والترمذى [3930]، وأحمد [6/ 462]، وابن حبان [6797]، وغيرهم.
أما شطر الحديث الثاني: فله شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم أبو أمامة وأسماء بنت يزيد وعبد الله بن عمر وغيرهم، إلا أن الأسانيد إليهم كلها مناكير على التحقيق، والحديث عندى ضعيف بهذا السياق جميعًا، واللَّه المستعان.
4608 -
منكر: أخرجه البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 4097]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 297]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 170، و [5/ 369]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 354]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 410]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 194]، وغيرهم من طرق عن عائذ بن نُسير [وقد تصحف في عدة كتب إلى:(عائذ بن بشير) فانتبه]، عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة به نحوه
…
وليس عند العقيلى قوله: (إن الله يباهى بالطائفتين) وهو رواية للخطيب، وهذه الجملة عند المؤلف في الآتى، وهى جزء من لفظه هنا. =
4609 -
قَالَتْ: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يُبَاهِى بِالطَّائِفِينَ".
4610 -
حَدَّثَنَا الحسن بن حمادٍ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عيينة، عن صالح بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت؛ جلست أبكى عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لى:"مَا يبْكِيكِ؟ إِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ اللُّحوقَ بِى فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلُ زَادَ الرَّاكِبِ، وَلا تُخَالِطِى الأَغْنِيَاءَ".
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه تمام في "فوائده"[2/ رقم 1326]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 418]، به نحوه دون الفقرة الأخيرة، وقد اختلف في سنده اختلاف غريب، وروى على أوجه كثيرة، ومرجعها جميعًا إلى (عائذ بن نسير) وهو ضعيف منكر الحديث، وقد أنكروا عليه هذا الحديث، وذكروه ضمن منكراته في ترجمته من كتب "الضعفاء" كما فعل العقيلى وابن عدى وابن حبان وغيرهم.
وبه أعله ابن الجوزى في الموضوعات [2/ 217 - 218]، وتابعه السيوطى في اللآلئ [2/ 108]، والشوكانى في "الفوائد المجموعة"[ص 52]، وقبله الهيثمى في "المجمع"[3/ 208]، وغيرهم.
وقد تصحف اسمه عند الإسماعيلى إلى: (عائذ بن نصيب) ووقع في عدة كتب: (عائذ بن بشير) والصواب أن اسمه هو (عائذ بن نسير) كما ضبطه الذهبى وابن ناصر الدين وابن حجر وغيرهم في كتب "المشتبه".
وللحديث طرق أخرى عن عائشة، وكذا شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
، وكلها تالفة الأسانيد، ولا يصح في هذا الباب شئ. وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وراجع عمل الدارقطنى [14/ 457 - 460]، و"الضعيفة"[6/ 319] و [5/ 259، و [11/ 164]، وتعليق الإمام المعلمى اليمانى على "الفوائد المجموعة"[ص 110 - 111]، و"اللآلئ المصنوعة"[2/ 108].
4609 -
منكر: انظر قبله، وهو جزء من السياق الماضى.
4610 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5128]، والبيهقى في "الشعب"[7/ 10398]، وابن بشران في "الأمالى"[134]، وابن الأعرابى في "الزهد"[رقم 89]، وغيرهم من طريق إبراهيم بن عيينة عن صالح بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا صالح بن حسان، تفرد به إبراهيم بن عيينة".
قلتُ: وهو كما قال؛ وإبراهيم هذا مختلف فيه، ما أشبهه بقول الحافظ عنه:"صدوق يهم" وقد خولف فيه؛ خالفه سعيد بن محمد الوراق، وعبد الحميد الحمانى - واختلف عليه فيه - وحفص بن غياث وغيرهم، كلهم رووه عن صالح بن حسان فقالوا: عن عروة عن عائشة، ولم يذكروا فيه:(هشام بن عروة) بين (صالح) و: (عروة) هكذا أخرجه الترمذى في "جامعه"[1780]، وفى "العلل"[رقم 338]، والحاكم [4/ 347]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6181]، وابن أبى الدنيا في "إصلاح المال"[رقم 379]، وفى "الزهد"[رقم 95]، وفى "ذم الدنيا"[ق 10/ 2]، كما في "الضعيفة"[3/ 457]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 44]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 350]، ومحمد بن عاصم الأصبهانى في "جزء من حديثه"[ص 110]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 50]، وفى "الأربعون على مذهب الصوفية"[رقم 39]، وابن السنى في القناعة [رقم 64 - 65]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 52]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[3/ 139]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 76]، وغيرهم من طرق عن صالح بن حسان [وتصحف اسمه عند ابن سعد وابن الدنيا في "إصلاح المال" وابن الجوزى إلى:(صالح بن حيان)] عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
وزادوا جميعًا: (ولا تستخلعى ثوبًا حتى ترقعيه) لفظ الترمذى وغيره].
قلتُ: وهذا الوجه هو الأصح كما قال ابن عدى في "الكامل"[4/ 52]، وأقره البيهقى في "الشعب" وسكت الدارقظنى عن ترجيح أحد الوجهين الماضيين لما ذكرهما في "علله"[13/ 293]، لكنه قال:"وصالح بن حسان ضعيف" فكأنه يشير إلى اضطراب صالح فيه، وهذا قريب عندى، فإن صالحًا هذا هو آفة هذا الحديث.
وقد قال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان، وسمعت محمدًا يعنى البخارى - يقول: صالح بن حسان منكر الحديث" وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصلح، قال ابن معين: صالح بن حسن ليس حديه بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الأثبات" وقال البيهقى: "تفرد به صالح بن حسان، وليس بالقوى". =
4611 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عاصمٍ الطويل، حَدَّثَنَا هشيمٌ، عن ابن أبى ليلى، عن عطاءٍ، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، سمع رجلًا يلبى عن شبرمة، قال:"وَمَا شُبْرُمَةُ؟ " فذكر قرابةً،
= وبه أعله جماعة من المتأخرين أيضًا، وقد ساق ابن عدى هذا الحديث ضمن مناكير صالح من ترجمته في "الكامل" وقال في ختامها:"وبعض أحاديثه فيها إنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق! " وقد تركه جماعة، وضعفه الآخرون، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله".
وقد جازف الحاكم وقال عقب روايته: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) كذا، ورده عليه الذهبى بقوله:"الوراق عدم" يعنى سعيد بن محمد الوراق الثقفى راويه عن صالح بن حسان عند الحاكم، وهو كما قال الذهبى، لولا أنه غفل عن إعلاله بصالح، ثم إن الوراق قد توبع عليه؛ تابعه حفص بن غياث وعبد الحميد الحمانى كما مضى؛ وكذا تابعه خالد بن عمرو القريشى كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[13/ 293].
ونقل المناوى في "الفيض"[3/ 27]، عن الحافظ أنه قال:"تساهل الحاكم في تصحيحه، فإن صالحًا ضعيف عندهم" وكذا ضعف إسناده المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 753/ طبعة مكتبة الشافعي]، وقال:"وردوا تصحيح الحاكم" وقال في "الفيض": (وكما لم يصب الحاكم في الحكم بتصحيحه، لم يصب ابن الجوزى في الحكم بوضعه، وإن [كان] صالح ضعيفًا متروكًا، لكن لم يتهم بالكذب".
قلتُ: سبقه إلى هذا شيخ شيوخه السيوطى في "اللآلئ المصنوعة"[2/ 272 - 273]، ويرد عليهما قول ابن حبان في ترجمة صالح من "المجروحين" [1/ 367]:"كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات، حتى إذا سمعها من الحديث صناعته: شهد لها بالوضع".
ولا يشترط في الموضوع أن يكون راويه كذابًا، أو متهمًا بكذب، بل قد يروى الثقة الموضوع، يشبه له، فكيف بالضعيف؟! فكيف بالساقط والمتروك ومن كان حاله مثل حال صالح بن حسان؟! وللحديث طريق آخر به نحوه باختصار عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7010]، وسنده ساقط أيضًا، وقد اختلف أيضًا في سنده، كما تراه في علل الدارقطنى [13/ 294]، وعنه ابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 806].
وقال الدارقطنى: (ولا يثبت) وهو كما قال هذا الفحل، واللَّه المستعان.
4611 -
ضعيف: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[2/ 270]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 115]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 155 - 156]، والبيهقى في "المعرفة" =
فقال: "أَحَجَجْت عَنْ نَفْسِكَ؟ " قال: لا، قال:"فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَ احْجُجْ عَنْ شُبْرُمَةَ".
4612 -
حَدَّثَنَا أحمد بن حاتمٍ، حَدَّثَنَا يوسف بن الماجشون، أخبرنى أبى، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدته رميثة، قالت: أصبحتُ عند عائشة، فلما أصبحنا، قامت فاغتسلتْ، ثم دخلت بيتًا لها، وأجافت الباب دونى، فقلت: يا أم المؤمنين، ما أصبحتُ عندك إلا من أجل هذه الساعة! قالت: فادخلى، فدخلتُ، فصلت ثمان ركعاتٍ، لا أدرى أقيامهن أطول، أم ركوعهن، أم سجودهن، ثم التفتتْ إليَّ، فضربتْ فخذى، ثم قالت: يا رميثة، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهن، ولو نشر لى أبى على تركهن ما تركتهن.
= [رقم 2796]، وغيرهم من طريق هشيم بن بشير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة به.
قلتُ: قد سئل الدارقطنى في "علله"[14/ 461]، عن هذا الطريق فقال:"يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، واختلف عنه، فرواه هشيم عن ابن أبى ليلى عن عطاء عن عائشة، وخالفه إبراهيم بن طهمان، [فرواه] عن ابن أبى ليلى عن عطاء عن ابن عباس، وأرسله شريك عن [ابن] أبى ليلى عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابن أبى ليلى سيئ الحفظ، ويشبه أن يكون الاختلاف من قبله، والمرسل أصح".
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد اختلف في سنده على عطاء على ألوان أخرى، وقد بسطنا الكلام عليها في "غرس الأشجار".
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
مضى منها: حديث ابن عباس [برقم 2440]، ولا يصح منها شئ قط، فراجع ما علقناه على حديث ابن عباس، وتمام تخريجه في المصدر المشار إليه.
4612 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[482]، والبخارى في "تاريخه الأوسط"[رقم 799]، - وبعضهم يسميه "الصغير" - والمزى في "تهذيبه"[35/ 179]، وغيرهم من طرق عن يوسف بن الماجشون عن أيبه يعقوب بن أبى سلمة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رميثة عن عائشة به
…
وهو عند البخارى باختصار. =
4613 -
حَدَّثَنَا أحمد بن حاتمٍ، حَدَّثَنَا عبد العزيز الدراوردى، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، يستقى له العذب من بئر السقيا، وربما قال: يُسْتَعْذَبُ لَهُ الماء.
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح؛ وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
قد استوفيناها في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك اختلافًا يسيرًا وقع في سنده.
ثم استدركنا: على أنفسنا بكون رميثة ليست من رجال "الصحيح"، وهى رميثة بنت عمرو بن هاشم، صحابية من المبايعات؛ وهى من نساء "التهذيب وذيوله". فاللَّهم غفرًا.
4613 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [3735]، وأحمد [6/ 100 - 108]، وابن حبان [5332]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6032]، وفى "الآداب"[رقم 447]، وابن راهويه [841، 905، 1734]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 393]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 130]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التلبيس"[ص 267]، وابن عساكر في "تاريخه" كما في مختصره لابن منظور [1/ 285]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[1/ 158]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 4]، وفى "الأنوار"[رقم 1017]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 246]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 672]، والحاكم [4/ 154]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز الدراوردى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .... وهو عند بعضهم بنحوه.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ولم يخرجاه" وقال الحافظ في "الفتح"[10/ 74]: "أخرجه أبو داود بسند جيد" وقال المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 537/ طبعة مكتبة الشافعي]: "إسناده صحيح".
قلتُ: وإسناده كما قال الحافظ لولا أنه معلول، فقد قال البيهقى عقب روايته في "الشعب":(وحكى أبو داود السجستانى عن أحمد بن حنبل أنه أنكر هذا الحديث، وقال: الدراوردى كتابه أصح من حفظه) قال البيهقى: "يريد أنه حدث به حفظًا" يعنى فغلط فيه.
ورأيت الفسوى قد قال في "تاريخه"[1/ 225]: "حدثنى الفضلي - يعنى ابن زياد القطان - قال: سمعت أبا عبد الله - يعنى الإمام أحمد - يقول: كان الدراوردى كتابه أصح من حفظه، وكان معروفًا بطلب العلم والحديث" ثم قال الفضل: "وسمعت أبا عبد الله وذكر له هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: "كان يستعذب للنبى صلى الله عليه وسلم من بيوت السقيا" فقال: ما رواه إلا الدراوردى ولم يكن في أصل كتابه". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ونقل ابن رجب في "شرح علل أبى عيسى"[ص 324/ طبعة السامرائى]، عن الأثرم عن الإمام أحمد أنه قال: (يقولون: إن حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء" ليس له أصل في كتابه".
قلتُ: والدراورى كان إذا حدث من حفظه أخطأ وغلط كما مضى من كلام الإمام أحمد؛ ومثله قال أبو زرعة وابن معين وغيرهما، وكتابه أثبت من حفظه عندهم، وكلام الإمام أحمد ظاهر في كونه لم يحدث بهذا الحديث إلا من حفظه، لأن كتبه ليس فيها ذلك الحديث، فكأنه غلط فيه.
فإن قيل: قد توبع عليه؛ تابعه عامر بن صالح عند البيهقى في "الشعب"[5/ 6033]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 83]، وأبى الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 673]، وغيرهم.
قلنا: قد قال ابن عدى عقب روايته: (وهذا الحديث يعرف بعبد العزيز الدراوردى عن هشام بن عروة، وقد رواه عامر بن صالح هذا.
قلتُ: وعامر هذا وإن كان مختلفًا فيه إلا أنه واه بل كذبه ابن معين بخط عريض، وقال:"كذاب خبيث عدو الله" وقال أيضًا لما بلغه أن الإمام أحمد يروى عنه: "جن أحمد بن حنبل! يحدث عن عامر بن صالح" وقد تركه الدارقطنى والأزدى وجماعة، وقال النسائي:"ليس بثقة" وضعفه جمهور النقاد، وقد قال أبو نعيم الأصبهانى في "الضعفاء" [ص 124]:"يروى عن هشام بن عروة المناكير، لا شئ" وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث من مناكير في "الكامل" ثم قال في ختام ترجمته: "ولعامر بن صالح غير ما ذكرت، وعامة حديثه مسروقات من الثقات، وإفرادات مما ينفرد به، وعامة ما رأيته يروى عن هشام بن عروة".
قلتُ: فيحتمل منه أن يكون سرق هذا الحديث من الدراوردى، ويؤيده ما مضى من كون الإمام أحمد قد جزم بتفرد الدراوردى به عن هشام بن عروة، وعامر بن صالح هذا هو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام القرشى المدنى. وهو من رجال الترمذى وحده.
ثم جاء بعض الثقات، وهو عتيق بن يعقوب الزبيرى، وروى هذا الحديث عن شيخ هالك؛ وهو محمد بن المنذر بن عبيد الله، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه
…
عند البغوى في "شرح السنة"[6/ 4]، وفى "الأنوار"[رقم 1018].
وابن المنذر هذا شبه لا شئ، قال ابن حبان في ترجمته من "المجروحين" [2/ 259]:"كان ممن يروى عن الأثبات الأشياء الموضوعات، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار"، =
4614 -
حَدَّثَنَا أحمد بن حاتمٍ، حَدَّثَنَا مسلم بن خالدٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الخرَاجُ بِالضَّمَانِ".
4615 -
حَدَّثَنَا أحمد بن حاتمٍ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن محمدٍ، عن علقمة بن أبى علقمة، عن أمه، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إنى أحب أن أصلى في البيت، فأخذ بيدى حتى أدخلنى الحجْرَ، فقال:"صَلِّى هَما هُنَا، فَإِنَّ هَذَا مِنَ الْبَيْتِ، وَلَكِنَّ قَوْمَكَ - أَوْ قَوْمَهُ - اسْتَقْصَرُوا فَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْبَيْتِ".
= وقال أبو نعيم الأصبهانى في "الضعفاء"[ص 139]: "روى عن هشام بن عروة أحاديث منكرة"، وقال الحاكم:"يروى عن هشام أحاديث موضوعة"، وهو من رجال "اللسان"[5/ 394].
ويبدو لى أنه سرق الحديث من الدراوردى أيضا، فقبَّح الله اللصوص! والحديث حديث عبد العزيز الدراوردى، وبه يُعرف، وعليه أنكَر، والله المستعان.
4614 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 4537].
4615 -
صحيح: أخرجه أبو داود [2028]، والترمذى [876]، والنسائى [2912]، وأحمد [6/ 92]، وابن راهويه [1136]، وابن عبد البر في "التمهيد"[15/ 321]، وابن الجوزى في التحقيق [2/ 144 - 145]، والأرزقى في أخبار مكة [رقم 361] وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن علقمة بن أبى علقمة عن أمه عن عائشة به نحوه
…
وليس عند النسائي وابن راهويه قوله: (فأخرجوه من البيت). قال الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح)، ثم قال:(وعلقمة بن أبى علقمة: هو علقمة بن بلال).
قلتُ: وهو كما قال؛ وإسناده هنا حسن صالح، وعبد العزيز الدراوردى صدوق متماسك من رجال مسلم، ولم ينفرد به، بل تابعه عليه عبد الرحمن بن أبى الزناد على نحوه عن علقمة: عند ابن خزيمة [3018]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 392].
وابن أبى الزناد حديثه قوى في المتابعات، وعلقمة بن أبى علقمة: هو علقمة بن بلال المدنى الثقة المأمون، من رجال الجماعة؛ وأمه (أم علقمة) اسمها مرجانة: امرأة صدوقة، روى عنها ابنها علقمة وبكير الأشج؛ ووثقها العجلى وابن حبان، وصحَّح لها الترمذى والحاكم وابن خزيمة وابن حبان أيضًا، وما رماها أحد بضعف ولا جهالة، فقول الحافظ عنها بـ "التقريب":"مقبولة" غير مقبول منه. =
4616 -
حَدَّثَنَا هارون أبو موسى الحمال، حَدَّثَنَا سفيان، عن عبد الكريم، عن قيس بن مسلمٍ الجدلى، عن الحسن بن محمد بن علي، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أهدى له وشيقة ظبىٍ وهو محرمٌ، فردها.
= وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه مع اختلاف يسير في سياقه
…
وقد استوفينا طرقه في "غرس الأشجار" وهو حديث حسن صحيح كما قال الترمذى.
• تنبيه مهم: وقع في بعض نسخ الترمذى: عن علقمة عن أبيه عن عائشة) هكذا: (عن أبيه) بدل (عن أمه)، ومثله وقع عند الأزرقى في "أخبار مكة" وهو خطأ من الناسخ بلا تردد، وحكى المباركفورى في "شرح الترمذى"[3/ 534]، أنه وقع في رواية النسائي - لعله في بعض النسخ مثل الترمذى -:"عن أمه عن أبيه عن عائشة" بزيادة: (عن أبيه) يبن أم علقمة وعائشة، وهذا إن ثبت، فهو زيادة مقحمة من الناسخ أيضًا. فانتبه يا رعاك الله.
4616 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 40]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 168]، وعبد الرزاق [8325]، والمؤلف أيضًا في الآتى [رقم 4617]، وغيرهم من ثلاثة طرق [ابن عيينة، وابن جريج، ومعمر]، عن عبد الكريم بن أبى المخارق عن قيس بن مسلم الجدلى عن الحسن بن محمد بن عليّ بن أبى طالب عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ آفته ابن المخارق هذا، فإنه ضعيف عندهم، بل تركه جماعة، وقد وهم من ظن أن الشيخين أو أحدهما قد احتج به، وباقى رجاله ثقات من رجال الجماعة.
نعم: لم ينفرد به ابن المخارق، بل توبع عليه: تابعه الثورى على نحوه عن قيس بن مسلم عند عبد الرزاق [8324]، وعنه أحمد [6/ 225] وابن راهويه [1110]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن الثورى بإسناده به.
قلتُ: وهذه متابعة جليلة جدًّا، لولا أن الإمام أحمد قد أنكرها إنكارًا شديدًا على عبد الرزاق، وقال:"هذا سماع مكة" يعنى هذا ما سمعه عبد الرزاق من الثورى بمكة، وكان أحمد يتكلم فيما سمعه عبد الرزاق من سفيان بالبلد الحرام، ويقول:"مضطرب جدًّا، وأما سمعه باليمن فأحاديث صحاح" نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 607/ طبعة عتر].
لكن أخلق بعبد الرزاق أن يكون قد حفظه عن الثورى! فإنه قد توبع عليه: تابعه وكيع على مثله عن الثورى عن ابن راهويه [1109].
فالإسناد صحيح ثابت كالشمس، لا شك فيه ولا لَبْس، فللَّه الحمد.
4617 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حَدَّثَنَا سفيان، في الموسم على رؤوس الملأ، حَدَّثَنَا أبو موسى هارون البزار، حَدَّثَنَا محمد بن بكرٍ البرسانى، حَدَّثَنَا ابن جريجٍ، عن عبد الكريم، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمد بن علي، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، قال هارون: وسمعت سفيان، يقول: الوشيقة، لحمٌ يطبخ ثم ييبس.
4618 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حَدَّثَنَا شريلث، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقربه وأدنى مجلسه، فلما خرج من عنده، قالت: يا رسول الله، ألست كنت تشكو هذا؛ قال:"بَلَى، وَلَكِنْ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ الَّذِينَ يكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ".
4617 - صحيح: انظر قبله. وقوله في الإسناد: (حدثنا أبو موسى هارون البزار
…
إلخ) فالقائل: (حدثنا) هو المؤلف. ولأبى موسى فيه إسنادان كما ترى إلى عبد الكريم بن أبى المخارق.
4618 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4793]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 4028]، والدارقطنى في الأفراد [رقم 6325/ أطرافه]، وأحمد [6/ 111]، وغيرهم من طريق شريك القاضى عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة به.
قال الدارقطنى: "غريب من حديث مجاهد عنها - يعنى عن عائشة - وغريب من حديث الأعمش عنه - يعنى عن مجاهد - تفرد به شريك بن عبد الله عنه".
قلت: وشريك إمام في السنة، ضعيف في الرواية مختل الضبط، وكان شديد الاضطراب في الأسانيد والمتون.
وقد رواه الليث بن أبى سليم عن مجاهد عن عائشة به نحوه
…
عند ابن راهويه [834، 1198، 1793]، وهناد في الزهد [رقم 1276].
والليث لم يكن في الحديث بالليث، وهو مع ضعفه؛ كان قد اختلط أيضًا، فجعله يجئ بالمنكرات والأعاجيب، وقد اضطرب في سنده على عادته، فوقع عند هناد:(عن ليث عن مجاهد قال: دخل على النبي رجل .... إلخ).
هكذا مرسلًا، لكن للحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
يأتى بعضها [برقم 4832، 4823].
4619 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قام النبي صلى الله عليه وسلم من فراشه في بعض الليل، فظننت أنه يريد بعض نسائه، فتبعته، حتى قام على المقابر، فقال:"السَّلامُ عَلَيْكمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا بِكُمْ لاحِقُونَ"، ثم قال:"اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ"، قالت: ثم التفت فرآنى، فأبصرنى، فقال:"وَيْحَهَا! لَوْ تَسْتَطِيعُ مَا فَعَلَتْ".
4620 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فاتبعته، فإذا هو بالبقيع، فسمعته يقول:"سَلامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَإِنَّا لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ"، ثم التفت، فنظر إليَّ، ققال:"وَيْحَهَا! لَوْ تَسْتَطِيعُ مَا فَعَلَتْ".
4621 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن سودة لما كبرت، وهبت يومها لعائشة، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لى يومى ويومها، وكانت أول امرأةٍ تزوجتْ إليَّ.
4619 - ضعيف بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 4593].
4620 -
ضعيف بهذا التمام: انظر قبله.
4621 -
صحيح: دون قوله: (وكانت أول امرأة
…
إلخ): أخرجه مسلم [1463]، وأحمد [6/ 68]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 65]، وأبو عوانة [5/ 207]- وعنده معلقًا - وغيرهم من طرق عن شريك القاضى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه .. وليس عند أبى عوانة وابن سعد قوله: (وكانت أول امرأة تزوجتْ إليَّ) ولفظ هذه الجملة عند أحمد: (وكانت أول امرأة تزوجها بعدها).
ولفظها عند مسلم: (وكانت أول امرأة تزوجها بعدى).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، لكن انفرد شريك بتلك الجملة في آخره: (وكانت أول امرأة
…
إلخ) وشريك سيئ الحفظ موصوف بذلك، وقد خالفه جماعة من أصحاب هشام بن عروة، فرووه عنه به نحوه
…
دون هذه الزيادة. =
4622 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن منصورٍ، عن طلحة بن مصرفٍ، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: أمرنى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن أدْخِلَ امرأةً على زوجها، ولم تقبض من صداقها شيئًا. الحديث.
= منهم زهير بن معاوية عند البخارى [4914]، ومسلم [1463]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 83]، وابن الجعد [2679]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 63]، وابن عساكر في "تاريخه"[1973]، وأبى عوانة [5/ 207]، - وعنده معلقًا - والبغوى - في "شرح السنة"[5/ 74]، وفى "الأنوار"[رقم 1553]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 45]، وغيرهم.
وهكذا رواه جرير بن عبد الحميد وعقبة بن خالد وابن أبى الزناد وعبد العزيز الدراوردى وعبد الله بن المبارك وحماد بن سلمة وجعفر بن عون ومخشى بن معاوية وغيرهم كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحو
…
وبعضهم في سياق أتم، وخالفهم ابن عيينة ومعمر وابن نمير وحفص بن غياث وغيرهم، فرووه عن هشام بن عروة عن أبيه به نحوه مرسلًا، ليس فيه عائشة.
والوجهان عندى محفوظان كما ذكرناه في "غرس الأشجار".
4622 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [2128]، وابن ماجة [1992]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1844]، وفى الصغير [1/ رقم 108]، والبيهقى في "سننه"[14244]، وغيرهم من طريق شريك القاضى عن منصور بن المعتمر عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عائشة به نحوه.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدى في "الكامل"[4/ 13]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 212].
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن منصور: متصل الإسناد إلا شريك" وقال البيهقى: (وصله شريك، وأرسله غيره) وقال ابن عدي: "وهذا أيضا مشهور من حديث شريك عن منصور عن طلحة بن مصرف، ومنهم من أفسد إسناده عن شريك".
قلتُ: شريك مشهور بسوء الحفظ، هذا أمر لا يجادل فيه ناقد، وقد انفرد به موصولًا كما قاله الطبراني والبيهقى؛ وقد خولف في وصله كما يأتى؛ ومن فوقه ثقات مشاهير، وخيثمة بن عبد الرحمن شكك ابن القطان في سماعه من عائشة، فقال:(ينظر في سماعه من عائشة - رضى الله عنها) نقله عنه الحافظ في "تهذيبه"[3/ 178]. =
4623 -
حدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يؤتى بالصبيان يدعو لهم، ويبرَّك عليهم، فأتِىَ بصبىٍ، فبال عليه، فدعا بماءٍ فأتبعه إياه.
= وينبغى لابن القطان الفاسى أن لا يترد في عدم سماع خيثمة من عائشة، فقد قال أبو داود عقب رواية هذا الحديث:"وخيثمة لم يسمع من عائشة" وقد خولف شريك في وصله، خالفه الثورى، فرواه عن منصور عن طلحة عن خيثمة به نحوه مرسلًا، هكذا أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 42]، وعبد الرزاق [10428]، والبيهقى في "سننه"[14242].
وتوبع الثورى على هذا الوجه المرسل: تابعه سعيد بن أبى عروبة على نحوه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة به
…
عند الحاكم في "المستدرك" كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 42]، والبيهقى في "سنده"[14243]، بإسناد صحيح إليه.
وهذا هو المحفوظ مرسلًا، والموصول: ذكره ابن عدى من مناكير شريك القاضى في ترجمته من (الكامل) كما يقول ابن التركمانى في "الجوهر النقى"[7/ 253]، وقد تفرد بوصله كما مضى.
نعم: قد رواه بعضهم عن محمد بن طلحة بن مصرف عن منصور بن المعتمر عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عائشة به نحوه موصولًا أيضًا، مثل رواية شريك، هكذا أخرجه تمام في "فوائده"[1 رقم 714]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[62/ 434].
وهذا منكر أيضًا، وسنده لا يثبت إلى محمد بن طلحة، ومحمد نفسه فيه ضعف. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في كتابنا:"غرس الأشجار". والله المستعان.
4623 -
صحيح: أخرجه البخارى [5994]، ومسلم [286]، و [2147]، وأبو داود [5106]، وأحمد [6/ 46، 212]، وابن حبان [1372]، وابن أبى شيبة [23484]، والبيهقى في "سننه"[3956]، وفى "الشعب"[11014]، وابن راهويه [587]، والحميدى [164]، وابن الجارود [140]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 93]، وابن أبى الدنيا في "العلل"[رقم 183، 237]، وأبو عوانة [رقم 392]، - وعنده معلقًا - والبغوى في "شرح السنة"[5/ 432]، وفى "الأنوار"[رقم 261]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أيبه عن عائشة به نحوه
…
وزاد البخارى وابن حبان والبيهقى في "سننه" في آخره: (ولم يغسله) وهو رواية مسلم؛ وليس عند أبى داود وابن أبى شيبة والبيهقى في "الشعب" والبغوى قوله: (فأتى بصبى؛ فبال عليه
…
إلخ). =
4624 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يصلى الركعتين قبل الفجر، ويخففهما حتى أرى أنه ما قرأ فيها شيئًا إلا بفاتحة الكتاب، أو ما قرأ فاتحة الكتاب.
4625 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حَدَّثَنَا أبو عقيلٍ يحيى بن المتوكل، عن بهية، أنها سمعت أمرأةً تسأل عائشة عن امرأة فسد حيضها، فلا تدرى كيف تصلى، فقالت لها عائشة: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأةٍ فسد حيضها، وأهريقت دمًا، فلا تدرى كيف تصلى، فأمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن آمرهًا فلتنظر قدر ما كانت تحيض في كل شهرٍ مرةً،
= وهو رواية لمسلم وابن أبى الدنيا؛ ولفظ هذه الجملة عند ابن راهويه والطحاوى ورواية لأحمد: (فأتى بصبى فبال عليه، صبوا عليه الماء صبًا).
قلتُ: وهو عند جماعة به نحوه مفرقًا. وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
4624 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4603].
4625 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه أبو داود [284]، والبيهقى في "سننه"[142، 1510]، والمزى في "تهذيبه"[35/ 139]، وغيرهم من طرق عن أبى عقيل يحيى بن المتوكل عن بهية مولاة عائشة عن عائشة به نحوه .. وهو عند أبى داود ورواية للبيهقى باختصار يسير دون حكاية سماع بهية في أوله، ودون قوله في آخره:(فإنى أرجو أن هذا .. إلخ).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال المنذرى في "مختصر السنن":"أبو عقيل: بفتح العين، وهو يحيى بن المتوكل مدينى لا يحتج بحديثه، وقيل: إنه لم يرو عن بهية إلا هو "نقله عنه صاحب "عون العبود"[1/ 321].
وأبو عقيل هذا شيخ منكر الحديث كما قاله ابن معين والساجى وغيرهما؛ وهو ضعيف عند جميعهم كما يقول ابن عبد البر، وقد تناوله ابن حبان شديدًا، وقال أحمد: أحاديثه عن بهية عن عائشة منكرة، وما روى عنها إلا هو، وهو واهى الحديث) وقال الجوزجانى:(أحاديثه منكرة) وقال ابن عدي: (عامة أحاديثه غير محفوظة).
وبهية التى يروى عنها: امرأة مجهولة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، بل قال عنها ابن عمار الموصلى الحافظ:"ليست بحجة" والأزدى: "لا يقوم حديثها" وذكرها ابن عدى في "الضعفاء"[2/ 71]، ولأكثر فقرات الحديث شواهد ثابتة قد ذكرناها في "غرس الأشجار".
وحيضها مستقيمٌ، فلتقعد مثل ذلك من الليالى والأيام، ثم لتدع الصلاة فيهن وتقدرهن، ثم لتغتسل طهرها، ثم تستثفر بثوبٍ، ثم تصلى، فإنى أرجو أن هذا من الشيطان، وأن يذهبه الله عنها إن شاء الله، قالت: فأمرتُها بفعله، فأذهب الله عنها، فَمُرِى صاحبتك بذلك.
4626 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حدثّنا أبو حفص عمر، عن سليمان
4626 - منكر بهذا التمام: أخرجه الطبراني في "الكبير"[23/ 76]، والآجرى في "الشريعة"[1795، 1845]، والثعلبى في "تفسيره" والواحدى أيضًا في "تفسيره الوسيط" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعى [2/ 425]، وغيرهم من طريق بشر بن الوليد الكندى عن عمر بن عبد الرحمن أبى حفص [ووقع عند الطبراني:(عن عمر بن حفص) وهو خطأ]، عن سليمان الشيبانى عن علي بن زيد بن جدعان عن جدته عن عائشة به
…
نحوه .. وليس عند الطبراني في قوله: (ولقد خلقت طيبة
…
إلخ) وكذا ليس عنده قوله: (ولقد قبرته في بيتى، ولقد حفت الملائكة بيتى) وكذا قوله: (وإنى لابنة خليفته وصديقه) وقد تصحف عنده قول عائشة: (أعطيت تسعًا، إلى قولها: (أعطيت ستًا) وزاد على المؤلف قولها: (وكان لى يومين وليلتين، وكان لنسائه يوم وليلة) وقولها: (كنت من أحب الناس إليه نفسًا، وأحب الناس إليه أبًا).
قال الذهبى في "سير النبلاء"[2/ 141]، بعد أن ساقه من هذا الطريق:(إسناده جيد).
قلتُ: كلا، بل فيه آفات، ابن جدعان شيخ منكر الحديث على التحقيق، وقد تركه جماعة!، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه.
أما جدته، فهى مجهولة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، وبشر بن الوليد فقيه صالح؛ لولا أنه قد تغير بأخرة حتى خرف، راجع ترجمته من "اللسان"[2/ 35].
وشيخه أبو حفص هو الأبار البغدادى الثقة المشهور، من رجال "التهذيب"؛ وسليمان الشيبانى لا يكون إلا سليمان بن فيروز الإمام أبو إسحاق الشيبانى الحافظ؛ وقد خولف فيه أبو حفص الأبار، خالفه أبو حنيفة النعمان الفقيه، فرواه عن أبى إسحاق الشيبانى فقال: عن عامر الشعبى عن مسروق عن عائشة به نحوه مثل لفظ الطبراني الماضى.
هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 750]، من طريق إسحاق بن داود الصواف عن يحيى بن غيلان عن عبد الله بن بزيع عن أبى حنيفة به. =
الشيبانى، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة أنها قالت: لقد أعطيت تسعًا ما أعطيتها امرأة إلا مريم بنت عمران: لقد نزل جبريل بصورتى في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجنى، ولقد تزوجنى بكرًا وما تزوج بكرًا غيرى، ولقد قُبض ورأسه لفى حجرى، ولقد قَبرته في بيتى، ولقد حفت الملائكة بيتى، وإن كان الوحى لينزل عليه وهو في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه وإنى لمعه في لحافه، وإنى لابنة خليفته وصدِّيقه، ولقد نزل عذرى من السماء ولقد خُلقت طيبة وعند طيب، ولقد وُعدت مغفرة ورزقًا كريمًا.
= قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت إلى أبى حنيفة أصلًا، وإسحاق الصواف لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وابن غيلان هو ابن العوام الخزاعى الثقة المعروف؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 267]، وقال:"مستقيم الحديث" وهذا توثيق معتمد جدًّا؛ وشيخه ابن بزيع: تصحف عند الطبراني إلى (بزيغ) بالغين، وهو الأنصارى قاضى تُسْتَر من رجال "اللسان"[3/ 263]، وفيه قول الساجى:"ليس بحجة، روى عنه يحيى بن غيلان مناكير" وأورده ابن عدى في "الكامل"[4/ 253]، وقال:"أحاديثه عمن يروى عنه ليست بمحفوظة" ثم ساق بعض مناكيره ثم قال: (وليس هو عندى ممن يحتج به).
وقد خولف فيه؛ خالفه أبو يوسف القاضى، فرواه عن أبى حنيفة فقال: عن عون بن عبد الله عن الشعبى عن عائشة به نحوه
…
مثل سياق الطبراني سواء؛ فأسقط منه (مسروقًا) وجعل شيخ أبى حنيفة فيه هو (عون بن عبد الله) بدل (أبى إسحاق الشيبانى).
هكذا أخرجه أبو يوسف في "الآثار"[رقم 9230]، وتوبع أبو يوسف على هذا اللون عن أبى حنيفة؛ تابعه محمد بن خالد الوهبى به مثله
…
عند أبى نعيم الأصبهانى في "مسند أبى حنيفة"[رقم 274]، وتابعه أيضًا عبد الله بن يزيد المقرئ كما ذكره أبو نعيم عقب روايته.
ولعل هذا الوجه هو المحفوظ عن أبى حنيفة، بل هو كذلك بلا تردد، لكن النعمان على جلالته لم يكن بالمحمود في حفظه، كما شرحنا ذلك شرحًا وافيًا بإنصاف وعدل في كتابنا:"المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل" ثم لو سلم الإسناد من النعمان؛ لم يسلم من الانقطاع، فإن الشعبى عن عائشة مرسلٍ، كما جزم ابن معين، ونقله عنه صاحب "المراسيل"[ص 159]، ومثله أبو حاتم الرازى أيضًا، وعون بن عبد الله هو ابن عتبة الإمام الفقيه الزاهد، ورأيت للحديث طريقًا آخر عن عليّ بن زيد بن جدعان عن أمه عن عائشة به
…
=
4627 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عن أشعث بن أبى الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، قالت: سَألت عن الجدار، أمن البيت هو؟ قال:"نَعَمْ"، فقلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟! قال: "إِنَّ قَوْمَكِ قَصُرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ"، قالت:
= مثل لفظ المؤلف
…
عند اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 2758/ طبعة مكتبة دار البصيرة]، وابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 141]، وعمير بن عبد السلام فيما سمعه من ابن جعدويه كما في تاريخ قزوين [1/ 486].
والإسناد إلى ابن جدعان مخدوش، وقد تحرف قوله:(عن أمه) في سند ابن العديم إلى: (عن أبيه) وأمه مجهولة مثل جدته، وقد مضى عند المؤلف وغيره أن ابن جدعان يرويه (عن جدته عن عائشة) فكأنه اضطرب فيه على عادته، إن كان الطريق الثاني عنه محفوظًا.
وللحديث ثلاث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
مع اختلاف في بعض فقراته، ولا يصح منها شئ البتة. انظر تخريج طريقين منها في "الضعيفة"[رقم 4970]، للإمام.
والطريق الثالث عند ابن سعد في "الطبقات"[8/ 63]، ومن طريقه أبو منصور بن عساكر في الأربعين في "مناقب أمهات المؤمنين"[ص 77 - 78]، لكن لأكثر فقراته طرق أخرى ثابتة عن عائشة، والباقى يدور بين الضعف والنكارة، مثل قول عائشة:(لقد أعطيت تسعًا ما أعطيتها امرأة إلا مريم بنت عمران) فهذا منكر عندى، والضعيف مثل:(ولقد حفت الملائكة بيتى) ومثل: (ولقد خلقت طيبة وعند طيب) فهذا وإن كان لا يصح رواية؛ إلا أنه صحيح المعنى بلا ريب. واللَّه المستعان.
• تنبيه: رأيت الهيثمى قد أورد الحديث في "المجمع"[9/ 385]، ثم قال:"رواه أبو يعلى .... وفى إسناد أبى يعلى من لم أعرفه".
قلتُ: بل كل رجال إسناده معروفون مشاهير سوى جدة ابن جدعان، ولعلها هي التى لم يعرفها الهيثمى، فإن كان كذلك فقد صدق، وإلا فإنى أراه قد عنى غيرها.
4627 -
صحيح: أخرجه البخارى [1507، 6816]، ومسلم [1333]، والدارمى [1869]، والطيالسى [1393]، وابن أبى شيبة [8534]، وابن راهويه [1559]، والبيهقى في "سننه"[9598]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 184]، وابن عبد البر في "التمهيد"[10/ 28]، وغيرهم من طريق أبى الأحوص سلام بن سليم عن أشعث بن أبى الشعثاء عن الأسود بن يزيد عن عائشة به
…
نحوه
…
وهو عند ابن أبى شيبة مختصرًا بالفقرة الأولى فقط. =
فقلت له: ما شأن بابه مرتفعٌ؟! قال: "فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِجَاهِلِيَّةٍ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْحِجْرَ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أَلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ".
4628 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا بشر بن السرى، عن سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء، عن ابن الزبير، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها:"لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالجاهِلِيَّةِ، لأَلْزَقْتُ بِالأَرْضِ، وَزِدْتُ فِي الْبَيْتِ مِنَ الْحِجْرِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابًا شَرْقِيًّا".
4629 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يحيى، عن هشام بن عروة، أخبرنى أبى، عن
= قلتُ: وقد توبع عليه أبو الأحوص على نحوه
…
؛ تابعه أبو معاوية الضرير وشيبان وغيرهما، وكذا توبع عليه أشعث بن أبى الشعثاء على نحوه باختصار: وقد استوفينا طرقه في "غرس الأشجار".
4628 -
صحيح: أخرجه مسلم [1333]، وأحمد [6/ 179]، وابن حبان [3818]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 184]، والبيهقى في "سننه"[9100]، والذهبى في "سير النبلاء"[12/ 605]، وغيرهم من طرق عن سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن عبد الله بن الزبير عن عائشة به قالت:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة: لولا أن قومك حديثو عهد بشرك؛ لهدمت الكعبة؛ فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين: بابًا شرقيًا، وبابًا غربيًا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر؛ فإن قريشًا اقتصرتها حين بنت الكعبة) لفظ مسلم، ومثله عند الجميع.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه أبو نعيم في (المستخرج) كما في الإرواء [4/ 306]، وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه.
4629 -
صحيح: أخرجه البخارى [417، 424، 1276، 3660]، ومسلم [528]، والنسائى [704]، وأحمد [6/ 51]، وابن خزيمة [790]، وابن حبان [3181]، وابن أبي شيبة [7548، 11815]، والبيهقى في "سننه"[7012]، وابن راهويه [768]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 239 - 240]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 167 - 168]، و [5/ 46]، وأبو عوانة [رقم 926، 927]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 383]، والسراج في "مسنده"[1/ 201، 202]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه.
عائشة، أن أم حبيبة، وأم سلمة، ذكرتا كنيسةً بالحبشة رأينها، فيها تصاوير، فذكرتا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
4635 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن سالم أبى النضر، عن أبى سلمة، عن عائشة، قالت: إذا كنت مستيقظةً حدثنى، وإذا كنت نائمةً اضطجع، يعنى: إذا أوتر النبي صلى الله عليه وسلم.
4631 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عن ميمونٍ أبى حمزة، عن
4630 - صحيح: أخرجه البخارى [1108، 1115]، ومسلم [743]، وابن خزيمة [1122]، وعبد الرزاق [4718]، وابن أبى شيبة [6398]، والحميدى [175]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[2857، 4668]، وفى "المعرفة"[عقب رقم 1491]، وأبو عوانة [رقم 1720، 1721، 1722، 1725]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 583]، والفسوى في "المعرفة"[3/ 48]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن سالم أبى النضر عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت:(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتى الفجر؛ فإن كنت مستيقظة حدثنى؛ وإلا اضطجع) لفظ مسلم، ونحوه عند الأكثرين.
ولفظ عبد الرزاق: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل؛ فإذا أراد أن يوتر؛ فإن كنت مستيقظة حدثنى، وإلا اضطجع) وهو رواية لأبى عوانة، وفى رواية له أخرى:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الركعتين؛ فإن كنت مستيقظة حدثنى؛ وإلا وضع جنبه) وزاد ابن خزيمة والحميدى ومن طريقه البيهقى والفسوى ورواية لأبى عوانة في آخره: (حتى يقوم إلى الصلاة) وعند البخارى: (حتى يؤذن بالصلاة).
قلتُ: لابن عيينة في هذا الحديث ثلاثة شيوخ: فهو يرويه عن سالم أبى النضر ومحمد بن عمرو بن علقمة وزياد بن سعد، فسالم ومحمد يرويانه عن أبى سلمة عن عائشة به
…
وزياد بن سعد يرويه عن ابن أبى عتاب عن أبى سلمة عن عائشة به نحوه
…
؛ وقد توبع ابن عيينة على الوجه الأول: تابعه مالك بن أنس: وقد استوفينا تخريج هذه الطرق في "غرس الأشجار". وللَّه الحمد.
4631 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 4454].
إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ".
4632 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يحيى، عن هشام بن عروة، أخبرنى أبى، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضى إلى رأسه وهو مجاورٌ في المسجد، فَأرَجِّلُه وأنا حائضٌ.
4633 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن ابن أبى لبيدٍ، عن أبى
4632 - صحيح: أخرجه البخارى [1924، 5581]، ومسلم [297]، ومالك [133]، وأبو داود [2469]، والنسائى [277، 389]، وابن ماجة [633، 1778]، وأحمد [6/ 50، 204]، والدارمى [1559]، وابن حبان [1359]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1544]، و [7/ رقم 7750]، وابن أبى شيبة [2112]، وابن راهويه [656، 892]، والحميدى [184]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 32]، وابن الجارود [104]، والبيهقى في "سننه"[844]، وفى "المعرفة"[رقم 407، 408، 2758]، وأبو عوانة [رقم 696، 697]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 69]، وفى "الأنوار"[رقم 1572]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 761]، والشافعى في "سننه"[رقم 136، 137، 138، 342/ رواية الطحاوى]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وهو عند مالك مختصرًا بلفظ: (كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض) ومثله عند النسائي والدارمى وابن حبان والبيهقى في "سننه" والترمذى وابن المنذر والبغوى، وهو رواية للبخارى وأبى عوانة والطبرانى والشافعى والبيهقى في "المعرفة"؛ ولفظ أبى داود:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون معتكفًا في المسجد، فيناولنى رأسه من خلل الحجرة؛ فأغسل رأسه - وفى رواية: فأرجله - وأنا حائض).
قلتُ: قد رواه جماعة عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
؛ وله طرق أخرى عن عائشة أيضًا. واللَّه المستعان.
4633 -
صحيح: أخرجه مسلم [1156]، والنسائى [2179]، وابن ماجة [1710]، وأحمد [6/ 39]، وعبد الرزاق [7859]، وابن أبى شيبة [9766]، وأبو عوانة [رقم 2188، 2189، 2411، 2412]، والفريابى في "الصيام"[رقم 8]، وابن حبان [3637]، =
سلمة، قال: سألت عائشة، عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صام من شهرٍ قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا.
4634 -
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلى، حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدثّنا أبو الأحوص، عن أشعث بن أبى الشعثاء، عن أبيه، عن مسروقٍ، قال: قالت عائشة: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال:"اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاةِ الْعَبْدِ".
= والحميدى [173]، والبيهقى في "سننه"[8211]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3817]، وفى "المعرفة"[رقم 2730]، والشافعى في "سننه"[رقم 356/ رواية الطحاوى]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عبد الله بن أبى لبيد عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
وهو عند ابن أبى شيبة باختصار يسير.
قلتُ: قد توبع عليه ابن أبى لبيد: تابعه يحيى بن أبى كثير ومحمد بن عمرو بن علقمة على نحوه عن أبى سلمة به
…
وكذا رواه سالم أبو النضر عن أبى سلمة أيضًا، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
4634 -
صحيح: أخرجه البخارى [718، 3117]، وأبو داود [910]، والترمذى [590]، والنسائى [1196]، وأحمد [6/ 70، 106]، وابن خزيمة [484، 931]، وابن حبان [2287]، وابن راهويه [1470، 1471، 1472، 1473]، والبيهقى في "سننه"[3344]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3125].
والبغوى في "شرح السنة"[2/ 27]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 23، 30]، وغيرهم من طرق عن أشعث بن أبى الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة به
…
قال الترمذى: (هذا حديث حسن غريب).
قلتُ: قد اختلف في سنده على أشعث، كما شرحناه في "غرس الأشجار" لكن الوجه الماضى هو المحفوظ عنه، وهو الذي صححه الدارقطنى في "علله"[13/ 444].
4635 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيدٍ، عن هشام بن عروة، أخبرنى أبى، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالماءِ".
4636 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يحيى، عن هشام بن عروة، أخبرنى أبي، عن عائشة، أن هند بنت عتبة، قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وليس يعطينى ما يكفينى وولدي، وأنا آخذ منه، ولا يعلم، فقال:"خُذِى مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمعْرُوفِ".
4635 - صحيح: أخرجه البخارى [3090، 5393]، ومسلم [2210]، والترمذى [2074]، وابن ماجة [3471]، والنسائى في (الكبرى) كما في "تحفة الأشراف"[12/ 16887]، وأحمد [6/ 50، 90]، وابن أبى شيبة [23668]، وابن راهويه [883]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1498]، وابن الجعد [2680]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 60، 61]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 125]، وفى "تفسيره"[5/ 249]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 6763، 6869]، وفى "أخبار أصبهان"[1/ 47]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1218]، ومثله ابن المقرئ [رقم 671]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 111]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 81]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 206]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 293، 294]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلتُ: هكذا رواه أصحاب هشام بن عروة عنه، وتابعهم مالك بن أنس عليه، لكن اختلف على مالك في وصله وإرساله، وكلاهما محفوظ عنه.
قال الدارقطنى في "العلل"[13/ 281]: "وذكر عائشة فيه صحيح؛ ولعل هشام بن عروة كان يصله مرة، ويرسله أخرى، فرواه عنه جماعة من الثقات متصلًا".
قلتُ: وهو كما قال؛ فالوجه المرسل يقوى الموصول ولا يعله، ولهشام بن عروة فيه إسناد آخر: يرويه عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر به مرفوعًا نحوه
…
عند البخارى [5392]، ومسلم [2211]، ومالك [1692]، والترمذى [عقب رقم 2074]، وابن ماجة [3474]، والنسائى في "الكبرى"[7611]، وجماعة كثيرة.
وقال الترمذى: "كلا الحديثين صحيح" يعنى حديث أسماء وعائشة.
4636 -
صحيح: أخرجه البخارى [2097، 5049، 5055، 6758]، ومسلم [1714]، وأبو داود [3532]، والنسائى [5420]، وابن ماجة [2293]، وأحمد [6/ 39، 50، 206]، =
4637 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن سميٍ، عن أبى بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يدركه الصبح وهو جنبٌ، ثم يصبح صائمًا.
4638 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيدٍ، عن هشام بن عروة، أخبرنى أبي، عن عائشة، قالت: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريشٌ الجاهلية، فكان رسول الله يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما نزل صوم رمضان كان رمضان هو الفريضة، وترك عاشوراء، فكان من شاء صامه، ومن شاء لم يصمه.
= والدارمى [2259]، وابن حبان [4255، 4258]، والشافعى [1271، 1376]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 234]، وعبد الرزاق [16613]، وابن أبى شيبة [22582]، وابن راهويه [732]، والحميدى [242]، وابن الجعد [2678]، وابن الجارود [1025]، والبيهقى في "سننه"[15468، 15511، 20276، 142، 21086، 21087]، وفى "المعرفة"[رقم 4973، 4974، 4993، 6553، 6214]، وأبو عوانة [رقم 5136]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 35]، و [5/ 125]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 32، 33]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وقد توبع عليه هشام بن عروة: تابعه الزهرى على نحوه عن عروة عن عائشة به
…
وقد
خرجنا هذا الطريق في "غرس الأشجار".
4637 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4551].
4638 -
صحيح: أخرجه مالك [662]، والبخارى [1898، 3619، 4234]، ومسلم [1125]، وأبو داود [2442]، والترمذى [753]، وأحمد [6/ 29، 50، 162]، والدارمى [1763]، وابن خزيمة [2080]، وابن حبان [3621]، والشافعى [779]، وعبد الرزاق [7844]، وابن أبى شيبة [9357]، وابن راهويه [647]، والحميدى [200]، والنسائى في "الكبرى"[2838، 11015]، والبيهقى في "سننه"[8192]، وفى "المعرفة"[رقم 2710]، وأبو عوانة [رقم 2393، 2394، 2395]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 222]، وفى "الأنوار"[رقم 674]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 3]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه .... وهو عند عبد الرازق والحميدى باختصار يسير.
قال الترمذى: "حديث عائشة
…
حديث صحيح". =
4639 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا كثير بن هشامٍ، حَدَّثَنَا جعفر بن برقان، حَدَّثَنَا الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين، فعرض لنا طعامٌ اشتهيناه، فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدرتنى إليه حفصة وكانت ابنة أبيها، فقالت: يا نبى الله، إنا كنا صائمتين اليوم، فعرض لنا طعامٌ اشتهيناه، فأكلنا منه، فقال:"اقْضِيَا يَوْمًا آخَرَ".
= قلتُ: وهو كما قال، وله طرق أخرى قد استوفيناها في كتابنا "غرس الأشجار".
• تنبيه: وقع في رواية لمسلم تلك الجملة مرفوعة: (من شاء صامه؛ ومن شاء تركه)، وهذا وهم ممن دون هشام بن عروة، والصواب أن تلك الجملة موقوفة من قول عائشة في حديث هشام عن أبيه، وهى صحيحة محفوظة مرفوعة أيضًا، ولكن من رواية غير هشام بن عروة عن أبيه، كما شرحناه في (غرس الأشجار)، واللَّه المستعان.
4939 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [735]، وأحمد [6/ 263]، والنسائى في "الكبرى"[3291]، وابن راهويه [658]، والبيهقى في "سننه"[8148]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 102]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 299]، وغيرهم من طريق جعفر بن برقان عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه.
قال الترمذى في "علله"[رقم 129]: "سألتُ محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: لا يصح حديث الزهرى عن عروة عن عائشة في هذا، وجعفر بن برقان ثقة وربما يخطئ في الشئ".
قلتُ: قد تكلَّم غير واحد من النقاد في رواية جعفر عن الزهرى وحده، نعم: هو لم ينفرد بهذا الحديث ابن شهاب، بل تابعه جماعة من الشيوخ عليه؛ كصالح بن أبى الأخضر وسفيان بن حسين وسليمان بن حبيش وصالح بن كيسان وابن أبى ذئب وغيرهم؛ وخالفهم الكبار من أصحاب الزهرى؛ كمالك وابن عينية ومعمر ويحيى بن سعيد الأنصارى وعبيد الله بن عمر العمرى وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ، كلهم رووه عن الزهرى به مرسلًا، ليس فيه عروة.
وهذا هو المحفوظ كما جزم به الإمام أحمد وابن المدينى والعقيلى والترمذى ومسلم وأبو حاتم والدارقطنى والبيهقى وابن عبد الهادى وغيرهم، ولم يسمعه الزهرى من عروة أصلًا، إنما سمعه من إنسان مجهول عن مثله، عن عائشة؛ كما صرَّح بذلك هو نفسه. =
4640 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حَدَّثَنَا مسلم بن خالد الزنجي، حَدَّثَنَا محمد بن السائب بن بركة، عن أمه، أنها طافت مع عائشة ثلاثة أسْبُع كلما طافت سبعًا تعوذتْ بين الباب والحِجر حتى أكملت لكل سبعٍ ركعتين ومعها نسوة فذكرن حسان بن ثابت فوقعن فيه وسببنه، فقالت: لا تسبوه، قد أصابه ما قال الله:{لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)} [النور: 11]، وقد عمى، واللَّه إنى أرجو أن يدخله الله الجنة بكلمات قالهن لمحمد صلى الله عليه وسلم حين يقول لأبى سفيان بن الحارث:
= وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
، وكلها معلولة لا يثبت منها شئ قط. وبعضها ظاهر إسناده السلامة، ولا يغتر بذلك إلا من تخدعه هالاتُ الأسانيد المعلَّلة، وقد بسطنا طرفنى الحديث والكلام عليها في كتابنا "غرس الأشجار".
4640 -
ضعيف بهذا السياق: هذا إسناده ضعيف؛ مسلم بن خالد الزنجى منكر الحديث، كما قاله البخارى وأبو حاتم الرازى؛ وهذا هو التحقيق بشأنه، وإن وثقه بعضهم.
وشيخه محمد بن السائب بن بركة ثقة مشهور، لكنَّ أمه (أم محمد) مجهولة الحال، انفرد ابنها بالرواية عنها وحده، ولم يوثقها أحد أعلمه، اللَّهم إلا أن الحاكم قد صحَّح لها حديثًا في المستدرك [4/ 131] فكان ماذا؟!
وقد رأيتُ مسلم بن خالد الزنجى قد توبع على هذا الخبر عن محمد بن السائب، فانحصرتْ العلَّة في أم محمد، تابعه:
1 -
ابن عيينة على نحوه باختصار عند لُويْن في جزئه [رقم 26]، وعنه محمد بن عبد الواحد الدقاق في "مشيخته"[رقم 28]، وأبى موسى المدينى في نزهة الحفاظ [ص 24]، والأزرقى في "أخبار مكة"[رقم 533]، ومثله الفاكهى في "أخبار مكة" أيضًا [رقم 603]، وأبى الفرج الأصفهانى في "الأغانى [4/ 168] وغيرهم، وهو عند عبد الرزاق [9017]، والفاكهى في "أخبار مكة" [رقم 373] بطرفٍ من أوله فقط.
واختلف فيه على ابن عيينة؛ فرواه عنه جماعة من الثقات الأثبات على الوجه الماضى، وهو المحفوظ، وخالفهم جميعًا عبد العزيز بن عمران الزهرى؛ فرواه عنه فقال: عن سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد عن يوسف بن ماهك عن أمه عن عائشة به نحوه باختصار مع زيادة في آخره، فأسقط منه (محمد بن السائب وأمه)، وأبدله بيوسف بن ماهك وأُمه. =
هجوت محمدا فأجبت عنه
…
عند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي
…
لعرض محمد منكم
وقاء أتهجوه ولست له بكفءُ
…
فشركما لخيركما الفداء
4641 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريري، حَدَّثَنَا معاذ بن هشامٍ، حدثنى أبي، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، عن عمران بن حطان، أن عائشة أم المؤمنين، حدثته، أن رسول
= هكذا أخرجه أبو الفرج الأصفهانى في "الأغانى"[4/ 168]، وهذه مخالفة مطرحة، والزهرى هذا متروك عندهم، وهو من رجال الترمذى وحده. ثم إن أم يوسف بن ماهك مجهولة الحال هي الأخرى، فكأن اليوم يوم الأمهات المجهولات!
2 -
وابن جريج على نحوه باختصار دون الأبيات في آخره، ومع زيادة أخرى؛ أخرجه الأصفهانى في "الأغانى"[4/ 168]، والزبير بن بكار، كما في "الاستيعاب"[1/ 102] من طريقين عن ابن جريج به
…
وصرح ابن جريج بالسماع عند صاحب "الأغانى".
* وبالجملة، فآفة هذا الخبر: هو جهالة أم محمد بن السائب، لكن تابعها غير واحد عن عائشة به نحوه دون قصة الطواف في أوله.
4641 -
صحيح: أخرجه ابن راهويه [1690]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 486] من طريق معاذ بن هشام عن أبيه هشام الدستوائى عن يحيى بن أبى كثير عن عمران بن حطان عن عائشة به
…
نحوه، وعن دِقْرة [وتحرفت عند ابن راهويه والمؤلف كما يأتى] عن عائشة به.
قلتُ: هذان إسنادان. الأول منهما على شرط البخارى، والثانى: حسن صالح.
أما الإِسناد الأول: فيرويه عمران بن حطان عن عائشة بشطره الأول فقط
…
حتى قولها: (إلا نقضه)، وهذا الطريق: أخرجه البخارى [5608]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[6/ 111]، وأبو داود [4151]، وأحمد [6/ 52، 237، 252]، والنسائى في "الكبرى"[9791]، والبيهقى في "سننه"[14348]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6315]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 660]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 386، 465]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 486] و [54/ 174]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2457]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن عمران بن حطان عن عائشة به نحوه. =
الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصليبٌ إلا نقضه، قال: فحدثنى [دقرة]، قال: بينما أنا أطوف بالبيت مع أم المؤمنين، إذ فطن لها، فقالت: أعطنى ثوبًا، فأعطيتها ثوبًا، فقالت: فيه تصليبٌ؟ قلت: نعم، فأبت أن تلبسه.
= قال البغوى: "هذا حديث صحيح"، وقال الطبراني:"لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا عمران".
قلتُ: بل تابعته دِقْرة بنت غالب كما يأتى، وعمران هذا خارجى مشهور، وثقه جماعة، لكن تركه الدارقطنى، وذكره العقيلى في "الضعفاء"[31/ 297]، وقال:"لا يتابع على حديثه، وكان يرى رأى الخوارج، ولا يتبيَّن سماعه من عائشة".
قلتُ: أما سماعه من عائشة فصحيح ثابت، وما أرى الرجل إلا ساقط العدالة، وهو صاحب الأبيات السائرة في مدح ابن ملجم على قتله عليّ بن أبى طالب - رضى الله عنه - فإن ثبتت عنه؛ فهو زنديق حلال الدم، وقد حُكِيَ عنه أنه رجع عن مذهبه، ولا يصح ذلك عندى، والكلام في عمران طويل الذيل، قد بسطناه في "المحارب الكفيل بتقويم أسنَّة التنكيل"، ولم يخرج له أبو عبد الله الجعفى إلا في المتابعات كما قال الحافظ في ترجمته من "هدى السارى"[ص 433].
ولم ينفرد هذا الخارجى بالحديث عن أم المؤمنين، بل تابعه على نحوه: دقرة بنت غالب أم عبد الرحمن بن أذينة عند أحمد [6/ 145]، والنسائى في "الكبرى"[9792]، والمزى في "تهذيبه"[35/ 169]، وغيرهم من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين عن دقرة عن عائشة به.
قلتُ: وقد توبع عليه ابن سيرين: تابعه أبو العالية عند ابن عساكر في "تاريخه"[60/ 282] بإسناد صحيح إلى قتادة عنه به
…
وكذا تابعه بديل بن ميسرة عند ابن راهويه [1404]، لولا أن الطريق إليه مخدوش.
والعمدة على الطريق الأول: وسنده حسن؛ رجاله كلهم رجال "الصحيح" سوى دقرة بنت غالب؛ وهى امرأة صدوق، روى عنها جماعة، ووثقها العجلى وابن حبان؛ وقيل لها صحبة، ولا يصح ذا، وقد اختلف في ضبط اسمها على ألوان، والصواب أنها:(دقرة) بكسر الدال وسكون القاف، كما ضبطها ابن ماكولا في "الإكمال"[3/ 328]، وتبعه المزى في "تهذيبه"، والذهبى في "المشتبه"، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"، والحافظ في "تبصير المنتبه"، ونحوه في "الإصابة"[7/ 636]، و"التقريب"[2/ 639].
4642 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهبٍ، أخبرنيه أسامة بن زيدٍ، عن ابن شهابٍ، عن عروة، عن عائشة، قال: وحدثنى أسامة بن زيد، أن حفص بن عبيد الله بن أنسٍ حدثه، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُخْبِرُكمْ بِصَلاةِ المنَافِقِ؟ يَدَعُ الْعَصْرَ حَتَى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ - أَوْ عَلَى قَرْنَيْ شطَان - قَامَ فَنَقَرَهُنَّ كَنَقَرَاتِ الدِّيكِ، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِنَّ إِلا قَلِيلًا".
4643 -
حَدَّثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حَدَّثَنَا حمادٌ، عن أبى لبابة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلةٍ "تنزيل" السجدة، "والزمر".
= لكن تحرف اسمها في الأخير إلى (دفرة)، بالفاء، هكذا وقع في الطبعة العلمية من "تقريب التهذيب" ولا التفات لهذا، ووقع اسمها في بعض الكتب (ذفرة) بالذال والفاء، وهذا تصحيف أيضًا، وتصحيف ثالث: فوقع اسمها عند المؤلف في الطبعتين هكذا: (مرة) بالميم والراء، وأطرف المعلَّق على الطبعة العلمية [4/ 169]، وقال بالهامش:"في مطبوعة إرشاد الحق: "برة" تصحيف" كذا، وما درى المسكين أن الحال في طبعته كذلك!
وإِما الإِسناد الثاني: فيرويه عمران بن حطان أيضًا عن دقرة عن عائشة بالشطر الثاني: وهو إسناد حسن في المتابعات: فلم ينفرد به عمران عن دقرة، بل توبع عليه كما مضى، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وشواهده في "غرس الأشجار".
4642 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [260] من طريق المؤلف به.
قلتُ: وهذا إسناد حسن من طريقيه، ورجالهما رجال "الصحيح"، وأسامة بن زيد هو الليثى المدنى الصدوق المعروف، والحديث عند المؤلف أيضًا في "المعجم"[رقم 308]، ولطريقه الثاني عن أنس: إسناد آخر مضى عند المؤلف [برقم 3696].
وللحديث شواهد قد بسطنا الكلام عليها في كتابنا: "غرس الأشجار".
4643 -
قوى: هذا إسناد قوى كما يأتي بيانه، لكن قد خولف الحسن بن عمر بن شقيق في بعض لفظه عن حماد بن زيد، خالفه سليمان بن حرب ومسدد وصالح بن عبد الله وعفان بن مسلم وابن مهدى وأحمد بن عبدة ومحمد بن النضر بن مساور ويحيى بن آدم وأبو الربيع العتكى، ويحيى النيسابورى، وحامد بن عمر، ومحمد بن عبيد بن حساب ويزيد بن هارون وغيرهم، كلهم رووه عن حماد بن زيد عن أبى لبابة عن عائشة: أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام على فراشه حتى يقرأ بنى إسرائيل والزمر). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه الترمذى [2920]- واللفظ له - و [رقم 3405]، وأحمد [6/ 68، 122، 189]، والنسائى في "الكبرى"[10548، 11444]، وابن خزيمة [1163]، والحاكم [2/ 472]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2470]، وابن راهويه [1372]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 116]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 677]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 196/ مختصره]، والمزى في "تهذيبه"[27/ 413]، وغيرهم.
وهذا هو المحفوظ عن حماد بن زيد في لفظه، يعنى قراءته (ص) قبل النوم بـ (سورة بنى إسرائيل .... ) بدل:(سورة السجدة)، كأن الحسن بن عمر بن شقيق قد وهم فيه؛ لأن قراءة سورة (السجدة) قبل النوم؛ قد ورد في حديث جابر بن عبد الله عند الترمذى وأحمد والدارمى وجماعة، وهو مخرج في "الصحيحة"[2/ 129] للإمام.
فالظاهر أن الحسن بن عمر ابن شقيق قد شرد ذهنه إلى حديث جابر هذا وهو يسمع حديث عائشة هنا من حماد بن زيد، والصواب قول الجماعة عن حماد؛ وقد قال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث حسن غريب، وأبو لبابة شيخ بصرى قد روى عنه حماد بن زيد غير حديث، ويقال: اسمه مروان
…
"، وقال أيضًا: "أخبرنى محمد بن إسماعيل - وهو البخارى - قال: أبو لبابة هذا اسمه مروان مولى عبد الرحمن بن زياد، وسمع من عائشة، سمع منه حماد بن زيد".
قلتُ: وكلام البخارى هذا في "تاريخه الكبير"[7/ 372]، وقد روى عن أبى لبابة أيضًا: عنبسة الوزان، وهشان بن حسان، كما ذكره المزى في ترجمته من "تهذيب الكمال"[27/ 412]، ووثقه ابن معين، كما نقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[8/ 272]، وذكره ابن حبان في "الثقات"[5/ 425]، وكذا ذكره ابن شاهين في "الثقات"[1/ 233]، ونقل توثيقه عن ابن معين، وقال الحافظ في "التقريب":"ثقة".
وتوثيق ابن معين وغيره يردُّ على قول ابن خزيمة عن أبى لبابة: "لا أعرفه بعدالة ولا جرح"، هكذا قاله قبل إخراجه لحديثه هذا في "صحيحه"[2/ 191]، وليس عدم معرفته بحجة على من عرف، والرجل وثقه الذهبى في "الكاشف"[2/ 254] أيضًا، لكنه أغرب جدًّا، وعاد وأورده في "الميزان"[4/ 565]، وقال:"أبو لبابة الوراق مروان، عن عائشة؛ لا يُدرى مَنْ هو؟! والخبر منكر"، فإن كان رجع عن توثيقه، فلم يفعل شيئًا بعد أن وثَّقه ابن معين وغيره، =
4644 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيق، حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان، عن هارون الأعور، عن بديلٍ، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف: روح {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89].
4645 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد، حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيدٍ، أن عروة بن الزبير حدثه، عن عائشة، أنها قالت: إن أول ما فرضت الصلاة في السفر والحضر ركعتين، فزِيد في الحضر، وأقرت في السفر كما هي.
4646 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فعلقت على بابى درنوكًا فيه الخيل ذوات الأجنحة، فأمرنى فنزعته.
4647 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عثمان بن عمر، حَدَّثَنَا شعبة، حَدَّثَنَا عبد
= وأرى أن تأليف "الميزان" متقدم على تأليف "الكاشف"، فإن ثبت ذلك، فالاعتماد على قول الذهبى يكون على الثاني دون الأول. والحديث سكت عنه الحاكم والذهبى، لكن مضى قول الترمذى:"هذا حديث حسن غريب"، وهو عندى حديث قوى.
4644 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4515].
4645 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [2737]، وابن راهويه [576]، وأبو عوانة [رقم 1041]، والسراج في "مسنده"[1/ 476]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عروة بن الزبير عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وله طرق أخرى عن عروة عن عائشة به
…
مضى بعضها [برقم 2638].
4646 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4403].
4647 -
صحيح: أخرجه أبو داود [2902]، وأحمد [6/ 174]، والطيالسى [1465]، والنسائى في "الكبرى"[6391، 6392]، وابن راهويه [853]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 151]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 20]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 37]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 238]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن عبد الرحمن بن عبد الله =
الرحمن بن الأصبهاني، قال: سمعت مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة، أن مولًى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي، فجيء بماله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ قَرَابَتِهِ؟ " قالوا: نعم، فأعطاهم ماله.
4648 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا مسلم بن خالدٍ، حدثنى ابن خثيمٍ، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكرٍ، عن عائشة، أنها قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقيقة، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةٌ.
= ابن الأصبهانى عن مجاهد بن وردان عن عروة عن عائشة به نحوه
…
وعند أبى داود: (ههنا أحد من أهل أرضه؟!)، وهو رواية للنسائى، وعند أحمده والطيالسى ومن طريقه البيهقى في "سننه"[12181]، والآخرون قوله:(هاهنا أحد من أهل قريته؟!) كل ذلك بدل قوله عند المؤلف: (ما هنا أحد من أهل قرابته؟!).
قال البغوى: "هذا حديث حسن".
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ رجاله كلهم رجال "الصحيح" سوى مجاهد بن وردان، ولم يعرفه ابن معين، لكن روى عنه جماعة من الثقات الكبار؛ ووثقه ابن حبان؛ وقبله أبو حاتم الرازى على تشدُّده، وقد توبع عليه شعبة: تابعه الثورى ومسعر على نحوه
…
كما ذكرناه في "غرس الأشجار".
وخالفهم الحسن بن عمارة؛ فرواه عن ابن الأصبهانى فقال: عن عكرمة عن ابن عباس قال: (وقع للنبى صلى الله عليه وسلم مولى يقال له: وردان؛ من عذق فمات؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا رجلًا من قومه؛ فوجدوا رجلًا، فقال: أعطوه ماله).
هكذا أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"[رقم 5924]، وفى "أخبار أصبهان"[1/ 350] بإسنادٍ صحيح إليه، والمحفوظ هو الأول بلا ريب، والحسن بن عمارة قد سقط حديثه يوم أن تكلَّم فيه شعبة، وقد تركه الجماعة، حتى حكى السهيلى الإجماع على ضعفه، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه وحدهما
…
وقد توسَّعنا في تخريج الحديث بـ "غرس الأشجار".
4648 -
صحيح: أخرجه الترمذى [1513]، وابن ماجه [3163]، وأحمد [6/ 31]، و [6/ 158، 251]، وابن أبى شيبة [24246]، وابن راهويه [1032، 1290]، وابن أبى الدنيا في العيال [رقم 79]، وابن حبان [5310]، والبيهقى في "سننه"[19064]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 68]، والدارقطنى في "علله"[16/ 21، 22، 23]، وغيرهم من طرق عن =
4649 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا معمرٌ، قال: سمعت ليثًا، يحدث عن شهر بن حوشب، أن رجلًا، قال لعائشة: إن أحدنا يحدث نفسه بشيءٍ، لو تكلم به ذهبت آخرته، ولو ظهر عليه لقتل، قال: فكبرتْ ثلاثًا، ثم قالت: سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر ثلاثًا، ثم قال:"إِنَّمَا يُخْتَبَرُ بِهَذَا المُؤْمِنُ".
= عبد الله بن عثمان بن خثيم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
وليس قوله: (مكافئتان) عند ابن حبان ولا ابن ماجة والدارقطنى ولا أبى جعفر الطحاوى وابن أبى الدنيا وابن أبى شيبة، وهى رواية لأحمد وابن راهويه.
قال الترمذى: "حديث عائشة حديث حسن صحيح"، وأقره الحافظ في "بلوغ المرام"[ص 537]، وفى "الفتح"[9/ 592]، وقال الإمام في "الإرواء" [4/ 390]:"إسناده صحيح على شرط مسلم"، وقبله صحَّحه ابن الملقن في البدر المنير [9/ 333].
وهو كما قالوا، لولا أنه معلول، فقد خولف ابن خثيم في رفعه؛ خالفه ابن جريج - وهو أثبت منه وأتقن بلا خلاف - فرواه عن يوسف بن ماهك عن حفصة عن عائشة به نحوه في قصة موقوفًا عليها، ولم يرفعه، هكذا أخرجه عبد الرزاق [7956]، ومن طريقه أبو محمد الفارسى في "المحلى"[7/ 525].
وهذا هو الأشبه موقوفًا، وقد صرَّح ابن جريج بالسماع؛ فانتفت شبهة تدليسه، وابن خثيم في الطريق الأول: ليس في قوة ابن جريج أصلًا، بل تُكَلِّم فيه أيضًا، حتى قال ابن المدينى:(منكر الحديث).
والحديث رواه عطاء بن أبى رباح عن ابن ماهك، لكن اختلف عليه في سنده، لكن للحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه مرفوعًا، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، وهو حديث صحيح ثابت؛ وقد بسطنا تخريج طرقه وشواهده في (غرس الأشجار).
4649 -
ضعيف: أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1285] من طريق جرير بن عبد الحميد عن الليث بن أبى سليم عن شهر بن حوشب عن عائشة به نحوه .... إلا أن لفظه في آخره هكذا: (قالتْ: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: إذا كان ذلك من أحدكم فلْيكبِّر ثلاثًا، فإنه لن يحسَّ ذلك إلا مؤمن).
قلتُ: وبهذا اللفظ: أخرجه محمد بن عثمان الأذرعى في كتاب "الوسوسة" كما في "كنز العمال"[1/ 599]. =
4650 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن هشام بن عروة، أبيه، عن عائشة: أن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الليل ثمان ركعاتٍ، سوى الوتر.
4651 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن هشام بن عروة،
= وسنده واه، الليث بن أبى سليم ليس في الحديث بالليث، وهو منكر الحديث على التحقيق، وشيخه شهر فيه مقال معروف، والكلام فيه طويل الذيل، والتحقيق: أنه صدوق كثير المناكير، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[1/ 183].
وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه الليث كما مضى، وخالفه ثابت البنانى، فرواه عنه فقال: عن خاله عن عائشة قالت: (شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة، قالوا: يا رسول الله: إنا لنجد شيئًا لو أن أحدنا خرَّ من السماء، كان أحب إليه من أن يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك مَحْض الإيمان)، فزاد فيه واسطة بين شهر وعائشة.
هكذا أخرجه أحمد [6/ 106]- واللفظ له - والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8542]، وابن راهويه [1770، 1796]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 782]، وغيرهم من طريقين عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى به.
قلتُ: ومداره على شهر، وليس بالحجة، وخاله لا أكاد أعرفه، وقد تصحَّف (خاله) عند الطبراني إلى:(خالد)، وقال عقبه:(لم يرو هذا الحديث عن شهر بن حوشب إلا ثابت، تفرد به حماد).
قلتُ: وللحديث بنحو هذا اللفظ الثاني: شواهد عن جماعة من الصحابة؛ مضى منها حديث أنس [رقم 4128]، ويأتى منها حديث أبى هريرة [5914، 5923]، وهو ضعيف بلفظه هنا.
4650 -
صحيح: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وابن أبى الزناد فيه كلام معروف، لكنه كان أثبت الناس في هشام بن عروة كما قاله ابن معين، وقد تابعه جماعة عن هشام بن عروة بإسناده به نحوه
…
كما مضى عند المؤلف [برقم 4529]. فانظره ثمَّة.
4651 -
صحيح: أخرجه البخارى [43، 1100]، ومسلم [785]، والنسائى [1642] و [5035]، وابن ماجه [4238]، والترمذى في "جامعه"[عقب رقم 2856]، وفى "الشمائل"[رقم 312]، وأحمد [6/ 51، 122، 199، 212، 231]، وابن خزيمة [1282]، وعبد الرزاق [20566]، وابن راهويه [625، 627، 626]، والبيهقى في "سننه"[4514، 4515]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 1011/ طبعة الحاشدى]، =
عن عروة، أنها كانت عند عائشة امرأةٌ من بنى أسدٍ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَنْ هَذِهِ؟ " قالت عائشة: هذه فلانةٌ، ولا تنام. . تذكر من صلاتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ، فَإِن اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا"، قالت عائشة: أحب الدين الذي يدوم عليه صاحبه.
4652 -
حدّثنا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا شجاع بن الوليد، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنواع ثلاثة: منا من أهلَّ بحجة وعمرة معًا، ومنا من أهلّ بحج مفرد، ومنا من أهلّ بعمرة مفردة، فمن كان
= وأبو عوانة [رقم 1777، 1778]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 157، 158]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 103]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 192]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الترمذى في "جامعه"، وابن عبد البر مختصرًا بقول عائشة في آخره فقط.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد رواه الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه
…
أيضًا.
4652 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3075]، وأحمد [6/ 141]، وابن خزيمة [2790]، والحاكم [1/ 659]، وهشام بن عمار في "حديثه"[رقم 119]، وأبو محمد الفارسى في "حجة الوداع"[رقم 364]، وفى "المحلى"[7/ 104]، وابن عساكر في "التاريخ"[64/ 306]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة به نحوه.
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ ولم يخرجاه).
قلتُ: كذا قال، وقد تعقبه الإمام في "الإرواء"[4/ 183]، قائلًا: "وفى ذلك نظر؛ فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة؛ وهو ثقة حسن الحديث،
…
".
قلتُ: وقول الإمام: "وهو ثقة حسن الحديث" من النوادر، كأنه أراد أن يقول:"صدوق" فسبقه لسانه وتبعه قلمه، ثم غفل الإمام - تبعًا للحاكم - عن كون مسلم لم يخرج لمحمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن عائشة شيئًا، وكيف وفى سماع يحيى من عائشة نظر عريض، قد مضى الإشارة إليه في تخريج الحديث [رقم 4476]. =
أهلّ بحج وعمرة معًا لم يحلل من شيء حرم عليه حتى يقضى مناسك الحج، ومن أهلّ بحج مفرد لم يحلل من شيء مما حرم منه حتى يقضى مناسك الحج، ومن أهلّ بعمرة مفردة فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أحل مما حرم منه حتى يستقبل حجّا.
4653 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عمر بن على، حَدَّثَنَا هشام بن عروة، عن أبيه،
= وكأنه لهذا قال ابن عساكر عقب روايته: "كذا فيه، وقد سقط: عن أبيه" يعنى أن صواب الإسناد: عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن عائشة) وليس كما قال، ولم يسقط من الإسناد شئ ولا حرف، وإنما حمله على ذلك: استبعاده سماع يحيى من عائشة كما ذكرنا؛ وكان يحيى ربما روى عن عائشة بواسطة أبيه عبد الرحمن بن حاطب؛ فظن ابن عساكر أنه ربما سقط قول يحيى: (عن أبيه) بينه وبين عائشة؛ فقال ما قال، لكن خفى على ابن عساكر أن يحيى قد روى عدة أخبار عن عائشة ليس بينه وبينها فيها أحد، وهذا يؤيد أنه معروف بالرواية عنها دون واسطة، غير أن مطلق الرواية لا يثبت بها سماع كما هو معلوم، بل القرائن قادمة على عدم سماع يحيى من عائشة كما مضى الإشارة إلى ذلك [برقم 4476].
لكن يحيى لم ينفرد بالحديث عن عائشة، بل تابعه عروة بن الزبير على نحوه
…
من رواية أبى الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عند مالك [738]، ومن طريقه البخارى [4146]، ومسلم [1211]، وأبى داود [1779]، وجماعة كثيرة؛ لكن أنكر الإمام أحمد وأبو محمد الفارسى هذه الرواية على أبى الأسود، غير أن أبا الأسود لم ينفرد به، بل تابعه الزهرى على نحوه باختصار يسير عن عروة عن عائشة به
…
عند مسلم [1211]، وجماعة.
ثم جاء ابن القيم وأنكر هذه الرواية من طريق الزهرى، وزعم أن من دونه قد وهم عليه في متنه، والحق: أن حديث أبى الأسود صحيح المتن والإسناد معًا، ومثله رواية ابن شهاب عند مسلم، وإنكار من أنكرهما ليس بجيد؛ لجواز الجمع دون تكلف بين المتعارض من روايات حديث عائشة.
وقد بسطنا الكلام بسطًا وافيًا على هذا الحديث وتأويله بما يندفع به إنكار من أنكره، ومن بالغ حتى زعم بطلانه، كل ذلك في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4653 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 106، 121، 167، 260]، وابن حبان [5677، 6440]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 539، 540]، وعبد الرزاق [20492]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8194]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1482]، =
عن عائشة، أنه قيل لها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، أو نحو ذاى.
= وابن أبى الدنيا في "إصلاح المال"[رقم 141]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 366]، وأبو انشيخ في "الطبقات"[4/ 32]، وفى "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 12، 116]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 388]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[2/ 637]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وزادوا جميعًا: (ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) وفى رواية للبخارى وغيره: (ويعمل ما يعمله الرجل في بيته) وهو لفظ عبد الرزاق والبيهقى وعبد بن حميد والبغوى؛ وفى واية لأبى الشيخ في "الأخلاق": "ويصنع ما يصنع الرجل في أهله" وهذه الزيادة هي رواية للمؤلف باللفظ الأول: تأتى [برقم 4876].
قلتُ: وسنده ظاهره الصحة على شرط الشيخين، لكن اختلف فيه على هشام بن عروة؛ فرواه عنه عمر بن على المقدمى ومهدى بن ميمون ومعمر والثورى - إن صح عنه - وعدى بن الفضل وغيرهم كلهم على الوجه الماضى به
…
وخالفهم جميعًا: عبدة بن سليمان؛ فرواه عن هشام فقال: عن رجل عن عائشة به نحوه، هكذا أخرجه أحمد في "مسنده"[6/ 241]، وفى "الزهد"[ص 4]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 791]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[7/ 31]، وتوبع عليه عبدة بن سليمان على هذا اللون، تابعه حماد بن أسامة عند أبى الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 11]، بإسناد صحيح إليه.
ويشبه عندى: أن يكون ذلك الرجل المبهم: هو والد هشام بن عروة في الطريق الأول، وكان هشام بن عروة قد تغير حفظه قليلًا بآخرة، فلعله كان سمعه من أبيه عروة عن عائشة؛ ثم نسى بعد ذلك من حدثه به عن أم المؤمنين.
فإن صح هذا: فلا مخالفة ولا تعارض بين الوجهين، على أن هشامًا قد توبع على الوجه الأول عن أبيه عن عائشة: تابعه ابن شهاب الزهرى على نحوه عند عبد الرزاق [20492]، وعنه أحمد [6/ 167]، وابن حبان [5676]، والبيهقى في "الشعب"[6 رقم 8194]، وفى "الدلائل"[رقم 277]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1482]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة به. =
4654 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن عمر بن عليٍّ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى أسافر، أفأصوم؟ قال:"إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ".
4655 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عثمان بن عمر، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعيٍ، عن الطفيل أخى عائشة من أمها، عن عائشة - فيما يعلم عثمان - أن يهوديًا رأى في المنام، نعْمَ القوم أمة محمدٍ، لولا أنهم يقولون: ما شاء الله، وشاء محمدٌ!! قال: فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ".
= قلتُ: وظاهر سنده الصحة أيضًا على شرط الشيخين، لكن اختلف على الزهرى فيه أيضًا، لكن للحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
دون الزيادة، ويأتى بعضها [برقم 4847]، واللَّه المستعان.
4654 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4502].
4655 -
قوى المرفوع منه فقط: هذا إسناد ظاهره للصحة، إلا أنه معلول، فقد اختلف في سنده على ألوان كثيرة؛ فرواه عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة على هذا الوجه، وخالفه جماعة عن شعبة، منهم أبو الوليد الطيالسى وعفان ويزيد بن هارون وغندر ومحمد بن عرعرة وغيرهم، كلهم رووه عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن حراش عن الطفيل أخى عائشة لأمها به نحوه
…
وجعلوه من (مسند الطفيل بن عبد الله بن سخبرة)، وهو صاحبى معروف، ولم يذكروا فيه (عائشة).
هكذا أخرجه أحمد [5/ 398]، والدارمى [2699]، والطبرانى في "الكبير"[8/ رقم 8214]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 759]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 210]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 391]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 363]، وغير هم من طريق هؤلاء القوم عن شعبة عن عبد الملك عن ربعى عن الطفيل به نحوه .. وهو عند البخارى بالمرفوع منه فقط، ومثله أحمد.
قلتُ: وهذا الوجه هو الأصح عن شعبة؛ وتابعه عليه جماعة عن عبد الملك بإسناده به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= * إلا أن بعضهم خالفه في بعض من سياقه، ومن هؤلاء:
1 -
حماد بن سلمة: فرواه عن عبد الملك عن ربعى عن الطفيل (أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود
…
) وذكر سياقًا طويلًا، وفى آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا: ما شاء الله وما شاء محمد).
أخرجه أحمد [5/ 72]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 540]، والحاكم [3/ 524]، والطبرانى في "الكبير"[8/ رقم 8214]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 2743]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في تفسير ابن كثير [1/ 195/ طبعة دار طيبة]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3501]، وابن قانع في "المعجم"[عقب رقم 759]، وابن أبى شيبة في "مسنده" وعنه المؤلف في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 133].
2 -
وزياد بن عبد الله البكائى على نحو سياق حماد بن سلمة: عند المؤلف في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 133]، وابن قانع في "المعجم"[عقب رقم 759].
3 -
وزيد بن أبى أنيسة على نحو سياق حماد: عند الطبراني في "الكبير"[8/ رقم 8215]، بإسناد صحيح إليه.
4 -
وعبيد الله بن عمرو الرقى على نحو سياق حماد أيضًا: عند الحاكم [3/ 523]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 292/ طبعة الحاشدى].
وإسناد البيهقى إليه لا يثبت، لكن إسناد الحاكم إليه صحيح، وقد وقع عند الحاكم: (عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن حراش قال: قال الطفيل بن عبد الله بن أخى عائشة به
…
)، هكذا عنده:(الطفيل بن عبد الله بن أخى عائشة) والمشهور أن الطفيل هو أخو عائشة لأمها؛ وليس ابن أخيها، بل هذا غلط ظاهر.
وقد حمل الحاكم فيه على عبيد الله بن عمرو الرقى، وقال عقب روايته:(خالفه حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير) ثم ساق رواية حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير عن ربعى عن حراش عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة أخى عائشة لأمها قال: "رأيت فيما يرى النائم
…
" فذكر الحديث مثله سواء، ثم قال الحاكم: "هذا أولى بالمحفوظ من الأول".
قلتُ: وهو كما قال؛ لكنى أرى أن الوهم في ذلك ممن دون عبيد الله الرقى؛ لأن في روايته عند البيهقى: (عن الطفيل بن عبد الله، وكان أخا عائشة - رضى الله عنها - لأمها) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هكذا على الصواب مثل رواية حماد والجماعة عن عبد الملك بن عمير. وقد يكون عبيد الله قد غلط فيه، ثم ثاب إلى رشده فيه بعد.
5 -
وزائدة بن قدامة: على نحو رواية حماد، كما ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 228].
6 -
والثورى: كما ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 540]، وقبله ابن عبد البر في الاستيعاب أيضًا [1/ 228].
7 -
وأبو عوانة: على نحو سياق المؤلف: عند ابن ماجه [عقب رقم 2118]، بإسناد صحيح إليه.
وقد صحح سنده من هذا الطريق: الشهاب البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 133]، فهؤلاء جماعة من الثقات الكبار كلهم رووه عن عبد الملك بن عمير على الوجه الماضى؛ وتابعهم عليه عبد الله بن إدريس كما ذكره الحافظ في "الفتح"[11/ 540].
وخالفهم جميعًا: سفيان بن عيينة، فرواه عن عبد الملك بن عمير فقال: عن ربعى بن حراش عن حذيفة به نحو سياق المؤلف، فنقله إلى (مسند حذيفة) هكذا أخرجه أحمد [5/ 393]، والنسائى في "الكبرى"[10820]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 985]، وابن ماجه [2118]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 363]- إشارة - والبزار [2830/ البحر الزخار]، والشافعى في "سنن حرملة" ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 1776]، وغيرهم من طرق عن أبى محمد الهلالى، عن عبد الملك به
…
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 324]: "هذا إسناد رجاله ثقات على شرط البخارى، لكنه منقطع بين سفيان وبين عبد الملك بن عمير".
قلتُ: ما للعجب من البوصيرى نهاية! أي انقطاع هذا الذي يشير إليه هذا الرجل؟! أهو ممن يجهل سماع ابن عيينة من عبد الملك؟! ومن كان يتوقف في ذلك من أهل الأرض قبل البوصيرى؟! وهل يصح لمن لا يدرى هذه الجليات أن يتكلم في هذا الفن؟!
ومع ذلك فلا بأس أن نهمس في أذن البوصيرى ونقول له: قد صرح سفيان بالسماع عند النسائي والشافعى ومن طريقه البيهقى، فباللَّه عليك: كفاك مجازفة يا عبد الله! وهلا أعللت هذا الطريق بما أعله به شيخك أبو الفضل المصرى؟! فقد نقل في فتحه [11/ 540]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن الحفاظ أنهم جزموا بكون ابن عيينة قد وهم في هذا الحديث، وأن الراجح هو قول الجماعة عن عبد الملك.
وهكذا نقل البيهقى في "الأسماء والصفات"[ص 364/ طبعة الحاشدى]، عن أبى عبد الله الجعفى أنه قال:(حديث شعبة أصح من حديث ابن عيينة) ونحو هذا في تاريخ البخارى [4/ 364]، لكن سقط من المطبوع قوله:(أصح) ونبه عليه المعلق في هامشه [4/ 364].
لكن عبد الملك بن عمير قد اختلف عليه في سنده عل لون ثالث، فرواه هشام بن يوسف الصنعانى عن معمر عن عبد الملك عن جابر بن سمرة على نحو سياق المؤلف به .... ، ونقله إلى (مسند جابر بن سمرة) وأسقط منه ربعى بن حراش، هكذا أخرجه ابن حبان [5725]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 128]، فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف في سنده على عبد الملك.
ولون رابع؛ فرواه عبد الرزاق عن معمر فقال: عن عبد الملك بن عمير: (أن رجلًا رأى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
…
) وذكر الحديث نحو المؤلف في سياق أتم، وجعله من مراسيل عبد الملك.
هكذا أخرجه عبد الرزاق [19813]، وليس هذا اختلافًا على معمر في سنده، وعبد الرزاق وهشام بن يوسف كلاهما ثقتان متقنان من أهل اليمن؛ وممن سمع من معمر قديمًا قبل أن ينزل البصرة بدهر.
فالأولى عندى أن يقال: إن هذا الاختلاف في سند الحديث مرده كله إلى عبد الملك بن عمير، فهو وإن كان صدوقًا احتج به الجماعة؛ إلا أن أحمد قال عنه:"مضطرب الحديث جدًّا" وقال مرة: (سماك بن حرب أصلح حديثًا من عبد الملك بن عمير، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ) وقال ابن معين في رواية عنه: "مخلط".
قلتُ: ولعل ذلك راجع إلى كونه كان قد تغير حفظه قبل موته، كما قال أبو حاتم الرازى، فالظاهر أنه اضطرب في إسناد هذا الحديث على كل تلك الوجوه الماضية، وقد عهدنا منه ذلك كثيرًا، وقد مضى له حديث [برقم 141]، قد اختلف عليه في اختلاف شديد جدًّا، فأرجع الدارقطنى هذا الاختلاف إليه، وقال في "العلل" [2/ 125]: "ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير؛ لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يعنى أنه لم يكن من الحفظ بحيث يحتمل له هذا الاختلاف عليه، كأن يكون يرويه على وجوه متعددة كالزهرى وابن المسيب والثورى وشعبة وأضرابهم، بل كان عبد الملك ليس بالحافظ، كما قاله أبو حاتم الحافظ؛ فالحاصل أن الحديث ضعيف لاضطراب عبد الملك فيه، لكن للمرفوع منه شاهد يرويه شعبة عن منصور عن عبد الله بن يسار الجهنى عن حذيفة مرفوعًا:(لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان).
أخرجه أبو داود [4980]، وأحمد [5/ 384، 394، 398]، والطيالسى [430]، وابن أبى شيبة [26690، 29572]، والنسائى في "الكبرى"[10821]، وجماعة كثيرة.
وسنده صالح كما قاله الذهبى في مختصر سنن البيهقى [1/ 140/ 2]، كما في "الصحيحة"[1/ 214]، وليس في رجاله عبد الملك بن عمير، وللَّه الحمد، بل كلهم ثقات أئمة سوى عبد الله بن يسار الجهنى، فقد وثقه النسائي وابن حبان والذهبى والحافظ؛ وروى عنه جماعة من المشاهير، وقد سئل ابن معين عن سماعه من حذيفة، فقال:"لا أعلمه" كما في "تاريخه"[1/ 160/ رواية الدارمى]، وعنه ابن أبى حاتم في "المراسيل"[ص 105].
واستروح الصلاح العلائى إلى هذا النقل، وحكى قول ابن معين هذا في "جامع التحصيل"[ص 218]، ثم قال: قلتُ: وروى أيضًا - يعنى عبد الله بن يسار - عن عليّ - رضى الله عنه؛ فيكون أيضًا مرسلًا، هكذا قال، وكيف فهم من قول ابن معين: أنه ينفى سماع بن يسار من حذيفة؟! حتى يصلح له أن ينفى سماعه من على أيضًا، وهل نفى ابن معين إلا معرفته يا إمام؟! نعم: لم يثبت له أحد السماع من حذيفة لكن لم ينفه أحد إيضًا، فالأصل: الاتصال حتى يثبت الانقطاع، ثم إن الرجل قد ورد عنه تصريحه بالسماع من على بن أبى طالب، كما نقله عنه ابن أبى حاتم في ترجمته من "الجرح والتعديل"[5/ 202]، وهذا يرد على العلائى قوله الماضى، وإذا ثبت سماعه من على، فتلك قرينة صالحة على سماعه من حذيفة أيضًا، إذ ليس بين موت الرجلين إلا أربع سنوات فقط، فقد مات حذيفة سنة ست وثلاثين كما قاله الحافظ في "الإصابة"[2/ 44]، وكان مقتل على - رضى الله عنه - سنة أربعين بالاتفاق.
فإن قيل: عبد الله بن يسار هذا ترجمه البخارى في "تاريخه"[2345]، وأشار إلى حديث يرويه عن علي - رضى الله عنه - ثم قال البخارى:"ولا يصح" كأنه يعله به، وهذا ما فهمه ابن عدى والعقيلى، فأدرجا عبد الله في "الضعفاء" وساق العقيلى له هذا الحديث الذي أشار إليه البخارى، ثم قال:[2/ 316]: (ولا يتابع عليه). =
4656 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، إن شاء الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فِي الحرِّ"، قَالَ أبُو يَعْلَى: هَكَذَا حُدِّثْنَا عَبْدُ الأعْلَى بِشَكٍّ.
= أما ابن عدى فإنه ساق قول ابن معين الماضى بشأن سماع ابن يسار من حذيفة، ثم قال: "وعبد الله بن يسار روى عن حذيفة غير حديث
…
"، وهذا يدل على أن الرجل متكلم فيه.
قلنا: أساء ابن عدى فيما عمله؛ لأن عبد الله بن يسار الذي قال البخارى والعقيلى فيه ما قالا: هو ابن أبى ليلى الأنصارى كما نسبه البخارى نفسه؛ وهو آخر غير عبد الله بن يسار الجهنى صاحب هذا الحديث، فقد فرق البخارى وابن أبى حاتم تبعًا لأبيه - وغيرهما بين الرجلين، فالتبس هذا على ابن عدى، وذكر قول ابن معين في ترجمة عبد الله بن يسار الأنكارى من "كامله"[4/ 236]، ولم يصب رميته. ثم لو صح أن البخارى ومن معه، قد غمزوا عبد اللَّه بن يسار صاحبنا، فقد مضى أن النسائي وابن حبان وغيرهما قد وثقوه، فأسوأ أحواله أن يكون صدوقًا ربما أخطأ، ومثله يحسن حديثه عند جماعة.
والحديث صحح سنده أبو زكريا النواوى في الأذكار [1/ 830]، وفى رياض الصالحين [رقم 1745]، والعراقى في المغنى [3/ 128]، والإمام في "الصحيحة"[1/ 214].
فإن قيل: قد اختلف في سنده على عبد الله بن يسار.
قلنا: قد جزم البخارى بكون رواية منصور الماضية: هي الأشبه والأصح؛ كما نقله عنه الترمذى في علله "الكبير"[رقم 279]، وفى الباب عن ابن عباس عند أحمد [1/ 347، 214، 283]، والنسائى في "الكبرى"[10825]، وابن ماجه [2117]، وجماعة كثيرة.
وقد حسنه الإمام في "الصحيحة"[1/ 216]، وفيه نظر، وفى الباب أيضًا عن قتيلة بنت صيفى عند النسائي وأحمد والبيهقى وجماعة أيضًا، وصححه الإمام أيضًا في "الصحيحة"[1/ 213]، وليس كما قال، بل يعله حديث حذيفة الماضى، واللَّه المستعان.
4656 -
صحيح: أخرجه ابن خزيمة [321]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 287]، ومسدد في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 298]، ومن طريقه أبو مسلم الكجى في "سننه" كما في "الإعلام" لمغلطاى [1/ 995]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 371/ كشف]، والسراج في "مسنده"[1/ 375]، وغيرهم من طرق عن عبد اللَّه بن داود الخريبى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
ولفظ البزار: (إن شدة الحر من فيح جهنم؛ فأبردوا بالصلاة) =
4657 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عبد الله بن داود، قال: سمعت هشام بن عروة، عن أبيه - فيما يظن أبو يحيى - عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أوتر بخمس ركعات، ولا يجلس إلا في آخرها، قام فيها كلها إلا الخامسة. وصفه ابن داود.
= ومثله عن ابن عدى مع تقديم وتأخير؛ لكن عنده: (أبردوا بصلاة الظهر) ولفظ السراج: (أبردوا بالصلاة في شدة الحر).
قال البوصيرى في "الإتحاف"[1/ 121]: "حديث عائشة رجاله ثقات".
قلتُ: وهو كما قال، بل ظاهر سنده على شرط البخارى، لكن قال البزار عقب روايته:"لا نعلمه عن عائشة إلا من هذا الوجه، وهو غريب" وهو كما قال أيضًا، وقد رواه عبد الأعلى النرسى ومسدد والقاسم بن محمد بن عباد ثلاثتهم عن عبد الله بن داود به.
1 -
أما عبد الأعلى فإنه شك فيه، وقال:(عن عائشة إن شاء الله).
2 -
وأما مسدد فإنه شك هو الآخر وقال: (أظنه عن عائشة).
3 -
وأما القاسم: فلم يشك فيه ولم يَرْتَب، وتابعه على عدم الشك: محمد بن الوليد بن أبان عند ابن عدى في "الكامل" لكن قال ابن عدى عقب روايته: "وهذا الحديث يرويه عبد الأعلى بن حماد عن عبد الله بن داود، وأظن أن ابن أبان هذا سرقه منه".
قلتُ: ورواية القاسم تكفى إن شاء الله، وهو ثقة مشهور من رجال ابن ماجه؛ فليس إسناد الحديث عندى إلا صحيحًا غريبًّا، وفى الباب عن جماعة من الصحابة، مضى منهم حديث أبى سعيد [برقم 1309]، ويأتى حديث ابن مسعود [برقم 5258]، وأبى هريرة [برقم 5871، 6074، 6314].
4657 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 205]، وابن حبان [2439]، والحاكم [8/ 448]، والشافعى [1032]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 284]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 333]، و [58/ 23]، والبيهقى في "المعرفة"[رقم 1469]، وأبو عوانة [رقم 1847]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الطحاوى باختصار يسير.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلتُ: وهو كما قال، لكن ما كان له أن يستدركه على مسلم؛ لأن أصل الحديث عنده [737]، مع زيادة في أوله، وقد مضى تخريجه بتلك الزيادة [برقم 4526]، فانظر ثَمَّ ما ذكرناه حوله.
4658 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا داود بن أبى هند، عن الشعبي، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: كنت أفتل قلائد هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبعث بها ويقيم، فيأتى ما يأتى الحلال قبل أن يبلغ الهدى مكة.
4659 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيدٍ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: فتلت قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فبعث بها وأقام، فما ترك شيئًا كان يصنعه.
4658 - صحيح: أخرجه البخارى [1617، 5246]، ومسلم [1321]، والنسائى [2777]، وأحمد [6/ 30، 35، 127، 190، 191، 208]، والدارمى [1935]، وابن راهويه 1434، 1435، 1760]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 265]، وفى "المشكل"[14/ 72]، وابن عساكر في "تاريخه"[57/ 397]، وابن عبد البر في التمهيد [17/ 227]، وغيرهم من طرق عن الشعبى عن مسروق عن عائشة به نحوه
…
ولفظ البخارى في الرواية الثانية له بعد فتل القلائد: (فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يحرم عليه مما حل الرجل من أهله حتى يرجع الناس) ولفظ مسلم: (ثم يبعث بها وما يمسك من شئ مما يمسك عنه المحرم حتى ينحر هديه) ولفظ الطحاوى وابن عبد البر والدارمى ورواية لأحمد قريب من لفظ البخارى الماضى، ولفظ النسائي: (ثم يقيم ولا يحرم
…
) وفى رواية للبخارى وهو لفظ ابن عساكر: (قبل أن يحرم) وفى رواية لابن راهويه: (فيبعث بها، ثم يقيم، فلا يجتنب شيئًا مما يجتنبه المحرم) وفى رواية له: (فأهداها ثم لم يحرم) وفى رواية لأحمد: (ثم يأتى ما يأتى الحلال قبل أن تبلغ البدن مكة) وفى رواية أخرى له: (ثم يرسل بهن، ثم لا يحرم منه شئ).
قلت: وللحديث طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
منها الآتى.
4659 -
صحيح: أخرجه النسائي [2776]، وأحمد [6/ 183]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 286]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه، ولفظ النسائي بعد فتل الهدى:(فيبعث بها، ثم يأتى ما يأتى الحلال قبل أن يبلغ الهدى).
قلت: وسنده صحيح على شرط الشيخين، لولا أنه اختلف في سنده على يحيى بن سعيد، كما شرحنا في "غرس الأشجار" وراجع "علل الدارقطنى"[14/ 473، 474]. =
4660 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدّثنا يونس، عن مجاهد، عن عائشة، قالت: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحشٌ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج، لعب واشتد، وأقبل وأدبر، فإذا أحس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل، ربض في يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، مخافة أن يؤذيه.
4661 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد بن عثيمٍ أبا زر الحضرمي، قال: حدثنى عثيمٌ، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت ليلتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانسلَّ، فظننت أنما انسلَّ إلى بعض نسائه، فخرجت غيرى، فإذا أنا به ساجدٌ كالثوب الطريح، فسمعته يقول:"سَجَدَ لَكَ سَوَادِى وَخَيَالِي، وَآمَنَ بِكَ فؤَادِي، رَبِّ هَذِهِ يَدِى وَهَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، يَا عَظِيمُ ترْجَى لكلِّ عَظيمٍ، فَاغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظيمَ"، قَالَتْ: فَرَفَعَ رَأسَهُ، فقال: ما أخرجك؟ قالت: ظنٌ ظننتَه، قال: "إِنَّ بَعْضَ الظَنِّ إِثمٌ، وَاسْتَغْفِرِى اللهَ، إن جِبْرِيلَ أَتَانِى فَأَمَرَنِى
= وقد توبع يحيى بن سعيد على هذا الوجه: تابعه عليه جماعة: منهم ابن عيينة والليث بن سعد والأوزاعى والحجاج بن الحجاج ونافع بن أبى نعيم وأيوب وغيرهم؛ ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار".
وكذا توبع عليه ابن القاسم على نحوه عن أبيه: تابعه أفلح ابن حميد وابن عون وأيوب - واختلف عليه - ويحيى بن سعيد - واختلف عليه - وغيرهم، ورواياتهم مخرجة أيضًا في المصدر المشار إليه، وله طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
مضى بعضها، ويأتى المزيد منها [برقم 4852، 4853، 4942]. والله المستعان.
4660 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4441].
4661 -
منكر: أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 534]، من طريق المؤلف به.
قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 314]: "رواه أبو يعلى، وفيه عثمان بن عطاء الخرسانى، وثقه دحيم، وضعفه البخارى ومسلم وابن معين وغيرهم".
قلتُ: بل تركه الفلاس وعليّ بن الجنيد وغيرهم، وأبوه عطاء الخراسانى هو ابن أبى مسلم، فيه كلام معروف، وهو لم يدرك عائشة أصلًا كما نبه عليه الحافظ في "النتائج"[2/ 92]، وقال عن إسناد المؤلف:"ضعيف، فيه من لا يعرف". =
أَنْ أَقُولَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِى سَمِعْتِ، فَقُولِيهَا فِي سُجُودِكِ، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى يُغْفَرَ - أظُنُّهُ قَالَ: لَهُ".
4662 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن مسعرٍ، عن سعد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن عائشة، قالت: ما ألفاه السَّحَرَ عندي، إلا نائمًا قال أبو يعلى: تعنى: النبي صلى الله عليه وسلم.
= قلتُ: كأنه يشير بهذا إلى (عثيم) شيخ (محمد بن عثيم) فلم أعرفه البتة، وأخشى أن يكون وقع في اسمه تصحيف، والراوى عنه (محمد بن عثيم) تركه النسائي وأبو حاتم وغيرهما، وقال البخارى:"منكر الحديث" ومثله قال النسائي والدولابى، بل كذبه ابن معين في رواية عنه، وذكره جماعة في "الضعفاء" وأنكر عليه ابن عدى والعقيلى هذا الحديث، فساقه له الأول في "الكامل"[6/ 240]، بإسناده الصحيح به عن معتمر بن سليمان بإسناده به ببعض من أوله فقط، وليس عنده في سنده:(عن عثيم) وكذا ساقه له العقيلى في "الضعفاء"[4/ 116]، بإسناده إلى معتمر عن محمد بن عثيم عن عطاء عن عائشة به نحوه بطرف من أوله فقط.
هكذا عنده، ليس فيه:(عن عثيم) ولا: (عن عثمان بن عطاء) فإما أن يكون ما وقع عنده وقبله ابن عدى: ما هو إلا سقط في المطبوع، أو يكون قد اختلف فيه على معتمر، أو ربما كان ذلك من تخليط محمد بن عثيم، أو بعضه سقط، وبعضه تخليط، وهذا الأخير أولى عندى.
ثم إن للحديث طرقًا أخرى عن عائشة نحو سياقه هنا مع اختلاف وزيادة ونقصان، وحلها تالفة الأسانيد، وإنما الثابت عنها: إنما هو نحو السياق الماضى [برقم 4565]، فانظره هناك. والله المستعان.
4662 -
صحيح: أخرجه البخارى [1082]، ومسلم [742]، وأبو داود [1318]، وابن ماجه [1197]، وأحمد [6/ 161، 205، 270]، وابن حبان [2637]، والبيهقى في "سننه"[4433]، وابن راهويه [1051، 1052]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 239]، و [10/ 30]، والطيالسى [1482]، والحميدى [189]، وأبو عوانة [رقم 1797]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبى سلمة عن عائشة به نحوه.
قلتُ: زعم ابن رجب في "شرح البخارى"[7/ 97]، أن مسلمًا قد زاد فيه:(يعنى: بعد الوتر) ولم أجد ذلك عنده، إنما هذا وقع عند ابن راهويه في رواية له، ومثله أبو نعيم، وكذا ابن ماجه إلا أن تلك الزيادة عنده وقعت من تفسير وكيع.
4663 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيدٍ، أخبرنى عبد الرحمن بن القاسم، أن محمد بن جعفر بن الزبير، أخبره، أن عباد بن عبد الله بن الزبير، حدثه، سمع عائشة، تقول: أتى رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، قد احترقت، فسأله:"مَا لَه؟ " قال: أفطرت في رمضان، ثم إنه جلس فَأتىَ بمكتلٍ عظيمٍ يدعى العَرَق فيه تمر، فقال:"أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ؟ " فقام الرجل، فقال:"تَصَدَّق بِهِ".
4663 - صحيح: أخرجه البخارى [1833]، ومسلم [1112]، وأحمد [6/ 140]، والدارمى [1718]، وابن حبان [3528]، وابن أبى شيبة [9788، 1250]، والنسائى في "الكبرى"[3111، 3112]، وابن راهويه [907]، والبيهقى في "سننه"[7834، 7839]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 163]، وأبو عوانة [رقم 2296، 2297]، والدارقطنى في "علله"[14/ 412 - 411]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصارى (وسقط يحيى من سند ابن عبد البر) عن عبد الرحمن بن القاسم عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
وعند البخارى: (أصبت أهلى في رمضان) بدل قوله: (أفطرت في رمضان) ومثله عند أحمد والدارمى ورواية للبيهقى؛ ونحوه عند مسلم وابن حبان وابن أبى شيبة والدارقطنى ورواية لأبى عوانة والبيهقى والنسائى، وزاد مسلم وابن عبد البر قوله: (نهارًا
…
) بعد قوله: (وطئت امرأتى في رمضان) وهو رواية لأبى عوانة والنسائى والبيهقى أيضًا؛ وزاد الدارقطنى وحده في رواية له: (تصدق بهذا نحو من عشرة إلى خمسة عشر صاعًا) لكن إسناده لتلك الزيادة واه.
قلتُ: قد اختلف في إسناده على يحيى بن سعيد، لكن هذا الوجه هو المحفوظ عنه؛ وعليه توبع: تابعه عمرو بن الحارث المصرى على نحوه في سياق أتم عند البخارى ومسلم وأبى داود [2394]، وجماعة كثيرة، وهو عند البخارى معلقًا، ووصله في "تاريخه الكبير" و"الأوسط" وتابعهما عبد الرحمن بن الحارث بن عياش على نحوه في سياق أطول عند ابن خزيمة [1947]، وغيره، لكن فيه لفظة ضعفها ابن خزيمة، وعبد الرحمن يرويه عن محمد بن جعفر عن عباد عن عائشة به
…
وخالفه ابن إسحاق في سنده، كما تراه عند أحمد [6/ 276]، وقد استوفينا طرقه واختلاف ألفاظه والكلام عليه في كتابنا:"غرس الأشجار". والله المستعان. =
4664 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت ليثًا يحدث، عن صاحبٍ له، عن عطاءٍ، قال: قالت عائشة: ذُكر الطاعون، فذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"وَخْزَةٌ تُصِيبُ أُمَّتِى مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الجنِّ، غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإبِلِ، مَنْ أَقَامَ عَلَيْهِ كانَ مُرَابِطًا، وَمَنْ أُصِيبَ بِهِ كَانَ شَهِيدًا، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ".
4665 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في دعائه:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ المحْيَا وَالممَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المسيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِى مِنَ الخطَايَا كَمَا يَنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِى وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المغْرِبِ وَالمشْرِقِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهِرَمِ، وَالمغْرَمِ، وَالمأْثَمِ".
= • تنبيه مهم: فاتنا التنبيه على أنه وقع في رواية لمسلم والبيهقى قوله: (فجاءه بعرقان) بدل: (بعرق) وهذا الحرف: أخرجه الإسماعيلى أيضًا في "المستخرج" كما في "الفتح"[12/ 133].
ثم قال: "ليس بمحفوظ" وأقره الحافظ؛ وهو الصواب كما شرحناه في "غرس الأشجار" ورددنا هناك على من تكلف الجمع بين: (العرق) و: (العرقان) ولله المحمد.
4664 -
قوى دون ذكر المرابطة: مضى الكلام عليه [برقم 4408]، وذكرنا هناك طرقه عن عائشة، وكلها معلولة إلا طريقًا واحدًا، والحديث قوى بهذا اللفظ هنا دون ذكر (المرابطة) فيه، فليس لها طريق يصح.
أما الفقرة الأولى: من كون الطاعون من وخز الجن، فلها شواهد عن جماعة من الصحابة:
أصحها حديث أبى موسى الأشعرى الآتى عند المؤلف [برقم 7226]، وقد صححه الحافظ في "الفتح"[10/ 181 - 182]، وسيأتى بسط الكلام عليه هناك. إن شاء الله.
4665 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4474].
4666 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت ليثًا يحدث، عن ثابت، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَاوِلِينِى الْخُمْرَةَ مِنَ المسْجِدِ"، قلت: إنى حَائضٌ، قال:"لَيْسَتِ الحيْضَة بِيَدِكِ".
4667 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حسينٌ المعلم، عن بديلٍ، عن أبى الجوزاء، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2]، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوى قائمًا، وكان إذا سجد رفع رأسه لم يسجد حتى يستوى جالسًا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان ينهى عن عقب الشيطان، وكان ينهانا أن يفرش أحدنا ذراعيه افتراش السبع، وكان يوتر ورجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان يختم الصلاة بالتسليم.
4666 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4488]، والليث بن أبى سليم الضعيف المختلط المشهور، لكنه توبع عليه: تابعه جماعة.
4667 -
صحيح: أخرجه مسلم [498]، وأبو داود [783]، وأبو عوانة [رقم 1259، 1268]، وأحمد [6/ 31، 194]، وابن حبان [1768]، وعبد الرزاق [2540، 2602]، وابن أبى شيبة [2382، 4131]، وابن راهويه [1331]، وابن ماجه [812]، والبيهقى في "سننه"[2092، 2385، 2532، 2533، 2785]، وفى "المعرفة"[رقم 916]، والسراج في "مسنده"[1/ 145]، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث"[ص 51]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 205]، وغيرهم من طرق عن حسين المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبى الجوزاء عن عائشة به نحوه
…
وهو عند ابن ماجه مختصر بالفقرة الأولى منه فقط دون التكبير، وهو رواية لعبد الرزاق وأبى عوانة مع التكبير، ومثلهما ابن أبى شيبة أيضًا، ومثلهم عند الدارمى إلا أنه زاد:(ويختمها بالتسليم)، وهذه رواية لأحمد وأبى عوانة وعبد الرزاق وابن أبى شيبة، وعند مسلم:(وكان ينهى عن عقبة الشيطان) بدل: (عقب الشيطان).
وعند ابن راهويه: (وكان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش الكلب) هكذا، دون:(افتراش السبع) وهو رواية لأحمد والبيهقى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هكذا رواه حسين المعلم: وتابعه ابن أبى عروبة وابن طهمان وأبان العطار وعبد الرحمن بن بديل وغيرهم كلهم عن بديل بن ميسرة على الوجه الماضى، وخالفهم جميعًا حماد بن زيد، فرواه عن بديل فقال: عن عبد الله بن شقيق عن عائشة به مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط، هكذا أخرجه البيهقى [2093].
• والصواب هو الأول: كما جزم به الدارقطنى في "علله"[14/ 146] والحديث أعله ابن عبد البر في "التمهيد" بعدم سماع أبى الجوزاء من عائشة، وقال في "الإنصاف":"يقولون: إن أبا الجوزاء لا يُعرف له سماع من عائشة، وحديثه عنها إرسال"، وهذا ردَّه عليه الحافظ مُغَلْطاى في "الإعلام"[1/ 1390]، والزيلعى في "نصب الراية"[1/ 260]، ولا حجة لمن نفى سماعه منها البتة، اللَّهم إلا قوله ابن عدى في "الكامل"[1/ 411]، وهو بصدد إيجاد مخرج من قول البخارى في ترجمة أبى الجوزاء من "تاريخه" [2/ 16]:"فيه نظر"، قال:"وأبو الجوزاء روى عن الصحابة: ابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم، وأرجو أنه لا بأس به، ولا يُصحَّح روايته عنهم أنه سمع منهم، ويقول البخارى: "فيه نظر" أنه لم يسمع مِنْ مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا أنه ضعيف عنده،
…
".
قلتُ: أساء ابن عدى، ولم يفهم مقولة البخارى، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وكيف لا يُصحَّح رواية أبى الجوزاء عن ابن عباس مثلًا،؟ وقد احتج بها البخارى في "صحيحه"، وصرَّح أبو الجوزاء بسماعه منه في عدة أخبار؛ بل قد صحَّ عنه ملازمته له اثنتا عشرة سنة، كما أخرجه عنه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 79] بسندٍ صحيح.
• والحاصل: أن سماع أبى الجوزاء ثابت عندى من عائشة، كما ذكرنا البراهين عليه في (غرس الأشجار) وللناقد أن يجادل في سماعه منها هذا الحديث بخصوصه فقط، فقد ثبت ما يدل على أنه ما سمعه منها، إنما سمعه بواسطة رسوله - وهو مجهول - عنها، وهذا مع ظهوره في عدم السماع، إلا أن فيه مناقشة ذكرها ابن حجر في ختام ترجمة أبى الجوزاء من "التهذيب"[1/ 384] على أن أبا الجوزاء قد صرح بسماعه من عائشة هذا الحديث عند عبد الرزاق [2540] لولا أن إسناده إليه لا يثبت.
لكن الحديث صححه أبو محمد البغوى وأبو نعيم الأصبهانى وجماعة، وقبلهم مسلم بن الحجاج وناهيك به، وهذا منهم إقرار بصحة سماع أبى الجوزاء من عائشة، =
4668 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدّثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إن الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لمَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ؛ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لمَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَإذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَدَخَلَ الجَنَّةَ".
= وكونه روى عنها هذا الحديث بواسطة، كما ورد في بعض طرقه؛ فهذا لا يمنع أن يكون قد سمعه منها بعد ذلك، كما أشار إليه الحافظ في "التهذيب" وربما كان قد سمعه منها أولًا، ثم طال عليه العهد؛ فأرسل إليها رسولًا يَسْتَثْبتُهَا في لفظه، على أن لجميع فقرات الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة قد سُقْناها في (غرس الأشجار) فهو صحيح على كل حال.
• تنبيه: قد وقع في متن الحديث سَقْط وتخليط في الطبعتين، لكن المعلق على الطبعة العلمية [4/ 180] قد أصلحه بين معقوفتين بعد أن قابله على لفظ مسلم.
أما نحن: فقد أصلحناه أيضًا، لكن قابلناه على لفظ ابن حبان؛ لكونه قد روى الحديث من طريق يزيد بن هارون بإسناده به
…
مثل المولف؛ فأخلِقْ أن يكون اللفظ هو لفظ المؤلف إن شاء الله. والله المستعان.
4668 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 107]، وابن راهويه [837]، وابن بطة في "الإبانة"[1/ رقم 1317]، والبيهقى في "الاعتقاد"[ص 184]، وفى "القضاء والقدر"[رقم 80] وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم، وقد توبع عليه حماد بن سلمة.
1 -
تابعه ابن أبى الزناد على نحوه باختصار يسير عند أحمد [6/ 108]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 274 - 275] وغيرهما.
2 -
عبد العزيز الدراوردى: على نحوه باختصار أيضًا: عند ابن حبان [346]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1500] وغيرهما.
3 -
وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب على نحوه: عند ابن أبى عاصم في السنة [1/ رقم 252/ ظلال الجنة] بإسناد صحيح إليه. =
4669 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أم محمد، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يكثر أن، يقول:"يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِى عَلَى دَيْنِكَ وَطَاعَتِكَ"، فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر أن تدعو بهذا فهل تخشى؟
= لكن اختلف عليه في سنده؛ فرواه عنه ابن أبى فديك على الوجه الماضى، وخالفه: عليّ بن ثابت الجزرى، فرواه عنه فقال: عن عروة عن عائشة به نحوه
…
، وأسقط منه (هشام بن عروة).
هكذا أخرجه ابن بطة في "الإبانة"[1/ رقم 1320]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 356]، والبيهقى في "القضاء والقدر"[رقم 79] بإسنادٍ صحيح إليه.
وهذا الوجه هو الأشبه بالصواب، كما قاله الدارقطنى في "علله"[13/ 279]، وابن موهب فيه ضعف، إلا أنه توبع كما مضى، وقد تصحَّف اسم الراوى عنه عند ابن بطة، وهو (عليّ بن ثابت الجزرى) إلى (الحسن بن ثابت).
ثم إن الحديث رواه حماد بن سلمة وابن أبى الزناد والدراوردى كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعًا كما مضى؛ وتابعهم عليه الليث بن سعد أيضًا، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[13/ 278].
وخالفهم جميعًا: أبو أحمد الزبيرى؛ فرواه عن هشام عن أبيه عن عائشة به مختصرًا موقوفًا عليها، هكذا أخرجه الحارث في "مسنده"[2/ رقم 741/ زوائد الهيثمى]، وتابعه على وقفه: عليّ بن غراب؛ فرواه عن هشام عن أبيه عن عائشة موقوفًا عليها بالفقرة الأولى منه فقط، هكذا أخرجه اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1243]، لكن في الإسناد إليه من لا أفطن له الآن.
والوجه الأول هو المحفوظ بلا تردد عندى، ومَنْ رفعه - وهم جماعة - قد جاء بزيادة واجب قبولها؛ لأنه حفظ مَنْ لم يحفظه مَنْ وقفه، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أنس [برقم 3756، 3829، 3845]، ويأتى حديث ابن مسعود [برقم 5157]، وسهل بن سعد [برقم 7544].
4669 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 250]، وابن أبى شيبة [29199]، و [30407]، وابن راهويه [1402]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1259]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 233/ ظلال الجنة]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 727]، والخرائطى في "اعتلال القلوب" =
قال: "وَمَا يُؤْمِنُنِى وَقُلُوبُ العِبَادِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَّبَهُ".
= [رقم 12]، ومن طريقه ابن الجوزى في "ذم الهوى"[1/ رقم 181/ بتخريجنا]، وغيرهم من طريقين عن عليّ بن زيد بن جدعان عن أم محمد القرشية عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الطبرانى مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط، وليس عند ابن أبى عاصم قوله:(إذا أراد أن يقلب قَلْب عبدٍ قَلَبه)، وهذه الجملة عند ابن أبى شيبة بلفظ:(إذا شاء أن يقلبه إلى هدى قَلَبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلالة قَلَبه)، ومثله عنده في "الإيمان"[رقم 53]، ونحو هذه الجملة عند ابن راهويه أيضًا؛ وهى عند الخرائطى ومن طريقه ابن الجوزى بلفظ:(إذا أراد أن يقلب قلْب عبدٍ قَلَبه، وقَلَب الوسطى والسبابة).
قلتُ: هذا إسناد لا يثبت، وابن جدعان منكر الحديث على التحقيق، بل تركه أحمد وجماعة، وأم محمد: هي امرأة والد ابن جُدعان، يُقال لها: أمية؛ وقيل: أمينة، وهى نكرة، لا يُحفظ فيها جزح ولا تعديل، وانفرد عنها ولد زوجها بالرواية وحده.
وقد اختلف على ابن جدعان في سنده، فرواه عنه همام بن يحيى وحماد بن سلمة على الوجه الماضى، وتابعهم مبارك بن فضالة، لكن اختلف عليه، فرواه النضر بن شميل فقال: عن ابن جدعان عمن سمع عائشة تقول: ..... ، وذكره بنحوه، فأسقط منه (أم محمد)، وصيره عمن لا يُدرى مَنْ هو، عن عائشة، هكذا أخرجه ابن راهويه [1369].
وخالفه المعلى بن الفضل القشيرى، فرواه عن المبارك فقال: عن ابن جدعان عن ابن أبى مليكة عن عائشة به نحو سياق ابن أبى شيبة، فجعل شيخ ابن جدعان فيه:(ابن أبى مليكة) بدل: (عمن حدثه).
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1530] بإسناد صحيح إنى المعليّ بن الفضل به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مبارك إلا معلى
…
".
قلتُ: وبهذا المعلَّى أعله الهيثمى في "المجمع"[7/ 427]، فقال:"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه المعليّ بن الفضل، قال ابن عدى: في بعض ما يرويه نكرة، وبقية رجاله وثِّقوا، وفيهم خلاف".
قلتُ: ما في أحد منهم خلاف سوى ابن جدعان وحده، والراجح ضعفه كما مضى، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم إن المعلَّى بن الفضل قد ذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 181 - 182]، وقال:"يعتبر حديثه من غير رواية الكُديمى عنه".
والكديمى هذا هالك على سعة حفظه ومعرفته، وليس هذا الحديث من روايته عن المعلى، والمعلَّى عندى: شيخ صدوق صالح الحديث، وما في حديثه من النكارة، فهى من الراوى عنه أمثال الكديمى، أو ممن فوقه من ضعفاء شيوخه وشيوخ شيوخه.
فالذى يظهر لى: أن ابن جدعان قد اضطرب في سند الحديث على عادته، وقد صحَّ عن حماد بن زيد أنه قال عن ابن جدعان "كان يقلب الأحاديث"، وقال أيضًا:"كان يحدثنا اليوم بالحديث، ثم يُحدثنا غدًا، فكأنه ليس ذاك".
قلتُ: والرجل معذور؛ فإنه قد اختلط، كما قاله غير واحد من النقاد، وأنت تعرف شأن المختلطين! ولم يُخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه، وإلَّا فالرجل ضعيف الحفظ البتة، لكن للحديث طرق أخرى عن عائشة به مثله
…
وبعضها بنحوه
…
لا بأس إن تعرضنا لها هنا فنقول:
1 -
أخرج النسائي في "الكبرى"[7737]، وأحمد [6/ 91]، والدارقطنى في حديث أبى الطاهر الذهلى [رقم 21]، وأبو إسماعيل الهروى في "الأربعين"[رقم 26]، وابن بطة في "الإبانة"[3/ رقم 255]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 336]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن يونس بن عبيد ومعليّ بن زياد وهشام بن حسان، ثلاثتهم عن الحسن البصرى عن عائشة به نحو سياق المؤلف دون قوله:(وطاعتك). وفى آخره بعد قوله: (
…
من أصابع الله
…
) قال: (إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه) لفظ النسائي وأحمد؛ ولفظه عند الدارقطني والآجرى: (إن شاء أن يقيمه أقامه؛ وإن شاء أن يزيغه أزاغه).
قلتُ: وسنده حجة، لولا أن سماع الحسن من عائشة غير موجود، ولا أثبته له واحد من الأئمة، بل أشار الإمام أحمد إلى تضعيف تلك الحكايات التى فيها سماعه منها، كما نقله عنه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 165]، وانظر "علل الإمام أحمد"[2/ 548/ رقم 3597/ رواية ابنه عبد الله]، وهذا الطريق هو أصحُّ طرقه عن عائشة.
2 -
وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين"[4/ رقم 2701]، وعنه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[2/ 14/ طبعة دار طيبة] بإسنادٍ قوى مستقيم إلى سعيد بن بشير عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قتادة عن أبى حسان الأعرج عن عائشة به نحو سياق المؤلف دون قوله: (وطاعتك)، ولفظه في آخره مثل لفظ أحمد والنسائى الماضى؛ وزاد:(أما تسمعين الآية: قوله عز وجل: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وسعيد بن بشير لا يحتمل له التفرد عن قتادة، مع كونه مكثرًا عنه، وفيه مقال معروف، وأصح ما قيل فيه هو قول ابن نمير:"منكر الحديث، ليس بشئ، ليس بقوى في الحديث؛ يروى عن قتادة المنكرات"، وضعفه غير واحد في قتادة خاصة، ثم إن قتادة إمام في التدليس، وقد عنعنه، وشيخه الأعرج صدوق من رجال الجماعة إلا البخارى، فإنما علَّق له فقط.
3 -
وأخرج أحمد [2/ 418]، والمؤلف [برقم 4824]، والنسائى [10136]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1518]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 59]، وابن عساكر في "تاريخه"[27/ 52]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 304]، والذهبى في "العلو"[ص 27]، وغيرهم من طرق عن حاتم بن إسماعيل عن صالح بن محمد بن زائدة عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت:(ما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء إلا قال: يا مصرف القلوب ثبت قلبى على طاعتك).
قال الذهبى عقب روايته: "وصالح ضعيف".
قلت: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[7/ 427]، وقال: "وثَّقه أحمد، وضعفه أكثر الناس،
…
"، كذا قال، ولم يوثقه أحمد نصًا، وإنما قال: "ما أرى به بأسًا"، وقد خالفه سائر النقاد وضعفوا صالحًا، حتى قال أبو حاتم والساجى: "منكر الحديث" وتركه سليمان بن حرب وغيره، فأخْلِق بروايته عن مثل أبى سلمة أن تكون منكرة إذا انفرد بها! وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث من مناكيره في ترجمته من "الكامل".
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يصحُّ بها إن شاء الله؛ مضى منها حديث جابر [برقم 2318]، وأنس [برقم 3687، 3688]، ويأتى حديث أم سلمة [برقم 6919، 6986]. والله المستعان.
• تنبيه: رأيتُ الحافظ العراقى في "المغنى"[3/ 24] قد عزا حديث عائشة إلى النسائي في "سننه" الكبرى)، وقال:"بإسنادٍ جيد". =
4670 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمى البصري، حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: وكان متاعى فيه خفٌ، وكان على جملٍ ناجٍ، وكان متاع صفية فيه ثقلٌ، وكان على جملٍ ثقالٍ بطيءٍ يتبطأ بالركب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يَمْضيِ الرَّكْبُ"، قالت عائشة: فلما رأيت ذلك، قلت: يا لعباد الله! غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم! قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ، إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فيهِ خَفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، فَأَبْطَأ بِالرَّكْبِ، فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا"، قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ قالت: فتبسم، قال:"أوَ فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ؟ قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟! أفهلّا عدلت؟ وسمعنى أبو بكر وكان فيه غربٌ - أي حدةٌ - فأقبل عليَّ فلطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَهْلا يَا أَبَا بَكْرٍ"، فقال: يا رسول الله، أما سمعت ما قالت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِى مِنْ أَعْلاهُ".
= • كذا قال، ولم يصب في دعواه؛ إذ ليس لحديث عائشة عند النسائي سوى طريقين فقط:
الأول: طريق الحسن عن عائشة: وقد عَرِفتَ علته.
والثانى: طريق صالح بن محمد بن زائدة عن أبى سلمة عن عائشة: وهذا منكر غريب كما مضى أيضًا.
فأيُّ الطريقين عنى الحافظ زين الدين؟! أراه الأول، وخفى عليه انقطاعه ثَمَّ. 4670 - منكر: أخرجه أبو الشيخ في الأمثال [رقم 56] من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن عائشة به.
قلتُ: هذا إسناد ضعيف وخبر منكر، وفيه علتان: بل ثلاث علل:
الأولى: سلمة بن الفضل هو المعروف بالأبرش الأنصارى مختلف فيه، وثقه جماعة، وضعفه الأكثرون، قال البخارى:"عنده مناكير"، وقال أبو حاتم:"في حديثه إنكار"، ولخَّص الحافظ كلامهم فيه بـ "التقريب" فقال:"صدوق كثير الخطأ". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: والغالب على من كان كذلك: ضَعْفُ حفْظه، ولستُ أراه بذاك القوى، نعم: قد ثبته ابن معين في ابن إسحاق خاصة، وقال ابن سعد بعد أن وثقه:"وهو صاحب مغازى ابن إسحاق، روى عنه "المبتدأ" و"المغازى" .... ".
قلتُ: فيغلب على الظن أن يكون ابن إسحاق قد روى هذا الحديث في بعض كتبه المشار إليهما، فإن صحَّ ذلك؛ برئتْ ذمة سلمة من هذا الحديث جملة، وأراه كذلك. وسلمة هذا من رجال التهذيب.
والثانية: ابن إسحاق: صدوق إمام كبير الشأن، إلا أنه:"مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شرٍ منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما". قاله الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص 51]، وقد عنعنه كما ترى، وبهذا أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 43]، فقال:"رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق".
كذا يكثر البوصيرى من تلك العبارة في إعلاله أسانيد عنعن فيها ابن إسحاق، وليس ذا بجيد البتة، ومَنْ يدريه أن ابن إسحاق قد دلَّسه؟! وليست عنعنته أو عدم تصريحه بالسماع دليلًا على ذلك أصلًا، بل هي قرينة وحسب؛ فالأولى، بل الأصح أن يقال:"سنده ضعيف؛ لعدم تصريح ابن إسحاق بالتحديث".
وقد غفل الهيثمى عن تلك العلة في "المجمع"[4/ 590]، وتعلق بسلمة بن الفضل، واختلاف النقاد بشأنه، وقد عرفت أن سلمة قد سلم من تبعة هذا الحديث إن شاء الله، ثم أغرب الهيثمى وقال:"وقد رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب "الأمثال" وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثى، وهو من رجال الصحيح؛ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات".
كذا قال، ولم أجد طريق أسامة هذا في كتاب أبى الشيخ أصلًا؛ فأخشى أن يكون الهيثمى قد وهم كعادته، ولعل هذا ما وقع، فإنى رأيتُ الحافظ العراقى قد قال في "المغنى" [2/ 46]:"أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، وأبو الشيخ في كتاب "الأمثال" من حديث عائشة، وفيه ابن إسحاق، وقد عنعنه".
فلو كان أبو الشيخ يرويه من طريق آخر في "أمثاله" لصاح به الزين أبو الفضل.
ومن له عناية بـ (مجمع الهيثمى) يعلم كثرة أوهام صاحبه، مع التخليط والتلفيق والسهو والتصحيف وضروب الخطأ والغلط، فهلَّا كان ترك الحافظ ابن حجر يُتمُّ بيان أوهامه في "مجمعه" ريثما يُريحُنا من كُلْفة تعقُّبه في كل شئ، غَفَر الله لأبى الحسن وسامحه. =
4671 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن أبى عطية، عن عائشة، قالت: إني لأعلم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي، فكانت تلبي:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ".
= والعلة الثالثة: أنه اختلف في سنده على الحسن بن عمر بن شقيق، فرواه عنه أبو يعلى فقال: عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحالتى عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة به
…
وخالفه إبراهيم بن محمد بن الحارث، فرواه عن ابن شقيق فقال: عن سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن جده عن عائشة به
…
، فزاد فيه (عن جده) هكذا أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" كما مضى.
وإبراهيم هذا هو أبو إسحاق الأصبهانى المعروف بابن نايلة المحدث الصدوق الرحَّالة: وثقه الحافظ السمعانى في "الأنساب"[5/ 450]، وحدث عنه الحفاظ أبو الشيخ وأبو أحمد العسال والطبرانى وغيرهم من السادة، وترجمته في "طبقات أبى الشيخ"[3/ 356]، و"تاريخ الذهبى"[وفيات سنة 300 هـ].
نعم: ليس هو ممن يقارن بأبى يعلى ولا يكاد، فأراه وهم في تلك الزيادة:(عن جده)، وأخشى أن تكون زيادة مقحمة من الناسخ سهوًا.
وفى متن الحديث نكارة شديدة، أغفلها الحافظ البتة، ثم نظر إلى سنده وقال في "الفتح" [9/ 325]:"وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به، عن عائشة مرفوعًا"، وذكر الفقرة الأخيرة منه فقط، وأقره المناوى على ذلك في الفيض [2/ 249]، وكذا قال البدر العينى أيضًا في "عمدته"[20/ 209]، وكل ذلك مما لا يُؤْبَه له، وقد عرفتَ أين يكون البأس في سنده.
4671 -
صحيح: أخرجه البخارى [1475]، وأحمد [6/ 32، 181، 229، 230]، وابن أبى شيبة [13465]، والبيهقى في "سننه"[8811]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 28]، ومسدد في "مسنده"، والجوزقى في "المتفق"، كما في "التغليق"[3/ 54]، والدارقطنى في "العلل"[15/ 20، 21]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير التيمى عن أبى عطية الوادعى عن عائشة به
…
وزاد أحمد والدارقطنى في رواية لهما: (والملك لا شريك لك)، وهذه زيادة معلولة كما يأتى، وعند ابن أبى شيبة (والملك) فقط. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هذا حديث اختلف في سنده على الأعمش على ألوان قد ذكرناها في "غرس الأشجار".
وهذا الوجه هو المحفوظ عنه البتة، وهو الذي رواه عنه جمهور أصحابه: كالثورى وابن نمير وأبى معاوية وأبى خالد الأحمر وابن فضيل وعبد الله بن داود وإسرائيل وغيرهم؛ وخالفهم شعبة وبعض أصحاب الأعمش؛ فرووه عنه على ألوان أخرى غير محفوظة.
نذكر هنا رواية شعبة وحده، فقد رواه عن الأعمش فقال: عن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبى عطية عن عائشة به مثله
…
، فجعل شيخ الأعمش فيه:(خيثمة) بدل: (عمارة بن عمير)، هكذا علقه البخارى [عقب رقم 1475]، ووصله أحمد [6/ 100، 181، 243]، والطيالسى [1513]، وعنه البيهقى [8812]، وابن راهويه [1592]، والحافظ في التغليق [3/ 54]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن الأعمش عن خيثمة عن أبى عطية عن عائشة به
…
وزاد في رواية لأحمد: (والملك).
قال أبو حاتم كما في "العلل"[رقم 843]: "هذا حديث غلط فيه شعبة، وأما أصحاب الأعمش، فيقولون كلهم: كما رواه الثورى عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبى عطية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح عندى"، وبذلك جزم الدارقطنى في "العلل"[15/ 20]، فقال:"وقول شعبة وَهْمٌ".
وقد كان يمكن أن يكون للأعمش فيه شيخان، كما يقول الحافظ في "الفتح"[3/ 411]، لولا أن التسليم لأبى حاتم ومَنْ تابعه على توهيم شعبة هو الواجب قبوله عندى، لكن في رواية شعبة فائدتان مع وهمه في سنده:
الأولى: تصريح الأعمش فيه بالسماع.
والثانية: تصريح أبى عطية بسماعه فيه من عائشة.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.
• تنبيه مهم: قد روى الجماعة هذا الحديث عن الأعمش كلهم على مثل لفظ المؤلف؛ وتابعهم محمد بن فضيل عند أحمد [6/ 32]، إلا أنه زاد في آخره:(والملك لا شريك لك) فهذه الزيادة أنكرها الإمام أحمد على ابن فضيل، فقال:(وهم ابن فضيل في هذه الزيادة، ولا تعرف هذه عن عائشة؛ إنما تعرف عن ابن عمر) نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[2/ 633/ طبعة عتر].
وحديث ابن عمر ثابت في الصحيحين، ويأتى عند المؤلف [برقم 5692، 5804، 5815] ، =
4672 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا أبو ربيعة، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن عبيد بن عميرٍ، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إن ابن جدعان، كان يقرى الضيف، ويحسن الجوار، ويصل الرحم، ويكف الأذى، فهل ينفعه ذلك شيئًا؟ قال:"لا، يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا قَطُّ: رَبِّ اغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ".
= لكن روى هذه الزيادة أيضًا: شعيب بن أيوب الواسطى - وهو ثقة - عن أحمد بن منصور الرمادى عن معاوية بن هشام عن الثورى عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبى عطية عن عائشة به مثله، عند الدارقطنى في رواية له، وهذا ما يستدرك على الإمام أحمد.
لكن يجاب عن هذا: بكون شعيب قد أخطأ فيه أيضًا، فقد خالفه محمد بن مخلد العطار الحافظ الإمام - وهو أوثق منه وأثبت - فرواه عن أحمد بن منصور بإسناده به دون تلك الزيادة، وروايته عند الدارقطنى مقرونة برواية شعيب، وهكذا رواه غير واحد عن الثورى عن الأعمش به دون تلك الزيادة أيضًا، وهذا هو الصواب. والله المستعان.
4672 -
صحيح: دون قوله: (ويكف الأذى): أخرجه أحمد [6/ 120]، وابن حبان [2/ 39]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 278]، وأبو عوانة [رقم 216]، وأبو القاسم إسماعيل الحلبى في "حديثه"[ق 114 - 115]، كما في "الصحيحة"[1/ 442]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 21]، وغيرهم من طرق عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبى سفيان عن عبيد بن عمير عائشة به نحوه
…
وزادوا جميعًا سوى ابن حبان: (ويفك العانى
…
) وزاد أحمد من قول عائشة: (فأثنيت عليه) وهو رواية لأبى عوانة، وزاد أحمد أيضًا وأبو عوانة وأبو نعيم في أوله: (
…
كان في الجاهلية)، وليس عند الجميع قوله:(ويكف الأذى) وسندها لا يثبت عند المؤلف.
قلتُ: وإسناده قوى لولا عنعنة الأعمش، فقد كان إمامًا في التدليس، وسائر رواته من رجال "الصحيح"، وعبد الواحد بن زياد وإن تكلم بعضهم في روايته عن الأعمش، إلا أن ابن معين قد ثبته فيه، فالأصل: حَمْلُ روايته عنه على السلامة حتى يظهر فيها الخلل، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع الشيخ الصدوق؛ وسند المؤلف واه؛ لأن فيه أبا ربيعة، وهو فهد بن عوف الهالك المشهور، وهو من رجال "اللسان"[2/ 509].
لكن تابعه جماعة من الثقات الأكابر، غير أنه انفرد من بينهم بزيادة قوله:(ويكف الأذى) فهى زيادة ضعيفة لتفرده بها. =
4673 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، عن محمد بن عمرٍو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها وهى بنت ست سنين، وبنى بها وهى بنت تسع سنين، زوّجها إياه أبو بكرٍ.
= والحديث قال عنه أبو نعيم عقب روايته: (هذا حديث غريب من حديث عبيد عن عائشة، لم نكتبه إلا من هذا الوجه، [وهو] صحيح ثابت متفق عليه من حديث عروة بن الزبير عن عائشة).
قلتُ: ما أدرى ما هذا، وما أرى الشيخ إلا وقد وهم، فليس الحديث عند الشيخين [إن كان يقصدهما بقوله:(متفق عليه)] من طريق عروة عن عائشة أصلًا، بل لم أجده من طريق عروة البتة، إنما ثبت في "صحيح مسلم" من طريق مسروق عنها كما يأتى بيانه.
ثم وقفت على طريق يُعَلُّ به طريق الأعمش هنا، فقال الحارث في "مسنده" [1/ رقم 38/ زوائد الهيثمى]: (حدثنا معاوية بن عمرو - هو ابن الكرمانى الثقة المعروف - ثنا أبو إسحاق - هو الفزارى الإمام الحجة - عن هارون، عن عبيد بن عمير أو عن ابنه عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟!
…
) وفيه: (قيل: أرأيت قومًا هلكوا في الجاهلية قبل الإسلام كان يطعمون الطعام، ويفعلون كذا وكذا؟! قال: كانوا يفعلون ولا يقولون: اللَّهم اغفر لنا يوم الدين).
هكذا مرسلًا، وأظنه هو الأشبه، وليس في رجاله من ينظر في حاله سوى هارون! وما هارون؟! لا أعرفه إلا أن يكون هو هارون أبو محمد البربرى الثقفى الثقة الثبت المتقن؛ وهو مترجم في (التهذيب) تمييزًا، وذكروا في شيوخه:(عبد الله بن عبيد بن عمير) فإن يكنه؛ فالإسناد صحيح لولا الشك فيه.
وعلى كل حال: فللحديث طرق أخرى عن عائشة به
…
منها ما أخرجه مسلم [214]، وأحمد [6/ 93]، وابن حبان [331]، وأبو عوانة [رقم 217]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 14]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 219]، وغيرهم من طريق حفص بن غياث عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن مسروق عن عائشة قالت:(قلت يا رسول الله: ابن جدعان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟! قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يومًا: رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين) لفظ مسلم.
4673 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 210]، والحاكم [2/ 181]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 57]، والبيهقى في "سننه"[20774]، وابن راهويه [1164]، وابن أبى عاصم =
4674 -
حَدَّثَنَا محرز بن عون، حدّثنا حسان بن إبراهيم، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، أخبرنى عروة بن الزبير، أنَّ عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قُبض وهو ابن ثلاثٍ وستين، قال: وأَخْبَرَنِى ابْنُ المُسَيِّبِ بِذَلِكَ.
= في "الآحاد والمثانى"[5/ 3006]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1383]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 57]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة به نحوه
…
[وهو عند أحمد وابن سعد وابن راهويه: عن ابن حاطب به مرسلًا،]، في سياق طويل، وفيه نكاحه صلى الله عليه وسلم عائشة وهى بنت سبع سنين، هذا عند الحاكم، وعند الآخرين: وهى بنت ست سنين مثلما عند المؤلف، وليس عندهم ذِكْرُ بنائه بها صلى الله عليه وسلم سوى الإمام أحمد؛ فعنده مثلما عند المؤلف؛ ومثله ابن راهويه أيضًا.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وقال الذهبى في "تلخيصه": "على شرط مسلم".
قلتُ: كلا، فلم يرو مسلم لمحمد بن عمرو عن ابن حاطب شيئًا، وليس عنده من رواية ابن حاطب عن عائشة خبر واحد، فكيف يكون على شرطه؟! وابن حاطب سماعه من عائشة لم يثبته أحد من النقاد، وليس يثبت عندى، كما مضى برهان ذلك فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم 4476]، فانظره ثمة.
فإن قيل: قد توبع عليه ابن حاطب؛ تابعه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مقرونًا معه عند أحمد وابن راهويه وابن سعد.
قلتُ: هو عندهم من قول أبى سلمة وابن حاطب به مرسلًا، ليس فيه:(عن عائشة).
والحديث أخرجه أبو داود [4937]، وجماعة كثيرة، لكن دون موضع الشاهد. وللفقرة التى عند المؤلف: طرق أخرى عن عائشة به
…
مضى بعضها [4600]، وهو حديث صحيح.
4674 -
صحيح: أخرجه البخارى [3343، 4196]، ومسلم [2349]، وعبد الرزاق [6791]، ومن طريقه الترمذى [3654]، وأحمد [6/ 93]، وابن حبان [6388]، والطبرانى في "الكبير"[1/ رقم 26، 27]، والنسائى في "الكبرى"[7114]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 41]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 309]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 23، 24، 27] والطحاوى في "المشكل"[5/ 86، 87]، وغيرهم من طرق عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
، وذكْرُ ابن المسيب في آخره: عند البخارى ومسلم وابن سعد وابن عبد البر والطحاوى وحدهم، =
4675 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروفٍ، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرنى عمرٌو، أن بكر بن سوادة، حدثه، أن يزيد بن أبى حبيب، حدثه، عن عبيد بن عمير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلًا تلا هذه الآية:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، فقال: إنا لَنُجزى بكل ما عملنا؟! هلكنا إذًا! فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"نَعَمْ، يُجْزَى بِهِ المُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا، فِي مُصِيبَتِهِ فِي جَسَدِهِ، فِيمَا يُؤْذِيهِ".
= وزاد ابن أبى عاصم في آخره: (وأبو بكر وعمر - رضى الله عنهما -) وعند الطبراني في رواية له وعبد الرزاق: (وتوفى أبو بكر على رأس ثلاث وستين) وتلك الزيادة عندهما منقطعة، وهى موصولة عند ابن أبى عاصم.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال، ورواية الزهرى في آخره عن ابن المسيب به
…
فمن مراسيله، لكن قال الحافظ في "الفتح":"ويحتمل أن يكون سعيد أيضًا سمعه من عائشة".
4675 -
حسن بهذا اللفظ: أخرجه أحمد [6/ 65]، وابن حبان [2923]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9806، 9807]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 371]، وابن أبى حاتم [رقم 6028] وسعيد بن منصور [رقم 663]، كلاهما في "تفسيره" والحافظ في "الأمالى" المطلقة [ص 83]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث المصرى عن بكر بن سوادة عن يزيد بن أبى يزيد عن عبيد بن عمير عن عائشة به نحوه
…
وزاد البيهقى في رواية له: (وفى ماله) وعند البخارى: (في جسده فما دونه) بدل: (فيما يؤذيه).
قال الحافظ: (هذا حديث حسن صحيح - يعنى بطرقه وشواهده الكثيرة -.
وسنده هنا صالح إن شاء الله، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى يزيد بن أبى يزيد، ترجمه البخارى وابن أبى حاتم وابن حبان، ولم يذكروا في الرواية عنه سوى بكرة بن سوادة وحده، وانفرد ابن حبان بتوثيقه وحده، واحتج بحديثه في "صحيحه" لكن جزم الخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 194]، بكون يزيد هذا: هو نفسه يزيد بن أبى يزيد الأنصارى مولى مسلمة بن مخلد، الذي يروى عنه الحارث بن يعقوب المصرى وبكير الأشج، وذكره ابن حبان في "الثقات" أيضًا [7/ 631]، لكنه فرق بينه وبين يزيد الذي يروى عن عيبد بن عمير؛ وعنه بكر بن سوادة، تبعًا للبخارى، ومثلهما فرق بينهما أبو حاتم الرازى.
فإن ثبت كونهما واحدًا كما يقول الخطيب - وهو الأقرب - فالإسناد صالح كما ذكرنا، =
4676 -
حَدَّثَنَا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن غالبٍ، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ. النَّفْس بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِك لِدِينِه .. ".
= وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه في سياق أتم، وكلها لا يثبت منها شئ البتة، وكذا لمعناه شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا بعضها ثابت، مضى منها حديث أبى بكر [برقم 18، 21، 98، 99، 100، 101].
• تنبيه: وقع في إسناد المؤلف من طبعة حسين الأسد وحده: (
…
أن يزيد بن أبى حبيب، حدثه عن عبيد بن عمير
…
) هكذا: (يزيد بن أبى حبيب) وهو تصحيف ظاهر، وصوابه:(يزيد بن أبى يزيد) كما وقع عند الجميع؛ وهكذا رواه الحافظ في "الأمالى" من طريق المؤلف به
…
فالعجب أن يُوصِّ حسين الأسد على أن (يزيد بن أبى يزيد) هو المصحَّف من (يزيد بن أبى حبيب) ولم يأت بحجة ولا فعل شيئًا، راجع ما قاله في هامش طبعته [8/ 135]، وقد وقع في الطبعة العلمية [4/ 185]، على الصواب. فاللَّه المستعان.
4676 -
صحيح: أخرجه النسائي [4017، 4018]، وأحمد [6/ 58، 81]، وابن راهويه [1603]، والمزى في "تهذيبه"[22/ 185]، والطيالسى [1474/ منحة]، ابن عساكر في "تاريخه"[56/ 384]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 13 - 14]، والدارقطنى في "العلل"[14/ 126 - 125]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عمرو بن غالب عن عائشة به نحوه
…
وهو عند بعضهم في سياق طويل في أوله.
قلتُ: وسنده جيد لولا عنعنة أبى إسحاق، فهو إمام في التدليس ولم يذكر فيه سماعًا، وشيخه عمرو وثقه ابن حبان، وحكى أبو عمرو الصدفى توثيقه عن النسائي، وصحح له الترمذى وغيره، وهذا كله مقدم على تجهيل ابن البرقى وغيره له، وقد اختلف في سنده على أبى إسحاق كما بسطناه في "غرس الأشجار".
لكن هذا الوجه هو المحفوظ عنه كما قاله الدارقطنى في "علله"[14/ 125]، وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
منها طريق الأعمش عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عنها به
…
عند مسلم [1676]، والنسائى [4016]، وأحمد [6/ 181]، والمؤلف [برقم 4767]، وابن حبان [4407]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 82]، والبيهقى في "سننه"[66596]، وجماعة كثيرة، وله شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة: يأتى منها حديث ابن مسعود [برقم 4767، 5202].
4677 -
حدّثنا أبو معمر، حدّثنا سفيان، عن الزهرى، عن عروة قال: جلس أبو هريرة إلى حجرة عائشة وهى تصلى وهو يحدث وهو يقول: ألا تسمعى يا ربة الحجرة؟ فلما تمت صلاتها قالت: يا عروة ألا تسمع إلى هذا وإلى حديثه؟! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه.
4678 -
حَدَّثَنَا أبو معمر، حدّثنا أبو سفيان المعمرى، عن معمر، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بسد الأبواب، إلا باب أبى بكرٍ - أو خوخة أبى بكرٍ - قال: وقالت عائشة: ما أدركت أبويَّ إلا وهما يدينان هذا الدين.
4677 - صحيح: مضى [برقم 4393].
4678 -
صحيح: هكذا رواه أبو سفيان المعمرى عن معمر، واسمه محمد بن حميد اليشكرى وثَّقَه جماعة وضَعَّفه العقيلى، وهو من رجال مسلم وغيره، ومن طريقه: أخرجه ابن حبان [6857]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 254 - 255]، وهو عند ابن حبان دون قول عائشة في آخره.
وقد توبع عليه أبو سفيان المعمرى: تابعه هشام بن يوسف على نحو شطره الأول دون قوله عائشة، وزاد:(فإنى لا أعلم رجلًا أحسن يدًا عندى في الصحابة من أبى بكر) أخرجه الدولابى في "الكنى"[رقم 624]، وإسناد مستقيم إليه.
وخالفهما عبد الرزاق؛ فرواه عن معمر فقال: عن الزهرى عن رجل به مرسلًا في سياق أتم مع الزيادة الماضية في رواية هشام بن يوسف، ودون قول عائشة في آخره، هكذا أخرجه عبد الرزاق [9754].
ثم جاء ابن المبارك وخالف الجميع، فرواه عن معمر ويونس الأيلى كلاهما عن الزهرى عن أيوب بن بشير الأنصارى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به نحوه في سياق أتم دون قول عائشة في آخره، هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[2/ 228]، بإسناد صحيح إليه.
وهكذا رواه شعيب وعقيل وغيرهما عن الزهرى به
…
دون قول عائشة فيه، وهذا هو المحفوظ عن ابن شهاب، نعم: رواه عنه إسحاق بن راشد وعبد الحميد بن جعفر ومرزوق بن الهزيل وغيرهم على مثل الطريق الأول عن معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة، وقيل عن الزهرى على ألوان أخرى. =
4679 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ محمد بن يزيد بن رفاعة، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازى، حدثّنا معاوية، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَرِّبِى إِلَيْنَا الْغَدَاءَ الْمُبَارَكَ"، يَعْنِى: السَّحُورَ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ إِلا تَمْرَتَيْنِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: السَّحُورُ سُنَّة.
= • والصواب: هو قول يونس وشعيب وعقيل وغيرهم من المقدمين في الزهرى على إسحاق بن راشد وغيره من الشيوخ.
وقد رجح أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 2596]، والدارقطنى في "العلل"[14/ 135]، قول من رواه عن الزهرى عن أيوب بن بشير به مرسلًا، لكن للحديث - الفقرة الأولى منه - طرق أخرى عن عروة عن عائشة به
…
وله طرق أيضًا عن عائشة، وشواهد عن جماعة من الصحابة: مضى منها حديث ابن عباس [برقم 2584].
وأما قول عائشة في آخره: (ما أدركت أبوى إلا وهما يدينان هذا الدين) فهذا ثابت من حديث الزهرى عن عروة عن عائشة به في سياق حديث الهجرة الطويل .. الثابت عند البخارى وجماعة كثيرة، وقد مضى بعضه [برقم 4548]، فالله المستعان.
4679 -
ضعيف بهذا التمام: قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 361]: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".
قلتُ: كلا، وأبو هشام محمد بن يزيد هو الرفاعى الذي يقول عنه البخارى:"رأيتهم مجتمعين على ضعفه" وتكلم فيه الجمهور، ومشاه بعضهم إلا أن الضعف عليه بين، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه وحسب، وشيخه إسحاق بن سليمان: إمام عابد قدوة، أما شيخه معاوية، فهو ابن يحيى الصدفى المعروف بسوء سمعته بين النقاد، وقد تركه الجماعة؛ وضعفه الآخرون، وهو مشهور برواية المناكير والموضوعات عن الزهرى خاصة، لم يرو له سوى الترمذى وابن ماجه وحدهما.
لكن الحديث صحيح ثابت فله شواهد عن جماعة من الصحابة به
…
دون قول عائشة: (وربما لم يكن إلا تمرتين) فهو ضعيف بهذا التمام. وتمام تخريجه مع أحاديث الباب: في "كتابنا الكبير": "غرس الأشجار". ولله الحمد.
4680 -
وَعَنْ عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ بَعْلِهَا، فَقَدْ هَتَكَتْ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ".
4681 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا مجالدٌ، عن الشعبى، عن مسروقٍ، قال: سمعت عائشة تبكى، فقلت:"يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا يُبْكِيكِ؟ " قالت: شبعت اليوم، فذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشبع في يومٍ مرتين.
4680 - قوى: دون قوله: (كل) أخرجه ابن حبان في "المجروحين"[3/ 5]، من طريق حسين بن أبى السرى عن إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى الصدفى عن الزهرى عن عروة عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط مثل الذي قبله، عده ابن حبان من منكرات معاوية بن يحيى الصدفى، وساقه له في ترجمته من "المجروحين" وليس للحديث أصل من رواية الزهرى عن عروة، لكن له طرق أخرى عن عائشة به نحوه دون حرف:(كل)، وكلها معلولة، غير أن بعضها يُقوَّى بعضها، لاسيما وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، وبعضها ثابت.
وهو ما رواه الإمام أحمد [6/ 362]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 345]، والدولابى في "الكنى"[رقم 1422]- وعنده معلقًا - والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 652]، وغيرهم من طريق ابن وهب عن حيوة بن شريح عن أبى صخر حميد بن زياد عن يُحَنَّس أبى موسى المدنى أن أم الدرداء حدثته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها يومًا فقال: من أين جئت يا أم الدرداء؟! فقالت: من الحمام، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها ويبن الله عز وجل من ستر) لفظ أحمد.
وسنده حسن صالح. وقد أعله ابن الجوزى بأبى صخر، ولم يفعل شيئًا؛ لأن الرجل صدوق متماسك من رجال مسلم؛ وقد توسعنا في تخريج هذا الحديث مع غيره من أحاديث الباب في كتابنا:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
وحديث أم الدرداء الماضى: هو أصح شئ فيه.
4681 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 4538]، فانظره ثم.
4682 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ، حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا زمعة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله: "أيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ".
4683 -
حَدَّثَنَا أبو كريب محمد بن العلاء الهمدانى، حدّثنا خلادٌ الجعفى، عن زهيرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها كانت تحمل من ماء زمزم في القوارير، وتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل.
4682 - صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخه"[7/ 206]، والترمذى في "العلل"[رقم 163] والدارقطنى في "علله"[14/ 293]، وغيرهم من طريق زمعة بن صالح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
قال الترمذى عقب روايته: (سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث، فضعف زمعة بن صالح وقال: هو منكر الحديث كثير الغلط،
…
).
قلتُ: وهو كما قال، وقد تابعه عليه جماعة من "الضعفاء" عن هشام بن عروة بإسناده به مثله
…
وبعضهم بلفظ: إلا نكاح إلا بولى، والسلطان ولى من لا ولى له) كما يأتى عند المؤلف [برقم 4749].
وهو منكر من حديث هشام بن عروة البتة، فقد قال الخليلى في "الإرشاد" [1/ 350/ انتقاء السلفى]:(رواه زمعة بن صالح وصدقة - يعنى السمين - وغيرهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، ولم يتابعهم الأئمة من أصحاب هشام).
قلتُ: وهو كما قال؛ وقد توبع عليه هشام بن عروة: تابعه عليه جماعة، ولا يثبت إلا من حديث الزهرى عن عروة، ورواه جماعة عن الزهرى، ولا يصح إلا من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهرى. وهذا الطريق يأتى [برقم 4750]، وهناك يكون تمام الكلام عليه إن شاء الله. وقد توسعنا في تخريج أحاديث الباب مع استيفاء كلام النقاد حولها في كتابنا:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4683 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [963]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 189]، والحاكم [1/ 660]، والبيهقى في "سننه"[9768]، وفى "الشعب"[3/ رقم 4129]، والفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 1071، 1073]، وغيرهم من طريق خلاد بن يزيد الجعفى عن زهير بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
ولفظ البخارى: =
4684 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا حفص بن بشرٍ الأسدى، قال: حدّثنا حكيم بن نافعٍ، عن هشام بن عروة، عن أَبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَجدَتَا السَّهْو تُجْزِئَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ".
4685 -
حَدَّثَنِي أبو كريبٍ، حدّثنا سعيد بن شرحبيل، عن ليث بن سعدٍ، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال، عن ابن عباس، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس، يقول:"لمَكَانُكُمْ مِن الجَنَّة" يَعْنى: مَنْ حَفظَ مَا بَيْنَ لحْيَيْهِ وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ.
= (عن عائشة أنها حملت ماء زمزم في القوارير، وقالت: حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأداوى والقرب، فكان يصب على المرضى ويسقيهم) وهو رواية للفاكهى.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قلتُ: وهو وجه منكر، وخلاد بن يزيد الجعفى روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات [8/ 229]، لكنه قال:"ربما أخطأ" ومثله لا يحتمل له التفرد عن مثل زهير بن معاوية، وقد ساق له أبو عبد الله الجعفى هذا الحديث في ترجمته من "تاريخه" ثم قال:"لا يتابع عليه" قال ابن القطان الفاسى: "وإنما لم يصححه الترمذى لأجله" نقله عنه صاحب "البدر المنير"[6/ 410] ثم رأيت الذهبى قد أورد خلادًا في "الميزان"[1/ 657]، وقال:"انفرد بحديث حَمْلِ ماء زمزم والاستشفاء به".
قلتُ: وهو آفة الحديث عندى، وله شواهد إلا أنها دون هذا اللفظ والسياق جميعًا، وقد ذكرناها في "غرس الأشجار" فللَّه الحمد والمنة.
4684 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 4592].
4685 -
صحيح: دون ذكر الخطبة: أخرجه الخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 479]، من طريق شجاع بن الأشرس عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبى هلال عن ابن عباس. عن عائشة به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 539]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح").
قلتُ: وهو كما قال؛ وعلة الحديث هي الانقطاع بين سعيد بن أبى هلال وابن عباس، فسعيد متأخر الطبقة عن إدراك ابن عباس، فكيف بالسماع منه؟! =
4686 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن سفيان، عن منصور ابن صفية، عن أمه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولم على بعض نسائه بمدين من شعيرٍ.
= لكن للحديث شوهد ثابتة عن جماعة من الصحابة دون ذكر الخطبة فيه، مضى منها حديث جابر [برقم 1855، 2109]، ويأتى حديث أبى هريرة [برقم 6200]، وسهل بن سعد [برقم 7555].
4686 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 113]، والنسائى في "الكبرى"[6606]، والبيهقى في "سننه"[14284]، والدارقطنى في "العلل"[15/ 40 - 41]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[9/ 238]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن منصور بن صفية بنت شيبة عن أمه عن عائشة به.
قلتُ: هكذا رواه يحيى بن اليمان ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة وأبو أحمد الزبيدى ومؤمل بن إسماعيل وغيرهم عن الثورى على هذا الوجه؛ وخالفهم الثقات الأثبات من أصحاب الثورى؛ منهم ابن مهدى ووكيع والفريابى ويزيد بن أبى حكيم ومحمد بن كثير العبدى كلهم عن الثورى عن منصور عن أمه به
…
دون ذكر عائشة فيه.
هكذا أخرجه البخارى [4877]، وابن أبى شيبة [17162]، والنسائى في "الكبرى"[6607]، وأبو محمد الفارسى في "المحلى"[9/ 450]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 1048]، والإسماعيلى وأبو نعيم كلاهما في:"المستخرج" وإسماعيل القاضى في "كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " كما في "الفتح"[9/ 238].
وتابعهم روح بن عبادة أيضًا كما ذكره الحافظ البرقانى وعنه المزى في "التحفة"[رقم 15907]، وقال ابن مهدى في روايته:(بصاعين) بدل: (بمدين).
وهذا الوجه هو الذي رجحه النسائي والدارقطنى في "العلل" والبرقانى وغيرهم؛ وجزموا بكون الحديث مرسلًا؛ لأن صفية بنت شيبة لم تثبت صحبتها عندهم! ونازع في هذا المزى وابن حجر، والصواب معهما إن شاء الله؛ لأن صفية قد ثبت لها رؤية؛ بل وسماع أيضًا، فما أشبه الحديث بقول الحافظ في "الفتح" [9/ 239]:"فالذى يظهر على قواعد المحدثين: أنه من المزيد في متصل الأسانيد".
وقد اختلف في سنده على الثورى على وجه ثالث غير محفوظ، وتوبع سفيان على الوجه الأول: =
4687 -
حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن حارثة بن محمدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين يقوم للوضوء، يكفأ الإناء، فيسمى الله، ثم يسبغ الوضوء.
= 1 - تابعه ابن عيينة قال: حدثونا عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة
…
وذكره بنحوه .. أخرجه الحميدى [236]، وقال:"فوقفنا سفيان فقال: لم أسمعه".
2 -
وابن جريج: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[15/ 39].
قلتُ: وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار". والله المستعان.
4687 -
ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه ابن ماجه [1062]، وابن أبى شيبة [16]، وابن راهويه [999، 1013]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 383، 384]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 198]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 261/ كشف الأستار]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 72]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 143]، وغيرهم من طرق عن حارثة بن محمد المدنى المعروف بابن أبى الرجال عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به نحوه
…
وهو عند ابن ماجه في سياقه طويل، ولفظ المراد منه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ فوضع يده سمى الله، ويسبغ الوضوء
…
) ونحوه عند ابن أبى شيبة ورواية لابن راهويه، ولفظ الدارقطنى:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مس طهوره يسمى الله).
وفى رواية: (كان يقوم إلى الوضوء فيسمى الله، ثم يفرغ الماء على يديه) وهو عند البزار مختصر بلفظ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بدأ بالوضوء سمى)
…
قال البزار عقب روايته: "حارثة لين الحديث".
قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[1/ 512]، وقال عن حارثة:"قد أجمعوا على ضعفه" ومثله أعله به الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 232]، فقال عن حارثة:"مدنى ضعفوه" ونقل الحربى في "العلل" عن الإمام أحمد أنه سئل عن هذا الحديث من رواية حارثة، فقال:"هذا أضعف حديث في الباب".
نقله عنه مُغَلْطاى في "الإعلام"[1/ 255]، وهو كما قال أحمد؛ وفى التسمية على الوضوء أحاديث أخرى أخف ضعفًا من هذا. وقد استوفيناها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4688 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا محمد بن زيد، عن رشدين بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمدً، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت، وعنده قدحٌ فيه ماءٌ، يدخل يده ويمسح وجهه، ثم يقول:"اللَّهمَّ أَعِنِّى عَلَى سَكَرَاتِ الموْتِ".
4689 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن عمران بن أنسٍ المكى، عن ابن أبى مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "تَدْرونَ أَزْنَى الزِّنَا عِنْدَ الله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"فَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ اسْتِحْلالُ عِرْضِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ" ثُمَّ قَرَأ: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} [الأحزاب: 58] ".
4688 - ضعيف بهذا اللفظ: مضى الكلام عليه [برقم 4510].
4689 -
منكر بهذا التمام: أخرجه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6711]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[10/ 3153]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 2356/ طبعة دار البصيرة]، وغيرهم من طريق أبى كريب عن معاوية بن هشام عن عمران بن أنس عن عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة عن عائشة به نحوه
…
وليس لفظة: (أربى) عند اللالكائى وحده.
قلتُ: وقد توبع عليه معاوية بن هشام: تابعه يحيى بن واضح على نحوه عند الدولابى في "الكنى"[473]- معلقًا - ووصله البخارى في "تاريخه"[6/ 423]، ولفظ البخارى مختصر دون الآية، وتصحف عنده قوله:(أربى الربا) إلى: (أزنى الزنى) مثل المؤلف كما يأتي التنبيه عليه.
وهذا الطريق عند البيهقى في "الشعب" بالموضع الماضى مثل لفظ المؤلف، وقد زاد الدولابى في أوله:(درهم ربا أعظم عند الله حرجًا من تسع وثلاثين زنية) وهذه الزيادة وحدها عند العقيلى [3/ 296]، وأبى أحمد الحاكم في "الكنى"[1/ 423 - 224].
ومدار الحديث على (عمران بن أنس المكى) وهو شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى. وقال العقيلى: "لا يتابع على حديثه" ثم أنكر عليه هذا الحديث، وساقه في ترجمته من "الضعفاء" ثم قال عقبه:"وهذا يروى من غير هذا الوجه مرسلًا، والإسناد فيه من طريق لينة". =
4690 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبى ثابتٍ، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "اللَّهُمَّ عَافِنِى
= قلتُ: هو كما قال، وقد رواه بكار اليمانى وابن جريج وعبد العزيز بن رفيع كلهم عن ابن أبى مليكة عن عبد الله بن حنظلة عن كعب الأحبار بنحو الزيادة الماضية وحدها من قوله موقوفًا، وهذا هو المحفوظ عن ابن أبى مليكة كما شرحناه في "غرس الأشجار" وهو الذي أشار أبو حاتم الرازى إلى ترجيحه في "العلل"[رقم 1159].
ولشطر الحديث الأول: دون الآية: شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
والحديث لا يثبت بهذا السياق جميعًا.
• تنبيه: قد تصحف: (عمران بن أنس) في إسناد المؤلف من الطبعتين إلى: (عمران بن أبى أنس المكى)، ويبدو أن هذا التصحيف قديم، فقد قال المنذرى في "الترغيب" [3/ 327]:(رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح).
وتابعه على هذا: الهيثمى في "المجمع"[8/ 174]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 23]، وهو غفلة منهم جميعًا، تابعهم عليها حسين الأسد في طبعته [8/ 145]، وصحَّح سنده؛ لأن (عمران بن أبى أنس) ثقة مشهور من رجال مسلم، وانتبه العلق على الطبعة العلمية من "مسند المؤلف" وأصلح هذا التحريف بسند الحديث، ثم نبه عليه بالهامش، وأصاب في هذا بلا شك.
ويؤكد هذا التصحيف في اسم: (عمران) أن البوصيرى قد ساق إسناد المؤلف ومتنه في "إتحاف الخيرة" وفيه: (عن عمران بن أنس المكى).
وقد وقع تصحيف آخر في لفظ المؤلف من الطبعتين جميعًا، ففيهما:(فإن أزنى الزنى) كذا، والصواب:(فإن أربى الربا) كما وقع عند الآخرين في لفظه، وقد مضى آنفًا أن البوصيرى قد ساق إسناد المؤلف ولفظه في "الإتحاف" ووقع عنده متنه وسنده على الجادة. فانتبه يرعاك الله. والله المستعان.
4690 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [3480]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 137، 138]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 407]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 245]، والحاكم [1/ 3580]، كما في "الضعيفة"[6/ 464]، والسلفى في "الطيوريات"[رقم 682]، وغيرهم من طريق حبيب بن أبى ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة به. =
فِي جَسَدِى، وَعَافِنِى فِي بَصَرِى، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّى، لا إِلَهَ إِلا اللهُ الحلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الحمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمَين".
= قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب، سمعت محمدًا - يعنى به البخارى - يقول: حبيب بن أبى ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد إن سلم سماع حبيب من عروة، ولم يخرجاه".
قلتُ: وجادل الإمام في عدم سماعه من عروة، وقال في "الضعيفة" [6/ 464]:"هو ثقة جليل فقيه، ولكنه كثير التدليس كما في "التقريب"، وقد أدرك ابن عمر وغيره من الصحابة؛ فلأن يدرك عروة بن الزبير من باب أولى، فلولا أنه مدلس؛ لكان الإسناد قويًا".
قلتُ: دعك من تدليسه واحتمال سماعه من عروة، فإن كلمة النقاد تكاد تكون متفقة على نفى سماع حبيب من عروة، حتى قال ابن أبى حاتم في "المراسيل" [ص 192]:"حبيب بن أبى ثابت لا يثبت له السماع من عروة بن الزبير، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شئ يكون حجة".
قلتُ: وهذا يفسد كلام الإمام كله، ثم هب أنه سمع من عروة في الجملة، فإن هذا الحديث خاصة قد سمعه بواسطة عنه، فقد قال الخطيب عقب روايته:"رواه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم عن حبيب بن أبى ثابت عن مولى لقريش عن عروة بن الزبير".
وهذا وصله الشجرى في "أماليه"[ص 197]، وإسناده الصحيح إلى عبد الغفار بن القاسم به.
قلتُ: وعبد الغفار هذا واه عندهم، وقد تناولوه شديدًا؛ راجع ترجمته من "اللسان"[4/ 42]، لكن قال الدارقطنى في "علله" [13/ 325]:"ويشبه أن يكون أبو مريم قد ضبطه" كذا، فانظر كيف قدم روايته على رواية الثقات عن حبيب؟!، وهذا من شفوف نظر الدارقطنى وتمكنه في هذا العلم؛ فإنه لا يثبت لحبيب سماع من عروة كما مضى؛ فإذا روى الثقات عنه حديثًا عن عروة؛ ثم اتفق أن خالفهم فيه بعض الضعفاء أو الهلكى.
ورواه عن حبيب عن واسطة عن عروة، كان ذلك هو الأشبه عند الناقد مع ضعف هذا المخالف البتة.
وهذا من المواطن القليلة التى يقدم فيها رواية "الضعفاء" أو الهلكى أو من هو خفيف الضبط؛ على الثقات وأهل الحفظ والضبط، وقد مضى مثال آخر نحوه هذا من كلام الدارقطني أيضًا، فيما علقناه على الحديث [رقم 3992]. =
4691 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا مصعب بن المقدام، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن جابرٍ العلاف، حدّثنا ابن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاةٌ فِي مَسْجِدِى خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ".
= وقد أغفل المناوى كل هذا، وجود سند الحديث في كتابه "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 438/ طبعة مكتبة الشافعي]، ولم يفعل شيئًا هذا المسكين في معرفة علل الحديث، والواسطة التى بين حبيب وعروة: قد سماها الدارقطنى: (إبراهيم بن أبى الجهم مولى قريش) وهو (مجهول لا يعرف، ونكرة لا تتعرف) ومن ظن أن أبا داود قد صحح حديث حبيب هذا بقوله في "سننه"[1/ 95]، عقب [رقم 180]:"وقد روى حمزة الزيادت عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثًا صحيحًا" فقد غلط، كما شرحناه في كتاب الوضوء من "غرس الأشجار". والله المستعان؛
ولبعض فقرات الحديث شواهد ثابتة. وهو ضعيف بسياقه جميعًا.
4691 -
صحيح: أخرجه ابن راهويه [550]، والترمذى في "علله"[73]، وغيرهما من طريق مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر عن جابر العلاف عن ابن الزبير عن عائشة به
…
وزاد ابن راهويه: (من المساجد إلا المسجد الحرام).
قال الترمذى: "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: لا أعرف جابرًا العلاف إلا بهذا الحديث، وروى ابن جريج هذا الحديث عن عطاء عن ابن الزبير عن عمر موقوفًا".
قلتُ: لم أقف على تلك الرواية الموقوفة بعد، وإن كنت قد رأيتها من طريق آخر عن ابن الزبير به، يرويه الحميدى عن ابن عيينة عن زياد بن سعد عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة فيما سواه من المساجد).
أخرجه الحميدى [941]، ومن طريقه البخارى في "تاريخه""الكبير"[2/ 420]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 127].
• وقد سقط: (عمر بن الخطاب) من سند الحميدى، وتوبع عليه الحميدى:
1 -
تابعه ابن أبى عمر العدنى على مثله وزاد: (فإنما فضلت عليه بمائة صلاة) أخرجه الفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 1144].
2 -
وإسحاق بن إسماعيل الأيلى على مثله: عند ابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 19]. =
4692 -
حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا بن المبارك، عن حجاجٍ، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم! وعن حجاجٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إِلا بِولِيٍّ"، وفى حديث عروة:"والسُّلْطَانُ ولِيّ مَنْ لا وَلِيَّ لَه".
= 3 - وأبو عبيد سعيد بن عبد الرحمن المخزومى على مثله وزاد: (فإنما فضله عليه بمائة صلاة) أخرجه ابن عبد البر أيضًا [6/ 20].
4 -
وحامد بن يحيى البلخى على مثله عند ابن حزم في "المحلى"[7/ 285]، وابن عبد البر في "التمهيد"[9/ 20].
وقال ابن حزم: (هذا سند كالشمس في الصحة).
قلتُ: لكن اختلف على ابن عيينة فيه، وكذا اختلف على سليمان بن عتيق في سنده أيضًا، ورواية ابن جريج التى أشار إليها البخارى سابقًا: رأيتها عند عبد الرزاق [9133]، لكن دون ذكر (عمر بن الخطاب) فيه، إنما أوقفه على ابن الزبير، ثم إن ابن جريج لم يسلم أيضًا من الاختلاف عليه في سنده، ولا شيخه عطاء أيضًا، فقد اختلف عليه في سنده على ألوان كثيرة، يأتى منها لون عند المؤلف [برقم 5787].
لكن الحديث صحيح ثابت؛ فله شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث سعد بن أبى وقاص [برقم 774]، ويأتى حديث أبى هريرة [5857، 5875، 6165، 6167، 6525، 6554]، وحديث ميمونة [برقم 7113]، وحديث جبير بن مطعم [برقم 7411، 7412]، وقد استوفينا أحاديث الباب والكلام عليها في "غرس الأشجار" والله المستعان.
4692 -
صحيح: هذان إسنادان لحديث واحد:
فالأول: يرويه الحجاج بن أرطأة عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
أخرجه ابن ماجه [1880]، وسعيد بن منصور في "سننه"[534]، وابن أبى شيبة [15933]، والبيهقى في "سننه"[13386، 13387]، وأبو عروبة الحرانى في "أحاديث"[رقم 16]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 87]، وفى "الاستذكار"[5/ 393]، والسلفى في "معجم السفر"[1/ رقم 43]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 7]، وأحمد [6/ 260]، وغيرهم من طرق عن الحجاج بن أرطاة بإسناده به .. وهو عند الطحاوى بلفظ:(أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل؛ فإن أصابها فلها مهرها بما استحل من فرجها؛ فإن اشتجروا: فالسلطان ولى من لا ولى له). =
4693 -
حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا صيفى بن ربعى الأنصارى، عن عبد الله بن عمر، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة، قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
= قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 293]: "هذا إسناد ضعيف، حجاج هو ابن أرطاة مدلس، وقد رواه بالعنعنة؛ وأيضًا لم يسمع حجاج من الزهرى، قاله عباد بن العوام وأبو زرعة وأبو حاتم".
قلتُ: والحجاج نفسه ضعيف، وبضعفه أعله ابن عبد الهادى في "التنقيح"[3/ 77]، وبتدليسه أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 525]، لكن لم ينفرد به حجاج عن الزهرى.
بل للحديث طرق أخرى عن الزهرى عن عروة عن عائشة به نحوه
…
يأتى بعضها [برقم 4837]، ولا يصح منها إلا طريق سليمان بن موسى وحده عن ابن شهاب بإسناده به
…
كما يأتى [برقم 4750]، فانظره ثمَّة.
والثانى: يرويه الحجاج أيضًا عن عكرمة عن ابن عباس به .. أخرجه ابن ماجه [1880]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 3475]، والبيهقى في "سننه"[13387]، و [13409]، وأبو عروبة الحرانى في "حديثه"[رقم 17]، وأحمد [1/ 250]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 71]، والخطيب في "الفصل للوصل"[2/ 765]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[1/ 435]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[2/ 145]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 258]، وغيرهم من طرق عن الحجاج بإسناده به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر أيضًا مثل الذي قبله، قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [1/ 293]:(هذا إسناد ضعيف، حجاج هو ابن أرطأة مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وأيضًا لم يسمع حجاج من عكرمة، إنما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة، قاله الإمام أحمد).
قلتُ: وبضعف الحجاج وحده أعله ابن الجوزى، وبتدليسه وحده: أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 525].
وقد اضطرب الحجاج في سنده أيضًا، كما شرحنا في "غرس الأشجار" ونظمنا هناك طرقه عن ابن عباس وشواهده عن جماعة من الصحابة. وهو حديث صحيح ثابت. وانظر الآتى [برقم 4750]، والآتى [برقم 7227].
4693 -
صحيح: أخرجه الترمذى [2185]، وأبو عمرو الدانى في "الفتن"[3/ رقم 341]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 518]، والشجرى في "الأمالى"[1/ 473]، والمزى =
خسفًا، ومسخًا، وقذفًا، يكون في آخر هذه الأمة، قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال:"نَعَمْ، إِذَا ظَهَرَ الخَبَثُ".
4694 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا حماد بن خالدٍ، عن عبد الله بن عمر، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة، قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الرجل يرى في
= في "تهذيبه"[13/ 248]، وغيرهم من طريق صيفى بن ربعى عن عبد الله بن عمر العمرى عن أخيه عبيد الله بن عمر العمرى عن القاسم ابن محمد عن عائشة به
…
وعند الجميع سوى الترمذى والمزى: (إذا كثر الخبث) بدل قوله: (إذا ظهر الخبث).
قال الترمذى: "هذا حديث غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه".
قلتُ: وهو آفة هذا الطريق، وكان منكر الحديث على زهده وفضله، ولشطره الثاني: (أنهلك وفينا الصالحون
…
إلخ) طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
وكلها مناكير، لكن ثبت هذا الشطر من حديث أم حبيبة كما يأتى [برقم 7155، 7159].
أما شطره الأول: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خسفًا ومسخًا وقذفًا يكون في آخر هذه الأمة) فله شواهد عن جماعة من الصحابة بعضها ثابت؛ وقد مضى منها حديث أنس [برقم 3945]، فراجع ما علقناه عليه هناك، والله يتولاك
…
وهو حسبى ونعم الوكيل.
4694 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه بو داود [236]، والترمذى [113]، وابن ماجه [612]، وأحمد [6/ 256، 377]، وابن الجارود [89، 90]، والدارمى [765]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 133]، وعبد الرزاق [974]، وابن أبى شيبة [863]، وابن راهويه [1706]، والبيهقى في "سننه"[762]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 337]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 82]، وغيرهم من طريق عبد الله بن عمر العمرى عن أخيه عبيد الله بن عمر العمرى عن القاسم بن محمد عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الدارمى وابن ماجه وعبد الرزاق وابن أبى شيبة والبيهقى وابن راهويه وابن بشران باختصار دون قول أم سليم وما بعده، وهو رواية لابن الجارود.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"[رقم 573]، ولفظه مختصر أيضًا دون قول أم سليم وما بعده، وقال عقب روايته:"عبد الله - يعنى العمرى - كان القطان يضعفه" وقبله قال الترمذى: "وعبد الله بن عمر ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه في الحديث". =
المنام أنه قد احتلم، ولا يرى بللا، قال:"لا غُسْلَ عَلَيْهِ"، قالت أم سليمٍ: يا رسول الله، والمرأة ترى ذلك؟ قال:"النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ".
4695 -
حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا خالد بن حيان، عن سالم بن عبد الله أبى المهاجر، عن ميمون بن مهران، عن أبى هريرة، وعائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا.
= وبه أعله النووى في "المجموع"[2/ 142]، وقال في "الخلاصة" [1/ 190]:(الحديث ضعيف بهذا الإسناد) ومثله فعل الطوسى في "أحكامه" كما في "الإعلام" لمغلطاى [1/ 817]، ونقل مُغَلْطاى أيضًا عن عبد الحق الإشبيلى أنه رد الحديث بالعمرى، ونقل المناوى في فيضه [2/ 562]، عن ابن القطان أنه قال:"طريق عائشة ضعيف" وقال ابن رجب في شرح البخارى [2/ 52]، (وقد استنكر أحمد هذا الحديث في رواية مهنا، وقال في رواية الفضل بن زياد: أذهب إليه) وقال الشوكانى في "نيله"[1/ 281]: "فالحديث معلول بعلتين:
الأولى: العمرى المذكور.
والثانية: التفرد وعدم المتابعات؛ فقصر عن درجة الحسن والصحة
…
".
قلتُ: والعمرى المشار إليه هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب؛ وكان شيخًا عابدًا زاهدًا، إلا أنه لم يكن في الراوية بشئ، بل تركه بعضهم، وكان صاحب مناكير عن الثقات؛ بحيث يذهب سعى كل من حاول تمشية حاله من بعض المتأخرين، وهو الإمام أحمد شاكر رحمه الله حيث يراه ثقة، ويصحح حديثه، تمامًا كما كان يرى ابن لهيعة وكاتب الليث وجماعة من الضعفاء البين ضعفهم، وقد ناقشناه طويلًا في مواضع من "غرس الأشجار" ومنها هذا الموضع أيضًا.
ومن صحح هذا الحديث أو حسنه لشواهده أو بعض طرقه، فقد سلك غير الجادة، كما شرحناه في (المصدر المشار إليه) وإنما يصح من الحديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره؛ وحسب، أما أوله: فقد ثبت باختصار دون هذا التفصيل. والله المستعان.
4695 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [415]، وأبو عروبة الحرانى في جزء من حديثه [رقم 57]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 119]، والذهبى في "تذكرة الحفاظ"[2/ 775]، وغيرهم من طرق عن أبى خالد الأحمر خالد ابن حيان عن سالم بن عبد الله أبى المهاجر عن ميمون بن مهران عن عائشة وأبى هريرة كلاهما به. =
4696 -
حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، قال: سمعت سفيان، يقول: قلت لعبد الرحمن بن القاسم: أسمعت أباك يخبر، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقبّل وهو صائمٌ؟ قال: فسكت عنى شيئًا، ثم قال لى: نعم، كأنه استصغرنى.
4697 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن أبى زائدة، وعبد الرحيم بن سليمان، عن
= قال الحافظ مُغَلْطاى في "الإعلام"[1/ 280]: "هذا حديث معلل بأمرين: الأول: انقطاع ما بين ميمون وشيخيه
…
" ثم نقل عن أبى حاتم الرازى أنه سئل: "هل سمع ميمون من عائشة؟ قال: لا".
وهذا لم أجده عن أبى حاتم بعد البحث، ولم يذكره ولده في "المراسيل" ولا في ترجمة ميمون من "الجرح والتعديل"، ثم نقل من "مراسيل ابن أبى حاتم"[ص 206]، قول أبى طالب للإمام أحمد:(ميمون بن مهران عن حكيم بن حزام؟! قال: لا من أين لقيه؟! لم يرو إلا عن ابن عباس وابن عمر) ثم قال مغلطاى: (فهذا حكم من أحمد على عدم سماعه - يعنى ميمونًا - من صحابى غير هذين
…
).
ثم ذكر العلة الثانية بقوله: "الثاني: الاختلاف في حال خالد بن حيان أبى يزيد الرقى
…
" وشرع في ذكر اختلاف النقاد بشأنه، والتحقيق أنه شيخ صدوق متماسك يحتج به، وللحديث طرق أخرى وشواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، مضى منها حديث على [برقم 283، 571، 572]، ويأتى منها حديث ابن عمر [برقم 5777]، وهو حديث صحيح ثابت كما شرحناه في "غرس الأشجار".
4696 -
صحيح: أخرجه مسلم [1106]، وأحمد [6/ 39]، والدارمى [634]، والنسائى في "الكبرى"[3502، 9130]، والبيهقى في "سننه"[7883]، وفى "المعرفة"[رقم 2627]، والشافعى في "سننه"[رقم 290/ رواية الطحاوى]، ومن طريقه الطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 91]، والحميدى [197]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وله طرق كثيرة عن عائشة به
…
فانظر الآتى [برقم 4716، 4734].
4697 -
ضعيف: أخرجه أحمد [6/ 68، 110]، وتمام في "فوائده"[رقم 1792]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 373]، وغيرهم من طريقين عن أشعث بن سوار عن أبى الزبير المكى =
أشعث بن سوارٍ، عن أبى الزبير، عن جابر، عن أم كلثومٍ، عن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالطها من غير أن ينزل، قالت: فاغتسلنا.
= عن جابر بن عبد الله عن أم كلثوم بنت أبى بكر عن عائشة قالت: "فعلناه مرة فاغتسلنا، في الذي يجامع ولا ينزل. هذا لفظ أحمد وحده.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، أشعث يكتب حديثه ولا يحتج به، وقد تكلم فيه غير واحد، ولم يخرج له مسلم من حديثه إلا ما تابعه الثقات عليه.
وهذا الحديث ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل"[1/ 373]، لكن أشعث لم ينفرد به، بل تابعه ابن لهيعة عن أبى الزبير قال: أخبرنى جابر أن أم كلثوم أخبرته أن عائشة أخبرتها: (أنها والنبى صلى الله عليه وسلم فعلا ذلك؛ ثم اغتسلا منه يومًا) أخرجه أحمد [6/ 74]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 301]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[54/ 25]، لكن ابن لهيعة ضعيف هو الآخر على جلالته وعلمه وفقهه ودينه.
وقد اختلف عليه في رفعه ووقفه، فرواه عنه قتيبة بن سعيد وموسى بن داود على الوجه الماضى به موقوفًا من قول عائشة، وهو الصواب؛ وخالفهما عبد الله بن وهب، فرواه عن ابن لهيعة وعياض بن عبد الله المدنى نزيل مصر كلاهما عن أبى الزبير عن جابر عن أم كلثوم عن عائشة أن رجلًا:(سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع مع أهله ثم يكسل، هل عليه غسل؟! - وعائشة جالسة - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل) فرفع الجملة الأخيرة، هكذا أخرجه أبو الحسن بن مهدى في "سننه"[1/ 112]- اللفظ له - والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 55]، وهو في "المدونة"[1/ 135]، من طريق ابن وهب به
…
وكذلك أخرجه النسائي في "الكبرى"[912]، والبيهقى في "سننه"[745]، لكن وقع عندهما اسم ابن لهيعة مبهمًا، والوجه الأول الموقوف هو الصواب عن ابن لهيعة؛ ويشبه أن يكون هذا الوجه الثاني المرفوع هو سياق حديث عياض بن عبد الله وحده عن أبى الزبير به
…
رواه ابن وهب ولم يفصل هذا السياق من لفظ ابن لهيعة، وعياض هذا تكلموا فيه، حتى قال البخارى:"منكر الحديث".
وقال الساجى: "روى عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر" وضعفه ابن معين وجماعة، ومشاه بعضهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواية ابن لهيعة وأشعث بن سوار مقدمة على روايته، فيشبه أن يكون قد وهم في رفع الحديث، والصواب أنه موقوف من قول عائشة كما مضى؛ ورواية عياض وحده عن أبى الزبير بإسناده به
…
أخرجها مسلم أيضًا [350]، وأبو عوانة [رقم 647]، وأبو محمد الفاكهى في حديثه [رقم 26]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 615]، وغيرهم من طريق ابن وهب عن عياض به.
قلتُ: وهذا الإسناد أعله الإمام في "الضعيفة"[2/ 456]، بثلاث علل على التوالى:
الأولى: ضعف عياض بن عبد الله.
والثانية: عنعنة أبى الزبير عن جابر.
والثالثة: المخالفة في رفعه.
أما العلة الأولى: فقد تراجع عنها الإمام، لما وقف على متابعة ابن لهيعة لعياض عليه عند صاحب "المدونة" وفات الإمام أنها عند الدارقطنى والطحاوى وغيرهما، بل هي عند النسائي والبيهقي أيضًا، لولا أن ابن لهيعة وقع عندهما مبهمًا غير مسمى، لكن قد سبق أن ابن لهيعة وإن كان قد تابع عياضًا على سنده إلا أنه خالفه في رفعه، وأن ابن وهب قد أساء في عدم فصله بين رواية عياض وابن لهيعة لما قرنهما معًا في الرواية عن أبى الزبير به
…
، والسياق سياق حديث عياض إن شاء الله.
وأما العلة الثانية: وهى عنعنة أبى الزبير، فقد أجاب عنها الحافظ مغلطاى في "الإعلام"[/ 806]، بقوله:"وليس لقائل أن يقول: هو من رواية أبى الزبير عن جابر من غير تصريح بالسماع، ولا هو من من رواية الليث عنه؛ وذلك مشعر بالانقطاع، وإن كان عند مسلم؛ فإنه ينفع في المناظرة أو في النظر؛ لأنه وقع لنا طريق يصرح فيها - يعنى أبى الزبير - بالسماع، ذكرها الحافظ أبو بكر الخطيب فيما رويناه عنه في كتاب "رواية الصحابة عن التابعين" من حديث الإمام أحمد بن حنبل - وهذا في "مسنده" [6/ 74]- ثنا موسى بن داود، ثنا عبد الله - هو ابن لهيعة - عن أبى الزبير أخبرنى جابر به
…
).
قلتُ: وما فعل الرجل شيئًا؛ لأنه من رواية ابن لهيعة عن أبى الزبير، ومغلطاى نفسه يُعِلُّ بضعف ابن لهيعة في مواضع من "إعلامه" فيلزمه ألا يقبل تصريح أبى الزبير هنا بالسماع، لكونه من طريق ابن لهيعة عنه. =
4698 -
حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا حسين بن على، عن زائدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر ببناء المسجد في الدَّور أن تُنَظَّف وتُطَيَّب.
= وأما العلة الثالثة: وهى مخالفة عياض في رفعه، فهى القادحة مع أختها السابقة.
ويشهد للموقوف رواية الأوزاعى عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: (إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا) أخرجه الترمذى وابن ماجه والنسائى في "الكبرى" وأحمد وابن حبان وجماعة كثيرة.
وظاهر سنده الصحة، لولا أنه معلول البتة، علته قاصمة لظهر المنافح دون صحته، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
4698 -
حسن: أخرجه أبو داود [455]، والترمذى [594]، وابن ماجه [758، 759]، وأحمد [6/ 279]، وابن خزيمة [1294]، وابن حبان [1634]، والبيهقى في "سننه"[4106]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 83]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 152]، و [12/ 234]، والعقيلى [3/ 309]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 160]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 376]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2457]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، لولا أنه معلول، فقد رواه جماعة من الكبار عن هشام بن عروة عن أبيه به مرسلًا، ليس فيه عائشة، وهذا المرسل هو الذي صححه الإمام أحمد وأبو حاتم والترمذى والعقيلى وأبو على الطوسى والدارقطنى وغيرهم، وقولهم هو المتبع عند المحقق فلا عبرة باعتراض جماعة من المتأخرين عليهم؛ أمثال ابن القطان ومغلطاى والألبانى وغيرهم، وقد عقدنا لهم محاكمة جدلية في "غرس الأشجار".
وفى الباب عن جابر وسمرة بن جندب وغيرهما. ولا يثبت من ذلك شئ البتة، اللَّهم إلا ما رواه الإمام أحمد [5/ 371]، عن يعقوب بن إبراهيم الزهرى عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثنى عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن جده عروة عمن حدثه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا، وأن نصلح صنعتها ونطهرها).
أورده الهيثمى في "المجمع"[2/ 117]، وقال:"رواه أحمد وإسناده صحيح" وهذا منه شطط، والصواب أن إسناده حسن فقط، كما بيناه في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". والله المستعان.
4699 -
حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة، عن البهى، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكر الله على كل أحيانه.
4699 - صحيح: أخرجه مسلم [373]، وأبو داود [18]، والترمذى في "جامعه"[3384]، وفى "علله"[رقم 441]، وابن ماجه [302]، وأحمد [6/ 70، 153، 278]، وابن خزيمة [207]، والبيهقى في "سننه"[429]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 88]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 21] وأبو عوانة [رقم 442]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 217]، وفى "تفسيره"[2/ 281]. طبعة دار طيبة]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 606]، والسراج في "مسنده"[1/ 28]، ومن طريقه الحافظ في "التغليق"[2/ 172]، وابن عساكر في "تاريخه"[16/ 89]، و [59/ 53] و [55/ 54]، وغيرهم من طرق عن زكريا بن أبى زائدة عن خالد بن سلمة بن العاص عن عبد الله البهى عن عروة عن عائشة به
…
وعند الترمذى في "علله": "على كل أحايينه" وهو رواية لابن عساكر.
قال الترمذى: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، والبهى اسمه عبد الله".
قلتُ: وفهم الحافظ في "الفتح"[1/ 23]، من عبارة الترمذى أنه يرى أن يحيى بن أبى زائدة قد انفرد به، وتعقبه بكون إسحاق الأزرق وعبد الحميد الحمانى والفضل بن موسى كلهم رووه عن زكريا بن أبى زائدة به .. ثم قال: "فكان المنفرد به زكريا لا ابنه، وخالد بن سلمة فيه مقال،
…
".
قلتُ: وقد سُبق الحافظ إلى هذا، سبقه إليه بعضهم، ورد عليه الحافظ مغلطاى في "الإعلام"[1/ 80]، بما تعقبناه عليه في "غرس الأشجار".
وخالد بن سلمة هو المعروف بـ (الفأفاء) شيخ ثقة لم يتكلم فيه أحد بحجة، وشيخه عبد البهى حسن الحديث؛ وقد سئل أبو زرعة عن هذا الحديث كما في "العلل"[رقم 124]، فقال:"ليس بذاك، هو حديث لا يروى إلا من ذا الوجه" فحكى ابن أبى حاتم هذا الكلام لأبيه، فقال له:"الذي أرى أن يذكر الله على كل حال، على الكنيف وغيره، على هذا الحديث".
قلتُ: وهذا منه إشارة إلى صحة الحديث عنده، وهو ما استظهره الإمام في "الصحيحة"[رقم 406]، وفيه نظر عندى، ذكرته في "غرس الأشجار". =
4700 -
حَدَّثَنَا أمية بن بسطامٍ، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قال: قالت عائشة: ما رأيت أحدًا قط أصدق من فاطمة غير أبيها، وكان بينهما شئٌ، فقال: يا رسول الله سلها، فإنها لا تكذب.
4701 -
حَدَّثَنَا أحمد بن جنابٍ، حدّثنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، قال: حدثنى أخى عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: اجتمعن إحدى عشرة
= والحديث علقه البخارى في صحيحه [1/ 116، 227/ طبعة البغا]، مجزومًا به، بل وصححه فيما نقله عنه الترمذى في "علله"، وقد وقع لجماعة أوهام في الكلام عليه، ذكرناها مع بيان ما فيها وشواهد الحديث في كتابنا "الكبير":"غرس الأشجار".
4700 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2721]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 41 - 42]، من طريق أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن عمرو بن دينار عن عائشة به
…
وعند الطبراني: (ما رأيت أفضل
…
) بدل: (أصدق).
قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 325]، بعد أن عزاه للمؤلف والطبرانى:"ورجالهما رجال الصحيح" ..
قلتُ: وهو كما قال؛ غير أنه منقطع، فإن عمرو بن دينار لم يسمع من عائشة بلا خلاف أعلمه، وللحديث طريق آخر يرويه ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة - رضى الله عنها - (أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها) أخرجه الحاكم [3/ 175]، والسراج في "تاريخه" كما في الاستيعاب [1/ 613].
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلتُ: ووهم الرجل على عادته؛ لأن مسلمًا لم يحتج بتلك الترجمة قط! ثم في إسناده عنعنة ابن إسحاق، وكان وحش التدليس، لا يدلس إلا عن الضعفاء والمجاهيل وتلك البابة.
4701 -
صحيح: أخرجه البخارى [4893]، ومسلم [2448]، وابن حبان [7104]، والطبرانى في الطبراني "الكبير"[23/ رقم 266]، والنسائى في "الكبرى"[9138]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 254]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 156]، وابن عساكر في "تاريخه"[31/ 10 - 11]، والمزى في "تهذيب الكمال"[15/ 300]، وغيرهم من طرق عن عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله عن أبيه عروة عن عائشة به نحوه. =
امرأةً فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا، فقالت الأولى: زوجى لحم جملٍ غثٍ على رأس جبلٍ، لا سهلٍ فيرتقى، ولا سمينٍ فينتقل، قالت الثانية: زوجى لا أبث خبره، إنى أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره، قالت الثالثة: زوجى العشنَّق، إن أسكت أعلَّق، وإن أنطق أطلَّق، قالت الرابعة: زوجى كليل تهامةَ، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة، قالت الخامسة: زوجى إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن نام التف، ولا يولج الكف ليعلم البث، قالت السادسة: زوجى غياياء - أو عياياء - شك عيسى، طباقاء، كل داءٍ له داءٌ، شجَّك، أو فلَّك، أو جمع كلا لك، قالت السابعة: زوجى إن دخل أسد، وإن خرج فهد، ولا يسأل عما عهد، قالت الثامنة: زوجى المس مس أرنبٍ، والريح ريح زرنبٍ، قالت التاسعة: زوجى رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من النادى، قالت العاشرة: زوجى مالكٌ، وما مالكٌ خيرٌ من
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه البغوى في "شرح السنة"[5/ 84]، والخطيب في الأسماء المبهمة [ص 131]، والرافعى في تاريخ قزوين [1/ 120 - 121].
وهكذا رواه جماعة عن هشام بن عروة؛ وخالفهم عباد بن منصور وأبو معاوية الضرير وسليمان بن بلال وابن أبى الزناد وغيرهم، كلهم رووه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به، ولم يذكروا فيه واسطة بين هشام وأيبه، ثم اختلفوا في رفعه، فجعله عباد بن منصور وبعضهم كله مرفوعًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواية عباد أخرجها المؤلف في الآتى [برقم 4702]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 269]، والنسائى في "الكبرى"[9139]، وابن راهويه [744]، والسهمى في "تاريخه"[ص 82]، وغيرهم، وهو عند السهمى بالفقرة الأخيرة منه فقط.
وقد اختلف في سنده ومتنه على هشام بن عروة على ألوان أخرى ذكرها الدارقطنى في "العلل"[13/ 230، 231، 232، 233، 234، 235]، ورجح قول عيسى بن يونس ومن تابعه عليه، وقال:"هو الصواب" ثم صحح أن القصة كلها موقوفة من قول عائشة دون قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره: (كنت لك كأبى زرع لأم زرع) ودازعه بعضهم في هذا! لما مضى الإشارة إليه من كون جماعة قد رووه عن هشام بن عروة بالقصة جميعًا مرفوعًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة، وإن اختلف أصحاب هشام عليه في سنده، فقد توبع على هذا الوجه: تابعه ابن أخيه عمر بن عبد الله بن عروة عن جده عروة عن عائشة به نحوه
…
كله من قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة. =
ذلك، له إبلٌ قليلات المسارح كثيرات المبارك، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك، قالت الحادية عشرة: زوجى أبو زرعٍ، وما أبو زرعٍ؟! أنَاسَ من حلىٍ أذنيّ، وملأ من شحمٍ عضديّ، وبجحنى فبجحت إلى نفسى، فوجدنى في أهل غنيمةٍ بشقٍ، فجعلنى في أهل صهيلٍ وأطيط ودائسٍ ومنق وعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، واشرب فأتقمح، أم أبى زرعٍ، وما أمُّ أبى زرعٍ؟! عكومها رداحٌ، وبيتها فساحٌ، ابن أبى زرعٍ، فما ابن أبى زرعٍ؟! مضجعه كمسل شطبةٍ، ويشبعه ذراع الجفرة، ابنة أبى زرعٍ، وما ابنة أبى زرع؟! طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها، جارية أبى زرعٍ، وما جارية أبى زرعٍ؟! لا تبث حديثنا تبثيثًا، ولا تنقل ميرتنا تنقيثًا، ولا تملأ بيتنا تعشيشًا، خرج أبو زرعٍ والأوطاب تمخض، فلقى امرأةً معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقنى ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريًا، ركب شريًا، وأخذ خطيًا، وأراح عليَّ نعمًّا ثريًّا، قال: كلى أم زرعٍ، وميرى أهلك، قالت: فإن جمعت كل شئ أعطانيه، ما بلغ أصغر آنية أبى زرعٍ! قالت عائشة: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشُ، كُنْتُ لَكِ كَأبِى زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ".
4702 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ريحان بن سعيدٍ الناجى، عن عباد بن منصورٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، بحديث أم زرعٍ، أي قريبٍ منه.
= أخرجه النسائي في "الكبرى"[9139]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 272]، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل الآثار"[190]- وعنده مختصر - والرامهرمزى في "الأمثال"[103، 105]- وعنده مختصر - والمزى في "تهذيبه"[21/ 415]، والمؤلف [برقم 4703]- وعنده إشارة - وغيرهم من طريقين عن عمر بن عبد الله بن عروة عن جده عن عائشة به.
قلتُ: وعمر بن عبد الله ليس في قوة عمه هشام، والاختلاف الذي في سنده على هشام أراه منه نفسه، كأنه لم يكن يضبطه، والوجه الأول عنه هو الذي رجحه الدارقطنى وغير واحد من النقاد كما نقله عنهم الحافظ في "الفتح"[9/ 257]، وهو ظاهر اختيار البخارى ومسلم أيضًا، حيث أخرجاه في "الصحيح" من هذا الوجه وحسب، وأراه الصواب سندًا ومتنًا، والله المستعان.
وفى الحديث كلام طويل لعلنا نستوفيه في مكان آخر.
4702 -
صحيح: انظر قبله
…
وفى سياقه وهم بهذا الإسناد.
4703 -
حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا سفيان، عن داود بن شابور، عن عمر بن عبد الله بن عروة، عن جده عروة بن الزبير، عن عائشة، أنها حدثت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبى زرعٍ، و أم زرعٍ، وذكرت شعر أبى زرعٍ على أم زرعٍ.
4704 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدّثنا عبد الله بن الأجلح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِى أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟! فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسلِهِ".
4703 - صحيح: انظر قبله .... وفى سياقه وهم بهذا الإسناد.
4704 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 257]، وابن حبان [150]، وابن أبى الدنيا في "مكائد الشيطان"[رقم 28]، ومن طريقه ابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[2/ 196]، وعبد الغنى المقدسى في التوحيد [رقم 46]، وابن الجوزى في "تلبيس إبليس"[ص 47]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 623]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 50/ كشف]، وغيرهم من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
نحوه
…
وزاد الجميع سوى ابن حبان: (فإن ذلك يذهب عنه).
قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 33]، بعد أن نسبه للمؤلف وأحمد والبزار:"ورجاله ثقات".
قلتُ: بل ظاهر سنده على شرط الشيخين، لولا أنه معلول، فقال البزار عقب روايته: (وهذا رواه غير واحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبى هريرة
…
".
وهكذا رواه ابن عيينة وأبو سعيد المؤدب كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبى هريرة به نحوه
…
دون الزيادة، أخرجه مسلم [134]، وأبو داود [4721]، وأحمد [2/ 331]، والنسائى في "الكبرى"[10498]، والحميدى [1153]، ومن طريقه أبو القاسم اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[1/ رقم 192]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 352، 353]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 146]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1267، 1268]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 8]، وغيرهم.
وهذا الوجه هو الذي صححه أبو زرعة الرازى كما في "العلل"[رقم 1969]، وجزم بوهم عبد الله بن الأجلح والضحاك بن عثمان وغيرهما ممن رواه عن هشام على الوجه الأول، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد اختلف على هشام فيه على ألوان أخرى؛ فمضى من ذلك لونان من الاختلاف عليه في سنده.
ولون ثالث، فرواه مالك بن أنس واختلف عليه، فرواه عنه إسماعيل بن أبى أويس فقال: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص به نحوه
…
دون الزيادة، فنقله إلى (مسند ابن عمرو) هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1896]، من طريق شيخه أحمد بن محمد بن نافع عن أبى الطاهر بن السرح عن ابن أبى أويس به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 185]: "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، ورجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني".
وتعقبه الإمام في "الصحيحة"[1/ 182]، قائلًا: (كذا قال، ولم يذكر من حاله شيئًا، كأنه لم يقف له على ترجمة، وكذلك أنا فلم أعرفه، وهو مصرى كما في "معجم الطبراني الصغير"[ص 10]
…
".
قلتُ: بل الرجل معروف إن شاء الله؛ حدث عن جماعة من الكبار؛ وعنه الطبراني وأبو سعيد بن الأعرابى وأبو جعفر النحاس النحوى وحمزة الكنانى والعقيلى وغيرهم من الأئمة النبلاء؛ فمثله في طبقة الصدوق وإن لم يوثقه أحد، وليس هو بأحمد بن محمد بن نافع الشيخ البغدادى المترجم في "الميزان" و"لسانه".
ثم إن إسماعيل بن أبى أويس قد خولف فيه عن مالك، خالفه بعضهم، ورواه عن مالك عن هشام عن أبيه به مرسلًا، ليس فيه (ابن عمرو) ولا (عائشة) ولا (أبو هريرة) هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[8/ 323]، وذكر أن حسان بن إبراهيم قد تابع مالكًا على هذا اللون المرسل عن هشام، ثم قال الدارقطنى:"وهو أصح".
قلتُ: وهكذا رواه عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه به مرسلًا
…
عند هناد في "الزهد"[رقم 947]، وتابعهم عليه وكيع عنده في "الزهد"[رقم 220]، ولولا الحياء من أبى زرعة الرازى؛ لقلتُ: بكون هذا الوجه هو المحفوظ عن هشام بن عروة كما جزم به الدارقطنى آنفًا، لكن أبا زرعة قد قَوَّى رواية ابن عيينة ومن تابعه عليه عن هشام عن أبيه عن أبى هريرة به .. بقوله كما في "العلل" [رقم 1969]:"وقد قوى ذلك ما يرويه عقيل وابن أخى الزهرى عن الزهرى عن عروة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ". =
4705 -
حَدَّثَنَا أحمد بن زيد، حدّثنا حماد بن خالد، عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: وقع رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه، ثم نام حتى أصبح وهو جنبٌ، فاغتسل وصام يومه.
= قلتُ: وحديث ابن شهاب هذا عن عروة: أخرجه البخارى [3152]، ومسلم [134]، وأبو عوانة [رقم 179]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 57]، والنسائى في "الكبرى"[10499]، وغيرهم كثير من طرق عن الزهرى عن عروة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتى الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟! من خلق كذا؟! حتى يقول: من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته) لفظ البخارى.
وخولف فيه الزهرى، خالفه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، فرواه عن عروة فقال: عن عمارة بن خزيمة الأنصارى عن أبيه به نحو سياق المؤلف، هكذا أخرجه أحمد [5/ 214]، والطبرانى في "الكبير"[4/ رقم 3719]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[215]، وغيرهم.
لكن الإسناد إلى ابن نوفل - لا يثبت، رواه عنه القاضى ابن عقبة المصرى، وأنت تعرفه، وللحديث شواهد أخرى عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
وقد مضى منها حديث أنس [برقم 3961، 3969]، والله المستعان.
4705 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 221، 256، 257]، والنسائى في "الكبرى"[3012، 3013]، وغيرهما من طرق عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد بن أبى بكر عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، لولا أنه قد اختلف في سنده على أفلح على ألوان ذكرناها في "غرس الأشجار" لكن صوَّب النسائي منها هذا اللون.
وللحديث طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
مضى بعضها [برقم 4551، 4637]، ويأتى منها جملة أخرى، منها الثلاثة أحاديث الآتية على التوالى.
• تنبيه: شيخ المؤلف: (أحمد بن زيد) هو أحمد بن محمد بن زيد أبو على، هكذا ذكره المزى في تلاميذ (حماد بن خالد) من "تهذيب الكمال"[7/ 234] ، ولم أقف له على ترجمة بعد، وليس هو بالترجم في "تاريخ مدينة السلام"[5/ 119]، لكونه متأخر الطبقة عن الذي هنا، فالله ربى أعلم بحاله ومن يكون!.
4706 -
حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا شعيب بن إسحاق الدمشقى، حدّثنا عباد بن منصور، عن عطاء، أن مسروقًا، سأل عائشة، قال: يا أمتاه، الرجل يصبح جنبًا، هل يصوم يومه ذلك؟ فقالت: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبًا من جماعٍ غير احتلامٍ، فريضةً غير تطوع، فاغتسل وصلى، وأتم صومه.
4707 -
حَدَّثَنَا داود بن رشيد، حدّثنا أبو حفصٍ الأبار، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح وهو جنبٌ فيتم صومه.
4706 - صحيح: هذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى عباد بن منصور الناجى، فهو مختلف فيه، والجمهور على تضعيفه، بل رماه غير واحد بالتدليس عن الضعفاء أيضًا، ولم يُصرِّح فيه بسماع، وعطاء في سنده هو ابن أبى رباح؛ وقد توبع عليه بنحوه دون سؤال مسروق كما يأتى قريبًا [برقم 4709].
والحديث صحيح ثابت لطرقه الكثيرة عن عائشة، ومنها الآتى:
4707 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[2980]، من طريق داود بن رشيد عن أبى حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، فإن رجاله كلهم ثقات مشاهير؛ وسماع مجاهد من عائشة مستقيم كما مضى بيانه في تعليقنا على الحديث [رقم 4441]، لكن اختلف في سنده على منصور، فرواه عنه أبو حفص الأبار على الوجه الماضى؛ وتابعه عليه شريك القاضى على مثله عند الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 7866]، بإسناد صحيح إليه.
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن منصور إلا شريك، تفرد به إسحاق الأزرق".
قلتُ: كلا، بل توبع شريك عليه كما مضى، وخالفهما عبيدة بن حميد الحذاء، فرواه عن منصور فقال: عن مجاهد عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث قال: قال أبو هريرة: (من أصنبح جنبًا فلا صوم له، فأرسل مروان - هو ابن الحكم - عبد الرحمن - هو ابن الحارث والد أبى بكر - إلى عائشة يسألها فقال لها: إن أبا هريرة يقول: من أصبح جنبًا فلا صوم له، فقالت عائشة: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب ثم يتم صومه؛ فأرسل إلى أبى هريرة فأخبره أن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجنب ثم يتم صومه؛ فكف أبو هريرة) فأدخل فيه واسطة بين مجاهد وعائشة. =
4708 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبى صالحٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى صلاة الفجر، ورأسه يقطر من جماعٍ لا احتلامٍ، ثم يصوم.
4709 -
حَدَّثَنَا داود بن عمرو بن زهيرٍ، حدّثنا صالح بن عمر، حدّثنا مطرفٌ، عن الشعبى، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت، فيناديه بلال بالأذان، فيقوم فيغتسل، فإنى لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره، ثم يخرج فيصلى فأسمع بكاءه، ثم يظل صائمًا. قال: قلت للشعبى: في رمضان؟ قال: سواءٌ.
= هكذا أخرجه أحمد [6/ 266]، والنسائى في "الكبرى"[2979]، وتوبع عبيدة على هذا الوجه: تابعه زياد بن عبد الله البكائى على نحوه عن منصور عند أحمد [6/ 278]، وكذا تابعه جرير بن عبد الحميد على نحوه أيضًا عن منصور: عند ابن راهويه [1082].
وهذا اللون أشبه أن يكون هو المحفوظ عن مجاهد في هذا الحديث، وسنده صحيح حجة.
4708 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 262]، وأبو خيثمة في كتاب "العلم"[رقم 166]، من طريقين عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبى صالح عن عائشة به مثله
…
وليس عند أحمد قوله: (ثم يصوم).
قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وعاصم صدوق متماسك أحد أئمة الحروف، من نظراء الأعمش كما يقول ابن معين.
وللحديث طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
مضى منها جملة؛ ويأتى المزيد.
4709 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [1703]، وأحمد [6/ 101، 254]، وابن حبان [3490، 3491]، وابن أبى شيبة [9566]، والنسائى في "الكبرى"[2992]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2016]، وغيرهم من طرق عن مطرف بن طريف عن الشعبى عن مسروق عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ لكن اختلف على الشعبى في سنده كما شرحناه في "غرس الأشجار" غير أن هذا الوجه هو المحفوظ عنه إن شاء الله، ومن رواه عنه فلم يذكر فيه مسروقًا، فقد قصَّر في روايته، وقد جوَّده مطرف، وهو إمام ثقة ثبت. وقد نظمنا طرق هذا الحديث وشواهده في المصدر المشار إليه آنفًا. ولا يزال عند المؤلف ما سوف تراه. =
4710 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة قال: كتبنا إلى إبراهيم بن يزيد نسأله عن الرضاع فكتب إن شريحا حدث أن عليّا وابن مسعود كانا يقولان يحرم من الرضاعة قليلة وكثيره، قال: وكان في كتابه أن أبا الشعثاء المحاربى حدث، أن عائشة حدثت، أن نبى الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول:"لا تُحَرِّمُ الخطْفَة وَالخطْفَتَانِ".
4711 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبى بكرٍ، عن أبيه، أن عبد الله بن عمر، لما مات رافع بن خديجٍ، قال: لا تبكوا عليه، فإن بكاء الحى على الميت عذابٌ على الميت، فقالت عائشة: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهوديةٍ أهلها يبكون عليها: "إِنَّهُمْ لَيَبْكونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا".
4710 - صحيح: أخرجه النسائي [3311]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1218]، والبيهقى في "سننه"[15419]، والرامهرمزى في المحدث الفاصل [ص 441 - 442]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن إبراهيم النخعى عن شريح القاضى عن علي وابن مسعود .... ؛ وعن أبى الشعثاء المحاربى عن عائشة به
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد".
قلتُ: وهو إمام حجة؛ إلا أنه اختلط بآخرة، غير أن سماع يزيد بن زريع كان قديمًا بالاتفاق، وكان أثبت القوم في سعيد على الإطلاق؛ وقد توبع عليه: تابعه عبد الوهاب بن عطاء على مثله عن سعيد: عند البيهقى وحده.
وأبو الشعثاء المحاربى: اسمه سليم بن الأسود الثقة الحجة: وقتادة لم يسمعه من إبراهيم النخعى كما هو ظاهر؛ إنما كتب به إبراهيم إليه؛ والمكاتبة هي أحد وجوه التحمُّل المعتبر بها عند المحققين على شروط لهم في قبول ذلك.
وللحديث طريق آخر عن عائشة به
…
نحوه
…
يأتى [برقم 4812]. وله شواهد عن جماعة من الصحابة.
4711 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 39]، وابن حبان [3137]، والبيهقى في "سننه"[6965]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1164]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عبد الله بن أبى بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن ابن عمر به. =
4712 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، سمع عائشة - وبسطت يديها - تقول: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى هاتين لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت.
4713 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا بشر بن منصورٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلةً فزع لها وتغير لها لونه، وأقبل وأدبر، ودخل وخرج، فإذا أمطرت سُرِّىَ عنه، قالت عائشة: فسألته عن ذلك، فقال:"وَمَا يُدريكِ، لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] ".
= قلتُ: هكذا رواه جماعة عن سفيان؛ ورواه الحميدى في "مسنده"[221]، عن سفيان فقال: عن عبد الله بن أبى بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة بشرطه الثاني دون قول ابن عمر.
وهذا ليس اختلافًا على سفيان في سنده، بل سمع عبد الله بن أبى بكر هذا الحديث من أبيه، وسمعه أبوه من ابن عمر قوله؛ ثم سمع عمرة تحكى عن عائشة استدراكها على ابن عمر.
وقد توبع سفيان على نحوه
…
تابعه مالك بن أنس عند البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وجماعة.
4712 -
صحيح: أخرجه البخارى [1667]، وأحمد [6/ 39]، وابن خزيمة [2581، 2582]، و [2933]، والشافعى [554]، والبيهقى في "سننه"[8735]، وفى "المعرفة"[رقم 2890]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 477]، وابن الجارود [414]، وابن حزم في "حجة الوداع"[رقم 168]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: قد توبع عليه ابن عيينة: تابعه شعبة والثورى والليث ومنصور بن زاذان ومالك ويحيى بن سعيد الأنصارى وأفلح بن حميد والأوزاعى وغيرهم؛ وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.
4713 -
صحيح: أخرجه البخارى [3034]، ومسلم [899]، والترمذى [3357]، وابن ماجه [3891]، وأحمد [6/ 240]، وأبو عوانة [رقم 2016، 2017]، والبغوى في =
4714 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، قال: قلت لعبد الرحمن بن القاسم: أسمعت أباك يخبر، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبّلها وهو صائمٌ؟ قال:"نَعَمْ".
4715 -
حدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائمٌ.
4716 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا أبو الأحوص سلام بن سليمٍ، عن زياد بن علاقة، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل في شهر الصوم.
= "شرح السنة"[2/ 312]، والنسائي في "الكبرى"[11492]، والبيهقي في "سننه"[6255]، وابن عساكر في "تاريخه"[34/ 202]، وجماعة من طرق عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة به نحوه
…
وليس عند الترمذي قوله: (ودخل وخرج)، ومثله ابن عساكر أيضًا؛ وكذا ليس عند الجميع قوله:(فزع لها).
وزاد النسائي وحده في آخره: (فيرى قطرات؛ فيسكن صلى الله عليه وسلم) وعند مسلم والبيهقي في أوله: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللَّهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به؛ وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به
…
)
…
قال الترمذي: "هذا حديث حسن".
قلتُ: وله طرق أخرى بنحوه.
4714 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4696].
4715 -
صحيح: مضى إلكلام عليه [برقم 4428].
4716 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 776]، وأبو دواد [2383]، والترمذي [727]، وابن ماجه [1683]، والدارقطني في "سننه"[2/ 180]، والطيالسي [1524]، وابن أبي شيبة [9390]، والنسائي في "الكبرى"[3090]، وابن راهويه [1568]، والبيهقي في "سننه"[7889]، وغيرهم من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم عن زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة به نحوه
…
قال الترمذي: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".=
4717 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن حبيب بن أبي عمرة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟! قال:"لَكُنَّ أَفْضَلُ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ".
4718 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا حمادٌ، عن حمادٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: سألت عائشة عن المباشرة للصائم فكرهَتْهَا، فقلت لها: بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر وهو صائمٌ! فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أملك لإربه من الناس أجمعين.
= قلتُ: قد رواه الثوري وإسرائيل وأبو إسحاق الشيباني وأبو بكر النهشلي وقيس بن الربيع وغيرهم عن زياد بن علاقة به نحوه
…
ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار".
وخالفهم جميعًا: عمرو بن أبي قيس، فرواه عن زياد بن علاقة فقال: عن عمرو بن ميمون عن ميمونة به نحوه
…
، هكذا ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"[رقم 773]، ثم نقل عن أبي زرعة أنه قال:"وهو خطأ" وهو كما قال.
4717 -
صحيح: أخرجه البخاري [1448، 1762، 2632]، والنسائي [2628]، وأحمد [6/ 79]، وابن حبان [3702]، وابن راهويه [1014]، والبيهقي في "سننه"[[8401، 17583]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 321]، والطحاوي في "المشكل"[14/ 124]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 229]، وابن نصر في "السنة"[رقم 142]، وغيرهم من طرق عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة به نحو هذا اللفظ؛ ونحوه عند ابن ماجه [2901]، وجماعة آخرين.
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه مضى بعضها [برقم 4511].
4718 -
صحيح: أخرجه البخاري [1826]، ومسلم [1106]، وأبو داود [2382]، والترمذي [729]، وابن ماجه [1687]، وأحمد [6/ 216، 230]، وابن أبي شيبة [9392، 9428]، والنسائي في "الكبرى"[3096، 3097، 3098، 3099، 3105، 3101، 3102، 3103، 3104، 3105، 3106، 3107، 3108، 3109]، والطحاوي في "شرح المعاني"[2/ 92]، وابن راهويه [14951، 1496، 1562]، والبيهقي في "سننه"[7865، 7880]، وأبو عوانة [رقم 2303، 2304، 2312، 2313]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 251]، وجماعة كثيرة من طرق عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد [وقُرِنَ معه مسروق وعلقمة=
4719 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قالت عائشة: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرى إلا الحج، فلما كنا بسرفٍ أو قريبًا منه حضت، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أبكي، فقال:"مَا لَكِ أَنَفِسْتِ؟ " فقلت: نعم، قال:"إِن هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضي مَا يَقْضِي الحاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ، حَتَّى تَغْتَسِلِي"، فلما كنا بمنًى ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر.
4720 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن أبي سنانٍ، عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: كانوا يحبون إذا قضى الرجل الصلاة، أن يقول:"اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجلالِ وَالإِكْرَامِ".
= عند جماعة، عن عائشة أم المؤمنين به نحوه .... وزاد الجميع سوى ابن ماجه وأحمد والطحاوي: (كان يقبل
…
) وهو بدون تلك الجملة: رواية لمسلم والنسائي والبيهقي وأبي عوانة وابن راهويه
…
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال. وله طرق كثيرة عن عائشة به نحوه
…
مضى الكثير منها.
4719 -
صحيح: أخرجه البخاري [290، 5228، 5239]، ومسلم [1211]، والنسائي [290، 348، 2741]، وابن ماجه [2963]، وابن خزيمة [2936]، وابن حبان [3834]، والشافعي [503]، والبيهقي في "سننه"[13721، 9084]، وفى "المعرفة"[رقم 2804]، وأبو عوانة [رقم 2565]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 368]، وابن راهويه [9171]، والحميدي [206]، وابن الجارود [466]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
وليس عند البخاري والنسائي والجميع سوى مسلم ورواية للبيهقى قوله: (حتى تغتسلي) وليس عند ابن خزيمة وابن الجارود: جملة التضحية بالبقر في آخره.
قلتُ: قد توبع عليه ابن عيينة: تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون وحماد بن سلمة وغيرهما.
4720 -
صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة [3103]، من طريق محمد بن فضيل عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل به نحوه. =
4721 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول هذه الكلمات.
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ وأبو سنان هو ضرار بن مرة؛ وابن أبي الهذيل: هو عبد الله أبو المغيرة الكوفى التابعى الثقة؛ عده الحافظ في طبقة (كبار التابعين) وقد اختلف عليه في سنده على ثلاثة ألوان، اثنان منهم محفوظان، وهذا الوجه أحدهما.
والثانى: ما رواه شعبة عن عاصم الأحول عن عوسجة بن الرماح عن ابن الهذيل عن ابن مسعود قال: كان يقول إذا سلم: (اللَّهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
أخرجه أبو داود [373]، يعنى الطيالسي، والنسائي في "الكبرى"[9927]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 99]، وغيرهما؛ وتوبع عليه شعبة: تابعه مروان بن معاوية الفزاري عند الدولابي في "الكنى"[رقم 189]، بإسناد صحيح إليه.
ورواه جماعة عن عاصم فرفعوه، وهذا هو اللون الثالث، وليس بالمحفوظ، والصواب في الحديث الوقف، كما شرحناه في كتابنا:(غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار). واللَّه المستعان.
4721 -
صحيح: أخرجه مسلم [592]، وأبو داود [1512]، والترمذي [298]، و [رقم 299]، والنسائي [1338]، وابن ماجه [924]، وأحمد [6/ 62، 184، 235]، والدارمي [1347]، وابن حبان [2000، 2501]، والطيالسي [1508]، وابن أبي شيبة [3085]، والبيهقي في "سننه"[2829]، وابن راهويه [1306، 1357]، وأبو عوانة [رقم 1634، 1635، 1636]، والبغوي في "شرح السنة"[2/ 10]، وفى "تفسيره"[1/ 459/ طبعة دار طيبة]، وغيرهم من طريقين عن عبد الله بن الحارث أبي الوليد البصري عن عائشة قالت:(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللَّهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) لفظ مسلم، ونحوه عند الجميع. وبعضهم مثل لفظ مسلم.
قال الترمذي: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
قلتُ: رواه عاصم الأحول وخالد الحذاء كلاهما عن عبد الله بن الحارث به
…
واختلف في سنده على الأحول، إلا أن هذا الوجه محفوظ عنه. وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
قد أوردناها في "غرس الأشجار".
4722 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى شيئًا من صلاة الليل جالسًا، حتى إذا دخل في السن صلى، فقرأ، فإذا بقى عليه من السورة ثلاثون آيةً أو أربعون آيةً، قام، فقرأ، ثم ركع.
4723 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفرٍ، وقد استترت بقرامٍ على سهوةٍ لى، فيه تماثيل، فلما رآه، هتكه بيده، وقال:"أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ"، فقالت عائشة: فقطعناه، فجعلنا منه وسادةً أو وسادتين.
4724 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا خالد، عن المغيرة، عن أم موسى قالت: رأيت عليّ بن أبي طالب يصلى بعد العصر.
4722 - صحيح: أخرجه البخاري [1097، 1067]، ومسلم [731]، ومالك [310]، وأبو داود [953]، والنسائي [1649]، وابن ماجه [1227]، وأحمد [6/ 52، 127، 204، 231] و [6/ 178]، وابن خزيمة [1240، 1243]، وابن حبان [2630، 2632، 2633]، وعبد الرزاق [4097، 4096]، وعنه عبد بن حميد في "المنتخب"[1494]، وابن أبي شيبة [3923]، وابن راهويه [612، 613]، والحميدي [192]، والبيهقي في "سننه"[4366]، وفى "المعرفة"[رقم 1436]، وأبو عوانة [رقم 1566، 1567، 1568، 1569]، والشافعي في "سننه"[رقم 24/ رواية الطحاوى]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2717]، وجماعة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وله طريق آخر عن عائشة به نحوه
…
مخرج في "غرس الأشجار".
4723 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4409، 4469].
4724 -
حسن: هذا إسناد حسن إن شاء الله؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، سوى أم موسى، وهى سرية عليّ بن أبي طالب - رضى الله عنها - انفرد عنها المغيرة بن مقسم بالرواية، لكن وثقها العجلي.=
4725 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا خالدٌ، عن المغيرة، عن أم موسى، قالت: إن ناجية بنت قرظة أرسلتني إلى عائشة، أسألها عن الصلاة بعد العصر، قالت: فأتيتها وما أبالى ما قالت بعد الذي رأيت من على، قالت: فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلى بعد العصر.
4726 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كنت أغتسل أنا والنبى صلى الله عليه وسلم، نغترف منه ونحن جنبٌ.
4727 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن منصورٍ، عن أمه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر إحدانا وهى حائضٌ، ثم يتلو القرآن.
= وقال الدارقطني: "حديثها مستقيم؛ يخرج حديثها اعتبارًا" وما علمت لها حديثًا منكرًا، وهى عندى امرأة صدوقة يجرى حديثها ما شاء الله، وهى من نساء "التهذيب وذيوله"، وعبد الأعلى في سنده: هو ابن حماد الباهلي.
وشيخه: هو خالد بن عبد الله الواسطي؛ ومغيرة هو ابن مقسم الضبى الإمام الفقيه؛ رماه بعضهم بالتدليس، إلا أنه كان لا يفعله إلا عن إبراهيم النخعي وحده، وقد جازف من راح يعل الأخبار بعنعنته عن كل أحد.
4725 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 109]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 301]، وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 35 - 36]، من طرق عن مغيرة بن مقسم عن أم موسى عن عائشة به نحوه
…
وهو عند أحمد والطحاوي بالمرفوع منه فقط.
قلتُ: وسنده حسن مثل الذي قبله؛ وللمرفوع منه طرق أخرى ثابتة عن عائشة به نحوه
…
يأتي بعضها [برقم 4816، 4940].
4726 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4429، 4484].
4727 -
صحيح: أخرجه البخاري [293] و [7110]، ومسلم [301]، والنسائي [274، 381]، ابن ماجه [634]، وأبو داود [260]، وأحمد [6/ 117، 135، 148، 158، 190، 204، 258]، وابن حبان [798، 1366]، وعبد الرزاق [1252]، وابن راهويه [1268]، والحميدي [169]، وابن الجارود [103]، والبيهقي في "سننه"[1392]،=
4728 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا وهيب بن خالد، حدّثنا حميدٌ، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى قائمًا وقاعدًا، فإذا صلى قائمًا ركع قائمًا، وإذا صلى قاعدًا ركع قاعدًا.
4729 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا وكيعٌ بن الجراح، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام كهيئته لا يمس الماء.
= وأبو عوانة [رقم 697]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 249]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 760]، وغيرهم من طرق عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وله طرق أخرى عن عائشة به نحوه .... وفى الباب عن ميمونة بنت الحارث
…
وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار".
4728 -
صحيح: أخرجه مسلم [730]، وابن ماجه [1228]، وأحمد [6/ 236، 26081]، وابن خزيمة [1247]، والحاكم [1/ 410]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 272/ مختصر]، وأبو محمد الفارسى في "المحلى"[3/ 57]، وغيرهم من طرق عن حميد الطويل عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالت: (كان يصلى ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا، وكان إذا قرأ قائمًا ركع قائمًا؛ وإذا قرأ قاعدًا ركع قاعدًا) لفظ مسلم، ونحوه عند الجميع.
قلتُ: حميد الطويل كان لا يدلس إلا عن أنس وحده، كما مضى بسط الكلام عليه فيما علقناه على الحديث [رقم 3718]، وقد تابعه جماعة على نحوه عن ابن شقيق في سياق أتم وبعضهم في سياق مختصر. وهذا السياق المختصر يرويه حماد بن زيد عن أيوب السختياني وبديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة به نحو سياق حميد الماضي عند مسلم والجماعة: أخرجه مسلم [730]، وأبو داود [955]، والنسائي [1646]، وابن خزيمة [1246]، وابن حبان [2631]، وغيرهم. وتمام تخريجه في كتابنا:"غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4729 -
صحيح: أخرجه أبو داود [228]، والترمذي [119]، وابن ماجه [583]، وعبد الرزاق [1082]، والبيهقي في "سننه"[921]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 125]، وابن راهويه [15121]، وابن الجعد [1764]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 214]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 230]، وأبو إسحاق الهاشمي في "أماليه"[رقم 41]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 584]، وحنبل بن إسحاق في "جزء من حديثه"[رقم 75]، والحاكم في "المعرفة"[ص 186]، وغيرهم من طرق عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة به.
قلتُ: هكذا رواه أصحاب الثوري عنه؛ وخالفهم رواد بن الجراح، فرواه عن سفيان فقال: عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن عليّ بن أبي طالب به نحوه.
هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[3/ 164]، ثم قال: "ووهم فيه، - يعنى روادًا -
…
وإنما رواه الثوري عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن الثوري: وهو الذي تابعه عليه شعبة وزهير والأعمش وأبو الأحوص وأبو عوانة وشريك وإسماعيل بن أبي خالد وحمزة الزيات وغيرهم؛ كلهم عن أبي إسحاق به نحوه
…
وبعضهم في سياق أتم
…
ورواية أبي عوانة تأتي عند المؤلف [برقم 4794].
والحديث سنده صحيح على شرط الشيخين؛ وأبو إسحاق قد صرح فيه بالسماع من رواية زهير بن معاوية وغيره عنه؛ وأيضًا فقد رواه عنه شعبة؛ وهو ممن لا يحمل عن شيوخه المدلسين إلا ما ثبت سماعهم له ممن فوقهم؛ وروايته مع رواية الثوري: تدرأ ما قيل بشأن اختلاط أبي إسحاق، لكونهما ممن حمل عنه قديمًا باتفاق النقاد.
لكن في متن الحديث حرف قد أخذ على أبي إسحاق فيه، وهو قوله:(لا يمس ماء) فقد حكى ابن رجب في "الفتح"[2/ 60]، اتفاق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على أبي إسحاق، وتخطئته فيه، وذكر منهم (إسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل وأبا بكر بن أبي شيبة، ومسلم بن الحجاج، وأبا بكر الأثرم، والجوزجاني، والترمذي والدارقطني .. ) وكذا الثوري وأحمد بن صالح وجماعة غيرهم. وقول هؤلاء هو المتبع بلا شك عندي، بل ومقدم على كل من خالفهم فيه، لولا أنى تأملت سبب ما جعلهم يحملون على أبي إسحاق فيه، ويجزمون بتوهيمه فيما انفرد به، فوجدت مرد ذلك: إلى كون أبي إسحاق قد خولف فيه، خالفه إبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن الأسود، كلاهما روياه عن الأسود عن عائشة به خلاف ما جاء به أبو إسحاق، من ثبوت وضوئه صلى الله عليه وسلم قبل نومه وهو جنب، ولم يذكرا ذلك الحرف الذي أتى به أبو إسحاق:(ولا يمس ماءً). =
4730 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قلت لها: ما أبالى يا أمه أن لا أطوف بين الصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختى! إنه كان من أهلّ لمناة التى بالشلل لم يطف بينهما - أو يطوف بينهما، شك سفيان - فأنزل الله:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، قد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فهى سنةٌ.
= وزاد بعض المتأخرين: اضطراب أبي إسحاق في متنه، وليس ذا بشيء، فالحاصل: أن الحجة القاطعة لتخطئة أبي إسحاق فيه: هي مخالفته لمن لا يحتمل له مخالفتهم، وهذا صحيح جدًّا، لكن إن أمكن توجيه ذلك الحرف الذي انفرد به أبو إسحاق بما يتفق مع من خالفهم بادى الرأى، بتأويل سائغ ليس فيه تعنت ولا تكلف؛ فالأولى أن يقال به دون توهيم أخذ من الثقات فضلًا عن حافظ جبل مثل أبي إسحاق الهمداني.
وهذا التأويل السائغ: هو أن يحمل ذلك الحرف (ولا يمس ماءً) على الاغتسال وحسب؛ فلا ينافي ذلك الوضوء وغيره من وجوه استعمال الماء، وقد وقع هذا التأويل صريحًا في رواية موسى بن عقبة وأبي حنيفة كلاهما عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجامع ثم يعود ولا يتوضأ، وينام ولا يغتسل) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 127]، بإسناد صالح إليهما به
…
وقد ذهب إلى هذا التأويل: أحد أئمة الحديث المتقدمين، وهو إسحاق بن إبراهيم الحنظلي الإمام الحجة؛ فإنه قال عقب روايته حديث أبي إسحاق في "مسنده"[رقم 512]، وفيه ذلك الحرف (لا يمس ماء) قال إسحاق:"ى: لا يغتسل".
وبهذا التأويل الصالح: ذهب من ذهب من الحفاظ إلى تصحيح حديث أبي إسحاق، كالدارقطني - خلاف ما حكاه عنه ابن رجب - والحاكم والبيهقي وأبي العباس بن سريج وأبي محمد الفارسي وحكى عن الطحاوي وغيره وهو ما نقول به إن شاء الله. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث بسطًا وافيًا، مع استيعاب أقوال النقاد فيه تصحيحًا وتضعيفًا ومناقشة: في كتابنا الكبير: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". واللَّه المستعان.
4730 -
صحيح: أخرجه البخاري [4580]، ومسلم [1277]، والترمذي [2965]، والنسائي [2967]، وابن خزيمة [2766]، والحميدي [219]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة به. نحوه
…
وهو عند مسلم والترمذي وابن خزيمة في سياق أتم.=
4731 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا وكيع، عن جعفر بن برقان، عن فرات بن سلمان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُكْفَأُ الإِسْلامَ، كَمَا يُكْفَأُ الإِنَاءُ فِي شَرَابٍ، يُقَالُ لَهُ: الطِّلاءُ".
= قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وقد رواه عقيل وإبراهيم بن سعد ويونس ومعمر وغيرهم عن الزهري به نحوه في سياق أتم .. وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار".
4731 -
حسن: أخرجه ابن عدي في "الكامل"[6/ 25]، من طريق عبد الأعلى النرسي عن وكيع عن جعفر بن برقان عن الفرات بن سلمان عن القاسم بن محمد (وسقط القاسم من سند ابن عدي) عن عائشة به مثله.
قلتُ: قد اختلف في سنده على وكيع؛ فرواه عنه عبد الأعلى النرسي على الوجه الماضي؛ وخالفه ابن راهويه، فرواه عن وكيع عن جعفر فقال: عن الفرات عن رجل من جلساء القاسم بن محمد عن القاسم عن عائشة به
…
، فأدخل فيه واسطة لم تسم بين الفرات والقاسم، هكذا أخرجه ابن راهويه في "مسنده"[923].
فهذان لونان من الاختلاف في سنده على وكيع، ولون ثالث؛ فرواه عنه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 1886]، فقال: (عن وكيع عن جعفر عن الفرات عمن أخبره عن عانشة به
…
).
ولون رابع، فرواه عبد الرحمن المحاربي عن جعفر بن برقان عن الفرات فقال: ثنا أصحاب لنا عن القاسم عن عائشة به
…
، هكذا أخرجه ابن عدي في "الكامل"[6/ 25].
* فالحامل: أن الفرات لم يسمعه من القاسم، إنما سمعه بواسطة مجهولة عنه، وفرات هذا وثقه جماعة، بل قال ابن حبان في ترجمته من "مشاهير علماء الأمصار" [ص 185]:(كان ثبتًا) ولا أدري لأى شيء ذكره ابن عدي في "الكامل"[6/ 25]، بل إنه نقل عن أحمد توثيقه ثم قال في ختام ترجمته:"لم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به، لأنى لم أر في روايته حديثا منكرًا".
قلتُ: وقد استروح الذهبي بكلام ابن عدي هذا، وأورد فراتًا في "الميزان"[3/ 342]، وساق له هذا الحديث، ثم قال:"هذا حديث منكر" كذا، ولعله يعنى من هذا الطريق، وإلا فقد =
4732 -
حدّثنا عبد الأعلى حدّثنا وهيب، حدّثنا سعيد أبو مسعود الجريرى، عن عبد الله بن شقيق، قال قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، أي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت أبو بكر، قلت: ثم من قالت: ثم عمر، قال: قلت: ثم من؟ قالت ثم أبو عبيدة بن الجراح، قال: قلت: ثم من؟ قال: فسكتتْ.
= مضى للحديث طريقان آخران عن القاسم عن عائشة به نحوه في سياق أتم عند تخريج الحديث [4390]، وأحد الطريقين منهما حسن الإسناد كما بيناه هناك. فانظره ثَمَّ. واللَّه المستعان.
4732 -
صحيح: أخرجه الترمذي [3657]، وابن ماجه [102]، وأحمد [6/ 218]، وابنه في "فضائل الصحابة"[رقم 215]، والنسائي في "الكبرى"[8201]، وتمام في "فوائده"[رقم 984]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 470] و [25/ 471]، وخيثمة بن سليمان في "حديثه"[ص 203 - 204]، والطحاوي في "المشكل"[13/ 176 - 177]، وغيرهم من طرق عن سعيد بن إياس الجريرى عن عبد الله بن شقيق عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ والجريرى وإن كان قد اختلط قبل موته بثلاث سنين إلا أن ابن علية ووهيب بن خالد وعبد الوارث بن سعيد، ثلاثتهم ممن سمع منه قبل ذلك بدهر، وقد رووه عنه، أما ابن علية: فقد قال أبو داود: (أرواهم عن الجريرى: إسماعيل ابن علية، وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريرى جيد) نقله عنه الآجرى في سؤالاته [رقم 449].
وعبد الوارث بن سعيد ووهيب بن خالد ليسا ممن أدرك أيوب بن كيسان وحسب، بل هما من خواص أصحابه؛ وهكذا رواه يزيد بن هارون وعلى بن عاصم وحماد بن سامة وعبد الوهاب بن عطاء وعنبسة بن عبد الواحد وقرة بن خالد وغيرهم كلهم عن الجريري عن ابن شقيق به
…
وجاء حماد بن سلمة وخالف الكل، فرواه عن الجريرى فقال: عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله: (أي الناس أحب إليك؟! قال: عائشة، قيل: فمن الرجال؟! قال: أبو بكر، قيل: ثم من؟! قال: عمر، قيل: ثم من؟! قال: أبو عبيدة بن الجراح)، فنقله إلى (مسند ابن العاص).
هكذا أخرجه ابن حبان [6998]- واللفظ له والطبراني في "الكبير"[23/ رقم 113]، والمؤلف [7345]، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة"[214]، وابن أبي عاصم،=
4733 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن منصورٍ، عن أمه، عن عائشة أن امرأةً سألت النبي صلى الله عليه وسلم، عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، ثم قال:"خُذِى فِرْصَةً مِنْ مَسْدٍ فَتَطَهَّرِى بِهَا" قالت: كيف أتطهر بها؟ قالت: فستر وجهه بطرف ثوبه، وقال:"سُبْحَانَ الله! تَطَهَّرِى بِهَا! "، قالت عائشة: فاجتذبتُ المرأة، فقلت: تتبعى بها أثر الدم.
= في "السنة"[2/ 1233/ ظلال]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 176]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1827]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 472] و [30/ 136]، وغيرهم.
ولم يفعل حماد شيئًا، لأنه وإن كان صحيح السماع من الجريرى كما يقول العجلى، لكن لم يكن بحيث يقدم قوله على قول من رواه عن الجريرى على الوجه الأول، وفيهم من هو أتقن من حمادٍ وأثبت، فكيف وحماد قد تغير حفظه بأخرة حتى قيل فيه ما قيل؟! ولا يزال عندنا من شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام، وإن كره ذلك من كره من صنوف المتجهمة.
* فالحاصل: أن الوجه الأول هو المحفوظ في هذا الحديث عن الجريرى، وعليه توبع: تابعه كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق به نحوه
…
عند أحمد [6/ 241]- ولفظه مختصر - والحاكم [3/ 77]، والمؤلف [برقم 4800]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 137]، وغيرهم من طرق عن كهمس عن ابن شقيق عن عائشة به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وتابعه الذهبي قائلًا: "على شرط البخاري ومسلم".
قلتُ: كلا؛ فإن عبد الله بن شقيق لم يحتج به البخاري أصلًا، بل لم يرو له شيئًا، إنما الحديث على شرط مسلم وحده، .. واللَّه المستعان.
4733 -
صحيح: أخرجه البخاري [308]، ومسلم [332]، والنسائي [251]، وابن حبان [1199]، والشافعي [66]، والحميدي [167]، والبيهقي في "سننه"[831]، وفى "المعرفة"[رقم 395]، وأبو عوانة [رقم 708] و [709]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 205]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 862]، وأبو الحسين بن بشران في "الجزء الأول من فوائده"[رقم 173/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[5/ 35]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن منصور بن عبد الرحمن بن طلحة الحجبي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة به نحوه.=
4734 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل بعض أزواجه وهو صائمٌ، ثم تضحك.
4735 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن يحيى بن وثابٍ، عن عائشة: أنها ركبت بعيرًا فلعنته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تَركَبِيهِ".
= قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه وهيب بن خالد ومحمد بن الحسن بن عمران الواسطي وغيرهما عن منصور به نحوه
…
؛ وكذا توبع عليه منصور عن أمه: تابعه إبراهيم بن المهاجر وغيره؛ وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار".
4734 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4428].
4735 -
ضعيف: أخرجه أحمد [6/ 138]، وابن أبي شيبة في "مصنفه"[2595]، وفى "الأدب"[رقم 280]، وابن راهويه [1629، 1630]، وهناد في "الزهد"[رقم 1315]، وغيرهم من طريق الأعمش عن شمر بن عطية عن يحيى بن وثاب عن عائشة به.
قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 147]: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات إلا أن يحيى بن وثاب لم يسمع من عائشة وإن كان تابعيًا".
قلتُ: وفيه علة أخرى، وهى أن الأعمش لم يسمع من شمر بن عطية، كما قاله الإمام أحمد، وعنه العلائي في "جامع التحصيل"[ص 189]، وللحديث طريق ثان يرويه عبثر بن القاسم عن العلاء بن المسيب بن رافع عن أبيه عن عائشة به نحوه
…
عند هناد في "الزهد"[2/ رقم 1316].
ورجاله ثقات لولا أن المسيب بن رافع لا يعلم له سماع من عائشة، بل رأيته يدخل بينه وبينها: سواء الخزاعي وغيره، وهذه قرينة على انتفاء السماع، فضلًا عن كون أحد لم يذكر أنه يروى عنها.
ومن طريق هناد: أخرجه الإسماعيلى في "المعجم"[رقم 303]، وزاد في آخره زيادة، ورأيت للحديث طريقًا ثالثًا عن عائشة به
…
لكن دون هذا اللفظ، وإنما هو بنحوه مع زيادة في آخره؛ أخرجه أحمد [6/ 72، 257]، وفى سنده ضعف.
لكن في الباب أحاديث عن جماعة من الصحابة؛ مضى منها حديث أنس [برقم 3622]، فانظره ثم.
4736 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَدْخُلُ الملائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ أَوْ تَمَاثِيلُ"، قال: فقلت: انطلقوا بنا إلى عائشة، فأخبرناها بما قال أبو طلحة، فقالت: لا أدرى، وسأحدثكم بما رأيته فعل، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، فكنت أتحين قفوله، فأخذت نمطًا لنا فسترت به على العرض، قالت: فلما أقبل قمت، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، الحمد للَّه الذي أعزك ونصرك وأكرمك، قالت: فرفع رأسه فنظر إلى النمط، فلم يرد على شيئًا، عرفت الكراهية في وجهه، فانطلق حتى هتك النمط، ثم قال:"يَا عَائِشَةُ، إِن اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْنَا فِيمَا رَزَقَنَا أَنْ نَكسُوَ الحجَارَةَ وَاللَّبِنَ"، قالت: فأخذته فجعلته وسادة ثم حشوتها ليفًا، فلم يعب ذلك عليَّ.
4737 -
حَدَّثَنَا هناد بن السرى، حدّثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلى من الليل تسع ركعاتٍ.
4736 - صحيح: أخرجه مسلم [2106]، وأبو داود [4153]، وابن حبان [5468]، والنسائي في "الكبرى"[10392]، وجماعة من طريق سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن زيد بن خالد عن أبي طلحة به
…
وعن عائشة به أيضًا.
قلتُ: قد مضى الكلام عليه من هذا الطريق [برقم 1432]، وقد اختلف في سنده على سهيل، وبسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار".
4737 -
صحيح: أخرجه الترمذي في جامعه [443]، وفى "الشمائل"[رقم 274] و [رقم 275]، والنسائي [1725]، وابن ماجه [1365]، وأحمد [6/ 253]، وابن حبان [2615]، وابن أبي شيبة [8495]، وابن راهويه [14971]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 284]، وابن أبي الدنيا في "قيام الليل"[رقم 381]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة به
…
ولفظ الطحاوي وابن أبي الدنيا: (كان يوتر بتسع ركعات).
قال الترمذي: "حديث عائشة حسن - زاد في رواية: "صحيح" غريب من هذا الوجه".=
4738 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعي، حدّثنا إسحاق، حدّثنا معاوية، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله يفضل الصلاة التى يستاك لها، على الصلاة التى لا يستاك، سبعين ضعفًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه [الحفظة] سبعين ضعفًا، فيقول: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق لحسابهم، وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا، قال الله لهم:"انْظُرُوا، هَلْ بَقِيَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا تَرَكْنَا شَيْئًا مِمَّا عَلِمْنَاهُ وَحَفظْنَاهُ إِلا وَقَدْ أَحْصَيْنَاهُ وَكَتَبْنَاهُ، فَيَقولُ الله تبارك وتعالى لَهُ: إِنَّ لَكَ عِنْدِي خَبْئًا لا تَعْلَمُهُ، وَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ، وَهُوَ الذِّكْر الْخفِيُّ".
= قلتُ: وسنده على شرط الشيخين؛ وعنعنة الأعمش مجبورة بإكثاره من الرواية عن إبراهيم؛ وقد اختلف عليه في سنده إلا أن هذا الوجه صحيح محفوظ عنه؛ لاتفاق جماعة من أصحابه على روايته عنه هكذا؛ ومنهم الثوري، وهو أثبت أهل الدنيا في الأعمش، ليس يقدمه عليه شعبة ولا أبو معاوية ولا غير هما أصلًا، وللحديث طرق أخرى ذكرناها في كتابنا الكبير الموسوم بـ "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4738 -
منكر: أخرجه البيهقى في "الشعب"[1/ رقم 555، 556]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 502/ كشف]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 180 - 181]، وابن عدي في "الكامل"[6/ 399]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 5]، وأبو الحسن بن مهدى في "الأفراد"[رقم 6066/ أطرافه]، ومن طريقه ابن الجوزي في "المتناهية"[1/ 336]، وعليّ بن عمر الحربي في "الفوائد المنتقاة"[رقم 140]، وغيرهم من طرق عن معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن عروة عن عائشة به نحوه باختصار دون سياق المؤلف، وهو عند ابن عدي والحربي نحو لفظ المؤلف دون قوله: (إذا كان يوم القيامة
…
إلخ) وهو عند الباقين - سوى البيهقي - بنحو شطره الأول المتعلق بفضل السواك، وعند البزار وبحشل (ركعتان بسواك، أفضل من سبعين ركعة بغير سواك) هذا سياق البزار؛ ولفظ بحشل: (صلاة بسواك أفضل من سبعين بلا سواك) وهو عند البيهقى دون الفقرة المتعلقة بالسواك، وليس عنده: (إذا كان يوم القيامة
…
إلخ) فهذا السياق قد تفرد به المؤلف وحده.
قال البزار: (لا نعلم رواه إلا معاوية) يعنى بهذا اللفظ، وقال الدارقطني: "تفرد به معاوية بن يحيى عن الزهري
…
" وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، ومعاوية بن يحيى ضعيف، قاله الدارقطني".=
4739 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعي، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في بيتي، فأقبل على بن أبي طالبٍ، فقام إلى جنبه عن يمينه، فأقبلت عقربٌ نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دنت منه صُدَّتْ عنه، ثم أقبلت نحو على، فأخذ النعل فقتلها وهو يصلى، فلما قضى صلاته، قال: قاتلها الله! أقبلت نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صُدَّتْ عنه، ثم أقبلت إليَّ تريدني، فلم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها في الصلاة بأسًا.
= قلتُ: وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[10/ 86]، فقال:"رواه أبو يعلى، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف"، وسبقه إلى هذا البيهقى فقال:"تفرد به معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف) وأشار إلى ضعفه أيضًا في "سننه الكبرى" [1/ 38/ عقب رقم 158].
ومعاوية إلى الترك أقرب منه إلى غيره؛ فقد قال ابن معين: "هالك ليس بشيء" وقال السعدي: "ذاهب الحديث" وقال النسائي في رواية: "ليس بشيء" وفى رواية أخرى: "ليس بثقة" وقال الدولابي: "قال أحمد بن حنبل: تركناه" وضعفه سائر النقاد، وكان مع ضعفه ووهائه صاحب مناكير لا تطاق عن ابن شهاب خاصة، وهو من رجال ابن ماجه والترمذي.
وهذا الحديث عده ابن عدي وابن حبان من منكراته عن الزهري، وساقاه له في ترجمته من:"الكامل" و: "المجروحين" وقد توبع على الفقرة المتعقة بالسواك عن الزهري، ولا يصح هذا عن الزهري البتة، بل هو باطل من حديثه ليس له أصل.
ولهذه الفقرة: طرق أخرى وشواهد عن جماعة من الصحابة: ولا يثبت منها شيء البتة، ومن حسَّنه بمجموع ذلك فقد تساهل، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وكذا لشطره الثاني طرق أخرى وشواهد كلها معلولة الأسانيد، ولشرح هذا مكان آخر.
4739 -
ضعيف بهذا السياق: هذا إسناد منكر، قال الهيثمي في "المجمع"[2/ 240]، بعد أن عزاه للمؤلف:"رجال أبي يعلى رجال "الصحيح" غير معاوية بن يحيى الصدفي، وأحاديثه عن الزهري مستقيمة؛ كما قال البخاري، وهذا منها، وضعفه الجمهور".
قلتُ: كأن الهيثمي تابع أبا الحجاج المزي في نقله عن البخاري في ترجمة معاوية بن يحيى الصدفي من "تهذيبه"[28/ 222]، أنه قال:"أحاديثه عن الزهري مستقيمة كأنها من كتاب" كذا، ولم أجد هذا في كتب البخاري التى بيدى الآن، والذى في "تاريخه الكبير" [7/ 336]:=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "روى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب" وقبل ذلك قال: "كان على بيت مال الري، عن الزهري
…
" يعنى روى عن الزهري، ومثل هذا قاله البخاري في "الضعفاء" [ص 108]، فأرى أن المزي اضطربت عليه عبارة البخاري، فأساء حكاية نصها، ثم إن البخاري قد خولف في قولته الماضية، خالفه أبو أحمد الحاكم فقال عن معاوية: "يروى عنه الهقل بن زياد عن الزهري أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة" نقله عنه المزي في "تهذيبه".
وكيف يكون الرجل مستقيم الحديث في الزهري وهو صاحب تلك الطامات عنه؟! وقد تناوله النقاد شديدًا حتى قال ابن معين: "هالك ليس بشيء" وقال السعدي: "ذاهب الحديث" وضعفه سائر النقاد، وساق له ابن عدي جملة من مناكيره عن الزهري خاصة، ثم قال في ترجمته من "الكامل" [6/ 400]:"ولمعاوية غير ما ذكرت عن الزهري وغيره، وعامة روايته فيها نظر" وللحديث طريق آخر أحسن من هذا، يرويه عبد الله كاتب الليث عن الليث عن عبد الرحيم بن خالد عن يونس بن يزيد عن الأوزاعي عن أم كلثوم عن عائشة به نحوه
…
أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8653]، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث بن سعد".
قلتُ: والليث إمام؛ وقد أعله الهيثمي في "المجمع"[2/ 240]، بكاتب الليث، فنقل توثيقه عن بعضهم، ثم قال:"وضعفه الأئمة أحمد وغيره" وغفل الهيثمي عن عبد الرحيم بن خالد في سنده، وقد أورده العقيلي في "الضعفاء"[3/ 80]، وقال: "مجهول بالنقل،
…
".
نعم: قد رواه العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأزواعي عن أم كلثوم بنت أسماء بنت أبي بكر الصديق عن عائشة به مثله
…
عند البيهقى في "سننه"[3252]، والطبري في "ذيل المذيل"[ص 151/ منتخبه].
وهذا إسناد رجاله ثقات سوى أم كلثوم بنت أسماء، فقد قال عنها الإمام في "الصحيحة" [6/ 485]:(لم يذكروها) وليس كما قال، بل ذكرها ابن حبان في "ثقاته"[5/ 594]، وقال:"تروى عن أم سلمة وعائشة، روى موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم" ومعلومن تساهل ابن حبان في توثيق أمثال تلك الطبقة من التابعين.
وللحديث طرق أخرى وشواهد دون هذا السياق جميعًا. وقد فصلناها في "غرس الأشجار".
4740 -
حدّثنا أبو هشام، حدّثنا إسحاق، حدّثنا معاوية، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة قالت: واللَّه لقد راجعت رسول الله وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنى لم يكن يقع في نفسى أن يحب الناس رجلا قام مقامه أبدًا.
4741 -
حَدَّثَنَا أبو سعيد الأشج، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا هشام بن عروة، أخبرني أبي، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحب الحلواء والعسل.
4742 -
حَدَّثَنَا أبو سعيد، حدّثنا أبو خالدٍ، عن ليثٍ، عن مجاهد، عن عائشة، قالت: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديةٌ وهو صائمٌ، فقلنا: يا رسول الله، لولا صيامك لأتحفناك بشيءٍ، قال:"هَاتِي".
4730 - صحيح: أخرجه البخاري [4180]، ومسلم [418]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 217]، وغيرهم من طرق عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة به نحوه
…
وزادوا: (ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر). لفظ البخاري.
4741 -
صحيح: أخرجه البخاري [4967، 5115، 5277، 5291، 5358، 6571]، ومسلم [1474]، وأبو داود [3715]، والترمذي في "جامعه"[1831]، وفى "الشمائل"[رقم 164]، وابن ماجه [3323]، والدارمي [2075]، والنسائي في "الكبرى"[6704، 7562]، وابن راهويه [831]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1489]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 85]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 458]، وأبو عوانة [رقم 3695، 3696]، وابن حبان [5254]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند مسلم وأبي داود وابن سعد في سياق أطول، هو رواية للبخارى وأبي عوانة والمؤلف كما يأتي [برقم 4896].
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
4742 -
حسن: هذا إسناد ضعيف، فيه الليث، وهذا ابن أبي سليم الضعيف المختلط المشهور، وأبو خالد هو الأحمر الصدوق المعروف، لكن للحديث طريق آخر عن عائشة به نحوه في سياق أتم: مضى عند المؤلف [برقم 4596]، وانظر الماضي قبله [برقم 4563].
4743 -
حَدَّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا أبو خالدٍ، عن ليثٍ، عن مجاهد، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطلب الغداء، فيقول: ليس، فيقول:"إِنِّي صَائِمٌ".
4744 -
حَدَّثَنَا أبو سعيدٍ، حدّثنا أبو خالدٍ سليمان بن حيان، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع، فمكث بمنًى ليالى أيام التشريق يرمى الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرةٍ سبع حصياتٍ، ويقف عند الأولى وعند الثانية، فيطيل القيام ويتضرع، ثم يرمى الجمرة الثالثة، ولا يقف عندها.
4743 - حسن: انظر قبله.
4744 -
صحيح: أخرجه أبو داود [1973]، وأحمد [6/ 90]، وابن خزيمة [2956، 2971]، والحاكم [1/ 651]، والدارقطني في "سننه"[2/ 274]، والبيهقي في "سننه"[9443]، وابن الجارود [492]، وابن حزم في "حجة الوداع"[رقم 172]، والطحاوي في "المشكل"[8/ 211]، من طريق محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: هذا إسناد حسن لولا عنعنة ابن إسحاق، وبها أعله ابن القيم في "زاد المعاد"[2/ 258]، وهكذا رواه أبو خالد الأحمر وأحمد بن خالد الوهبي عن ابن إسحاق بالعنعنة عن عبد الرحمن بن القاسم، وخالفهما سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي؛ فرواه عن أبيه عن ابن إسحاق به نحوه
…
وصرح فيه بسماعه من عبد الرحمن بن القاسم، وزاد في آخره:(وكانت الجمار من آثار إبراهيم صلوات الله عليه) هكذا أخرجه ابن حبان [3868].
لكن سعيدًا وأباه فيهما مقال معروف، فأخشى أن يكون أحدهما قد قلب عنعنة ابن إسحاق سماعًا، ولا أرى الزيادة التى في آخره محفوظة، وقد قال الحاكم عقب روايته:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
قلتُ: هكذا يجازف هذا الرجل، وليس ابن إسحاق من شرط مسلم البتة، ولم يحتج بتلك الترجمة أصلًا، ثم كيف يكون صحيحًا، وابن إسحاق قبيح التدليس، وقد عنعنه فيما رواه عنه أحمد بن خالد الوهبي عند الحاكم نفسه؟!
وقد أخطأ من أعل الحديث بابن إسحاق نفسه، كما أشار إليه المنذري في "مختصر السنن"=
4745 -
حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى السدي، حدّثنا عمر بن سعد النصري، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"وَيْلٌ للأُمَرَاءِ! وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ! وَيلٌ لِلأُمَنَاءِ! لَيأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِهِمْ يَوْمٌ وَدَّ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ بِالنَّجْمِ وَأَنَّهُ لَمْ يَلِ عَمَلا".
= ونقله عنه صاحب "عون المعبود"[5/ 313]، وتابعه الشمس ابن القيم في "الزاد"[2/ 258]، قائلًا:"وابن إسحاق مختلف في الاحتجاج به" وصدق لكن استقر العمل على تحسين حديثه فيما ذكر فيه سماعًا، ثم رأيت الزيلعي قد نقل عن المنذري في "نصب الراية"[3/ 84]، أنه قال في "المختصر" عن هذا الحديث:"حديث حسن".
ولعل هذا أصح مما نقله عنه صاحب (عون المعبود)، وليس عندى (مختصر السنن) للمنذري حتى أراجع فيه عبارته، لكن ما نقله عنه الزيلعي هو الموافق لحقيقة الحال؛ فإن للحديث شواهد ثابتة بنحوه
…
يصح بها إن شاء الله. منها حديث ابن عمر الآتى [5577]، وحديث على الماضي [312، 544]، وقد استوفينا شواهده وأحاديث الباب في كتابنا:"غرس الأشجار".
لكن تكلم بعض العلماء في جملة: (حين صلى الظهر)، فضعفها بعضهم، وبعضهم صححها ثم جمع بينها وبين المتعارض من أحاديث الباب. والتحقيق: أن تلك الجملة ضعيفة من هذا الوجه، لكن يشهد لها ما وقع في سياق حديث جابر الطويل في حجة الوداع عند مسلم وجماعة كثيرة، وفيه:(فأفاض بالبيت؛ فصلى بمكة الظهر) وقد جنح ابن القيم في "الزاد"[2/ 258]، إلى الغمز من تلك الجملة في حديث جابر أيضًا، وقد ناقشناه طويلًا فيما بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وجمعنا هناك جمعًا حسنًا بين مختلف الأخبار في هذا الباب.
والإعمال أولى من الإهمال عند نقاد الرجال.
4745 -
منكر بهذا التمام: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 3880]، وأبو الحسين الثقفي في "جزء من فوائده"[رقم 39/ ضمن جمهرة الأجزاء]، من طريق إسماعيل بن موسى السدي عن عمر بن سعد النصري عن الليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عائشة به نحوه .. ولفظ الطبراني في آخره هكذا:"ليأتين على أحدهما يوم يود أنه معلق بالنجم أبدًا، وأنه لم يتأمَّر على اثنين".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ليث إلا عمر بن سعد؛ تفرد به إسماعيل بن موسى" وقال الهيثمي في "المجمع"[5/ 361]: "رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، وفيه عمر بن سعد النصري وهو ضعيف، وليث بن أبي سليم مدلس".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: تصحف: (عمر بن سعد) في "المجمع" إلى: (عمر بن سعيد) وهذا الرجل جهَّله البيهقى، كما في "اللسان"[4/ 307]، وترجمه البخاري في "تاريخه"[6/ 158]، ثم قال:"لم يصح حديثه" فلعله يشير إلى هذا الحديث، وشيخه الليث لم يكن في الحديث بالليث، بل كان ضعيف الرواية مختلطًا صاحب مناكير عن الثقات مع اضطراب شديد في الأسانيد والمتون، ومع كل هذا فقد كان مدلسًا أيضًا، وهذا الأخير هو الذي تعلق به الهيثمي، وتنكَّب عن حال الرجل في نفسه، وما ذاك إلا لأنه كان حسن الرأى فيه، كما تراه في مواضع كثيرة من "المجمع" لكنه كان ربما اضطرب بشأنه، كما كان يضطرب بشأن ابن لهيعة وغير واحد.
وقد اضطرب الليث - هو الآخر - في إسناد هذا الحديث، فرواه ثابت بن محمد الشيباني - وهو صدوق يخطئ - عن أبي بكر بن عياش عن الليث بن أبي سليم فقال: عن عائشة بنت ضرار عن عباد العدوى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للأمناء! وويل للعرفاء! " أخرجه البخاري - يعنى في "الصحابة" - وابن السكن والباوردي كما في الإصابة [3/ 621]، ونقل الحافظ عن ابن منده أنه قال:"ورواه غيره - لعله يعنى الليث" - فقال: عن عباد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) ونقل أيضًا عن ابن السكن أنه قال: (لم يصح حديثه، - يعنى عباد العدوى - ولم يذكر سماعًا - يعنى من النبي صلى الله عليه وسلم - ومخرجه عن ليث بن أبي سليم أحد الضعفاء".
قلت: فهذان لونان من اضطراب الليث فيه، ولون ثالث؛ فرواه عنه هريم بن سفيان فقال: عن الليث عن أبي إدريس عن ثوبان به نحو سياق المؤلف، إلا أنه قال في آخره:(ليأتين على أحدهم يوم ود أنه كان معلقًا بذؤابته، متى طلعت الثريا، وأنه لم يتأمر الناس) هكذا أخرجه الرويانى في "مسنده"[رقم 622]، بإسناد صحيح إلى هريم به
…
ولا يُعْتَمد على الليث في شيء من هذه الألوان أصلًا، بل هي دليل صدق على سوء حفظه واضطرابه، نعم: للحديث شاهد يرويه هشام الدستوائي عن عباد بن أبي على عن أبي حازم الغفارى مولى أبي رهم عن أبي هريرة به مثله إلا أنه قال في آخره: (ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا، يدلدلون بين السماء والأرض، وأنهم لم يلوا عملًا).
أخرجه الحاكم [4/ 102]- واللفظ له - وأحمد [2/ 352]، والطيالسي [2523]، والمؤلف [برقم 6217]، والبيهقي في "سننه"[20011، 20012]، وابن عساكر في "تاريخه"[21/ 277]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 173]، وابن خزيمة كما في "الفتح"[13/ 169]، وغيرهم من طرق عن هشام الدستوائي عن عباد بن أبي على عن أبي حازم عن أبي هريرة به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: وفى رواية لأحمد في أوله: [2/ 521]: (ويل للوزراء؛ ليتمنى أقوام
…
إلخ).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وحسنه السيوطي بهذا اللفظ كما نقله عنه الشوكاني في "النيل" [9/ 134]، وليس هو كما قال هذا أو ذاك؛ لأن مدار الحديث على عباد بن أبي على، ولم يوثقه أحد أصلًا، اللَّهم إلا أن ابن حبان قد أدرجه في "ثقاته"، على عادته في توثيق من لا يدرى من أمثال تلك الطبقة، وقد قال ابن القطان الفاسى عن عباد: "لم تثبت عدالته" كما نقله عنه "صاحب الميزان" [2/ 370]، وقال الحافظ في "تقريبه": "مقبول" يعنى إذا توبع، وقد ساق له الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" ثم قال: (هذا حديث منكر) وأراه كما قال، وآفته عباد هذا؛ لأن من فوقه ودونه ثقات.
فإن قيل: قد توبع عباد عليه، تابعه هشام بن حسان عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري عن أبي هريرة مرفوعًا:(ويل للأمراء! ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا، وأنهم لم يكونوا ولوا شيئًا قط) أخرجه ابن حبان [4483]، من طريق موسى بن أعين عن معمر عن هشام به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، إلا أنه معلول، فقد خولف فيه موسى بن أعين؛ خالفه عبد الرزاق - وهو أثبت منه لاسيما في معمر - فرواه عن معمر فقال: عن معمر عن صاحب له أن أبا هريرة قال: (ويل للأمناء، ويل للعرفاء
…
) وساقه به نحوه
…
فجعله من رواية معمرٌ عن أبي هريرة بواسطة صاحب له لم يسم - ولا تنسى أن أبا هارون العبدي وأبان بن أبي عياش ومطر الوراق وعثمان بن زفر وخصيف بن عبد الرحمن وغيرهم من أصحاب معمر أيضًا فلعل هذا المبهم أحدهم - بل وأوقفه على أبي هريرة، هكذا أخرجه عبد الرزاق [20660]، وهذا هو الأشبه عن معمر في إسناده.
نعم: لشطره الثاني: (ليتمنين أقوام
…
إلخ) طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعًا به
…
عند أحمد والحاكم والبزار [2/ رقم 1643/ كشف]، وغيرهم بإسناد صالح.
• تنبيه مهم: عزا الإمام في "الصحيحة"[6/ 235/ رقم 2620]، حديث عباد بن أبي عليّ عن أبي حازم عن أبي هريرة به
…
إلى الحاكم وابن حبان وأحمد وغيرهم كلهم من طريق هشام بن حسان عن عباد به
…
هكذا قال: (هشام بن حسان) وقد وهم في ذلك ولا بد؛ لأن هشامًا الذي يروى هذا الحديث=
4746 -
حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى، حدّثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضع لحسان منبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو ينافح - ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِروحِ الْقُدُسِ مَا نَافَحَ - أَوْ فَاخَرَ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ".
4747 -
حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى، حدّثنا شريكٌ، عن المقدام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع.
4748 -
حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى، حدّثنا شريكٌ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عائشة، قالت: فقدته من الليل - تعنى النبي صلى الله عليه وسلم - فإذا هو
= عن عباد: هو الدستوائي، وليس ابن حسان، وكل من ترجم لعباد: قد نص على رواية هشام الدستوائي عنه، وهكذا وقع هشام منسوبا عند المؤلف والحاكم وابن عساكر والبغوي ..
نعم: قد رواه هشام بن حسان، ولكن عن أبي حازم عن أبي هريرة به
…
كما مضى عند ابن حبان [4483/ الإحسان]، وهو في موارد الظمآن أيضًا [ص 375]، ليس فيه (عباد بن أبي على) فانتبه يا رعاك الله.
4746 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4591].
4747 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [2478، 4808]، ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث"[1/ 344]، وأحمد [6/ 58، 222]، وابن حبان [550]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 580]، وابن أبي شيبة [25304، 32951]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 33]، وابن راهويه [1585]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 658]، وغيرهم من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به مثله في سياق أتم سوى الخطابي وابن راهويه والبخاري، فسياقهم أشبه بسياق المؤلف.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف حفظ شريك القاضي، وقد انفرد بهذا اللفظ عن المقدام، وشريك أحيانًا يكون في الغلط ليس له شريك، ولا تلزم الحجة بما ينفرد به، مع جلالته وصلابته في السنة.
4748 -
ضعيف بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 4593].
بالبقيع، فقال:"سَلامٌ عَلَيْكمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ".
4749 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا عليّ بن ثابت، حدّثنا مندلٌ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَان وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ".
4750 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريجٍ، أخبرني سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال
4749 - صحيح: سبق الكلام على هذا الطريق فيما مضى [برقم 4682].
4750 -
صحيح: أخرجه أبو داود [2083]، والترمذي [1102]، وابن ماجه [1879]، والنسائي في "الكبرى"[5394]، وأحمد [6/ 47، 65]، والدارمي [2184]، وابن حبان [4074]، والحاكم [2/ 182]، والشافعي [1074، 1318]، والدارقطني في "سننه"[3/ 221]، والطيالسي [1463]، وسعيد بن منصور [528]، وعبد الرزاق [10472]، وابن أبي شيبة [15919، 36117]، وابن راهويه [698]، والحميدي [228]، وابن الجارود [700]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 7]، والبيهقي في "سننه"[13376، 13377، 13490، 13495، 13496، 13497، 13569، 20313]، وفي "المعرفة"[رقم 4298]، وأبو عوانة [رقم 3278، 3279]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 41]، وجماعة غيرهم من طرق عن ابن جريج عن سليمان عن موسى القرشي المعروف بالأشدق عن الزهري عن عروة عن عائشة به نحوه
…
وفى رواية للبيهقى: (لا نكاح إلا بولى وشاهدي عدل
…
) وهو رواية لابن حبان [4075]، والدارقطني أيضًا، لكنها رواية معلولة من هذا الطريق.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أيوب، وسفيان الثوري وغير واحد من الحفاظ عن ابن جريج نحو هذا".
قلتُ: ورواه جماعة عن الزهري بإسناده به نحوه
…
ولا يصح إلا من رواية سليمان بن موسى عنه، وهذا الطريق قد أعل بأربعة علل، كلها لا تثبت عند النقد إن شاء الله، كما شرحنا ذلك شرحًا وافيًا في "غرس الأشجار". =
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُنْكَحُ المرْأَةُ إِلا بِإِذنِ وَلِيِّهَا، فَإِنَّ نَكَحَتْ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، وَإِنْ أَصَابَهَا، فَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، وَإِنِ اشْتَجَرُوا، فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ".
4751 -
حَدَّثَنَا نصر بن على، حدّثنا ابن داود، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن ربيعة الجرشي، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصوم شعبان، ورمضان، ويتحرى صوم الإثنين، والخميس.
= وقد صححه ابن معين وأبو عوانة واين خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي وأبو محمد الفارسي وابن عبد البر وجماعة كثيرة من المتأخرين؛ وحسَّنه الترمذي وبعض أصحابنا، والصواب الأول، وقد ذكرنا طرقه وشواهده في المصدر المشار إليه آنفًا.
• تنبيه مهم جدًّا: قد روى حفص بن غياث، وعيسى بن يونس - واختلف عليه في لفظه - وخالد بن الحارث بن عبيد الهجيمي، ثلاثتهم هذا الحديث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري بإسناده به بلفظ: (لا نكاح إلا بولى وشاهَديْ عدل
…
).
وهذا اللفظ قد أعله جماعة بكون ثلاثة عشر راويًا منهم السفيانان وجماعة من الكبار كلهم قد رووه عن ابن جريج بإسناده به نحو لفظ المؤلف والجماعة: (لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها، فإن نكحت؛ فناكحها باطل!
…
) وفى لفظ: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل
…
)، وفى لفظ: (أيما امرأة لم ينكحها الولى فنكاحها باطل
…
).
وكل هذه الألفاظ أولى أن تكون هي المحفوظة عن ابن جريج ممن رواه عنه على اللفظ الأول: (لا نكاح إلا بولى
…
) مع زيادة: (وشاهدى عدل
…
).
وكنا نذهب هذا المذهب زمانًا، حتى صح عندنا اللفظان جميعًا عن ابن جريج، وأنه قد حدث به تارة بهذا؛ وتارة بذاك عن ابن جريج، وقد ذكرنا عدة قرائن تقوى هذا المسلك فيما بسطنا الكلام عليه من هذا الحديث في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار" وللَّه الحمد.
4751 -
صحيح: أخرجه الترمذي [745]، والنسائي [2187، 2361]، وابن ماجه [1739، 1649]، وابن حبان [3643]، والطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3154]، وفى "مسند الشاميين"[1/ رقم 439]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 321]، والذهبي في "التذكرة"[2/ 656]، والمحاملي في "أماليه"[رقم 107]، والفريابى في "الصيام"[رقم 1، 2]، وغيرهم من طريقين عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ربيعة بن الغاز عن عائشة به
…
وهو عند ابن ماجه مفرقًا؛ وعند الترمذي بشطره الثاني دون صيام شعبان، ولفظ ابن حبان=
4752 -
حَدَّثَنَا نصر بن على، أخبرنا ابن داود، عن المغيرة بن زيادٍ، عن عطاءٍ، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يوتر بواحدةٍ.
= في أوله: (كان يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان
…
) ومثله عند الطبراني والفريابي؛ ونحوهم المحاملي أيضًا، وسياق ابن عساكر هكذا:(كان يصوم شعبان، ويتحرى الإثنين والخميس).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى" يعنى يحيى بن حمزة الحضرمي الثقة العالم، وليس كما قال؛ بل تابعه عبد الله بن داود الخريبي عند الترمذي والنسائي وجماعة؛ بل وتابعه أيضًا: سفيان الثوري ويحيى القطان وجماعة عن ثور به
…
كما ذكره أبو حاتم الرازي، وعنه ولده في "العلل"[رقم 705].
وقد قال الترمذي: (حديث عائشة حديث حسن غريب من هذا الوجه) وقد تفلسف بعضهم، وزعم أن الترمذي يعله بهذا القول، وناقشناه في "غرس الأشجار" وقال الذهبي عقب روايته:"هذا حديث صحيح؛ وربيعة مختلف في صحبته".
وهو كما قال؛ وسند الحديث حجة، إلا أنه قد اختلف فيه على ثور بن يزيد على ألوان، وهذا الوجه هو المحفوظ كما جزم به الدارقطني في "العلل"[14/ 394]، وإليه أشار أبو حاتم الرازي كما في "العلل"[رقم 705]، وقد بسطنا الكلام حول هذا الحديث مع طرقه وشواهده في "غرس الأشجار".
4752 -
صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل"[6/ 354]، من طريق المؤلف به
…
وتصحف عنده ابن داود) إلى: (أبو داود).
قلتُ: وإسناده منكر، آفته المغيرة بن زياد، وهو منكر الحديث كما قاله الإمام أحمد وغيره، وقد غمزه غير واحد برواية المناكير؛ وضعفه جمهور النقاد فضعف، وقد مشاه بعضهم، وساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وهو من رجال الأربعة؛ والراوي عنه (ابن داود) هو عبد الله بن دود الخريبي الثقة الإمام.
وله في هذا الحديث إسناد آخر: يرويه عنه نصر بن على الجهضمي أيضًا: عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة به مثله
…
عند ابن حبان [2422].
وتوبع عليه الجهضمي: تابعه الكديمي على مثله عند ابن جميع في "معجمه"[رقم 342]، وعنه أبو بكر بن ثابت في "تاريخ مدينة السلام"[13/ 60]، ورواه غير واحد عن =
4753 -
حَدَّثَنَا نصر بن على الجهضمي، حدثتنى غبطة أم عمرو المجاشعية، قالت: حدثتنى عمتى، عن جدتى، عن عائشة، قالت: سألتها عن الواصلة، فقالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الواصلة والمستوصلة.
4754 -
حَدَّثَنَا نصر بن علي، حدثتنى غبطة أم عمرٍو - عجوزٌ من بنى مجاشعٍ -
= ابن أبي ذئب عن الزهري بإسناده به مثله في سياق أتم عند أبي داود [1336]، والنسائي [685] و [1328]، وابن ماجه [1177، 1358]، وأحمد [6/ 74، 143، 215]، والدارمي [1447، 1473، 1585]، وجماعة كثيرة.
وتوبع عليه ابن أبي ذئب: تابعه جماعة من أصحاب الزهري عليه به
…
منهم الأوزاعي كما يأتي [برقم 4787]، وللحديث طرق أخرى عن عائشة به في سياق أتم
…
يأتي بعضها [برقم 4788]. 4753 - صحيح: هذا إسناد لا يثبت، وغبطة وعمتها - وتكنى بأم الحسن - وجدتها ثلاث نسوة مجهولات على نسق واحد، وهن من نساء "التهذيب".
لكن للحديث طرق أخرى كثيرة عن عائشة به نحوه
…
منها طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن الحسن بن مسلم بن يناق عن صفية بنت شيبة عن عائشة: (أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت؛ فتمعط شعرها؛ فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة).
أخرجه البخاري [5590]- واللفظ له - ومسلم [2123]، والنسائي [5097]، وأحمد [6/ 111]، وابن حبان [5514، 5516]، والطيالسي [1564]، وابن أبي شيبة [25227]، وابن راهويه [1282]- وعنده معلقًا - وابن الجعد [114]، والبيهقي في "سننه"[4026]، والطبراني في الدعاء [رقم 2155]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 217 - 218]، وفى الاستذكار [8/ 430]، وغيرهم.
وقد استوفينا طرقه وشواهده في: "غرس الأشجار".
4754 -
منكر بهذا السياق: أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[8/ 99/ طبعة دار طيبة]، وأبو داود [4165]، ومن طريقه البيهقي في "سننه"[13276]، والمزي في "تهذيبه"[35/ 245]، وابن عساكر في "تاريخه"[70/ 183]، وغيرهم من طريقين عن غبطة [وتصحفت عند ابن كثير إلى:(عطية)]، بنت عمرو [وعند ابن كثير: =
حدثتني عمتى، عن جدتي، عن عائشة، قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه، فنظر إلى يديها، فقال لها:"اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ"، قالت: فذهبت فغيرتها بحناءٍ، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقِي، وَلا تَزْنِي"، قالت: أو تزنى الحرة؟ قال: "وَلا تَقْتُلَنَّ أَوْلادَكنَّ خَشْيَةَ إِملاقٍ"، قالت: وهل تركت لنا أولادًا نقتلهم؟ قال: فبايعته، ثم قالت له وعليها سواران من ذهبٍ: ما تقول في هذين السوارين؟ قال: "جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ".
4755 -
حَدَّثَنَا نصر بن عليّ، حدّثنا الحارث بن مرة الحنفي، عن عِسْل بن سفيان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ فَلَيْسَ منَّا".
= (بنت سليمان) وهذا غلط أيضًا] عن عمتها عن جدتها عن عائشة به
…
وسياق ابن أبي حاتم فيه اختصار، وهو عند أبي داود ومن طريقه اليبهقى باختصار شديد، ولفظه:(عن عائشة: أن هنذا بنت عتبة قالت: يا نبى الله بايعنى، قال: لا أبايعك حتى تغيرى كفيك كأنهما كف سبع).
قال الهيثمي في "المجمع"[6/ 42]: "رواه أبو يعلى، وفيه مَنْ لم أعرفهن" وقال الحافظ في "التلخيص"[4/ 52]، بعد أن عزاه للمؤلف:(وفى إسناده مجهولات) وقال في موضع آخر [2/ 236]: "في إسناده مجهولات ثلاث".
قلت: يعنى غبطة وعمتها وجدتها، وبهن أعله ابن التركماني في "الجوهر النقي"[7/ 86]، فقال:"وغبطة، وأم الحسن - هي عمتها - لم أعرف حالهما؛ وجدتها: مجهولة".
قلتُ: والحديث في متنه نكارة شديدة، منها قول هند للنبى صلى الله عليه وسلم:(وهل تركت لنا أولادًا نقتلهم؟!) ولبعض فقرات الحديث شواهد ثابتة. وهو منكر بهذا السياق جميعًا.
4755 -
صحيح: أخرجه البزار في "مسنده"[3/ رقم 2334/ كشف]، من طريق روح بن عبادة عن شعبة عن عسل بن سفيان عن ابن أبي مليكة عن عائشة به.
قال البزار: "لا نعلم أسند شعبة عن عسل إلا هذا؛ ولا رواه عن شعبة إلا معاذ بن معاذ وروح".
قلتُ: وقد توبع عليه شعبة عند المؤلف؛ ومداره على عسل بن سفيان، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[2/ 546]، فقال:"رواه أبو يعلى، وفيه عسل بن سفيان، وثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه جمهور الأئمة".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: من عادة ابن حبان - كما يقول المعلمى اليماني - أنه إذا تردد في راو؛ فإنه يذكره في (ثقاته) ولكن يغمزه، وهذا ما فعله مع عسل هذا، ثم رجع عن ذلك وأورد عسلًا في "المجروحين"[2/ 195]، وقال: "كان قليل الحديث، كثير التفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات على قلة روايته
…
".
قلتُ: وهذا الرأى الأخير هو الموافق لأقوال النقاد في عِسْل، فقد ضعفوه جميعًا، قال أبو حاتم:"منكر الحديث" وقال البخاري: "عنده مناكير" وفى موضع آخر قال: "فيه نظر"، وهذا غمز شديد - غالبًا - عنده، لكن عسلًا لم ينفرد به، بل تابعه عليه أيوب السختياني مقرونًا معه عند البزار في "مسنده"[3/ رقم 2333/ كشف]، بإسناد صحيح عن معقل بن مالك عن أبي أمية بن يعلى عن أيوب وعسل كلاهما به عند ابن أبي مليكة.
قلتُ: وهذه متابعة باطلة، وأبو أمية هذا هو إسماعيل بن يعلى الثقفي الهالك، تركه النسائي وا بن معين والدارقطني وغيرهم، وقال البخاري:(سكتوا عنه) وهذا جرح شديد، وترجمته في "اللسان"[1/ 445]، ولم يصح عن شعبة أنه مشاه.
والراوي عنه (معقل بن مالك) مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وتركه الأزدي، وهو من رجال الترمذي، وقد توبع عليه أبو أمية الثقفي؛ تابعه أيوب بن خوط على مثله عن أيوب السختياني وعسل كلاهما عن ابن أبي مليكة عن عائشة به
…
ذكره الدارقطني في "العلل"[4/ 391].
لكن أيوب بن خوط هذا حاله كحال صاحبه أبي أمية، وقد كذبه الأزدي بخط عريض، واتهمه ابن قتيبة بالوضع، وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، وهو من رجال "التهذيب".
ثم إن الحديث قد اختلف في سنده اختلافًا كثيرًا على ابن أبي مليكة، كما بينه الدارقطني في (مسند سعد بن أبي وقاص) من "علله"[4/ 387 - 391]، وقد مضى طرف من هذه الاختلافات عند المؤلف [برقم 689، 748]، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به مثله
…
منها حديث أبي هريرة عند البخاري [7089]، والبيهقي في "سننه"[20835]، وأبي عوانة [رقم 3149]، وجماعة من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
لكن جزم الحفاظ بكون المحفوظ عن الزهري في هذا الحديث إنما هو بلفظ: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنسبى يتغنى بالقرآن). غير أن اللفظ الأول محفوظ أيضًا؛ ولكن في غير حديث أبي هريرة، فراجع ما علقناه على الحديث الماضي [برقم 689، 748]. واللَّه المستعان.
4756 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهبٍ، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: أنها أرادت أن تعتق مملوكين لها: زوجٌ، فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"ابْدَئِي بِالرَّجُلِ".
4757 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهبٍ، قال سمعت مالك بن محمد بن عبد الرحمن، قال: سمعت
4756 - ضعيف: أخرجه أبو داود [2237]، والنسائي [3446]، وابن ماجه [2532]، والحاكم [2/ 224]، والدارقطني في "سننه"[3/ 288]، والبيهقي في "سننه"[1405]، وابن حبان [4311]، وابن راهويه [2/ 411]، وابن عدي في "الكامل"[4/ 328]، والعقيلي [3/ 119]، والمزى في "تهذيبه"[19/ 86]، وابن حزم في "المحلى"[10/ 154]، والطحاوي في "المشكل"[11/ 18]، وغيرهما من طريقين عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن القاسم بن محمد عن عائشة به نحوه.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلتُ: وهذه مجازفة قبيحة، وقد تعقبه الذهبي قائلًا:"عبيد الله هذا اختلف في توثيقه، ولم يخرجا له" وهو كما قال، والراجح أنه شيخ ضعيف، وهو الذي اعتمده الحافظ في "تقريبه" فقال:"ليس بالقوى" وما مثله يُحْتَمل له التفرد عن مثل القاسم بن محمد أصلًا.
وبه أعله ابن حزم؛ فقال عقب روايته: "خبر لا يصح؛ رُوِّينا عن العقيلي أنه قال: وقد ذكر هذا الخبر فقال: هذا خبر لا يعرف إلا لعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، وهو ضعيف".
قلتُ: قد أنكره عليه العقيلي في "الضعفاء" ونحوه ابن عدي في "الكامل" وزاد الثاني: "ولا أعلم رواه عن ابن موهب غير حمادٍ بن مسعدة".
قلتُ: قد تابعه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عند المؤلف وأبي داود وجماعة. فانتبه لهذا، واللَّه المستعان.
4757 -
صحيح بشواهده: أخرجه الحاكم [4/ 389]، والدارقطني في "سننه"[3/ 131]، والبيهقى في "سننه"[8/ 26]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1583]، وغيرهم من طريقين عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب عن مالك بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به
…
وهو عندهم مختصرًا ببعض فقراته.
عمرة بنت عبد الرحمن، تحدث عن عائشة، أنها قالت: وجدت في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عُتُوًّا مَنْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدْ كفَرَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلا، وَفِى الأَجْرِ الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ، وَلا تُنْكَحُ المرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلا عَلَى خَالَتِهَا، وَلا صَلاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلا تُسَافِرُ امْرَأَةٌ ثَلاثَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ".
= قال الهيثمي في "المجمع"[6/ 292]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح"، غير مالك بن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد".
قلتُ: لكن جهله صاحبك البوصيري في "إتحاف الخيرة"[5/ 145]، وأعل به الإسناد، نعم: لا يتهيأ الجزم بجهالته إن شاء الله؛ فقد روى عنه جماعة؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 164]، وقال أبو حاتم الرازي:"هو أحسن حالًا من أخويه: حارثة وعبد الرحمن" كما في ترجمته من "الجرح والتعديل"[8/ 216].
ثم قول الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح غير
…
" لا يصدقه ناقد، ومتى كان عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب من رجال الصحيح؟! بل هو من رجال "السنن" وحسب؛ وقد اختلفوا في حاله أيضًا، والجمهور على تليينه، وهو الذي اعتمده الحافظ في "تقريبه": فقال: (ليس بالقوى) وهو آفة هذا الإسناد على التحقيق.
إِذا عرفت هذا: فدع الحاكم يجازف على عادته ويقول عقب روايته: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، نعم: لفقرات الحديث كلها شواهد عن جماعة من الصحابة:
1 -
فيشهد لقوله في أوله: (إن أشد الناس عتوًا من ضرب غير ضاربه، ورجل قتل غير قاتله، ورجل تولى غير أهل نعمته، فمن فعل ذلك فقد كفر بالله ورسوله، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا): حديث الحسين بن على الماضي [برقم 330].
* وجملة: (قتل غير قاتله) لها شواهد أيضًا عند عبد الله بن عمرو وأبي شريح الخزاعي وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم؛ وكذا لقوله: (ورجل تولى غير أهل نعمته) فله شواهد عن=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جماعة من الصحابة أيضًا. مضى منها حديث جابر [برقم 2071]، وحديث ابن عباس [برقم 2540]، وحديث عمرو بن خارجة [برقم 1508].
2 -
ويشهد لقوله: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناه، لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهده): حديث على الماضي [برقم 338، 562، 628].
3 -
ويشهد لقوله: (ولا يتوارث أهل ملتين) حديث عبد الله بن عمرو: (لا يتوارث أهل ملتين شيء) عند أبي داود وابن ماجه وجماعة كثيرة؛ وفى الباب عن جابر بن عبد الله وأسامة بن زيد.
4 -
ويشهد لقوله: (ولا تنكح المرأة على عمتها ولا خالتها) حديث على الماضي [برقم 360]، وحديث أبي سعيد [برقم 1268]، وحديث جابر بن عبد الله [برقم 1890]، وحديث أبي هريرة الآتى [برقم 6641].
5 -
ويشهد لقوله: (ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) حديث عمر بن الخطاب الماضي [برقم 147، 159]، وحديث عليّ [برقم 411، 481]، وحديث أبي سعيد الخدري [برقم 977، 1121، 1134، 1161، 12608، 1326].
6 -
ويشهد لقوله: (ولا تسافر المرأة ثلاث ليال مع غير ذى محرم) حديث أبي سعيد الماضي [برقم 1160، 1166، 1197، 1326]، وحديث ابن عباس [برقم 2391، 2516]، وفى الباب عن جماعة من الصحابة.
• تنبيه مهم: وقع في سند البيهقى اختلال غريب، فعنده:(عبيد الله بن عبد المجيد - هو الحنفى - ثنا ابن وهب، قال: سمت مالكًا، عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة .... ) كذا، كأن ابن وهب هذا هو المصرى الإمام المعروف؛ ومالك شيخه: لا يكون إلا عالم المدينة، وشيخه (محمد بن عبد الرحمن) هو المعروف بأبى الرجال الشيخ الثقة المشهور، وهو يروى عن أمه (عمرة بنت عبد الرحمن).
فهذا إسناد لو لم يفطن له الناقد؛ لجزم بصحته البتة، مع كونه كله خطأ محضًا؛ ووهم عجيب لا أدرى ممن هو، كأنه من تصرف الناسخ إن شاء، فربما كان قد تصحف عليه (ابن موهب) إلى (ابن وهب) بعد أن وقع له غير منسوب، فظنه (عبد الله بن وهب) الإمام المعروف؛ وهو من أصحاب مالك، ومن المكثرين عنه؛ ومالك مشهور الرواية عن محمد بن عبد الرحمن بن حارثة أبي الرجال؛ وهذا معروف بالرواية عن أمه عمرة؛ وعمرة جل حديثها عن عائشة،=
4758 -
حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني شريك بن أبي نمرٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن عائشة، أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول:"السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيع الْغَرْقَدِ".
= فكأنى أبصر الإسناد الذي وقع للناسخ هكذا: (ابن وهب قال: سمعت مالك بن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة بنت عبد الرحمن - عن عائشة .... )، فتصرف فيه ذلك الناسخ على ما قد عرفت، وصواب الإسناد: (ابن موهب قال: سمعت مالك بن عبد الرحمن
…
إلخ) فهو (ابن موهب) وليس: (ابن وهب).
واسمه: (عبيد الله بن الرحمن بن عبد الله بن موهب) نسب في سند البيهقي إلى جده الأعلى، فانتبه لتلك الدقائق، واللَّه المستعان لا رب سواه.
4758 -
صحيح: أخرجه مسلم [974]، والنسائي [2039]، وأحمد [6/ 180]، وابن حبان [3172، 4523]، والبيهقي في "سننه"[7002، 10077]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 203 - 204]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 240]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 111]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1550]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 390]، وابن السني في "اليوم والليلة"[رقم 591]، والطحاوي في "المشاكل"[9/ 123]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[1/ 58]، وغيرهم من طرق عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة به نحوه
…
وعند النسائي: (وإنا وإياكم متواعدون غدًا أو مواكلون،
…
) وعند أحمد: (فإنا وإياكم وما توعدون غدًا مؤجلون
…
) وعند ابن حبان: (وأتانا وإياكم ما توعدون غدًا مؤجلون) وعند ابن سعد: (وإيانا وإياكم ما توعدون
…
) وعند ابن عبد البر: (أتانا وإياكم ما توعدون) وعند البغوي: (وإنا وإياكم متواعدون غدًا ومؤجلون) وعند ابن شبة مثل ابن حبان؛ وعند الطحاوي مثل مسلم والمؤلف، وعند ابن عساكر:(وأتاكم ما توعدون) وعند إسماعيل بن جعفر مثل النسائي ومثلهما عند ابن السني، وزاد وحده في آخره:(يستغفر لهم مرتين أو ثلاثًا). =
4759 -
حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا إسماعيل، عن خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباعٍ، عن أبيها، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"اطْلُبوُا الْخَيْرِ عِنْدِ حِسَانِ الْوُجُوهِ".
= ولعل هذا الاختلاف في تلك الجملة: إنما هو من شريك ابن أبي نمر؛ كأنه لم يكن يضبطه، وقد كان صاحب أوهام وأغلاط.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه أبو داود في "سننه" / رواية ابن العبد) كما في تحفة الأشراف [12/ 17396]، وللحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
مضى بعضها [برقم 4593، 4619، 4620، 4748]، وفى الباب عن أبي هريرة وغيره من الصحابة.
4759 -
باطل: أخرجه البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3541]، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"[رقم 51]، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة"[2/ رقم 1246]، وأبو الشيخ في الأمثال [رقم 67]، والبخاري في "تاريخه"[1/ 51]- وعنده معلقًا - وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 157]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 333]، والدارقطني في المؤتلف والمختلف [1/ 82]، وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن عياش عن جبرة [وعند القطيعى:(أو خيرة) هكذا بالشك]، بنت محمد بن ثابت بن سباع عن أبيها عن عائشة به.
قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 356]: (رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم).
قلتُ: الصواب أن يقول: "وفيه من لم أعرفه" يعنى جبرة وأباها فقط؛ لأن من دونهما مشاهير معروفون، فالراوى عن جبرة:(إسماعيل) وقع غير منسوب عند المؤلف، وهو ابن عياش كما وقع عند جماعة.
ووهم الإمام في "الضعيفة"[6/ 376]، وظن (إسماعيل) هذا هو (ابن جعفر) فأخطأ في ذلك ولا بد، ثم شط في الخطأ، وبنى على وهمه هذا: وهمًا آخر يأتي التنبيه عليه في آخر كلامنا على هذا الحديث إن شاء الله؛ وإسماعيل بن عياش قد تكلموا في روايته عن غير أهل بلده من الشوام، وجبرة حجازية معروفة؛ نعم: لم ينفرد به إسماعيل: بل توبع عليه:
1 -
فتابعه: خالد بن عبد الرحمن المخزومى على مثله عن جبرة عند البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3542]، والكلاباذى في بحر الفوائد [رقم 74]، بإسناد مستقيم إليه.
لكن خالدًا هذا تالف البتة، وهو مترجم في "التهذيب وذيوله" "تمييزًا" قال الإمام المعلمي اليماني في تعليقه على "الفوائد المجموعة" [ص 69]: "وخالد من شيوخ إسماعيل بن عياش، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وإسماعيل يدلس كما في "طبقات المدلسين"[ص 12]، فأخشى أن يكون إنما سمعه - يعنى إسماعيل - من خالد عن جبرة؛ فدلسه".
قلتُ: فإن ثبت هذا فقد عاد طريق إسماعيل إلى طريق خالد، وقد عرفتَ أن خَالدًا هذا متروك عندهم، بل رماه الفلاس وغيره بالوضع.
2 -
وتابعه أيضًا: عبد الله بن عبد العزيز، على مثله عن جبرة: كما ذكره البيهقى في "الشعب"[3/ 278]، وعبد الله هذا لم أميزه بعد، لكن جزم الإمام المعلمى اليمانى في تعليقه على "الفوائد المجموعة"[ص 69]، بكون عبد الله هذا تالفًا.
3 -
وتابعهم: عبد الرحمن بن أبي بكر المليكى عن امرأته جبرة به مثله: عند البخاري في "تاريخه"[1/ 51]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 162]، وابن راهويه [1650]، وغيرهم؛ والمليكي هذا ساقط الحديث عندهم، وهو من رجال الترمذي وابن ماجه؛ وقد وقع في سند ابن راهويه: (عبد الرحمن بن أبي بكر المليكى عن محمد بن ثابت عن عائشة
…
)، هكذا ليس فيه:(عن جبرة) فأراه سقط من الإسناد، وأنا أستبعد أن يكون ذلك من قبيل الاختلاف في سنده على المليكي.
* والحاصل: أن طرق الحديث كلها مغموزة إلى جبرة، ومدار الحديث على تلك المرأة وأبيها، وبهما وحدهما أعل العراقي هذا الحديث في "المغنى"[4/ 40]، وقال:"لا أعرف حالهما".
أما جبرة: فهى مثل أبيها مجهولة الحال، وقد تصحف اسمها عند بعضهم إلى (خيرة) أوله خاء، وبهذا ترجمها الحافظ في "اللسان"[2/ 412]، وقال:(لا تعرف) هذا مع كونه هو الذي ضبط اسمها بالجيم في أوله، كما في تبصير المنتبه [1/ 236]، ومثله ابن ناصر الدين في "توضيح الشتبه"[2/ 94]، وقبلهما الذهبي في كتابه:"مشتبه النسبة".
وأبوها (محمد بن ثابت بن سباع) لم يوثقه سوى ابن حبان وحده، (وذلك لا يكفى في معرفة حاله) كما يقول الإمام المعلمى في تعليقه على "الفوائد المجموعة"[ص 70]، وهو من رجال الترمذي وحده، ومشاه الحافظ في "التقريب".
وللحديث طرق أخرى عن عائشة به كلها تالفة الأسانيد، ومثلها عن جماعة من الصحابة، ولا يصح في هذا الباب شيء. كما قاله العقيلي وغيره من النقاد. وراجع "الضعيفة"[6/ 312، 376]- وقد جازف السيوطى - كعادته - وقال في "اللآلئ المصنوعة"[2/ 67]: (وهذا الحديث في معتقدى حسن صحيح، وقد جمعت طرقه في جزء).=
4760 -
حَدَّثَنَا عباد بن موسى الختلي، حدّثنا عبد الرحمن بن ثابتٍ، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الشعر، فقال:"هُوَ كَلامٌ، فَحَسَنُهُ حَسَنٌ، وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ".
= قلتُ: وماذا يجدى معتقده إزاء الجليات القاضية بوهاء هذا الخبر؟! بل الأشبه عندى في حال هذا الحديث: هو قول ابن القيم في "المنار"[ص 63]: "وكل حديث فيه ذكر حسان الوجوه أو الثناء عليهم، أو الأمر بالنظر إليهم، والتماس الحوائج منهم، أو أن النار لا تمسهم: فكذب مختلق، وإفك مفترى".
قلتُ: وإنما أولع الناس بهذا الخبر لأجل ما كشفه الإمام المعلمى اليمانى في تعليقه على "الفوائد المجموعة"[ص 70]، فراجع كلامه ثمة
…
واللَّه المستعان.
• تنبيه مهم: وقع في إسناد المؤلف من طبعة حسين الأسد: (عن خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباع عن أمها
…
) هكذا: (خيرة) و: (عن أمها).
أما: (خيرة) فمصحفه من (جبرة) كما سبق بيانه.
وأما (عن أمها) فخطأ أيضًا، وصوابه:(عن أيبها) كما وقع عند الجميع؛ وهكذا وقع عند الحافظ في "المطالب"[رقم 2745]، والبوصيري في "الإتحاف"[6/ 46]، وهما قد نقلا إسناد المؤلف ولفظه، ومثلهما وقع على الصواب في سند المؤلف من الطبعة العلمية [4/ 223].
ولم ينتبه الإمام في "الضعيفة"[6/ 376]، إلى هذا الخطأ الذي وقع مثله في نسخته المخطوطة من مسند أبي يعلى [ق 226/ 1]، بل وظنه من قبيل الاختلاف في سند الحديث على (جبرة) وذلك بعد أن زعم أن (إسماعيل) في سند المؤلف هو (ابن جعفر) وأنه خالف إسماعيل بن عياش فيه، هكذا ظن ما لم يكن، ولن يكون، ولا يُسْتَطاع؛ لأن إسماعيل في سند المؤلف: هو نفسه (ابن عياش) فكيف يخالف نفسه، هذا على التسليم بأن ثمة مخالفة، فكيف وهى في عالم الخيال والحسبان؟! واللَّه ربى على كل معضلة هو المستعان.
4760 -
ضعيف: أخرجه البيهقى في "سننه"[20902]، من طريق المؤلف به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف غريب، قال الهيثمي في "المجمع" [8/ 226]:"رواه أبو يعلى، وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وثقه دحيم وجماعة؛ وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هو كما قال، وابن ثوبان أشبه عندي بالصدوق إن شاء الله؛ وقد قال الذهبي في ترجمته من "سير النبلاء"[7/ 314]؛ (لم يكن بالمكثر؛ ولا هو بالحجة؛ بل صالح الحديث) لكن ثبت أنه تغير بآخرة، وفى "تاريخ الفسوي"[2/ 227 - 228]، حكاية ثابتة تدل على أن تغيره كان فاحشًا، وكان ربما روى المناكير في حديثه أيضًا، حتى قال الإمام أحمد:"أحاديثه مناكير" ولعله حدث بها في حال تغيره، ولست أراه ممن يحتمل له التفرد عن مثل هشام بن عروة، ذلك المكثر حديثًا وأصحابًا، ولا عن الزهري ونافع مولى ابن عمر وهؤلاء الكبار، بل تفرد مثل هذا يعد عند جماعة من الحذاق منكرًا.
فإن قيل: لم ينفرد به ابن ثوبان عن هشام بن عروة، بل تابعه عليه:
1 -
عبد العظيم بن حبيب عند الدارقطني في "سننه"[4/ 155].
قلنا: هذه متابعة لا يفرح بها، فعبد العظيم هذا وإن ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 424]، وقال:(ربما خالف) فقد قال عنه الدارقطني: "ليس بثقة" كما في "الميزان" وأعل به حديثًا ساقه له في (غرائب مالك) وقال: "لم يكن بالقوى في الحديث" كما في "اللسان"[4/ 40]، وهذا مقدم على توثيقه بلا ريب، ومع تساهل ابن حبان الذي لا يخفى ولا يستتر؛ فإنه كان دون تلميذه أبي الحسن بن مهدي في معرفة أحوال النقلة، لاسيما "المجروحين" منهم، فاعرف هذا أيها الطالب علمًا.
فإن قيل: قد رواه غير عبد العظيم عن هشام أيضًا، فهذا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري: قد رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مثله
…
عند ابن عدي في "الكامل"[4/ 278]، وأبي الحسن بن مهدى في "سننه"[4/ 156].
قلنا: ومن يكون هذا الساقط، حتى يستشهد بحديثه فضلًا عن الاحتجاج به؟! وقد كذبه الإمام أحمد وأبو حاتم وغيرهما بخط عريض، فراجع ترجمته المظلمة من "التهذيب وذيوله".
وأهون تلك الطرق ضعفًا: هي الطريق الأولى؛ فقد حسنها النووي في الأذكار [رقم 1134]، ومثله الإمام في "الصحيحة"[1/ 730]، ويمنع من ذلك ما قد علمت.
ثم إن في الحديث علة أخرى، فقد قال البيهقى عقب روايته من الطريق الأول:"وصله جماعة، والصحيح عنه - يعنى عن عروة - عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل" وهذا إن صح؛ فلا كلام في تحسين هذا الطريق بعده. =
4761 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"من مَات وَعَلَيْهِ صِيَامٌ، صَامَ عَنْه وَلِيُّهُ".
= وهذا الوجه المرسل: قد أخرجه البيهقى في "المعرفة"[رقم 2998]، من طريق إمامه الشافعي عن إبراهيم عن هشام بن عروة عن أبيه به مرسلًا
…
، ليس فيه عائشة.
ومن هذا الطريق أيضًا: أخرجه السمعانى في "أدب الإملاء"[ص 86]، لكن إبراهيم في سنده: هو ابن أبي يحيى الأسلمي الهالك المشهور، وما كان للبيهقي أن يجزم بصحة الوجه المرسل؛ استنادًا على طريق إبراهيم هذا.
ثم جاء بعض المطرحين، وروى هذا الحديث عن ابن لهيعة عن يونس الأيلي عن الزهري عن عروة عن عائشة به مثله، هكذا أخرجه الدارقطني في "الأفراد"[رقم 6120]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 137].
وقال الدارقطني: "تفرد به حسان بن غالب عن ابن لهيعة، .. " وحسان هذا كان يقلب الأخبار على الثقات، ويروى عن الأثبات الملزوقات، لا يحل الاحتجاج به بحال. قاله ابن حبان في ترجمته من "المجروحين"[1/ 271]، وضعفه الدارقطني وغيره أيضًا، فراجع "اللسان"[2/ 188].
وشيخه ابن عقبة المصرى حاله معلومة، وإنما المحفوظ عن الزهري: هو ما رواه عنه عقيل بن خالد عن عروة عن عائشة به نحوه
…
موقوفًا عليها، عند البخاري في "الأدب المفرد"[رقم 866]، بإسناد صالح، بل جيد إلى عقيل بن خالد به.
* والحاصل: أن حديث عائشة هذا يدور بين الوقف والإرسال، وأرى كلاهما محفوظين؛ أما المرفوع فاغسل يديك منه.
وفى الباب عن جماعة من الصحابة بأسانيد كالهواء إذا قبضت عليها، انظر منها حديث ابن عمرو بن العاص في "الصحيحة"[1/ 730].
ولا يثبت في هذا الباب إلا حديث: (إن من الشعر حكمًا) وقد مضى من رواية ابن عباس [برقم 2332]، و [رقم 2581]، فانظره ثمة.
4761 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 4417].
4762 -
حدّثنا عقبة بن مكرم، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت عمر بن الخطاب بمنى يقول: أيها الناس إن النفْر غدًا، فلا ينفرن أحد حتى يطوف بالبيت، فإن آخر النسك الطواف.
4763 -
حدَّثنا عقبة حدّثنا يونس، أخبرني هشام بن عروة وعبد الله بن عامر، عن
4762 - صحيح: قال الهيثمي في "المجمع"[3/ 281]: "رواه أبو يعلى؛ وفيه ابن إسحاق وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلتُ: ولم يصرح فيه ابن إسحاق بالسماع، لكنه قد توبع عليه:
1 -
تابعه: مالك في موطئه [823]، على مثله عن نافع عن ابن عمر عن عمر به
…
وعنه أخرجه الشافعي في "مسنده"[رقم 1154]، وفى "الأم"[7/ 407]، والبيهقي في "سننه"[9528].
2 -
وكذا تابعه أبو خالد الأحمر على نحوه عن نافع عند ابن أبي شيبة [13599]، والأثر ثابت كالشمس.
4763 -
صحيح: هما طريقان لحديث واحد:
فالأول: طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت: (إن صفية بنت حيى زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت في حجة الوداع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحابستنا هي؟! فقلتُ: إنها قد أفاضت يا رسول الله، وطافت بالبيت؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلتنفر).
أخرجه البخاري [4140]- واللفظ له - ومسلم [1211]، وابن ماجه [3072]، والنسائي في "الكبرى"[4187]، وأحمد [6/ 38، 82]، وابن خزيمة [3002]، وابن حبان [3903، 3905]، والشافعي [623]، وابن أبي شيبة [13173]، والحميدي [201]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 308]، وأبو عوانة [رقم 2659] و [2660]، والبيهقي في "سننه"[9532، 9533، 9534]، وغيرهم من طرق عن الزهري عن عروة [وقرن معه أبو سلمة عند الأكثرين] عن عائشة به.
والثاني: يرويه عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: (أن صفية بنت حيى حاضت؛ فذكرتُ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحابستنا هي؟! فقيل: إنها قد أفاضت، فقال: فلا إذًا).
أخرجه مالك [926]- واللفظ له - ومن طريقه البخاري [1670]، ومسلم [1211]،=
الزهري، عن عروة، عن عائشة، وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله غير أنه قال:"فَلتَنْفِرْ".
4764 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا أبو لبابة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلةٍ: تنزيل: "السجدة"، "والزمر".
4765 -
حَدَّثَنَا الحماني، حدّثنا شريك، عن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الماءُ لا ينَجِّسهُ شَيْءٌ".
= والترمذي [943]، والنسائي في "الكبرى"[4193، 4195]، وأحمد [6/ 39]، وابن حبان [3902]، والشافعي [621]، والطحاوي في "شرح المعاني"[2/ 234]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[5/ رقم 3044، 3045]، والبيهقي في "سننه" 9531]، وفى "المعرفة"[رقم 3187]، وأبو عوانة [رقم 2663] و [عقب رقم 2664]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 412]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به.
قال الترمذي: "حديث عائشة حديث حسن صحيح".
• تنبيه: قول المؤلف عقب روايته: "بمثله"، فيه نظر لا يخفى، ولعله يقصد: بمثله في المعنى، واللَّه أعلم بحقيقة الحال.
4764 -
قوي: مضى الكلام عليه [برقم 4643].
• تنبيه: مضى هناك أن المحفوظ في من هذا الحديث هو قول: (وبني إسرائيل) بدل قوله: (تنزيل: السجدة) فراجعه ثمة.
4765 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 2093]، والنسائي في "الكبرى"[49]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2062]، والقاضي إسماعيل كما في "التمهيد"[1/ 333]، وابن السكن في "صحاحه" كما في "البدر المنير"[1/ 397]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 249/ كشف]، وغيرهم من طريقين [يحيى الحماني، وأبي أحمد الزبيري]، عن شريك بن عبد الله النخعي عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به.
قال الحافظ: في "المطالب"[رقم 1]: "إسناده حسن" وقال صاحبه الهيثمي في "المجمع"[1/ 501]: "رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: كذا قالا، والتحقيق: أن إسناده ضعيف، ورجاله ثقات سوى شريك القاضي؛ فهو على إمامته وعلمه وفضله كان سيئ الحفظ، مضطرب الحديث، وقد خولف في رفعه كما سيأتي؛ وقد قال الطبراني عقب روايته:"لم يرو هذا الحديث عن المقدام إلا شريك" وقال البزار: "لا نعلم روه مرفوعًا إلا شريك".
وليس كما قالا، بل توبع شريك عليه مثله: تابعه إسرائيل بن يونس عند ابن عدي في "الكامل"[6/ 439]، من طريق مخول بن إبراهيم ثنا إسرائيل به.
قلتُ: لكنها متابعة معلولة، مخول هذا رافضى بغيض، وقد قال ابن عدي عقبه:"قال لنا ابن صاعد: رفعه مخول، ووقفه غيره، [في المطبوع: (وقفه مخول، ورفعه غيره) وهذا قَلْب للعبارة] فذكر - يعنى ابن صاعد - عن عبيد الله بن موسى، والأسود بن عامر عن إسرائيل موقوفًا".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن إسرائيل؛ وكذا هو المحفوظ عن عائشة أيضًا، وهو الذي جزم به الشهاب بن رجب في "شرح البخاري"[2/ 24]، فقال:"والصحيح أنه موقوف على عائشة" ويؤيد هذا الموقوف: رواية شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة العدوية قالت: (سألت عائشة عن الغسل من الجنابة، فقالت: إن الماء لا ينجسه شيء
…
) أخرجه أحمد [6/ 172]، والبيهقي في "سننه"[8471]، وابن راهويه [13831]، وجماعة.
وسنده صحيح على شرط مسلم؛ وهكذا رواه غندر، وآدم بن أبي إياس، والنضر بن شميل وغيرهم عن شعبة على الوجه الماضي، وهو الصواب عنه.
لكن جاء عون بن عمارة وخالف فيه الجماعة، ورواه عن شعبة فقال: عن سماك عن عكرمة عن عائشة به مرفوعًا، هكذا أخرجه القطيعى في "الألف دينار"[رقم 266].
وهذا ليس بشيء، وعون هذا شيخ منكر الحديث كما قاله أبو زرعة وصاحبه وغيرهما، وضعفه سائر النقاد فضعف، وهو من رجال ابن ماجه وحده، لكن للمرفوع: شواهد عن جماعة من الصحابة بعضها ثابت؛ مضى منها حديث أبي سعيد [برقم 1304]، وحديث ابن عباس [برقم 2411].
وقد صححه جمهور النقاد من المتقدمين والمتأخرين. وقد بسطنا طرقه في كتابنا الكبير: "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.
4766 -
حَدَّثَنَا خلف بن هشامٍ البزار، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشامٍ، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".
4767 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله النكري، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، [عن مسروق]، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
4766 - صحيح: أخرجه مسلم [725]، والترمذي [416]، والنسائي [1759]، وأحمد [6/ 149، 265]، وابن خزيمة [1107]، والحاكم [1/ 450]، وابن أبي شيبة [6332]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 300]، والبيهقي في "سننه"[عقب رقم 4254، 4255]، وأبو عوانة [رقم 1707، 1708]، والبغوي في "شرح السنة"[2/ 117]، وفى "تفسيره"[7/ 365/ طبعة دار طيبة]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2683]، وابن الأعرابي في "المعجم"[رقم 1373]، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"[رقم 71]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 374 - 375] و [4/ 397]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 72] و [24/ 45]، وغيرهم من طرق عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة به
…
وفى رواية لمسلم وأبي عوانة: (لهما أحب إلى من الدنيا جميعًا) لفظ مسلم؛ ولفظ أبي عوانة: (هما أحب إلى من جميع الدنيا) وفى رواية أخرى له: (هما أحب إلى من حمر النعم) وفى رواية للخطيب: (هما أحب إلى من الدنيا وما فيها .. ).
قال الترمذي: "حديث عائشة حسن صحيح".
قلتُ: وصححه الحاكم على شرط الشيخين؛ وهو كما قال؛ لولا أنه وهم في استدراكه عليهما وهو ثابت عند (مسلم) ولم أر قتادة صرح بالسماع في سند الحديث في جميع طرقه التى وقفت عليها، وهو إمام في التدليس، لكن رواه شعبة عنه عند أحمد [وتصحف عنده "شعبة" إلى "سعيد"،] وابن أبي شيبة ورواية للخطيب وغيرهم؛ وهذا كاف في صحة سماع قتادة له من شيخه؛ وما كان شعبة يروى عن شيوخه المدلسين إلا ما كان من صحيح سماعهم ممن رووا عنه، بل ورد عنه أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة
…
" وذكر منهم (قتادة) وراجع ما علقناه على ذيل الحديث الماضي عند المؤلف [برقم 1732]، ففيه ما تَقَرُّ به عينك إن شاء الله.
4767 -
صحيح: هذا يأتي في مسند ابن مسعود [برقم 5202].
قال: "وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ".
4768 -
قَالَ الأعمش: فحدثت به إبراهيم فحدثنى، عن الأسود، عن عائشة، بنحوه.
4769 -
حَدَّثَنَا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان عرق الكلية - وهى الخاصرة - تأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا، ما يستطيع أن يخرج إلى الناس، ولقد رأيته يكرب حتى آخذ بيده، فأتفل فيها بالقرآن، ثم أكبها على وجهه، ألتمس بذلك بركة القرآن، وبركة يده، فأقول: يا رسول الله، إنك مجاب الدعوة، فادع الله يفرج عنك ما أنت فيه، فيقول:"يَا عَائِشَةُ، أَنَا أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً".
4770 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن
4768 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 4676].
• تنبيه: قط سقط قوله: (عن مسروق) من إسناد المؤلف في الطبعتين، والعجب أن المعلقين على الطبعتين قد نبها بالهامش إلى أن (مسروق) سقط من سند المؤلف عندهما، ثم لم يتبرع أحدهما بإثباته بين (معقوفتين) في السند.
4769 -
ضعيف بهذا التمام: قال الهيثمي في "المجمع"[3/ 12]: "رواه أبو يعلى؛ وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: وآفته هي عدم تصريح ابن إسحاق بسماعه من شيخه، وقد كان:"مشهورًا بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما" قاله الحافظ في ترجمته من "طبقات المدلسين"[ص 51].
ولأول الحديث: طريق آخر عند أحمد [6/ 181]، في سياق طويل، وسنده حسن، وسيأتي هذا الطريق عند المؤلف [برقم 4936]، فانظر هناك. وهو هنا ضعيف بذلك السياق جميعًا.
4770 -
صحيح: قد مضى الإشارة إلى الاختلاف في سند هذا الحديث على ابن إسحاق، وكذا على الزهري أيضًا فيما مضى [برقم 4579]، وذكرنا هناك: أن أبا زرعة والدارقطني =
الزهري، عن أيوب بن بشير، عن محمد بن جعفرٍ، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في مرضه:"صُبُّوا عَلَيَّ سَبْعَ قِرَبٍ مِنْ مَاءِ سَبْعَةِ آبَارٍ شَتَّى" فَفَعَلُوا.
4771 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا مسعر بن كدامٍ، عن المقدام بن شريح بن هانئٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالإناء فآخذه، فأضع شفتيّ عليه، ثم يأخذه فيضع شفتيه على موضع شفتيّ، وآخذ العظم فأعض منه، ثم يضع فاه على موضع فيّ، وأنا حائضٌ.
= قد جزما بكون المحفوظ فيه عن الزهري: وما رواه عن جماعة عن أيوب بن بشير به مرسلًا، وهذا فيه نظر شرحناه في "غرس الأشجار".
وعلى كل حال: فقد توبع أيوب بن بشير على تلك الفقرة هنا: تابعه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة به نحوه في سياق أتم عند البخاري [195، 4178، 5384]، والبيهقي في "سننه"[119]، وفى "الدلائل"[رقم 3099]، والنسائي في "الكبرى"[7083]، والطبراني في "مسند الشاميين"[4/ رقم 3130]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 232]، والبغوي في "شرح السنة"[7/ 51]، وفى الأنوار [رقم 1191]، والمؤلف [برقم 4579]، وغيرهم من طرق عن الزهري بإسناده به
…
وليس عند الجميع - سوى المؤلف - قوله: (من ماء سبعة آبار شتى)، لكن هذا اللفظ ثابت عند المؤلف وحده؛ وإسناده إلى الزهري صالح، كما مضى بيانه هناك [برقم 4579].
قلتُ: والحديث من هذا الطريق عند مسلم وجماعة كثيرة أيضًا، لكن دون موضع الشاهد هذا واللَّه المستعان.
4771 -
صحيح: أخرجه مسلم [300]، وأبو داود [259]، والنسائي [280، 281، 282، 378، 379، 380]، وابن ماجه [643]، وأحمد [6/ 62، 92، 210، 214]، وابن خزيمة [110]، وابن حبان [1293، 1360، 1361، 4181]، وعبد الرزاق [388، 1253]، وابن راهويه [1574، 1576]، والحميدي [166]، وأبو عوانة [رقم 694]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 250]، وفى "تفسيره"[1/ 257/ طبعة دار طيبة]، وابن المنذر في "الأوسط"[207]، وجماعة من طرق عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: رواه مسعر السفيانان وشعبة والكبار عن المقدام به.
4772 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه فأراد أن ينام وهو جنبٌ قبل أن يغتسل، أسبغ الوضوء، ثم نام.
4773 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن صالح بن
4772 - صحيح: أخرجه الدارمي [757]، والبيهقي في "سننه"[924]، وابن راهويه [1485]، وأحمد [6/ 273]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار [وتصحف عند البيهقي إلى:(أبي إسحاق)، عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قلتُ: هذا إسناد صالح ليس فيه إلا ابن إسحاق؛ وقد صرح بالتحديث عند أحمد؛ فانتفت شبهة تدليسه.
وقد توبع عليه: تابعه: الحجاج بن أرطأة على نحوه عن عبد الرحمن بن الأسود: عند أحمد [6/ 143، 235، 260]، ومسلم في "التمييز"[رقم 42]، وغيرهما؛ وزاد في رواية لأحمد [6/ 224]:(ولا يمس ماءً) وهذا - على ضعفه - شاهد صالح لرواية ابن إسحاق السبيعي الماضية [برقم 4794]، إذ في رواية الحجاج من الزيادة الماضية: ما يدل على أن المراد بقوله: (ولا يمس ماءً) يعنى للغسل؛ بدليل ذِكْر الوضوء قبله.
ورأيت الحجاج وابن إسحاق: قد توبعا عليه: تابعهما أبو إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن عن أبيه قال: (سألت عائشة: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا أراد أن ينام وهو جنب؟! قالت: يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم ينام).
أخرجه بقى بن مخلد في "مسنده" كما في فتح الباري لابن رجب [2/ 60]، وقد توبع عليه عبد الرحمن بن الأسود: تابعه إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبًا؛ فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة) أخرجه مسلم [305]، وأبو داود [224]، والنسائي [255]، وابن ماجه وأحمد [6/ 126، 135، 191، 192]، وجماعة كثيرة. واللفظ لمسلم.
4773 -
حسن لغيره: أخرجه البيهقي في "الشعب"[6/ 480/ رقم 8982]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 167]، وفى "المشكل"[4/ 205]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 591]، وأبو عروبة الحرانى في "الطبقات"[رقم 1/ المنتقى منه] من طريق محمد بن إسحاق =
كيسان، عن عروة، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ"، فجاءته أم سنبلة الأسلمية بوطب لبنٍ، أهدته له، فقال:"أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ"، فأفرغت، فتناوله، فشرب، فقلت: ألم تقل: لا أقبل هديةً من أعرابىٍ؟! فقال: "إِنَّ أَعْرَابَ أَسْلَمْ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، إِنْ دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ، وَإِنْ دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُونَا".
= ابن يسار عن صالح بن كيسان عن عروة بين الزبير عن عائشة به نحوه
…
وزادوا سوى أبي عروبة في آخره: (ثم شرب).
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في (المعرفة) كما في "الإصابة"[8/ 233]، وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة"[3/ 121]، و [4/ 106]، بعد أن ساقه من طريق المؤلف:(هذا إسناد ضعيف، لتدليس ابن إسحاق).
قلتُ: هلا قال: "ضعيف؛ لعدم تصريح ابن إسحاق فيه بالسماع" إذ ليس في عنعنة المدلس ما يدل على تدليسه أصلًا، إنما هذا قرينة وحسب، ومَنْ للبوصيرى بمعرفة دقائق هذا الفن؟!
والحاصل: أن علة هذا الطريق: هي عدم ذكر ابن إسحاق سماعه من شيخه، وهو وحش التدليس جدًّا، لكنه توبع عليه: فرواه جماعة عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن عبد الله بن دينار الأسلمي عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
مع اختلاف يسير في ألفاظه: أخرجه أحمد [6/ 133] والحاكم [4/ 142]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 167]، وفى "المشكل"[4/ 254]، وأبو عبيد في "الأموال"[رقم 459]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 7304]- وعنده معلقًا والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1940، 1941]، وابن عبد البر في الاستيعاب [1/ 630]، وابن السكن في "الصحابة" كما في "الإصابة"[8/ 232 - 233]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 294]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة بإسناده به
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ونقل الإمام في "الصحيحة"[6/ 1213]، أن الذهبي وافق الحاكم، ثم قال الإمام:"وهو كما قالا".
قلتُ: أما الذهبي فهو برئ من موافقة صاحب "المستدرك" في كل حديث يسكت عنه، وهذا الحديث من ذاك القبيل، وكيف يكون سنده كما يقول الحاكم؟! وفيه (عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي) وهو شيخ مختلف فيه، والجمهور على تضعيفه، وهو قد شهد على نفسه =
4774 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروقٍ، عن عائشة، أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمر بفراشه، فيفرش له، فيستقبل القبلة، فإذا أوى إليه توسد كفه اليمنى، ثم همس، ما ندرى ما يقول، فإذا كان في آخر ذلك رفع صوته، فقال:"اللَّهُمَّ رَبَّ - السَّمَاوَاتِ السَّبْع، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، إِلَهَ - أَوْ رَبَّ - كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالِقَ الحبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ الَّذي لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَالآخِرُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ".
= بسوء الحفظ، وقد صح عن يحيى القطان أنه قال:"كان ابن حرملة يلقن، ولو شئت أن ألقنه أشياء؛ لفعلت" وهذه مصيبة! وأجارك الله من حديث المتلقنين! ولم يكن مسلم يخرج لهذا الضرب إلا ما تابعه عليه الثقات، وكم أوقع مسلمًا طلب العلو برواية الضعفاء في مزالق!
وابن حرملة هذا من رجال الجماعة سوى البخاري؛ وهو عندي إلى الضعف أقرب لما ذكرته؛ فيحتج بحديثه في الشواهد والمتابعات؛ وهذا الحديث قد توبع عليه كما مضى.
وقال الهيثمي في "المجمع"[4/ 264]، بعد أن عزاه للمؤلف وأحمد والبزار:"ورجال أحمد رجال الصحيح" وهو كما قال.
4774 -
صحيح المرفوع منه فقط: قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 165]: "رواه أبو يعلى، وفيه السري بن إسماعيل، وهو متروك".
قلتُ: وبه أعله ابن كثير في "تفسيره"[7/ 7/ طبعة دار طيبة]، فقال:"السري بن إسماعيل هذا: ابن عم الشعبي، وهو ضعيف جدًّا".
وقد خولف في سنده: السري، خالفه مطرف بن طريف - الثقة المأمون - فرواه عن الشعبي مثله: إلا أنه قال في أوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر ما يقول حين ينام، وهو راضع يده على خده الأيمن، وهو يرى أنه ميت في ليلته تلك: رب السموات
…
إلخ).
أخرجه النسائي في "الكبرى"[10625]، وفى " اليوم والليلة"[رقم 789]، وعنه ابن السني في "اليوم والليلة"[رقم 742]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 53]، وغيرهم بإسناد صحيح إلى مطرف عن الشعبي عن عائشة به
…
ولم يذكر فيه مسروقًا. =
4775 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا الحجاج بن أبي زينب، عن طلحة مولى ابن الزبير، عن عائشة، قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خميص البطن.
4776 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدّثنا جويرية، عنه نافعٍ، أن سائبة، أخبرته، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات، إلا الأبتر وذا الطفيتين، إنهما يخطفان الأبصار، ويسقطان ما في بطون النساء، فمن تركهما فليس منا.
4777 -
حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، حدّثنا ابن أبي زائدة، حدثني محمد بن
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح لولا أن الشعبي عن عائشة مرسل، كما جزم به ابن معين وأبو حاتم الرازي كما في "المراسيل"[ص 159، 160]، وعنه في "جامع التحصيل"[ص 204].
وهذا الوجه هو المحفوظ عن الشعبي، وللحديث طريق آخر عن عائشة بالمرفوع منه فقط: عند ابن عدي في "الكامل"[2/ 193]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 524]، والفسوي في "المعرفة"[3/ 386]، وسنده منكر.
لكن للمرفوع منه: شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم [2713]، وأبي داود [5051]، والترمذي [3400]، والنسائي في "الكبرى"[7668]، وجماعة كثيرة؛ وفى أوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه يقول: اللَّهم رب السماوات
…
إلخ) لفظ النسائي وأبي داود؛ ولفظ الترمذي: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول: اللَّهم رب السموات
…
إلخ) وهو رواية لمسلم.
4775 -
ضعيف: أخرجه البيهقي في "الدلائل"[رقم 3160]، من طريق يونس بن بكير عن الحجاج بن أبي زينب عن طلحة مولى ابن الزبير عن عائشة به.
قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 563]: (رواه أبو يعلى، وفيه طلحة البصري مولى عبد الله بن الزبير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح).
قلتُ: هو كما قال؛ ولم أجد لطلحة هذا ترجمة بعد التتبع.
4776 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4358].
4777 -
صحيح: أخرجه الطبري في "تفسيره"[9/ 275]، وابن راهويه [1699]، وغيرهما من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار - وهذا في "مغازيه" كما في "البداية والنهاية" =
إسحاق، عن يحيى بن عبادٍ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فتغشَّاه من الله ما كان يتغشَّاه، فسجى بثوبه، ووضعت وسادةٌ من أديمٍ تحت رأسه، ثم جلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان، وهو يمسح عنه.
4778 -
حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، حدّثنا ابن أبي زائدة، حدّثنا محمد بن عمرٍو، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه، وجد ما قال الله عز وجل:{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)} [المزمل: 5].
= [3/ 304]- عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة به
…
وهو عند الطبري بنحوه في سياق حديث الإفك الطويل.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في "مغازيه" كما نقله عنه ابن كثير في "البداية"[3/ 304]، وكذا صرح بالسماع عند الطبري أيضًا؛ وحديثه هنا: جزء من سياق طويل لقصة الإفك؛ وهى ثابتة من طرق عن عائشة - رضى الله عنها - يأتي بعضها [برقم 4927، 4928، 4929، 4931، 4933، 4935]. واللَّه المستعان.
4778 -
حسن: أخرجه ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1487]، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن عائشة به نحوه في سياق حادثة الإفك.
قال الهيثمي في "المجمع"[7/ 275]: "رواه أبو يعلى وإسناده جيد".
قلتُ: من أين تأتيه الجودة؟! وعمرو بن علقمة والد محمد بن عمرو - لم يدرك عائشة أصلًا، وقد عده الحافظ في (تقريبه) من الطبقة السادسة، وهى الطبقة التى عاصرت صغار التابعين، فالإسناد منقطع.
لكن لمحمد بن عمرو بن علقمة إسناد آخر في هذا الحديث يرويه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن علقمة بن وقاص - وهو جد محمد بن عمرو - قال: (لما قال المنافقون لعائشة - رضى الله عنها - ما قالوا من الإفك، قالت عائشة: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر
…
) وساق قصة الإفك بطولها، وفيها قول عائشة:(وشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السقف، قال الله عز وجل {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}.
أخرجه ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1487]، بإسناد صحيح إلى محمد بن عمرو به
…
وهو عند الطبري في "تفسيره"[9/ 275]، وابن راهويه [1131]، من طريق آخر صحيح =
4779 -
حَدَّثَنَا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا أبي، عن عبيد الله بن أبي حميدٍ، عن أبي مليحٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن رباحٍ الأنصاري، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الركعتين قبل طلوع الفجر، ثم يقول في مصلاه:"اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، وَرَبَّ إِسْرَافِيلَ، وَرَبَّ مُحَمَّدٍ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، ثُمَ يَخْرُجُ إلَى صَلاتِهِ".
= عن محمد بن عمرو عن يحيى عن عبد الرحمن بن علقمة بن وقاص وغيره: (أن عائشة خرجت تريد المذهب ومعها أم مسطح .... ) وساق الحديث بطوله نحو رواية ابن الأعرابى، وفيه قول عائشة:(وشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى البيت، وكان إذا أنزل عليه يأخذه ما كان يأخذه، يعنى من الشدة، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}.
قلتُ: وظاهر سنده الإرسال، لكن علقمة بن وقاص مشهور بالراوية عن عائشة؛ بل روى عنها قصة الإفك بطولها عند الشيخين .. وستأتى [برقم 4927، 4933، 4935]، لكن ليس فيها موضع الشاهد هنا، فالظاهر: أنه كان لشهرة الحديث عن عائشة: كان ربما أرسله، كما كان يفعل ذلك عروة بن الزبير في غير حديث عن عائشة، وهذا قد يحمل أيضًا على حالة الفتور وعدم النشاط لإقامة إسناده.
* فالحاصل: أن علقمة قد سمع الحديث من عائشة بطوله
…
وربما كان يرسله عنها كما وقع عند الطبري وابن راهويه [وابن الأعرابي
…
في هذا الحديث هنا: والإسناد عندهم إلى علقمة: حسن صالح؛ ليس فيه من ينظر في حاله: سوى (محمد بن عمرو بن علقمة) وفيه مقال معروف، لكن استقر العمل على تحسين حديثه ما لم يخالف من هو أوثق منه؛ أو يأت بما ينكر عليه.
وللحديث طريق آخر عن عائشة به نحوه في سياق أطول: عند الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 117]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 100]، وسنده لا يثبت، واللَّه المستعان.
4779 -
منكر بهذا السياق: قال الهيثمي في "المجمع"[2/ 463]: (رواه أبو يعلى، وفيه عبيد الله بن أبي حميد، وهو متروك).
قلتُ: وكان يروى عن أبي المليح مناكير، كما قاله الحاكم وأبو نعيم، وهذا الحديث منها، وهو من رجال ابن ماجه وحده. وفى الإسناد أيضًا:(سفيان بن وكيع) والكلام فيه طويل الذيل، لخصه الحافظ في "التقريب" فقال:(كان صدوقًا؛ إلا أنه ابتلى بوراقه؛ فأدخل عليه ما ليس من حديثه؛ فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه).=
4780 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن أبى عبيدة، حدّثنا أبى، عن الأعمش، عن تميمٍ، عن عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شئٍ، إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليَّ بعضه، وهى تشتكى زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى تقول: يا رسول الله، أكل شبابى، ونثرت له بطنى، حتى إذا كبر سنى، وانقطع ولدى، ظاهر منى، اللَّهم إنى أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات، {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1].
= وبه وحده: أعله الهيثمى في موضع آخر من "المجمع"[10/ 132]، ثم قال:(رواه النسائي بنحوه من غير تقييد بركعتى الفجر).
قلتُ: يقصد حديث قدامة بن عبد الله عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة قالت: (دحلت عليَّ امرأة من اليهود
…
) وذكرت قصة؛ وفى آخرها: فما صلى - يعنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد يومئذ صلاة إلا قال: في دبر كل صلاة: رب جبريل وميكائيل وإسرافيل: أعذنى من حر النار، وعذاب القبر).
أخرجه النسائي [1345]- واللفظ له - وأحمد [6/ 61]، وغيرهما؛ وسنده مغموز، والمحفوظ عن عائشة: هو أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول نحو هذا الدعاء إذا افتتح صلاته بالليل: كما أخرجه مسلم [770]، وأبو داود [767]، والترمذى [3420]، والنسائى [1625]، وابن ماجه [1357]، وأحمد [6/ 156]، وجماعة وهو مخرج في "غرس الأشجار".
4780 -
ضعيف: علقه البخارى [6/ 2689/ طبعة البغا]، ووصله النسائي [3460]، وابن ماجه [188، 2063]، وأحمد [6/ 46]، والحاكم [2/ 523]، وابن راهويه [731، 2209]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1514]، وابن أبى عاصم في السنة [1/ رقم 625]، والسهمى في "تاريخه"[ص 389]، والبيهقى في "سننه"[15019، 15020]، وفى "الاعتقاد"[ص 85]، وفى "المعرفة"[عقب رقم 4772]، وفى الأسماء والصفات [رقم 385/ طبعة الحاشدى]، والطبرى في "تاريخه"[12/ 3]، واللالكائى في "شرح السنة"[3/ رقم 689]، وأبو الشيخ في العظمة [2/ 536]، وابن بطة في "الإبانة"[3/ رقم 85]، وأبو سعيد الدارمى في النقض [ص 315]، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 273]، والآجرى في الشريعة [رقم 660، 661]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 181]، والإسماعيلى في "المعجم" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [رقم 12]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3480/ طبعة دار الفاروق]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 2]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه
…
وهو عند الحاكم والخطيب والواحدى والإسماعيلى مثل سياق المؤلف؛ وهو رواية لابن ماجه والبيهقى في "سننه" والطبرى؛ وهو عند الباقين باختصار دون شكوى خولة بنت ثعلبة.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال ابن عساكر: "صحيح أخرجه النسائي
…
" وقال الحافظ في "التغليق" [5/ 338 - 339]: "هذا حديث صحيح، وتميم وثقه ابن معين وغيره" وقبله قال صاحب "البدر المنير" [8/ 145]:"هذا الحديث صحيح".
قلتُ: وهو كما قالوا جميعًا، لولا أن في النفس من عنعنة الأعمش، ولم أجده صرح بالسماع في جميع طرقه التى وقفت عليها، وهو إمام التدليس، وبعض أصحابنا يجازف ويجعل تدليسه في القلة: من قبيل تدليس الزهرى والثورى والحسن البصرى وهؤلاء السادة، كأنه ما وقف على قول المغيرة بن مقسم:"ما أفسد أحد حديث الكوفة إلا أبو إسحاق - يعنى السبيعى، وسليمان الأعمش" يعنى للتدليس، كما قاله الحافظ في ترجمة أبى إسحاق من "تهذيبه"[8/ 58]، وقول المغيرة ثابت عند الإمام أحمد في "العلل"[1/ 244/ رواية عبد الله].
نعم: رواية شعبة والقطان - وحدهما - عن الأعمش فيما عنعن فيه أو لم يذكر فيه سماعًا؛ فلها شأن آخر، ولم أر أحد الرجلين قد روى هذا الخبر عن أبى محمد الأسدى، لكن ربما قوى الحديث: تعليق البخارى له مجزومًا به، ومعلقات البخارى المجزوم بها صحيحة عند جماعة كالمنذرى وغيره، وفى ذلك على إطلاقه نظر لا يخفى.
والتحقيق أن تلك المعلقات صحيحة إلى من علق عنه، ويبقى النظر فيمن أبرز من رجال ذلك الحديث المعلق، كما يقول الحافظ في مقدمة "الفتح"[ص 17]، وهذا الحديث علقه البخارى قائلًا: (وقال الأعمش: عن تميم عن عروة عن عائشة قالت
…
) فخلصنا إلى أنه صحيح إلى الأعمش؛ ويبقى النظر في الأعمش ومن فوقه؛ فنظرنا: فإذا الأعمش حافظ الكوفة، الإمام العدل الحجة الزاهد المقرئ ليس فيه مغمز يضر حديثه سوى إكثاره من التدليس، وقد عنعنه هنا، ومن فوقه ثقات مشاهير، فليس الحديث عندى بهذا الإسناد إلا معلولا، =
4781 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبدة، عن هشامٍ، عن صالح بن ربيعة بن هديرٍ، عن عائشة، قالت: أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فقمت، فأجفت الباب بينى وبينه، فلما رَحُبَ عنه، قال:"يَا عَائِشَة، إِنَّ جِبْرِيلَ يقْرِئُكَ السَّلامَ".
4782 -
حَدَّثَنَا عباد بن موسى، حدّثنا ابن المبارك، أخبرنيه يونس، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ، توضأ وضوءه للصلاة، فإذا أراد أن يأكل غسل يديه، ثم أكل.
= اللَّهم إلا أن يؤثر تصحيحه عن أحد نقاد الصنعة من المتقدمين كأحمد وابن معين وابن المدينى والبخارى وشيخهم القطان وصاحبه ابن مهدى وغيرهم من تلك البابة؛ فنقف بذلك على صحة الحديث البتة وإن عنعنه الأعمش.
أما تصحيح صاحب "المستدرك" ومن تابعه؛ فليس بشئ عندى مع وضوح العلة المذكورة آنفًا، وأنا أستخير الله في تضعيف هذا الحديث، ولأصل قصة خولة شواهد قد ذكرناها في كتابنا:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4781 -
صحيح المرفوع منه فقط: أخرجه النسائي [3952]، والطبرانى في "الكبير"[23 رقم 97]، وغيرهما من طريق عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن صالح بن ربيعة بن هدير عن عائشة به.
قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين سوى صالح بن ربيعة بن هدير، ولم يرو عنه سوى هشام بن عروة وحده، وانفرد ابن حبان ذكره في "الثقات"[5/ 456]، وهو متساهل جدًّا في توثيق تلك الطبقة من أغمار التابعين.
لكن للحديث طريق آخر: يرويه الشعبى عن أبى سلمة عن عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن جبريل يقرئك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله) أخرجه البخارى [5898]، والترمذى [2693]، وأحمد [6/ 112، 208]، وجماعة كثيرة.
وتوبع عليه الشعبى، تابعه الزهرى على مثله في سياق أتم عن أبى سلمة عند البخارى [3557، 5848]، وغيره
…
والله المستعان.
4782 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4522].
4783 -
حَدَّثَنَا عباد بن موسى، حدّثنا ابن المبارك، أخبرنى يونس، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا وَدفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَكفَّارَتُهُ كفَّارَةُ يَمِينٍ".
4783 - صحيح: أخرجه أبو داود [3290، 3291]، والترمذى في "جامعه"[1524]، وفى "العلل"[رقم 275]، والنسائى [3835، 3836، 3837، 3838]، وأحمد [6/ 247، 247]، وابن ماجه [2125]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 176]، وأبو القاسم البغوى في "حديثه"[رقم 22]، والبيهقى في "سننه"[19846، 19847، 19848]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 177]، والفسوى في "المعرفة"[3/ 124]، وغيرهم من طرق عن يونس بن يزيد الأيلى عن الزهرى عن أبى سلمة عن عائشة به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قال النسائي: "وقد قيل: إن الزهرى لم يسمع هذا من أبى سلمة".
قلتُ: بل لم يسمعه جزمًا، وقال الترمذى:"هذا حديث لا يصح؛ لأن الزهرى لم يسمع هذا الحديث من أبى سلمة" ثم نقل عن أبى عبد الله الجعفى أنه قال: "روى غير واحد منهم: موسى بن عقبة وابن أبى عتيق عن الزهرى عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث هو هذا".
وقال الترمذى أيضًا في "علله": "سألت محمدًا - يعنى به البخارى - عن هذا الحديث، فقال: روى ابن المبارك - يعنى من رواية عبدان عنه - وهى عند الفسوى وعند البيهقى - عن يونس عن الزهرى قال: أخبرت عن أبى سلمة عن عائشة، وروى موسى بن عقبة وابن أبى عتيق عن الزهرى عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عائشة
…
وسليمان بن أرقم ذاهب الحديث".
قلتُ: قد اختلف في إسناده على الزهرى على ألوان، والمحفوظ عنه هو ما صححه البخارى وجماعة: وأخرجه أبو داود [3292]، والترمذى [1525]، والنسائى [3839]، وجماعة كثيرة من طريق سليمان بن بلال عن ابن أبى عتيق وموسى بن عقبة كلاهما عن ابن شهاب عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن عائشة به.
قلتُ: وآفة هذا الطريق: هي سليمان بن أرقم، وبه أعله البخارى كما مضى، ومثله النسائي عقب روايته، وقد خولف في إسناده أيضًا، وكذا اختلف فيه على ابن أبى كثير، والمحفوظ عنه أنه يرويه عن محمد بن الزبير الحنظلى عن أبيه عن عمران بن حصين به. =
4784 -
حَدَّثَنَا عمرو بن محمدٍ الناقد، حدّثنا أبو أحمد الزبيرى، حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفى، حدّثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء، ولا سمر بعدها.
= وابن الزبير هذا تالف الرواية، وقد اضطرب في إسناده أيضًا، ولا يصح هذا الحديث من تلك الوجوه كلها، لكن له طريق آخر أخرجه الطحاوى في "المشكل"[5/ 172]، بإسناد مستقيم إلى حفص بن غيات عن ابن محيريز - وهو عبد الله المكى - عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا:(من نذر أن يطيع الله عز وجل فليطعه؛ ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه، يكفر عن يمينه) وسنده تقوم به الحجة، وقد أعل بما لا يقدح كما شرحناه في "غرس الأشجار" وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه
…
ثبت منها حديث ابن عباس عند ابن الجارود [935]، وحديث عقبة بن عامر عند مسلم وأبى داود والترمذى والنسائى وجماعة كثيرة بلفظ:(كفارة النذر كفارة اليمين) وهذا عام يشمل نذر المعصية وغيره؛ وقد استوفينا تخريج حديث عائشة مع أحاديث الباب بـ كتابنا "غرس الأشجار".
4784 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [702]، وأحمد [6/ 264]، والبيهقى في "سننه"[1962]، والطيالسى [293/ عون المعبود]، وأبو نعيم الملائى في كتاب (الصلاة) كما في "الإعلام" لملغطاى [1/ 1076]، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهانى في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبى نعيم الفضل بن دكين"[رقم 20]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفى عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة به
…
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 108]: "هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات".
قلتُ: وسبقه مغلطاى إلى تصحيحه في "شرح ابن ماجه"[1/ 1075]، وحسَّنه الإمام في "الثمر المستطاب"[1/ 73]، وفى كل ذلك نظر عندى، ومدار إسناده: على (عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفى) وهو شيخ مختلف فيه، وجمهور النقاد على تليينه، بل جعله أبو حاتم الرازى من بابة:(طلحة بن عمرو) و: (عمر بن راشد)، وهذان تركهما جماعة، وقال البخارى:"فيه نظر" وهذا جرح شديد في الغالب، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه.
نعم: للحديث طرق أخرى عن عائشة به نحوه
…
وأقواها: ما رواه جعفر بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ينام قبلها، ولا يتحدث بعدها) أخرجه ابن حبان [5547]، وظاهر سنده الصحة، إلا أنه معلول بما ذكرناه في "غرس الأشجار". =
4785 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرنى أفلح بن حميدٍ، أنه سمع القاسم بن محمدٍ يحدث، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واقع أهله ولم يغتسل حتى أصبح، ثم اغتسل، وصلى، وصام يومه ذلك.
4786 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى، حدّثنا بشر بن بكرٍ، حدثنى الأوزاعى، حدثنى يحيى بن أبى كثيرٍ، حدثنى أبو سلمة، حدثتنى عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة.
4787 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى، حدّثنا بشر بن بكرٍ، حدثنى الأوزاعى، حدثنى
= لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. من أصحها حديث أبى برزة الأسلمى: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يكره النوم قبلها؛ والحديث بعدها) أخرجه الشيخان؛ ويأتى عند المؤلف [برقم 7425]، وقد استوفينا تخريج أحاديث الباب في كتابنا:"غرس الأشجار".
4785 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 4705].
4786 -
صحيح: أخرجه البخارى [594]، ومسلم [724، 738]، والنسائى [1780]، وأحمد [6/ 52، 81، 128، 189، 249، 279]، والدارمى [1474]، وابن خزيمة [1102]، وابن حبان [2634]، وابن راهويه [1049، 1146]، وأبو عوانة [رقم 1718، 1719]، وجماعة من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به .. وزاد ابن حبان والدارمى وأحمد وأبو عوانة والنسائى ومسلم والبخارى في آخره:(من صلاة الصبح) وهو رواية لابن خزيمة وابن راهويه؛ وهو عند ابن حبان وابن خزيمة والدارمى في سياق أتم في أوله: وهو رواية لمسلم وابن راهويه وأحمد وأبى عوانة.
قلتُ: وقد توبع عليه ابن أبى كثير: تابعه عراك بن مالك على نحوه في سياق أتم عند البخارى [1106]، وجماعة.
وللحديث طرق عن عائشة به نحوه
…
قد استوفيناها في "غرس الأشجار".
4787 -
صحيح: أخرجه أبو دود [1336]، ابن ماجه [1358]- ولم يسق لفظه - وأحمد [6/ 83]، وابن حبان [2431، 2610]، والبيهقى في "سننه"[4455]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 123]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 465]، وغيرهم من طرق =
الزهرى، حدثنى عروة بن الزبير، حدثتنى عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فيما بين صلاة العشاء الآخرة إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعةً يسلم بين كل ثنتين، ويوتر بواحدةٍ، ويمكث في سجوده بقدر ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً، فإذا سكت المؤذن الأول لصلاة الفجر، قام، فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن.
4788 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروفٍ، حدّثنا ابن وهبٍ، حدثنى عبد الله بن عمر، عن أبى النضر، عن أبى سلمة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج ليلةً من رمضان إلى المسجد بعد العشاء، فصلى، فرآه ناسٌ فصلوا بصلاته، فلما كانت الثانية خرج أيضًا، فرآه الناس فثابوا وكبروا وصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الثالثة ملئ المسجد، فلم يخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلوا كأنهم يُؤْذنونه ليخرج إليهم، فقال:"يَا عَائِشَةُ، مَا بَالُ النَّاسِ؟ " فقلت: يا رسول الله، صلوا معك هاتين الليلتين، فأحبوا أن تخرج إليهم، ثم
= عن الأوزاعى [وقرن معه ابن أبى ذئب عند أبى داود وابن ماجه وابن عبد البر]- عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه.
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 206]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، روى مسلم بعضه من حديث عائشة، ورواه النسائي في "الكبرى" عن قتيبة عن مالك عن الزهرى .. ".
قلتُ: وهو كما قال؛ لكن ما كان له أن يحشره في (زوائد ابن ماجه)؛ لأن الحديث بنحو سياق ابن ماجه: ثابت عند أبى داود كما مضى؛ وكلاهما قد رواه من طريق الأوزاعى وابن أبى ذئب كلاهما عن الزهرى به
…
ورواية ابن أبى ذئب وحده قد مضى تخريجها فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم 4752]، وقد رواه مالك ومعمر وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث وغيرهم عن الزهرى به نحوه مع اختلاف بينهم في سياقه
…
ورواياتهم مخرجة في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
4788 -
صحيح: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن عمر، وهو العمرى الزاهد، وباقى رجاله ثقات محتج بهم في "الصحيح" وأبو النضر هو سالم بن أبى أمية القرشى الثقة النبيل.
وتوبع عليه أبو النضر عن أبى سلمة: =
خرج إليهم، فقال:"أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ دَوْمُهَا وَإِنْ قَلَّ، مَا زِلْتُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ"، قالت عائشة: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إحدى عشرة قائمًا، وركعتين جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع، ثم يوتر بواحدةٍ. قال أبو سلمة: فقلت: كيف كانت صلاته في شهر رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في شهر رمضان على هذا.
= 1 - تابعه محمد بن إبراهيم بن الحارث على نحوه في سياق أتم دون قول عائشة وأبى سلمة في آخره
…
أخرجه أحمد [6/ 267]، وابن نصر فى "قيام رمضان"[7]، من طريق ابن إسحاق قال: حدثنى محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح.
2 -
وتابعه محمد بن عمرو بن علقمة على نحوه باختصار دون قول عائشة وأبى سلمة في آخره، وكذا دون قوله:(ما زلتم حتى خشيت أن تكتب عليكم) وزاد في آخره: (وكان إذا صلى صلاة أثبتها).
أخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 195]، وأحمد [6/ 61]، من طريقين عن محمد بن عمرو به.
قلتُ: وهذا إسناد حسن أيضًا.
3 -
ورواه سعيد المقبرى عن أبى سلمة عن عائشة باختصار: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجر حصيرًا بالليل فيصلى، ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيصلون بصلاته حتى كثروا؛ فأقبل فقال: يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام، وإن قل).
أخرجه البخارى [5523]- واللفظ له - ومسلم [782]، وأبو دود [1368]- وعنده باختصار - والنسائى [762]، وأحمد [6/ 40]، وابن خزيمة [1626]، وابن حبان [1453]، والحميدى [183]، والبيهقى في "سننه"[5019]، و [5020]، وفى "المعرفة"[رقم 1453]، وأبو عوانة [رقم 2456]، وجماعة كثيرة.
ورواه جماعة آخرون عن أبى سلمة
…
ولكن مختصرًا جدًّا ببعض فقراته فقط. =
4789 -
حَدَّثَنَا عمرو الناقد، حدّثنا معمر بن سليمان الرقى، حدّثنا خصيفٌ، عن مجاهدٍ، عن عائشة، قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير، والذهب، والشرب في آنية الفضة، وعن الميثرة الحمراء، قالت عائشة: قلت: يا رسول الله، شئٌ ذفيفٌ من الذهب يربط به المسَك؟! قال:"اجْعَلِيهِ فِضَّةً، وَصَفِّرِيهِ بشىْءٍ مِنْ زَعْفَرَانَ".
= وللحديث طرق أخرى عن عائشة به جميعًا مفرقًا، وقد استوفينا طرقه وشواهده في "غرس الأشجار" وهو حديث صحيح ثابت بسياق المؤلف جميعًا.
4789 -
ضعيف بهذا التمام: أخرجه أحمد [6/ 33، 228]، وابن راهويه [1194، 1867]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 71]، وابن عساكر في "تاريخه"[16/ 382]، وغيرهم من طرق عن خصيف بن عبد الرحمن عن مجاهد عن عائشة به نحوه
…
وزاد أحمد في رواية: (ولبس القسى) بعد قوله: (وعن الميثرة الحمراء) وليس عند ابن راهويه شئ من الأشياء المنهى عنها، وهو رواية لأحمد.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [5/ 259]:"رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه خصيف وفيه ضعف، ووثقه جماعة".
وهو كما قال؛ لولا أنه أوهم أن الجمهور على توثيقه، بل العكس هو الصواب، فقد تكلموا فيه لسوء حفظه، وانفراده عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، وروى بأخرة أحاديث منكرة أيضًا، كما قاله الإمام أحمد، وهو لا يحتمل له التفرد عن مثل مجاهد أصلًا، هذا مع إكثاره من الرواية عنه، وله عنه مناكير لا تطاق، أظن هذا الحديث منها.
ولشطره الثاني طريق آخر عن عائشة قالت: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليَّ سوار من ذهب؛ فقال: أفلا أدلك على ما هو خير لك من هذا وأحسن؟!
قلتُ: بلى، قال: تجعلينه ورق، ثم تخلقينها فتكون كأنه ذهب) أخرجه البزار في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[عقب رقم 5593]، من طريق صالح بن أبى الأخضر عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
قال البزار: "لا نعلمه رواه بهذا السند إلا صالح".
قلتُ: وهو غير صالح، لاسيما في الزهرى، وبه أعله البوصيرى، والهيثمى في "المجمع"[5/ 265]. =
4790 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالحٍ، حدّثنا شريكٌ، عن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: مَن حدَّثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائمًا، فكذَّبْه، إنى رأيته يبول قاعدًا.
= والخبر منكر من هذا الطريق؛ ولذلك الشطر شاهد نحو السياق الماضى: من حديث أبى هريرة عند أحمد [9675]، والطحاوى في "المشكل"[12/ 108]، والنسائى [5142]، وغيرهم.
وفى سنده مجهول، وبه أعله الطحاوى عقب روايته، وشاهد ثان من حديث أم سلمة عند الطبراني في "الكبير"[24/ رقم 457]، وسنده منكر.
ثم رأيت النسائي [5143]، قد روى الحديث من طريق عمرو بن الحارث المصرى عن الزهرى عن عروة عن عائشة به مثل: رواية صالح بن أبى الأخضر عن الزهرى، وعمرو ثقة حافظ؛ لكن جزم النسائي عقب روايته بكونه غير محفوظ، يحنى متصلًا؛ فقد رواه معمر وغيره عن الزهرى به مرسلًا، ورواية معمر عند عبد الرزاق [19944].
وهذا المرسل هو الصواب عن الزهرى كما شرحناه في "غرس الأشجار" ولا يصح من هذا الحديث سوى شطره الأول في النواهى، فله شواهد عن جماعة من الصحابة به
…
مضى منها حديث على [276، 304، 329، 413، 414، 415، 420، 537، 601، 603، 604، 605]، وحديث ابن عباس [برقم 2724، 2711]، ومنها حديث أم سلمة الآتى [6882]، وهى شواهد مفرقة؛ والحديث صحيح ثابت دون شطره الثاني، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".
• تنبيه: قال ابن عدى عقب روايته: "وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن خصيف غير معمر بن سليمان".
قلتُ: كلا، بل تابعه محمد بن سلمة، ومروان بن شجاع وغيرهما.
4790 -
صحيح: أخرجه الترمذى [12]، وابن ماجه [307]، والنسائى [29]، والطيالسى [1515]، وابن أبى شيبة [1323]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 267]، وابن حبان [1430]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 366]، وغيرهم من طرق عن شريك بن عبد الله النخعى عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به نحوه.
قال الترمذى: "حديث عائشة أحسن شئ في الباب وأصح".
قلتُ: وقد تُعقِّب الترمذى بكون الحديث من طريق شريك القاضى، وسوء حفظه مما سارت به الركبان، فكيف يكون الحديث أحسن شئ وأصح في هذا الباب؟! =
4791 -
حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عاصمٍ، قال: حدثنى موسى بن أعين الحرانى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى بالليل تسع ركعاتٍ.
* * * * *
آخر المجلد السادس، ويليه المجلد السابع، وأوله:
بقية مسند عائشة - رضى الله عنها.
= كذا قال بعضهم، وليس بشيء؛ والأمر كما قاله الترمذى؛ إذ إن شريكًا لم ينفرد به، بل تابعه: 1 - الثورى عن المقدام عن أبيه عن عائشة قالت: (من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائمًا فلا تصدقه؛ ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا منذ أنزل عليه القرآن).
أخرجه أحمد [6/ 136، 192، 213]، والحاكم [1/ 290، 295]، والبيهقى في "سننه"[494]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 267]، وابن راهويه [1570]، وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 8]، وأبو عوانة [رقم 377]، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"[رقم 101]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 86]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 151]، وغيرهم من طرق عن الثورى به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلتُ: وليس كما قال، وقد تعقبه مغلطاى في "الإعلام"[1/ 91]، بكون المقدام وأبيه ليسا من شرط البخارى، ولو أن الحاكم قال:"على شرط مسلم" لكان صوابًا.
2 -
وتابعه أيضًا إسرائيل بن يونس عن المقدام عن أبيه قال: سمعت عائشة تقسم بالله: ما رأى أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائمًا منذ أنزل عليه الفرقان).
أخرجه الحاكم [1/ 295]، وعنه البيهقى في "سننه"[495]، وسنده صحيح إليه.
والحديث حسنه النووى في "الخلاصة"[1/ 158]، وقال في "المجموع" [2/ 84]:"إسناده جيد، وهو حديث حسن" وقد استوفينا الكلام عليه، مع الرد على مَنْ غمز صحته في كتابنا:"غرس الأشجار".
4791 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4737].